الجيش العربي السوري :: استراتيجية الحرب غير المتماثلة و توازن الرعب


الجيش العربي السوري :: استراتيجية الحرب غير المتماثلة و توازن الرعب منذ الأسابيع الأولى للأحداث في سورية و خاصة بعد أن قررت القيادة السورية الضرب بسلاحها الأقوى على الأرض الجيش العربي السوري هذا الجيش الذي يشكل الجيش السادس عشر في العالم و الجيش العربي الثاني و الجيش الخامس في المنطقة بعد الأيراني و التركي و المصري و الاسرائيلي بدأت حملة كبيرة تتناول الانشقاقات داخل صفوف الجيش و ازدادت هذه الضغوط بعد تماسك الجيش لفترة 8 شهور بالإضافة إلى القدرات الكبيرة التي أظهرها الجيش السوري في حرب المدن حيث يمتلك الجيش السوري وحدات قتال خاصة متطورة جداً قادرة على خوض أي حرب مدن و تنفيذ أي عمليات إقتحام و قد اثبتت الأحداث السورية قدرة هذه الوحدات حيث قامت بتطهير مدن من عصابات مسلحة , و التي أثبتت ان هناك قوات سوريا قادرة على العمل ضمن وحدات صغيرة بإسلوب المقاومة. هذه الأمور أثارت جنون المراقبين أو لنقل المتآمرين في الخارج ولكن يبدو أنهم نسوا ما هو التكوين الفكري و المعنوي الذي يتمتع به الجندي السوري فالجندي السوري لا يستمع للأخبار أو لا يصدق الا الأخبار القادمة من القيادة لأن عقيدته الأساسية تتطلب منه الثقة الكاملة بقيادته المباشرة و العليا و الا لما صمد كل هذا الوقت بالإضافة إلى أن العديد من الجنود قد فقدوا أصدقاءهم غالباً أمام أعينهم اما في كمين غادر أو في هجوم على حاجز في منطقة ما أو في اشتباك مع بعض جيوب الارهابيين و هذا ما زاد من عزيمة هؤلاء الجنود للقضاء على هؤلاء الخونة الذين يريدون تفتيت هذا الوطن .سيناريوهات المواجهة السورية :: هل تستطيع سورية مواجهة اسرائيل و من خلفها حلف الناتو ؟الجواب المنطقي لهذا السؤال هو لا .....لكن ما لا يخفى على أي شخص يفكر بالعدوان على سورية هو أن الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد بنى و بأقل تكلفة ممكنة الجيش العربي السوري القادر على وضع توازن رعب مع العدو الصهيوني و من خلال اتباع استراتيجية الحرب غير المتماثلة إستطاعت سوريا إحتضان المقاومة لسنوات دون الخوف من أي عدوان صهيوني , مع أن الجيش السوري لا يستطيع شن حرب ضد اسرائيل و من خلفها حلف الناتو الذي يحميها و لكنه سد منيع لا يمكن تخطيه بأي ضرف من الضروف يبقي سوريا قلعه حصينة ضد اي عدوان خارجي, و يبقيها سنداً لكل حركات المقاومة في المنطقة.لعل البعض أو الكثيرين من أبناء سورية و للأسف لا يملكون الثقة الكبيرة بالجيش العربي السوري و يظنون و هو مخطئون أن اسرائيل أو أمريكا أو تركيا أو الناتو قادرون على تدمير سورية بسهولة لكن هل يمكن لأحدهم أن يجيبني على هذا السؤال :: لماذا لم تضرب اسرائيل شحنات الصواريخ التي تنقل عبر الحدود السورية الى حزب الله ؟؟ لماذا لم تقم امريكا باحتلال سوريا رغم انها كانت نظرياً قادرة على ذلك بعد حرب العراق ؟؟ سيقول البعض أن سورية هي دولة عميلة لاسرائيل و ان كل ما تدعيه من دعم للمقاومة هو واجهة لهذا النظام ...بالتأكيد لن أرد على هذا الكلام لأن من يجيب بمثل هذا الجواب لا يستحق أن تتكلم معه أصلاً لأنه غبي و لا يعرف من القراءة إلا طريقة تهجئة الحروف !!!!!االجواب الحقيقي لهذه الأسئلة هو توازن القوى الذي استطاعت سورية ايجاده بعد حرب تشرين و ايكم قصة ما يسمى أيضاً بتوازن الرعب و فكرة الحرب غير المتماثلة في عام 1973 كان الجيش السوري يعتبر من الجيوش الضعيفة و لكن مع بدء حرب تشرين التحريرية (حرب أكتوبر) بدأ يتغير مفهوم الجيش السوري و صورته, و لكن ما أن أوقفت مصر الحرب حتى أعتقد البعض أن الجيش السوري بدأ بالإنهيار بعد خسائر فادحة أصابت القوات السورية, و لكن رغم كل الخسائر صمد الجيش العربي السوري ما يقارب من ثلاثة اشهر و لم يوقف القتال حتى صدور اتفاق الهدنة الذي أدى الى خروج القوات الصهيونية من القنيطرة , و كانت أول تجربة للجيش السوري وحيداً حيث حرر أرضه بعمر الحرب و ليس بقدرات الجيش التي كانت متواضعه.مع توقيع السادات على اتفاق كامب ديفيد و ثم بدء الحرب العراقية الإيرانية أدرك الرئيس السوري أن سوريا أصبحت وحيدة في الجبهة و لهذا بدأ بالتحالف مع فصائل المقاومة من جهة و رفع شعار التوازن الإستراتيجي من جهة ثانية, فقد قرر الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد أن يخلق توزن رعب مع إسرائيل و بربع موازنة الجيش الصهيوني و هنا بدأ تطوير الجيش السوري وفق استراتيجيات حرب مختلفة لم تشهدها ساحات القتاللم يمضي وقت طويل حتى بدأت إسرائيل حربها على لبنان و إحتلت بيروت و جبل لبنان و تبعها إنزال للقوات الامريكية, و إستطاعوا ضرب الكثير من القوات السورية في الجيش السوري, و لكن مع تفجير مقر قوات المارينز الامريكية من قبل قوى مقاومة في لبنان و خروج الغطاء الأمريكي عن جيش الإحتلال أعاد الجيش السوري و فصائل المقاومة لم الصفوف و إستعادة المبادرة و شن هجوم معاكس وفق إستراتيجية القتال بدون غطاء جوي و تم تحرير جبل لبنان و بيروت و صولا الى الجنوب و رغم الكلفة البشرية العالية التي قدمها الجيش العربي السوري و لكنه خلق توازن رعب من يومها لم تتجرأ إسرائيل على إختباره حتى الآنأثر انتهاء الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفياتي، حيث أدت تلك التحولات الى حرمان سوريا الحليف الاستراتيجي الرئيسي الذي تحصل منه على احتياجاتها التسليحية. واستمرت العلاقة مع روسيا الاتحادية، إلا أنها باتت أشبه بعلاقة شريكين تجاريين، بعدما كانت بين حليفين. فاعتمدت موسكو سياسة السداد النقدي مقابل صفقات السلاح، مع المطالبة بالديون العسكرية المستحقة عن الحقبة السوفياتية كل هذه العوامل مجتمعة، وعزوف العديد من الدول العربية عن تبنّي الصراع مع إسرائيل بعد حرب الخليج الثانية، دفعت بسوريا الى التخلّي عن "التوازن الاستراتيجي الكامل" الذي سعى إليه القائد الخالد حافظ الأسد، منتصف الثمانينيات، ومالت الى فكرة الحرب "غير المتماثلة"و بعد سقوط بغداد في 9 نيسان 2003، الى فقدان سوريا العمق العراقي. وأصبحت القوات الأميركية على حدودها الشرقية. وأتى خروج الجيش السوري من بنان عام 2005 ليفقده مجالاً حيوياً لانتشار قواته.و أعود لأقول ان ما حافظ على سورية في تلك المراحل الصعبة هو الاستراتيجية الدفاعية الفعالة التي أوجدها حافظ الأسد و مكونات توازن الرعب و ركائز هذه الاستراتيجية هو: 1- الحرب بدون غطاء جوي من خلال إستراتيجيات قتال متطورة و تحصينات خطوط القتال بشكل متطور 2- منظومة للدفاع الجوي في الجيش السوري تعتبر من أعقد منظومات الدفاع الجوي في العالم و لا يجري تشغيلها الا في وقت الحرب و حاولت إسرائيل كثيراً إستفزاز السوريين لتشغيل هذه المنظومة لكن يبقى الدفاع الجوي في أيام السلم كافي و لا تشغل منظومات الدفاع الجوي السرية الا في يوم الحرب و لازالت منظومة الدفاع الجوي في الجيش السوري تقلق إسرائيل ويقول الكاتب الإسرائيلي عوفر شيلح: "قرر حافظ الأسد بعد حزيران 1982، أنه لم يعد في حاجة إلى سلاح الجو، لأنه أدرك أنه لن يستطيع التعاطي مع القوة المتطورة لسلاح الجو الإسرائيلي، لذا بدأ السوريون يبحثون عن التوازن في مكان آخر"(5)ا. وكانت القناة الثانية للتلفزة الإسرائيلية، قد أذاعت: "أن اسرائيل تعارض بيع روسيا صواريخ مضادة للطائرات من طراز (إس ــ 300) الى سوريا، تقدر قيمتها بحوالى مليار دولار"(6). وتدّعي المصادر الإسرائيلية أن إيران الحليف الاستراتيجي لسوريا تموّل هذه الصفقة. منذ عام 1999، تسعى سوريا للحصول على منظومة صواريخ «S-300VM» ذات الفعالية العالية، وهي أحدث تعديل لمنظومة "S-300V" سام 12، التي تصنعها شركة (Concern Antey) الروسية. أُدخل صاروخ (إس ــ 300) الخدمة ضمن سلاح الدفاع الجوي الروسي منذ عام 1996. ويؤكد الخبراء أنه قادر على إسقاط الطائرات الإسرائيلية فوق المناطق الشمالية لفلسطين. 3- القدرة على رد الضربات فإسرائيل تملك أسراب من أحدث طائرات العالم بينما سوريا عدد طائراتها المتطورة محدود و لا موازنة للجيش السوري لشراء تلك الكميات من الطائرات فكان الإستعانة عنها بالقوة الصاروخية التي تبدأ بصواريخ الغراد و الكاتيوشا مرورا بصواريخ اس 21 و صولا الى صواريخ سكود قصيرة و متوسطة و بعدية المدى.و اقتناء هذه الصواريخ البالستية المتوسطة والبعيدة المدى الذي يهدف الى بناء ذراع هجومية طويلة، تمنح سوريا قدرة معينة على تهديد العمق الإسرائيلي. وأخيراً، نشر الخبير الإسرائيلي زئيف شيف تقريراً في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تناول فيه سعي الجيش السوري الى تعزيز قدراته، وتطوير ترسانته الصاروخية. ويعتبر شيف "ان التركيز السوري على الصواريخ والقاذفات الصاروخية، لتعويض الضعف البارز لسلاح الجو السوري، وبدل ضرب إسرائيل من الجو، يبني السوريون قوة نار هائلة بواسطة الصواريخ، ليستطيعوا قصف المدن الإسرائيلية عن بعد على نحو خطير، وتكون إصابة المواقع العسكرية داخل إسرائيل في منتهى الدقة"(1). أدى نجاح المقاومة اللبنانية، عبر استخدام القصف عن بعد بواسطة صواريخ أرض ــ أرض التكتيكية، وشلّ مناطق شمال فلسطين طوال الحرب، إلى تشجيع السوريين الذين يملكون مخزوناً صاروخياً يضاهي أضعاف أضعاف ما تملكه المقاومة، كمّاً ونوعاً. نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" خبراً عن قيام السوريين بإجراء تجربة إطلاق صاروخ "سكاد دي" (400 كلم) ناجحة. ونقلت الصحيفة نفسها عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، "ان تعديلات أُدخلت على الصاروخ جعلته أكثر دقة وفتكاً، وأشد صعوبة على الإسقاط"(2). وتزامن الخبر مع إعلان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي الجنرال إفراييم سنيه، نجاح تجربة إطلاق الصاروخ الإسرائيلي "حتس" (السهم) المضاد للصواريخ. ونشرت الصحف العبرية خبراً بأن دمشق تحاول إقناع موسكو ببيعها صواريخ أرض ــ أرض متطورة من طراز "إسكندر ــ إيه" الذي يبلغ مداه 280 كلم، ويمكن تزويده رؤوساً متفجرةً من أنواع مختلفة، ويمتاز بالدقة العالية، إذ لا يتجاوز هامش الخطأ فيه خمسين متراً. وهذا الصاروخ البالستي قادر على التملص من المنظومات المضادة للصواريخ. وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن الروس ما زالوا يرفضون طلب سوريا حتى الآن. أثار التركيز السوري على تعزيز وحدات السلاح المضاد للدبّابات، قلقاً لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية، ولا سيما بعد الخسائر التي تكبّدها سلاح المدرعات الإسرائيلي خلال حرب تمّوز. وكان الخبير العسكري الروسي فيكتور ليتوفكين قد علّق على صراع الصاروخ مع الدبابة بالقول: "ان حزب الله قد دمّر على أقل تقدير فرقة مدرعة من مجموع الفرق السبع التي يضمها الجيش الإسرائيلي"(3)، بينما اعترف الإسرائيليون بإصابة وتدمير ما يقارب لواءً مدرعاً. كتب المحلل العسكري الإسرائيلي "أليكس فيشمان" في صحيفة يديعوت أحرونوت أن مفاوضات تدور بين روسيا وسوريا حول صفقة صواريخ مضادة للدروع متطورة من طراز "كريزنتما" وهو خليفة صاروخ كورنت الذي أبلى بلاءً حسناً، يصل مداه ستة كيلومترات، ويتلقى الأمر بشكل مزدوج، من خلال جهاز رادار متطور جداً، لا يملكه أي صاروخ مضاد للدروع في العالم، ومن جهاز الليزر القادر على تشويش أجهزة التصدي للصواريخ. وصاروخ كريزنتما قادر على اختراق تدريع كل أنواع الدبابات. وينقل فيشمان عن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية: "أن الجيش السوري يتزوّد الآن مجموعةً كبيرةً من الصواريخ المضادة للدبابات، في إطار التطوير الذي يجتازه، استناداً الى الدروس التي استخلصها من حرب لبنان"(4).ا 4- الرد على الخطر النووي الإسرائيلي بإستراتيجية تدمير المدن من خلال صواريخ ذات حمولات عالية برؤس تقليدية و كيماوية و بيولوجية , قد لا تعادل القوة الصهيونية و لكن تجعل إسرائيل تفكر الف مرة قبل الإقدام على أي عمل مجنون فتدمير مدينة سوريا يبقي سوريا دولة و لكن تدمير تل أبيب ينهي إسرائيل تقريبا , و لكن تبقى هذه القوى قوى ردع لا يمكن إستعمالها و يستبعد إستعمالها في أي حرب. 5- منذ أواخر التسعينيات، بدأ الجيش السوري يعزز أفواج القوات الخاصة التي تماثل بأسلوب قتالها أسلوب حرب العصابات. وتعتمد نظام تسلّح مناسب، يسهل إخفاؤه وتحريكه، لتشكل الأسلحة "المضادة" من أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ مضادة للدروع عموده الفقري. وتركّز القوات الخاصة على تنفيذ الإغارات، وتنظيم الكمائن المخصصة للدروع والأفراد، والقتال الليلي، وإقامة العقد الدفاعية. وتضم في تشكيلاتها فصائل متخصصة في صواريخ أرض ــ أرض ذات المدى القصير والمتوسط. ويبدو أن نجاح الأساليب القتالية ــ حرب العصابات ــ التي اعتمدتها المقاومة في حرب تموز، عزز هذا الخيار لدى الجيش السوري. فاعتماد أساليب قتال غير تقليدية في وجه جيش تقليدي متطور، والتسلح بأسلحة خفيفة وفعالة، يربكان العدو ويبطل الكثير من قدراته التكنولوجية الحديثة. لذا يجب على الجيش النظامي غير القادر على امتلاك التكنولوجيا المتطورة (كحال الجيوش العربية)، إعادة النظر في استراتيجيته القتالية، وبالتالي التنازل عن أساليب القتال التقليدية، حيث السبق فيها للجيش الحديث، لينتقل الى ميدان آخر، كي يخوض حرباً "غير متماثلة". وفي السنوات الماضية، عانت القيادة السورية صعوبات جمة، للحفاظ على كفاءة قواتها العسكرية، والقدرة على تسليحها. ويبدو أنها باتت تركّز في عمليات البناء العسكري، على توسيع هيكل القوات الخاصة، وإعطائها الأفضلية على بقية القطاعات الأخرى. وينقل فيشمان عن مراجع أمنية اسرائيلية أن الجيش السوري "يطوّر الوحدات المضادة للدبابات وسلاح المشاة، وفي هذا الإطار تمت زيادة عديد وحدات الكوماندوس"(8)ا. 6- التحكم بعمر الحرب حيث قامت سوريا ببناء أمن غذائي و دوائي و إحتياط غذائي إستراتيجي يجعلها قادرة على خوض حرب لشهور طويلة و هذا ما يرعب إسرائيل التي تخاف من الحرب الطويلة 7-تعتمد سوريا على سلاح المدرعات، ولو بنسبة أقل. إذ يمتلك جيشها البري ما يزيد على خمسة آلاف دبابة وعربة قتالية من الأنواع المختلفة. ويفترض نشرها في المناطق المحتمل تقدم الإسرائيليين منها في حال المواجهة العسكرية، للاستفادة من قدراتها النارية، أكثر من حركتها. ولا بدّ من خندقتها وتمويهها كي يصعب على الطائرات الإسرائيلية كشفها. فالدبابة تصبح هدفاً سهلاً، متى انعدمت الحماية الجوية، مثلما حدث لسلاح المدرعات المصري في صحراء سيناء أثناء حرب حزيران 1967. و بسبب كل ما سبق و بسبب هذا التوازن الاستراتيجي الذي يصنعه الجيش السوري في المنطقة فهذا الجيش مستهدف في أي تحرك خارجي أو داخلي متآمر و اذا كنا نتابع سياسات أمريكا في حروبها السابقة فسوف نعلم أن أول ما تقوم به هذه الدول بعد اجتياحها أو احتلالها أو سمّه ما شئت للبلدان هو تفكيك جيوشها و أحدث مثال هو الجيش العراقي الذي كان جيشا قوياً يحسب له حساب في موازين القوى في المنطقة أما الأن فأين الجيش العراقي ؟؟ يقدّر أليكسي فيشمان المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت : "أن يستكمل الجيش السوري ثورته الحالية في غضون ثلاث الى أربع سنوات"(9). وأشار جنرال إسرائيلي الى "أن سوريا تستثمر منذ سنوات في ميدان يمكن أن تتفوق فيه على إسرائيل مثل المدفعية المضادة للطيران والصواريخ والملاجئ المحصنة. وأثبتت حرب لبنان الصيف الماضي أنها أحسنت فعلاً بذلك"(10)ا.في مجمل الأحوال، فإن كل المؤشرات تدل على أن القيادة السورية قد استوعبت دروس حرب تموز. وتعمل على بناء "جيش مختلف" حسب تعبير "أليكس فيشمان" "سنرى جيشاً برياً سورياً مختلفاً عما عرفناه اليوم"(12)ا.جيش مختلف، من حيث تركيب هيكل القوات، ونظام التسلّح، وأساليب القتال، والأهم جيش يعتمد استراتيجية دفاعية من نوع "مختلف".أصدقائي إن العالم لا يحترم إلّا القوي و إذا أردنا أن نحافظ على بلدنا عزيزة قوية يجب علينا أن نحافظ على جيشها الذي هو قادر على رد أي عدوان قد تتعرض له سوريا الأن و في المستقبل .
بقلم Ismail Majar


Bookmark and Share

العملية الامنية "تحطيم الاوهام".... اسرار المرحلة الاولى لتطهير حمص


العملية الامنية "تحطيم الاوهام".... اسرار المرحلة الاولى لتطهير حمص

مع بداية العمليات الامنية في جبل الزاوية ونتيجة للتنصت الالكتروني ،كانت تظهر اشارات لاسلكية من نوع متطور تم تحديد جهتها من الجنوب، تابعت الوحدات الالكترونية عملها فتأكدت ان المصدر هو المنطقة الوسطى،وكانت البداية.
***...
مع انتهاء العمليات في جبل الزاوية تمت بعض العمليات الامنية السريعة في الاماكن التالية...الرستن ...الحولة...تلكلخ ...القصير...كل عملية كانت تعطي دلائل جديدة عن نوع الاتصالات وعن مركز الارسال، ولكنها تشير الى قاسم مشترك وحيد وهو ان مركز الاوامر هو من ثلاث مواقع رئيسية، وان كل مركز يدير جانب من المعركة.
تم نشر مجموعات سطع في المناطق لتدقيق المعلومات وتبين التالي:
-مركز البث للاعلام والاشراف على التنسيقيات هو منطقة الحولة بجانب مريمين.
ـ مركز العمليات المالية وتأمين السلاح هو منطقة الرستن وتلبيسة
ـ مركز القيادة العسكرية وتأمين الارهابيين هو باب عمر والقصير
في المراحل الاولى للتصدي للارهابيين كانت تلتقط اجهزة السطع العبارات التالية ...اصمدوا لاسبوع واحيانا يتم الطلب بالصبر لمدة شهر واحيانا لأيام .
كانت الاراء التفسيرية تتجه الى ان هذه الرسائل هي لتقوية المعنويات أوربما يقصد بالرهان على الشارع ..لقد كان مستبعدا فكرة تأمين ارهابيين من الخارج، ولكن مع استمرار الرسائل ومع الطلب الى ضرورة المتابعة في الانشطة مهما تكن النتائج ,جعل القيادة تفكر بأن هناك مخطط يجعل البعض يصر على متابعة نشاطه العسكري حتى ولو كان افقه مسدود.
وجهت القيادة بالتدقيق أكثر في المناطق الحدودية ، وتبين ان غرفة القيادة العسكرية هي في لبنان بمحاذاة القصير وهناك كانت تتم كل عمليات التجهيز والاعداد لصراع وقتال طويل..
تم استقدام اجهزة تنصت متطورة وكانت المفاجأة الموأمرة.امريكا واذنابها تجهز لعمليات عسكرية قاسية وقد وضعت 7000 ارهابي تدربوا جيدا في شركات امنية كان قد استقدمها سعدون الحريري لقتال حزب الله وعندما فشل تم تعزيز هؤلاء لزجهم في معركة مع سوريا.بدأت الامور تتجه باتجاه خطير فهؤلاء مقدمة لتدخل غربي يكون ذريعة لتدخل أكبر.انقسمت الاراء في القيادة بين من رأى امكانية منعهم من دخول سوريا وفضحهم اعلاميا وبين من رأى ضرورة استقدامهم الى سوريا واجتثاث وجودهم وبذلك ننهي امكانية تكرار لاعمالهم..... استقر الرأي على خوض المعركة واجتثاث هؤلاء من جذورهم وتلقين الاعداء درسا مهما في القتال.
وضعت الخطة التالية.
عدم زج اي قوات على الحدود وبدأ تطهير الرستن والحولة والقيام بعمليات تطهير بطيئة ماأمكن .
بدأ الامريكيون بترتيب تنقل وحداتهم المقاتلة واعين الجيش السوري تراقب
تم ادخال حوالي 2000 مجرم مرتزقة من اقرى الحدودية ، وتم تأمين اقامة لهم في مزارع باب عمر وتل الشور.
بعد الانتهاء من تنظيف الرستن وتلبيسة وبعد هروب قسم من المجرمين باتجاه باب عمر .بدأت القوات المسلحة بعملية تطهير في الحولة " تلدو ،كفر لاها، تلذهب، طيبة"..وكان الطريق الى باب عمر مفتوحا وتم فرار بعض المسلحين اليها .
انتقلت عمليات التطهير من جديد الى تلكلخ وايضا بدأت عمليات التطهير في احياء حمص ..البياضة...ديربعلبة...باب السباع ..النازحين ...المريجة..التقطت القيادة اوامر جديدة للمسلحين ...تأمرهم بالاتجاه الى باب عمر لآن المعركة الحاسمة اقتربت اتخذت القيادة عدة تدابيرمنها منع دخول اي عناصر جديدة من لبنان وبدأ الجيش اللبناني بعمليات الملاحقة في الداخل اللبناني التعاون مع اللجان الشعبية بالقرى الحدودية والتقاط كل العناصر التي تأتي من لبنان وقد حقق هذا الاتفاق انجازا رائعا.بدأت القوات تدفع بالمخربين والارهابيين من حدود التماس مع لبنان الى الداخل وبدأ الجيش انتشاره على الحدود اللبنانية تم التأكد من عدم انتشار المسلحين خارج حدود باب عمر وخاصة ان اوامر قيادة الارهابيين تواصل تأكيدها على تجمع المسلحين بباب عمر .
في الجانب السياسي
قررت امريكا ان تنفذ مخططها مع تجييش من الجامعة العربية بحيث يصبح تطور القتال بمثابة ادانة للحكومة السورية وانها تريد متابعة العنف فاجتمعت الجامعة بايعاز امريكي وقررت ماهو معروف .
وفي تفس اليوم ادعى غراب قطر بأن العنف في سوريا غير مقبول
*****

بعد الاطلاع على كامل التفصيلات وتداعياتها تم وضع الخطة التالية:
نشر القوات في كامل المنطقة ابتداء من القصور ...سوق الهال...المزارع الغربية وصولا الى المصفاة وباتجاه كامل المحيط المجانب للمتحلق الدولي حمص دمشق.
بدأت العمليات على وقع النشاط السياسي الذي دارته القيادة ببراعة وهي تعلم مايخطط لها.
قررت القيادة حسم المعركة خلال عشرة ايام.
بدأت عمليات التطهير وفي اليوم الاول خسر الجيش حوالي 20 شهيدا وأكثر من 100 جريح وقد تبين ان هنالك اكثر من 200 رامي ار بي جي بالاضافة الى حوالي 300 قناص واكثر من 6000 مجرم مسلح.
اتخذت القيادة قرارا حاسما بأن حياة الجندي أغلى من كل هؤلاء وممنوع المخاطرة فكل مقاومة تدمر تدميرا تاما.
وبدأ سير العمليات العسكرية يحقق النجاحات الكبيرة فلاخسائر في الجنود بعد اليوم الاول وبدأت تظهر هشاشة الارهابيين امام القرار الحاسم لجنودنا وتصديهم الباسل وبدأ السقوط المريع للمخطط فسوريا نجحت سياسيا وهاهي تقطف الانتصار العسكري. مئات من اللبنانيين والمرتزقة المدربين على القتل يحملون هوية مزورة للاسلام ومئات من المجرمين السوريين القتلة الذين باعو ضمائرهم للشيطان يسقطون بين قتيل وجريح ومقبوض عليهم يوميا وماهي الا ساعات وتعلن القيادة انتهاء المجموعات الامريكية الامنية من الوجود. وتعود باب عمر أكثر نظافة مما كانت وايضا ستعود حمص قلعة للصمود فهي اولا من قتل المؤامرة وهي أولا من ضحى بدماء ابنائه الذكية التي وقفت سد في وجه من اراد تدمير سوريا


Bookmark and Share

بيان إدانة “لائحة القومي العربي” لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا


بيان إدانة “لائحة القومي العربي” لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا
الجامعة العربية تُسقط أخر أوراق التين عن نفسها، وتعد لتفجير سوريا
نعم لجامعة شعبية عربية بديلة
تجاوزت الجامعة العربية الحد هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، فقد سبقت أن شرعنت دخول القوات الأجنبية إلى وطننا العربي أكثر من مرة، من العراق لليبيا، وسبق أن تواطأت سياسياً مع غزوات واحتلالات أجنبية، ومنه الاحتلال الصهيوني لفلسطين طبعاً، والعدوان على غزة، وتهاونت عن نصرة أبناء الوطن العربي ممن يتعرضون للاحتلال، وغضت النظر عن مشاريع التفكيك والحروب الأهلية كما في الصومال والسودان، ولكنها ذهبت هذه المرة إلى حد نزع المشروعية عن عضو مؤسس، وهذا لعب بالنار، لأنه يطرح مشروعية الجامعة نفسها على بساط البحث
.
إن الجامعة العربية هي التي نقضت مشروعيتها بفصلها عضو مؤسس بصورة غير قانونية، وليست سوريا هي التي فقدت مشروعيتها بالجامعة… تلك الجامعة التي أوجدها الاستعمار البريطاني لتكريس الفرقة بين الأمة العربية، ماضية الآن بتنفيذ مهمتها. وقد أطلقت عليها دويلة قطر الرصاصة القاتلة بتوجيه صهيو-أمريكي. فأين كانت الجامعة عندما انتهكت أعراض العرب في أبو غريب وعندما صال العدو الصهيوني وجال من لبنان عام 2006 إلى غزة عام 2009؟! لقد افتقدناها كثيراً في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تكون عوناً للشعب العربي، وها هي من جديد لا تسكت إلا عن ظلم، ولا تُظاهِر إلا على عدوان، حتى دخلت من أوسع الأبواب إلى دائرة الخيانة العظمى التي سيحاسبها التاريخ وشعبنا العربي عليها لا محالة.
إن الجامعة العربية فضحتنا وأحرجتنا عالمياً بإصرارها على تسويق ما أسمته ب”المبادرة العربية” في شهر آذار 2002 للتفاهم مع العدو الصهيوني، وقد استخف العدو بتلك المبادرة وحولها إلى ممسحة سياسية عمومية، وقد رفضت الجامعة أن تسحبها حتى الآن بعد أكثر من تسع سنوات بالرغم من كل ما قام به العدو الصهيوني من مجازر وعدوان وانتهاكات… أما مع سوريا، التي قبلت المبادرة العربية المتعلقة بالشأن السوري، فقد تم التعامل بصورة فظة واستباقية، ولم تتابع الجامعة العربية خطوات مبادرتها السورية، ولم ترسل وفداً كما اتفق لمراقبة الوضع الداخلي السوري ولا أرسلت أسماء أعضائه، بل سارعت لاتخاذ إجراءات عقابية حتى بعدما وافقت عليها سوريا، ورفضت حتى أن تُعقد قمة استثنائية لمناقشة قرار تعليق عضوية سوريا!
إن مثل هذا التعامل المزدوج يدل أن قرار الجامعة العربية ليس قراراً عربياً أصلاً، بل قرار تابع لقوى الهيمنة الخارجية، وقرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية هو باختصار قرار أمريكي-صهيوني، والجامعة العربية باتت أداة مكشوفة أخرى بيد أعداء الأمة، تماماً مثل قناتي “الجزيرة” و”العربية”، يحركها البترودولار وعمالته السياسية، وقد تجلى مثل هذا الدور الرخيص، أكثر ما تجلى، في تخلي سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني عن رئاسة الدورة الحالية للجامعة لقطر كما هو معروف.
وقد نجحت سوريا بإحراج الجامعة العربية، بدلاً من العكس، عندما وافقت على المبادرة العربية بشأن سوريا، بالرغم من كل عيوبها وغموضها، وهو ما وضع التحالف العدواني الناتوي-الخليجي بمأزق سياسي، ووضع التحالف الداخلي الإخواني-الليبرالي بمأزق أكبر، ومن هنا كان لا بد من حرق المراحل وتقديم الغطاء السياسي العربي للمعركة الدموية القادمة ومشروع الفتنة والدمار الذي يعدون له في سوريا أسوة بما جرى في العراق وليبيا، وهو الهدف الحقيقي لقرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، والسعي لتقديم عملاء الناتو السوريين كبديل معتمد عربياً، ومن ثم دولياً، للقيادة السورية.
إن محاولة عزل القيادة السورية وإسقاطها وكشف غطائها السياسي وسحب مشروعيتها هو مشروع أمريكي-صهيوني معلن رسمياً، وقد ردت عليه الجماهير السورية بالنزول بالملايين إلى الشارع لأنها فهمت أنه مشروع يستهدف سوريا نفسها دولةً وقيادةً وشعباً. ونؤكد بدورنا أن أية دعوة للرئيس بشار الأسد بالتنحي في لحظة الصدام هذه مع أعداء الأمة هي دعوة أمريكية-صهيونية مكشوفة، وتجاوز على السيادة العربية لمصلحة أجندة غير عربية، ومجرد مدخل لتدمير سوريا وحرقها وإعادتها لحظيرة التبعية، وعليه فأننا نعلن وقوفنا مع القيادة السورية بالكامل في هذه اللحظة التاريخية وفي هذه المعركة ضد العدوان الخارجي وضد المؤامرة الداخلية، كما نؤكد أن مشروع التغيير والإصلاح الحقيقي الذي نتبناه هو ذاك المنفصل عن الأجندات الخارجية، والذي يضع التناقض مع الطرف الأمريكي-الصهيوني في رأس أولوياته.
وبغض النظر عن تطورات الأزمة بين سوريا والجامعة العربية، وتطورات الوضع الداخلي السوري، فإن الجامعة العربية باتت اليوم أداة الأنظمة الملكية لمحو آثار موجة التحرر القومي والوطني التي اجتاحت الوطن العربي في الخمسينيات والستينيات. فما يجري اليوم هو في أحد جوانبه محاولة تصفية حساب ملكية نفطية (وغير نفطية) مع التاريخ العربي الحديث. لذلك نرى، كقوميين عرب، أن الهجمة الشرسة غير المسبوقة التي تتعرض لها العروبة اليوم سياسياً وعسكرياً وعقائدياً صارت تتطلب تأسيس جامعة شعبية عربية تعبر تعبيراً حقيقياً عن المصلحة القومية العربية والأمن القومي العربي، وهو ما أصبح ضرورة ملحة راهنة كانت دوماً ضرورة ملحة تاريخية.
لقد حان الوقت لتجاوز الجامعة العربية التي تأسست لمنع الوحدة العربية أصلاً بعد أن أطلقت هي رصاصة الرحمة على رأسها. والجامعة العربية لم تعكس أية صيغة وحدة قومية، بل سعت دوماً، على العكس من ذلك، لتكريس صيغة التجزئة القطرية وتثبيتها .. ولم تعكس قراراتها الإرادة الشعبية العربية، بل ميزان القوى وتقاطعات المصالح بين أنظمة التجزئة التي وضعت أصلاً لمنع التحرر والنهوض والوحدة في الوطن العربي. وما دامت الجامعة عازمة على اجتثاث أي أثر للموقف القومي والوطني والمستقل من صفوفها، وهو ما يجب أن تفهمه بعض الأنظمة التي سيأتي دورها بعض أن قايضت بقاءها في الجامعة العربية مؤقتاً بتعليق عضوية سوريا، فإن الجامعة العربية تكون بذلك قد أسقطت أخر أوراق التين عن نفسها. ونرجح أن يكون ذلك مقدمة لتغيير هويتها من عربية لجامعة “شرق أوسطية” تضم “إسرائيل” وتركيا والدويلات المفككة إذا نجح ما يعدون له من تآمر وفتن.
لهذا نؤكد للسوريين، ولليبيين، وللعراقيين، وللفلسطينيين، وللبنانيين، ولكل من تضرر مَن العرب مِن تهاون الجامعة العربية وتواطؤها عبر الزمن، وخيانتها المفضوحة للعروبة اليوم، أن العروبة والقومية العربية لا تلامان على ما تأثم فيه الجامعة العربية، فلا يجوز أن نحمَّل القومية العربية وزر من يعيشون على إدامة التجزئة من أنظمة الاستبداد والفساد، خاصة بعد أن ظهر اليوم أن القومية العربية هي المرجعية الضرورية والراهنة لمشروع النهوض والتحرر القومي، وبعد أن تكشفت حسابات الإسلاميين المتأمركين وانخراطهم في المعسكر المعادي للأمة مع الليبراليين العرب تحت عباءة البترودولار.
وعليه فإننا نطالب المناضلين القوميين، خاصة من الدول العربية التي تأذت أكثر من غيرها من سياسات جامعة الدول العربية ومواقفها، مثل العراق وليبيا وسوريا ولبنان وفلسطين، بالتجمع في سوريا لتأسيس جامعة شعبية عربية ستكون مكسباً كبيراً لهذه الأمة بعد انتهاء هذه الأزمة، ويمكن بالكثير من الجهد والنضال أن تصبح بديلاً حقيقياً للجامعة الرسمية العربية الرثة، مع قناعتنا أن مثل تلك الجامعة الشعبية العربية تصبح أكثر ضرورة كلما مضت الجامعة الرسمية العربية في غيها وخيانتها وضلالها.
لكننا يجب أن ندرك في النهاية أن معركة سوريا اليوم ليست معركة السوريين وحدهم، كما لم تكن يوماً معركة ليبيا أو العراق أو فلسطين أو لبنان معركة الليبيين أو العراقيين أو الفلسطينيين أو اللبنانيين وحدهم، بل هي معركة الأمة دفاعاً عن وطنها التاريخي بكافة أجزائه، وعن دورها التاريخي، وعن وجودها وسيادتها. ولهذا فإننا ندعو لتشكيل لجان شعبية عربية للدفاع عن سوريا في كافة الدول العربية والمهجر، وندعو لتفعيل النشاط السياسي والإعلامي والشعبي المناهض للمؤامرة الداخلية والخارجية ضد سوريا.

عاشت سوريا رافعة لواء القومية العربية.. عاشت الأمة حرة موحدة!

لائحة القومي العربي
16/11/2011



Bookmark and Share

دمشق تعرض موقفها بمؤتمر صحفي: لا تدويل ولا نموذج ليبياً


جدّدت القيادة السورية، أمس، رمي الكرة في الملعب العربي: «إن أردتم المشاركة في المؤامرة، فهذا شأنكم، لكننا سنواجه ونواصل مدّ يدنا لكم وثقتنا بكم كبيرة بالتعاون، لعلمكم أن الأمن السوري يؤثر على الأمن القومي العربي»، كل ذلك في كلام هجومي صاغه رئيس الدبلوماسية وليد المعلم على طريقته الهادئة
خرج وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في مؤتمره الصحافي أمس، بمواقف قوية لكن هادئة، تشديد على وجود مؤامرة وعرض لطريقة محاربتها طبع الخط السياسي لكلام المعلم، الذي سعى للطمأنة إلى أن لا تدويل ولا إسقاط للتجربة الليبية على الساحة السورية، وإن لم يمنعه ذلك من شنّ حملة على الأمين العام للجامعة العربية ودولة قطر تحديداً. وقد تمكن المعلم من اعتماد لغة هجومية وسلسة في آن واحد إزاء الجامعة العربية ككل، مجدداً ثقة الحكم السوري بها رغم إشاراته إلى انسياقها في خانة «المؤامرة» على سوريا. وقال المعلم، الذي وصف قرار وزراء الخارجية العرب يوم السبت بأنه «شديد الخطورة»، إن سوريا لا تزال تدرك «حجم المؤامرة» التي تواجهها. وسعى إلى الطمأنة لكون «التدويل وتكرار السيناريو الليبي في سوريا لن يحصلا لأن سوريا ليست ليبيا كما أن الأوروبيين يعانون في اقتصاداتهم، ولأننا متمسكون بالعمل العربي المشترك لسبب وحيد هو أن سوريا قلب العروبة النابض، ولن يكون هناك عمل عربي مشترك من دونها».
وجدد الإشارة إلى أن سوريا «تتجه نحو نهاية الأزمة»، مخاطباً العرب بـ«إذا قررتم أن تكونوا متآمرين فهذا شأنكم». وتوقف المعلم عند أهمية الطلب السوري بعقد قمة عربية طارئة، مكرراً ترحيب دمشق بزيارة اللجنة الوزارية العربية «ومعها من تراه مناسباً من خبراء ومراقبين» قبل يوم غد لسوريا للإشراف على تنفيذ المبادرة العربية. ووضع «المؤامرة التي تتعرض لها سوريا» في خانة «دفع ثمن صلابة مواقفها وصدق عروبتها»، لافتاً إلى أنها «ستخرج من أزمتها قوية، رغم ما يرميها به بعض الأشقاء»، ومؤكداً أن «التآمر على سوريا مصيره الفشل». وتوقف رئيس الدبلوماسية السورية على قضية تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، كاشفاً أن «مخطَّط اتخاذ إجراء ضد سوريا عبر تعليق عضويتها كان موجوداً في وقت سابق لأي طرح في هذا الموضوع». وتحدث الوزير عن خبايا الاجتماع التشاوري الذي عقدته اللجنة العربية المكلفة الاتصال بدمشق في فندق «الفورسيزنز» في القاهرة ليل الجمعة، من دون دعوة الوفد السوري، موضحاً أنه خلاله «طُرحت فكرة تجميد العضوية، الأمر الذي عارضته عدة دول عربية، وانتهى الأمر إلى قرار بتأليف لجنة وزارية عربية تبحث الأمر في دمشق، وهذا لم يحدث».
وجدّد اتهام اللجنة العربية المذكورة بالعمل ضد سوريا، بدليل أنه بعد الموافقة السورية على الخطة العربية، «جرى تصعيد إعلامي غير مسبوق من قنوات التحريض وكذلك تصعيد في العمليات الإجرامية المسلحة على الأرض». وهنا، عدّد المعلم الخطوات التي التزمت بها دمشق في إطار تنفيذ المبادرة العربية، وهو ما واجهته «المجموعات المسلحة» والولايات المتحدة وسط «غياب لأي رد فعل من الجامعة العربية»، ليخلص إلى أن «الخطة كانت مقررة ومبيتة وتنتظر الذرائع، والقرار (العربي) الصادر على أي حال غير قانوني».
وفيما رفض المعلم التعليق على العلاقة السورية ـــــ القطرية، كشف أجزاءً من وقائع زيارته للدوحة قبل نحو أسبوعين، مكرراً موقف بلاده المرحب بمشاركة جميع المعارضين. وبشأن هذه النقطة، لفت المعلم إلى أن الروس يريدون أن يكون لهم «دور مؤثر في الحوار الوطني المزمع عقده، وهذا شيء إيجابي». حتى إن المعلم اتهم الجامعة العربية برفض تحديد آليات لتطبيق المبادرة في الدوحة، ملمحاً إلى مسؤولية دول الجوار في عدم ضبط الحدود لمنع تهريب السلاح»، وهذا الأمر بأيدي دول الجوار، إضافة إلى وقف الحوالات المالية التي تأتي من دول الخليج». ووصل الأمر بالمعلم إلى الكشف أن الوفد السوري أعرب عن استعداده لفتح مكتب لقناة «الجزيرة» في سوريا «وفق أسس الموضوعية»، مستدركاً أنه «بعدما رأينا تصاعد التحريض منذ الموافقة السورية على الخطة العربية، استغربنا لأننا عندما كنا في الدوحة قالوا لنا إذا وافقتم على خطة العمل فسنحشد المثقفين والإعلاميين ورجال الدين بمن فيهم يوسف القرضاوي لدعم هذه الموافقة، ولكن هذا الشيء لم يحدث».
ورغم مهاجمة القادة العرب، عاد المعلم ليعرب عن ثقة بلاده بهم، وذلك رداً على سؤال عن الدعوة السورية لعقد قمة طارئة، قائلاً: «نثق بحكمة القادة العرب ورؤيتهم الواقعية لتطورات الأحداث في المنطقة ومساهمتهم في حل الأزمة على قاعدة أن الحل سوري سيصب في تعزيز الأمن القومي العربي».
وصوّب المعلم سهامه تحديداً على الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من باب تصريح الأخير بأنه سيتشاور مع أطياف المعارضة، لا الحكومة السورية، واصفاً ذلك بأنه يدعو إلى «الخزي والعار ولن يشرفنا التشاور معه»، متسائلاً: «هل هناك قلة حياء أكثر من دعوة الجيش العربي السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف والقتل ضد المدنيين؟». ولم يوفّر الرئاسة القطرية للجنة مبادرة السلام العربية من انتقاداته على خلفية فشلها في إقناع دولة أفريقية كي تكون الصوت التاسع في مجلس الأمن لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة. ورداً على سؤال عن مهاجمة بعثات دبلوماسية في دمشق واللاذقية وحلب، قدم المعلم اعتذار بلاده عن الموضوع. أما عن الكلام على أنباء عن عزم تركيا إقامة منطقة عازلة مستقبلاً، ردّ الوزير بأن «سوريا ستدافع عن سيادة كل شبر من أراضيها»، مستبعداً أن يقوم «الأشقاء في تركيا بهذه الخطوة».
وفي تعليقه على خطوات عربية مقبلة محتملة، اعترف بأن قيادته «مقصرة في موضوع الحوار، وأرجو أن نتدارك ذلك»، مفضلاً عدم التحدث عن الجامعة العربية كثيراً؛ «فقرارها الأخير مشين وخبيث، ولذلك يجب أن نتوقع منه أشياء أخرى تبنى عليه». وكشف المعلم أنه لن يشارك في منتدى الحوار العربي ـــــ التركي المقرر في الرباط يوم الأربعاء، وعلى هامشه يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً.
على صعيد آخر، توحّد الموقفان الروسي والإيراني على التنديد بقرارات وزراء الخارجية العربية، بينما اقتصر التعليق الصيني على دعوة دمشق إلى تنفيذ بنود المبادرة العربية؛ وفيما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القرار بأنه «غير صائب»، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إلى أن القرار «سيعقّد البحث عن حل سلمي للأزمة السورية». في المقابل، اتهم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الولايات المتحدة وأوروبا بإرسال «إرهابيين» لإثارة العنف في سوريا.
وفي تداعيات القرارات العربية الأخيرة، برر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري موقف بغداد المتحفّظ على قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بالقول إن «الوضع في سوريا يؤثر بصورة مباشرة على العراق». غير أنه استدرك بالتذكير بأنّ «هناك التزامات بالنسبة إلى العراق بمحيطه العربي الدولي لا يمكن أن نتغاضى عنها». وفي السياق، خرجت الجزائر عن صمتها، وناشد المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجيتها عمار بلاني، الحكومة السورية اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف بهدف تجنب تدويل الأزمة السورية.


Bookmark and Share

الرئيس الأسد قال لرئيس وزراء قطر


الاشتباك القطري السوري يشرِّع التدخل الدولي

الأسد للشيخ حمد: «هل جئت بإملاءات أميركية؟

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

يروي دبلوماسي عربي في القاهرة أن الرئيس السوري بشار الأسد اتهم رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثاني بأنه ينفذ «إملاءات أميركية»، وقال له «أنا أحمي شعبي بالجيش أما أنت فتحميه بالقواعد الأميركية الموجودة على أرضكم»، مضيفاً «لو أنكم جئتم الى دمشق كوفد لجامعة الدول العربية فأهلاً بكم، أما إذا كنتم موفدين من قبل الاميركيين فمن الأفضل ألا نناقش شيئاً».

جرى ذلك في خلال استقبال الاسد لوفد الجامعة العربية في 26 تشرين الاول الماضي، فتشنجت الأجواء قليلا، وردّ المسؤول القطري قائلا «لو كنت أميركياً فسوف ألتزم الصمت» فرد الأسد قائلاً «أنت قطري ولكنك تنفذ إملاءات اميركية»، وبالفعل التزم الشيخ حمد الصمت ثم راحت الأجواء تترطب شيئاً فشيئاً وانتهى اللقاء بخطة عربية لإنهاء الأزمة السورية.

كانت دمشق تشعر منذ البداية بأن في التحرك العربي دوراً قطرياً «مشبوهاً»، وفق تعبير مسؤول سوري، وسعت للالتفاف عليه من خلال القبول بالمبادرة العربية، رغم أن بعض بنودها كانت تعتبر «خرقاً للسيادة السورية». ولوحظ انه بعد الرفض العلني الذي عبر عنه سفير سوريا في القاهرة يوسف احمد لتلك المبادرة في حينه، عادت دمشق تفتح أبوابها للجنة، لا بل وتقبل بأن يكون الشيخ حمد هو رئيس الوفد الزائر.

وقد «جاهد» وزير الخارجية السوري وليد المعلم في خلال استقبال الأسد للوفد العربي لتعديل بعض بنود المبادرة العربية، ذلك ان المسؤول القطري كان يوحي لمضيفيه بأنه لا يقبل أي تعديل على بنود سحب الجيش تماماً، كما لم يقبل أي استخدام لعبارة «ارهاب»، وكاد ألا يقبل ان يصار الى تسمية المسلحين في الشوارع.

ويروي الدبلوماسي العربي في القاهرة، ان اللقاء الاول بين وفد الجامعة العربية والأسد تخللته بعض اللقطات المضحكة، ومنها مثلا حين أخرج نائب الأمين العام للجامعة احمد بن حلي مبادرة الجامعة وراح يقرأها على مسمع الحاضرين، فصرخ به الشيخ حمد قائلاً «ليست هذه هي المبادرة التي نريدها وإنما الثانية»، وراح بن حلي يبحث في جيوبه عن النص الثاني ولم يجده، فضحك الأسد وضيوفه.

تعددت آنذاك نصوص المبادرة، واستقر الرأي على تلك التي دعت الى سحب «المسلحين» من الشوارع، بمعنى ان العرب اعترفوا بوجود مسلحين غير الجيش الرسمي. وجرى اتفاق ضمني على ان تكون جلسة الحوار الأولى بين وفد السلطة والمعارضة في قاعات الجامعة العربية بالقاهرة.

يقول السوريون إنهم شعروا بـ«أن فخاً كان ينصب»، ولكن العلاقة القوية مع موسكو فرضت قبولا بشروط عربية لم تكن دمشق لترتضيها في ظروف أخرى. كان لا بد للقيادة السورية من بعث رسالة واضحة لموسكو مفادها ان هذه القيادة منفتحة على الحوار وعلى كل المبادرات العربية، فهذا وحده كفيل بتقوية دعائم الموقف الروسي في مجلس الأمن بغية الوقوف في وجه المساعي الاميركية والفرنسية والأوروبية لاتخاذ مواقف صارمة او لتشريع التدخل الدولي.

كان بند «سحب المسلحين» هو الأكثر خطورة على القيادة السورية، فكيف لها ان تسحب الجيش من مناطق باتت مسرحاً لحرب أهلية على غرار حمص. قال الشيخ حمد «لا بد من سحب الجيش ووقف قتل المتظاهرين»، رد الأسد عليه بالقول «إن الجيش لا يقتل المتظاهرين وإنما يلاحق الإرهابيين والمسلحين، ولو كان لديك حل لهؤلاء تفضل وقدمه لنا».

يقول السوريون إنهم شعروا منذ ذاك اللقاء بأن قطر تستكمل هجومها على سوريا، الذي كانت بدأته عبر قناة «الجزيرة» وعبر التحرك حيال المعارضة والإخوان المسلمين وبالتعاون مع عواصم قرار غربية. وأن ذلك كان واضحاً في لقاء اللجنة العربية مع الأسد، فالضغط القطري على الوزير السوداني مثلا دفع بهذا الأخير الى حد القول في حضور الأسد: «إن التفاوض مع الغرب هو الطريق الأسلم للخروج من ازماتنا»، فقال احد اعضاء الوفد السوري «إن التفاوض أدى الى اقتطاع جنوب السودان ورفع الأعلام الإسرائيلية فيه».

ويروي الدبلوماسي العربي في القاهرة ان دمشق شعرت ايضاً بأن الامين العام للجامعة العربية بات خاضعاً للضغط القطري، فحين تحدث مثلا نبيل العربي امام الأسد عن «وقف العنف من قبل كل الاطراف»، نظر اليه الشيخ حمد بشيء من التنبيه والتحذير فكاد يتراجع، وحينها تدخل وليد المعلم ليقول له «ولو! اهكذا تتراجع بسرعة»، فما كان من العربي إلا أن عاد وأكد على موقفه.

وفي خلال الأيام العشرة التي تلت الاعلان عن المبادرة العربية، بعث وليد المعلم برسائل كثيرة الى الجامعة العربية يبلغها فيها بما تم تنفيذه من بنود المبادرة، فقد تم سحب الجيش من كثير من المناطق، واستبدل برجال شرطة وأمن داخلي، وتم قبول مجيء صحافيين عرب وأجانب، وأطلق سراح دفعة اولى من المعتقلين، وتم الإعلان عن العفو عمن يسلم سلاحه شرط ألا تكون يداه ملطخة بالدماء.

اعتقدت القيادة السورية ان ذلك سيسمح بتبريد الأجواء ولكنها بقيت حذرة جداً من التحرك القطري. كانت بعض اطراف المعارضة وخصوصاً في هيئة التنسيق تتقبل الاشارات، وترسل ببعض الإيحاءات الإيجابية لجهة استئناف الحوار او الشروع بحوار عميق، وتردد كلام عن تبادل عروض بشأن المستقبل السياسي ومستقبل المشاركة في السلطة.

تم إرسال مضمون كل ذلك الى موسكو، وتبين ان الادارة الروسية حرصت على تشجيع المبادرة العربية وقالت كلاماً إيجابياً بشأن التجاوب السوري، وتردد ان موسكو بعثت برسالة الى الجامعة العربية تنصح فيها بالتروي وبعدم اتخاذ مواقف متشنجة حيال القيادة السورية، ونصحت كذلك بتشجيع الرئيس بشار الأسد على المضي قدماً في قبول المبادرة والانفتاح على الإصلاح.

الضغط الأميركي والموقف العربي

ثمة شيء حصل في تلك الايام العشرة. لم يكن أحد يتوقع مسارعة الجامعة العربية لاتخاذ موقف حازم حيال دمشق يقضي بتعليق العضوية. يقول معارضون سوريون من هيئة التنسيق إنهم حين ذهبوا الى القاهرة والتقوا بنبيل العربي لم يشعروا بأن ثمة إعداداً لمثل هذا القرار.

لكن القيادة السورية توقعت «شيئاً سلبياً» منذ التحاق وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل باجتماع اللجنة الوزارية. قالت اوساط سورية إن أميركا مارست اقسى الضغوط في الساعات الاخيرة لرفع اللهجة العربية ضد سوريا. سبق ذلك تصريح لوزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه يقول «إن المبادرة العربية ماتت»، وبين هذا وذاك صدر التصريح الأميركي الداعي المسلحين السوريين لعدم تسليم سلاحهم.

يقول السوريون إنهم لم يفاجأوا فعلا بموقف الجامعة، ولكنهم فوجئوا بالتوقيت، وفوجئوا ايضا بأن الوزراء العرب لم يترددوا في دعوة رئيس المجلس الوطني المعارض برهان غليون الى طاولتهم في فندق الفورسيزنز، وهو ليس وزيراً للخارجية. قُرئ الموضوع من عنوانه.

كانت دمشق تتوقع ان تصدر الجامعة موقفاً «سلبياً» في ختام المهلة التي اعطتها للقيادة السورية، ولكنها ما انتظرت سرعة القرار. ولذلك ثمة جزم سوري بأن الأميركيين دخلوا على الخط في الساعات الأخيرة.

يقول مسؤول سوري له خبرة طويلة في اروقة الجامعة: «نحن نعرف كيف تصاغ القرارات في الجامعة العربية، وكيف ينصاع بعض الأخوة العرب للأسف للإملاءات الاميركية، وندرك ان قطر تلعب حالياً أسوأ الادوار في هذا السياق».

كيف علقت عضوية سوريا

كانت الشكوك السورية حيال قطر في محلها. جاء الشيخ حمد الى القاهرة. عقد اجتماعاً للجنة الوزارية العربية في فندق الفورسيزنز، وذلك بحضور وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، الذي جاء بناء على طلبه الشخصي. وقدم رئيس الوزراء القطري مشروع قرار فيه 6 بنود هي التالية:

1- تعليق عضوية سوريا في الجامعة.

2- الطلب من الجيش عدم التدخل في عمليات القتل.

3- دعوة المعارضة للاجتماع في مقر الجامعة خلال 3 ايام.

4- دعوة المنظمات الدولية لزيارة سوريا.

5- سحب السفراء العرب من سوريا.

6- دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب للاجتماع مع المعارضة بعد توحدها.

كانت الجزائر ومصر أول من عارض ذلك. واستمرت سلطنة عمان على استيائها. وتصدر لبنان طليعة الرافضين. قال وزير الخارجية المصري إنه لا بد من اتباع آليات لتنفيذ خطة العمل العربية. سعى المندوب الجزائري للوقوف ضد المشروع. حصلت مشادة بينه وبين الشيخ حمد. قال المندوب الجزائري «إن قطر هي رأس حربة في المشاكل التي تتعرض لها الأمة العربية». رد عليه حمد «سيأتي الدور عليكم».

وقائع الاشتباك القطري السوري في القاهرة

بعد ذلك عقدت الجلسة المغلقة واستهلها الامين العام للجامعة بعرض الخطوات التي تمت حيال سوريا، من الزيارة الأولى في 13 تموز 2011 وصولا الى اللقاء مع الأسد..شكا نبيل العربي من انه اتصل غير مرة بوزير الخارجية السوري ولم يجب، وترك له رسائل عند السكرتارية ولم يرد. ثم قال إنه «مع ارسال لجنة تقصي الحقائق لنسمع الرواية الحقيقية، ولكن مع الاسف لم نوفق بتشكيل اللجنة او بإرسالها في الوقت المناسب، ويمكن ان تضم اطرافاً دولية مثل مجلس حقوق الانسان او غيره».

كان المندوب السوري متحفزاً للجواب. نظر الى الشيخ حمد وقال له «في هذه القاعة بالذات أثرت في مداخلتي في خلال الاجتماع الاول للجامعة ما تفضل به معالي وزير الخارجية اللبناني بأن ثمة نية مبيتة لأخذ سوريا الى مذاهب شتى. اجبتني يومها بأنك يا اخ يوسف متوهم فأجبتك أرجو يا شيخ حمد ان يكون الامر كذلك. اليوم وبعد قراءة هذه الورقة... واضح تماما انكم نسفتم، ليس الخطة فقط، بل حتى الآلية التي وضعتموها قبل ان تولد. كنتم في عجلة من امركم ولم تنتظروا مجرد تشكيل بعثة من الجامعة لتذهب الى سوريا من اجل ان تتقصى الوقائع ... لأنكم لا تريدون ان تقفوا على حقيقة الموقف».

وأكد المندوب السوري ان تعليق العضوية باطل قانونياً، وشرح الاسباب. وقال يوسف احمد «حذار السماح بتأجيح النار التي لن توفر احداً، وسوف تلتهم الجميع، حذار من ترك سوريا من دون الوقوف بحزم حيال ما يحصل من مؤامرات مكشوفة وتحريض مغرض وحملات إعلامية شرسة تجاوزت كل الحدود ودعوات اجنبية علنية لإسقاط النظام».

وقال «من الاجتماع الاول كنا نشتم رائحة تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وكنا نغالط انفسنا مرة تلو مرة. وما يطرح اليوم هو دليل قاطع على حقيقة ما توقعناه. ان البند الثاني من مشروع هذا القرار يشكل سابقة خطيرة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدولة عضو في الجامعة.. ويقوض اسس السلام والاستقرار في المنطقة».

ثم تحدث مندوب العراق فتحفظ على البند الثاني، وقال «نشم منه وكذلك اعتقد ان بعض الناس ستقول انه دعوة للتدخل الاجنبي وهذا سيعقد الامور، ليس على سوريا فقط وإنما على دول الجوار كالعراق... والنقطة الاخرى وحسب ميثاق الجامعة، نجد ان تعليق او تجميد عضوية دولة من المفروض ان يحصل على إجماع... واقتراحنا الملموس هو انه لدينا مبادرة عربية متفق عليها، وسوريا موافقة عليها ويمكن لهذه المبادرة ان تطرح على المجالس الدولية مثل مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان ليتم تبنيها».

رد نبيل العربي على الجانب القانوني بقراءة جزء من المادة 12 من النظام الاساسي لمجلس الجامعة، مشيراً الى ان تعليق العضوية هو من المسائل الموضوعية التي يتطلب إقرارها ثلثي اصوات الدول الحاضرة والمشاركة في التصويت وأما الفصل فيتطلب الاجماع.

انتفض المندوب السوري قائلا «انا استغرب دفاع الامين العام عن مشروع القرار وهو المؤتمن على تنفيذ الميثاق، وأنا اسألك لماذا اجتزأت في قراءتك ما ورد في النظام الاساسي، فأنت تعرف ان المادة 12 من النظام الاساسي تنص صراحة على ان الفصل او التعليق يتطلب العمل بأحكام الفقرة 2 من المادة 18 من الميثاق التي تؤكد بشكل واضح وصريح وجود إجماع من المجلس في حالتي الفصل او التعليق».

ووافقه على ذلك مندوب الجزائر الذي حذر من خطورة ما يجري ودعا الى الحكمة. وقال «نحن ننبه الامين العام ومجلس الجامعة الى ضرورة وضع دراسة فورية لهذه المسالة لأننا سندخل في متاهات وأمور كثيرة الآن وفي المستقبل قد لا تحمد عقباها، ولا بد من اعطاء الوقت الكافي للامانة العامة من اجل تقديم المطلوب قبل ان نقر هذه الفقرة المتعلقة بتعليق العضوية».

وفي الختام تحدث الشيخ حمد موضحاً ان وفد لبنان اعترض على القرار وكذلك اليمن وأن العراق امتنع عن التصويت، وأنهى الاجتماع بشكل مفاجئ من دون السماح للوفد الجزائري بالتعبير عن موقفه، فانتفض المندوب السوري وقال للمسؤول القطري «هذا تآمر منك شخصياً وتجاوز على القانون والميثاق. انت رأس المطية والتخريب ليس في سوريا فقط بل على مستوى الدول العربية الاخرى. انت والامين العام تجرمون بحق سوريا وبحق الامة العربية. انتم عملاء وتنفذون اجندة غربية وسيحاسبكم الشعب العربي في يوم من الايام على هذه الجرائم التي ترتكبونها».

ماذا بعد؟ تدخل دولي؟

ثمة شعور عام في سوريا بأن ما حصل في الجامعة العربية هو مقدمة لشيء أسوأ. يقال في دمشق ان بعض العرب، وفي مقدمهم قطر، شرّعوا المستقبل لتدخلات دولية. ولكنهم على يقين بأن التدخل العسكري مستحيل. ثمة شكوك بأن تركيا قد تحرك بعض المياه الساكنة. وأن قطر ستستمر في التصعيد، وأن اميركا وفرنسا ستعودان الى تحريك ورقة الامم المتحدة ومجلس الامن والضغط على روسيا والصين.

سيتحدث وزير الخارجية السوري مطولا اليوم عن موقف سوريا الرافض رسمياً للقرار العربي. ولكن دمشق لا تزال تعتمد لهجة دبلوماسية هادئة. قد تصدر مواقف في الايام المقبلة تؤكد ان الهدوء لا يعني الضعف، وقد تتجه القيادة للإعلان عن خطوات سياسية انفتاحية ولكن بعد هدوء عاصفة الجامعة لكي لا يفسر الامر على انه تراجع.

السوريون يتحدثون عن اوراق قوة كثيرة. الإجراءات الامنية تكاد تستكمل. حمص نجت بأقل خسائر ممكنة ويصار حاليا الى انهاء الوجود المسلح فيها. اللهجة الايرانية ولهجة السيد حسن نصر الله (اللتان ربما سرّعتا القرار العربي) يلقيان صدى ايجابيا كبيرا في دمشق. مسؤول سوري رفيع يقول: «سنبقي على الهدوء ولكننا سنرسل قريبا اشارات جدية على قوة سوريا وتماسكها عسكريا وسياسيا». الروس لا يزالون الى جانب الرئيس الاسد. التظاهرات المليونية التي عمت مناطق سوريا امس اريد لها ان تكون رسالة واضحة على التعاطف الشعبي مع الرئيس ورفض التدخل الخارجي. ثمة خيوط ربطت مع بعض المعارضة.

كلها اوراق مهمة، ولكن الحركة العربية والاعلامية والدولية تبقى كبيرة الاثر، وتسعى قطر حاليا ومعها دول عربية وغربية الى توحيد المعارضة كمقدمة للاعتراف بها واعتبار الأسد فاقداً للشرعية.

يقول البعض ان الازمة السورية مرشحة للتعقيد وليس للانتهاء، فثمة سنة كاملة قبل الانتخابات الاميركية ستكون مليئة بالمفاجآت، خصوصا ان قرب انتهاء الانسحاب الاميركي من العراق يفترض زيادة هائلة بالضغوط على ايران وسوريا و«حزب الله».

ولعل قطر ومعها بعض الدول العربية نجحت حتى الآن في رفع الغطاء العربي عن سوريا...ومع ذلك فثمة خيوط لا تزال قوية مع بعض كبار القادة العرب، وبعض الدليل على ذلك، تلك الرسالة «الحميمة» التي بعث بها الرئيس الأسد الى الامير نايف بن عبد العزيز بعد توليه منصب ولاية العهد في السعودية مؤكدا له فيها على عمق التقدير لشخصه ودوره في حل المشاكل الاقليمية.

ولعل في الاشادة بالسعودية، رسائل واضحة لقطر التي تبدو من المنظور السوري حاليا «أبرز المحرضين والمتآمرين» خصوصا ان المعلومات الواردة الى بعض القيادات السورية تقول ان كلاما يصدر عن امير قطر ورئيس الوزراء يؤكد ان «الاسد بات في حكم المنتهي» حتى ولو ان الامير قال للوفد الرسمي السوري الذي زاره قبل فترة انه «يحب الرئيس ويتمنى له الخير».


Bookmark and Share

ظاهرة الاقتراب من الموت


لم يعد هناك أدنى شك بوجود ظاهرة أخرى غير مألوفة فرضت نفسها بقوة على الساحة العلمية ، يشيرون غليها بحالة الاقتراب من الموت . تجلّت هذه الظاهرة بين جميع المجتمعات البشرية ، باختلاف ثقافاتها و مشاربها ، و عبر فترات التاريخ ، القديمة و الحديثة . و مرّ بهذه الحالة الكبار و الصغار ، الروحانيين و الدنيويين ، علمانيين و دينيين … و هناك أمثلة كثيرة على حالات الاقتراب من الموت يدخل فيها الأشخاص المتشككين الذين لم يتوقّعوا وجود هذه الظاهرة أساساً !. ـ بعد التقدم الذي شهدته وسائل الإنعاش الطبية ، مما ساعد الأطباء في إعادة الكثير من الأشخاص من حافة الموت ، لوحظ نشوء حالة غريبة في مختلف الأوساط الطبية حول العالم ، و تتمثّل بتلك التصريحات التي تدلي بها نسبة كبيرة من العائدين من حالة الموت ! و عن تجاربهم الغريبة التي عايشوها خلال فترة موتهم المؤقت !. اجتمعت جميع تلك التصريحات المختلفة ، و القادمة من جميع أنحاء العالم ، إلى وجود عالم آخر تجري أحداثه خارج أجسادنا الفيزيائية !. و كان تأثير هذه التجربة على الذين خاضوها كبيراً ، خاصة من الناحية العاطفية و الروحية ! و هذا جعلهم يحدثون تغييرات كبيرة في حياتهم الشخصية بعد تلك التجربة !. ـ يقول الدارسين في العلوم الروحية ( من جميع التقاليد و الفلسفات الروحية المختلفة ) أنه خلال حدوث أزمة صحيّة شديدة مما يجعل الموت محتماً ، يغادر الجسد الأثيري ( أو الروح أو غيرها من مصطلحات ) الجسد الفيزيائي ، و يدخل في المرحلة الأولى من العالم الآخر . لكن إذا لم يتم حصول حالة الموت ، يعود الجسم الأثيري إلى موقعه في الجسم الفيزيائي . ـ يقول العلمانيون المتشككون أنه لا يوجد شيء اسمه الجسد الأثيري ( أو الروح ) . و كل ما يخوضه الشخص أثناء حالة الموت هو عبارة عن نتيجة محتمة للاختلالات الحاصلة في الجسم الفيزيائي الذي يعاني من انهيار تدريجي مما يؤدي إلى حصول هلوسة تسبب بظهور صور و مشاهد و مشاعر وهمية يعيشها ذلك الشخص في داخل عقله فقط !. ( المشكلة مع هؤلاء المتشككين هي أنهم يعتمدون في تفسيراتهم المختلفة على العقل مع أنهم لا زالوا عاجزين عن وضع تعريف مناسب له ، و لا إثبات أو تحديد مكان وجوده حتى هذه اللحظة ) . ـ أشارت الدراسات إلى أن حالة الاقتراب من الموت تحصل غالباً خلال مرض أو عملية جراحية ، أو حالة ولادة ، أو حوادث ، أو سكتة قلبية ، أو محاولة انتحار . ـ أحد الباحثين الأوائل في هذا المجال هو الطبيب و الفيلسوف ، الدكتور ” ريموند مودي ” ، الذي بدأ عمله في هذا المجال كعلماني متشكك ، لكنه الآن مقتنع تماماً بواقعية هذه الظاهرة و ما تخفيه مرحلة الموت من عوالم حسية و إدراكية غامضة . كان كتابه الأوّل الذي نتج عن مراحل أبحاثه الأولى بعنوان : الحياة بعد الحياة ، 1975م . و اعتبر هذا الكتاب من الأعمال الكلاسيكية العالمية المهمة . و قام بتأليف كتابين آخرين في عامي 1983م و 1988م ، بحثا هذه الظاهرة بشكل أوسع . بعد أبحاث الدكتور مودي ، فتح مجال واسع على مصارعيه لأبحاث عصرية أخرى . فمنذ العام 1975م ، أجريت دراسات كثيرة في بلدان مختلفة ، و أنشأت جمعيات عالمية عديدة ، بالإضافة إلى منشورات و مجلات مخصص تتناول هذا الموضوع و تتمحور حوله . أما الكتاب المهم الذي نال شهرة واسعة ، فهو من تأليف الباحثة الأسترالية ” شيري سوثرلاند ” ، ( صدر في العام 1992م ) ، يحتوي على 150 حالة تم بحثها من قبل أكاديميين بارزين حول العالم . لاحظ الدكتور مودي وجود تشابه كبير بين تجارب الأشخاص الذين أجرى عليهم دراسته . و هذا ساعده على التعرّف إلى خمسة عشرة عنصر يعتبر قاسم مشترك بين جميع الحالات ، و قام بعدها بتأليف حالة خيالية تحتوي على جميع هذه العناصر . فكانت التالي : ” … رجل يدخل مرحلة الموت …. و بعد الوصول إلى مرحلة اليأس الكامل من وضعه الفيزيائي ، يسمع الدكتور الذي فحصه و هو يقول للممرضات : ” لقد توفي ” .. بدأ بعدها يسمع صوت غير مريح .. رنين أو طنين صاخب مرتفع الوتيرة .. و بنفس الوقت يشعر بأنه يسير بسرعة في داخل نفق مظلم طويل … بعدها يجد نفسه خارج جسده .. و يرى ذلك الجسد الملقى على السرير من مسافة معيّنة … يراقب الأحداث كأنه مشاهد لها و ليس مشارك فيها .. فيشاهد كيف تتم محاولة إنعاش جسده الفيزيائي من موقع بعيد .. يصبح في حالة هيجان عاطفي كبير .. بعد فترة قليلة ، تهدأ العواطف المتهيّجة … و يبدأ بالتأقلم مع حالته الجديدة و يألفها … يكتشف بأنه لازال يملك جسداً .. لكنه يختلف في مكوناته و طبيعته و قدراته عن ذلك الجسد الفيزيائي الذي خلفه وراءه …. يبدأ بعدها حصول أشياء كثيرة .. يأتي آخرون من ذلك العالم لمقابلته و مساعدته .. يتعرّف عليهم على أنهم أقربائه و أصدقائه الذين فارقوا الحياة من قبل .. بعدها … يجد نفسه في مواجهة كيان نوراني مشعّ .. تنبثق منه نور غريبة لا يمكن وصفها .. يشع بالمحبة و الدفء و غيرها من مشاعر حميمة لم يألفها من قبل .. يظهر هذا النور المبهر الحنون أمامه … فيسأله أن ينظر إلى الماضي و يقيّم حياته التي عاشها في الدنيا … يسأله بطريقة تخاطرية واضحة المعاني و يملأها الحنان الذي لا يمكن وصفه … فيبدأ بالرجوع إلى تفاصيل حياته الدنيوية … فتمرّ جميع أحداث حياته و مجرياتها في ذهنه ، بسرعة خاطفة ، لكنه يدركها جميعها ، بكل تفاصيلها .. يدركها خلال لحظات سريعة .. بطريقة غريبة لا توصف بالكلمات أو المعدلات الفيزيائية الزمنية .. يشعر في مرحلة معيّنة بأنه يقترب من سدّ فاصل .. أو حاجز يبدو أنه يمثُل الحد الفاصل بين العالم الدنيوي و العالم الآخر … ثم يكتشف فجأة بأن وجب عليه العودة إلى الدنيا .. و أن موعد موته لم يحين بعد … في هذه النقطة بالذات ، يبدأ بالمقاومة .. فهو قد تآلف مع عالمه الجديد و لا يريد العودة .. فهو في حالته الجديدة مغمور كلياً بمشاعر قوية بالبهجة و الحب و السلام ……. لكن رغم رغبته في البقاء و عدم العودة ، يجد نفسه قد عاد فعلاً إلى جسده الفيزيائي ….. فيعيش من جديد . يحاول بعدها أن يروي للآخرين عن تجربته التي خاضها في العالم الآخر … لكنه يواجه صعوبة كبيرة في فعل ذلك .. السبب الأوّل يعود إلى أنه لا يستطيع إيجاد الكلمات اللغوية المناسبة لوصف تلك التجارب الغير دنيوية .. و تلك المشاعر الغير دنيوية .. و التي ليس لها مصطلحات دنيوية .. السبب الثاني هو السخرية التي يواجهها من قبلهم ، فيمتنع عن الكلام حول هذه التجربة و يحتفظ بتلك المعلومات لنفسه … لكن لهذه التجربة أثر كبير على حياته .. على نفسه .. على معتقداته و طريقة تفكيره … خاصة نظرته تجاه الموت و علاقته بالحياة ..” . ( مودي : 1975م ) ـ الدكتور ” كينيث رينغ ” ، الذي قام بدراسة علمية حول ظاهرة الاقتراب من الموت ، في العام 1980م ، أكّدت جميع نتائجها ما ادعاه الدكتور مودي ، لكنه وجد أن الأشخاص مرّوا بهذه التجربة على مراحل ، و النسبة الكبيرة منهم وصلوا للمراحل الأولى فقط . ـ دراسات أخرى تابعة لباحثين مثل : ( كارليس أوسيس و أورلاندور هارالدسون ، 1977م ) ، و ( مايكل سابوهم و سارا كروتزيغر ، 1976م ) ، و ( إليزابيث كوبلر روس ، 1983م ) ، و ( كرياغ لونداهل 1981م ) ، و ( بروس غريسون و أيان ستيفنسون ، 1980م ) ، و جميعهم أيّدو ما وصفه الدكتور مودي عن هذه الظاهرة .



Bookmark and Share

ومن غرائب النساء


الملكة فاندين :

أمرت بسجن حلاقها الخاص مدة ثلاثة أعوام حتى لا يعلم أحد أن الشيب قد ملأ شعرها

الملكة فيكتوريا :

أمرت برش شوارع مدينة كوبنرج الإنجليزية بماء الكولونيا احتفالا بزيارتها هى والبرنس ألبرت سنة 1845

آن بولين :

زوجة الملك هنرى الثامن كانت تلبس القفاز بصفة مستمرة صيفا وشتاء وذلك لتخفى إصبعها السادس من يديها

كليوباترا:

ملكة مصر إذا أرادت أن تفتح شهيتها يأكل قطعة من الشمام متبلة بالثوم

اينزى كاستور :

زوجة بيدرا الأول ملكة البرتغال . اغتالها أحد الأفراد فلما اصبح زوجها ملكا أخرج جثتها ونصبها على العرش وقال لشعبه إنها ملكة البرتغال فأصبحت أول ملكة تحكم شعبها بعد موتها

الملكة مارجريت :

ملكة النمسا زوجة فيليب الثالث . رفضت أن تستلم هدية قدمها لها أصحاب الجوارب الحريرية . ووبختهم بشدة على هديتهم … وقد زال غضبهم وحدتهم بعد أن عرفوا أن ملكة اسبانيا تكره ساقيها النحيفتين

الملكة إليزابيث :

ملكة النمسا كانت لا تنام إلا بعد أن تلف وسطها بمنديل مبلل بالماء لاعتقادها أن هذا المنديل يحفظ لخصرها الرشاقة والنحافة .

كريستان هاردن :

ملكة بولندا ظلت ملكة لمدة ثلاثين عاما . منذ عام 1697 وحنى عام 1727 علما أنها لم تطأ قدماها بولند أبدا.

اوصت زوجة امريكية اسمها مارى كوهيري بدولارين لزوجها
بعد موتها يستخدم نصف هذا المبلغ فى شراء حبل ليشنق نفسه به

> تلقت شرطة مدينة مانشستر في انجلترا مكالمة غريبة طارئة من رجل غاضب
قال : ان زوجته تحتجزه رغماً عنه باخفائها ساقه الاصطناعية

> لها لسانان ومع ذلك خرساء!!
> لاشك في أن أتعس إمرأة في العالم هي فرانكفوت فرولين فإنها قد خلقت
ولها لسانان ولكنها لا تسطيع أن تتكلم كلمة واحدة لأنها خرساء

> تقطع لسانها حتى لا تذيع سراً!!
> قطعت المحظية (ليون) الأثينية لسانها لتمنع نفسها عن إفشاء أسرار
المؤامرة التي جرت بين (هيرموديس) و (أرستوجيتوس) وقد أقاموا لها تمثالاً
على شكل لبؤة إكراما لتضحيتها في مدينة أثينا

> التي لها لحية!!
> أدريان إمرأة ذات لحية كثيفة ظهرت في “لونابارك” في باريس

>
> طول رموشها 10 سنتيمترات!!
> يبلغ طول رموش (كاليسنج) عشرة سنتيمترات وهي فتاة صينية حسناء

> ترضع أولادها …من ظهرها !!
> ماجدولينا سترومر زوك من روسيا كان ثداها في ظهرها ورضعت أولادها
الثلاثة كالعادة

> أطول شعر لإمرأة!! واو
> المرضة ( ايرنيا جودين) تفخر بأن لها أطول شعر رأس في بريطانيا إذ
يبلغ طول شعرها 193 سنتيمتراً وحينما تغسله تستعمل زجاجة كاملة من
الشامبو والطول الكامل لحوض الحمام

> هل تتوقف عن الحب!!
> سئلت البارونه “بوردت كوتس” وهي في التسعين من عمرها : متى تتوقف
عن الحب ؟؟ فأجابت ” اسألوا من هم أكبر مني سناًً

> إمرأة تلد طفلاً في بطنه جنيناً!!
> في “بغداد” حمل رجال الإسعاف في عام 1945 إلى المستشفى الملكي إمرأة
ومعها نجلها الطفل (قاسم محمد) الذي لا يزيد عمره على السنتين ..وكان
الطفل يتألم ويشكو دائما من ثقل في معدته ولما تولى الأطباء فحصه قروا
وجود ورم في معدته لا تزول إلا بإجراء عملية جراحية لاستئصال هذا الورم
ولكن الجراح ما كاد يشق بطن الطفل المريض حتى أذهلته الحالة التي وجدها
إذ وجد في بطن الطفل جنيناً ميتا

> طلبت قطع أذنه برهانا على حبه!!
> بلغ حب الرسام الفلندي ( فان جوخ) لإمرأة حد الجنون حتى أنه قطع إحدى
أذنيه وأهداها لها لأنها طلبت منه ذلك برهاناً على حبه !! (>

> أطول مدة يقظه .. عند !!
> سيدة عمرها 52 عاماً وهي من أفريقيا الجنوبية سجلت أطول فترة يقظة
كاملة فلقد ظلت 283 ساعة و 55 دقيقة أي إحدى عشر يوماً و19ساعة دون نوم

> تحفر صورة زوجها على لسانها !!
> طلبت “صوفيا ريا ولف” أن تحفر صورة زوجها على لسانها كالوشم لأنها هي
التي تسبت في موته بتذمرها المستمر


Bookmark and Share