السفير السوري في الكويت بسام عبد المجيد
في الوقت الذي اعرب فيه السفير السوري لدى الكويت اللواء بسام عبدالمجيد الاعتزاز بالموقف الرسمي الكويتي ازاء الاحداث التي تشهدها بلاده والمتمثلة بالسياسة المتوازنة والداعمة التي ينتهجها صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد، وضع بعض التصريحات الكويتية ضد بلاده في خانة «التدخل في الشأن السوري» مشددا على اننا «لا نريد ان نحول الكويت او اي دولة اخرى الى ساحة صراع بين السوريين».
ولفت الى «وجود تجييش اعلامي ضد سورية لم يستثن منه الاعلام الكويتي»، مطالبا وسائل الاعلام بـ «الموضوعية»، ومؤكدا ان بلاده «ستبقى مستقرة وستستمر في طريق الاصلاح وتلبية المطالب المشروعة للمواطنين».
واعتبر السفير عبدالمجيد في مؤتمر صحافي عقده صباح امس في مقر السفارة في مشرف ردا على اتهام بعض الجهات الكويتية بدعم المتظاهرين في بلاده، اعتبر ان «لكل تكتل في الكويت حرية التعبير عن رأيه بالوسائل المشروعة»، متمنيا ان «يوجه الدعم للشعب السوري بمجمله وليس لفئة دون اخرى من المتطرفين الذين انتجت تحركاتهم الكثير من الشهداء لقوى الجيش والشرطة والمواطنين، وألا تقف هذه المجموعات في خانة من يريدون كسر القلعة الصامدة في منطقتنا وان تقف ضد كل المخطات التي ترمي الى اسقاط سورية وكسر شوكتها ومقاومتها ودعمها للقوى التي تطالب بحرية ارضها».
ولفت الى اننا «لا نريد ان تتحول الكويت الى ساحة صراع بين ابناء الجالية السورية»، معتبرا «عمليات التجييش التي تقوم بها بعض المجموعات المحلية تدخلا في الشؤون الداخلية السورية»، ومؤكدا ان «هذه المجموعات لا تعبر عن الموقف الرسمي الكويتي الذي اعلنه سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي اتصل مؤيدا الرئيس السوري بشار الأسد منذ بداية الأزمة»، قائلا «هذا ما عهدناه من سموه بسياسته المتوازنة والداعمة للرئيس الأسد»، لافتا الى ان «الكويت ومنذ القدم تدعم سورية ليس معنويا او اقتصاديا فقط انما عسكريا في حرب تشرين وكذلك سورية وقفت الى جانب الكويت ايام الاحتلال الصدامي».
وشدد على ان «العلاقات متميزة وممتازة مع الحكومة الكويتية ويجب المحافظة عليها ولا يجب ان تخدش بأي شائبة»، مؤكدا ان «لا احد يستطيع ان يخدشها»، ومعربا عن فخره واعتزازه بموقف سمو امير البلاد «الذي يجب ان يقتدى به من قبل الجميع».
ومن جهة اخرى، اوضح السفير السوري ان «البعض اراد ان يقلب المقاييس والمعطيات الى عكس ما هي عليه ونتيجة لذلك ذهب الكثير من الشهداء»، منتقدا «الهجوم الاعلامي الذي تتعرض له سورية والذي لا يعتبر انحيازا فقط وانما تضخيما ومبالغة لما يجري على الساحة السورية»، مشيرا الى ان «وسائل الاعلام تقوم بنقل الأمور لما يحدث في سورية بالمعنى السلبي اي انها تنظر لكل ما تقوم به الحكومة السورية على انه اسود»، ومشددا على ان كل ما يحصل هناك هو لمعالجة الوضع الذي لم يعتد السوريون عليه».
وطالب وسائل الاعلام بالموضوعية منتقدا تركيزها على «شهود عيان ليسوا معروفين»، ومتهما الفضائيات بـ «بث السموم والأخبار المغلوطة والمشاهد المسبقة الصنع ضد سورية»، مؤكدا انه «لو تم السماح للأجهزة الاعلامية والفضائيات بالدخول الى سورية لتغطية ما يحدث لما نقلته بمنطقية وموضوعية»، ولافتا الى ان «وزارة الاعلام منعت هذه الوسائل لدواع امنية وحرصا على حياتهم».
وعن تعامل وسائل الاعلام الكويتية قال بأنها «تضع في مانشتاتها وصفحاتها الأولى مشاهد تسميها بالمجازر بينما تتجاهل احيانا ما يورده مراسلوها من داخل سورية او تضعه بالنذر القليل».
وشدد على ان «سورية صامدة وستبقى كذلك وان الأمن سيعود مستقرا الى ما كان عليه»، لافتا الى «خروج بعض التظاهرات السلمية التي رفعت بعض المطالب المحقة والتي تم التجاوب معها بعدد من الإصلاحات كرفع حالة الطوارئ والغاء المحاكم الخاصة بها وتحويل قضاياها الى القضاء العادي بالاضافة الى عدة دراسات لقوانين الأحزاب والاعلام في سورية وعدة اصلاحات سيتم تلمس نتائجها قريبا»، مشيرا الى ان «كل قطرة دم تسقط في سورية هي خسارة وما كانت يجب ان تسقط تحت اي ذريعة»، لافتا الى ان «هذه الاصلاحات كانت ستحصل في 2005 تنفيذا لتوصيات المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث الا ان انشغال القيادة على الصعيد الخارجي والسياسات الخارجية ادى الى تأخيرها»، ومعتبرا ان «المطلوب من المظاهرات ليس الإصلاحات التي تمت مباشرة وانما اسقاط النظام، فالتظاهرات خرجت عن طور المطالبة بالاصلاحات الى الاعتداء على املاك الدولة ومؤسسات الدولة والمطلوب هناك الآن ليس العنب».
ورفض عبدالمجيد تسمية ما يحصل في سورية بـ «الثورة»، قائلا ان «التظاهر الحاصل حاليا ليس سلميا ولو كان كذلك لما ذهب هذا العدد من الشهداء والضحايا لقوى الأمن الذي بلغ وصل حتى الخميس الماضي إلى 78 فضلا عن 70 من المواطنين الأبرياء»، مشيرا الى ان «ما يحدث لم تعهده سورية منذ عقود طوال من الزمن»، مؤكدا ان «سورية كانت ولاتزال وستبقى مستقرة امنيا واقتصاديا وثقافيا».
وحول سكوت اسرائيل عن تواجد قوات الجيش السوري بالقرب من حدودها بما يتعارض مع التفاهمات الاسرائيلية - السورية اكد عبدالمجيد ان «سورية دولة مستقلة بقراراتها والجيش السوري موجود في درعا مسبقا وفي المنطقة الجنوبية بشكل عام»، مشددا على ان «سورية ليست بحاجة الى اذن من احد حتى تتحرك داخل اراضيها»، ومؤكدا على ان «دخول الجيش الى درعا كان بناء على مطالب المواطنين والحاحهم لإعادة الأمن والاستقرار الذي كانوا يعيشون فيه».
وحول ضبط شحنات الأسلحة قال ان «ما عرضه التلفزيون السوري كان واضحا سواء في اماكن تمت مداهمتها او من حيث اعترافات المعتقلين بمصدرها وتمويلها بالاضافة الى المخابئ السرية التي وجدت فيها كميات من المسدسات والبنادق»، مؤكدا «عدم وجود اختراق امني في سورية وانما هناك بعض الحدود المفتوحة في الدول التي تتجاور معها سورية كلبنان والعراق والأردن وهي تعتبر منافذ طبيعية غير رسمية كما تعتبر مناطق تهريب وهذا ما حصل من الحدود مع لبنان كما ورد في اعترافات من تم القبض عليهم بانها تأتي من طرف احد النواب اللبنانيين».
وأكد عبد المجيد «عدم وجود اي دليل على وجود اي من عناصر الحرس الثوري الإيراني او عناصر حزب الله اللبناني الى جانب قوات الأمن السورية»، مشيرا الى «مشاهد تبثها قنوات التلفزة من شوارع بيروت وتقول عنها بانها من سورية وهذا لا يستحق التعليق».
وحول المراهنة على حلب وامكانية خروج تظاهرات فيها قال عبدالمجيد ان «دمشق وحلب من المحافظات المقتنعة بالاصلاحات وبانه سيتم الاستمرار بها ولن يتم التراجع عنها بالاضافة الى ايمان الشعب السوري في معظمه بقائده وهذه هي الضمانة الحقيقية»، لافتا الى ان «غالبية المتظاهرين في اللاذقية هم من أصحاب السوابق»، مستشهدا بأحد «الأحاديث التلفزيونية مع متظاهر قال بانه يشارك في التظاهرة لأنه مطلوب وعليه غرامات وما الى ذلك»، وقائلا عن ابناء درعا بانهم «اهل عزة وكرامة ولكن من يخرج عن القانون حتما سيطوله القانون».
ورفض عبد المجيد تخوين المتظاهرين او اعتبارهم سيئين، لكنه اكد ان «هناك بعض من امتطى صهوة التظاهر وحاول توجيهها الى الجانب السيء من مطالب محقة اعترفت الدولة بها واقرت بعضها الى مؤامرة على سورية لكي تستسلم»، مؤكدا ان ذلك «لن يحصل ابدا».
ولفت الى ان ما اشيع عن استقالات في الحزب «تم نفيها»، معربا عن أمله «لو ان النائبين اللذين استقالا في درعا قاما بذلك بالوسائل الرسمية وليس عن طريق وسائل الاعلام».
وكد انه «الى الآن لم تعلن اي جهة معينة مسؤوليتها عما يحصل من قتل في سورية»، لافتا الى ان «التحقيقات اثبتت ان المتسببن من المتطرفين دينيا»، لافتا الى ان «التحقيقات المستمرة ستثبت الجهات التي تتعامل معها هذه المجموعات»، منتقدا «تجييش بعض مشايخ السلفيين للشعب السوري ضد الدولة».
وختم عبدالمجيد بالقول ان «سورية بخير وستبقى بخير والكل متعلق بقائده بشار الأسد»، موجها رسالة الى ابناء الجالية السورية بـ «وجوب المحافظة على اللحمة والوحدة الوطنية وألا يأخذوا بالإشاعات ويدققوا بالأخبار التي تصلهم عبر الفضائيات وعدم الانصياع الى الفتنة (فالفتنة اشد من القتل)»، مطالبا اياهم بـ «الوحدة والتماسك لأن الوطن اهم من كل شيء». وقال «اهل درعا هم اهل عزة وكرامة ولكن من يخرج عن القانون حتما سيطوله القانون لأننا لا نريد ان نجعل من الكويت ساحة للصراع لأن امن الكويت من امننا»
وقال «نحن في اي دولة كمغتربين نحترم القوانين في كل دولة نعيش فيها، ولا يجب ان نكون طرفا لأن طرفنا الوحيد هو سورية»، مشيرا الى «الألم الذي يعتصر ابناء الجالية في حال تكلم احدهم عن سورية بالسوء»، متوجها للمتحدثين بالسوء بأنهم ان «كانوا يرضون عددا قليلا فانهم يغضبون الغالبية بتدخلهم بالشأن السوري»، وشاكرا وزارة الداخلية «التي تقوم بجميع الإجراءات للمحافظة على الأمن بمنع التظاهر او المسيرات المؤيدة»، مؤكدا انه «لو تم السماح بالمسيرات المؤيدة لاستطاع جمع أكثر من 20 ألف سوري مؤيد في اقل من ساعتين».
وكان السفير بسام عبدالمجيد ألقى بيان المندوب السوري لدى الامم المتحدة الدكتور بشار الجعفري الذي اوضح فيه ان «ما يجري في سورية لم يكن بحال من الاحوال تظاهرا سلميا والا لما راح هذا العدد من الشهداء»، مؤكدا «مضي بلاده في طريق الاصلاح والاستمرار في تلبية مطالب المواطنين المشروعة وعدم السماح للارهاب بحصد ارواحهم»، ومعتبرا ان «عصر الاستعمار قد ولى» ومشيرا الى «وجود دعم خارجي من مجموعات دينية الى الذين يعملون على النيل من استقرار البلاد»، مشددا على ان «الدولة تحملت مسؤولياتها استجابة لنداءات المواطنين وسخرت طاقاتها لتلبية هذه النداءات»، ومؤكدا «ممارسة سورية لسياسة الدفاع عن ابنائها»، ومشيرا الى «لجنة التحقيق التي تم تشكيلها للتحقيق بالاحداث التي ادت الى مقتل مواطنين».
ونص البيان انه «مر ما يزيد على ستة أسابيع على بدء أعمال العنف التي قامت بها مجموعات متطرفة اتضح ان هدفها الاساسي هو اسقاط النظام في سورية» لافتا الى ان «أجهزة حفظ النظام مارست طيلة تلك الفترة أقصى درجات ضبط النفس، إلا أن هذه المجموعات التي ضمت عناصر إجرامية مسلحة استمرت في قتل الأبرياء من المواطنين العاديين إضافة إلى توجيه أسلحتها لقتل الكثير من القوى الأمنية وارتكاب اعتداءات على المقار الحكومية والمؤسسات الرسمية ومقرات الجيش وقوى حفظ النظام».
واشار إلى وجود «تحريض إعلامي غير مسبوق في المنطقة ضد سورية وسياساتها ودعما للتخريب والإرهاب والتشكيك بنوايا الحكومة وفي كثير من الحالات قلب الحقائق وتحريض المتظاهرين على حرق ممتلكات الدولة والتشكيك برؤيتها للأحداث والتشجيع على أعمال عنف وتبريرها إضافة إلى فتاوى صادرة من خارج الحدود تدعو إلى مقاومة السلطة».
وتحدث عن «جهود اجهزة الامن لحماية سورية وحدودها مع الدول المجاورة حيث عثرت على الكثير من شحنات الاسلحة المرسلة من قبل مجموعات دينية متطرفة إلى عملائها في الداخل لاستخدامها في قتل الأبرياء وحرق المؤسسات العامة والخاصة وإحداث فوضى عارمة في البلاد»، معتبرا انه «كان من الطبيعي ان تتحمل الدولة مسؤولياتها الأساسية شأنها في ذلك شأن أي دولة تتعرض للتهديدات نفسها والتحديات والمخاطر وأن تستجيب لنداءات مواطنيها الذين كانوا ينعمون بالأمن والأمان».
واضاف انه «نظراً ليقين القيادة السورية في أن هذه القوى والمجموعات المتطرفة لا تريد الإصلاح وإنما الانقضاض على السلطة بطريقة القتل والفوضى، فقد كان من الطبيعي أن تلجأ القيادة الى تسخير طاقاتها لتلبية نداءات مواطنيها الضاغطة لإنقاذهم من ممارسات هذه المجموعات الإرهابية والمتطرفة وإعادة النظام العام إلى ربوع الوطن وهذا بالضبط ماحدث في مدينة درعا، إذ عثرت أجهزة الأمن على كميات كبيرة من الأسلحة المتقدمة بما في ذلك القنابل والرشاشات وأجهزة الاتصال المتطورة، كما تم في هذه العملية اعتقال عدد كبير من أعضاء هذه المجموعات المتطرفة التي زرعت الرعب والقتل في حين فرت مجموعات أخرى إلى خارج المحافظة... وقد اعترفوا بالجرائم التي ارتكبوها والمبالغ المالية الضخمة التي تقاضوها لقاء ما ارتكبوه من أعمال لا يمكن للدول قبولها أو إعطاء أي مبرر لها».
إجراءات أمنية مشددة
عقد المؤتمر الصحافي وسط إجراءات أمنية مشددة شهدتها السفارة السورية حيث تواجدت عشرات الآليات العسكرية على مسار الطرق المؤدية للسفارة في مشرف.
أخبار مضحكة
وصف السفير عبدالمجيد الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام حول مساعدة عناصر من الحرس الثوري الايراني ومن «حزب الله» لقوى الامن السوري بالمضحكة.
تجييش
رفض السفير عبدالمجيد اطلاق تسمية ثورة على ما يحدث في بلاده، مؤكدا انها مظاهرات مطالبية او احتجاجات تطورت نتيجة التجييش.
إنما
اعتبر السفير السوري ان ما يجري في سورية الآن لا يراد منه أكل العنب انما....
أمن الكويت أمننا
أكد السفير السوري ان امن الكويت من أمننا ولا نريد فتح سجالات احتراما لانظمتها والقوانين
ردود على "السفير السوري في الكويت بسام عبد المجيد"
أترك تعليقا