‏إظهار الرسائل ذات التسميات سوريا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سوريا. إظهار كافة الرسائل

خطة "خشب الدلب" "Timber Sycamor". لدعم المجموعات المسلحة ضد الحكومة السورية

حين أعطى الرئيس الأميركي باراك أوباما موافقته على بدء تسليح وكالة الاستخبارات المركزية مسلحي ما تسمى  " المعارضة " في سوريا عام 2013 كانت الـ"سي آي أي" تدرك أن لديها شريكاً مستعداً لتمويل عمليتها السرية. ذلك الشريك ليس سوى مملكة بني سعود التي موّلت بمليارات الدولارات خطة واشنطن لدعم المجموعات المسلحة ضد الحكومة السورية والتي أطلق عليها الأميركيون تسمية "خشب الدلب" "Timber Sycamor".
خطة واشنطن لدعم المجموعات المسلحة ضد الحكومة السورية والتي أطلق عليها الأميركيون تسمية "خشب الدلب" "Timber Sycamor".
الاتفاق الذي لا يزال معمولاً به منذ ذلك الحين بمعزل عن الخلاف ( الأميركي - السعودي ) حول الاتفاق النووي الإيراني، كشفت عنه صحيفة "نيويورك تايمز" في سياق تحقيق عن آخر فصول علاقة التعاون الممتدة لعقود بين أجهزة الاستخبارات في واشنطن والرياض.
التحقيق الذي كشف عن مدى الشراكة ( السعودية ) في حرب الاستخبارات السرية ودعمها المالي المباشر استند إلى شهادات ومقابلات مع عدد من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين ومصادر في عدد من دول الخليج الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن اسمهم لأنهم ممنوعون من الإدلاء بأي تصريح حول البرنامج المذكور.
بحسب مسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة الأميركية فإن الاتفاق يقضي بتوفير المملكة للسلاح ومبالغ كبيرة من الأموال مقابل قيام السي آي اي بتدريب المسلحين. وبالرغم من عدم الكشف عن حجم مساهمة بني سعود، إلى جانب كل من مشيخة قطر والنظام التركي والأردن، في البرنامج إلا أن التقديرات أشارت إلى بضعة مليارات الدولارات.
"نيويورك تايمز" عادت إلى ما قبل الاتفاق بعام حين ساعدت الاستخبارات المركزية الأميركية نظيرتها المملكة بقيادة الأمير بندر بن سلطان آنذاك على إتمام صفقة لشراء مئات أسلحة الكلاشينكوف من طراز "اي كي 47" روسية الصنع وملايين الطلقات من الذخائر من أوروبا الشرقية لصالح المقاتلين في سوريا.
لكن رغم ذلك ظلت "سي آي اي" في أغلب الأحيان على هامش ما كان يجري عند الحدود التركية السورية التي شهدت تدفقاً للسلاح والأموال من قبل دول خليجية باتجاه مسلحين عبر مسؤولون أميركيون عن قلقهم من وجود ارتباطات لبعضهم بالجماعات المتطرفة كالقاعدة.
هنا تنقل الصحيفة عن مسؤولَين أميركيين سابقين أن الجنرال ديفيد بترايوس التقى في أواخر عام 2012 بمسؤولين استخباراتيين في عدد من دول الخليج في الأردن، وخلال اللقاء وجه بترايوس انتقاداً لهؤلاء لإرسالهم السلاح إلى سوريا دون تنسيق في ما بينهم أو مع ضباط السي آي اي في الأردن وتركيا.
بعد مرور أشهر على ذلك اللقاء أعطى أوباما الضوء الأخضر لبدء عملية "خشب الدلب" لتسليح وتدريب المسلحين في قاعدة في الأردن بشكل مباشر. فكان الاتفاق على أن تقود السي آي اي عملية التدريب فيما " الاستخبارات السعودية " تقدم المال والأسلحة بما فيها صواريخ "تاو" المضادة للدروع.


وعلى الرغم من اعتبار أوباما الأمر بمثابة نقطة لصالحه في الكونغرس إلا أن الاتفاق أثار تساؤلات في أوساط بعض أعضائه حول الأسباب التي تجعل وكالة الاستخبارات بحاجة للمال " السعودي " في هذه العملية. ووفق الصحيفة، فإن السيناتور الديمقراطي رون ويدن كان من بين هؤلاء، والذي جاء في بيان صادر عن مكتبه "أن المسؤولين الأميركيين أعلنوا عن محاولة الولايات المتحدة من أجل بناء قدرات قتالية لدى القوى المعارضة للحكومة السورية لكنهم لم يكشفوا بالتفاصيل عن كيفية حصول ذلك والوكالات الأميركية المعنية أو الشركاء الذين تعمل معهم هذه الوكالات"
  .  


https://telegram.me/tartous

https://web.facebook.com/Victories.Syrian.Arab.Army

الاخبارية السورية - البث المباشر

Live Streaming Of Syrian News Channel

امير قطر .. قاتل او مقتول


وصلنا ومن مصادر موثوقة للغاية
امير قطر يستعد لتسليم اخيه الحكم بدلا عنه وان يولي أدباره هاربا في حال لم تنجح مكائده بالإطاحة بالرئيس السوري بشار ألأسد
وعليه فقد دفع أمير قدر أموالا طائلة ثمنا لإطلاق مساجين سوريين في العراق وقد تم تسليحهم على احدث طراز أمريكي وارسلوا إلى سوريا وتحديدا مدينة حمص ليجعل منها بؤرة نزاع وجرح سوري دامي لتنطلق المؤامرة من قلب الداخل السوري
والمضحك بالموضوع ان الأمير وهب كيلومترات عدة من الأرض القطرية لممثلين ومخرجين أجانب وعرب لإقامة هياكل كرتونية مشابهة لمواقع سورية هامة ليقوم هذا الحشد الفني بتمثيل أفلاما من الاكشن لتعرض على التليفزيونات المستعربة على أنها التقطت من الأراضي السورية , هذا ونمتلك الحكومة السورية دلائل وأسماء وموقوفين .
أما الطريف بالآمر والمخزي معا أن هذه التمثيليات والفبركات باتت مفضوحة اذ يقوم طاقم التمثيل بإحداث مظاهرة سلمية ويقوم متخصص بطباعة ورقة بيضاء تعرض أمام الكاميرا تحمل عنوان الجمعة والمنطقة والشارع والتاريخ كدليل على ان هذه المظاهرة حقيقية
بينما تستغل هذه التمثيلية وتصور في اكثر من اتجاه وتطبع أوراق لأيام قادمة سلفا ॥ وهذا ما تثبته الأوراق
المتشابهة التي ترفع في المظاهرات المصطنعة المصورة قطريا وهي تحمل تواريخ لايام لم تنصل اليها زمنيا ॥ اي سابقة لتاريخ اليوم المراد تشويهه

حاول الأمير القطري ان يعوض على بعض التجار الخليجيين من خلال مكاتبه الخاصة بأموال بالتأكيد سيخسرونها من جراء أي حظر اقتصادي على سوريا متناسيا ان الحظر القادم على سوريا من الحدود التركية سيكون فاشلا لانه يعني حظرا على دول الخليج العربي لما لمركز سوريا من موقع الشريان التجاري لدول الخليج وأوروبا عبر الحدود التركية وسوريا الى الأردن والخليج
فهل سيتمكن الأمير القطري من التعويض لجميع هؤلاء التجار الخليجيين من الأموال القطرية
هذا السؤال ننتظر ان يجيب عليه الشعب القطري



Bookmark and Share

اذاعة دمشق : البث المباشر

اذاعة دمشق : البث المباشر
Live Streaming Of Damascus Radio Channel

الفضائية السورية - البث المباشر


Live Streaming Of Syrian Satellite Channel

اغنية للرئيس بوتين تتصدر الاغاني على مستوى العالم لليوم الرابع على التوالي

اغنية للرئيس بوتين تتصدر الاغاني على مستوى العالم لليوم الرابع على التواليالفيديو مباشرًا في: https://youtu.be/GT4DN_pgrno


اغنية للرئيس بوتين تتصدر الاغاني على مستوى العالم لليوم الرابع على التوالي

بوتين في الاليزيه بثابتة الاسد

بوتين في الاليزيه بثابتة الاسداعلن مصدرٌ دبلوماسيٌ فرنسيٌ اَنَ الرئيسين الفرنسي فرنسوا اولاند والروسي فلاديمير بوتين حاولا تقريبَ مواقفِهِما حولَ الازمةِ في سوريا.وقال المصدرُ نفسُه اِنَ اللقاءَ في باريس قبلَ قمةٍ حولَ اوكرانيا سمح "بمحاولةِ تقريبِ وِجهاتِ النظر حولَ الانتقالِ السياسي" في سوريا. واضاف اَنَ هولاند وبوتين "اجريا تبادلاً عميقاً في وِجهاتِ النظر على اساسِ الشروطِ الثلاثة" التي وضعتها فرنسا لاي تدخلٍ في سوريا وهي "ضربُ داعش واَمنُ المدنيينَ وانتقالٌ يستندُ الى اتفاقِ جنيف".

أطل الديك بنظرته : هنا كان الديك المعتدي رمزا للانسان

هنا كان الديك المعتدي رمزا للانسان المعتدي والمخرب السالب لحق غيرهوما ناله في القصيدة الا ما سينال الارهابيين في سوريا ومن لف لفيفهماترككم مع الكلمات :
.
.
.

" الديك أطل بنظرته "

 
 الديك أطل بنظرته
 من فوق جدار منهار
 
  ورأى بجوارحديقته
 ديكا يمشي باستكباري

يختال وينشر أجنحة  
 صفراء كمثل الدينار

وطئت قدماه له حرما 
 واختال كمشية جبار    

ياظالم عرج عن حرمي 
 واحذر فتكات الأحرار 

 وانقض عليه يمزقه  
  وجرت حرب في الدار

الريش يطير هنا وهنا 
  ودم الديكين به جاري     

حتى كلت عزماتهما  
وتغلب ذو الحق الضاري     

وتولى الظالم منهزما 
 بالخزي وفي ثوب عاري   

حتى لا ننسى جرائم الاخوان المسلمين في سوريا , مذكرات ايمن الشربتجي قائد اخواني!!


(((هذا جزء بسيط من الجرائم التي ارتكبتها عصابات الغدر والخيانة عصابات الاخوان المسلمين في سوريا وكما ذكرها قائد الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين ( أيمن الشربجي )في مذكراته وعلى لسانه وقد تناسى انه تم قتل الكثير من رجال الدين وتناسى ايضا تفجير الحافلات التي تقل المدنيين الى محافظاتهم وتناسى قتل عمال النظافة واليوم التاريخ يعيد نفسه نفس الارهاب ونفس الطريقة ونفس الجرائم تفجيرات واغتيالات وقتل وترويع فمن غيركم يا اخوان الشياطين يا اعداء الله والشعب يقوم بتلك الافعال الحقيرة )))
( تم حذف بعض الكلمات المسيئة وترك بعض الكلمات التي تدل على طائفيتهم )
(((اغتيال الدكتور محمد الفاضل)))
وقع اختيار القيادة على الدكتور محمد الفاضل رئيس جامعة دمشق وعضو القيادة القومية لحزب البعث ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية , وهو أكبر مشروع قانوني في الشرق الأوسط وأحد العقول المدبرة في الطائفة النصيرية , من أجل تنفيذ حكم الله فيه، فقد كلفني الأخ عبد الستار باستطلاعه، وقصر مهمتنا في هذه المرحلة على الاستطلاع فقط، وبعد أن تم استطلاعه استطلاعآ دقيقآ دام قرابة الشهر قام الإخوة بتاريخ 11 /7 / 1976 باغتياله داخل الجامعة .
نفذ العملية الأخ عبد الستار الزعيم واستخدم في هذه العملية رشاشآ من عيار 7 ملم , وأفرغ في جسد ه ستة عشر طلقة دراكآ وكان الأخ فيصل غنامة عنصر الحماية في هذه العملية بينما كان الأخ مهدي علواني سائقآ للدراجة النارية التي أقلت المنفذين وتمكن الإخوة من الإنسحاب بسلام والحمدلله ..
(((تفجير صحف النظام)))
بعد شهر تقريبا تمت عملية تفجير في مباني صحف النظام الثلاثة ـ تشرين ـ البعث ـ الثورة ـ وذلك في الساعة 6,30 صباحا ، أسفرت هذه العملية عن وقوع أضرار مادية لا بأس بها وبلغ وزن كل عبوة 2 كغ ، كانت الغاية من هذه العملية إعلامية بالدرجة الأولى ولم يكن يراد منها إزهاق الأرواح لذلك كانت العبوة صغيرة وأفسح المجال أمام المضللين من العاملين في مجال الإعلام للتخلي عن دعم النظام .
تركت هذه العملية السلطة مذهولة لما حدث ولم تلتقط أنفاسها حتى حصلت العملية الثالثة .
(((حرق مؤسسات البيع بالمفرق)))
كان الهدف من هذه العملية إرباك النظام وتشتيت جهوده الأمنية كي لا تنحصر اهتماماته بعمليات الاغتيال فقط ، وسارت أمور التنظيم بشكل جيد في دمشق وحلب وحماة .
في هذه الفترة نفذ الإخوة في حلب ثلاث عمليات اغتيال أذكر منها : الدكتور النصيري علي عابد العلي رئيس جامعة حلب والدكتور علي بدور
نفذت أول عملية مشتركة بتاريخ 8 شباط 1977 بمناسبة إعادة انتخاب الرئيس حافظ أسد لكرسي الرئاسة وكانت هذه العملية عبارة عن وضع عبوات ناسفة في المراكز التالية :
مركز حزب البعث ـ فرع الجامعة ـ
مركز حزب البعث ـ فرع الميدان ـ
مركز حزب البعث ـ الأساسي ـ
مركز حزب البعث ـ فرع المهاجرين ـ
مركز الجبهة الوطنية التقدمية .
مجلس الشعب .
(((الدكتور النصيري ابراهيم النعامة)))
بعد مرور شهر على تنفيذ العمليات السابقة وقع اختيار القيادة على النصيري ابراهيم نعامة لتنفيذ حكم الله فيه ، أتى الأخ عبد الستار من حماة وقال لي : إن القيادة قد اختارت إبراهيم نعامة كهدف للتنفيذ وطالبنا بالبحث عنه وإحضار استطلاعه فقمنا بالبحث والاستقصاء وبعد مرور فترة من الزمن تمكنا من معرفة بيته وعيادته ، عند ذلك قام الأخ القائد عبد الستار بوضع خطة التنفيذ الكاملة وقرر تنفيذ العملية في عيادته الكائنة بمنطقة الشهداء القريبة من ساحة عرنوس ، وعرفني على الأخ هشام جمباز الذي سيكون أميرا للعملية ، أما أنا فسأكون عنصر الحماية في هذه العملية ويوم التنفيذ انتظرت أنا والأخ هشام مدة نصف ساعة بالقرب من العيادة بعدها أتى المجرم إبراهيم نعامة وترجل من سيارته البيجو 504 ومشى نحو مدخل البناية فتبعه الأخ هشام وأطلق عليه خمس طلقات من رشاش من نوع استن مزود بكاتم للصوت واستقرت الطلقات في رأسه فخر على الأرض صريعا وتمكنا نحن من الانسحاب بهدوء تام حيث كان بانتظارنا الأخ يوسف عبيد
إحراق مؤسسات بيع الأقمشة بالمفرق))) (((
قررت القيادة القيام بعملية حرق لمؤسسات بيع الأقمشة بالمفرق ، وتم التنفيذ بكل من المؤسسات التالية :
1 ـ مؤسسة بيع الأقمشة ـ منطقة الصالحية ـ
2 ـ مؤسسة بيع الأقمشة ـ شارع 29 آيار ـ
3 ـ مؤسسة بيع الأقمشة ـ الحريقة ـ
4 ـ مؤسسة بيع السجاد ـ الحريقة ـ
وقد استخدم الإخوة في تنفيذ هذه العمليات عبوات حارقة تم تركيبها يديويا من مواد كيماوية متوفرة بالأسواق لا كما ادعت السلطة أننا حصلنا عليها من دول أجنبية وقد تمكن الإخوة من العودة إلى قواعدهم سالمين ، بفضل الله تم في نفس الوقت من ذلك اليوم في الساعة 4:30 مساء عمليات حرق لمؤسسات مشابهة في حمص وحماة وحلب .
(((إحراق مستودعات الأخشاب)))
, تم تنفيذ هذه العملية بالاماكن التالية :
1 ـ عملية إحراق مستودعات الزبلطاني الضخمة للاخشاب الواقعة على طريق الغوطة الشرقية .
2 ـ عملية حرق مستودع الاخشاب الكائن بالقرب من سوق الهال الجديد القريب من الزبلطاني .
3 ـ عملية إحراق مستودعات الاخشاب الضخمة بالقرب من منطقة الكسوة جنوب دمشق .
تمت العملية حوالي الساعة السابعة مساءآ حيث انطلق الأخوة وهم يحملون العبوات الحارقة وجالونات البنزين
واسطوانات الغاز الصغيرة التي تم توزيعها ضمن أكوام الأخشاب الهائلة وبعد حوالي نصف ساعة كانت ألسنة اللهب تنطلق إلى عنان السماء
(((اغتيال المقدم أحمد خليل السلمان)))
لم يمض شهر على عملية حرق الأخشاب حتى جاءت أوامر القيادة باستطلاع المقدم أحمد خليل السلمان إنطلق الإخوة في دمشق يبحثون عن منزله وبعد شهر تقريبآ استطعنا أن نحدد منزله بعدها قمنا باستطلاعه استطلاعآ دقيقآ استمر مدة عشرين يومآ أصبح بعدها المجرم المذكور جاهزآ للتنفيذ .
وفي يوم الخميس أوائل 1978 كلفني الأخ عبد الستار بمهمة الاشتراك في تنفيذ هذه العملية كمساعد مقتحم بينما كان الأخ هشام جنباز أميرآ للعملية والأخ الجرئ مهدي علواني سائقآ للدراجة النارية .
وبعد انتظار دام ساعتين في الحديقة المقابلة لمنزل المجرم الكائن في منطقة الميسات القريبة من جامع الكويتي خرج المجرم أحمد خليل مع مرافقيه وكأنهم على موعد مع الموت فتقدم الأخ هشام رحمه الله منه وأطلق عليه
النار بينما تحركت أنا باتجاه الثلاثة وأطلقت عليهم النار فخر الجميع على الأرض متخبطين بدمائهم .
كان سلاحنا في هذه العملية رشاشات من عيار 7 ملم .
بعد إطلاق النار مباشرة توقفت حركة السير في الشارع المكتظ بالسيارات وكان يوجد لحظة إطلاق النار في المنطقة عدد من عناصر المخابرات إضافة إلى سيارات الضباط التي تمر من المنطقة بشكل دائم .
ولم تمض إلا لحظات قليلة حتى هرعت أعداد كبيرة من عناصر المخابرات إلى المنطقة وهي تطلق مزاميرها في محاولة لتطويقنا
.
(((اغتيال عادل ميني)))
بعد مراقبة استمرت مدة شهر تقريبآ لعادل ميني ضبطت أوقات دخوله وخروجه من منزله كما ضبط مسار حركته وعلى هذا الأساس قام الأخ يوسف عبيد برفقة أحد الإخوة الذي كان عنصرآ للحماية بنصب كمين أمام منزله في حي المهاجرين منطقة الشمسية وبعد ركوبه في سيارته الـ ( شفرليه) تحرك الأخ يوسف نحوه
وأطلق عليه ست رصاصات من مسدس عيار 9 ملم استقرت في أنحاء مختلفة من جسمه نقل على أثرها إلى المستشفى وخلال دقائق معدودة تمكن الإخوة من مغادرة المنطقة بينما هرعت أعداد كبيرة من عناصر المخابرات وطوقت مكان الحادث بينما انتشرت أعداد أخرى منهم وهم يحملون البنادق الروسية والـ آرـ بي ـ جي ـ
مهددين كل سيارة لا تتوقف بإطلاق النار فورآ
(((اغتيال المدرس يحيى بكور)))
وهو أحد أركان النظام الطائفي يشغل منصب نقيب المهندسين الزراعيين وهو أستاذ في جامعة دمشق يدرس مادة الثقافة الإشتراكية كما أنه يمثل النظام لدى منظمة اليونسكو للأغذية .
عرف عن هذا المجرم عداءه الكبير للإخوان المسلمين .
لقد تكونت معلومات كافية لدى القيادة عن هذا المجرم فقررت اغتياله بإذن الله .
وبعد مضي عشرين يومآ على العملية السابقة قام اثنان من الإخوة أحدهما الأخ أحمد زين العابدين بنصب كمين لهذا
المجرم أمام منزله في حي الطلياني بدمشق وبعد انتظار دام مدة ساعة تقريبآ وصل المجرم في سيارته المرسيدس ـ 280 ـ وحين ترجل من السيارة تقدم الأخوان نحوه وأطلقا عليه الرصاص من رشاش عيار 7 ملم ومسدس عيار 9 ملم فأصيب المجرم بحوالي 12 ـ15 طلقة وخر على الأرض متخبطآ بدمه بينما تمكن الإخوة من الانسحاب بأمان الله تعالى وكالمعتاد طوقت المخابرات المنطقة واعتقلوا المارة وفتشوا السيارات المارة بالمنطقة.
(((مهاجمة الدوريات)))
حصل لقاء آخر مع الأخ عبد الستار كما هي العادة بعد كل عملية وأخبرنا بأن القيادة في حماة قررت مهاجمة فرع للمخابرات واقتحامه وقتل عناصره وضباطه وطلب منا استطلاع أحد فروع المخابرات لمهاجمته فقمنا بعملية استطلاع تبين لنا بعدها أن الفروع تتمتع بحماية كبيرة وهي تقع في أماكن محروسة بشكل طبيعي حيث تتواجد بيوت المسؤولين من النظام وكما أن الإمدادات تصل إليها بسرعة وعلى هذا فإن مهاجمة أي فرع بالطريقة التقليدية أي بالرشاشات والقنابل ستؤدي إلى استشهاد الإخوة المنفذين دون تحقيق النتائج المرجوة وبعد مناقشات ومداولات تقرر مهاجمة الدوريات السيارة لعناصر المخابرات .
(((مجزرة مدرسة المدفعية)))
: شهدت هذه المرحلة تطورآ جديدآ على الساحة السورية إذ قام الإخوة في حلب بضرب عدد من الأهداف التابعة للمخابرات وأثناء تأدية إحدى العمليات قتل اثنان من الإخوة المنفذين هما وليد العطار و عصام مواصلي فعملت السلطة على توسيع دائرة الإعتقالات وقامت بإهانة أهالي المواطنين فقرر الإخوة في حلب تنفيذ العملية التي هزت أركان النظام النصيري ألا وهي عملية مدرسة المدفعية التي خططلها النقيب إبراهيم اليوسف ضابط أمن المدرسة والموجه الحزبي فيها وقد كان يخفي انتماءه للإخوان المسلمين وللتنظيم الجهادي المسلح وقد شارك في تنفيذ العملية عدد من الإخوة المجاهدين في حلب .وأسفرت هذه العملية عن قتل أعداد كبيرة من الضباط النصيريين الذين فاق عددهم المائتي ضابط .
(((دورية العمارة)))
انطلق ثلاثة من مقاتلينا وهم الإخوة :
1. أحمد زين العابدين ـ دمشق ـ مهاجرين ـ 1955 ـ .
2. عبد الناصر عباس ـ دمشق ـ أكراد ـ 1957 ـ .
لمهاجمة دورية تابعة للمخارات الجوية وبعد دراسة كافية لها قام الإخوان بمهاجمتها برشاش عيار 7 ملم كما قذفوها بقنبلتين يدويتين فاحترقت السيارة الرانج روفر وقتل العناصر الخمسة داخلها وتمكن الإخوة من الانسحاب سالمين بفضل الله .
في نفس الوقت قامت مجموعة أخرى بزرع عبوات ناسفة تزن كل واحدة منها 2 كغ في مركزي الحزب والشبيبة بمنطقة الإطفائية وبينما كانت سيارات شرطة النجدة والمخابرات تسرع لتطويق الإخوة في منطقة العمارة انفجرت العبوتان محدثتان دويا كبيرا سمعه عدد كبير من الناس في مدينة دمشق وقد أسفرا عن خسائر مادية فادحة كما سقط 15 عنصرا من عناصر السلطة بين قتيل وجريح .
وقد توليت مع الأخ يوسف عبيد عملية التنسيق بين هاتين العمليتين .
(((تفجير مراكز تابعة لحزب السلطة)))
وعلى هذا الأساس قام الاخوان المسلمين باستطلاع دقيق لمراكز حزب السلطة تبين على إثرها أن الحراسات حول هذه المراكز شديدة جدا سواء في الصباح أو المساء لذلك قررت القيادة أن يكون توقيت العملية الساعة 11 صباحا حين تكون الحراسة أضعف ما يمكن ، وعلى الفور تجهزت خمس مجموعات من إخواننا المجاهدين لزرع خمس عبوات ناسفة في كل من الأماكن التالية :
1 ـ مركز حزب البعث في منطقة الجسر الأبيض .
2 ـ مركز حزب البعث في منطقة الإطفائية .
3 ـ مركز حزب البعث في منطقة الحجاز .
4 ـ مركز حزب البعث في منطقة السبع بحرات بجانب البنك المركزي ( عين الكرش ) .
5 ـ مركز حزب البعث في منطقة الميدان .
أدى انفجار العبوات إلى إحداث تخريب كبير مع دوي هائل سمعه سكان العاصمة دمشق كما أسفر عن قتل وجرح حوالي 15 عنصرا من السلطة وقد شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقلهم من ساحات التفجير إلى المستشفيات .
وقد أشرفت أنا والأخ يوسف عبيد والأخ أحمد زين العابدين على عملية التنسيق فيما بين المجموعات .
(((عمليات إلقاء القنابل)))
قام اثنان من الاخوان المسلمين بإلقاء قنبلتين على فرعي الحزب والشبيبة في منطقة الإطفائية حيث أصيب عدد من عناصر الحرس بجروح نقلوا على أثرها إلى المستشفى وتمكن الإخوة من الانسحاب سالمين .
وبعد أسبوع تقريبآ قام اثنان من مجاهدينا بإلقاء قنبلتين يدويتين على سجن الشيخ حسن فقتل عنصر من الحراس وجرح آخر وتمكن الإخوة من الانسحاب سالمين .
(((اغتيال الدكتور محمود شحادة خليل)))
الدكتور النصيري المجرم محمود شحادة خليل , وهو رئيس قسم العصبية في مستشفى حرستا العسكري كما أنه أحد أطباء حافظ ألاسد المقربين .
لقد أعطت عمليات تفجير القنابل مفعولآ فهاهم المسؤولون يستهترون بالحراسات وترتخي أعصابهم بعد أن كانت متوترة وهذا هو الوقت المناسب لعمليات الاغتيال فانطلقت مجموعة من اللاخوان لتنفيذ حكم الله بالدكتورالنصيري محمود شحادة خليل فقامت بنصب كمين له تحت جسر شارع الثورة على الطريق المؤدي إلى عيادته في منطقة البحصة وحال مروره بسيارته انقض عليه الإخوة المجاهدين برشاشاتهم وتم قتله على الفور مع مرافقيه الثلاثة حيث بدت منهم مقاومة طفيفة .
وقد تمت العملية قبل أذان المغرب بنصف ساعة في السابع من شهر رمضان وهو نفس تاريخ مقتل أحمد خليل من العام الماضي .
(((مهاجمة دوريتين في الحريقة)))
تعتبر منطقة الحريقة المركز الأساسي للأسواق التجارية في مدينة دمشق وكما أسلفنا سابقآ فالسلطة قامت بزيادة عناصرها داخل مدينة دمشق وفي شوارعها وكان نصيب ساحة الحريقة دوريتين يقف أفرادها مترجلين وهم يصوبون بنادقهم إلى صدور المواطنين العزل الذين يمرون بكثافة من هذه المنطقة وذلك لإشعار الشعب بقوة النظام وسطوته ولهذا السبب اجتمعت اللجنة العسكرية في دمشق وذلك بعد اسبوع من عملية قتل المجرم محمود شحادة خليل وقررت تنفيذ حكم الله في دوريات الحريقة .
وتحركت إحدى مجموعاتنا باتجاه الهدف وذلك حوالي الساعة التاسعة ليلآ ولدى وصول الإخوة ركب عناصر إحدى الدوريتين في السيارة ( الشفرليه ) ليقوموا بدورة على المحور المخصص لهم فألقى المجاهدون قنبلتين يدويتين داخل السيارة قتل على أثرها 4 عناصر من المخابرات كما ألقى المجاهدون قنبلة يدوية ثالثة على الدورية الثانية فأ أسفر هذا الاشتباك عن مقتل 20 شخص وجرح عدد آخر من العناصر ..
شارك في تنفيذ هذه العملية الأخوين مازن نحلاوي ورياض العجمي .
وقد استنفرت السلطة بعد هذه العملية استنفارآ شديدآ تحسبآ لعمليات أخرى فأوقف المجاهدون في دمشق عمليات
التنفيذ فترة من الوقت لتأمين بعض القواعد .
(((تفجيرات وكمائن)))
استمرت فترة وقف التنفيذ هذه مدة شهر تقريبآ قررت بعدها اللجنة العسكرية القيام بعدة عمليات خفيفة كانت الغاية منها تدريب الإخوة على التنفيذ .
فكلفت الأخوين جمال طعمينا وعصام حلاق بزرع عبوة ناسفة في مركز حزب البعث الكائن في الحجاز وكان ذلك في الساعة التاسعة ليلآ حيث أحدث الانفجار تخريبآ كبيرآ ولم تعرف الخسائر بالتفصيل وانسحب الإخوة بسلام .
وبعد عدة أيام كلفت اللجنة العسكرية الأخوين رشيد حورانية وصلاح الدين شقير بزرع عبوة ناسفة في شركة الطيران السورية في شارع النصر حيث أحدث الانفجار دويآ هائلآ وترك خرابآ كبيرآ وتم قتل العديد من العاملين وتمكن الأخوان من الانسحاب وأثناء مرورهما بفرع لحزب البعث ألقى الأخ رشيد قنبلة يدوية على عناصر الحراسة ولم تعرف الخسائر .
وبعد يومين ألقى أحد الإخوة قنبلة على مركز حزب البعث التابع للأطراف والقريب من القصر العدلي قتل فيها عنصر من زبانية السلطة وتمكن الأخ من الانسحاب .كمين لدورية مخابرات عسكرية
بعد عدة أيام كلفت بنصب كمين لسيارة مخابرات ( نوع شفرليه ) تابعة للمخابرات العسكرية تقل عشر عناصر
وقد اشترك معي في تنفيذ العملية الأخوان : وليد طنطا ومحي الدين جزائري , وذلك في شارع ابن عساكر
المؤدي إلى دوار المطار , وقفنا بساحة العملية في الساعة السادسة والنصف صباحآ وبعد عشر دقائق كانت السيارة تمر بجانبنا فسارعت إلى إطلاق النار عليها من رشاش ( استن عيار 9 ملم ,مخزن 30 طلقة ) ورجعت إلى الوراء قليلآ حيث تقدم الأخ وليد فألقى قنبلة يدوية داخل السيارة ثم تبعه الأخ محي الدين وألقى قنبلة ثانية تمكنا بعد ذلك من الانسحاب من ساحة العملية بسلام .
وأثناء متابعة انسحابنا اعترضتنا دورية لشرطة النجدة في منطقة سوق الحميدية تضم ثمانية عناصر وعلى الفور قمت بمباغتتهم بالرشاش ولكن بعد إطلاق الطلقة الأولى حدث استعصاء بالرشاش اضطرني لاستخدام المسدس والانسحاب السريع مع تبادل إطلاق النار , وقد أصيب أحد عناصر هذه الدورية بجراح .كانت القيادة قد قررت تنفيذ عدة عمليات هذا اليوم ولكن بعد تطورات العملية الأولى استنفرت أجهزة المخابرات بشكل كثيف وحتى لا يحصل أي خطأ ألغيت جميع العمليات.
(((اغتيال العقيد جميل ندة)))
قامت إحدى مجموعاتنا بنصب كمين للعقيد الركن جميل ندة أمام منزله بمنطقة المنصور في حي الميدان ولدى خروجه من منزله أطلق المجاهدون عليه النار حيث أصيب برأسه عدة إصابات مباشرة سقط على إثرها صريعا ، بينما تمكن الإخوة من الانسحاب سالمين .
تمت هذه العملية في تمام الساعة السابعة صباحا ومن الجدير بالذكر أن المجرم النصيري المذكور يشغل منصب رئيس تخريج دورات الأركان .
(((اغتيال العقيد خضر إبراهيم)))
بعد مضي أربعة أيام وقبل أن تتمكن السلطة من التقاط أنفاسها قام إلاخوان بنصب كمين للعقيد خضر إبراهيم في منطقة الفحامة بالقرب من جامع زيد بن ثابت الأنصاري وأطلقوا النار عليه بينما كان يستقل سيارته الـ فوكس فاكن حيث أصيب بجروح بالغة أدت إلى شلله والعقيد النصيري يعمل في جهاز المخابرات قسم الترجمة ويشغل عدة مناصب أخرى .
كذلك قام الإخوان خلال هذه الفترة من الزمن في مدينة حماة بقتل اثنين من المسؤولين النصيريين وفي حلب نفذ الإخوان عدة عمليات ناجحة انتقامية من السلطة الكافرة .
أشاعت السلطة أن هذه العمليات هي من تخطيط القائد عبد الستار رحمه الله وأنه لم يعد بمقدور القيادات الجديدة أن تستمر بتنفيذ العمليات الناجحة وعملت على تكثيف دورياتها في الشوارع أملا منها في الوصول إلى بعض الإخوان وتحسبا من وقوع مزيد من العمليات .
وقامت عناصر المخابرات بتفتيش المارة في الطريق وفي أحد الأيام وكان يوم الجمعة توقفت سيارة من نوع ـ بيجو ـ في منطقة شارع بغداد وترجل منها عدد من العناصر واتجهوا نحو الأخ يوسف عبيد الذي كان مارا من هناك وعلى الفور بادرهم الأخ يوسف بإطلاق النار حيث أصابهم بجروح مختلفة ثم قفز من فوق سور مقبرة الدحداح وتمكن من الانسحاب بسرعة .
صادف هذا الحادث مرور موكب العميد إبراهيم الصافي قائد الفرقة الأولى وظن عناصر حراسته أنها محاولة لاغتياله .
وكانت القيادة قد قررت القيام بعملية ضد السلطة إلا أن الاستنفار الشديد الذي حصل وقلة عدد الناس بالطرقات بسبب انهمار المطر مما أدى إلى إلغاء العملية .
وفي المساء بعد أن عدت من منطقة المزة وبينما أنا سائر في منطقة البحصة استوقفتني إحدى الدوريات التي كانت تفتش المارة وعند اقتراب سارة ـ البيجو 304 ـ مني أظهرت عدم المبالاة حتى توقفت بجانبي تماما وترجل عنصر من بابها الخلفي وهو يحمل مسدسه فالتفت إليه بحركة سريعة وأودعت صدره أربع رصاصات ثم توجهت إلى الاثنين الذين كانا داخل السيارة وصوبت المسدس نحوهما فكان نصيب الأول وصاصتين والثاني ثلاث رصاصات وذلك قبل أن يتمكنوا من القيام بأي حركة وأثناء انسحابي قام أحد عناصر الحرس التابعين لمخفر شرطة المرجة الجديد بإطلاق النار من بارودته الروسية تجاهي إلا أنه أخطأ في التصويب وقمت أنا بإبدال المخزن فما كان من المجرم إلا أن ولى الأدبار فتابعت انسحابي بسلام والحمد لله ، تم كل ذلك خلال ثلاث دقائق فقط .
بعد ذلك طوقت المنطقة أعدادا كبيرة من زبانية النظام وبدأت بتفتيش المارة وكان هذا الاشتباك الثاني في هذا اليوم .
(((تفجيرات في بعض مراكز السلطة)))
قام الاخوان المسلمين في 1980/4/14 الساعة السابعة مساءآ بزرع ثلاث عبوات ناسفة في الأماكن التالية :
1 ـ مركز لشبيبة الثورة التابعة للنظام .
2 ـ مركز طلائع البعث في أبي رمانة .
3 ـ مركز البريد في ساحة شمدين .
كما قام الاخوان في الوقت ذاته بمهاجمة فرعي شبيبة الثورة والحزب في منطقة الإطفائية بالقنابل اليدوية فسقط أربعة من العاملين بين قتيل وجريح
(((اغتيال الروسي فولنتينو سازولا)))
فقام الاخوان بتاريخ 1980/4/24 بتنفيذ حكم الله في الخبير الروسي المقدم فولنتينو سازولا الذي يعمل في الأكاديمية العسكرية تمت العملية في سوق الخياطين وقتل الخبير على الفور .
(((محاولة اغتيال الرئيس حافظ أسد)))
بعد يومين من هذه العملية تقريبآ قامت مجموعة من الاخوان المسلمين بإلقاء قنبلتين على الرئيس حافظ أسد داخل القصر الجمهوري أثناء إجراء مراسم الوداع لرئيس النيجر انفجرت إحدى هاتين القنبلتين وأصابت الرئيس حافظ أسد بجروح طفيفة في ساقيه بعد أن انبطح بعيدآ عن القنبلة وتمكن الإخوة التابعين لعناصر مرافقته من الانسحاب بعد اشتباك قصير مع عناصر المرافقة أسفر عن مقتل أحد الضباط المكلفين بحراسة الرئيس حافظ ألاسد بينما قتل ضابط آخر بشظايا القنبلة إثر هذا الحادث نقل إلى مستشفى الرازي الواقعة على أوتوستراد المزة بالقرب من منزل شقيقه رفعت بينما قطعت الشوارع المحيطة بالمستشفى ونقل الرئيس الإفريقي المشدوه إلى المطار بسرعة ومن هناك إلى بلاده .
لم تكن هذه الحادثة سرآ على أحد فالصحفيون ومندوبي الأنباء الذين غطوا وقائع زيارة الرئيس الأفريقي شاهدوا الحادثة بأعينهم .
كمين لمكروباص تابع لدار البعث)))
في تاريخ 1980/7/26 قام مجاهدونا الميامين بنصب كمين لمكروباص تابع لدار البعث للنشر والإعلام وذلك بالقرب من دوار باب المصلى حيث أطلق الإخوة عليه الرصاص فأصيب عدد من ركابه بجراح طفيفة بينما تمكن السائق الذي لم يصب من زيادة سرعته والنجاة من رصاص المجاهدين وعاد إخوتنا بعد هذه العملية إلى قواعدهم سالمين .
(((عبوة ناسفة في باص للخبراء الروس)))
إن العلمية السابقة قد جعلت السلطة تشدد إجراءاتها الدفاعية فوضعت الحمايات على معظم المحاور التي تمر منها الأهداف الجماعية ، وحتى لا تقع في خطأ ما قررت القيادة اتباع أسلوب جديد لم تستخدمه سابقا فقامت إحدى مجموعاتنا بتاريخ 5 / 8 / 1980 باستطلاع دقيق لباص ( مان ) يستخدم لنقل الخبراء الروس وبعد ذلك قامت بتثبيت عبوة ناسفة مؤقتة تزن 7 كيلوغرام من الديناميت في أسفل الباص الذي انفجر عند مروره في ساحة العباسيين وأحدث الانفجار دويا هائلا أدى إلى تدمير الباص تدميرا كاملا كما قتل جميع ركابه البالغ عددهم 20 شخصا بينهم بعض الحراس من الذين يرافقون الخبراء الروس ، وعقب انفجار الباص بدأت عناصر السلطة المتواجدة في ساحة العباسيين بإطلاق النار نتيجة الذعر الذي ملأ كيانهم كما قامت السلطة بزج أعداد أخرى من عناصرها لتطويق المنطقة من أجل محاصرة المجموعة وقد أشرف على تنفيذ هذه العملية الأخ أحمد زين العابدين .
(((اغتيال النصيري يونس أنيس)))
في اليوم التالي قامت مجموعتنا بنصب كمين للنصيري المساعد أول يونس أنيس الذي يعمل محاسبا في فرع فلسطين وعند خروجه من منزله الكائن في منطقة المجتهد خلف المستشفى تقدم أحد الإخوة منه وأطلق عليه النار من رشاش نوع ( ستشن ) ثم تقدم الأخ الثاني وأطلق النار عليه أيضا من مسدس رشاش فخر على الفور صريعا بينما
(((العمليات التي نفذها التنظيم الجديد)))
سنذكرهنا جملة العمليات التي نفذها التنظيم الجديد ثم نذكر بعد ذلك المداهمات والاشتباكات :
1ـ قتل المستخدم محمود الترياقي سائق اللواء رياض محمود الصباغ رئيس إدارة المركبات ( نفذت العملية في منطقة الميدان ـ ساحة عصفور ) .
2ـ قتل الدكتور أديب اللحام وهو أحد أكبر عملاء السلطة في حي الميدان وأدى قتله إلى اعتقال أكثر من 20 شابا من شباب الإخوان المسلمين في حي الميدان وذلك بسبب النشاط الذي أبداه أولاده المخبرين بعد مقتل أبيهم .
3ـ قتل رقيب أول سجان في منطقة سوق الحرير .
4ـ قام الإخوة في التنظيم الجديد بتنفيذ حكم الله بالمجرمين النصيريين : النقيب يوسف صالح والملازم أول يوسف دوبا وقد تمت العملية في منطقة مساكن برزة وهي من أنجح العمليات التي قاموا بتنفيذها .
5ـ قام الإخوة في التنظيم الجديد بتنفيذ حكم الله بي سائد وائلي وهو طالب في كلية الطب بجامعة حلب وقد تسبب باعتقال عدد كبير من الإخوة هنالك بسبب اندساسه ضمن الصف الإسلامي .
6ـ نفذ الإخوة في التنظيم الجديد حكم الله بالنقيب صالح نمر وهو درزي من الوحدات الخاصة وقد عرف عنه تفننه الإجرامي في إهانة الأهالي بمدينة حلب أثناء التمشيط هناك وقد قتل على الفور في منطقة مساكن برزة .
7ـ قام الإخوة في التنظيم الجديد بضرب دورية تابعة للمخابرات العسكرية في منطقة الشويكة وقد كان التنفيذ فاشلا مما أدى إلى تطويق الإخوة المنفذين حيث استشهد اثنان منهم وأصيب الثالث بجراح مختلفة نقل على إثرها إلى المستشفى أسيرا , وقد صادف تنفيذ هذه العملية مرور أحد مجاهدينا في المنطقة مما اضطره للاشتباك مع عناصر السلطة وسقط بعد ذلك شهيدا , استمر الاشتباك بكامله حوالي الساعة تقريبا اشتركت فيه أعداد كبيرة من عناصر المخابرات والشرطة العسكرية وشرطة النجدة وقد حدثت هذه العملية يوم الجمعة مساءا .
8ـ إلقاء قنبلتين يدويتين على سيارة زيل تابعة لسرايا الدفاع في شارع الثورة وانفجرت القنبلتان خارج السيارة دون إحداث أي خسائر تذكر .
قرار القيادة في الطليعة المقاتلة بتفجير بيوت بعض المسؤولين النصيريين .
وقد تم تنفيذ هذه العملية بعد قتل غالب آلوسي مباشرة , فقام الاخوان بزرع عبوات ناسفة تزن كل واحدة منها 8 كغ في بيوت النصيريين التالية أسماؤهم :
1. بيت الرائد النصيري علي إسماعيل في حي الأزبكية وهو من جهاز المخابرات .
2. بيت النصيري قاصف عيسى مفتش تموين وزوج أخت المجرم محمد ناصيف رئيس فرع الأمن الداخلي .
3. منزل العقيد حسن مريشة في الميدان قائد رحبة المرسيدس بإدارة المركبات .
4. منزل العقيد حكمت بدر الجسر الأبيض .
5. منزل يحيى بكور .
6. منزل النقيب سليم جبور في حي الأزبكية .
7. منزل المساعد سليمان حسن في حي الميدان .
8. منزل الرقيب عارف إبراهيم _ دمشق _ ميدان _ جزماتية .
9. منزل خليل إبراهيم منطقة الإطفائية .
10 . منزل نقيب في السرايا في منطقة البوابة .
11 . منزل مقدم نصيري طيار من آل خير بك في منطقة مهاجرين _ شورى .
12 . منزل يستخدمه عدد من النصيريين في منطقة الشويكة .
13 . منزل يستخدمه عدد من النصيريين في منطقة العمارة قتل فيه مجموعة منهم الرائد أحمد منصور .
14 . منزل الرائد النصيري شوكت المودي في منطقة الشويكة .
هذه العمليات نفذت على عدة مراحل خلال الفترة الواقعة بين 1980/9/20 _ 1980/10/18 وكانت أصوات الانفجارات تسمع من مختلف مناطق دمشق.
(((العمليات المالية)))
قررت قيادة الطليعة المقاتلة مهاجمة الأهداف المالية وذلك بسبب الحاجة الماسة للأموال من أجل تأمين الدعم المالي للتنظيم مصرف التسليف الشعبي :
ففي 19 / 11 / 1980 قام مجموعة من الاخوان المسلمين باقتحام مصرف التسليف الشعبي في منطقة الميدان بمدينة دمشق حيث اتعقلوا موظفيه وغنموا مبلغا من المال قدره 36 ألف ليرة سورية .
(((مقر نقابة اللحامين)))
وبتاريخ 27 / 11 / 1980 قامت مجموعة باقتحام مقر نقابة اللحامين بدمشق والذي يقع في منطقة الفحامة وغنموا مبلغا من المال قدره 300 ألف ليرة سورية .
هنالك فكرة يجب تبيانها وهي أننا في كل ظروف عملنا لا ننسى ضباط المخابرات المجرمين .
(((نصب كمين للمقدم محمد سيفو)))
وفي تاريخ 30 / 11 / 1980 الموافق ليوم الأحد بعد استطلاع دقيق استمر فترة طويلة من الزمن قام مجموعة بنصب كمين مركز في الساعة الثالثة ظهرا للمقدم محمد سيفو رئيس فرع المزرعة التابع للمخابرات وذلك أثناء عودته إلى منزله الذي يقع في حي المهاجرين وقد نصب الكمين في منطقة العفيف حيث يمر المجرم مستقلا سيارته وهي من نوع مرسيدس ( 280s ) بداخلها 3 عناصر مرافقة وخلفها تسير سيارة مرافقة أخرى بداخلعا 4 عناصر وقد تمت العملية على الشكل التالي :
توزع ثلاثة من مجموعاتنا على نسق واحد وحين اقترب المجرم من الإخوة انقض الأخ عبد الصمد أمير العملية على سيارة المرسيدس وأطلق النار من رشاش نوع شناير عيار 9 ملم على المقدم وعناصره المرافقة له فأصيبوا جميعا بإذن الله وأدخل الأخ يده داخل السيارة ليفرغ بقية طلقات رشاشه في صدر المقدم محمد سيفو بينما قام الأخوان الآخران بإطلاق النار من مسدسين رشاشين عيار 9 ملم على سيارة التويوتا المرافقة لسيارة المقدم فقتل فيها ثلاثة عناصر على الفور بينما تمكن الرابع من النزول فما كان من أمير العملية إلا أن اقترب منه وأودعه عدة طلقات من مسدسه .
(((تنفيذ حكم الله بالمحامي النصيري حسن علي الخير)))
كان قرار قيادة المجاهدين في دمشق هو استمرار هذه العمليات وذلك لإعادة ثقة الشعب بطليعته المقاتلة بعد المجزرة التي حلت بين صفوف المجاهدين إثر عمليات التنظيم الجديد .
ففي تاريخ 1980/12/13 من يوم الأربعاء الساعة السابعة صباحا قام اثنان من مجاهدينا بتنفيذ حكم الله بالنصيري المحامي حسن علي الخير أمام منزله في منطقة الميدان ـ منصور ـ وقتل معه سائقه أيضا .
ويشغل منصب مدير العلاقات العامة في مؤسسة الإسكان المدنية بالإضافة إلى منصب هام في مؤسسة الإسكان العسكرية , وهو من مواليد القرداحة 1930 ومن أقرباء رفعت أسد ومن المقربين إليه أيضا ونقلت جثة هذا المجرم إلى القرداحة حيث شيعت هنالك واشترك في تشييعه عدد كبير من زعماء الطائفة النصيرية .
(((مديرية التموين)))
في نفس اليوم وفي الساعة الخامسة مساءا اقتحمت مجموعة من الإخوة المجاهدين مديرية التموين الواقعة في منطقة باب الجابية بمدينة دمشق وغنمت مبلغا من المال قدره مليون ومائتي ألف ليرة سورية وعادت المجموعة إلى قاعدتها سالمة .
كان هذا اليوم بعمليتيه الموفقتين أسوأ أيام الرئيس حافظ أسد حيث قتل قريبه حسن الخير ودخل بيت مال المجاهدين هذا المبلغ الكبير من المال فلله الحمد والمنة .
(((قتل اديب الكردي)))
وفي اليوم التالي 1980/12/14 كلفت مجموعة من الإخوة بقتل ديب الكردي في منطقة سوق ساروجا وعادت المجموعة إلى قاعدتها سالمة بعد تنفيذ العملية .
اغتيال عبد الكريم رجب)))
ننعطف بحديثنا مرة أخرى إلى عبد الكريم رجب الذي أدى دورا إجراميا كبيرا لصالح السلطة في مدينة دمشق وقرر المجرم ناصيف استخدامه لضرب تنظيم الطليعة المقاتلة في مدينة حماة فهو من مدينة حماة ويعرف عددا من الإخوة في الطليعة المقاتلة هناك وقد رافقه في مهمته هذه الرائد هيثم الشمعة مع تسعين عنصرا وصلوا إلى مدينة حماة لنصب كمين للأخ خليل الشققي الذي كان على موعد مع عبد الكريم رجب كان الإخوة في حماة يعلمون حقيقة عبد الكريم رجب لذلك جاء الأخ خليل إلى مكان اللقاء وبصحبته عدد من الإخوة الذين توزعوا في المنطقة بشكل جيد حيث تم استدراجه إلى خارج نطاق الكمين بطريقة ناجحة وأخذ إلى إحدى القواعد حيث اعترف هنالك عن جرائمه بكل صراحة وعلى الفور نفذ الإخوة حكم الله فيه رميا بالرصاص وأخذت صورته وهو مضرج بدمائه وأرسلت إلى مدينة دمشق .
(((نصب كمين للنقيب أديب حيدر)))
وفي تاريخ 10 / 12 / 1980 قامت مجموعة من مجموعاتنا بنصب كمين لسيارة من نوع ( لاندروفر ) تقل النقيب النصيري في الشرطة العسكرية أديب حيدر مع أربعة عناصر يرافقونه لحمايته وحين وصلت سيارة المجرم إلى مكان الكمين في منطقة المهاجرين ـ شورى ـ موقف زين العابدين فتح عناصر المجموعة النار من رشاشاتهم نوع شناير عيار 9 ملم باتجاه المجرم ومرافقيه فقتل اثنان منهم بينما جرح النقيب مع العنصرين الآخرين اللذين تمكنا من إطلاق النار فأصيب أحد الإخوة المنفذين يجراح طفيفة وانسحب الإخوة ومعهم الأخ الجريح بسلام:
(((اغتيال عدنان لاذقاني)))
قامت إحدى مجموعاتنا بتاريخ 16 / 12 / 1980 يوم الثلاثاء بتنفيذ حكم الله بالمجرم عدنان لاذقاني وهو يدعى أنه من علماء المسلمين كان لهذا المجرم نشاط واسع في مساندة سيده حافظ أسد ولم يكن يتوانى عن إبلاغ السطة بكل من يشتبه به من الناس بأن له علاقة باالاخوان وإضافة لذلك فهو من خطباء السلطة لقد تم تنفيذ حكم الله فيه أمام منزله الكائن في منطقة الشويكة الساعة الخامسة مساءا وقتله الله على الفور وتمكن مجاهدونا من العودة إلى قواعدهم سالمين .
(((الدكتور جوزيف صايغ)))
في نفس الوقت تحركت مجموعة أخرى من مجموعاتنا وقامت بنصب كمين للدكتور جوزيف صايغ أمام عيادته في منطقة السبع بحرات الكائنة مقابل مجلس الوزراء وتم قتله على الفور وعاد مجاهدونا إلى قواعدهم سالمين .
ومن الجدير بالذكر في هذا المجال أن الدكتور جوزيف صايغ مدرس نصراني في كلية الطب بجامعة دمشق وهو أحد أطباء الرئيس حافظ ألاسد , ذهلت السلطة لهاتين العمليتين الجريئتين واضطرت لاعتبارات مختلفة أن تعلن عن مقتلهم بالإذاعة والتلفزيون ووجهت اتهاماتها إلى مجاهدي الطليعة المقاتلة وراحت تهدد وتتوعد بأنها ستنتقم وستصفي المتعاطفين من أبناء الشعب مع المجاهدين .
وفي اليوم التالي شيع في جنازتين رسميتين انطلقت إحداهما من المسجد والثانية من الكنيسة لتؤكد أمام العالم كذب السلطة وبطلان ادعاءاتها عن طائفية المجاهدين .
(((قتل المحامي درويش الزوني)))
في نفس الوقت كانت الأوامر قد صدرت إلى إحدى مجموعاتنا بتنفيذ حكم الله بالنصيري المحامي درويش الزوني وقد تمكنت المجموعة من اقتحام مكتبه الكائن قرب القصر العدلي بدمشق وقد قتله الله على الفور وكان ذلك في الساعة السادسة والنصف مساءا وعاد أفراد المجموعة إلى قواعدهم سالمين .
ويعتبر المذكور أحد أركان وهو من المستشارين المقربين إلى الرئيس ألاسد وقد شغل درويش الزوني عددا كبيرا من المناصب الهامة :
1 ـ عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية .
2 ـ عضو المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين .
إضافة إلى عدد آخر من المناصب وقد كان دوره بارزا في إسقاط نقابة المحامين الحرة واعتقال أعضائها كما يعتبر أحد المؤسسين لحزب البعث ومن المشاركين بانقلاب الثامن من آذار وشارك حافظ أسد ضمن وفد مؤلف من خمسة أشخاص لمباحثات الوحدة مع نظام معمر القذافي ، أصاب السلطة ذهول كبير من هذه العملية الجريئة ولم تستطع التكتم عليها إذ أن المجرم المذكور يشغل مناصب مختلفة وهو معروف عربيا ودوليا لذلك أذاعت نبأ قتله في الساعة الثامنة والنصف مساءا من الاذاعة والتلفزيون وذكرت نبذة عن حياته وعما يشغله من مناصب ووجهت اتهاما واضحا إلى الطليعة المقاتلة حول مقتله وتهددت نظامي الحكم في الأردن والعراق في محاولة لتبرير عجزها الظاهر للحد من عمليات المجاهدين داخل سورية.
(((عملية قتل هيثم الشمعة ومحمد الحوراني)))
بعد أسبوع من خطاب الرئيس حافظ ألاسد حول القضاء على الإخوان المسلمين أردنا أن يكون الرد ردا عمليا صريحا فتم اختيار هدفين اثنين.
وهما هيثم الشمعة ومحمد الحوراني فبعد استطلاع دقيق استغرق فترة طويلة من الزمن تبين أن هذين قد خففا من إجراءاتهما الأمنية وذلك إثر سقوط عدد من القتلى في المرحلة السابقة من جهة وتوقف التنفيذ من جهة ثانية .
إن هذين يعلمان أنهما مستهدفان من قبل الإخوة لذلك كانا شديدي الحذر وإن قتل أحدهما سوف يؤدي إلى فرار الآخر بعد أن يعلم باستئناف التنفيذ لذلك قررت قيادة المجاهدين تنفيذ الهدفين في يوم واحد .
ففي 1981/3/15 وهي الذكرى السنوية الأولى لاعتقال الأخ القائد يوسف أحمد عبيد قام مجاهدونا الميامين بنصب كمين للرائد هيثم الشمعة بالقرب من منزله في حي الشعلان الساعة 8 صباحا وعندما ابتعدت سيارته مسافة 20 مترا انقض أحد الإخوة على السيارة وأطلق النار من مسدس نوع شمايزر فأصيب الرائد بعدة طلقات قاتلة وتمكن العنصران من الانسحاب بسرعة فائقة وعلى الفور حضرت أعداد كبيرة من دوريات المخابرات إلى مكان الحادث وأتى عدد كبير من الضباط إلى نفس المكان حيث شاهدوه وقد فارق الحياة ونقلت بعد ذلك جثته إلى المستشفى .
وبعد حوالي نصف ساعة من نفس اليوم قامت مجموعة أخرى بنصب كمين للمذيع محمد الحوراني أمام منزله في منطقة مخيم اليرموك ولدى خروجه من منزله تقدم أحد الإخوة منه وأطلق عليه سبع طلقات من مسدس نوع شمايزر وشهر
(((اغتيال زيد ونايف الشريطي)))
واستمرت العمليات فبعد خمسة أيام من هاتين العمليتين أي في تاريخ 1981/3/19 تحركت إحدى مجموعاتنا لتنفيذ حكم الله ب الدكتور زيد الشريطي الأستاذ في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق وتمت العملية في عيادته الكائنة بمنطقة جسر فكتوريا ويتولى منصب رئيس فرع البعث في كلية طب الأسنان , دخلت المجموعة عيادته وتمكن أحد الإخوة من قتله على الفور بمسدس شمايزر وعندما حاول المحامي نايف الشريطي شقيق المذكور التصدي للإخوة أطلق أحد الإخوة عليه عدة طلقات من مسدس شمايزر فقتل على الفور أيضا .
وحين انسحبت المجموعة وجدت أن الأخ عبد الناصر قباني لم ينسحب معها وعلى الفور صعد أحد الإخوة إلى العيادة ثانية وإذ بالأخ عبد الناصر ملقى على الأرض والدماء تنزف منه وقد تبين أن نايف استطاع أن يصيب الأخ بطلقة من مسدسه فما كان من الأخ الذي رآه إلا أن انتزع مسمار الأمان من قنبلة موجودة في حزام الأخ أبي مهند بعد أن تأكد من استشهاده وقبل أن يصل الأخ إلى أسفل البناء انفجرت القنبلة وأحدثت دويا هائلا في المنطقة وبسرعة كبيرة حضرت أعدادا هائلة من دوريات المخابرات وجاءت أعدادا أخرى من الضباط بينما تمكنت بقية المجموعة من الانسحاب بعون الله , تمت هذه العملية الساعة 6,30 مساءا و المذكوران هما من أبناء الطائفة الدرزية
(((وضع عبوة ناسفة في مبنى تابع لوكالة تاس)))
وانطلق الإخوان المسلمين يوم الثلاثاء الساعة السادسة صباحا بتاريخ 16 / 6 / 1981 ليضعوا عبوة ناسفة تزن 12 كغ في مبنى تابع لوكالة تاس السوفيتية للأنباء وقد .
أدى الانفجار إلى تصدع المبنى وتدمير قسم من الآلات والأوراق بينما تابعت وكالات الأنباء العالمية تكتمها عن عمليات المجاهدين ولم تشر إلى هذه الحادثة ولو بكلمة واحدة ، من جهتنا تابعنا خطتنا لإيهام السلطة بأن وضعنا مازال على حاله .
(((تفجير بيوت مجموعة من النصيريين)))
فقام عدد من الاخوان المسلمين يوم الخميس الساعة الخامسة والنصف صباحا بتاريخ 21 / 6 / 1981 بعملية تفجير بسيطة شملت :
1. بيت الرائد غازي الجهني والرائد غسان من الشرطة العسكرية وتم ذلك في منطقة مساكن الزاهرة .
2. منزل الرقيب السجان عزيز منصور .
3. منزل مساعد أول نصيري في حي الميدان .
4. المساعد أول يوسف مهيوب ـ مهاجرين ـ شورى ـ ..
كما قتل ضابط نصيري اسمه محمد سلمان
(((محاولة اغتيال الدكتور رفعت الأسد)))
وبدأنا بالإعداد لتنفيذ العملية الأولى وكان الهدف فيها اغتيال رفعت أسد حيث تم استطلاعه بشكل دقيق فدرست أوقات تحركاته وطرق سيره وتقرر تفجيره بسيارة ملغومة بواسطة جهاز لاسلكي عن بعد ولكن بعد دراسة المنطقة التي سيتم فيه التنفيذ تبين أن المنطقة مغطاة بأجهزة لاسلكية تتطابق مع أجهزة التفجير المتوفرة لدينا وهذا يعني أن السيارة ستنفجر لدى وصولها إلى المنطقة مباشرة ولهذا ألغيت العملية ، كما ظهر أن معظم مناطق دمشق مغطاة بموجات لاسلكية مختلفة ذات توافق مع أجهزتنا مما جعل هذا النوع من العمليات يحتاج إلى أجهزة تفجير متطورة لا نمتلكها ولهذا استعضنا عن هذه الأجهزة بإخوتنا المجاهدين وتم تغيير الهدف لاعتبارت تنفيذية بحتة واخترنا مجلس الوزراء كهدف آخر .
عدلت الجماعة عن استهداف رفعت ألاسد لأسباب بينها أيمن في الحلقة الماضية إلى مجلس الوزراء .. ليتابع اليوم الحديث عن عملية مجلس الوزراء التي ـ فاجأت السلطة نفسيا وأمنيا ـ بسيارة مفخخة أحدثت حريقا كبيرا في مبنى رئاسة الوزراء وجميع الموجودين في المبنى حاصرتهم النيران
ويتابع بعد هذه العملية التي هزت كيان السلطة في دمشق الحديث عن استهداف جديد هذه المرة على مبنى آمرية الطيران المؤلف من سبع طوابق والكائن بالقرب من مبنى الأركان ..
ونترككم مع تفاصيل هاتين العمليتين
(((عملية عبد الستار الزعيم : 17 / 8 / 1981 ـ مجلس الوزراء)))
كما ذكرنا فإن ضباط المخابرات والقيادات السياسية العليا, لقد وضعت الخطة المحكمة لنسف المجلس بمن فيه أثناء جلسة انعقاده وذلك بعد أن استطلع استطلاعا دقيقا
وفي التاريخ المذكور قام إخوتنا قبل ساعة من تنفيذ العملية بجولة ميدانية حول مبنى رئاسة الوزراء تبين فيها أن الوزراء مجتمعون داخل المبنى والوضع العام كالمعتاد ـ أعداد السيارات والمرافقات المحيطة بالمجلس كما هي في حالة الجلسات السابقة .
وعلى الفور صدر أمر التحرك لنسف المبنى وانطلق أحد مجاهدينا الاستشهاديين وهو يقود سيارة شاحنة من نوع دودج ذات لون أحمر وهي محملة بـ 200 كغ من الديناميت وعشر اسطوانات غاز كبيرة الحجم وكانت الأوامر الصادرة للأخ المجاهد تقضي بالدخول من الباب الخلفي للمبنى فإذا صادف وجود سيارات تغلق المنفذ أو حاول حراس المبنى إيقافه فيجب عليه أن يقتحم المبنى عنوة ويفجر السيارة بنفسه وبالفعل حين وصل الأخ إلى الباب المعين وجد الطريق سالكا فدخل المبنى بسيارته الدودج ولم يعترضه أحد من الحراس فقد ظنوه منهم وحسبوا السيارة تابعة للمجلس وتابع الأخ طريقه بهدوء ووضع السيارة في الكراج الذي يقع أسفل البناء ونظر فلم يجد أحدا يعترضه ووجد أيضا أنه لم يبق سوى دقيقتين على انفجار السيارة فقرر الخروج من الباب بشكل طبيعي ومرة ثانية ظنه الحراس أحد عناصر المرافقة فلم يستوقفوه وما كاد الأخ ليبتعد مائتي متر عن المبنى حتى دوى الانفجار المذهل الذي لم تعرف له دمشق مثيلا من قبل , كان ذلك في الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا وسمع معظم الناس في مدينة دمشق صوت الانفجار الهائل كما وصل الصوت إلى أسماع أزلام النظام ( انفجار , حريق كبير في مبنى رئاسة الوزراء وجميع الموجودين في المبنى تحاصرهم النيران ) وانطلقت آلاف العناصر بإمرة مئات الضباط الذين جاءوا سريعا إلى ساحة العملية فطوقوا المنطقة من كل جهاتها وقطعوا جميع الطرق المؤدية إلى المبنى وراحوا ينظرون إلى المشهد التاريخي المذهل وهم في حالة سكر وغيبوبة ولم تصدق أعينهم بأن المجاهدين قد قاموا بتنفيذ هذه العملية الضخمة وبدا المبنى وكأنه موقد غاز مشتعل وكانت ألسنة اللهب ترتفع فوق البناء لعشرات الأمتار بينما وصل الدخان إلى عنان السماء ولم تترك النيران شيئا في طريقها إلا وأحرقته ومما زاد في اشتعال النيران أن المبنى مكيف بالغاز الذي اشتعل من جراء الانفجار فأتى الحريق على معظم الوثائق وأدى إلى قتل العشرات من مجرمي السلطة وحوصر عدد آخر بالنيران ولم تستطع الحوامات أن تهبط على المبنى لإنقاذهم فقد كانت ألسنة اللهب تتصاعد فوق سطح المبنى والسحب الدخانية الكثيفة تنطلق لتغطي سماء دمشق وحاولت الحوامات الهبوط مرارا ولكن دون جدوى
أما حول المبنى فقد كانت سيارات الإطفاء التي تساعدها سيارات الصهاريج التابعة لشركة جبل قاسيون تحاول جاهدة إطفاء النيران المشتعلة وذهل الوزراء مع رئيسهم القزم عبد الرؤوف الكسم الذين كانوا قد غادروا المبنى قبل نصف ساعة من وقوع الانفجار إلى مبنى مجلس الشعب للمشاركة في جلسته الختامية وسارع عدد كبير منهم إلى مكان الحادث ليشاهدوا تدمير قاعة الاجتماعات ومكاتبهم الخاصة بكاملها .
وبعد ساعتين من العمل المتواصل تمكنت السلطة من السيطرة على البناء المحترق وبدأت سيارات الإسعاف تنطلق مولولة تنقل الجرحى والقتلى الذين غصت بهم المستشفيات وقد بلغ عدد القتلى أكثر من مائة قتيل من مجرمي السلطة وأذنابها بينهم كبار إداريي المبنى وعدد آخر من كبار الضباط العاملين في المبنى كما جرح حوالي مائة آخرون .
وفي نهاية النهار تم انتشال عشرات الجثث المتفحمة التي لم تعرف هوية أصحابها وكما ذكرنا فإن تطويق المبنى قد تم من كل الجهات ونزل إلى ساحة العملية: ناصيف ـ الصباغ ـ الحلو ـ الخولي ـ حمدون ـ الكسم ـ قدورة ـ الأحمر ـ معين ناصيف ـ ناصر الدين ناصر ـ عز الدين ناصر رئيس نقابات العمال وعدد كبير من ضباط شرطة النجدة والشرطة العسكرية وسرايا الدفاع , وبالرغم من الأعداد الهائلة لزبانية السلطة المنتشرين حول المبنى فإن ذلك لم يمنع آلاف المواطنين من التجمهر خلف الحزام الأمني لمشاهدة هذا المشهد الرائع الذي طال انتظارهم لرؤيته .) .
وتوالت اجتماعات أكابر مجرميها وهم في حالة هيجان هستيرية وأصبح مجلس الأمن القومي في حالة انعقاد دائم لبحث الوضع الجديد الذي تعيشه السلطة ولإيجاد الوسائل المكافئة لمجابهة هذا الوضع واتخذت عدة إجراءات هستيرية هدفها القضاء على المجاهدين في دمشق قضاءا تاما خوفا من تكرار هذه العملية فاستنفرت أجهزة المخابرات عناصرها وانطلق مجرمو السلطة لاعتقال أهالي الإخوة الملاحقين ومعارفهم حيث تعرضوا للتعذيب الوحشي البشع بالرغم من عدم معرفتهم لأي شيء عن الإخوة الملاحقين
وكما أسلفنا فإن السلطة قد زادت من أعداد عناصرها في شوارع دمشق على شكل دوريات راجلة أو محمولة ونصبت الحواجز الثابتة عند مداخل العاصمة وفي الطرق التي تتوقع استخدامها من قبل الإخوة المجاهدين لعلها تظفر بأحد الإخوة وعملت على نصب الحواجز الطيارة داخل المدينة وتفتيش السيارات المارة بشكل هستيري أحمق واتخذت إجراءات أمنية مشددة حول المباني الأساسية التابعة لها وقد وقعت أغلب هذه الحوادث أمام منزل رفعت ألاسد على أوتوستراد المزة شملت معظم أحياء دمشق واستمرت فترة شهر كامل ففي كل ليلة تقوم آلاف العناصر بتطويق أحد الأحياء السكنية وتمشيطه بيتا بيتا وتعيث داخل البيوت فسادا فتسرق وتنهب كل ما خف وزنه وغلا ثمنه طامعة بكشف قاعدة للمجاهدين ولكن دون فائدة فالمجاهدون قد اتخذوا الإجراءات الأمنية الخاصة التي يستعصي التمشيط أمامها بإذن الله .
وهكذا خيم على المدينة جو من الإرهاب لم يسبق له مثيل وأصبحت دمشق ثكنة عسكرية ينتشر المسلحون فيها بكل مكان لإعاقة حركة العناصر المسلحة الذين برهنوا على قدرتهم الحركية في كل الأوضاع والظروف مهما بلغت صعوبتها .
أما المجلس المتصدع فلن تستطع السلطة أن ترممه إلا بعد مضي ثلاثة أشهر ..
الجرائم التي ارتكبوها بحق شعبنا المؤمن وكانت العملية التالية
(((عملية يوسف أحمد عبيد 3 / 9 / 1981 ـ آمرية الطيران)))
قررت قيادة الطليعة المقاتلة في دمشق توجيه ضربة قاصمة جديدة إلى نظام حافظ أسد ووقع الاختيار هذه المرة على مبنى آمرية الطيران المؤلف من سبع طوابق والكائن بالقرب من مبنى الأركان وهذا المبنى يضم هدفين :
ـ الهدف الأول :
فرع المخابرات الجوية الذي يرأسه النصيري العميد محمد الخولي أما معظم ضباطه فهم من النصيريين.
ـ الهدف الثاني :
الأمرية الجوية وتشغل بقية الطوابق وفيها عدد كبير من الضباط النصيريين، ويضم البناء بكامله أكثر من ألف من العناصر والضباط وصف الضباط إضافة إلى الأعداد الكبيرة من العناصر التي تقوم بحراسة المبنى وفوهات بنادقها موجهة إلى السيارات المارة في الشارع المقابل كما توجد عدة سيارات مليئة بالعناصر وقفت إلى جانب المبنى تحسبا للطوارئ وفوق كل ذلك فالمنطقة محروسة بسبب تواجد الحراسات على بيوت المسؤولين المقيمين فيها .
وفي الساعة الحادية عشر والربع صباحا انطلقت سيارة من نوع بيجو 304 تحمل عبوة ناسفة تزن 400 كغ من الديناميت شديد الانفجار يقودها أحد مجاهدينا الإستشهاديين البالغ من العمر عشرين عاما وعند وصوله إلى مدخل البناء صعد فوق الرصيف ثم اقتحم الباب إلى الساحة وصعد عدة درجات من درجات المبنى بسيارته المثقلة بالديناميت ، كان حراس المبنى ينظرون إليه مشدوهين من فعلته هذه فقد حسبوه أحد أبناء الضباط لذلك لم يطلقوا عليه النار ولكن دهشتهم زادت حين ترجل من السيارة وبدأ بإطلاق النار من مسدسه باتجاههم كما ألقى قنبلتين يدويتين مما تسبب في قتل وجرح عدد من عناصر الحراسة وبسرعة انهالت عليه مئات الطلقات التي اخترقت جسده ، وسمع الناس في المنطقة أزيز الرصاص ودوي القنبلتين اليدويتين فتوجهت على الفور الدوريات الأمنية المتواجدة هناك إلى المبنى لاستيضاح الخبر ووقف معظم العاملين في المبنى أمام الشرفات والنوافذ المطلة على ساحة الاشتباك كما هرع عدد من كبار الضباط إلى أسفل البناء بعد تأكدهم من قتل منفذ العملية وعلى رأسهم اللواء ممدوح أباظة وهو شاهر مسدسه لتمثيل دور البطل الذي يقتحم الأهوال ، وبعد أن اكتمل جمعهم حول جثته أي بعد ثلاث دقائق من توقف إطلاق النار انفجرت السيارة الملغومة انفجارا رهيبا أحدث كتلة من اللهب غطت البناء بكامله وتطايرت جثث المجرمين في الهواء ومزقت أجسادهم أشلاء متناثرة هنا وهناك ودمر فرع المخابرات الجوية تدميرا شبه تام كما حدث تدمير كبير في طوابق الآمرية وسقط المئات من صف الضباط والعناصر والضباط قتلى خلال ثانية واحدة أما أجساد المجرمين المتحلقين حول السيارة فقد مزقت شر ممزق وصارت قطعا متناثرة في كل الأنحاء ومن هؤلاء الممزقين أباظة صديق رفعت أسد وهو مشهور بحقده على الاخوان المسلمين وتعذيبه لهم ـ العماد ممدوح حمدي أباظة رفع إلى عماد بعد قتله ـ .
لقد كان الانفجار شديدا إذ سمعه معظم سكان مدينة دمشق كما سمعه حافظ أسد وأركان نظامه مباشرة وحاول أسد الاتصال بالآمرية للاستفسار عن الخبر ولكن ما من مجيب ، إن البناء بأكمله قد تحول إلى مقبرة جماعية لمجرمي السلطة التي قامت على الفور بتطويق المنطقة بعدة آلاف الذين أقاموا طوقا أمنيا محكما حول المنطقة ولم يسمحوا لأي كان بالاقتراب من البناء حتى ضباط الأمن وضباط شرطة النجدة والشرطة العسكرية للتكتم عما حصل وجاء عدد كبير من رؤوس النظام إلى مكان الحادث وذهلوا حين استقبلتهم ثلاثون جثة كانت تقوم بحراسة المبنى قبل الانفجار وتسبب الانفجار في إحداث حريق سيطر عليه الإطفائيون بسرعة أما سيارات الإسعاف فقد استمرت بنقل الجرحى إلى المستشفيات بينما تركت جثث القتلى داخل البناء لمدة ثلاث ساعات دون أن يحركها أحد .
كانت سيارات الإسعاف تتجه من المستشفيات وإليها فنقل 75 جريحا إلى مستشفى المواساة مات منهم عشرون على الفور ، وإلى مستشفى التوفيق القريبة من بناء الآمرية 40 جريحا ماتوا جميعاعند وصولهم إلى المستشفى ، وإلى مستشفى المزة العسكري 79 جريحا مات الكثيرون منهم على الطريق وبعد الوصول إلى المستشفى كما مات ثلاثون شخصا من الذين نقلوا إلى المستشفى الطلياني ومات غيرهم من الجرحى في بقية المشافي بمدينة دمشق .
هذه العملية الربانية كانت انتقاما من الله سبحانه وتعالى لمسلمي سورية وشهدائها الأبرار ، لقد فاقت نتائجها كل التصورات إذ أسفرت كما نعتقد عن أربعمائة قتيل وأكثرمن مائتي جريح على أقل تقدير ـ وآخر الأخبار أكدت أن عدد القتلى والجرحى يتجاوز 1100 بين ضابط وصف ضابط ومستخدم مدني ومدنيين ـ أما السلطة الكافرة فحاولت التستر حول خسائرها في هذه العملية ومع أن التكتم كان شديدا إلا أن الأنباء تسربت إلى أبناء الشعب الذين تناقلوا أخبار مئات القتلى والجرحى ، ومن ضمن الأنباء المتناقلة قول أحد الضباط الذين دخلوا إلى المبنى بعد حوالي ساعتين ونصف من الانفجار إذ صرح أنه أحصى حوالي 150 جثة ملقاة داخل البناء ونذكر هنا أن أكثر من 60 ضابطا معظمهم من ذوي الرتب العالية قد قتلوا وأغلب هؤلاء الضباط من النصيريين وغيرهم نذكر منهم :
• اللواء ممدوح أباظة وهو شركسي الأصل يسكن في منطقة أبي رمانة ويوجد بجانب بيته كوخ فيه أكثر من عشرة عناصر لحراسة منزله وهو من المقربين إلى رفعت أسد ويعرف عنه عداءه الشديد للاخوان للمسلمين وحقده على كل ما يمت لهم بصلة .
• اللواء إبراهيم الحسن وهو شقيق اللواء جميل الحسن رئيس شعبة التنظيم والإدارة .
• كما قتل ضباط برتبة لواء من آل بهلول .
• وقتل أيضا المقدم عماد الدين ديب نائب محمد الخولي في فرع المخابرات الجوية .
• وقتل المدعي العام إسماعيل حبيب وهو نصيري
أما الخولي فلم يكن في مكتبه الذي دمر تدميرا كاملا ساعة الانفجار وقد لوحظ بشكل ملموس أن جثث القتلى ونعوشهم قد نقلت إلى قرى النصيريين الساحلية ولم يخرج في دمشق إلا العدد القليل من الجنائز .
هذه العملية أصابت الأسد بصدمة نفسية هائلة إذ لم يكن يخطر على باله في يوم من الأيام أن يتمكن المسلحون من توجيه أمثال هذه الضربة إلى الأبنية الأساسية التابعة للنظام ، كان اليوم الذي حدثت فيه هذه العملية يوما مشهودا في تاريخ سورية وتاريخ شعبها وكانت نقطة حاسمة أثبتت للنظام أن حمامات الدماء لن تتوقف

أزمة اللاجئين وتـداعياتها الإنسانية و الوجودية

منذ أن تصدرت صورة إيلان كردي (3سنوات)، الطفل السوري الذي عرفه العالم جثّة على شاطئ بودروم التركية، مع بداية شهر أيلول الجاري،
أجهزة الإعلام العالمية المرئية والمقروءة، أصبحت قضية اللاجئين السوريين تشكل أزمة ضاغطة على كل أوروبا، بسبب تداعياتها الإنسانية والوجودية، ولاسيما أن أزمة اللاجئين السوريين هي نتيجة أساسيّة للحروب الاستعمارية التي يشنّها الغرب ومعه الدول الإقليمية الحليفة لها في الشرق الأوسط، منذ الحرب الأطلسية على ليبيا في 2011، وحتى الحرب على سورية المستمرة منذ أربع سنوات ونصف السنة، حيث يجري إحضار اللاجئين السوريين إلى أوروبا بأمر من واشنطن لتركيا، بهدف إثارة السخط والضيق لدى المواطنين الأوروبيين وجعلهم يميلون إلى «تدخّل عسكري» غربي في سورية.
فما ترتكبه الوحوش الإيديولوجية، أي التنظيمات الإرهابية والتكفيرية مثل «داعش» و«جبهة النصرة» وأخواتها التي ترعرعت في الدورة الدموية العربية، من جرائم بحق الشعب والتراث الإنساني في سورية، واستمرار الولايات المتحدة الأميركية ومعها أوروبا بالاكتفاء بلعب دور المتفرج على كارثة إنسانية وثقافية ذات أبعاد مصيرية، ولكن مع استمرار خوض الحرب أيضاً على سورية بالوكالة أي الحرب التي تستخدم المرتزقة، وتشنها التنظيمات الإرهابية على الشعب السوري بالقنابل والرشاشات وقطع الرؤوس، لزعزعة استقرار هذا البلد، يشكلان عاملاً إضافياً في تفاقم أزمة اللاجئين السوريين ومأساتهم الناتجة عن دعم كلّ هذه الهمجيّة المُموّهة في «الثورة» الخيالية، همجية قادها جشع الدول الغربية وغطرستها وطغيانها عبر مؤسساتها الفكرية ووسائل الإعلام والمنظّمات «الإنسانية» وأجهزة الاستخبارات ومرتزقتها في التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، بسبب رفض الدولة السورية «الانصياع» للمخططات الأميركية-الصهيونية ما جلب كلّ التدخلات من جانب أدوات الغرب الامبريالي بنتائجها المدمرة المعروفة.
معظم العرب في ظل انهيار النظام الإقليمي العربي منذ الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، تحولوا إلى «كثبان بشرية» على غرار الكثبان الرملية تتقيأ المال مثلما تتقيأ الدم والطعام، وأميركا صارت ضرورة شيطانية للأنظمة الخليجية الرجعية التي أضحت الممولة والراعية للإرهاب في العالم العربي، والغرب يرفض أي مسار سياسي ممكن للأزمة في سورية، له مرجعيته السياسية الوطنية، وله أفرقاؤه من الداخل السوري، وله رعاته الإقليميون والدوليون القادرون على الوقوف بصورة ندية في وجه الغطرسة الغربية.
الولايات المتحدة الأميركية وإن بدّلت لغتها في الشأن السوري، لكن موقفها الحقيقي تجاه سورية لم يتغير فعلاً منذ 11 آذار 2011 حتى اليوم، موقفها كان ولايزال: «المطلوب رأس سورية». هكذا كان موقفها في العراق ولايزال، وهكذا سيكون في دول عربية أخرى باتت على اللائحة أو على همة دخولها. وهي في هذا المجال استطاعت تحقيق نجاحات في هذا الاتجاه. وفي الوقت الذي نجد فيه الولايات المتحدة الأميركية مسكونة بقعقعة المصالح وأمن الكيان الصهيوني، وحرية تدفق النفط إلى السوق الرأسمالية العالمية، نجد العربان مسكونين بقعقعة الغرائز، ولا أحد يستطيع أن يغسل تلك الخطيئة، والخلاف بين العربان حول تقاسم الجثث والموتى فقط.
وتعلم الولايات المتحدة الأميركية أن من يسيطر على سورية، يسيطر على الممر الاستراتيجي لجلّ منطقة الشرق الأوسط، وتالياً يتحكم ويسيطر على كلّ أوراسيا العظمى وآسيا الوسطى، حيث الصراع في سورية وعلى سورية، هو صراع على الشرق وما بعد الشرق كلّه وقلبه سورية بنسقها السياسي وموردها البشري و«ديكتاتورية» جغرافيتها، وتدرك روسيا وإيران والصين وجلّ دول «البريكس» هذه الحقيقة، وعلى الرغم من عمق الغزو الخارجي لسورية عبر التنظيمات الإرهابية والتكفيرية، المستمر منذ زهاء خمس سنوات، لا تزال الدولة الوطنية السورية بكل مؤسساتها الوطنية ولاسيما الجيش العربي السوري، صامدة، وأزيد من ذلك أنّ دمشق وحمص وحماة والمنطقة الساحلية والسويداء والحسكة والقامشلي تحت سيطرة الدولة، إضافة إلى أن تقريباً نحو 78% من المواطنيين السوريين يعيشون في هذه المناطق والمواصلات متوافرة بين بعضها، ويمكن لنا أن نسميها (سورية المفيدة) على أهمية كل الجغرافيا السورية بالنسبة للجيش والدولة الوطنية السورية وقيادتها، بل كل حبة تراب وحبة حصى تعادل أرتالاً من التبر بالنسبة للنسق السياسي السوري، على حد قول الكاتب الأردني محمد أحمد الروسان.
 تجارة الموت في «المتوسط» ومسؤولية أوروبا
تراجعت حدّة الهجرة مع توجّه العديد من الدول إلى فرض التأشيرات وتشديد المراقبة على الحدود. فقد فتحت أوروبا الغربية الأبواب على مصراعيها أمام المهاجرين، عندما كانت بحاجة إلى طاقات بشرية لإعادة بناء ما دمّرته الحرب العالمية الثانية، وخلال السنوات التي تلت انهيار الاتحاد السوفييتي، وما رافق ذلك من رغبة متزايدة في توسيع الاتّحاد الأوروبي من جهة، وتزايد وتيرة الهجرة الإفريقية إليه تحت ضغط الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة من جهة أخرى، وشرعت هذه الدول في سَنّ مجموعة من القوانين، واتّخاذ العديد من التدابير الأمنية لتنظيم التدفّقات نحو بلدانها والحدّ منها، الأمر الذي أسهم في تنامي الهجرة السّرية كسبيل لتجاوز هذه الضغوط.
لم تكتفِ هذه الدول بهذه التدابير والإجراءات، بل ظلّت تُحمِّل دول الضفّة الجنوبية من البحر المتوسّط (المغرب وتونس وليبيا والجزائر) مسؤولية وقف الهجرة نحوها، مطالبةً إياها بلعب «دور شرطيّ» في هذا الصدد. وهو ما تحوّلت معه هذه البلدان، مثلما هو الشأن بالنسبة إلى المغرب، من مجرّد محطّة للعبور إلى بلدٍ للاستقرار؛ الأمر الذي أفرز مجموعة من الإشكالات القانونية والاجتماعية..
وشكّل البحر الأبيض المتوسّط ملتقى للحضارات المتعاقبة تاريخياً، كما ظلّ معبراً للمهاجرين من مختلف الجنسيات في اتجاهات مختلفة، قبل أن يتحوّل إلى بحرٍ للهجرة السرّية القاتلة في العقود الثلاثة الأخيرة، هذه العقود التي برزت فيها مظاهر عدّة، على علاقة بالصراعات السياسية والعسكرية الدامية التي شهدها الكثير من الدول الإفريقية والشرق أوسطية، وضغط الكوارث الطبيعية والجفاف، وضغط الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية والرغبة في البحث عن عمل وظروف عيش أفضل وضعف الدولة المركزية الذي يحدّ من نجاعة مراقبة الحدود.
ومنذ مطلع كانون الثاني 2015 وحتى شهر آب الماضي، عبر أكثر من 430 ألف مهاجر ولاجئ من دول مختلفة البحر المتوسط، ولقي نحو 2800 حتفهم أو فقدوا، حسب آخر أرقام المنظمة الدولية للهجرة التي نشرت في 11 أيلول الجاري، وقد وصل نحو 310 آلاف منهم إلى اليونان و121 ألفا إلى إيطاليا حسب المنظمة الدولية للهجرة، وتشير تقديرات المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة إلى أن السوريين يمثلون 50% من الذين عبروا المتوسط منذ بداية العام 2015،و 70% من الذين وصوا إلى اليونان، يتبعهم الأفغان 13%، ثم الأريتريون 8%،و النيجيريون 4%، والصوماليون 3%.
وأشارت الحكومة السورية في جلستها الأخيرة إلى ضرورة معالجة موضوع الهجرة غير الشرعية وملاحقة المهربين ومعرفة أسبابها.
و تبدأ رحلة هجرة اللاجئين السوريين عبر الوصول إلى تركيا، ثم العبور من تركيا إلى اليونان بحراً،و يلعب المهربون دوراً رئيساً في كل هذه العمليات، ويكون الانطلاق من سورية بثلاثة طرق، الأول عن طريق البر بالتواصل مع مهربين هم على اتصال مع المجموعات الإرهابية المتواجدة في شمال سورية، وخاصة في ريف حلب، وهذه الطريقة كانت البداية منذ سنوات في عملية التهريب، وخطورتها هي في المجموعات المتشددة التي تتعرض للهاربين بالضرب والإهانات قبل نقلهم، بالتنسيق مع الأمن الحدودي التركي إلى داخل البلاد، وتعد منطقة حواركلس في شمال حلب من أهم المعابر المستخدمة في عملية التهريب التي أصبحت تغلق في معظم الأحيان، إضافة إلى طرق التهريب من المنطقة الشرقية على الحدود مع محافظة الحسكة، أما الطريقان الآخران، إما البحر أو الجو، وهو ما يتم بطريقة واضحة وعلنية، فهما عن طريق لبنان بحراً أو جواً حيث يتم نقل المسافرين إلى الحدود اللبنانية، بشكل نظامي ورسمي، وحين تصل إلى بيروت، يكون حجزك عن طريق مطار بيروت الدولي في رحلة إلى تركيا، أو عن طريق باخرة تنطلق نحو الشواطئ التركية، وبعد أن يتم تأمين الطريق من سورية إلى تركيا، يبدأ التواصل مع المهربين في الجانب التركي، وفي الرحلة من تركيا إلى اليونان تبدأ عروض الأسعار بين المهربين واللاجئين السوريين وغيرهم من فلسطينيين وعراقيين، حيث يقدم لهم أحد المهربين عبر البحر عرضين للتهريب، الأول من اسطنبول إلى اليونان إما بقارب مطاطي بتكلفة 1300 دولار أميركي، وإما يخت سياحي بتكلفة 2500 يورو، ومكان الوصول هو جزيرة كوس اليونانية، العرض الثاني من مدينة بوضروم التركية إلى جزيرة متليني اليونانية، وذلك عبر قارب مطاطي بتكلفة 1200 دولار، وقدرة استيعاب القوارب المطاطية حوالي 35 شخصاً، أما السياحية فتصل إلى 50 شخصاً. ويتحدث «المهرب» عن طريقة الهرب عن طريق البر نحو اليونان أو بلغاريا، حيث يمكن تقديم عرض تزوير جوازات سفر بلغاريا، بتكلفة تصل إلى 20 ألف دولار، ومشكلتها هي مدتها الطويلة للعبور سيراً على الأقدام، حيث إن الوصول إلى ألمانيا من اليونان يتطلب عبور ألبانيا ومقدونيا وصربيا ثم المجر والنمسا قبل الوصول إلى ألمانيا، وتتراوح تكلفتها حسب الخدمات المقدمة فيها، فهي تبدأ من ألفي دولار وتصل إلى ستة آلاف دولار، ومن الخدمات المقدمة وجود دليل يقود الرحلة لمنع وقوعهم في أيدي الشرطة.
في السابق كانت إحدى طرق الهرب لبعض السوريين هي ليبيا نحو إيطاليا. ففي النصف الثاني من شهر نيسان 2015، لقي أكثر من 1200مهاجر سري حتفهم غرقاً في البحر الأبيض المتوسط، حين انقلبت السفينة التي كانت تقلهم قبالة السواحل الليبية، وكان قبطانها تونسياً وضحاياها من جنسيات مختلفة، وكان الحادث، الذي تم وصفه بالكارثي والأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، نتيجة تصادم مع مركب تجاري بحري، واتهم أيضاً أحد أفراد طاقم السفينة بتشجيع الهجرة غير القانونية، وكان القبطان وعضو الطاقم من بين الناجين الـ27 الذين وصلوا صقلية في وقت متأخر الاثنين 28 نيسان 2015، كما تم اعتقال شريك للقبطان التونسي وهو سوري مهرب يبلغ من العمر 26 سنة، وحسب تصريحات متنوعة، فإن رحلة الموت كانت أرباحها تقدر بين مليون وخمسة ملايين يورو.
وتندرج هذه الحادثة ضمن عنوان واحد إنها «تجارة الموت» وتجارة بأحلام الهاربين من براثن الفقر أو الحروب، وهي أرقام مفزعة، تؤكد لنا تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، حيث إن المهاجرين غير الشرعيين اليوم هم في أغلبيتهم من الجنسيات السورية والسودانية والصومالية والفلسطينية.وأبدت المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني أكثر من مرّة وخلال اجتماعات المنتدى الاقتصادي الاجتماعي العالمي في البلدان العربية تخوفاً من سعي السياسات الأوروبية إلى تطوير نشاط وكالة «فرونتاكس» التي تُجَرِّمُ واقع الهجرة والإقامة غير القانونية وغير المنظمة، وتُعْطِي اعتباراً أكبر لما هو تجاري على حساب ما هو إنساني وحاجات الحماية الدولية. وبلغت حصيلة المفقودين على حدود الاتحاد الأوروبي حوالي 160 ألف شخص.
ووصفت منظمات المجتمع المدني في تقارير لها المقاربة الأوروبية بـ «القمعية للهجرة العالمية» ولا علاقة لها بالواقع، فأوروبا تستقبل 3 في المئة فقط من سكان العالم وثلث المهاجرين فقط يتوجهون من دول فقيرة إلى أخرى غنية ومتقدمة، ومن مجموع 15 مليون لاجئ في العالم تستقبل الدول النامية أربعة أخماسهم، وقد أدّى غياب منافذ قانونية للأراضي الأوروبية إلى تقوية شبكة المقايضة البشرية.. ويدعو المنتدى إلى تغيير السياسات الأوروبية للهجرة، وإعادة النظر في دور وكالة «فرونتاكس» التي تضاعفت ميزانيتها مع تضاعف أعداد الموتى من المهاجرين، وارتفاع الخسائر البشرية.. كما يدعو إلى رؤية جديدة لمعالجة هذه الظاهرة.
وحسب تقارير إعلامية ليبية، فإن هناك ميليشيات من «فجر ليبيا» تقف وراء موجات الهجرة غير الشرعية التي تتم من الجنوب الليبي باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، وأكدت هذه التقارير أن كارثة غرق قارب قبل أيام قبالة السواحل الليبية، وما رافقه من انتقادات للدول الأوروبية، كشف عن تورط تلك الميليشيات في عمليات تهريب الأفارقة عبر قوارب الموت.وبيّنت التقارير أن أغلبية المهاجرين غير الشرعيين الحالمين بالوصول إلى أوروبا، تبدأ رحلتهم من مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس الذي تسيطر عليه ميليشيات «فجر ليبيا»، حيث وصلت أعداد كبيرة من السوريين والفلسطينيين إلى هذا المطار، ومن ثم ينقلهم أشخاص تابعون لميليشيات «فجر ليبيا» إلى المدن المجاورة كزوارة وصرمان وصبراته ومصراته.
فتجارة الموت هذه تقف وراءها عناصر ومافيات، ويضطر الحالم بالهجرة إلى دفع مبلغ بين2000 دولار إلى 3000 دولار.. ولئن كانت بعض العصابات تستغل الأموال لحسابها الذاتي، فإن بعض التقارير يشير إلى تورط جماعات متطرفة تستغل هذه العائدات في تمويل تنظيمها وشراء الأسلحة وتمويل العمليات الإرهابية.
وحسب مصادر إعلامية ليبية فإن «أنصار الشريعة» وتنظيم «داعش» الإرهابي في صرمان وزوارة يستغلان هذه التجارة لدعم الإرهابيين. وتواجه إيطاليا، الدولة الأوروبية الواقعة في الجنوب الأوروبي والمطلة على البحر المتوسط، بمفردها تدفق المهاجرين غير الشرعيين القادمين في أغلب الأحيان من بلدان إفريقية وعربية شرق أوسطية ومغاربية، في محاولة منهم للوصول عبر قوارب قديمة وهشة إلى السواحل الإيطالية، ومنها ينطلقون إلى بلدان الاتحاد الأوروبي..
وكانت إيطاليا قد أطلقت في تشرين الأول 2013، بعد أيام من مصرع أكثر من 360 مهاجراً غرقاً، عملية «ماري نوستروم» (الاسم الذي أطلقه الرومان على البحر المتوسط) في محاولة لإنقاذ المهاجرين الذين يبحرون من سواحل ليبيا على مراكب بدائية، وخلال ثمانية أشهر ونيف، أنقذت البحرية الإيطالية 73 ألفاً و686 شخصاً، أي ما معدله 270 شخصاً يومياً. وفي مركز قيادة عمليات «ماري نوستروم» في شمال روما، قال رئيس أركان القوات الإيطالية ميشال سابونارو إن تزايد تدفق المهاجرين واللاجئين إلى ساحل إيطاليا ليس ناجماً عن إخفاق عملية «ماري نوستروم»، بل عن تفاقم الأزمات في الشرق الأوسط، ففي سورية تفاقم الوضع، وفي العراق هناك تقدم للقوى المتطرفة.
 دول أوروبا توافق على استقبال ملايين اللاجئين السوريين
لقد غيرت صورة الطفل السوري الملقى قتيلاً على الشاطىء، المؤثرة جداً، موقف أوروبا من اللاجئين، إذ طالب ديبلوماسيون كبار من فرنسا وإيطاليا وألمانيا بإجراء إصلاح شامل للقوانين الأوروبية المتعلقة باللاجئين، وأصدرت الدول الثلاث بياناً مشتركاً، في 9 أيلول الجاري، في محاولة لضمان «انتشار عادل» للمهاجرين في أنحاء أوروبا، وأشار البيان إلى أن «أزمة المهاجرين الحالية تضع الاتحاد الأوروبي وجميع الدول الأعضاء أمام اختبار تاريخي»، كما دعا إلى تطبيق نظام للجوء أكثر كفاءة للأشخاص المحتاجين.
وبعد اجتماع رؤساء ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واتصالهم بأوروبا وكندا وأميركا، تقرر أن يتم توزيع اللاجئين السوريين فقط على الدول وفق الجدول الآتي:1- كندا تستقبل نصف مليون سوري شرط أن يأخذوا تأشيرات من سفاراتها حيث ستعطي أوامر بإعطاء السوريين تأشيرات لنصف مليون سوري.2- فرنسا وافقت على استقبال 300 ألف لاجئ سوري3- ألمانيا وافقت على استقبال مليون لاجئ سوري4- إيطاليا وافقت على استقبال نصف مليون سوري5- صربيا وافقت على استقبال 100 ألف لاجئ6- بولندا وافقت على استقبال 100 ألف لاجىء7- هنغاريا وافقت على استقبال 100 ألف لاجىء، وذلك وفقاً لما تقرر.
وسوف يعطى الحق باللجوء للسوريين فقط مع عائلاتهم مع إعطائهم إقامة دائمة، وبعد خمس سنوات جنسية للبلد الذين هم فيه، وهكذا يكون 4 ملايين ونصف المليون سوري قد لجؤوا إلى أوروبا وكندا وأميركا، وتعد هذه الهجرة أكبر هجرة بعد الحرب العالمية الثانية، وتفقد بذلك سورية 5 ملايين نسمة من سكانها، إضافة إلى وجود أعداد غير قليلة من اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان ومصر والعراق واليونان.
موجات الهجرة التي شهدتها ألمانيا خلال 70 عاماً
شهدت ألمانيا التي تواجه تدفقاً كبيراً للاجئين في السنوات الـ70 الأخيرة موجات هجرة كان معظمها مؤلماً.
1944-1950: «12 مليون نازح ألماني»
بدءاً من خريف 1944-1945، فر الألمان المقيمون في شرق أراضي الرايخ النازي وخصوصا في أراض انتزعت من بولندا، أمام تقدم الجيش السوفييتي، نزحت عائلات بأكملها في أجواء من البرد الجليدي سيراً على الأقدام، وبعد هزيمة ألمانيا في أيار 1945، قرر مؤتمر «بوتسدام» إعادة الألمان المقيمين على الأراضي التي أعيدت لبولندا وتشيكوسلوفاكيا والمجر والاتحاد السوفييتي ورومانيا، شرد بين 10 ملايين إلى 12 مليون شخص وصلوا إلى ألمانيا منهكين، قدر عدد الذين توفوا بين 400 ألف ومليوني شخص. وتم إيواء اللاجئين في مخيمات ومراكز أقيمت على عجل وفي منازل سكان، وفي بعض المناطق كان هؤلاء «الذين تمت إعادتهم» يمثلون ثلث السكان، وقد طغت الفظائع التي ارتكبها النازيون على صدمة اللجوء هذه ومنعت النظر إلى الألمان على أنهم ضحايا.
1950-1970: «العمال المدعوون» في «عقود المجد الثلاثة»
كانت المعجزة الاقتصادية الألمانية «غرب البلاد» تحتاج إلى يد عاملة بسرعة، وقد أبرمت جمهورية ألمانيا الاتحادية في خمسينيات القرن الماضي اتفاقات مع دول عدة -إيطاليا واليونان والبرتغال وتركيا- لتوظيف عمال. ووصل الرجال ومعظمهم من الشبان الذين لا يتمتعون بكفاءات كبيرة، للعمل في مصانع السيارات والمنتجات الكيميائية ومناجم منطقة الرور «غرب»، في 1973 عندما حدثت الأزمة الاقتصادية وأنهت هذا الوضع كان عدد هؤلاء «العمال المدعوين» كما يسمونهم في ألمانيا قد بلغ 2،6 ملايين شخص، لكن أبناء وأحفاد هؤلاء المهاجرين أصبحوا جزءاً من المجتمع مع أن نقص الاحترام لآبائهم وأجدادهم ترك ذكرى مريرة، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هذا الأسبوع «علينا أن نستخلص العبر من دروس الستينيات وإعطاء الأولوية المطلقة من البداية للاستيعاب».
1989-1990 النزوح الألماني من الشرق إلى الغرب
رسمت خطوط ألمانيا وأوروبا من جديد، فبعد سقوط برلين انتقل 750 ألف ألماني من الشرق ليستقروا في الغرب، في المجموع اختار 1.1 مليون شخص مغادرة ألمانيا الشرقية السابقة بين 1991 و2012. وفي ثمانينيات القرن الماضي، بدأت ألمانيا الاتحادية استقبال المتحدرين من ألمانيا القادمين من الاتحاد السوفييتي «روسيا وكازاخستان» وكذلك من رومانيا، وأدى انهيار الاتحاد السوفييتي إلى تسريع حركة الهجرة هذه، ومنذ 1989 وصل نحو 3 ملايين من هؤلاء «العائدين» إلى ألمانيا.
1992-1995: النزوح من يوغوسلافيا
كانت ألمانيا الوجهة الأولى للاجئين الهاربين من حروب يوغوسلافيا، في 1992 وحدها وصل أكثر من 400 ألف طالب لجوء، وحتى تلك السنة كان هذا الرقم قياسياً. ولم يتوقف النزوح من البلقان يوماً وإن كانت فرص حصول مواطني هذه البلدان على وضع اللاجئ شبه معدومة.
الألمان واللاجئون.. فعل خير أو شعور بالذنب
بعد الأسبوع الأول من شهر أيلول 2015، الذي شهد أحداثاً عدة معادية للأجانب استهدفت لاجئين في ألمانيا، جرت تعبئة تأييد لهم في هذا البلد شملت وسائل إعلام وشخصيات، حرصاً على إظهار وجه آخر لألمانيا «منفتح على استقبال المهاجرين». وعنونت صحيفة «بيلد» الشعبية الأكثر انتشارًا في أوروبا «إننا نساعد» مطلقة «عملية مساعدة كبرى» من أجل اللاجئين «لإظهار أن المعادين للأجانب لا يزعقون باسمنا». وتواجه ألمانيا تدفقًا غير مسبوق من اللاجئين ويتوقع المكتب الفيدرالي المشرف على هذا الملف توافد 800 ألف طالب لجوء خلال عام 2015.
وتصطدم حركة التدفق هذه وضرورة فتح مراكز استقبال في جميع أنحاء البلاد لمواجهتها بردود فعل رافضة تصل أحياناً إلى حد العنف ولا سيما في شرق ألمانيا.وشهدت ألمانيا خلال النصف الأول من شهر أيلول 2015سلسلة أحداث من حرائق مفتعلة وتهديدات واعتداءات وحتى تظاهرات كما في هايديناو في ساكسونيا شرق البلاد، ما حمل المستشارة أنجيلا ميركل على القيام بأول زيارة لها إلى مركز لاستقبال اللاجئين في هذه المدينة الصغيرة التي جرت فيها صدامات بين الشرطة وناشطين من اليمين المتطرف.
وعلى غرار صحيفة «بيلد»، اتخذت عدة وسائل إعلام أخرى مثل الأسبوعية «دير شبيغل» أو صحيفة ميونيخ الكبرى «سود دويتشه تسايتونغ» مواقف ملتزمة حيال المهاجرين.وصدرت «دير شبيغل» في يوم السبت 5 أيلول الجاري بغلاف مزدوج، الأول يعرض «ألمانيا القاتمة» وعليه صورة لمركز لاجئين تشتعل فيه النيران، والثاني يعرض «ألمانيا المشرقة» ويظهر عليه أطفال لاجئون يلعبون بالكرة في الهواء الطلق. وكتبت الأسبوعية «يعود لنا نحن أن نحدد كيف نريد أن نعيش، أمامنا خيار»، فيما عرضت صحيفة «سود دويتشه تسايتونغ» على قرائها العازمين على التحرك حيال هذه المسالة إرشادات عملية لتقديم الملابس والمواد الغذائية وغيرها للاجئين.
وقال بطل العالم في كرة القدم لاعب الوسط في فريق «ريال مدريد» توني كروس في تصريحات نقلتها الصحافة «أعزائي اللاجئين، أمر جيد أن تكونوا هنا، لأن ذلك يسمح لنا بالتثبت من نوعية قيمنا وإظهار احترامنا للآخرين». واتخذت شخصيات أخرى أيضاً مواقف من هذه المسألة وبينهم تيل شفايغر نجم السينما الألماني الذي وضع منزله تحت الحراسة بعد تسلل مجهولين إلى حديقته.
ودعا مغني الروك اودو ليندنبرغ إلى تنظيم حفل موسيقي ضخم «للاحتفال بثقافة الاستقبال» في ألمانيا، من المحتمل أن يجري في 4 تشرين الأول المقبل في برلين.وهذه التعبئة في بلد ما زالت تطغى عليه ذكرى ماضيه النازي، تذكر بحملات أخرى جرت في السابق عند وقوع أحداث عنصرية. ففي عام 2000، دعا المستشار السابق الاشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر إلى «انتفاضة للشرفاء» بعد إحراق كنيس في دوسلدورف (غرب).
وكتب وزير الداخلية توماس دي ميزيار في صحيفة «دي فيلت» إن ألمانيا «بلد متسامح ومنفتح».وفي افتتاحية بعنوان «ما نحن عليه»، عرضت الصحيفة المحافظة وجهة نظر متفائلة معتبرة أنه بعيداً عن الأحداث المعادية للأجانب فإن «حيوية الالتزام التطوعي تبدل وجه ألمانيا» التي «تعيد اكتشاف نفسها» من خلال «ثقافة الاستقبال» التي تنتهجها.ورأت «دي فيلت» أن هذه الحركة «تساهم في هذا التعريف الجديد للبلد بأنه أرض هجرة» بعدما كانت ألمانيا المحافظة في عهد هلموت كول ترفض بشكل قاطع أن تحدد نفسها بهذه الصورة. وأظهر استطلاع للرأي نشر نتائجه «معهد بيرتلسمان» في كانون الثاني الماضي أن «ثقافة الاستقبال» تتقدم في ألمانيا حيث أبدى 60 في المئة من المستطلعية آراؤهم استعدادهم لاستقبال أجانب مقابل 49 في المئة قبل ثلاث سنوات.
غير أن الدراسة أظهرت في المقابل أن المجتمع ما زال منقسماً حول مسألة ما إذا كانت الهجرة تشكل فرصة للبلد وأشارت أخيراً إلى أنه في ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) سابقاً، فإن السكان أقل ميلاً لاستقبال أجانب. وجرت تظاهرة 12 أيلول 2015 في درسدن عاصمة ساكسونيا (شرق) ومهد حركة «بيغيدا» المعادية للإسلام، دعا إليها «التحالف المعادي للنازيين» وشارك فيها ألف شخص حسب الشرطة، وخمسة آلاف حسب المنظمين، ساروا خلف لافتة كتب عليها «أن نمنع اليوم مذابح الغد» في محاولة لتغيير هذه الصورة لمدينتهم. وفي المساء التقى مئات المتظاهرين في هايديناو على مسافة بضعة كيلومترات ورقصوا في الشارع مع اللاجئين وسط وجود مكثف للشرطة.
منذ أربعة أسابيع يقوم فرانك ديتريش يومياً بتوزيع الماء على اللاجئين في مركز تسجيل طلبات اللجوء في برلين، على غرار آلاف الألمان الذين يتوافدون مدفوعين بإرادة فعل الخير وأحياناً بنوع من الشعور بالذنب. وصرح ديتريش لـ «فرانس برس» «هذا أفضل من البقاء في المنزل مسمراً أمام التلفزيون... كثيرون ينتظرون لتسجيل أسمائهم والموظفون الإداريون عاجزون عن القيام بذلك وحدهم. لذلك ينبغي مساعدتهم».وقال يورغ برون أمام مدخل المركز حيث يتطوع منذ يومين «يرى الآخرون الألمان أنهم باردون وعقلانيون. لكنهم في الحقيقة حساسون جداً، لا يتحملون رؤية أشخاص يتعذبون بهذا الشكل».
لقد استقبلت ألمانيا 450 ألف لاجئ منذ بداية 2015 وتتوقع ارتفاع عددهم إلى رقم قياسي يبلغ 800 ألف حتى نهاية العام. وباتت البلاد تعتبر من الأكثر تعاطفاً في أوروبا، فيما قال نائب المستشارة الألمانية سيغمار غبريـال إن هناك قدرة على استقبال 500 ألف شخص سنوياً لبضع سنوات. وعدا عن الحراك السياسي لبرلين من أجل قضية اللاجئين، كانت طيبة المجتمع المدني مفاجئة إلى جانب التعاطف والتعبئة عبر شبكات التواصل وانخراط وسائل الإعلام.
وفي 12 أيلول 2015، سجلت فرانكفورت في غرب البلاد مشهداً مؤثراً عندما بادر المئات إلى استقبال اللاجئين بحفاوة عند وصولهم إلى محطة القطار، فوزعوا عليهم المياه والملابس وألعاب الأطفال. وقبل أيام طلبت شرطة ميونيخ في الجنوب من السكان التوقف عن إرسال الهبات، نظرًا إلى حجم المساهمات الكبير الذي فاق طاقتها.كما اقترحت جمعية «أهلاً باللاجئين» على الألمان إيواء لاجئين في منازلهم. وأشار استطلاع لمؤسسة يوغوف تم لمصلحة وكالة «دي بي ايه» إلى أن ألمانيا من كل خمسة سبق أن قدم مساعدة إلى اللاجئين بشكل أو بآخر. ويثير الاندفاع المتضامن الإعجاب في بلد ما زالت أغلبية الرأي العام ترفض تقليص ديون اليونان.
وينبغي تفسير ذلك بالعودة إلى الماضي. إذ تحدث المؤرخ أرنولف بارينغ عن شعور تاريخي بالذنب قائلاً إن «أعمالنا الخيرة اليوم تفسر بالجرائم التي ارتكبناها، خاصة في الفترة النازية».وتبدو المبادرات السخية للألمان مناقضة لأعمال النازيين الجدد العنصرية إزاء طالبي اللجوء. فأعمال إحراق مساكنهم والتجمعات والإهانات ضدهم تتكاثر على الرغم من التنديد بها عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ودانت المستشارة أنجيلا ميركل بنفسها هذه الأعمال «الشنيعة» ضد الأجانب. ولفت الفنان البرليني انديرل كاميرماير الذي يتاخم مشغله ملجأً موقتاً للاجئين إلى أن «كل مساء أو نهاية أسبوع تتوافد سيارات مملوءة بالأغراض من أجل اللاجئين». واعتبر أن هذه التعبئة «ربما تكون مرتبطة بتاريخنا والذاكرة الألمانية. فكل ألماني تقريباً لديه قريب كان في يوم ما لاجئاً أو مهاجراً». ففي أثناء الفرار من زحف الجيش الأحمر في شتاء 1944-1945، أو هرباً من ألمانيا الشرقية الشيوعية عاشت كل عائلة ألمانية معاناة الفرار والخوف والصقيع. واعتبرت جائزة جائزة نوبل للآداب هيرتا مولر «لدينا مسؤولية بالنسبة إلى الماضي. لكن بغض النظر عن ذلك، فان التعاطف فعل إنساني». وأضافت الروائية الألمانية الرومانية الأصل في مقالة في صحيفة بيلد: «كنت أنا كذلك لاجئة من رومانيا (الشيوعية). في رومانيا، كانوا يتحدثون عن حمى اللاجئين ـ فكلما قتل أشخاص على الحدود في أثناء الهروب ازدادت أعداد الفارين».
حاجة ألمانيا لهجرة اللاجئين السوريين من أجل تجديد شيخوخة السكان
تطمح ألمانيا ومعها فريق الدول الإسكندنافية إلى استقبال جميع اللاجئين الوافدين إلى بلدانهم، والتخلص من صداع الدول الصغيرة التي تتخوف من استقبال اللاجئين، في الوقت الذي تقوم بـ«نهب» المخصصات الأوروبية التي توزعها الدول الغنية في الاتحاد الأوروبي كألمانيا وفرنسا والسويد، على هذه الدول لتأمين استقبال اللاجئين السوريين، حيث لا يصل في بعض البلدان للاجئين سوى القليل من هذه الأموال.
وسط تحفظ أغلب شركائها الأوروبيين وتحذيرات بعضهم من تداعيات هذه الموجة الكبيرة والقياسية على مستقبل القارة، فتحت ألمانيا في الأيام الماضية أبوابها أمام اللاجئين السوريين. جمّدت برلين عمليا تطبيق اتفاقية دبلن بقرار مكتب الهجرة واللاجئين وقف إجراءات ترحيل اللاجئين السوريين إلى الدول التي سبق أن دخلوا إليها، وتركوا «بصمتهم» فيها، بالتزامن مع تدفق الآلاف منهم مؤخرا إلى ألمانيا برًّا عبر اليونان ومقدونيا وصربيا وهنغاريا والنمسا. وفيما تتخوف دول جوار ألمانيا، وخاصة هنغاريا، من موجة اللاجئين الحالية وتداعياتها المستقبلية، حتى إن رئيس حكومتها فيكتور أوربان وصف الوضع الحالي بأنه «موجة جديدة من عصر الهجرات»، تستعد ألمانيا لاستقبال نحو 800 ألف لاجئ ومهاجر العام الجاري، ما يزيد على العدد الذي استقبلته في العام الماضي بـ4 أضعاف.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أكدت أن بلادها يمكنها أن تتدبر أمر اللاجئين في العام الحالي من دون زيادة للضرائب. وبالمقابل ذكرت صحيفة «فرانكفورت تسايتونج» أن تكلفة استقبال ألمانيا لأعداد قياسية من اللاجئين فاقت 10 مليارات يورو، أي 4 أضعاف ما تم إنفاقه على اللاجئين في العام الماضي وكان عددهم 203 آلاف. وتدور تخمينات مختلفة حول سبب كرم «الضيافة» الألمانية للاجئين وبخاصة السوريين منهم. وإذا تجاوزنا دافع التعاطف الإنساني مع اللاجئين السوريين عقب وقائع الموت المأسوية التي تعرض لها باحثون عن برّ للأمان هرباً من الحرب، وخاصة مأساة غرق الطفل السوري إيلان كردي، فإن لدى ألمانيا، لا شك، دوافع أخرى لفتح أبوابها أمام اللاجئين السوريين.
يشير خبراء في هذا الصدد إلى سبب يرونه رئيساً في استجابة برلين للتعاطف الكبير لدى الألمان تجاه اللاجئين السوريين، يتمثل في محاولة ضخ دماء جديدة في مجتمع يعاني حالة شيخوخة مزمنة، لم تفلح معها إجراءات الحكومة في الحد منها بتشجيع زيادة النسل ورفع معدل الولادات.ولألمانيا أقوى اقتصاد في أوروبا ونسبة البطالة فيها الأقل بعد النمسا ولوكسمبورغ وهولندا.وقد انخفضت النسبة العام الحالي إلى 2.77 مليون، ومع ذلك تقول تقارير ألمانية إن البلاد بحاجة في السنوات المقبلة إلى 1,5 مليون من الأيدي العاملة للمحافظة على وتيرة اقتصادها المرتفعة.
تتقدم ألمانيا على اليابان في انخفاض معدل الولادات، وتقول التقارير إن عدد سكان ألمانيا الذي بلغ 80,8 مليون نسمة في عام 2013، مرشح للتراجع إلى 67,6 مليوناً في عام 2020. يحدث ذلك على الرغم من العدد المتزايد من اللاجئين.وتنتشر في المجتمع الألماني ظاهرة إحجام الكثيرين عن الإنجاب، حيث تفيد التقارير بأن عدد الأطفال الجدد الذي يدخلون المدارس انخفض بنسبة 10% خلال 10 سنوات، إذ يلتحق بالمدارس 800 ألف طفل سنوياً، وفي الوقت نفسه يحال إلى التقاعد 850 ألف شخص.وينكر بعض الخبراء أن يكون دافع ألمانيا إلى فتح أبوابها على مصراعيها أمام اللاجئين هو لمواجهة شيخوختها، مشيرين إلى أنها لو أرادت ذلك لاكتفت بفتح باب الهجرة أمام حملة المؤهلات والكفاءات، لافتين إلى أن استقبال اللاجئين في هذا البلد يجري من دون تمييز.
ومع ذلك، تضمن القوانين الألمانية للاجئين البقاء ما بقي وضعه الإنساني قائماً، ولاحقاً يتمكن من البقاء في البلاد أولئك الذين يتمكنون من إعالة أنفسهم ويتم ترحيل الآخرين بعد زوال ظروفهم القاهرة وتحسن أوضاعهم الإنسانية. واللافت أن ألمانيا لا تستعمل صفة «لاجئ» في معاملاتها، بل يعد هذا النعت نوعًا من التمييز وجريمة يعاقب عليها القانون، ولا يُنص عليها في الوثائق التي تمنح لهؤلاء، الذين يُشار إلى أنهم يتمتعون بصفة «الحماية الدولية»، ويُذكر في الوثائق أن سبب إقامتهم هو «قرار المكتب الفيدرالي بمنح الحماية الدولية» بموجب المواد 25-26 من قانون إجراءات الإقامة. ويكتب على وثائق سفرهم أنها منحت بناء على أحكام اتفاقية جنيف لعام 1959.
ويصعب تحديد سبب معين لفتح ألمانيا أبوابها أمام اللاجئين السوريين، ويمكن القول إن ظروفاً متنوعة اجتمعت لتدفع برلين في هذا الاتجاه.
وبقدر ما تعطي هذه الخطوة للاجئين حياة واعدة جديدة، تساعد في الوقت ذاته هذا البلد على مواجهة عدة مشكلات من بينها ظاهرة الفاشية الجديدة من خلال الاستفادة من موجة التعاطف التي عبّر عنها الرأي العام الألماني تجاه اللاجئين السوريين لمحاصرة مثل هذه الاتجاهات المتعصبة والسلبية، ناهيك طبعاً بمعالجة الخلل الديموغرافي لتفادي تبعاته المستقبلية الخطرة.
اللاجئون السوريون وتوظيفهم من قبل الغرب
لا نعلم إن كان يتعين علينا أن نشكر ألمانيا وبعض الدول الأوروبية على صحوة الضمير التي أصابتها فجأة ودفعتها لنصرة اللاجئين السوريين في أسوأ محنة يتعرضون لها، وهم يفتحون لهم المعابر والملاجئ ويستقبلونهم في بيوتهم، في الوقت الذي تسد أمامهم المنافذ وتمنع دونهم المعابر إلى الدول العربية... أو إن كان يتعين علينا بدلاً من ذلك، أن نلعن الغرب على أنانيته المفرطة وتفانيه في ممارسة لعبة سياسة المصالح التي تمنحه فرصة الظهور بمظهر «إنساني متحضر»، وهو الذي «ينتصر للضعفاء ويمنحهم قارب النجاة ويعيد لهم الأمل في لحظة فارقة»... فحتى بابا الفاتيكان لم يحتمل بدوره معاناة السوريين فارتفع صوته مطالباً كل عائلة مسيحية باستقبال عائلة سورية...
إذا كان فيما يقدمه الغرب اليوم للسوريين لا يمكن إلا أن يدين الأنظمة العربية بجامعتهم وبقية منظماتهم الإقليمية التي دخلت مرحلة اليأس منذ فترة طويلة، فإنه لا يمكن أيضاً أن يجعل منه أي الغرب - «بطلاً للسلام» و«لا منقذاً للإنسانية»، بل إن بطاقة الإدانة تنسحب عليه هو أيضاً وتجعل مسؤوليته مضاعفة إزاء كل لاجئ سوري يغرق أو يموت مختنقاً في شاحنات الموت والمهربين الذين يتعيشون من أزمة اللاجئين، تماماً ككل السياسيين والمنظمات الحقوقية التي تبتز الدول النفطية وتحصل منها على تبرعات خيالية باسم «إغاثة اللاجئين وتمويل المشاريع الإنسانية»، بيد أن السوريين يموتون ولا يرون منها فلساً. والمأساة ذاتها خبرها اللاجئون الفلسطينيون والعراقيون واليمنيون وغيرهم كلما تفاقمت موجة الصراعات والحروب في المنطقة...
وفي هذا السياق، تتحمل الدول العربية مسؤولية حقيقية فيما يتعلق بأزمة اللاجئين السوريين.فنحن نتحدث عن الظلم الذي يقترفه العالم الغربي بحق العالم العربي، لكن.. لماذا لا نتحدث عن الاضطهاد والقهر والظلم الذي نقترفه نحن العرب بحق بعضنا بعضًا؟ هناك أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، كلهم عرب مسلمون، وينتمون لدولة عربية.. إن من جعل هؤلاء الناس يفقدون منازلهم وأوطانهم ليصبحوا لاجئين، هي سياسات تدخل المحاور الإقليمية وارتباطاتها الدولية في الشؤون السورية. فسورية لم تشهد حربًا بين المسلمين والمسيحيين، بل تشهد حرباً إرهابية قوامها تنظيمات إرهابية وتكفيرية مدعومة من قبل دول الخليج، وتركيا، والدول الغربية وفي مقدمتها أميركا ضد الدولة السورية. والحرب تدور بين أطرافٍ جميعها مسلمة، حنجرة المقتول والقاتل تصدح باسم «الله»، و«إسرائيل» والغرب يتابعان هذا المشهد بسرور كبير. جميع اللاجئين السوريين الذين ذهبوا إلى الدول الأوروبية رحلوا عن سورية من جراء الحرب الإرهابية التي تشنها التنظيمات الإرهابية التكفيرية، ضد الدولة والمجتمع السوريين. فقبل هذه الحرب العدوانية التي تشن على سورية منذ أربع سنوات، لم يكن للسوريين أي تطلع للجوء خارج وطنهم، بل إنهم يشعرون بالأمان في بلدهم.
لا أحد اليوم في خضم مآسي اللاجئين اليومية يكاد ينتبه لخطورة الفراغ الذي تستعد له سورية مع وجود أعداد كبيرة من اللاجئين بعد أن أجبروا على الهرب من جحيم القصف اليومي الذي يتعرضون له من قبل التنظيمات الإرهابية. سورية يهجرها أبناؤها كرهاً بحثاً عن مكان آمن يأوون إليه، وفي المقابل تتواصل حشود الإرهابيين القادمين إليها من كل أنحاء العالم ليستوطنوا البلاد.. وبيّن الدكتوروائل الحلقي رئيس الوزراء مؤخراً، في حديثه عن ملف هجرة السوريين، أنه مشروع سياسي منظّم ذو أبعاد استراتيجية عميقة لتفريغ سورية من كوادرها الكفوءة المتميزة وشريحة الشباب التي يعول عليها في بناء سورية وإعادة الإعمار، مشيراً إلى دور المجتمع في توعية الشباب بمخاطر الهجرة عليهم وعلى وطنهم، وأن مواد الدستور واضحة بشأن حرية انتقال السوريين داخلياً وخارجياً، وأن الجهات المعنية تتابع المهربين بشكل دقيق.
 كاتب تونسي