مقابلة الرئيس الأسد مع وسائل إعلام روسية.. نحو تحالف دولي فعّال ضد الإرهاب

بتاريخ 9:16 ص بواسطة ADMIN

«علينا أن نهزم الإرهاب. وليس داعش فقط».
هذا ما قاله السيد الرئيس بشار الأسد أمس الأول لكوكبة من الإعلاميين الروس عايشوا خلال وجودهم في سورية «معزوفة» الهاونات التي أطلقها الإرهابيون على أحياء دمشق وحلب، والسيارات المفخخة التي قتلت عشرات المدنيين في الحسكة وحمص، وكل مكان يقع في مرمى الإرهاب الغادر.ولذلك أنصت الإعلاميون الروس لقول الرئيس الأسد: «إذا أردنا أن ننفذ أي شيء حقيقي نخلص إليه في حوار مع المعارضة، فإنه من المستحيل فعل شيء بينمـا يُقتل الناس».وأكد أنه: «يمكن أن نتوصل في الحوار إلى إجماع لكننا لانستطيع أن ننفذ ما لم نهزم الإرهاب».وهذه رؤيا منسجمة مع طبائع الأشياء. وهي تشخيص للوقائع المادية في تدحرج الأزمة في سورية؛ الوقائع الموضوعية المنفصلة عن أي قراءة سياسية، والحاكمة للخطوات اللاحقة، وفي مقدمها أولوية مكافحة الإرهاب على أي مقترح.ولذلك فإن الشعار الداعي إلى استباق خواتيم أي حوار، محاصر باللامنطق، ومثقل باللامسؤولية.الدول الداعمة للإرهاب غير معنية بهذا التشخيص، إنها تدفع الماء إلى طاحونة المنظمات الإرهابية تحت لحاف التذرع بـ«مكافحة الإرهاب».فالولايات المتحدة وشركاؤها في تحالف الستين دولة ضد «داعش»، هو «تحالف فاشل»، يقول الرئيس الأسد. وهو ذو «نتائج متواضعة» كما يقول المسؤولون الروس.وفي وسع الناطقين الرسميّين الأمريكيين تزويد وسائل الإعلام بعدد الطلعات اليومية التي ينفذها «التحالف» ضد «داعش»، لكنه ليس في وسع هؤلاء الناطقين أن يذكروا وقائع تنال فيها الغارات من جهوزية «داعش» الإرهابي.وقد تحدث الرئيس الأسد عن أنه «لا فيتو على أي دولة» للمشاركة في تحالف فعّال ضد الإرهاب.وحدد أن «داعش» يتوسع في ظل التحالف الأمريكي، ودول الغرب التي تغطي هذا التحالف لا تكافحه.إذ إن استهداف أفراد في «داعش»، والتغاضي عن تحركات قوافل عسكرية بين الموصل والأنبار، وبين الرقة وتدمر، لا يؤشر إلى أن هناك إرادة سياسية لدى الولايات المتحدة وحلفها لـ«محاربة الإرهاب».وهذا ما أبرزه الرئيس الأسد في المقابلة: شرط الإرادة.دعوة الأصدقاء الروس لمكافحة الإرهاب بتفويض من مجلس الأمن تتخطى نقيصة «التحالف الأمريكي» من خارج الأمم المتحدة. وفيها نقيصة الإفلات من المسؤولية عن «القصف بالخطأ»!، أو تزويد تجمعات «داعش» بالسلاح والمؤن «بطريق الخطأ»!.وبتشديده على أنه ليس ثمة «فيتو» على أية دولة تشارك في تحالف دولي فعال ضد الإرهاب يضع الرئيس الأسد الترمومتر في وجه الاستنسابية والتهريج اللّذين تزخر بهما مشاركة الرياض والدوحة وأنقرة في «تحالف مكافحة الإرهاب».فهذه الدول تدعم الإرهاب بضخ الرجال والمال والسلاح إلى تنظيماته في سورية، في الضد من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والمبرمة تحت الفصل السابع من الميثاق الأممي.وبخصوص تركيا، فإنها ـ كما شرح السيد الرئيس- تعمل من أجل أن تكون منطقة حدودها مع سورية خالية من الإرهاب. «وهذا يعني أن الإرهاب مسموح به في باقي المناطق»!.وبه يدحض الرئيس الأسد نزعة البناء على الأوهام لدى الذين سبق لهم التبشير بانعطافة أمريكية إيجابية حيال سورية.التوجه السوري ـ الروسي إلى تحالف دولي فعّال ضد الإرهاب، «لا فيتو فيه على أحد». ودمشق ترحّب بالانخراط الواسع فيه، وثمة من لا يريد الانخراط في هذا التحالف المفوض من مجلس الأمن، وإن كانوا يستطيعون والمشكلة عندهم وفيهم.والنفير الذي قابلت به واشنطن توجه موسكو إلى توفير المستلزمات المادية واللوجيستية لتحالف فعّال ضد الإرهاب في سورية، تكثيف لإشهار الإفلاس في ادعاء «مكافحة الإرهاب»، ومقدمة لمحاولة احتواء الحضور الروسي في المتوسط والوطن العربي. و«قلق» واشنطن وحلفائها من هذا الحضور الروسي، يكافئ الخيبة في «الرهان على الإرهاب»

بقلم : علي الصيوان

ردود على "مقابلة الرئيس الأسد مع وسائل إعلام روسية.. نحو تحالف دولي فعّال ضد الإرهاب"

أترك تعليقا