الأسد : وقراءة بين السطور لمن يريد ان يقرأ ويفهم

قراءة بين السطور لمن يريد ان يقرأ ويفهم :رحلة برفقة الرئيس الاسد إذا نظرنا إلى سوريا على أنها بلد إنفاقاتها العسكرية مرتفعة جدا ،تتلقى القليل جدا من المساعدات المالية الخارجية وتدفع سنويا ما يقدر بثمانية مليارات دولار كدعم حكومي للطاقة والغذاء , وفوق ذلك توفر تعليما مجانيا (84% نسبة المتعلمين و20% نسبة الملتحقين بالتعليم الثانوي) , بالإضافة لتقديم رعاية صحية مجانية لكل المواطنين البالغ عددهم 23 مليون نسمة ( انخفضت نسبة الوفيات بنسب 30% تحت حكم الرئيس الأسد) , ولا يوجد لديها أية ديون خارجية , فإن ذلك يناقض مزاعم منتقدي الرئيس بأنه كان مشغولا بنهب البلد بطريقة أو بأخرى ( بحلول عام 2010 انخفض الدين الخارجي نسبة إلى الناتج القومي الإجمالي إلى 10% , في حين أنه كان 120% عام 2000 حين استلم الرئيس الأسد الحكم) * المزاعم التي تدعي بأن كل الأموال التي تأتي من تصدير النفط السوري تذهب إلى جيب الرئيس الأسد أو عائلته هي كلها باطلة , وقد استعملت في الغالب في الدعم الحكومي للغذاء والطاقة , تم تأكيد هذا الأمر بشكل شخصي من قبل صديق لكبير الاقتصاديين السوريين عبد الله الدردري , وقد ظهرت الإدخالات ( الإيرادات والنفقات ) للمرة الأولى في ميزانية هذا العام وهذا يفسر كونها أكبر بكثير من ميزانيات السنوات السابقة . * وللعلم فالرئيس الراحل حافظ الأسد عاش في شقة متواضعة وكان يخيط له بزاته خياط سوري عجوز , وكانت زوجته تطبخ له الطعام النباتي في المنزل , لم يكن لديه الاهتمام أو الوقت لأي شيء مادي حيث أنه كان يعمل لثماني عشرة ساعة يوميا في مكتبه , * أما بالنسبة للرئيس بشار الأسد فهو يهوى أجهزة الكومبيوتر والكاميرات الاحترافية , لكنه يعيش أيضا في منزل والده القديم بعد أن جدده وأحضر أثاثا معاصرا وتحفا فنية , يقود الرئيس الأسد سيارات فخمة أهديت للقصر الرئاسي من قبل نظرائه حكام الخليج بعدما رفض قبولها كهدايا شخصية , لكنه لم يقد سيارات فارهة تلك التي رفض قبولها كهدايا من قبل أصدقائه في قطر والكويت والإمارات العربية المتحدة . عندما كان شابا مثلا . * انا اتذكره جيدا حين قضى الشهيد باسل الاسد بسيارة حديثة كان هو اي الرئيس بشار الاسد حينها يقود سيارة بيجو عادية . * يستمتع الرئيس الأسد بلعب التنس وقيادة الدراجات الهوائية مع عائلته أو مع أصدقائه القدامى , في حين أن زوجته أي السيدة الأولى المعروفة بذوقها في ماركات الأزياء الأوروبية لا ترتدي قطع المجوهرات الباهظة الثمن بل تستعيض عنها بقطع من الإكسسوارات . وفي حين أن الرئيس الأسد يفضل دائما البقاء قريبا من أصدقائه القدامى فأن زوجته تفضل صنع صداقات مع كبار عائلات رجال الأعمال في سوريا ولبنان , هي أيضا تعمل بجد شديد ومن منشدي الكمال بإنجازاتها لذلك تم الاعتراف بها كأكثر السيدات الأولى نجاحا في العالم العربي . * على الصعيد الشخصي فقد نجح الرئيس الأسد بإرضاء السوريين بتواضعه و أخلاقه الحميدة و على عكس النظام ككل هو رجل لا يحمل صفة طائفية، فقد كان على عدوه الشيخ القرضاوي عندما نادى بإسقاط النظام السوري الاعتراف بأن بعض أبناء الطائفة السنية يعتبرون بشار الأسد واحدا منهم ، و أن الأسد شاب ذكي بأخلاق عالية و تعليم عالي المستوى و يستطيع أن يفعل الكثير من أجل بلاده. أخبر رئيس الوزراء التركي تشارلي روز عن مقدار المحبة العظيمة التي يكنها الشعب السوري للرئيس الأسد حيث شهد ذلك في عدة مناسبات و بعد أن جال وسط دمشق متحدثا مع أناس عشوائيين، كما أكد جهاد الخازن الصحافي والكاتب في جريدتي الحياة و الشرق الأوسط ) أضخم جريدتين عربيتين ) على أن الرئيس الأسد يتمتع بقاعدة دعم جماهيري و شعبي واسعة جدا و يلقى الدعم من شرائح متنوعة و كبيرة من الطائفة السنّية . * المصالح الوطنية والكرامة الوطنية:على الرغم من الحملة الإعلامية العنيفة الأخيرة للإطاحة بجماهيرية الأسد، فلا يزال مؤيدوه يرونه القائد العربي الأجدر بالثقة لحماية الحقوق السورية و العربية حتى ضد الهيمنة الأمريكية- الاسرائيلية . وبينما تقوم وسائل الإعلام المملوكة للممكلة السعودية ولقطر بإرسال رسائل يومية لمتابعيها عن فشل الأسد المزدوج في حماية المصالح السورية والعربية على حد سواء , فإن أفضل تقييم للوضع وبعيدا عن اي دعاية إعلامية مغرضة تأتي من إسرائيل نفسها . إسرائيل التي حاولت إقناع عواصم الغرب ألاتسمح للثورة بالإطاحة بمبارك نرى سياسييها تواقيين لرؤية الأسد وقد خرج من السلطة . كمثال على ذلك نرى برنارد هينري ليفي و تسيبي ليفني عند إلقائهما محاضرة في جامعة تل أبيب قد تحدثا بحماسة كبيرة عن الإطاحة بالأسد , آفي ديختر الرئيس السابق لوكالة الأمن الإسرائيلي أرسل رسالة باللغة العربية عبر الفيديو لدعم الشعب السوري ضد حكم الأسد , كتب تزاكي هانجيبي اللذي كان وزيراً للعدل و رئيسا لللجنة العلاقات الخارجية والدفاع في الكنيست الإسرائيلي ووزيرا للأمن الداخلي ووزيرا للإستخبارات والشؤون النووية في الجوريزيلم بوست : “إن الإطاحة بالرئيس السوري سيحسن من الوضع الإستراتيجي لإسرائيل بشكل كبير” . في النيويورك تايمز ،كتب الرئيس السابق للموساد إفرام هاليفي داعيا للإطاحة بالأسد : “عند هذه النقطة لم يعد من الممكن العودة للوراء يجب على السيد الأسد أن يترك الحكم …… لكن على إسرائيل ألا تكون اللاعب الوحيد أو الرئيس في تسريع عملية خروجه من السلطة”. وفي نفس الوقت يقوم أقرب حلفاء إسرائيل بكل ما في وسعهم لتشويه صورة الأسد ولدفع المجتمع الدولي نحو إرسال قوات لإسقاط نظامه , وعندما نرى بأن مايكل ويس , توني بدران , دونالد رامسفيلد , إليوت أبرامز , سعداء لرؤية الأسد ضعيفا وفي وضعية الدفاع , فمن الطبيعي أن يلتف حولة السوريون المتمسكون بقوميتهم . * إن إتباع نهج المقاومة والكرامة الوطنية لم تكن أوراق اعتماد كافية لتحمي الأسد من الحلقة السورية في مسلسل الربيع العربي , ولكنها كانت قوية كفاية لتؤمن له دعما مطلقا من قبل شريحة عريضة من السوريين اللذين تجاوزوا الخلافات المذهبية ,الدينية والمدنية والريفية . وبينما نجح الإئتلاف المعارض للأسد في تقديم نفسه بصورة بطل الحريات الشخصية والسياسية والكرامة أيضا ، كان رد مؤيدي الأسد ” هذا جيد لكنه لن يكون أبدا على حساب حريتنا وكرامتنا الوطنية” , و هذا عامل رئيسي قد فشلت وسائل الإعلام في فهمه وفي فهم نفسية الشعب السوري , حيث أن معظم السوريين يغلبون حماية مصالح بلدهم الوطنية على حقهم في تحدي الرئيس الأسد في انتخابات 2014 الرئاسية ، ولن تستطيع إقناعهم بالتخلي عن كرامتهم الوطنية مقابل وعود من التحالف النشط لدول الخليج وتركيا والدول الأوروبية والتي حاولت جميعها مرارا التحكم في القرار السوري ولجم الطموحات السورية أو ببساطة إضعاف دور سوريا في المنطقة كي يتمتعوا بنفوذ أكبر . وبالنسبة لكثير من السوريين -وهذا الأمر لا ينحصر بمؤيدي الأسد-فإنه ينظرالى دول الخليج والمجتمع الدولي كعقبان وكأسماك قرش , وخلافا للمعارضة السورية الممولة قطريا فإن الأسد الأب والإبن ،مستعدان دائما لتحمل الضغوطات والعقوبات وسياسة العزل في سبيل حماية الكرامة السورية والإستقلال , إن كنت لا تفهم هذا فإنت منحاز بشكل كبير . * الجميع، وربما بما فيهم النظام السوري ومعظم منتقديه مسؤولون بشكل مباشر أو غير مباشر عن الآلاف الذين لقوا مصرعهم. هؤلاء الذي رفضوا الانخراط في الحوار يتحملون أيضاً جزءاً من المسؤولية، أولئك في وسائل الإعلام الذين يتلاعبون بعقول الناس يومياً لإقناعهم أن النظام على وشك السقوط خلال أيام هم أيضاً مسؤولين، أيضاً المسؤولون الغربيون الذين ينصحون المعارضة السورية بالتصعيد بدلاً من الحوار مع النظام هم مسؤولون مباشرون بسبب حساباتهم الخاطئة وتقديراتهم التي استهانت بقدرة النظام على الصمود والبقاء على قيد الحياة. كتب السفير الأمريكي بدمشق روبرت فورد في رسالة نشرت على صفحة السفارة الأمريكية على الفيس بوك ما يلي: "بعض أعضاء اجهزة الأمن السورية قتلوا،البعض يريد من الولايات المتحدة الإعتراف بذلك، أنا السفير الأمريكي وأنا أعترف بذلك. " ولكنه تابع ليقول ان نسبة المدنيين اللذين قتلوا جراء ذلك بلغ ما نسبته ثلاثة على واحد ( نسبته 3 الى 1 ) ... ولكن ... هل سيصرح السفير نفس التصريح لجهة قتل إسرائيل ١٢٠٠ لبناني عام ٢٠٠٦ بعد قتل أثنين من جنودها (نسبة ٦٠٠ إلى ١) أو قتلها ١٣٥٠ مدني في قطاع غزة بعد قتل إسرائيلي واحد بواسطة صاروخ لحماس (نسبة ١٣٥٠ إلى ١)، أو التقديرات بقتل ١٥٠٠٠ جندي شاب عراقي بعد استسلام صدام حسين وجيشه عندما كانوا ينسحبون من الكويت (نسبة ١٥٠٠٠ إلى ٠)، فما هي النسبة المقبولة عندما يكون لديك ثوار مسلحون ممولون ومسلحين من قبل الأعداء في الخارج ويحاولون السيطرة على بعض المدن الرئيسية لديك؟ أكثر من ذلك، لا أحد يعرف بشكل قطعي عدد الخسائر بالأرواح. فمصدر عدد الضحايا المتداول من قبل وسائل الإعلام، هي المرصد السوري لحقوق الإنسان وهي منظمة سورية مقرها لندن، وهي عملياً الوحيدة على الساحة، قوائمها تتضمن أسماء الجنود القتلى -تحت افتراض غير منطقي- أنهم قد أعدموا من قبل النظام وهذا افتراء بين ، القوائم تتضمن أيضاً من القتلى من المجموعة الفلسطينية التي حاولت عبور الحدود مع هضبة الجولان من قبل إسرائيل في شهري مايو ويونيو ٢٠١١ احتجاجاً على الإحتلال الإسرائيلي. * وأخيراً فشلت هذه القوائم في التمييز بين المدنيين الأبرياء والآلاف من الثوار المسلحين الفخورين بمواجهاتهم البطولية مع الجيش السوري والذين قاموا بتحميل مئات من مقاطع الفيديو على اليوتيوب، ويتم نشر و تبني هذه القوائم في وسائل الإعلام الغربية والعربية من قبل ناشط غير محايد وغير مؤهل ويعمل بشكل علني على الإطاحة بالنظام. أحد قادة المعارضة السورية ذو المصداقية العالية السيد هيثم مناع، صرح لبرنامج في محطة بي بي سي أن لديه معلومات تفيد بأن عدداً كبيراً من أعضاء ما يسمى الجيش السوري الحر هم في الواقع جهاديين عرب وأجانب يقاتلون زملائهم السوريين في الجيش الحر لمجرد الاختلاف في الرأي معهم. * ملاحظة على الهامش : تريد المعارضة أن تزعم أنها تمثل ” الشعب السوري ” بنسبة كبيرة . إن العدد التراكمي للمتظاهرين ( وهو لا يتجاوز مئتين وخمسين ألفاً ) منذ بداية الأحداث في منتصف مارس من العام المنصرم حتى الآن لا يدعم هذا الاستنتاج. فالمظاهرات المؤيدة للنظام وقوى الجيش والأمن ( والمؤلفة من مئات آلاف الأشخاص المؤيدين للنظام ) أكبر حجماً ، هناك فارق كبير و واضح في تعداد المظاهرات المؤيدة مقارنة بالمظاهرات المعارضة. عندما أعلن فريق من مراقبي جامعة الدول العربية تاريخ وصوله إلى سوريا لمراقبة وعود قوات الأمن بالسماح بالمظاهرات بحرية ، قام نشطاء المعارضة في دمشق وحلب بالإعلان في الفيسبوك عن تنظيم مظاهرات مليونية في أكبر مدينتين في سوريا. وقد شعروا بالحماس وقد ظنوا أن الناس ستتظاهر بحرية وسيشهد المراقبون العرب ما تفعله قوات الأمن و الشبيحة . لم تقع هذه المظاهرات المنتظرة في أي من المدينتين ، على الرغم أن المدن الأقل حجماً استفادت من وجود المراقبين العرب كإدلب مثلاً حيث تظاهر مابين 10 آلاف إلى عشرين ألف شخص في إحدى الجمع وعلى مرأى من قوات الأمن. * من ناحية أخرى، فإن زعم الثوار الذي يتردد صداه في كل أسبوع في وسائل الإعلام بأن المظاهرات تتزايد بشكل أسبوعي ، لا أساس له. فقد شهدت مدينة حماة أكبر الحشود خلال شهر يوليو العام المنصرم ، في حين أن المظاهرات في درعا أصبحت أصغر مما كانت عليه وفي اللاذقية توقف التظاهر تماماً. وندعو كل من لا يوافق على هذا الاستنتاج إلى تقديم دليل أن الاحتجاجات في نمو مستمر كل أسبوع ، كما يروج له في وسائل الإعلام. * عندما حاول الرئيس مبارك حشد مؤيديه ، لم يستطع تسيير أكثر من مظاهرة صغيرة من ١٠ آلاف إلى ٢٠ ألف شخصاً لا أكثر (يبلغ عدد سكان القاهرة 20 مليون). في المقابل، خرجت مسيرات مؤيدة للرئيس الأسد في معظم أنحاء البلاد (وصلت إلى مليون في جميع أنحاء سوريا، بشكل تراكمي ) أي أكبر بخمسين مرة من المسيرة الوحيدة المؤيدة لمبارك ، في دمشق، حلب، اللاذقية، طرطوس، حمص، حماه، الحسكة، السويداء ومدن عديدة أخرى ). وبالنظر إلى أن عدد السكان في سورية هو ربع عدد السكان في مصر، فمن الواضح أن شعبية الأسد حقيقية. * حاول المعارضون أن يفسروا الحشود كبيرة من أنصار الأسد بعدة طرق فمرة قالوا بأنهم جلبوا بالباصات الحكومية وتمت مصادرة بطاقات الهوية الخاصة بهم (حتى عودتهم إلى الحافلة ). عندما تفكر في أن الحافلة فيها 40 شخصا، فالمظاهرة التي تعد ٢٠٠ ألف شخصاً تحتاج إلى خمسة آلاف حافلة. لم يلاحظ أو يسجل مثل هذا العدد الضخم من الحافلات بالقرب من أي من المسيرات المؤيدة الأسد . وبالمناسبة، تجاهلت وسائل إعلام غربية مسيرات مؤيدة لحزب الله في بيروت لذات السبب ، في حين أن تلك الوسائل وصفت المظاهرات المؤيدة ل 14 آذار (حلفاء أميركا في لبنان)، بأنها مظاهرات عفوية. في حين قال معارضون آخرون بأن المتظاهرين المؤيدين يتم التهديد باعتقالهم أو قتلهم إذا لم يشاركوا في المظاهرات، إلا أن هؤلاء لم يفسروا أن ذلك لم يحدث لباقي الشعب السوري الذي لم يشارك في المسيرات المؤيدة. * وكتب روبرت فيسك من دمشق مايلي : “هناك في الشارع مظاهرة أخرى مؤيدة للأسد قد بدأت بعشرة آلاف ثم وصلت إلى ٥٠ ألف بعد ذلك – ربما تكون قد وصلت إلى ٢٠٠ ألف في الظهيرة ولم يتم توريد الناس إلى المكان بالشاحنات إلى ساحة الأمويين كما كان يحدث وقت صدام حسين ولم يكن الموجودون من المخابرات أو الجنود ، ولو وجد جنود فهم مع عوائلهم . كيف يمكن للمرء يقدم عرضا توضيحيا للمولاة للحكومة خلال الربيع العربي ؟ كانت هناك نساء محجبات وشيوخا، والآلاف من الأطفال وكلمة “سوريا” مكتوبة على وجوههم. معظم الأعلام سورية و بعضها لروسيا والصين. هل أجبرو على ذلك؟ أنا لا أعتقد “. * زارت شارمين نارواني المدونة والمحللة السياسية في جامعة أكسفورد دمشق بداية هذا العام ، وأجرت بعض المقابلات مع البقية الباقية من المتواجدين بعد إحدى المظاهرات المؤيدة للحكومة التي تحدث فيها الرئيس الأسد إلى المحتشدين في أحد ساحات دمشق الرئيسية ، وقد كتبت ما يلي : ” ذهبت إلى الساحة ولدي توقعات منخفضة ، فقد أظهرت تقارير وسائل الإعلام في الغرب المحتشدين المؤيدين للحكومة بأنهم مجبرون على ذلك ومدفوعين بالخوف ، وأحضروا بالباصات أو دفع لهم بغية تأمين حضورهم . تمكنت من الوصول إلى الساحة بعد مغادرة الرئيس ، و مازال المحتشدون يغادرون الساحة ، ومنهم من لازال مستمرا في إنشاد الأغنيات المؤيدة للأسد ، وبعضهم الآخر يقوم برقص الدبكة التقليدية ، ومنهم من يرفع الأعلام ومنها أعلام حزب الله لإظهار الدعم للمقاومة. كانوا رجال ونساء ، أطفال وشيوخ ، متدينون و علمانيون ، جنود و مدنيون وكانوا بحالة اعتيادية تماما و لا يبدو عليهم أنهم ” أجبرو ” للقيام بالتجمع”.

تابعنا على facebook
Bookmark and Share

عيد الشهداء في السادس من أيار كل من سوريا ولبنان

عيد الشهداء هي مناسبة وطنية يحتفل بها في السادس من أيار من كل عام في كل من سوريا ولبنان. وسبب اختيار التاريخ هي أحكام الإعدام التي نفذتها السلطات العثمانية بحق عدد من الوطنيين السوريين في كل من بيروت ودمشق إبان نهاية الحرب العالمية الأولى ما بين فترة 21 أب 1915 و أوائل 1917. واختير يوم 6 أيار إذ أن عدد الشهداء الذين أعدموا في هذا اليوم من عام 1916 هو الأكبر عددا. * إثر اكتشاف السلطات العثمانية وثائق يطالب فيها وطنيون سوريون من الإنكليز والفرنسيين بالتخلص من الحكم العثماني إما بالالتحاق بالثورة العربية أو بالطلب من الفرنسيين احتلال لبنان، أقام والي الشام العثماني جمال باشا محكمة صورية في عاليه في جبل لبنان وأصدر احكاماً بالإعدام على عدد من الوطنيين في دمشق وبيروت. نفذت أحكام الأعدام شنقاً على دفعتين: واحدة في 21 أب 1915 وأخرى في 6 أيار 1916 في كل من ساحة البرج في بيروت، فسميت ساحة الشهداء، وساحة المرجة في دمشق شهداء الحادي والعشرين من آب 1915 عبد الكريم الخليل، من الشياح قرب بيروت محمد المحمصاني، من بيروت محمود المحمصاني، من بيروت عبد القادر الخرسا، أصله من دمشق ومقيم في بيروت نور الدين القاضي، من بيروت سليم أحمد عبد الهادي، من قرية عرّابة بفلسطين محمود نجا العجم، من بيروت الشيخ محمد مسلّم عابدين، مأمور أوقاف اللاذقيّة من دمشق نايف تللو، من دمشق صالح حيدر، من أهالي بعلبك علي الأرمنازي، من حماة شهداء 6 أيار 1916 في دمشق شفيق بك مؤيد العظم، من دمشق الشيخ عبد الحميد الزهراوي، من حمص الأمير عمر الجزائري، حفيد الأمير عبد القادر الجزائري من دمشق سليم الجزائري, من دمشق شكري بك العسلي، من دمشق عبد الوهاب الإنكليزي، من دمشق رفيق رزق سلّوم، من حمص رشدي الشمعة، من دمشق شهداء 6 أيار 1916 في بيروت بترو باولي، من التابعية اليونانيّة، مقيم في بيروت جرجي الحداد، من جبل لبنان سعيد فاضل عقل، من الدامور عمر حمد، من بيروت عبد الغني العريسي، من بيروت الشيخ أحمد طبارة، إمام جامع النوفرة في بيروت محمد الشنطي اليافي، من يافا توفيق البساط، من صيدا سيف الدين الخطيب، من دمشق علي بن عمر النشاشيبي، من القدس محمود جلال البخاري، من دمشق سليم الجزائري، من دمشق أمين لطفي الحافظ، من دمشق شهداء آخرون وهناك العديد من الشهداء الآخرين منهم: الخوري يوسف الحايك، من سن الفيل في بيروت، أُعدم في دمشق يوم 22 آذار سنة 1915م. نخلة باشا المطران، من أهالي بعلبك أغتيل قرب أُورفه بالأناضول في 17 تشرين الأول سنة 1915م. الشقيقان فيليب وفريد الخازن من جونية بلبنان أُعدما ببيروت يوم الثاني من أيار سنة 1916م. عبد الله الظاهر، من عكار، أُعدم ببيروت يوم الأول من آذار سنة 1916م. يوسف الهاني، من بيروت، أُعدم ببيروت في نيسان سنة 1916م. محمد الملحم، شيخ عشيرة الحسنة، أُعدم بدمشق في أوائل سنة 1917م. فجر المحمود، من عشيرة الموالي، أُعدم بدمشق أوائل سنة 1917م. شاهر بن رحيل العلي، ابن الشيخ رحيل بن العلي السليمان شيخ عشيرة التركي، أُعدم بدمشق على أثر إعلان الثورة العربية الكبرى. الشيخ أحمد عارف، مفتي غزة، وولده، من مدينة غزة أُعدما في القدس الشريف سنة 1917م. الشقيقان أنطوان وتوفيق زريق، من طرابلس، أُعدما بدمشق سنة 1916م. يوسف سعيد بيضون، من بيروت، أُعدم بعاليه بلبنان يوم العاشر من شهر آذار سنة 1916م.
Bookmark and Share

توجيه الإتهام لـ 13 سوريا و4 لبنانيين ومصريان وهندى وليبى

توجيه الإتهام لـ 13 سوريا و4 لبنانيين ومصريان وهندى وليبى فى واقعة سفينة الأسلحة السورية ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اللبنانية القاضي صقر صقر أمس على 21 شخصا بينهم طاقم باخرة الأسلحة (لطف الله 2) التي ضبطها الجيش اللبناني في البحر وعملاء جمركيون. وتشمل قائمة المدعى عليهم 13 سوريا بينهم ثمانية موقوفين إضافة إلى أربعة لبنانيين بينهم ثلاثة موقوفين ومصريان موقوفان وهندي موقوف وأربعة سوريين مجهولو باقي الهوية وليبي مجهول باقي الهوية إضافة إلى فارين من وجه العدالة هما لبناني وسوري.. لإقدام بعضهم بالاتفاق والاشتراك على شراء ونقل وشحن كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الحربية والمواد المتفجرة وتحميلها وشحنها من ليبيا إلى طرابلس في شمال لبنان بهدف القيام بأعمال إرهابية وإقدام البعض الآخر على التدخل في الجرم وتنص عقوبة هذه الأعمال على الإعدام. وقد أحال القاضي صقر الادعاء إلى قاضي التحقيق العسكري الأول لاستكمال التحقيقات وإجراء اللازم. فى السياق نفسه قال الرئيس اللبناني ميشال سليمان “إن فكرة تصدير السلاح للمعارضة السورية جريمة مضاعفة لا نتهاون فيها ابدا” مؤكدا أن كل مسؤول عن السلاح الذي وجد داخل السفينة التي ضبطتها البحرية اللبنانية في منطقة الشمال وكانت مرسلة إلى سورية سيحاسب. ولفت سليمان في حوار مع الصحفيين في القصر الجمهوري أمس إلى أن هناك معلومات باتت متوافرة حول مكان وكيفية انطلاق السفينة ومستقبليها والقضاء يتابع هذا الموضوع وكل مسؤول عن نقل هذا السلاح ستجري محاسبته. وأكد الرئيس اللبناني أن فكرة ادخال السلاح هي جريمة يحاسب عليها الجميع وفكرة تصدير السلاح للمعارضة السورية جريمة مضاعفة لا نتهاون فيها أبدا. وأشار سليمان إلى أن الحوار بين سورية ولبنان هو حوار مستمر كما ان هناك حوارا قائما بين المجتمعين اللبناني والسوري ومؤسسات البلدين معتبرا أن سياسة النأي عن التدخل بالشأن السوري هدفها عدم تأجيج الأزمة في سورية. وأبدى سليمان تأييده للحوار بين مكونات الشعب السوري لإيجاد السبيل الافضل لوقف العنف واحلال الديمقراطية وهذا ما يمكن بلورته عبر خطة كوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية. ورأى أنه ليس من مصلحة لبنان التدخل بالشأن الداخلي السوري عبر تغليب فريق على آخر مشيرا إلى متانة العلاقات وتجذرها بين الشعبين اللبناني والسوري بكل مكوناته. ونوه الرئيس اللبناني باستضافة السوريين لإخوانهم اللبنانيين خلال العدوان الإسرائيلي في تموز من العام 2006 وقال علينا عدم الدخول من أي باب للوقوف كطرف في الأحداث السورية وعلينا أيضا عدم السماح بتهريب السلاح او بقاعدة لبنانية ضد سورية وخاصة أمنية أو عسكرية.
Bookmark and Share

مراسل الجزيرة فى روسيا : القناة طلبت منا التشويش على العرب بخصوص الشأن السورى

أكد محمد حسن مراسل القناة في موسكو الذي قدم استقالته في الثالث من نيسان الماضي احتجاجا على وضع القناة وتغطيتها غير المهنية في تصريح لصحيفة السفير اللبنانية نشرته أمس إن لاستقالته دوافع كثيرة منها الجو المشحون فيها الذي تسببت به تغطيتها للأحداث في سورية والتي انتقل صداها إلى خارج سورية حتى وصل الأمر إلى تغطية الشؤون الروسية ذات العلاقة بمنطقة الشرق الأوسط. وكشف حسن الذي بدأ عمله مع القناة القطرية منذ العام 2008 عن أن إدارة القناة كانت تطلب منه نقل الحدث المتعلق بالشأن السوري بشكل مناف للواقع وعدم نقل الحقيقة كاملة بل جزء من الصورة، كيلا تصل كاملة للمواطن العربي موضحا أنه كونه تعلم في روسيا ونشأ فيها وجد أن الأمر يتناقض مع قناعاته الشخصية. وعرض حسن حادثة دفعته إلى اتخاذ القرار النهائي بالاستقالة من القناة القطرية تمثلت بطلب القائمين عليها منه التعليق على خبر مفاده أن القوات الخاصة الروسية تدخل الأراضي السورية فأوضح للمسؤولين في القناة أن الخبر غير موثوق ولا يمكنه التأكد منه قبل ربع ساعة من موعد النشرة الإخبارية. وقال حسن إن أحد المذيعين في نشرة الأخبار في 20 آذار الماضي أصر عليه تأكيد خبر غير موثوق حول خروج سفينة تحمل وحدة من قوات مشاة البحرية لمكافحة الإرهاب إلى طرطوس للمساعدة إذا تطلب الأمر لإجلاء المدنيين الروس ورد عليه على الهواء إنه لا يوجد ما يؤكد هذا الموضوع وروسيا تعتمد في سياستها الخارجية على القانون الدولي ولا تخفي علاقاتها الاستراتيجية مع سورية ولا تخفي أنها تقوم بتصدير السلاح اليها كون ذلك لا يتعارض مع القانون الدولي ومن الطبيعي أن يكون على متن أي سفينة مشاة بحرية ولكن لا يوجد أي معلومات تؤكد مغادرة أي جندي متن أي سفينة حربية فقاطعه المذيع بالقول ولكن هذه المعلومات جاءت عبر أنترفاكس وهو الأمر الذي لم يكن صحيحا حيث كانت الوكالة أمامي عبر الكومبيوتر ولم اقرا فيها بتاتا مثل هذا الخبر الذي رفضت مجاراتهم به واستمر الحديث بيننا تحت الهواء في جو مشحون ومن يومها بدأت أفكر بمغادرة القناة. ولفت حسن إلى أن تداعيات هذه القصة كانت أشد خطورة على سمعة القناة إذ وبعد ساعتين على بث القناة للخبر أصدرت وزارة الدفاع الروسية بيانا نفت فيه الخبر جملة وتفصيلا وفي اليوم التالي عقد وزيرا الخارجية الروسي واللبناني مؤتمرا صحفيا في موسكو وصف خلاله الوزير الروسي سيرغي لافروف الخبر بالقصة في إشارة إلى فبركته مضيفا إن الإعلام في عصرنا الحالي سلاح فعال جدا وعلى من يستخدمه أن يتحلى بالمسؤولية. وقال حسن إن جنسيته السورية تجعله يتألم لما تتعرض له بلده كما أن لديه تحفظات سابقة على تغطية قناة الجزيرة في ليبيا ومصراته وأحيانا على تغطيتها للشأن الروسي ولكن ما حدث معه ذلك اليوم في موضوع السفينة الروسية قطع الشك باليقين وخصوصا أن الأمر حدث معه شخصيا وفي موسكو ما حسم الأمر نهائياً. وفي سياق تقريرها حول الموضوع أكدت صحيفة السفير اللبنانية أن القناة القطرية خسرت عددا من كفاءاتها تباعا في الأشهر الأخيرة حيث توالت الاستقالات بوتيرة غير مسبوقة وتلقت الإدارة مؤخرا وبشكل متوال خمسة كتب رسمية من موظفين يطلب فيها أصحابها إعفاءهم من العمل وهو الأمر الذي يشي بانفراط عقد القناة أكثر فأكثر ويؤشر إلى توسيع دائرة الساعين إلى تبرئة أنفسهم من سياستها الإعلامية غير المهنية والتحريضية وخصوصا إزاء الأحداث في سورية. ولفتت الصحيفة في سياق تقريرها بقلم فاتن قبيسي أنه بعد حسن قدم كل من مدير مكتب القناة في باريس زياد طروش ومدير مكتب الرياض ماجد الحجيلان ومراسلي القناة في أفغانستان أبو بكر يونس و ولي الله شاهين استقالاتهم. 
  تابعنا على facebook
Bookmark and Share

استقالات جديدة من الجزيرة ستخرج إلى العلن

بعد سلسلة الاستقالات جراء السقوط المهني و الاخلاقي المدوي و حال التخبط الذي تشهده اروقة قناة الجزيرة القطرية كشفت صحيفة الاخبار اللبنانية اليوم عن استقالات اخرى جديدة من القناة ستخرج الى العلن خلال الايام المقبلة في مشهد يؤكد حسب إعلاميين مستقيلين و مصادر من داخل القناة ان الاسباب تتقاطع عند افتقاد المحطة للموضوعية في تغطيتها للاحداث في سورية و تغطيتها المنحازة بين سورية و البحرين. وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم اعده وسام كنعان يبدو أن قضية الجزيرة لن تنتهي فصولها قريباً فبعد سلسلة الفضائح المهنية التي نتجت عنها استقالات بالجملة بدءاً من مدير مكتب القناة في بيروت غسان بن جدو مروراً بالمراسل علي هاشم و المنتج موسى أحمد امتد الامر الى إعلاميي القناة في عواصم أجنبية هم مراسل الجزيرة في موسكو محمد حسن و مدير مكتب القناة في طهران ملحم ريا بانتظار استقالات اخرى ستخرج الى العلن خلال الايام المقبلة. و نقل الكاتب عن الاعلامي ملحم ريا الذي قدم استقالته من القناة بتاريخ 12 نيسان الجاري ان ما يجمع بين هذه الاستقالات من القناة القطرية هو انها جاءت ردا على تورطها في الملف السوري واحتجاجا على انخراطها في المشروع الامريكي الاسرائيلي الرامي الى استهداف المقاومة و انحرافها عن المهنية في تغطيتها للاحداث و خصوصا في البحرين و سورية و هو ما يتفق مع ما قالته مصادر من داخل القناة اشارت الى ان مجمل أسباب الاستقالات من القناة يتقاطع بعضها مع بعض و هو تغطيتها المنحازة بين البحرين و سورية. من جهة ثانية اكد الكاتب نقلا عن مصدر لم يكشف اسمه و هو مقرب من الاعلامي محمد حسن الذي كان مراسلا للقناة في موسكو و استقال بعد مدير مكتب القناة في طهران ان السبب المباشر خلف استقالة الاخير هو استمرار القناة في التحريض بشأن الملف السوري ومتاجرتها بدماء السوريين وتنفيذها اجندات حكومة قطر ضد سورية . في موازاة ذلك تطرقت الصحيفة في ملفها الجديد الى جانب من تداعيات الاستقالات المتوالية من قناة الجزيرة القطرية مؤكدة أن إدارة القناة ما تزال تتخبط عند نبأ كل استقالة وتعقد الاجتماعات المتتالية لمعالجة الأمور لكن خطواتها الفعلية لا تتعدى التطمينات الوهمية التي تبثها بين الفترة و الأخرى لموظفيها في حين تدور بموازاة ذلك على ما يبدو حرب كلامية منذ فترة بين محررين في الجزيرة يحاولون إبقاء ما يمكن إبقاؤه من مهنية وآخرين يشنون هجوماً مكثفاً على كل من يستقيل أو يناصر الاستقالات. وأوضح الكاتب أن من بين الامور التي تمكنت الصحيفة من معرفتها هي ان القناة القطرية فتحت تحقيقا لمعرفة الطريقة التي سرِبت بها وثائق و مراسلات داخل القناة إلى وسائل الإعلام نشرتها الصحيفة في ملف عددها الصادر في 28 اذار الماضي إضافة إلى تحقيق في قضية الصور التي سبق أن ارسلها المراسل السابق للقناة في بيروت علي هاشم من منطقة وادي خالد شمال لبنان وتظهر مسلحين يشتبكون مع عناصر الجيش العربي السوري امتنعت المحطة القطرية يومها عن عرضها واتخذت قراراً بإعادة المراسل إلى بيروت. و أكد الكاتب في ختام تقريره في الصحيفة ان المحطة تواجه مجدداً تخبطات مهنية واستقالات بالجملة، وتستمر في سياسة الهروب إلى الأمام من دون أن تخرج ولو لمرة واحدة وتفتح ملف استقالات موظفيها و هي استقالات تستنزف المؤسسة و تعلق نعوة لعصرها الذهبي.
Bookmark and Share

واشنطن تغسل يديها من «ربيع دمشق»

كل المؤشرات تدل على أن ما اصطلح على تسمية «بالربيع العربي» توقف في مرحلته الرابعة اي في سوريا بعد التغييرات التي أحدثها في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن. فالتعقيدات التي ظهرت في «الربيع السوري» فاجأت العواصم الغربية، اضافة الى التماسك غير المتوقع للنظام السوري خصوصاً على مستوى الجيش والقوى الأمنية، وخسر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رهانه السوري بعد ان كان منتشياً بنجاح رهانه في ليبيا، حيث تولّت فرنسا قيادة الدعم الجوي للملف الأطلسي وادارة مسار «الثورة» على الأرض. ففي واشنطن ساد نقاش كبير بين مراكز صناعة القرار وحول المسار الذي يجب ان تسلكه الأزمة السورية، قياساً بما ظهر من مستجدات، وبشكل يتلاءم مع المصالح الأميركية في المنطقة. وبعد أجهزة الأمن والاستخبارات الأميركية والتي اعتبرت ان الاندفاع اكثر في تأجيج العنف الداخلي في سوريا أصبح مضراً بالمصالح الأميركية على مستوى سوريا وخارطة الشرق الأوسط ككل، جاء دور أجهزة الاقتصاد داخل الادارة الاميركية، وهي التي تُعنى بالمصالح الاقتصادية الاميركية. وتشير أوساط ديبلوماسية غربية، الى ان المسؤولين في هذه الأجهزة والدوائر الاقتصادية رفعوا توصيات عاجلة تحدثوا فيها عن الواقع الذي استجدّ في البلدان التي طالتها الثورات، والارتدادات التي بدأت تظهر في الساحات العربية الأخرى، ما بدأ يهدد الاستقرار الهشّ الذي يسود الدول التي تحكمها انظمة ملكية ووراثية والتي تعتبر بمثابة مناطق نفوذ استراتيجية، حيث تشهد التيارات الاسلامية المتشددة فورة وحيوية متصاعدة، ما قد يؤدي في حال استمرار هذا الواقع الى انهيار سريع ومفاجئ لهذه الأنظمة وفي توقيت لا يتوقعه أحد. وبدت هذه الدوائر الاقتصادية قلقة من المناخ الاسلامي غير المنضبط الذي ظهر في بلدان «الربيع العربي»، ولا سيما في مصر، حيث يقترب الانفجار ما بين الاسلاميين والجيش المصري الذي يعتبر الحلقة القوية الضامنة للمصالح الأميركية. ويجري الحديث عن نصيحة اميركية للجيش المصري بالتحرك والامساك اكثر بالأرض، بعدما بدا ان الأخوان المسلمين نقضوا كل التزاماتهم التي أعطوها في السابق، وحيث يسعون لامتلاك كامل السلطة في قبضتهم. وتؤكد اوساط ديبلوماسية معنية ان هذه الدوائر الاقتصادية نصحت بضرورة ان يقف «الربيع العربي» في الملعب السوري، وعلى ذمّة هذه الأوساط، فان البيت الأبيض الذي دخل اصلاً في «غيبوبة» الانتخابات الرئاسية والتي ستطول لأكثر من ستة أشهر، ابلغ التحالف الغربي الذي كان يعمل معه في ملف «الربيع العربي» وعلى وجه الخصوص فرنسا، انه «غسل يديه» من الملف السوري، وانه سيخفف كثيراً من اندفاعته الهجومية. طبعاً، هذا لا يعني ان التسوية اصبحت قريبة، وان الاستقرار الامني سيستعيد هدوءه الكامل، لا بل، فان الرهان على استمرار الاضطرابات الامنية ولكن وفق الوتيرة الحالية ولمدة طويلة قد تُحسب بالسنوات، على أن يصار على إنجاز تسوية سياسية باتت تُعرف بالطائف السوري والذي سيعمل على ترتيب تقاسم السلطة. هذا الواقع المستجدّ أدّى الى تراجع مركز الداعمين للربيع العربي في لبنان. ومرة جديدة بدا لهؤلاء ان رهاناتهم انتجت خطأ اضافياً تبدو آثاره سلبية جداً على لبنان. فعدا الواقع الأمني المضطرب في شمال لبنان والذي يبشّر بمزيد من الدماء في شمال لبنان، اضافة الى تفشّي الاعمال المخلّة بالأمن مثل السرقات والاعتداءات، فان حيوية الحركات المتطرفة تبدو واضحة على الساحة اللبنانية. وجاء رهان الدكتور سمير جعجع من خلال مهرجان 31 آذار مخيباً للآمال. فالانخراط في مناخ «الربيع الاسلامي» بدا صورة «سوريالية» وغير واقعية، رغم الجهد والإبهار الذي يرافق ترتيب المهرجان. فالثورة التونسية اطاحت بعبد الرؤوف العيادي وهو نائب الأمين العام لحزب «المؤتمر من اجل الجمهورية» بسبب الرسالة التي وجّّهها الى مؤتمر القوات اللبنانية والتي جاءت لتكون بمثابة النقطة التي طفح بها كأس الخلافات الداخلية. وجاء في قرار الحزب وبوضوح بأن ما صدر عن العيادي لا علاقة له بالخط السياسي للمؤتمر ولا يعبّر عن خياراته الوطنية والقومية. وفي مصر أيضاً، تعرّض النائب المصري محمد أبو حامد، والذي كان القى كلمة في الاحتفال، لانتقادات لاذعة من أوساط اسلامية متشددة في القاهرة، على أساس انه اعتلى «منبراً مسيحياً عرف لأعوام خلت بعدائه للقضية الفلسطينية». وللتذكير فقط فان أحد أبرز النقاط العقائدية للأخوان المسلمين تقضي برفض بدعة «العروبة» كونها استيراد من «الصليبيين» لضرب العقيدة الاسلامي. كل ذلك يطرح علامات القلق حول المسار المستقبلي للأحداث في لبنان، وسط تزاحم الاستحقاقات، ما بين زيارة قداسة البابا، والانتخابات النيابية وبعدها الرئاسية، ذلك ان الصورة تعطي وجود عوامل كافية لأحداث احتزازات امنية مستقبلاً، وتترسّخ النقاعة اكثر لدى الأوساط الديبلوماسية الاوروبية من احتمال تنفيذ عملية اغتيال تطال أحد رموز فريق 14 آذار، فيما الهدف الحقيقي قطع الطريق على حصول زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر. وتكشف هذه الأوساط عن التحقيقات الجارية حول حادثة معراب حيث يجري تمحيض كافة النقاط المحيطة بها ومن كل الجوانب. ولفت في هذا الإطار ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من استراليا في هذا الشأن: «... لا يمكن اعتبارها محاولة اغتيال ام لا، حتى الساعة هي اطلاق نار ونترك للتحقيق ان يؤكد اذا كانت محاولة اغتيال، واتمنى الا تكون كذلك». وموقف رئيس الجمهورية يعتبر تراجعاً عن موقفه الأول حين هنأ جعجع بالسلامة. وما يزيد المسألة غموضاً عدم صدور تقرير رسمي واضح من الأجهزة الأمنية والمحققين حول الحادثة حتى الساعة. وهذا ما يدفع للتساؤل، ماذا يجري خلف الكواليس؟ لكن اوساط ديبلوماسية كشفت ان باريس وواشنطن طلبتا ان تشاركا في التفاصيل الكاملة لكل التحقيقات الجارية في هذا الشأن. الديار - جوني منير-
Bookmark and Share

المرزوقي من قطر : خطة انان بشأن الملف السوري لن تنجح وان نسبة نجاحها اقل من 3%

المرزوقي من قطر : خطة انان بشأن الملف السوري لن تنجح وان نسبة نجاحها اقل من 3% أكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في مقابلة مع "الحياة" أنه "لا يتوقع نجاح خطة المبعوث الدولي العربي في شأن الملف السوري كوفي أنان"، لافتا الى إن "نسبة نجاحها أقل من ثلاثة في المئة". و اعتبر المرزوقي، خلال زيارته لقطر وقبل انتقاله إلى الكويت، على أهمية تطبيق ما وصفه بـ "السيناريو اليمني في سوريا كما حصل مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي"، مؤكدا ان "على الروس والصينيين والإيرانيين أن يفهموا أن الرئيس السوري..انتهى " بحسب تعبيره. وتابع تصريحاته النارية بتطاول كبير على رموز سورية (........) "، لافتا الى إن "الرؤساء العرب أمام خيارين: إما أن تذهبوا مع التيار "الإصلاحي"، وإما أن يجرفكم ويغرقكم التيار" على حد تعبيره. وأكد حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع دول مجلس التعاون الخليجي، لافتا الى إنه "أبلغ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن تونس قررت أن يدخل مواطنو دول مجلس التعاون من دون تأشيرة دخول ابتداء من أيار المقبل"، واصفا "العلاقات مع السعودية بأنها "طيّبة" وأن وجود بن علي على أرضها لا يمنع العلاقات الأخوية"، كاشفا أن "المناقشات الدائرة حالياً في تونس حول النظام السياسي أظهرت أن هناك توجهاً نحو نظام مزدوج نصفه رئاسي ونصفه برلماني". الوكالات
Bookmark and Share