بندر أوقف متخفيا في مطار دمشق و اعترافاته المسجلة بالفيديو
بندر أوقف متخفيا في مطار دمشق و اعترافاته المسجلة بالفيديو قلبت الموقفين الأميركي و السعودي من سورية و وقائع جديدة عن تورطه في الأحداث الأخيرة
ماذا كان يفعل بندر بن سلطان في مطار دمشق ؟!
ننشر تقريرا خطيرا نقلا عن مصدر دبلوماسي عربي كشف وقائع مثيرة عن توقيف بندر بن سلطان متخفيا في مطار دمشق يوم 12 شباط من عام 2008 و اعترافه في التحقيقات التي أجرتها السلطات السورية بوقائع مثيرة عن اغتيال رفيق الحريري و القائد عماد مغنية و خطط التخريب في سورية و تضمن التقرير معلومات جديدة حول الأحداث الأخيرة في سوريا و ضلوع بندر و المخابرات السعودية في تدبيرها و في ما يلي نص التقرير كاملا :
أجاب دبلوماسي عربي مطلع على أحداث الشرق الأوسط، عن مجموعة من الأسئلة التي تخص العلاقات السورية السعودية و السورية الأميركية وقصة وجود الأمير بندر بن سلطان متخفيا في مطار دمشق الدولي وعلاقة ذلك باغتيال المقاوم عماد مغنية وغيرها من الأحداث وكانت الأسئلة من قبيل:
ما سر المقاطعة بين سوريا و السعودية و طلب الحكومة السعودية المصالحة مع سوريا بشكل مفاجئ ؟
ما حقيقة اغتيال عماد مغنية و تورط السعودية ؟
و لماذا هدد حزب الله بالانتقام و لم ينتقم ؟
و لماذا توارت الغيوم السوداء في العلاقات السورية الأمريكية التي كانت تظلل هذه العلاقة ؟
و لماذا تمنع الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل من توجيه ضربة عسكرية لا يران ؟
يقول الدبلوماسي العربي القريب من مراكز صنع القرار السوري والإيراني: "في الثاني عشر من شباط 2008 أي بعد ثلاث سنوات من مقتل الحريري جاء مقتل القيادي العسكري الكبير في حزب الله عماد مغنية ليشعل الموقف من جديد و ليخلق موقفا مليئا بالحرج قدر البعض أنه من الممكن أن يطيح بالعلاقة بين سوريا وحزب الله ، وجاءت في حينه تصريحات بعد أيام قليلة جدا من الحادث تؤكد على أن التحقيقات في مقتل مغنية كشفت عن نتائج ستحدث زلزالا كبيرا ومدويا وأن هناك أجهزة أمنية إقليمية متورطة في الموضوع بل إن بعض التصريحات أشارت إلى أجهزة أمنية عربية، غير أن الوقت مر ولم يتم الكشف عن شيء ..لماذا ؟
جرت اتصالات سرية وسريعة بين دولة أوروبية وسوريا كي تتكتم سوريا على نتائج التحقيق في مقتل عماد مغنية، مقابل أن تخفف الولايات المتحدة وحلفائها من وتيرة اتهام سوريا بمقتل الحريري، ورغم أن سوريا لم تعط وعدا بذلك إلا أنها بدأت تخفف من وتيرة تصريحاتها بشأن من يقف وراء مقتل عماد مغنية خاصة وأن نتائج التحقيق فيما لو أعلنت فإنها يمكن ان تدحض من قبل المعنيين وبالتالي سيمر زخمها وقد لا تؤدي إلى أرباح سياسية كبيرة للسوريين وهذا ما دفعهم إلى الاستفادة من العرض الأوروبي والتأني في إعلان النتائج".
غير أن شيئا ما حدث وقلب الأمور رأسا على عقب، بعد أسابيع من ذلك وبينما كان عدد من الأشخاص يمرون من مطار دمشق، شك أحد أفراد الأمن السوري بأحدهم فاستدعاه إلى مكتب في المطار لإجراء تحقيق روتيني معه، غير أن المفاجأة الكبرى كانت حينما انهار الرجل بسرعة وأنه يسافر متخفيا بينما هو في الحقيقة ليس سوى الأمير بندر بن سلطان.
تم توقيف الأمير والمجموعة المرافقة والذين كانوا كلهم يسافرون بهويات غير هوياتهم الحقيقية وتم إبلاغ قادة الأجهزة الأمنية الذين أبلغوا الرئيس السوري على الفور.
تم التحفظ على الأمير بندر بما يليق بمقامه ولكن في إقامة جبرية في دمشق ودون أن يتم الإعلان عن ذلك.
و وقعت الحكومة السعودية في أقصى درجات الحرج السياسي والدبلوماسي ولم تعرف كيف يمكن أن تتصرف، خاصة وأن العلاقات بين البلدين كانت على درجة كبيرة من السوء.
وكانت السعودية اتخذت قرارا على أعلى الصعد للإطاحة بالنظام السوري الذي وقف موقفا حادا من النظام السعودي بعد حرب تموز واتهم الحكام العرب في محور الاعتدال بأنهم أنصاف رجال، مما أثار حفيظة السعودية ومصر بصورة كبيرة .
الأمير بندر ومرافقوه تم التحقيق معهم في دمشق وخرج من التحقيق ما يمكن تسميته زلزالا مدويا فيما لو نشر، وقد تم تسجيل الاعترافات بالصوت والصورة، وكانت اعترافات فيها الكثير من أسرار العلاقات الأمريكية السعودية فيما يختص بلبنان والمحكمة الدولية ومقتل الحريري بالتفاصيل والأسماء والتواريخ، بعد نقاشات مكثفة في دوائر صنع القرار السياسي والأمني السعودي واستشارات بين السعوديين والأمريكيين تقرر إيفاد الأمير سعود الفيصل سرا إلى دمشق.
وقابل الرئيس الأسد الذي تجاهل موضوع الأمير بندر نهائيا , ولما سأل سعود الفيصل إن كانوا يعرفون شيئا عن الأمير بندر بدا الرئيس الأسد وكأنه لا يعلم شيئا مما دفع بالأمير سعود الفيصل إلى الدخول مباشرة في الموضوع والاعتراف بأن الأمير بندر كان يمر من دمشق متخفيا وانقطعت أخباره في دمشق تحديدا، حينئذ ابتسم الرئيس السوري وقال إذا كنتم تعلمون ذلك فلماذا اللف والدوران، لماذا لا تتحدثون بصراحة وتقولون ماذا تريدون بالضبط من سوريا.
وبعد أن شاهد الأمير سعود الفيصل عرضا لبعض اعترافات الأمير بندر التي عرضها عليه الرئيس السوري أدرك أن الأمر لن يكون قابلا للحل بتبويس اللحى والشوارب وأن السوريين يمسكون السكين من مقبضها وأن الأمور إذا ما خرجت عن نطاقها فإنها ستضر بالمصالح الوطنية والإقليمية السعودية كثيرا.
استأذن الأمير سعود الفيصل الرئيس السوري في المغادرة إلى السعودية للتشاور والعودة، ووافق الرئيس السوري على أن تكون زيارة الأمير التالية إلى دمشق علنية وليست سرية.
عاد الأمير سعود الفيصل إلى السعودية وبعد أن أطلع القيادة وصناع القرار على ما بحوزة السوريين، تم الإيعاز إلى الإعلام السعودي لتخفيف اللهجة تجاه سوريا فورا والى الإشادة بالدور السوري وضرورة أن تتفق الأطراف اللبنانية على حكومة وطنية، وأوقع في يد الأمريكيين والمصريين غير أنهم ما أن اتصلوا بالسعوديين وعرفوا حقيقة الأمر حتى بدأ الجميع بوضع استراتيجية جديدة للتعامل مع سوريا وحزب الله ولبنان، وهنا يمكنكم أن تتذكروا أن البريطانيين بدئوا يغازلون حزب الله , وقد أرسلوا وفدا برلمانيا للقاء بعض قيادات الحزب، كما أن قيادات 14 آذار اللبنانية بدأت في تخفيف لهجتها تجاه سوريا، وبدأ الكلام عن المحكمة الدولية يتضاءل حتى تلاشى تماما تقريبا.
اكمل المصدر قائلاً: بعد ذلك عاد سعود الفيصل إلى دمشق في زيارة أعلنت عنها وسائل الإعلام السورية والسعودية وتم استقباله من قبل الرئيس الأسد، وكان الحديث هذه المرة أقل حدة ومباشرا، فقد كان حديث مصالح، السعودية تطلب أن لا تنشر محاضر التحقيقات مع الأمير بندر، ولا يشار للسعودية ولا لحلفائها بأصابع الاتهام في قضية مغنية أو غيرها.
و قد كانت اعترافات الأمير فيها أشياء كثيرة حول من قتل رفيق الحريري والأجهزة التي وقفت وراء الحادث، والاتفاقات الأمنية بين أربعة أجهزة أمنية عربية والسي أي ايه حول الإطاحة بالرئيس السوري والتواصل مع أطراف من المعارضة السورية.
بل إن الأمر وصل إلى حد تجهيز مقاتلين سوريين لإثارة أحداث شغب وقتل في المدن السورية وقيام الأمريكيين وبعض الأجهزة الأمنية بإمدادهم بالسلاح والمال، طلب من السوريين أن لا يعلنوا شيئا من كل تلك الاعترافات مقابل أن تتكفل السعودية بتنحية فكرة المحكمة الدولية و الكف عن اتهام سوريا ، وترك الساحة اللبنانية.
ونتسائل هل ما كان لدى السوريين خطير إلى هذه الدرجة حتى تقبل السعودية وأمريكا بكل هذه الشروط؟
يقول المصدر: عد إلى قراءة الأخبار الأخيرة، إطلاق سراح الضباط الأربعة في لبنان.
تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة الحريري.
عدم الخوض في سلاح حزب الله.
عودة جنبلاط إلى الحضن السوري بعد اعتذاره.
زيارة سعد الحريري لسوريا.
السكوت عن تسليح حزب الله من طرف سوريا وإيران.
اختفاء الحديث عن المحكمة الدولية.
وإرسال سفير أمريكي إلى دمشق.
هل كل ذلك لأن الولايات المتحدة الأمريكية تملك جمعية كاريتاس خيرية تتصدق بالمواقف على سوريا أو غيرها ؟؟!! بالطبع لا.
ولنعد إلى مجريات الأحداث عاد الأمير الفيصل إلى الرياض وعاد الأمير بندر إلى بلاده وتمت لفلفة الموضوع بتلك الصورة ولم تمضي أسابيع على كل ذلك الحراك حتى كان العاهل السعودي الملك عبدا لله في دمشق في زيارة علنية كبيرة استمرت يومين وكانت مليئة بالمودة والحفاوة تم على إثرها تشكيل الحكومة اللبنانية وعاد الحب والوئام إلى السوريين واللبنانيين .
ولكن عادت التهديدات الأمريكية لسوريا واتهامها بأنها تقدم صواريخ سكود لحزب الله، و هددت إسرائيل سوريا وإيران وحزب الله، وعلى ما يبدو فأن التهديدات لم تكن جدية فلو كانت الإدارة الأمريكية جادة لما فكرت في إرسال سفير لها إلى دمشق، إن الإدارة الأمريكية منزعجة تماما من إسرائيل في هذه الفترة وهي تشعر ربما للمرة الأولى في تاريخ علاقاتها بإسرائيل بالحرج أمام السوريين والعالم العربي، فالتعنت الإسرائيلي في قضية المفاوضات والحل النهائي للقضية الفلسطينية يقلب كل الاستراتيجيات الأمريكية في المنطقة رأسا على عقب.
وربما تفكر أمريكا بطريقة تعاقب بها إسرائيل، ومن هنا فإنه بمقابل التأكيدات الإسرائيلية على أن سوريا تسلح حزب الله صرحت الخارجية الأمريكية أنه ليس لديها أدلة على أن سوريا تقوم بذلك.
وهي بهذه التصريحات تهدم التطلعات الإسرائيلية لمهاجمة حزب الله وسوريا، وليس مستبعدا أن تكون الولايات المتحدة تخطط أو هي راضية على الأقل أن تتورط إسرائيل في حرب مع حزب الله تنكسر فيها شوكتها مرة أخرى أمام العالم وأمام شعبها مما يعيدها إلى الحضن الأمريكي ذليلة دون أن تتمرد على القرارات الأمريكية وأن تخرب استراتيجياتها في العراق وأفغانستان.
إن الوضع الآن محتقن جدا في المنطقة وقد تشهد المنطقة بالفعل حربا جديدة خلال الأشهر القليلة القادمة ولا يمكن لأحد التكهن بنتائجها مسبقا، إلا أن الأكيد أنها ستكون حربا صعبة وقاسية جدا على الجميع بدون استثناء بما في ذلك إسرائيل كما أنها يمكن أن تتوسع لتصبح حربا إقليمية إذا لم تتدارك الدول العظمى الأمور قبل فوات الأوان.
وكشف مصدر حقوقي مقرب من التحقيق الجاري بشأن أحداث الشغب في سجن صيدنايا عن معلومات تؤكد ما كان أبلغه مصدر ديبلوماسي فرنسي .
وقال المصدر إن جميع الهواتف النقالة التي ضبطت مع السجناء الذين حدثة أحداث الشغب هي من نوع " ثريا " الذي يعمل عن طريق الأقمار الصناعية ، وهو الأمر الذي حال دون السيطرة عليها وإيقاف عملها من قبل المخابرات السورية منذ البداية.
وقال المصدر إن المخابرات العسكرية أمرت بتعطيل جميع أبراج شبكتي الاتصالات الخليوية الكائنة في صيدنايا وتل منين وتلفيتا وبقية المناطق الأخرى ، ومع هذا بقي الاتصال بين المعتقلين والعالم الخارجي مستمرا .
وبعد تدخل فرع التنصت في المخابرات العسكرية ( الفرع 211 ) الكائن بين القابون ومساكن برزة ، والمعروف باسم الفرع الفني ، تبين له أن الاتصالات تجري عبر الأقمار الصناعية ، وعندها تدخل الفرع 225 المتخصص بشؤون الاتصالات والتشويش ومكافحة التجسس الإلكتروني .
وزاد في حيرة الأجهزة الأمنية ، في البداية ، أن الاتصالات بين المعتقلين والخارج كانت صافية الصوت بشكل لافت ، رغم أن السجن يحتوي على كميات هائلة من المسطحات الحديدية ( الأبواب) والقضبان والنوافذ من شأنها أن تجعل أي اتصال بالهواتف الخليوية العادية أمرا شبه مستحيل ، أو على الأقل رديء النوعية جدا
على الصعيد نفسه ، قال المصدر إن أجهزة المخابرات العسكرية التي وضعت يدها على التحقيق اكتشفت أن شرارة العصيان بدأت من المهاجع التي ينزل فيها سجناء من محافظة درعا جرى اعتقالهم على الحدود السورية ـ الأردنية أو على الحدود السورية ـ العراقية .
وبعد التحقيق تبين أنهم هم " حلقة الوصل " بين السجن والعالم الخارجي .
ومع التوسع في التحقيق ظهر أن بعضهم وبعض أهاليهم جرى تجنيده من قبل المخابرات السعودية التي أدخلت لهم أجهزة " الثريا " ومبالغ مالية طائلة بعد شراء ذمم عدد من الضباط وصف الضباط في إدارة السجون في فرع الشرطة العسكرية ، المسؤولة عن منح أذونات الزيارات للأهالي.
ونقل المصدر عن أوساط التحقيق عدم استبعادها أصابع المخابرات الأردنية أيضا . وتشير معطيات التحقيق إلى أن جهات في " المعارضة " السورية في لندن كانت على علم مسبق من السفارة السعودية في لندن بأن " شيئا ما سيحصل في سجن صيدنايا " ، لكن هذه الجهات لم تكن تعرف ما سيحصل بالضبط.
يشار إلى أن المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر سلطانوف كان سلم لسوريا مطلع هذا العام تقريرا أعدته المخابرات الروسية يشير إلى أن المخابرات الأميركية و السعودية ، لاسيما جماعة الأمير بندر بن سلطان ، تحضر ، بالاعتماد على إسلاميين أصوليين ، لاغتيالات وأعمال تخريبية في سوريا خلال الأشهر القادمة ، وأن هذه الأعمال ستستهدف أماكن استراتيجية وحساسة في سوريا. وهذا ما حصل بدءا باغتيال عماد مغنية .
وكانت السلطات السورية ، وفق ما كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست ، قد طردت الملحق العسكري السعودي في دمشق بعد ضبطه متلبسا بتوزيع عشرات آلاف الدولارات على أتباع السعودية في سوريا.
ردود على "بندر أوقف متخفيا في مطار دمشق و اعترافاته المسجلة بالفيديو"
أترك تعليقا