حين هتف " سوريون " بالروح بالدم نفديك يا سعد ..الإعلام اللبناني يفضح دور "تيار المستقبل" و أوامر صريحة من واشنطن بالتدخل في سوريا
حين هتف " سوريون " بالروح بالدم نفديك يا سعد ..الإعلام اللبناني يفضح دور "تيار المستقبل" و أوامر صريحة من واشنطن بالتدخل في سوريا
عرض تلفزيون " المستقبل" تقريرا مساء أمس الإثنين، عما أسماه " حركة نزوح السوريين إلى لبنان"، عرض خلاله لقطات لمجموعات تهتف باسم " سعد الحريري"، وضد سوريا.!!.
إلى ذلك، كشفت مصادر إعلامية أن رئيس تيار المستقبل ( الحريري ) أعطى توجيهاته لوسائل إعلامه بجعل "الحدث السوري" على رأس جدول اهتماماتها ، وحشد إمكانياتها كلها لمواكبته داخلا وخارجا .
ونقلت " الحقيقة" عن مصدر في تيار المستقبل ان الحريري كلف النائب محمد كبارة ، المعروف بأنه من نواب الحريري "المشاغبين" والأصوليين المتزمتين دينيا، بإصدار بيان يظهّر فيه هذه التوجيهات سياسيا. وهو ما حصل فعلا . فقد أصدر كبارة بيانا يوم أمس دعا فيه حرفيا " الشعب اللبناني عموما إلى التحرّك بأي شكل من الاشكال لنجدة المناضلين في سوريا،ونجدة الشعب السوري الذي يتعرض للإبادة ولمذبحة مبرمجة" .
و توقف مراقبون عند عبارة "بأي شكل من الأشكال" ، بالنظر لأنها تشمل مروحة واسعة يمكن أن تبدأ بقصيدة شعرية في هجاء النظام السوري وتنتهي بتهريب السلاح لقتاله ... مرورا فيما بين هذين الحدين من أشكال الدعم التي لا حصر لها!.
وجاءجاء بيان محمد كبارة متزامنا مع حدث آخر تمثل في المقابلة التي أجراها يوم أمس عبد الحليم خدام مع صحيفة"الشرق الأوسط" السعودية الصادرة في لندن ، والتي دعا فيها دون مواربة إلى تدخل عسكري دولي في سوريا على غرار ليبيا، وهو ما يؤكد صحة ما جاء في مقابلته مع " القناة الإسرائيلية الثانية" التي حاول التنصل منها عبر الادعاء أنه تعرض لخديعة من الصحفي ، وأنه أجراها لصالح قناة إسبانية! .
وتأتي أهمية مقابلته مع "الشرق الأوسط " ليس من محتواها ، وإنما من الصحيفة ذاتها. ذلك لأن السعودية كانت أقفلت بوجهه إعلامها منذ مقابلته الشهيرة مع قناة "العربية" نهاية العام 2005 . وإن مجرد إعادة فتح الإعلام السعودي أمامه يعني أن السعودية ، أو على الأقل"الجناح الأميركي ـ الإسرائيلي" في قيادتها، العودة إلى الألاعيب الأمنية ـ السياسية التي أدارتها ضد سوريا بالاشتراك مع واشنطن وباريس ـ شيراك وتل أبيب عقب اغتيال الحريري.
يضاف إلى ما تقدم تلك المعلومات القادمة من لبنان عن تحركات ميدانية يقوم بها " تيار المستقبل" شماله وعلى امتداد منطقة البقاع الجنوبي . فطبقا لمصادر محلية موثوق بها جدا، فإن التيار المذكور أعطى توجيهاته لكوادره وأعضائه ومحازبيه ومناصريه ، فضلا عن المؤسسات التابعة له، بالقيام بعدد من لتحركات الميدانية في تلك المناطق تجلت في المظاهر التالية:
أولا ـ إقدام محازبي التيار ومناصريه على تنظيم مظاهرات في منطقة " البقيعة" ترفع شعارات ولافتات تقول " الشعب (السوري) يريد إسقاط النظام"؟ ( ما علاقة تيار المستقبل بالشعب السوري وإرادته؟).
ثانيا ـ تأمين غطاء سياسي ولوجستي لتحركات سوريين ذات طابع أمني ، لا سلمي، عبر الحدود مع سوريا. وكان من البارز في هذا السياق واقعة اختطاف جنديين من حرس الحدود السوري في منطقة وادي خالد ونقلهم إلى داخل الأراضي اللبنانية .
وقد تبين أن الخاطفين تلقوا دعما من عناصر " تيار المستقبل" الذين أمنوا لهم " ملجأ" في المنطقة. حيث فضحت قناة " بي بي سي" العربية عملية الاختطاف من خلال التحقيق الميداني الذي أجرته . وهذا ما دفع قيادة الجيش اللبناني إلى إصدار بيان يوم أمس هو الأول من نوعه ( موجها ضمنا إلى تيار المستقبل) حذر فيه " من أية محاولة للإخلال باستقرار هذه المنطقة وتعريض حياة المواطنين على جانبي الحدود للخطر"، فضلا عن قيام الجيش اللبناني نفسه بتعزيز مواقعه في المنطقة .
ويبدو من المعلومات المؤكدة أن النائب عن" تيار المستقبل" ، الطبيب الأصولي عزام الدندشي ( وهو من أصول سورية من منطقة تلكلخ) متورط في الوقوف وراء هذه الأنشطة.
ثالثا ـ يضاف إلى ما تقدم، المعلومات المتداولة في لبنان عن قيام النائب ( الدندشي) بإجراء اتصالات عابرة للحدود لتنظيم السوريين في ما أسماه " مقاومة مسلحة" ، مع اتصالات أخرى بالمعارض مأمون الحمصي لنقله إلى بيروت من أجل توفير غطاء "سوري" لهذه التحركات.
ومن المعلوم أن " تيار المستقبل" وجهات سعودية ( أمنية) نقلت الحمصي مؤخرا من مكان لجوئه في كندا إلى الإمارات العربية تمهيدا إلى نقله إلى شمال لبنان أو البقاع الغربي ( حيث يتمتع " تيار المستقبل" بوجود شعبي) .
رابعاـ قيام ديبلوماسيين أميركيين وأوربيين معتمدين في بيروت بزيارات مكثفة شبه سرية ( بعيدا عن أعين الإعلام)إلى مناطق الحدود مع سوريا تحت عناوين " إنسانية".
خامسا ـ محاولة " تيار المستقبل" احتكار عمليات المساعدة المقدمة إلى النازحين السوريين من حمص وتلكلخ إلى لبنان ، رغم أن المؤسسات الحكومية اللبنانية تولت القيام بذلك .
وفي ذات السياق، نشرت صحيفة " السفير" اللبنانية تحليلا موسعا، تناول " ما يقوم به الحريري وتياره، لمحاولة زعزعة الاستقرار في سوريا".
وتساءلت الصحيفة " مَـن يجـر لبـنان لمحاربـة سـوريـا؟".
وتساءل المحرر السياسي في الصحيفة اللبنانية " هل خلف هذا التصعيد، تعبير عن وجود قرار أميركي ـ سعودي بالتوريط اللبناني في سوريا، وبالتالي وضع لبنان كله أمام الحائط في موقف خطير، وماذا لو تمّت مساءلة لبنان على هذا الموقف لاحقاً من الدولة السورية، وماذا سيكون الجواب؟ ".
وأضاف " مَن مِن القوى السياسية اللبنانية قادر على تحمل الثمن السياسي وربما غير السياسي تجاه سوريا في المستقبل؟ ".
واستطرد " هل يتحمل لبنان كله والشمال تحديداً كلفة موقف كهذا؟ ألم تدل التجربة اللبنانية السورية أن لبنان لا يستطيع، لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، أن يتحمل تبعات مواقف ومغامرات ومجازفات كهذه؟ وماذا لو قررت سوريا التدخل لحماية أمنها الوطني، وبالطريقة التي تراها مناسبة، فماذا سيكون الموقف، وهل سيتم اللجوء الى القوى الكبرى وتوسُّل الحماية منها على طريقة عبد الحليم خدام؟ ".
بقي أن نقول , ونحن ضد سياسة تخوين أي سوري مهما اختلفنا معه , هل من المعقول أن يوجد سوري يمكن أن يهتفب بأنه يفدي " سعد الحريري " بروحه ودمه .
ردود على "حين هتف " سوريون " بالروح بالدم نفديك يا سعد ..الإعلام اللبناني يفضح دور "تيار المستقبل" و أوامر صريحة من واشنطن بالتدخل في سوريا"
أترك تعليقا