عناصر قوة النظام في سوريا - واحباط المخطط


عناصر قوة النظام في سوريا، وهي الآتية:


اولا : هناك من راهن على ضعف الرئيس الأسد في مواجهة هول الاستهداف، وعلى عدم جرأته في الذهاب الى قرارات بحجم قرار والده الراحل حافظ الأسد في العام 1981. وقد فاجأ الاسد المراهنين بانه لم يتراجع امام الاستهداف، بل على العكس اتخذ القرار بالمواجهة الموضعيّة.
ثانيا: تماسك المؤسسات والأجهزة العسكرية والأمنية السورية. وثمة كلام لمسؤول سوري كبير يقول فيه: «لقد راهنوا على انقسام الجيش السوري وتمرده، اعتقادا منهم ان هذا الجيش له امتدادات خارج النظام، كما هي حال بعض الجيوش العربية التي أطاحت بقادة دولها»، في إشارة واضحة إلى مصر وتونس.
ثالثا: الحس القومي الموجود لدى الشعب السوري، وكذلك وعي هذا الشعب، بكافة فئاته، مخاطر الاستهداف الذي تتعرض له سوريا، وتمسكه بالاستقرار ورفضه استنساخ النموذجين العراقي او الليبي وغيرهما من النماذج التفتيتية. على ان من النتائج الفضلى لهذا الوعي، إحباط الرهان على العامل المذهبي، خاصة ان محاولات ايقاظ هذا العامل، سواء بالخطب او بالفضائيات أو بالشعارات، اتخذت بعدًا تخويفيا في الأوساط السنية والعلوية ولدى الاقليات المسيحية والإسلامية السورية.

رابعا: عدم وجود جسم متكامل للمعارضة التي بدت عبارة عن مجموعة من الأسماء المتفرقة لا يجمعها اطار واحد او برنامج محدد او توجّه او مؤسسات ترتكز عليها، او قيادات ورموز متماسكة، وهذا ما تبدّى في المواقف التي صدرت عن جهات تدعو لاسقاط النظام وأخرى ترفض.
خامسا: افشال النظام أمنيا خطة خارجية بالتعاون مع مجموعات داخلية تهدف الى خلق واقع جديد في سوريا تصبح معه درعا هي قاعدة الانطلاق، ويتعاطى معها المجتمع الدولي على انها «بنغازي سوريا»، وما قد يستتبع ذلك من تطورات قد تتخذ الطابع الدرامي على اكثر من مستوى.
سادسا: موقع دمشق المحوري، بين جملة من القضايا الحساسة في الشرق الاوسط، الذي تشكل من خلاله سوريا ضابط الايقاع لبقية الساحات المعنية بها من فلسطين الى العراق وصولا الى لبنان والاردن، مرورا بتركيا. فلو ذهبت سوريا الى الانهيار، فمن سيضبط ايقاع تلك الساحات، وتحديدا لبنان؟
سابعا: ان دمشق تدرك ان استهدافها امر يلتقي عليه كل من له مصلحة في تحقيق سلام مع اسرائيل بالشروط الاسرائيلية وبتصفية القضية الفلسطينية. وهي كما تعي أن البعد الاميركي والاوروبي للهجوم عليها هو الامن الاسرائيلي، وتعي ايضا الابعاد السعودية والقطرية والتركية والحدود والعوامل «الشخصية» الكامنة خلفها، ومنها ما تبلغته دمشق مؤخرا، حول تجرّئها على خطوات اعتبرت «مهينة» للمثلث السعودي القطري التركي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اسقاط حكومة سعد الحريري في ذروة المسعى القطري التركي وزيارة وزيري خارجيتي كلّ من قطر وتركيا دمشق وبيروت.
ويقول المسؤول السوري: «في ما مضى حاولوا ضرب سوريا في لبنان من خلال اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومن ثم خلال حرب تموز وصمدت دمشق.، وما تعرضت له سوريا في هذه المرحلة، مكمل لمحاولات الضرب وتغيير السلوك وما الى ذلك من عناوين. وكما سبق وتراجعوا وارسلت الولايات المتحدة الاميركية سفيرها الى دمشق، فهناك الآن من يطرق باب دمشق، ويتصل بنا ليأتي الينا»؟
ثامنا: لا اجماع عربيا ودوليا على استهداف سوريا. وتجلى ذلك في تعذر صياغة موقف عربي أولا، لا بل حصول تضامن من معظم العالم العربي مع النظام السوري، وكذلك الأمر في مجلس الامن، حيث كانت روسيا اشد المعترضين على هذا الاستهداف تليها الصين، ذلك ان البلد العربي الوحيد الذي توجد فيه قاعدة روسية على المياه الدافئة، هو سوريا، التي تشكل بالنسبة الى روسيا البلد الوحيد الذي تطل منه، او يمكن ان تدخل منه العالم العربي .
* واهم ما تعتمد عليه سوريا بعض الله هو هذه اللحمة الوطنية الفريدة في الشارع السوري والوعي العام لدى جميع شرائح الشعب
سلاما ايها الاسد , , , , سلمت وتسلم البلد
سوريا الله حاميها



Bookmark and Share

إدارة فيسبوك تحذف صفحة الجيش السوري الإلكتروني


في خطوة متوقعة من إدارة الفيسبوك المنحازة لما يسمى بالدول العظمى ، قامت إدارة فيسبوك اليوم بحذف صفحة " الجيش السوري الإلكتروني " نهائياً عن صفحات الفايسبوك



هذه الصفحة والتي وصل عدد المنتسبين إليها أكثر من 80 ألف مشترك خلال أقل من أسبوع شكلت مخاوف حقيقية لهذه الدول الداعمة وعلى رأسها أمريكا التي تحتضن هذه الشبكة وتستثمرها أفضل استثمار , حيث نتهافت عليها نحن شعوب العالم السابع عشر, النائمون في العسل والقابعون على رصيف الحضارات منتظرين المارد الإفتراضي عله يصفعنا بكف الحقيقة كي نصحو من غفوتنا بل من غيبوبتنا .


هذه المخاوف دفعت إدارة الفايسبوك لإتخاذ هكذا خطوة ولتثبت من جديد إزدواجية المعايير المتبعة من قبل إدارة موقع التواصل الإجتماعي فيسسسبووووك !!!!؟؟؟ .


أهم نشاطات هذا الجيش الإلكتروني:قامت مجموعات كبيرة من صفحة "الجيش السوري الإلكتروني" بتنفيذ حملة اجتياح منظّمة طالت عدداً لا يستهان به من كبريات صفحات الإدارة الأميركية على موقع "فايسبوك"، بينها صفحة البيت الأبيض، وصفحة الرئيس الأميركي باراك اوباما، وطالت أيضاً صفحة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي على الـ"فايسبوك".


وتهدف "الغزوة" كما أصرّ عناصر هذا الجيش الإلكتروني على تسميتها، إلى إرسال رسالة واضحة للإدارة الأميركية مفادها أن التدخّل الأميركي غير مرحّب به في سوريا، فضلاً عن إظهار مدى حبّ الشعب السوري للرئيس بشّار الأسد، وفضح أكاذيب وسائل الإعلام والفضائيات المضللة والساعية للفتنة في سوريا.


"عزيزي السيد أوباما، نحن السوريين عانينا الكثير من آراء الكره القادمة منكم ومن الإدارة الأميركية، ضد بلدنا وشعبنا"... تعليق لأحد أعضاء صفحة "الجيش السوري الإلكتروني" في صدر صفحة الرئيس الأميركي باراك اوباما... وغيره من التعليقات التي بلغ عددها الآلاف في ثوانٍ معدودة، إذ إن مدة الغزو لا تتجاوز العشر دقائق... فاضت بعدها الصفحة بعشرات آلاف التعليقات المؤيدة للرئيس بشّار الأسد مطالبة أوباما بـ"إلتزام حدوده... فقط".


صفحة البيت الأبيض الرسمية "The White House" نالت حصّتها أيضاً من عملية الغزو، فبعد الانتهاء من صفحة اوباما، انطلق آلاف المتصفحين ليملأوا صفحة البيت الأبيض على "فايسبوك" بالتعليقات الرافضة للتدخّل الأميركي في شؤون سوريا وشعبها.


أحد المهاجمين كتب على جدار الصفحة: "عليكم أن تعلموا أننا نمتلك الشجاعة والحرية لنصرخ بكل وضوح في وجوهكم: أوقفوا تدخّلكم في بلادنا".


وسط حالة من الذهول الكلّي، وقف المسؤولون عن إدارة الصفحات التابعة للإدارة الأميركية عاجزين عن التصرف، فالكم الهائل من التعليقات في ثوانٍ يجعل من الصعب إلغاءها بشكل فوري، فيما تفاعل بعض الأميركيين فأبدى البعض إعجابه بهذه الحركة غير المعهودة على صفحات "فايسبوك"، وانزعج البعض الآخر من ذلك، وطالبوا المعنيين بإدارة الصفحة بحذف التعليقات... وذلك ما عجزت عنه الإدارة.


"نحن جميعاً في سوريا نحبّ الرئيس بشّار الأسد، لذلك ابقَ بعيداً عنّا يا اوباما، لا نحتاج حريّتك ولا ديمقراطيتك. رأينا هذه الديمقراطية في العراق، فلسطين... وفي كل مكان"... كان هذا التعليق بمثابة آخر زخّة صواريخ إلكترونية تم إطلاقها على صفحة البيت الأبيض، ليرحل المهاجمون كما دخلوا... بسرعة فائقة، ويتركوا الإدارة الأميركية تناقش وتحلل تعليقاتهم البطولية.




Bookmark and Share

هيومن رايتس تتهم الامارات بتوسيع حملة قمعية ضد المجتمع المدني



قالت هيومن رايتس ووتش امس إن الإمارات العربية المتحدة قد وسّعت من نطاق حملتها على المجتمع المدني يوم امس الاول وذلك بعد حل الحكومة لمجلس الإدارة المُنتخَب لجمعية المعلمين. التي تعتبر ثاني أبرز منظمات المجتمع المدني التي تُواجه سيطرة حكومية عدوانية على مجلس إدارتها في أقل من أسبوعين على حد وصف هيومن رايتش .



وقال ،نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش جو ستورك في بيان صحافي لهيومن رايتس ووتش "هذا الهجوم على المجتمع المدني هو دليل آخر على أن مَن يترأسون السلطة في دولة الإمارات العربية المتحدة يعتقدون أن أي شخص يدعو للإصلاح هو هدف مشروع للهجوم. ينبغي للسلطات الإماراتية أن توقف فوراً سيطرتها العدوانية على المجتمع المدني وأن تطلق سراح نشطاء الديمقراطية السلميين".


واضافت : ان بناء على المرسوم الذي وقعّته وزيرة الشؤون الاجتماعية، مريم محمد خلفان الرومي، قضى بتسريح مجلس إدارة نقابة المعلمين واستبدال أعضائها بأعضاء مُعينّين مِن قبل الحكومة. وأصدرت الوزيرة قرارا مماثلا في 21 أبريل/نيسان، بحَلّ مجلس إدارة جمعية الحقوقيين. في 6 أبريل/نيسان، شاركت كلا الجمعيتين، جنبا إلى جنب مع منظمتين غير الحكوميتين آخريين، في التوقيع على بيان علني يدعو إلى مزيد من الديمقراطية في البلاد. منذ 8 أبريل/نيسان، اعتقلت السلطات أيضا ما لا يقل عن خمسة من نشطاء الديمقراطية البارزين.

وحسب البيان انه "وفقا للمرسوم، فقد انتهكت نقابة المعلمين المادة 16 من قانون الإمارات العربية المتحدة لعام 2008 بخصوص النقابات، والذي يحظر المنظمات غير الحكومية وأعضائها من التدخل "في شؤون السياسة أو في المسائل التي تمس أمن الدولة ونظامها الحاكم". وكان القرار الوزاري ضد نقابة المحامين قد أشار إلى المخالفة القانونية نفسها. قانون النقابات يشمل ضوابط مشددة على المنظمات غير الحكومية المسموح لها بالعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة. تأسست نقابة المعلمين في عام 1980 لتمثيل المعلمين والدفاع عن حقوقهم، وهي تضم أكثر من 280 عضواً إماراتيا.

وقال البيان ان : حكومة الإمارات العربية المتحدة قد استهدفت الأفراد أيضاً، بمن فيهم ناشط حقوق الإنسان البارز أحمد منصور، كجزء من حملتها القمعية على المُعارَضة السلمية في الأسابيع الأخيرة. وتقول السلطات أنها لا تزال تستكمل تحقيقاتها الجنائية مع خمسة من النشطاء كانوا قد احتجزوا بسبب "معارضة الحكومة " و"إهانة" كبار المسؤولين. في 25 أبريل/نيسان، قال المدعي العام سعيد سالم كُبيش، أن الناشطين الخمسة هم رهن "الاحتجاز الوقائي" بسبب "التحريض، وكسر القوانين وارتكاب أفعال تُشكّل خطرا على أمن الدولة وتقويض النظام العام، ومعارضة نظام الحكم، وإهانة الرئيس، ونائب الرئيس وولي عهد أبو ظبي" .

وتابعت : ألقت السلطات القبض على أحمد منصور في 8 أبريل/نيسان، وتمّ احتجازه في سجن الوثبة في أبو ظبي. وقد كان منصور مُؤيداً صريحاً لعريضة قُدِمَت للسلطات في مارس/آذار مُطالِبة بإصلاحات ديمقراطية. وقبل اعتقال منصور، كان قد أجرى العديد من الحوارات والمقابلات للتلفزيون وغيرها من وسائل الإعلام حول هذه المسألة. ومنصور هو عضو في لجنة هيومن رايتس ووتش الاستشارية لقسم الشرق الأوسط.

واضافت : في 10 أبريل/نيسان، اعتقلت قوات الأمن ناصر بن غيث، أستاذ الاقتصاد في فرع أبو ظبي لجامعة السوربون في باريس، والذي كان قد انتقد سلطات الإمارات العربية المتحدة لفشلها في إجراء إصلاحات سياسية ملموسة. واعتقلت السلطات أيضا ثلاثة ناشطين إنترنت آخرين، وهم : فهد سالم دَلَك، حسن علي الخميس، وأحمد عبد الخالق.

إعلان الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان ينص على أنه ينبغي للدول "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية كل فرد ضد أي عنف أو تهديد، أو انتقام، أو تمييزٍ عدائي أو إكراه أو أي إجراء تعسفي آخر" نتيجة لمشاركتهم في نشاطات في مجال حقوق الإنسان.



Bookmark and Share

أبو أحمد "الكويتي" دل الاستخبارات الامريكية على مكان بن لادن لتصفيته


أفاد مصدر دبلوماسي لشبكة CNN العالمية أن "المراسل" الموثوق به الذي قاد، دون قصد، الاستخبارات الأمريكية إلى مخبأ زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، بعد مراقبة طويلة استغرقت أعواماً، هو كويتي يدعى "أبو أحمد ."

وكان مسؤولون أمريكيون قد أشاروا، في وقت سابق، إلى أن عملية تعقب المرسال، دون تسميته، بدأت منذ عام 2007، عقب التعرف على هويته من اعترافات معتقلين في القاعدة العسكرية بخليج "غوانتانامو" في كوبا .

ورصد المحللون أثناء تقييم المعتقلين المحتجزين في السجن العسكري، تكرار اسم "أبو أحمد الكويتي"، ويعتقد أنه من المقربين إلى خالد شيخ محمد، وبدوره يحمل الجنسية الكويتية، ويعتبر الأخير العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة الأمريكية.

ومنذ عملية تصفية بن لادن التي اضطلعت بها قوة كوماندوز أمريكية، وصف مسؤولون أمريكيون "أبو أحمد" كحامي كبار قيادات القاعدة، مثل خالد شيخ محمد، وأبو فرج الليبي، المعتقل هو الآخر في غوانتانامو ويعتقد أنه يحتل المرتبة الثالثة في سلم قيادات التنظيم عند اعتقاله في مايو/ أيار عام 2005 .

وجاء في أحد التقييمات الواردة بوثائق وزارة الدفاع الأمريكية، التي نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، ذكراً لـ"أبو أحمد" على أنه من كبار الذين يقدمون تسهيلات للتنظيم وأحد مساعدي محمد، و "يعمل كمرسال وفي القسم الإعلامي للقاعدة، الذي يشغل KU-10024 (في إشارة إلى محمد).

وأوردت الوثائق السرية أن "أبو أحمد الكويتي" من المقربين إلى بن لادن وتنقل معه، وشوهد في "تورا بورا"، وأنه ربما الشخص الذي أشار عدد من المعتقلين الذي كان برفقته هناك قبيل فراره، والذي اختفى أثر زعيم القاعدة بعدها.

وجاء ذكر "أبو أحمد" على لسان الإندونيسي رضوان عصم الدين، وهو من أعضاء القاعدة وقضى عامين في جبهات القتال في باكستان وأفغانستان في فترة الثمانينيات.

ولم يتسن لشبكة ال "سي ان ان" التأكد إذا ما كان "أبو أحمد" متواجداً بالمجمع عندما داهمه الكوماندوز الأمريكيون في عملية انتهت بتصفية بن لادن برصاصة في الرأس، وإلقاء جثته في البحر




Bookmark and Share

عبد الله القصيمي، من الوهابية إلى الإلحاد


لم يكتف بالتجرّؤ على نقد التراث الديني الإسلامي برمّته بل نادى إلى هدمه ورميه في سلة المهملات. لقد ظلّ طول حياته محرّضا العرب على التنصّل الجذريّ من كلّ ما هو إسلاميّ.
والأجمل والأطرف أنّ عبد الله القصيمي لم يأت من خارج المنظومة الدينية بل كان عالما دينيا يتمتع بمكانة مرموقة في
سلم الفكر الإسلاميّ، إذ ألّف قبل اهتدائه إلى العقلانية مؤلّفات كثيرة دافع فيها عن المذهب الوهّابي اللاعقلاني ذاته.
وككلّ المفكرين الأصلاء لم يتوان لحظة واحدة في الانصياع لنداء عقله حينما ناداه، وكانت له الشجاعة الكافية للانقلاب على ما كان يراه صحيحا
بعدما دقّق فيه النظر واكتشف قدامته وتهافته، بل ورأى فيه عقبة كأداة أمام أيّ تقدّم عربيّ، وكابحا للعقل الحرّ،
إذ ردّ جمود الفكر العربيّ إلى خضوعه الصبيانيّ إلى مقولات الدين الإسلامي وأوهام فقهائه في الماضي والحاضر.
"احتلال الإله لعقولنا أفدح أنواع الاحتلال"، هكذا عنْون صاحبنا القصيمي فصلا كاملا من كتابه "هذا الكون ما ضميره؟".
وعلى عكس معظم دعاة الحداثة والعقلانية
الآخرين في مغرب العرب ومشرقهم، لم يتخفَ ابن الصحراء وراء أيّ قناع، وأعلن إلحاده الصارم غير المهادن
في مؤلّفات غدت اليوم من كلاسيكيات الإلحاد العربي المعاصر. ورغم الداء الأصوليّ وجماهيره الهائجة وعداء
السلطات المتاجرة بالدين، بقي المفكّر صامدا على نهجه العقلاني إلى آخر لحظة من حياته، فلم يفعل مثل هؤلاء
الكتاب الذين نادوا بالتقدّم والتحرّر طول حياتهم ثمّ انتهوا مؤمنين راضخين تائبين كغيرهم من عباد الله الصالحين!

ولئن حاولت بعض الدوائر الإسلامية والمواقع المتواطئة معها شراء بعض الشهادات بعد رحيله،
وتزوير تاريخه الفكريّ، لاسترجاعه عنوة وبقوّة البترودولارات إلى "الصراط المستقيم"، فلن تفلح أبدا لأن لا
أحد يستطيع اليوم اغتيال مؤلفات المفكر، بل لا يزال يعاد طبعها وبات الاطلاع على بعضها مجانا على الشبكة العنكبوتية.
كتب مؤلفاته بأناقة تسر القلوب التي لم يقض عليها الفقه بعد وتقنع العقول التي لم تلوثها الشريعة. فبداية من "كيف ضل
المسلمون؟ (1940)" ومرورا بـ "هذه هي الأغلال (1946)" و"صحراء بلا أبعاد " و"أيها العقل من رآك (1967)؟ ووصولا
إلى "هذا العالم ما ضميره؟" و"العرب ظاهرة صوتية (1977)" بدت أطروحته ناصعة لا لبس ولا لفّ فيها ولا دوران :
لا وجود لما يسمّى الله والإسلام سبب أساسيّ في تخلّف العرب. وإذ كان وجود الله أو عدمه لا يهمّ -وإن
كان العلم مع القصيمي في أغلبه- فمن الصعوبة أن يختلف إنسان عاقل معه في سبب تخلّف العرب عن الركب.

ولئن كانت مواقف المتدينين والإسلاميين من الرجل بديهية، فإنّ التساؤل المشروع يبقى متعلقا حول صمت
أغلبية مثقفي جيله حيال تجربته، ومحاولة أقلّية محسوبة على الحداثة التقليل من قيمته الفكرية والأدبية والإنسانية.
كما حاول البعض الآخر تفسير "ظاهرة القصيمي" بدل محاولة الاقتراب النقدي من فكر القصيمي، أو على
الأقلّ الاعتراف بشجاعته الفلسفية، واعتباره الناطق العقلاني باسمهم إن لم تسمح لهم ظروفهم بالقول والبوح.

وإذ كان معاصرا لمحمد أركون ومالك شبل وعبد الوهاب المؤدب،
دعاة الإسلام المتنوّر في فرنسا، المتخصصين شبه الحصريين في الفكر الإسلامي في نظر الإعلام
الفرنسي المخاتل ، فإنهم لا يذكرون القصيمي بالخير ولا بالشرّ، كأنه لم يأت إلى هذا العالم قط، هو الذي نشر
بعض كتبه بالعربية هناك في عقر دارهم هروبا من الرقيب الإسلامي ! ألم يخف ثلاثتهم مفكرا من الطراز الثقيل
خوفا من أن يهدم ما يعتاشون منه في الغرب : تقديم إسلام افتراضيّ، متسامح مع الآخر ومتصالح مع العصر!

إنه لمن الجرم أن يتجاهل مثقفون عرب رجلا بقامة القصيمي، لا أحد مثله يستحقّ صفة "الفيلسوف" في القرن العشرين العربي،
إذ هو الوحيد الذي زعزع وبقوّة، المنظومة الإيديولوجية الإسلامية المستحكمة في رقاب الناس من مهدهم إلى لحدهم،
ولم تكن ضربات مطرقته فلسفية عميقة فحسب بل وأدبية ممتعة أيضا. تعدّ شذراته من أعمق وألطف وألذّ ما كُتب من شذرات،
وكثيرا ما تذكّر بشذرات نيتشه وسيوران وغيرهما من فطاحل هذا النوع من الكتابة، ولولا الحصار الإعلامي وظلم
الترجمة وخوف دور النشر الكبيرة في الغرب على مصالحها في الدول البتروظلامية لكان للقصيمي اليوم شأن آخر.

ومع ذلك يرى أدونيس أنّ القصيمي مجرد صارخ، يقول كلّ شيء
ولا يقول شيئا، يخاطب الجميع ولا يخاطب أحدا، إنّه الوجه والقفا، يضيف من تنازل ذات يوم في القاهرة تنازلا كليا عن
عقلانيته إذ صرّح : أتحدّى أيّ شخص يأتيني بكلمة واحدة كتبتها ضدّ الإسلام. وعن السؤال الغبيّ : أتشهد بالشهادتين؟
أجاب مستسلما للشعبوية السائدة، ومستميلا للغوغائيين والدهماء : نعم لا إله إلا الله محمد رسول الله عشرات المرات!

أمّا حسين مروة فلم ير في القصيمي سوى ذلك الرجل المريض الذي جاءت أفكاره نتيجة لعدد من الضغوط النفسية والفكرية العنيفة التي شكلت في
النهاية أزمة، ويذهب حتى إلى الإشفاق على المفكّر السعودي قائلا : "إذا لم نسمّها عقدة''. لو كان بإمكان كلّ ذي عقدة
أن يبدع ''الإنسان يعصي .. لهذا يصنع الحضارات" أو "العالم ليس عقلا''!".. لتمنّيت أن يكون كلّ المفكرين العرب
مُعقّدين بإحكام. ولكن مع الأسف لا تعطي العقد نفس النتائج كما يبيّن المفكر جورج طرابيشي في "المرض بالغرب،
التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي". وهو الكتاب الذي مدّد فيه عبد الله القصيمي أيضا على سرير التحليل.

وإن لم تطل الجلسة مع المُعالَج، فقد خرج المُحلِّل بنتيجة مفادها
أن "عبد الله القصيمي يبني روايته البنوية على الكراهية، ولكن رأس حربة هذه الكراهية ليس موجها هذه المرة
إلى الأخ الدخيل المزاحم للأصيل على ثدي الأم، بل ضدّ الأب، ومن موقع ما يسمّيه التحليل النفسي بالعدوانية الشرجية".
ويشرح لنا طرابيشي حالة القصيمي في هامش الصفحة الموالية كما يلي : تقترن الكراهية الأبوية عند القصيمي بنزعة
إلحادية حادّة وسافرة واستفزازية لا نقع على مثيل لها في كل الخطاب العربي، ولا حتى في كل الفكر العربي قديمه وحديثه،
ولا نجد ما يضارعها إلا في الآداب الأجنبية، وعلى سبيل المثال المركيز دي ساد". ويلخّص جورج طرابيشي لاعقلانية
القصيمي في فقرة موالية كاتبا : "ولكن هذه النزعة الإلحادية، المتعمدة تدنيس القدسيات، لا تصدر عن نظر عقلي بقدر ما يحكمها
موقف نفسيّ وبقدر ما تعكس تثبيتا وجدانيا سلبيا، ومن نمط جنسيّ مثليّ وشرجيّ كما كان سيقول فرويد، على الأب." (1)

ويمكن الإشارة هنا إلى التداخل بين النظر الفكري والموقف النفسي وصعوبة الفصل بينهما، فنيتشه مثلا كان مجموعة من
المواقف الذاتية وليس نظرا عقليا بحتا. وربما أجمل الأشياء هي التي يوحي بها الجنون ويكتبها العقل كما يقول أندري جيد!

ومهما كانت التفسيرات لحالة القصيمي، يبقى مفكّرا عقلانيا كبيرا قام بدوره النقدي بنزاهة وشجاعة، فأهل مكة أدرى بشعابها فالرجل
ليس إسلاموفوبيًا إذا استعملنا كلمة هذه الأيام المغرضة، إذ اطلع الرجل على حقيقة الإسلام عن قرب كما اطلع اسبينوزا
على اليهودية وتخلى عنها، وكما سبقهما إلى ذلك كثير من رجال الدين الذين ألحدوا بعد إيمان وعلى رأسهم القس ميلييه (2).

وبغضّ النظر عن كل ما قيل ويقال عن القصيمي، يبقى
ما تركه من مؤلفات هو الأهمّ والأبقى. ولكن لماذا لا يحاول القوم إيجاد تفسيرات لإيمان الأغلبية ويتعبون أنفسهم في تفسير
إلحاد الأفراد، فكأنّ الإيمان هو القاعدة والإلحاد الاستثناء! ليست الكثرة من أمارات الحقّ، كما يقول القاضي عبد الجبار،
ولا القلة من علامات الباطل. فماذا يبقى من مفكّر إن لم يفكّر مستقلا عن العادات الذهنية المسيطرة على ثقافته وبديهياتها؟
وهل هو مفكر أصلا من يتحاشى إغضاب الرأي العام؟ وما فائدة مفكر جاء إلى العالم وذهب دون أن يزعج أحدا؟
الهوامش:
1) جورج طرابيشي،المرض بالغرب، التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي، دار بترا ورابطة العقلانيين العرب، ص69 ، 2005
2) -------



Bookmark and Share

الحزب السوري القومي الاجتماعي

الحزب السوري القومي الاجتماعي أنشأه أنطون سعادة سريّاً في لبنان وانكشف في 16 نوفمبر 1936 لسلطات الانتداب الفرنسية التي سجنت أعضاءه آنذاك. عانى الحزب من النظام السياسي والطائفي المكرّس دستورياً في لبنان والانقلابات العسكرية في سوريا مما أدى لاصطدامه على الدوام مع الطبقات السياسية الطائفية في لبنان والحكم العسكري في سوريا.

النشأة والتاريخ
وسريعا وبعد إنشاءالحزب السوري القومي في 16-11-1932 دخل الحزب في صراع مع السلطات في لبنان الذي كان تحت ما يزال تحت خاضعا لسلطات الانتداب الفرنسي حيث اعتبرته السلطات الفرنسية ثم اللبنانية حزباً غير شرعيّ. بعد اعتقال مؤسسه وأعضاءه ثلاث مرات بين عامي 1936 و 1938، سافر أنطون سعادة قسرياإلى أميركا الجنوبية متنقلاً بين البرازيل والأرجنتين لتسع سنوات نشر فيها عقيدته بين المغتربين السوريين هناك، وعاد إلى لبنان عام 1947 ليصطدم مع السلطات اللبنانية المستقلة حديثاً.

شاركت فصائل مسلحة للحزب في فلسطين في الثورات المتتالية حتى حرب 1948 ضد إنشاء الكيان الصهيوني .

اصطدم الحزب مع مجموعة من حزب الكتائب في منطقة الجمّيزة أسفرت عن حرق مطبعته واصدرت السلطات أمرا باعتقال أنطون سعادة مما اضطره اللجوء إلى سوريا بعد وعد من حاكمها العسكري آنذاك حسني الزعيم بعدم تسليمه ولكنه ما لبس أن نكس بوعده وسلمه للسلطات اللبنانية يوم 6 يوليو/تموز 1949 التي قامت يإعدامه رمياً بالرصاص فجر الثامن من تموز (يوليو) بعد محاكمة صورية. عاد أعضاء من الحزب في الأردن بالانتقام من خلال قتل رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك "رياض الصلح" حيث إعتبروه مسؤولا عن قتل زعيمهم.

انتقل ثقل الحزب بعدها إلى سورية ليشارك بقوة في الحياة السياسية والبرلمانية حتى اغتيال نائب رئيس أركان الجيش السوري العقيد عدنان المالكي عام 1955 واتهام رقيب سوري قومي يدعى يونس عبد الرحيم بتنفيذ الجريمة. حُظر الحزب على إثرها من ممارسة نشاطه رسمياً في سوريا حتى عام 2005. نتيجة هذا الاغتيال حصل انشقاق داخلي في الحزب، ولد على أثره فصيل ترأسه جورج عبد المسيح.استمر عبد المسيح بقيادة هذا الفصيل الذي حمل نفس اسم الحزب "جناح الانتفاضة" ويعتمد نفس العقيدة والدستور وتختلف فيه القيادة فقط، ولايزال هذا الجناح ناشطاً بشكل ضعيف حتى الآن.

انتقل نشاط الحزب تدريجياً إلى لبنان بعد حظره في سوريا وقام بمحاولة انقلابية فاشلة ليلة رأس السنة 1961/1962 ضد إدارة فؤاد شهاب لتعتقل قياداته وأعضاؤه حتى أواخر الستينات.




شارك الحزب في الصراع العربي "الإسرائيلي" بعمليات عسكرية وفدائية كثيرة منذ بدايات الثمانينات حتى نهايات التسعينات وتعتبر سناء محيدلي واحدة من أبرز شهيدات الحزب في الجنوب وخالد علوان منفذ عملية مقهى الويمبي ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي في وسط بيروت.

عاد الحزب إلى نشاطه السياسي والاجتماعي في سوريا بشكل تدريجي منذ أعوام قليلة في أواخر عهد حافظ الأسد، أصبح عضواً مراقباً في الجبهة الوطنية التقدمية منذ عام 2001، وله أعضاء في البرلمان ووزير في الحكومة.

للحزب نشاطات خارج سوريا الطبيعية، حيث له فروع كثيرة في المهجر حيث الجاليات السورية-اللبنانية، بينما يناصره القليل في الأردن وفلسطين وباقي أجزاء سوريا الطبيعية عدا عن سورية ولبنان.


العقيدة

يعتبر أن "السوريين أمة تامة" وأن "القضية السورية قضية قومية قائمة بنفسها ومستقلة عن أية قضية أخرى" أهداف الحزب الأساسية تتمثل في النهوض بسوريا الطبيعية بكل المجالات وتوحيدها لأنها تشكل وحدة جغرافية واحدة لها اسم تاريخي هو الهلال الخصيب. تشير عقيدة الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى أن العراق (حتى الكويت والأحواز) والشام (الجمهورية العربية السورية) ولبنان والأردن وفلسطين وأطراف جغرافية طبيعية سيناء وقبرص وكيليكيا وهضبة عينتاب هي وحدة جغرافية واحدة تضم أمة واحدة فُرِّقتز

حددت المادة الثانية من دستور الحزب المبادئ الأساسية له وهي ثمانية

المبدأ الأول

سورية للسوريين والسوريون أمة تامة

حين ابتدأت أفكر في بعث أمتي ونهضتها وألاحظ الحركات السياسية الاعتباطية القائمة فيها، لاحظت أنه لا يوجد إجماع على تعيين هوّيتنا وحقيقتنا الاجتماعية، ورأيت أن كل عمل قومي صحيح يجب أن يبدأ من هذا السؤال الفلسفي: من نحن؟ الذي وضعته لأول مرة أمام نفسي، منذ بدء تفكيري القومي الاجتماعي، وطرحته على الشعب في رسالة مني إلى النزالة السورية في البرازيل، بمناسبة وفاة والدي هناك، سنة 1934 ، والذي شرحت أهميته التأسيسية في أحاديث ومحاضرات عديدة في بداية نشر تعاليمي القومية الاجتماعية. وقد أجبت نفسي بعد هذا التنقيب الطويل فقلت: نحن سوريون ونحن أمة تامة. وكان وضعي هذا المبدأ إن هذه التعاريف المُبَلبِلة التي جزّأت حقيقتنا القومية أو أذابتها ومحتها: نحن اللبنانيين، نحن الفلسطينيين، نحن الشاميين، نحن العراقيين، نحن العرب، لم يمكن أن تكون أساساً لوعي قومي صحيح ولنهضة الأمة السورية التي لها دورتها الاجتماعية والاقتصادية في وحدة حياة ووحدة مصير. القول بأن السوريين هم أمة تامة، هو إعلان حقيقة أساسية تقضي على البلبلة والفوضى وتضع المجهود القومي على أساس من الوضوح لا يمكن، بدونه، إنشاء نهضة قومية في سورية. والحقيقة أن قومية السوريين التامة وحصول الوجدان الحي لهذه القومية أمران ضروريان لكون سورية للسوريين، بل هما شرطان أوليان لمبدأ السيادة القومية، سيادة الشعب الشاعر بكيانه على نفسه وعلى وطنه الذي هو أساس حياته وعامل أساسي في تكوين شخصيته. فإذا لم يكن السوريون أمة تامة لها حق السيادة وإنشاء دولة مستقلة، لم تكن سورية للسوريين تحت مطلق تصرفهم، بل كانت عرضة لادعاءات سيادة خارجة عن نطاق الشعب السوري ذات مصالح تتضارب أو يحتمل أن تتضارب مع مصلحة الشعب السوري في الحياة والارتقاء .يعني هذا المبدأ سلامة وحدة الأمة السورية وسلامة وحدة وطنها، وانتفاء كل إبهام من الوجهة الحقوقية في أن السوريين أمة هي وحدها صاحبة الحق في ملكية كل شبر من سورية والتصرف به والبت بشأنه. ويعني من الوجهة الداخلية أن الوطن ملك عام لا يجوز، حتى ولا لأفراد سوريين، التصرف بشبر من أرضه تصرفاً يلغي، أو يمكن أن يلغي، فكرة الوطن الواحد وسلامة وحدة هذا الوطن الضرورية لسلامة وحدة الأمة السورية. كل سوري يرغب في أن يرى أمته حرة، سائدة ، مرتقية يجب أن يحفر هذا المبدأ على لوح قلبه حفراً عميقاً. إن الذين لا يقولون بأن سورية للسوريين وبأن السوريين أمة تامة يرتكبون جريمة تجريد السوريين من حقوق سيادتهم على أنفسهم ووطنهم، والحزب السوري القومي الاجتماعي يعلنهم باسم ملايين السوريين التائقين إلى الحرية، الراغبين في الحياة والارتقاء، مجرمين.

المبدأ الثاني
القضية السورية هي قضية قومية قائمة بنفسها مستقلة كل الاستقلال عن أيّة قضية أخرى


يمثل هذا المبدأ فكرة أن جميع المسائل الحقوقية والسياسية التي لها علاقة بأرض سورية أو جماعة سورية هي أجزاء من قضية واحدة غير قابلة التجزئة أو الاختلاط بشؤون خارجية يمكن أن تلغي فكرة وحدة المصالح السورية ووحدة الإرادة السورية. والواقع أن هذا المبدأ هو نتيجة وتكميل للمبدأ الأول. فبما أن سورية للسوريين الذين يشكلون أمة تامة لها حق السيادة، كان من البديهي أن تكون قضيتها، أي قضية حياتها ومصيرها متعلقة بها وحدها ومنفصلة عن كل قضية أخرى تتناول مصالح تخرج عن متناول الشعب السوري. إن هذا المبدأ يحفظ للسوريين وحدهم حق تمثيل قضيتهم والبت في مصير مصالحهم وحياتهم ويجعل قضيتهم قضية كلية غير قابلة التجزئة. ويعني هذا المبدأ، من الوجهة الروحية، أن إرادة الأمة السورية التي تمثل مصالحها هي إرادة عامة، وإن مثلهم العليا التي يريدون تحقيقها هي مثل عليا ناشئة من نفسيتهم - من مزاجهم الخاص ومواهبهم، لا يمكن أن يسمحوا بتلاشيها أو بالفصل بينهم وبينها أو بخلطها مع أهداف أخرى يمكن أن تضيع فيها. وهذه المثل العليا هي الحرية والواجب والنظام والقوة التي تفيض بالحق والخير الجمال في أسمى صورة ترتفع إليها النفس السورية فلا يمكن أن يمثلها أو يحققها لهم غيرهم، لأن لهم نفسيتهم الخاصة. بناء على هذا المبدأ يعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي أنه لا يعترف لأية شخصية أو هيئة غير سورية بحق التكلم باسم المصالح السورية في المسائل الداخلية أو الأنترنسيونية، أو بحق إدخال مصير المصالح السورية في مصالح أمة غير الأمة السورية. إن ملايين الفلاحين والعمال وأصحاب الحرف والمهن والتجارات والصناعات الذي تتألف الأمة السورية منهم لهم إرادة ومصلحة فيالحياة يجب أن تبقيا من شأن مجموعهم وحده. لا يعترف الحزب السوري القومي الاجتماعي لأية شخصيّة أو هيئة غير سورية بحق وضع مُثُلِها العُليا موضع مُثُل الأمة السورية العليا.

المبدأ الثالث

القضيّة السوريّة هي قضيّة الأمة السوريّة والوطن السوري


يتناول هذا المبدأ تحديد القضية السورية الواردة في المبدأ السابق تحديداً لا يقبل التأويل، وهو يظهر العلاقة الحيوية، غير القابلة الفصل، بين الأمة والوطن. فالأمة بدون وطن معين لا معنى لها، ولا تقوم شخصيتها بدونه، وهذا الوضوح في تحديد القضية القومية يخرج معنى الأمة من الخضوع لتأويلات تاريخية أو سلالية أو دينية مغايرة لوضع الأمة ومنافية لمصالحها الحيوية والأخيرة. إن وحدة الأمة والوطن تجعلنا نتجه نحو فهم الواقع الاجتماعي الذي هو الأمة بدلاً من الضلال وراء أشكال المنطق الصرف وتراكيب الكلام. وإن الترابط بين الأمة والوطن هو المبدأ الوحيد الذي تتم به وحدة الحياة ولذلك لا يمكن تصور متحد إنساني اجتماعي من غير بيئة تتم فيها وحدة الحياة والاشتراك في مقوماتها ومصالحها وأهدافها وتمكن من نشوء الشخصية الاجتماعية التي هي شخصية المتحد - شخصية الأمة.

المبدأ الرابع
الأمة السورية هي وحدة الشعب السوري المتولدة من تاريخ طويل يرجع إلى ما قبل الزمن التاريخي الجلي



يتبع هذا المبدأ مبدأ التسلسل التحليلي. فهو تحديد لماهية الأمة المذكورة في المواد السابقة. وهو من حيث مدلوله الاثنلوجي يحتاج إلى تدقيق وإمعان. ليس القصد من هذا المبدأ رد الأمة السورية إلى أصل سلالي واحد معين، سامي أو آري، بل القصد منه إعطاء الواقع الذي هو النتيجة الأخيرة الحاصلة من تاريخ طويل يشمل جميع الشعوب التي نزلت هذه البلاد وقطنتها واحتكت فيها بعضها ببعض واتصلت وتمازجت، منذ عهد أقوام العصر الحجري المتأخر السابقة الكنعانيين والكلدان في استيطان هذه الأرض، إلى هؤلاء الأخيرين إلى الأموريين والحثيين والآراميين والأشوريين والأكاديين الذي صاروا شعباً واحداً. وهكذا نرى أن مبدأ القومية السورية ليس مؤسسا على مبدأ وحدة سلالية، بل على مبدأ الوحدة الاجتماعية الطبيعية لمزيج سلالي متجانس الذي هو المبدأ الوحيد الجامع لمصالح الشعب السوري، الموحد لأهدافه ومثله العليا، المنقذ القضيّة القومية من تنافر العصبيات الدموية البربرية والتفكك القومي. إن الذين لا يفقهون شيئاً من مبادئ علم الاجتماع، ولا يعرفون تاريخ بلادهم، يحتجون على هذه الحقيقة بادعاء خلوص الأصل الدموي وتفضيل القوم بأصل واحد على الاعتراف بالمزيج الدموي. إنهم يرتكبون خطأين، خطأ علمياً وخطأ فلسفياً. فتجاهل الحقيقة التي هي أساس مزاجنا ونفسيتنا وإقامة وهم مقامها، فلسفة عقيمة تشبه القول بأن خروج جسم يدور على محور عن محوره أفضل لحركته! أما ادّعاء نقاوة السلالة الواحدة أو الدم فخرافة لا صحة لها في أمة من الأمم على الإطلاق وهي نادرة في الجماعات المتوحشة، ولا وجود لها إلا فيها. كل الأمم الموجودة هي خليط من سلالات المفلطحي الرؤوس والمعتدلي الرؤوس والمستطيلي الرؤوس ومن عدة أقوام تاريخية. فإذا كانت الأمة السورية مؤلفة من مزيج من الكنعانيين والآراميين والأشوريين والكلدان والحثيين والأكاديين والمتني فإن الأمة الفرنسية مؤلفة من مزيج من الجلالقة واللغوريين والفرنك الخ. وكذلك الأمة الإيطالية مؤلفة من مزيج من الرومان واللاتين والسمنيين والاتروريين "الاتروسكيين" الخ. وقس على ذلك كل أمة أخرى. "السكسون والدانمركيون والنرمان، هذا ما نحن" هكذا يقول تنيسن في أمته الإنكليزية

الحزب والعروبة

نشيد الحزب الرسمي


سوريا لك السلام


سوريا أنت الهدى



سوريا لك السلام


سوريا نحن الفدى



نحن قوم لا نلين


للبغاة الطامعين



أرضنا فيها معين


للرجال الناهضين



كل ما فيها جميل


كل من فيها كريم



جوها صاف عليل


شعبها حي عظيم



يا جبالا قد تعالت


وتجلت كحصون



يا نفوساً قد تسامت


فوق آماد المنون



نهضة هزت قروناً


وجلت عنا الخمول



أمة نحن يقينا


وحياة لن تزول


Bookmark and Share

استطاعت سوريا ن تجتاز القطوع الذي تمر به بنسبة 60%


ستطاعت سوريا قيادة وشعبا ان تجتاز القطوع الذي تمر به بنسبة 60% بالمئة ويبقى 40% ستستطيع سوريا عبورها بتحالف الشعب مع القيادة والجيش.

ان الرئيس بشار الاسد هو رجل منفتح على الاصلاح، وكان برنامجه منذ وصوله الى الحكم يرتكز على التطوير والتحديث في كل المجالات،وقد قام بالفعل بالكثير من الاصلاحات التي وجدت الاستحسان عند الشعب، ولهذا السبب مازال الرئيس بشار الاسد قويا رغم الحرب الشرسة التي تشن عليه اعلاميا وامنيا.

وفي خضم هذه الازمة،اعلن الرئيس بشار الاسد عن استعداده لاجراء اصلاحات تاريخية ،من الغاء قانون الطوارئ الموجود من الستينات الى الغاء المحكمة العليا وصولا الى اقرار حرية التظاهر ،واستعداده لالغاء المادة الثامنة من الدستوري التي تنص على ان حزب البعث هو الحزب الحاكم،وتقبلت المعارضة الحقيقة التي تريد الاصلاح هذه الخطوات بالترحيب وتجاوبت مع الاصلاحات،لكن المعارضة التي تريد الفوضى تريد الفتنة تريد سلخ درعا عن سوريا استبقت هذه الخطوات الاصلاحية بالدعوة الى التظاهر واطلاق النار على جنود الجيش السوري والقوى الامنية.

على الرغم من ذلك، اعطى الرئيس الاسد اكثر من فرصة لهؤلاء كي ينضموا الى مسيرة الاصلاح لكنهم كانوا يعتبرون خطوات الرئيس الاسد ضعفا،ولكن الرئيس الاسد كان قادرا على حسم الامور بسرعة عن طريق الجيش، لكنه فضل اعطاء الفرص، الجيش لم ينزل الى الشارع من اجل قمع الشعب فاهالي درعا اناس طيبون يريدون العيش بسلام، ولكن المؤامرة كانت اكبر منهم وتهدف الى سلخ درعا التي تبلغ مساحتها 4000 كلم عن سوريا ولم يستوعب الاهالي بسرعة حجم المؤامرة التي تدبر لهم.

الرئيس الاسد لا يريد استفزاز احد ،ولا يريد الغاء احد،يريد اعادة الامن والاستقرار الى سوريا ،فلو اراد الرئيس بشار الاسد حسم الامور لكان كلف الجيش مباشرة بهذه المهمة ،فبانياس الجيش قادرة على السيطرة عليها بساعات وحماة الامور فيها هادئة،لكن هناك حملة اعلامية شرسة تريد تضخيم الامور ،وبدا الكلام عن انقسامات في الجيش السوري ،مع ان المعلومات تقول ان قيادة الجيش سمحت ل 10000 جندي من اصل 480 الف جدي باخذ اذونات للاطمئنان على اهاليهم.

الجيش السوري موحد،ومع الرئيس بشار الاسد، لكن السؤال ما هي مصلحة "الجزيرة" ومن وراءها حكومة قطر ،في الترويج لمعلومات كاذبة عن تقسيم الجيش السوري ،وعن المبالغة في تصوير الاحداث التي تجري في سوريا،لماذا لا تتحدث الجزيرة عن تهريب السلاح الى سوريا ،وعن مشروع سلخ درعا عن سوريا واعلانها منطقة مستقلة،لماذا لا تتحدث الجزيرة عن الشهداء من جنود في الجيش ورجال امن سقطوا برصاص المسلحين،ما هي مصلحة دولة عربية كقطر في صرف الملايين من الدولارات من اجل زعزعة الامن والاستقرار في سوريا ،مع ان الجزيرة كانت دائما بجانب سوريا ،لكن "العربية" اثبتت انها اكثر موضوعية من "الجزيرة" لذلك تشهد العلاقات السورية السعودية تحسنا.
الفساد موجود في سوريا ،والشعب لا يريد الفساد ولا احد يستطيع الدفاع عن الفساد،لكن الاحداث التي تجري تكشف ان القضية ليست قضية فساد،بل هي مؤامرة للنيل من دور سوريا الوطني والعروبي في المنطقةولو سوريا تخلت عن شبر من بحيرة طبريا لما تعرضت لما تتعرض له اليوم ،لو سوريا تخلت عن دعم المقاومة في فلسطين وفي لبنان لكانت اليوم سيدة المنطقة كلها،لكن سوريا تدفع ثمن دورها ،فالقضية ليست قضية حقوق انسان،فالشيعة يقتلون في البحرين والجميع يغض الطرف "فالجزيرة " رسمت خطا احمر وهو عدم التدخل في البحرين،تحت حجة ان المشكل هناك طائفي ،بينما في سوريا تعمل "الجزيرة ليل نهار من اجل جعل احداث سوريا طائفية ،مثال على ذلك عندما يهاجم الشيخ القرضاوي الاسد ويغمز من قناة انه من الطائفة العلوية واكثرية الشعب من الطائفة السنية.

مهما كبرت المؤامرات الاميركية الاسرائيلية والعربية حتى،فان سوريا ستبقى اقوى ،وستبقى الوحدة الوطنية راسخة،والتعايش بين الاديان قويا،الشعب السوري يريد الاصلاح في المؤسسات،يريد محاربة الفساد،يريد التطوير والتحديث ،لكنه يرفض الدخول في مشاريع مشبوهة ظلامية تريد تقسيم سوريا كي يكون المستفيد الاول والاخير هو العدو الاسرائيلي.

من يريد الاصلاح فمسيرة الاصلاح بدات والحكومة قالت انها جاهزة لترك جلساتها مفتوحة للعمل على تطوير وتحديث كل القوانين التي تساهم في تطور سوريا،لكن الذين يأخذون من الاصلاح ستارة لضرب الوحدةالسورية فالشعب قبل الجيش لن يرحمهم.


Bookmark and Share