فضيحة اوباما .. ولماذا تدعم أمريكا اسرائيل ؟
هناك من يعتقد أن السياسة الأمريكية الخارجية تجاه الشرق الأوسط ومشكلة الصراع العربي الإسرائيلي هي نتيجة الضغط الذي يمارسه اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل والحقيقة أن الوضع أكثر تعقيدا من ذلك لأن هناك صراعا بين عدد كبير من القوى داخل الولايات المتحدة للسيطرة على السياسات الخارجية , فمن غير المعقول أن يتحكم اللوبي اليهودي في مصير 300 مليون أمريكي وإذا كان كذلك فما بال الأمم الأخرى التي تدعم إسرائيل وماهي مصالحها من وراء هذا الدعم ؟
وبعض المفكرين يعتقد أن الحرب على الإرهاب لها علاقة بإسرائيل وأن المستفيد الأول والأخير هي إسرائيل , معللين هذا القول بالنتائج التي تحققت على الأرض لصالح إسرائيل وعكس طموحات العرب والمسلمين واستفادت إسرائيل من تبديل وتحويل الأفكار حول " المقاومة المشروعة " وجعلتها في أعين الكثيرين إلى مقاومة غير مشروعة . وبذلك استطاعت إسرائيل من تشويه صورة منظمتي " حماس " و" الجهاد الإسلامي " فالاتحاد الأوروبي تبنى قرارا بضمهما إلى المنظمات التي ترعى الإرهاب في الوقت الذي لم تنتهي المنظمة الدولية من تعريف الإرهاب , وينبغي أن نعترف هنا بتفوق إسرائيل في السياسة أيضا وفشل الطرف الآخر في هذا المجال فبعض المفكرين والمنظرين من أبناء جلدتنا الذين قاموا بطرح وثيقة جنيف لدعم خارطة الطريق وهم يخدمون أهداف إسرائيل في المحافل الدولية وهي في نفس الوقت لاتزال تبني جدار الفصل العنصري وتهدم البيوت وتعتقل الناشطين وتفرض الحصار وتغتال القيادات ورغم كل ذلك نرى المبعوثين من الدول العربية قبل الغربية تسعى لتقريب وجهات النظر لإعادة المفاوضات إلى مسارها حتى بعد مأساة مفاوضات أوسلو التي قدمت لإسرائيل الكثير من المكاسب وبعدما أنكشف زيف هذه المفاوضات ابتكرت اللجنة الرباعية مايسمى بخارطة الطريق التي تسميها إسرائيل بخارطة الطرق وشتان بين الطريق والطرق لذا تخلت حركة فتح عن الاستمرار في مفاوضات أوسلو حيث أيقنت عدم جدوى هذه الاتفاقية في ظل المعطيات الحالية وانقسمت الحركة إلى قسمين قسم يفضل العمل المسلح لتحرير الأرض وقسم آخر يتبنى المفاوضات لتطبيق خارطة الطريق فاللجنة الرباعية تريدها طريقا واحدا يحقق دولتان فلسطينية وإسرائيلية تعيشان بسلام أما إسرائيل تريدها عدة طرق وبمسارات متعددة فالطريق اللبناني والطريق السوري والطريق الفلسطيني الذي تريده أن يتشعب إلى عدة مسارات ومنها مسار أو طريق كل منظمة تعمل على أرض فلسطين مثل مسار فتح ومسار حماس ومسار الجهاد وهكذا دواليك وإذا استطعنا أن نقول أن اتفاقية كامب ديفيد الأولى حققت السلام بين مصر وإسرائيل وأرست الكيان الإسرائيلي بل أرست الدولة الصهيونية بإعطائها الأمان بمعاهدة سلام , فإسرائيل تريد المفاوضات بمنطق الذي يتكلم ولا يفعل أي ليس له عهد ولا ذمة أي تريد أن توقع على الاتفاقيات ولا تلتزم بها وما سر الهدوء على الجبهات المصرية والسورية والأردنية إلا هدنة بين هذه الدول وبين إسرائيل فرضتها الظروف الخاصة لكل دولة حتى وإن لم يتفق على بعضها رسميا الأمر الذي يخدم مصالح إسرائيل التي ستقوم يوما ما بإعادة احتلالها بعد أن تسيطر على الفلسطينيين أو تحتويهم بمخططاتها السياسية والعسكرية المبنية على سياسة النفس الطويل وما الحرب على العراق إلا لخدمة المصالح اليهودية فمبررات الحرب كانت لتدمير أسحله الدمار الشامل ثم أصبح الاحتلال أمرا واقعا فهي رسالة لتأكيد حماية إسرائيل وتأصيل وجودها في المنطقة بل لتصبح شرطي أمريكا في المنطقة وزادت من تعقيدات حل مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي بالمفاوضات وتريده أن يكون صراعا فلسطينيا إسرائيليا لايعني باقي الدول العربية في شيء وهو سر الالتفاف على سوريا للدخول في المفاوضات دون شروط وهي من أعظم الخدمات التي تقدمها أمريكا " الأم الحنون" لربيبتها إسرائيل ولخدمة الصهيونية العالمية وهي بذلك أصبحت راعية للحرب وليست راعية للسلام وما الحرب على أفغانستان إلا بداية حلقة تتبعها حلقات فالعراق إحداها وربما دول أخرى هي على الطريق وهي الحرب التي رسمت من اجل بقاء إسرائيل في المنطقة لتضمن مصالحها الاقتصادية والسياسية , بعد ما أتضح للمحافظين الجدد أن الشعوب العربية تفرز إرهابيين ولو نفر قليل غيروا مسار العالم ومسار أمريكا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمير2001 , فالعالم كله تغير بعد هذا التاريخ والركود الاقتصادي العالمي أطل برأسه المخيف على دول العالم المتقدمة قبل النامية وإن كان الاقتصاد الأمريكي قد تأثر بهذا الحدث الأمر الذي جعل الحكومة الأمريكية تبحث عن مصالحها وإعادة هيبتها بين الأمم واستغلت إسرائيل كل ذلك لخدمة مصالحها وأهدافها وأمريكا أصبحت كالأسد الجريح الذي يريد أن يحمي عرينه ويبقى ملك الغابة وأخذت تبطش بالضعيف ليخاف منها القوي فسياسة الضربات الوقائية أكبر دليل على ذلك فهي تريد إحاطة حدودها بحزام أمني يمنع أي عمل آخر شبيه حتى وأن شهد العالم حرب عالمية ثالثة.
فطالما تعتقد أن الخطر لازال قائم فلن تتوانى عن ضرب أي هدف تعتقد أنه يحقق لها الأمن حتى ولو في إستعمار القمر والمريخ وما سر دعمها لإسرائيل إلا لإشغال العالم العربي والإسلامي بمشكلة إسمها الصراع العربي الإسرائيلي وهي في نفس الوقت تحقق أطماع لها في شتى أصقاع العالم وبذلك تسعى لضرب عصفورين بحجر أولا أن تشغل اليهود في حروب مع العرب والمسلمين وثانيا ضمان إستمرار بقاء رؤوس الأموال والخبرات اليهودية لدعم إقتصادها وكذلك للسيطرة على مصادر الطاقة في كل أنحاء العالم , ومن المعروف أن عجلة الاقتصاد الأمريكي يزدهر بالحروب والنزاعات والشاهد على ذلك التدخل في كوبا وكوريا ومساعدة إسرائيل في حرب 67م وحرب 73م والتدخل في لبنان وحرب فيتنام والتدخل في الصومال والبوسنة والهرسك وصربيا ودعم العراق في حربها على إيران وتحرير الكويت بضرب العراق ومساعدة الأفغان في جهادهم ضد الاتحاد السوفيتي حتى إنهيار هذا الاتحاد وضرب أفغانستان والحرب على العراق وإحتلالها ,وأثر ذلك على إقتصادها .
إذن لابد أن تستمر هذه الحروب...... لماذا....؟ لدعم تطوير وتشغيل مصانع السلاح التي تساهم في التنمية ومن المعروف أن تجارة الأسلحة هي التجارة الأولى في العالم وكذلك للتخلص من ترسانة الأسلحة القديمة ببيعها وتحقيق إيرادات إضافية لدعم الاقتصاد وكما اعتادت العقلية الأميركية على تسديد فواتير الحروب من اقتصاد الدول , فبترول العراق كفيل بسداد نفقات الحرب كاملة غير منقوصة هذا عوضا عن التمركز في مواقع إستراتيجية جديدة لتحقيق انتشار سريع للقوات يخيف باقي الدول منها فوجودها في أفغانستان سيجعل باكستان والهند وروسيا والصين تعمل ألف حساب لهذا التواجد القريب من الحدود وبذلك يكون حزامها الأمني في اتساع مستمر حتى يشمل العالم كله .
شاهد الفيديو حتى النهاية للوقوف على تفاصيل اكثر
ردود على "فضيحة اوباما .. ولماذا تدعم أمريكا اسرائيل ؟"
أترك تعليقا