صدمة .. أستاذ بكلية البنات بجامعة عين شمس ألف كتابا يقول إن عورة المرأة السوءتين والنهدين فقط..والحجاب لجأ إليه المسلمون في صدر الإسلام لمنع خيانات الزوجات مع العبيد
· لفظ الحجاب ذكر في القرآن سبع مرات ليس لأي منها علاقة بزي المرأة.. والتمييز بين الإماء والحرائر في الملبس عنصرية بغيضة
· بنت طلحة بن عبيد الله كانت تفاخر بحياتها الجنسية وسكينة بنت الحسين فتحت صالونا ثقافيا استقبلت فيه المطربين في المدينة إماء الصحابة كن يظهرن أمامهم مكشوفات الصدور .. وعمر بن الخطاب كان يضرب الجواري المحجبات
بدا الدكتور مصطفي معوض أستاذ الفلسفة بكلية البنات جامعة عين شمس كمن فخخ سيارة وسط تجمع السلفيين وزمرة المكتبات الدينية في معرض الكتاب.. وضع مؤلفه ثم تواري.. انشغلت الأجواء بإدريس علي وروايته الجريئة" الزعيم يحلق شعره" ومدي تحول القذافي إلي محرّم جديد يحظر علي الكتاب تناوله، وابتعدت الأنظار عن كتاب خطير كتبه معوض، حطم عبره ثوابت وأطار مرتكزات فقهية استمرت قرونا في الهواء الطلق كالأشلاء.
مشكلة عورة المراة وملبسها : الحجاب ، مراجعة الأدلة والحجج) ، هذا هو العنوان الطويل للكتاب الصدمة.. التمس فيه طريقا سبق أن مشي فيه غيره، من المفكرين، كان قاسم أمين أول السائرين ، ثم تبعه أسماء عديدة علي مدي ما يقرب من قرن، من بينها سعيد العشماوي وخليل عبد الكريم ، وجمال البنا، لكن معوض ربما كان يمشي بسرعة أكبر ، وبلا " فرامل" تقريبا، فدهس ما واجهة في طريقه، فقد كان هدفه أن يمشي للنهاية ويقول كلمته ويمضي.
قسم الكتاب إلي خمسة فصول وخاتمة، ناقش في الفصل الأول مفهوم العورة، وبعد تتبعه لأصل الكلمة اللفظي، قال الرجل إن دلالة الكلمة في القرآن طالت معان كثيرة ، من بينها الإشارة للمكان، فقد تعني الثغرة التي ينفذ منها الأعداء، وأشار القرآن لهذا المعني عندما قال" يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا"، كما أشار القرآن إلي معني زماني لها ، ويعني أوقات ليست متاحة للجميع فقال مثلا:" ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم"، أما المعني الثالث فيقصد به الفرج أو السوءة ، فقال النص القرآني مثلا:"فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة"، أي لما ظهرت عوراتهما اللتان يسوء ظهورهما أخذا يلصقان عليهما من ورق الشجر سترا لهما.
ومن الآية الأخيرة استمد معوض عدة أشياء تخص الأجزاء المحرمة من جسد الإنسان ، والتي لا يجب علي الآخر رؤيتها، ومن بين تلك الاستنتاجات أن عورة المرأة مثل الرجل لكن تضاف إلي السوءتين، ما يعرف بالجيوب أي النهود والصدور.
فقال معوض في صفحة 16 من الكتاب " وإن كان يلزم الإشارة إلي أن النساء وإن كن يشتركن مع الرجال في عورة السوءتين إلا أنهن يزدن عن الرجال بعورة جيوبهن أيضا ووجوب سترها لا أكثر من ذلك".
وقال الكتاب أيضا إن القرآن حدد الملامح السابقة لعورة النساء والرجال، لكن الأعراف الاجتماعية والمناخ تؤثر علي المساحة التي يجب تغطيتها من الجسد، شارحا ذلك بأنه إذا كانت عورة الرجل سوءتيه فقط، فلو خرج إلي الشارع بتلك الصورة، حاليا قد يعتبره الناس مجنونا لأنه لم يراع القيم الاجتماعية، وهذه القيم والأعراف متغيرة بتغير الزمن والمكان.
استنكر معوض في هذا الفصل تحديد عورة الرجل من السرة إلي الركبتين مفندا الأحاديث التي تناولت هذا الأمر، لكن أخطر ما في هذا الفصل بل والكتاب كله ما تناوله من مقارنة بين عورة الإماء والحرائر، وإرجاعه فرض الحجاب لأسباب عنصرية.
قال معوض إن الفقهاء فرقوا دائما بين النساء، فكانت نظرتهم للإماء أقل شأنا وعنصرية، فقالوا إن عورة الإماء مثلها مثل عورة الرجل في نظرهم ، من السرة إلي الركبتين، بينما أباحوا كشف صدورهن وشعورهن، واستندوا في رأيهم السابق علي ثلاث حجج، الأولي هي قيام الإماء بأعمال منزلية شاقة تتطلب كشف عورتهن، والثانية أنهن كن سلعة تباع وتشتري ومن الطبيعي أن يعاين الرجال ما يشترونه من بضاعة، أما الحجة الثالثة فكانت حديثا منسوبا للنبي صلي الله عليه وسلم ينهي فيه السادة عن النظر للأمة إذا تزوجت غير سيدها، وبرأي معوض فإن الحجج الثلاث واهية، فالأعمال المنزلية لا تتطلب خلعا للملابس، والسلعة لا تباع وتشتري طول الوقت، كما قال إن الحديث النبوي في هذا الشأن ضعيف وعدد أسباب ضعفه.
وخلال استعراضه قال معوض إن التفرقة بين عورة النساء حسب الحرية نوع من العنصرية لم يقرها القرآن، وأن الأصل هو الكشف، لأن الحجاب لو كان غرضه درء الفتنة فإن الفتنة متاحة للجميع، ومن الممكن أن تثيرها أمة غير محجبة، وقد ثبت أن إماء الصحابة كن يظهرن أمامهم مكشوفات الصدور والشعر، بل كان يضرب عمر الخطاب ومن بعده عمر بن العزيز الإماء لو تحجبن وتشبهن بالحرائر.
وبحسب معوض إن سبب التفرقة في العورة بين النساء ، سببه في الأصل عنصري، فقال في صفحة 36 من الكتاب: "التفريق بين عورة الإماء والنساء الحرائر ..سببه اجتماعي جنسي أكثر ما هو شرعي فمن الملاحظ أن تأثير الرق الهدام يظهر أول ما يظهر في مجال الأخلاق الجنسية وما يتصل بها من نظم اجتماعية .. والمجتمع العربي الإسلامي باعتباره مجتمعا مارس الرق علي نطاق واسع لم ينج من آثاره الوبيلة علي الأخلاق الجنسية وبالتالي علي وضع المرأة".
وأضاف:"كثرة الرقيق خصوصا من النساء ساعدت علي شيوع جو من التساهل الجنسي وكان وجود عدد هائل من النساء المختلفات في الألوان والأجناس والأشكال اللاتي يمكن الحصول عليهن بقدر قل أو كثر من المال ..سببا في اندفاع الناس نحو الملذات الحسية والإكثار من شراء الجواري للاستمتاع بهن وليس في ذلك من حرج عليهن ولا فيه خروج علي الشريعة الإسلامية .. ولم يكن الأمر مقصورا علي غير المتزوجين بل كان المتزوجون أيضا لهم الحق في شراء أي عدد من الجواري ومعاشرتهن جنسيا جنبا إلي جنب مع الزوجة بل مع الزوجات أحيانا
من المتوقع ألا يكون لدي الإماء بوجه عام رادع كبير من الفضيلة الأخلاقية وكيف يكون الأمر كذلك وعفتهن مستباحة لكل مشتر وجسدهن يجري العبث فيه من كل طالب..ومصيرهن معلق بشهوة المالك ينتقلن من سيد إلي سيد".
وتابع:"النقطة الأهم في الموضوع هي أن السماح للرجل المتزوج بمعاشرة الإماء كان يؤدي في معظم الأحيان إلي بث شعور الغيرة في نفس الزوجة وجرح كرامتها والشعور بهوانها علي زوجها.. واحتقاره لها بل وتفضيله الأمة عليها،فلابد من أن التجاء الرجال إلي الإماء ومعاشرتهن للقيان (المغنيات من الجواري) قد ترتب عليه في كثير من الحالات خيانة من جانب الزوجات بل وكثير ما كانت هذه الزوجات تتصل جنسيا بأبشع عبيدها .. وهذا هو المحور الذي تدور حوله قصص ألف ليلة وليلة، وكان طبيعيا والأمر كذلك أن يفكر الرجال في وسيلة تمكنهم من الحيلولة بين الرجل والمرأة ومثل هذه الخيانة .. غيرة منهم ورغبة في المحافظة علي شرعية النسل .. والمحافظة في نفس الوقت علي حريتهم في المجال الجنسي".
- حمل الكتاب أفكارا جريئة أخري من بينها ، أن القرآن أورد كلمة الحجاب في سبعة مواضع فقط، ليس من بينها واحدة تخص الزي، فقال مثلا في الآية 46 من سورة الأعراف " «وبينهما حجاب وعلي الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة"، والآية 53 من سورة الأحزاب :" وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب"، والآية 32 من سورة ص" فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتي توارت بالحجاب"، والآية 5 من سورة فصلت " وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب"، والآية 51 من سورة الشوري" وما كان لبشر أن يكلمه إلا وحيا أو من وراء حجاب"، والآية 45 من سورة الإسراء "وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا"، والآية 17 من سورة مريم "فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا".
- ومن بين أفكاره الجريئة أيضا بشأن زي المرأة أن الأصل في الأشياء الإباحة وأن الأمور الهامة والخطيرة بدأت من قطعية إباحتها أو تحريمها، وهو ما لم يحدث بحسب تعبيره في شكل الحجاب كما استقر عليه الفقهاء ،كما كرر حججا بشأن التشكيك في الحجاب سبق أن كررها آخرون ومن بينها أن الأمر بغض البصر، وأن المرأة مأمورة مثلها مثل الرجل بغض بصرها، والرجل ليس محجبا وبالتالي ليس من الضرورة أن تكون محجبة هي الأخري. من بين الصدمات التي حفل بها الكتاب أيضا ما قاله في صفحة 200 ، 202، بشان عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ، وهي بنت صحابي جليل وأحد المبشرين بالجنة، فقال :"كانت تطيب شعرها وثوبها بالورد والمسك وتلبس عصائب الديباج منسوجة بالذهب والجواهر، ومن المعروف أن شئونها الجنسية كانت تحكي وتذاع علي الملأ في نوادر وطرائف يسمر عليها المسلون في سمرهم المتواد والمتراحم دون أن تشعر بأي حرج بل كانت تمتدح ذلك وتعلن فخرها بالجانب الجنسي من حياتها الزوجية".. كما أكد الكتاب أن سكينة بنت الحسين فتحت صالونا أدبيا في المدينة استقبلت فيه المطربين والشعراء ومنهم حنين الناصري المطرب البغدادي ، بل كانت لها قصة شعر معروفة باسمها وهي الطرة السكينية، وافتخرت بخصلاتها المنسدلة علي كتفيها.