بيان إدانة “لائحة القومي العربي” لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا


بيان إدانة “لائحة القومي العربي” لقرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا
الجامعة العربية تُسقط أخر أوراق التين عن نفسها، وتعد لتفجير سوريا
نعم لجامعة شعبية عربية بديلة
تجاوزت الجامعة العربية الحد هذه المرة أكثر من أي وقت مضى، فقد سبقت أن شرعنت دخول القوات الأجنبية إلى وطننا العربي أكثر من مرة، من العراق لليبيا، وسبق أن تواطأت سياسياً مع غزوات واحتلالات أجنبية، ومنه الاحتلال الصهيوني لفلسطين طبعاً، والعدوان على غزة، وتهاونت عن نصرة أبناء الوطن العربي ممن يتعرضون للاحتلال، وغضت النظر عن مشاريع التفكيك والحروب الأهلية كما في الصومال والسودان، ولكنها ذهبت هذه المرة إلى حد نزع المشروعية عن عضو مؤسس، وهذا لعب بالنار، لأنه يطرح مشروعية الجامعة نفسها على بساط البحث
.
إن الجامعة العربية هي التي نقضت مشروعيتها بفصلها عضو مؤسس بصورة غير قانونية، وليست سوريا هي التي فقدت مشروعيتها بالجامعة… تلك الجامعة التي أوجدها الاستعمار البريطاني لتكريس الفرقة بين الأمة العربية، ماضية الآن بتنفيذ مهمتها. وقد أطلقت عليها دويلة قطر الرصاصة القاتلة بتوجيه صهيو-أمريكي. فأين كانت الجامعة عندما انتهكت أعراض العرب في أبو غريب وعندما صال العدو الصهيوني وجال من لبنان عام 2006 إلى غزة عام 2009؟! لقد افتقدناها كثيراً في الوقت الذي كان يفترض فيه أن تكون عوناً للشعب العربي، وها هي من جديد لا تسكت إلا عن ظلم، ولا تُظاهِر إلا على عدوان، حتى دخلت من أوسع الأبواب إلى دائرة الخيانة العظمى التي سيحاسبها التاريخ وشعبنا العربي عليها لا محالة.
إن الجامعة العربية فضحتنا وأحرجتنا عالمياً بإصرارها على تسويق ما أسمته ب”المبادرة العربية” في شهر آذار 2002 للتفاهم مع العدو الصهيوني، وقد استخف العدو بتلك المبادرة وحولها إلى ممسحة سياسية عمومية، وقد رفضت الجامعة أن تسحبها حتى الآن بعد أكثر من تسع سنوات بالرغم من كل ما قام به العدو الصهيوني من مجازر وعدوان وانتهاكات… أما مع سوريا، التي قبلت المبادرة العربية المتعلقة بالشأن السوري، فقد تم التعامل بصورة فظة واستباقية، ولم تتابع الجامعة العربية خطوات مبادرتها السورية، ولم ترسل وفداً كما اتفق لمراقبة الوضع الداخلي السوري ولا أرسلت أسماء أعضائه، بل سارعت لاتخاذ إجراءات عقابية حتى بعدما وافقت عليها سوريا، ورفضت حتى أن تُعقد قمة استثنائية لمناقشة قرار تعليق عضوية سوريا!
إن مثل هذا التعامل المزدوج يدل أن قرار الجامعة العربية ليس قراراً عربياً أصلاً، بل قرار تابع لقوى الهيمنة الخارجية، وقرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية هو باختصار قرار أمريكي-صهيوني، والجامعة العربية باتت أداة مكشوفة أخرى بيد أعداء الأمة، تماماً مثل قناتي “الجزيرة” و”العربية”، يحركها البترودولار وعمالته السياسية، وقد تجلى مثل هذا الدور الرخيص، أكثر ما تجلى، في تخلي سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني عن رئاسة الدورة الحالية للجامعة لقطر كما هو معروف.
وقد نجحت سوريا بإحراج الجامعة العربية، بدلاً من العكس، عندما وافقت على المبادرة العربية بشأن سوريا، بالرغم من كل عيوبها وغموضها، وهو ما وضع التحالف العدواني الناتوي-الخليجي بمأزق سياسي، ووضع التحالف الداخلي الإخواني-الليبرالي بمأزق أكبر، ومن هنا كان لا بد من حرق المراحل وتقديم الغطاء السياسي العربي للمعركة الدموية القادمة ومشروع الفتنة والدمار الذي يعدون له في سوريا أسوة بما جرى في العراق وليبيا، وهو الهدف الحقيقي لقرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، والسعي لتقديم عملاء الناتو السوريين كبديل معتمد عربياً، ومن ثم دولياً، للقيادة السورية.
إن محاولة عزل القيادة السورية وإسقاطها وكشف غطائها السياسي وسحب مشروعيتها هو مشروع أمريكي-صهيوني معلن رسمياً، وقد ردت عليه الجماهير السورية بالنزول بالملايين إلى الشارع لأنها فهمت أنه مشروع يستهدف سوريا نفسها دولةً وقيادةً وشعباً. ونؤكد بدورنا أن أية دعوة للرئيس بشار الأسد بالتنحي في لحظة الصدام هذه مع أعداء الأمة هي دعوة أمريكية-صهيونية مكشوفة، وتجاوز على السيادة العربية لمصلحة أجندة غير عربية، ومجرد مدخل لتدمير سوريا وحرقها وإعادتها لحظيرة التبعية، وعليه فأننا نعلن وقوفنا مع القيادة السورية بالكامل في هذه اللحظة التاريخية وفي هذه المعركة ضد العدوان الخارجي وضد المؤامرة الداخلية، كما نؤكد أن مشروع التغيير والإصلاح الحقيقي الذي نتبناه هو ذاك المنفصل عن الأجندات الخارجية، والذي يضع التناقض مع الطرف الأمريكي-الصهيوني في رأس أولوياته.
وبغض النظر عن تطورات الأزمة بين سوريا والجامعة العربية، وتطورات الوضع الداخلي السوري، فإن الجامعة العربية باتت اليوم أداة الأنظمة الملكية لمحو آثار موجة التحرر القومي والوطني التي اجتاحت الوطن العربي في الخمسينيات والستينيات. فما يجري اليوم هو في أحد جوانبه محاولة تصفية حساب ملكية نفطية (وغير نفطية) مع التاريخ العربي الحديث. لذلك نرى، كقوميين عرب، أن الهجمة الشرسة غير المسبوقة التي تتعرض لها العروبة اليوم سياسياً وعسكرياً وعقائدياً صارت تتطلب تأسيس جامعة شعبية عربية تعبر تعبيراً حقيقياً عن المصلحة القومية العربية والأمن القومي العربي، وهو ما أصبح ضرورة ملحة راهنة كانت دوماً ضرورة ملحة تاريخية.
لقد حان الوقت لتجاوز الجامعة العربية التي تأسست لمنع الوحدة العربية أصلاً بعد أن أطلقت هي رصاصة الرحمة على رأسها. والجامعة العربية لم تعكس أية صيغة وحدة قومية، بل سعت دوماً، على العكس من ذلك، لتكريس صيغة التجزئة القطرية وتثبيتها .. ولم تعكس قراراتها الإرادة الشعبية العربية، بل ميزان القوى وتقاطعات المصالح بين أنظمة التجزئة التي وضعت أصلاً لمنع التحرر والنهوض والوحدة في الوطن العربي. وما دامت الجامعة عازمة على اجتثاث أي أثر للموقف القومي والوطني والمستقل من صفوفها، وهو ما يجب أن تفهمه بعض الأنظمة التي سيأتي دورها بعض أن قايضت بقاءها في الجامعة العربية مؤقتاً بتعليق عضوية سوريا، فإن الجامعة العربية تكون بذلك قد أسقطت أخر أوراق التين عن نفسها. ونرجح أن يكون ذلك مقدمة لتغيير هويتها من عربية لجامعة “شرق أوسطية” تضم “إسرائيل” وتركيا والدويلات المفككة إذا نجح ما يعدون له من تآمر وفتن.
لهذا نؤكد للسوريين، ولليبيين، وللعراقيين، وللفلسطينيين، وللبنانيين، ولكل من تضرر مَن العرب مِن تهاون الجامعة العربية وتواطؤها عبر الزمن، وخيانتها المفضوحة للعروبة اليوم، أن العروبة والقومية العربية لا تلامان على ما تأثم فيه الجامعة العربية، فلا يجوز أن نحمَّل القومية العربية وزر من يعيشون على إدامة التجزئة من أنظمة الاستبداد والفساد، خاصة بعد أن ظهر اليوم أن القومية العربية هي المرجعية الضرورية والراهنة لمشروع النهوض والتحرر القومي، وبعد أن تكشفت حسابات الإسلاميين المتأمركين وانخراطهم في المعسكر المعادي للأمة مع الليبراليين العرب تحت عباءة البترودولار.
وعليه فإننا نطالب المناضلين القوميين، خاصة من الدول العربية التي تأذت أكثر من غيرها من سياسات جامعة الدول العربية ومواقفها، مثل العراق وليبيا وسوريا ولبنان وفلسطين، بالتجمع في سوريا لتأسيس جامعة شعبية عربية ستكون مكسباً كبيراً لهذه الأمة بعد انتهاء هذه الأزمة، ويمكن بالكثير من الجهد والنضال أن تصبح بديلاً حقيقياً للجامعة الرسمية العربية الرثة، مع قناعتنا أن مثل تلك الجامعة الشعبية العربية تصبح أكثر ضرورة كلما مضت الجامعة الرسمية العربية في غيها وخيانتها وضلالها.
لكننا يجب أن ندرك في النهاية أن معركة سوريا اليوم ليست معركة السوريين وحدهم، كما لم تكن يوماً معركة ليبيا أو العراق أو فلسطين أو لبنان معركة الليبيين أو العراقيين أو الفلسطينيين أو اللبنانيين وحدهم، بل هي معركة الأمة دفاعاً عن وطنها التاريخي بكافة أجزائه، وعن دورها التاريخي، وعن وجودها وسيادتها. ولهذا فإننا ندعو لتشكيل لجان شعبية عربية للدفاع عن سوريا في كافة الدول العربية والمهجر، وندعو لتفعيل النشاط السياسي والإعلامي والشعبي المناهض للمؤامرة الداخلية والخارجية ضد سوريا.

عاشت سوريا رافعة لواء القومية العربية.. عاشت الأمة حرة موحدة!

لائحة القومي العربي
16/11/2011



Bookmark and Share

دمشق تعرض موقفها بمؤتمر صحفي: لا تدويل ولا نموذج ليبياً


جدّدت القيادة السورية، أمس، رمي الكرة في الملعب العربي: «إن أردتم المشاركة في المؤامرة، فهذا شأنكم، لكننا سنواجه ونواصل مدّ يدنا لكم وثقتنا بكم كبيرة بالتعاون، لعلمكم أن الأمن السوري يؤثر على الأمن القومي العربي»، كل ذلك في كلام هجومي صاغه رئيس الدبلوماسية وليد المعلم على طريقته الهادئة
خرج وزير الخارجية السورية وليد المعلم، في مؤتمره الصحافي أمس، بمواقف قوية لكن هادئة، تشديد على وجود مؤامرة وعرض لطريقة محاربتها طبع الخط السياسي لكلام المعلم، الذي سعى للطمأنة إلى أن لا تدويل ولا إسقاط للتجربة الليبية على الساحة السورية، وإن لم يمنعه ذلك من شنّ حملة على الأمين العام للجامعة العربية ودولة قطر تحديداً. وقد تمكن المعلم من اعتماد لغة هجومية وسلسة في آن واحد إزاء الجامعة العربية ككل، مجدداً ثقة الحكم السوري بها رغم إشاراته إلى انسياقها في خانة «المؤامرة» على سوريا. وقال المعلم، الذي وصف قرار وزراء الخارجية العرب يوم السبت بأنه «شديد الخطورة»، إن سوريا لا تزال تدرك «حجم المؤامرة» التي تواجهها. وسعى إلى الطمأنة لكون «التدويل وتكرار السيناريو الليبي في سوريا لن يحصلا لأن سوريا ليست ليبيا كما أن الأوروبيين يعانون في اقتصاداتهم، ولأننا متمسكون بالعمل العربي المشترك لسبب وحيد هو أن سوريا قلب العروبة النابض، ولن يكون هناك عمل عربي مشترك من دونها».
وجدد الإشارة إلى أن سوريا «تتجه نحو نهاية الأزمة»، مخاطباً العرب بـ«إذا قررتم أن تكونوا متآمرين فهذا شأنكم». وتوقف المعلم عند أهمية الطلب السوري بعقد قمة عربية طارئة، مكرراً ترحيب دمشق بزيارة اللجنة الوزارية العربية «ومعها من تراه مناسباً من خبراء ومراقبين» قبل يوم غد لسوريا للإشراف على تنفيذ المبادرة العربية. ووضع «المؤامرة التي تتعرض لها سوريا» في خانة «دفع ثمن صلابة مواقفها وصدق عروبتها»، لافتاً إلى أنها «ستخرج من أزمتها قوية، رغم ما يرميها به بعض الأشقاء»، ومؤكداً أن «التآمر على سوريا مصيره الفشل». وتوقف رئيس الدبلوماسية السورية على قضية تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، كاشفاً أن «مخطَّط اتخاذ إجراء ضد سوريا عبر تعليق عضويتها كان موجوداً في وقت سابق لأي طرح في هذا الموضوع». وتحدث الوزير عن خبايا الاجتماع التشاوري الذي عقدته اللجنة العربية المكلفة الاتصال بدمشق في فندق «الفورسيزنز» في القاهرة ليل الجمعة، من دون دعوة الوفد السوري، موضحاً أنه خلاله «طُرحت فكرة تجميد العضوية، الأمر الذي عارضته عدة دول عربية، وانتهى الأمر إلى قرار بتأليف لجنة وزارية عربية تبحث الأمر في دمشق، وهذا لم يحدث».
وجدّد اتهام اللجنة العربية المذكورة بالعمل ضد سوريا، بدليل أنه بعد الموافقة السورية على الخطة العربية، «جرى تصعيد إعلامي غير مسبوق من قنوات التحريض وكذلك تصعيد في العمليات الإجرامية المسلحة على الأرض». وهنا، عدّد المعلم الخطوات التي التزمت بها دمشق في إطار تنفيذ المبادرة العربية، وهو ما واجهته «المجموعات المسلحة» والولايات المتحدة وسط «غياب لأي رد فعل من الجامعة العربية»، ليخلص إلى أن «الخطة كانت مقررة ومبيتة وتنتظر الذرائع، والقرار (العربي) الصادر على أي حال غير قانوني».
وفيما رفض المعلم التعليق على العلاقة السورية ـــــ القطرية، كشف أجزاءً من وقائع زيارته للدوحة قبل نحو أسبوعين، مكرراً موقف بلاده المرحب بمشاركة جميع المعارضين. وبشأن هذه النقطة، لفت المعلم إلى أن الروس يريدون أن يكون لهم «دور مؤثر في الحوار الوطني المزمع عقده، وهذا شيء إيجابي». حتى إن المعلم اتهم الجامعة العربية برفض تحديد آليات لتطبيق المبادرة في الدوحة، ملمحاً إلى مسؤولية دول الجوار في عدم ضبط الحدود لمنع تهريب السلاح»، وهذا الأمر بأيدي دول الجوار، إضافة إلى وقف الحوالات المالية التي تأتي من دول الخليج». ووصل الأمر بالمعلم إلى الكشف أن الوفد السوري أعرب عن استعداده لفتح مكتب لقناة «الجزيرة» في سوريا «وفق أسس الموضوعية»، مستدركاً أنه «بعدما رأينا تصاعد التحريض منذ الموافقة السورية على الخطة العربية، استغربنا لأننا عندما كنا في الدوحة قالوا لنا إذا وافقتم على خطة العمل فسنحشد المثقفين والإعلاميين ورجال الدين بمن فيهم يوسف القرضاوي لدعم هذه الموافقة، ولكن هذا الشيء لم يحدث».
ورغم مهاجمة القادة العرب، عاد المعلم ليعرب عن ثقة بلاده بهم، وذلك رداً على سؤال عن الدعوة السورية لعقد قمة طارئة، قائلاً: «نثق بحكمة القادة العرب ورؤيتهم الواقعية لتطورات الأحداث في المنطقة ومساهمتهم في حل الأزمة على قاعدة أن الحل سوري سيصب في تعزيز الأمن القومي العربي».
وصوّب المعلم سهامه تحديداً على الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من باب تصريح الأخير بأنه سيتشاور مع أطياف المعارضة، لا الحكومة السورية، واصفاً ذلك بأنه يدعو إلى «الخزي والعار ولن يشرفنا التشاور معه»، متسائلاً: «هل هناك قلة حياء أكثر من دعوة الجيش العربي السوري إلى عدم التورط في أعمال العنف والقتل ضد المدنيين؟». ولم يوفّر الرئاسة القطرية للجنة مبادرة السلام العربية من انتقاداته على خلفية فشلها في إقناع دولة أفريقية كي تكون الصوت التاسع في مجلس الأمن لمصلحة الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة. ورداً على سؤال عن مهاجمة بعثات دبلوماسية في دمشق واللاذقية وحلب، قدم المعلم اعتذار بلاده عن الموضوع. أما عن الكلام على أنباء عن عزم تركيا إقامة منطقة عازلة مستقبلاً، ردّ الوزير بأن «سوريا ستدافع عن سيادة كل شبر من أراضيها»، مستبعداً أن يقوم «الأشقاء في تركيا بهذه الخطوة».
وفي تعليقه على خطوات عربية مقبلة محتملة، اعترف بأن قيادته «مقصرة في موضوع الحوار، وأرجو أن نتدارك ذلك»، مفضلاً عدم التحدث عن الجامعة العربية كثيراً؛ «فقرارها الأخير مشين وخبيث، ولذلك يجب أن نتوقع منه أشياء أخرى تبنى عليه». وكشف المعلم أنه لن يشارك في منتدى الحوار العربي ـــــ التركي المقرر في الرباط يوم الأربعاء، وعلى هامشه يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً.
على صعيد آخر، توحّد الموقفان الروسي والإيراني على التنديد بقرارات وزراء الخارجية العربية، بينما اقتصر التعليق الصيني على دعوة دمشق إلى تنفيذ بنود المبادرة العربية؛ وفيما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القرار بأنه «غير صائب»، أشار الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست إلى أن القرار «سيعقّد البحث عن حل سلمي للأزمة السورية». في المقابل، اتهم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الولايات المتحدة وأوروبا بإرسال «إرهابيين» لإثارة العنف في سوريا.
وفي تداعيات القرارات العربية الأخيرة، برر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري موقف بغداد المتحفّظ على قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، بالقول إن «الوضع في سوريا يؤثر بصورة مباشرة على العراق». غير أنه استدرك بالتذكير بأنّ «هناك التزامات بالنسبة إلى العراق بمحيطه العربي الدولي لا يمكن أن نتغاضى عنها». وفي السياق، خرجت الجزائر عن صمتها، وناشد المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجيتها عمار بلاني، الحكومة السورية اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف بهدف تجنب تدويل الأزمة السورية.


Bookmark and Share

الرئيس الأسد قال لرئيس وزراء قطر


الاشتباك القطري السوري يشرِّع التدخل الدولي

الأسد للشيخ حمد: «هل جئت بإملاءات أميركية؟

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

يروي دبلوماسي عربي في القاهرة أن الرئيس السوري بشار الأسد اتهم رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جبر آل ثاني بأنه ينفذ «إملاءات أميركية»، وقال له «أنا أحمي شعبي بالجيش أما أنت فتحميه بالقواعد الأميركية الموجودة على أرضكم»، مضيفاً «لو أنكم جئتم الى دمشق كوفد لجامعة الدول العربية فأهلاً بكم، أما إذا كنتم موفدين من قبل الاميركيين فمن الأفضل ألا نناقش شيئاً».

جرى ذلك في خلال استقبال الاسد لوفد الجامعة العربية في 26 تشرين الاول الماضي، فتشنجت الأجواء قليلا، وردّ المسؤول القطري قائلا «لو كنت أميركياً فسوف ألتزم الصمت» فرد الأسد قائلاً «أنت قطري ولكنك تنفذ إملاءات اميركية»، وبالفعل التزم الشيخ حمد الصمت ثم راحت الأجواء تترطب شيئاً فشيئاً وانتهى اللقاء بخطة عربية لإنهاء الأزمة السورية.

كانت دمشق تشعر منذ البداية بأن في التحرك العربي دوراً قطرياً «مشبوهاً»، وفق تعبير مسؤول سوري، وسعت للالتفاف عليه من خلال القبول بالمبادرة العربية، رغم أن بعض بنودها كانت تعتبر «خرقاً للسيادة السورية». ولوحظ انه بعد الرفض العلني الذي عبر عنه سفير سوريا في القاهرة يوسف احمد لتلك المبادرة في حينه، عادت دمشق تفتح أبوابها للجنة، لا بل وتقبل بأن يكون الشيخ حمد هو رئيس الوفد الزائر.

وقد «جاهد» وزير الخارجية السوري وليد المعلم في خلال استقبال الأسد للوفد العربي لتعديل بعض بنود المبادرة العربية، ذلك ان المسؤول القطري كان يوحي لمضيفيه بأنه لا يقبل أي تعديل على بنود سحب الجيش تماماً، كما لم يقبل أي استخدام لعبارة «ارهاب»، وكاد ألا يقبل ان يصار الى تسمية المسلحين في الشوارع.

ويروي الدبلوماسي العربي في القاهرة، ان اللقاء الاول بين وفد الجامعة العربية والأسد تخللته بعض اللقطات المضحكة، ومنها مثلا حين أخرج نائب الأمين العام للجامعة احمد بن حلي مبادرة الجامعة وراح يقرأها على مسمع الحاضرين، فصرخ به الشيخ حمد قائلاً «ليست هذه هي المبادرة التي نريدها وإنما الثانية»، وراح بن حلي يبحث في جيوبه عن النص الثاني ولم يجده، فضحك الأسد وضيوفه.

تعددت آنذاك نصوص المبادرة، واستقر الرأي على تلك التي دعت الى سحب «المسلحين» من الشوارع، بمعنى ان العرب اعترفوا بوجود مسلحين غير الجيش الرسمي. وجرى اتفاق ضمني على ان تكون جلسة الحوار الأولى بين وفد السلطة والمعارضة في قاعات الجامعة العربية بالقاهرة.

يقول السوريون إنهم شعروا بـ«أن فخاً كان ينصب»، ولكن العلاقة القوية مع موسكو فرضت قبولا بشروط عربية لم تكن دمشق لترتضيها في ظروف أخرى. كان لا بد للقيادة السورية من بعث رسالة واضحة لموسكو مفادها ان هذه القيادة منفتحة على الحوار وعلى كل المبادرات العربية، فهذا وحده كفيل بتقوية دعائم الموقف الروسي في مجلس الأمن بغية الوقوف في وجه المساعي الاميركية والفرنسية والأوروبية لاتخاذ مواقف صارمة او لتشريع التدخل الدولي.

كان بند «سحب المسلحين» هو الأكثر خطورة على القيادة السورية، فكيف لها ان تسحب الجيش من مناطق باتت مسرحاً لحرب أهلية على غرار حمص. قال الشيخ حمد «لا بد من سحب الجيش ووقف قتل المتظاهرين»، رد الأسد عليه بالقول «إن الجيش لا يقتل المتظاهرين وإنما يلاحق الإرهابيين والمسلحين، ولو كان لديك حل لهؤلاء تفضل وقدمه لنا».

يقول السوريون إنهم شعروا منذ ذاك اللقاء بأن قطر تستكمل هجومها على سوريا، الذي كانت بدأته عبر قناة «الجزيرة» وعبر التحرك حيال المعارضة والإخوان المسلمين وبالتعاون مع عواصم قرار غربية. وأن ذلك كان واضحاً في لقاء اللجنة العربية مع الأسد، فالضغط القطري على الوزير السوداني مثلا دفع بهذا الأخير الى حد القول في حضور الأسد: «إن التفاوض مع الغرب هو الطريق الأسلم للخروج من ازماتنا»، فقال احد اعضاء الوفد السوري «إن التفاوض أدى الى اقتطاع جنوب السودان ورفع الأعلام الإسرائيلية فيه».

ويروي الدبلوماسي العربي في القاهرة ان دمشق شعرت ايضاً بأن الامين العام للجامعة العربية بات خاضعاً للضغط القطري، فحين تحدث مثلا نبيل العربي امام الأسد عن «وقف العنف من قبل كل الاطراف»، نظر اليه الشيخ حمد بشيء من التنبيه والتحذير فكاد يتراجع، وحينها تدخل وليد المعلم ليقول له «ولو! اهكذا تتراجع بسرعة»، فما كان من العربي إلا أن عاد وأكد على موقفه.

وفي خلال الأيام العشرة التي تلت الاعلان عن المبادرة العربية، بعث وليد المعلم برسائل كثيرة الى الجامعة العربية يبلغها فيها بما تم تنفيذه من بنود المبادرة، فقد تم سحب الجيش من كثير من المناطق، واستبدل برجال شرطة وأمن داخلي، وتم قبول مجيء صحافيين عرب وأجانب، وأطلق سراح دفعة اولى من المعتقلين، وتم الإعلان عن العفو عمن يسلم سلاحه شرط ألا تكون يداه ملطخة بالدماء.

اعتقدت القيادة السورية ان ذلك سيسمح بتبريد الأجواء ولكنها بقيت حذرة جداً من التحرك القطري. كانت بعض اطراف المعارضة وخصوصاً في هيئة التنسيق تتقبل الاشارات، وترسل ببعض الإيحاءات الإيجابية لجهة استئناف الحوار او الشروع بحوار عميق، وتردد كلام عن تبادل عروض بشأن المستقبل السياسي ومستقبل المشاركة في السلطة.

تم إرسال مضمون كل ذلك الى موسكو، وتبين ان الادارة الروسية حرصت على تشجيع المبادرة العربية وقالت كلاماً إيجابياً بشأن التجاوب السوري، وتردد ان موسكو بعثت برسالة الى الجامعة العربية تنصح فيها بالتروي وبعدم اتخاذ مواقف متشنجة حيال القيادة السورية، ونصحت كذلك بتشجيع الرئيس بشار الأسد على المضي قدماً في قبول المبادرة والانفتاح على الإصلاح.

الضغط الأميركي والموقف العربي

ثمة شيء حصل في تلك الايام العشرة. لم يكن أحد يتوقع مسارعة الجامعة العربية لاتخاذ موقف حازم حيال دمشق يقضي بتعليق العضوية. يقول معارضون سوريون من هيئة التنسيق إنهم حين ذهبوا الى القاهرة والتقوا بنبيل العربي لم يشعروا بأن ثمة إعداداً لمثل هذا القرار.

لكن القيادة السورية توقعت «شيئاً سلبياً» منذ التحاق وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل باجتماع اللجنة الوزارية. قالت اوساط سورية إن أميركا مارست اقسى الضغوط في الساعات الاخيرة لرفع اللهجة العربية ضد سوريا. سبق ذلك تصريح لوزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه يقول «إن المبادرة العربية ماتت»، وبين هذا وذاك صدر التصريح الأميركي الداعي المسلحين السوريين لعدم تسليم سلاحهم.

يقول السوريون إنهم لم يفاجأوا فعلا بموقف الجامعة، ولكنهم فوجئوا بالتوقيت، وفوجئوا ايضا بأن الوزراء العرب لم يترددوا في دعوة رئيس المجلس الوطني المعارض برهان غليون الى طاولتهم في فندق الفورسيزنز، وهو ليس وزيراً للخارجية. قُرئ الموضوع من عنوانه.

كانت دمشق تتوقع ان تصدر الجامعة موقفاً «سلبياً» في ختام المهلة التي اعطتها للقيادة السورية، ولكنها ما انتظرت سرعة القرار. ولذلك ثمة جزم سوري بأن الأميركيين دخلوا على الخط في الساعات الأخيرة.

يقول مسؤول سوري له خبرة طويلة في اروقة الجامعة: «نحن نعرف كيف تصاغ القرارات في الجامعة العربية، وكيف ينصاع بعض الأخوة العرب للأسف للإملاءات الاميركية، وندرك ان قطر تلعب حالياً أسوأ الادوار في هذا السياق».

كيف علقت عضوية سوريا

كانت الشكوك السورية حيال قطر في محلها. جاء الشيخ حمد الى القاهرة. عقد اجتماعاً للجنة الوزارية العربية في فندق الفورسيزنز، وذلك بحضور وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، الذي جاء بناء على طلبه الشخصي. وقدم رئيس الوزراء القطري مشروع قرار فيه 6 بنود هي التالية:

1- تعليق عضوية سوريا في الجامعة.

2- الطلب من الجيش عدم التدخل في عمليات القتل.

3- دعوة المعارضة للاجتماع في مقر الجامعة خلال 3 ايام.

4- دعوة المنظمات الدولية لزيارة سوريا.

5- سحب السفراء العرب من سوريا.

6- دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب للاجتماع مع المعارضة بعد توحدها.

كانت الجزائر ومصر أول من عارض ذلك. واستمرت سلطنة عمان على استيائها. وتصدر لبنان طليعة الرافضين. قال وزير الخارجية المصري إنه لا بد من اتباع آليات لتنفيذ خطة العمل العربية. سعى المندوب الجزائري للوقوف ضد المشروع. حصلت مشادة بينه وبين الشيخ حمد. قال المندوب الجزائري «إن قطر هي رأس حربة في المشاكل التي تتعرض لها الأمة العربية». رد عليه حمد «سيأتي الدور عليكم».

وقائع الاشتباك القطري السوري في القاهرة

بعد ذلك عقدت الجلسة المغلقة واستهلها الامين العام للجامعة بعرض الخطوات التي تمت حيال سوريا، من الزيارة الأولى في 13 تموز 2011 وصولا الى اللقاء مع الأسد..شكا نبيل العربي من انه اتصل غير مرة بوزير الخارجية السوري ولم يجب، وترك له رسائل عند السكرتارية ولم يرد. ثم قال إنه «مع ارسال لجنة تقصي الحقائق لنسمع الرواية الحقيقية، ولكن مع الاسف لم نوفق بتشكيل اللجنة او بإرسالها في الوقت المناسب، ويمكن ان تضم اطرافاً دولية مثل مجلس حقوق الانسان او غيره».

كان المندوب السوري متحفزاً للجواب. نظر الى الشيخ حمد وقال له «في هذه القاعة بالذات أثرت في مداخلتي في خلال الاجتماع الاول للجامعة ما تفضل به معالي وزير الخارجية اللبناني بأن ثمة نية مبيتة لأخذ سوريا الى مذاهب شتى. اجبتني يومها بأنك يا اخ يوسف متوهم فأجبتك أرجو يا شيخ حمد ان يكون الامر كذلك. اليوم وبعد قراءة هذه الورقة... واضح تماما انكم نسفتم، ليس الخطة فقط، بل حتى الآلية التي وضعتموها قبل ان تولد. كنتم في عجلة من امركم ولم تنتظروا مجرد تشكيل بعثة من الجامعة لتذهب الى سوريا من اجل ان تتقصى الوقائع ... لأنكم لا تريدون ان تقفوا على حقيقة الموقف».

وأكد المندوب السوري ان تعليق العضوية باطل قانونياً، وشرح الاسباب. وقال يوسف احمد «حذار السماح بتأجيح النار التي لن توفر احداً، وسوف تلتهم الجميع، حذار من ترك سوريا من دون الوقوف بحزم حيال ما يحصل من مؤامرات مكشوفة وتحريض مغرض وحملات إعلامية شرسة تجاوزت كل الحدود ودعوات اجنبية علنية لإسقاط النظام».

وقال «من الاجتماع الاول كنا نشتم رائحة تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية وكنا نغالط انفسنا مرة تلو مرة. وما يطرح اليوم هو دليل قاطع على حقيقة ما توقعناه. ان البند الثاني من مشروع هذا القرار يشكل سابقة خطيرة للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لدولة عضو في الجامعة.. ويقوض اسس السلام والاستقرار في المنطقة».

ثم تحدث مندوب العراق فتحفظ على البند الثاني، وقال «نشم منه وكذلك اعتقد ان بعض الناس ستقول انه دعوة للتدخل الاجنبي وهذا سيعقد الامور، ليس على سوريا فقط وإنما على دول الجوار كالعراق... والنقطة الاخرى وحسب ميثاق الجامعة، نجد ان تعليق او تجميد عضوية دولة من المفروض ان يحصل على إجماع... واقتراحنا الملموس هو انه لدينا مبادرة عربية متفق عليها، وسوريا موافقة عليها ويمكن لهذه المبادرة ان تطرح على المجالس الدولية مثل مجلس الامن ومجلس حقوق الانسان ليتم تبنيها».

رد نبيل العربي على الجانب القانوني بقراءة جزء من المادة 12 من النظام الاساسي لمجلس الجامعة، مشيراً الى ان تعليق العضوية هو من المسائل الموضوعية التي يتطلب إقرارها ثلثي اصوات الدول الحاضرة والمشاركة في التصويت وأما الفصل فيتطلب الاجماع.

انتفض المندوب السوري قائلا «انا استغرب دفاع الامين العام عن مشروع القرار وهو المؤتمن على تنفيذ الميثاق، وأنا اسألك لماذا اجتزأت في قراءتك ما ورد في النظام الاساسي، فأنت تعرف ان المادة 12 من النظام الاساسي تنص صراحة على ان الفصل او التعليق يتطلب العمل بأحكام الفقرة 2 من المادة 18 من الميثاق التي تؤكد بشكل واضح وصريح وجود إجماع من المجلس في حالتي الفصل او التعليق».

ووافقه على ذلك مندوب الجزائر الذي حذر من خطورة ما يجري ودعا الى الحكمة. وقال «نحن ننبه الامين العام ومجلس الجامعة الى ضرورة وضع دراسة فورية لهذه المسالة لأننا سندخل في متاهات وأمور كثيرة الآن وفي المستقبل قد لا تحمد عقباها، ولا بد من اعطاء الوقت الكافي للامانة العامة من اجل تقديم المطلوب قبل ان نقر هذه الفقرة المتعلقة بتعليق العضوية».

وفي الختام تحدث الشيخ حمد موضحاً ان وفد لبنان اعترض على القرار وكذلك اليمن وأن العراق امتنع عن التصويت، وأنهى الاجتماع بشكل مفاجئ من دون السماح للوفد الجزائري بالتعبير عن موقفه، فانتفض المندوب السوري وقال للمسؤول القطري «هذا تآمر منك شخصياً وتجاوز على القانون والميثاق. انت رأس المطية والتخريب ليس في سوريا فقط بل على مستوى الدول العربية الاخرى. انت والامين العام تجرمون بحق سوريا وبحق الامة العربية. انتم عملاء وتنفذون اجندة غربية وسيحاسبكم الشعب العربي في يوم من الايام على هذه الجرائم التي ترتكبونها».

ماذا بعد؟ تدخل دولي؟

ثمة شعور عام في سوريا بأن ما حصل في الجامعة العربية هو مقدمة لشيء أسوأ. يقال في دمشق ان بعض العرب، وفي مقدمهم قطر، شرّعوا المستقبل لتدخلات دولية. ولكنهم على يقين بأن التدخل العسكري مستحيل. ثمة شكوك بأن تركيا قد تحرك بعض المياه الساكنة. وأن قطر ستستمر في التصعيد، وأن اميركا وفرنسا ستعودان الى تحريك ورقة الامم المتحدة ومجلس الامن والضغط على روسيا والصين.

سيتحدث وزير الخارجية السوري مطولا اليوم عن موقف سوريا الرافض رسمياً للقرار العربي. ولكن دمشق لا تزال تعتمد لهجة دبلوماسية هادئة. قد تصدر مواقف في الايام المقبلة تؤكد ان الهدوء لا يعني الضعف، وقد تتجه القيادة للإعلان عن خطوات سياسية انفتاحية ولكن بعد هدوء عاصفة الجامعة لكي لا يفسر الامر على انه تراجع.

السوريون يتحدثون عن اوراق قوة كثيرة. الإجراءات الامنية تكاد تستكمل. حمص نجت بأقل خسائر ممكنة ويصار حاليا الى انهاء الوجود المسلح فيها. اللهجة الايرانية ولهجة السيد حسن نصر الله (اللتان ربما سرّعتا القرار العربي) يلقيان صدى ايجابيا كبيرا في دمشق. مسؤول سوري رفيع يقول: «سنبقي على الهدوء ولكننا سنرسل قريبا اشارات جدية على قوة سوريا وتماسكها عسكريا وسياسيا». الروس لا يزالون الى جانب الرئيس الاسد. التظاهرات المليونية التي عمت مناطق سوريا امس اريد لها ان تكون رسالة واضحة على التعاطف الشعبي مع الرئيس ورفض التدخل الخارجي. ثمة خيوط ربطت مع بعض المعارضة.

كلها اوراق مهمة، ولكن الحركة العربية والاعلامية والدولية تبقى كبيرة الاثر، وتسعى قطر حاليا ومعها دول عربية وغربية الى توحيد المعارضة كمقدمة للاعتراف بها واعتبار الأسد فاقداً للشرعية.

يقول البعض ان الازمة السورية مرشحة للتعقيد وليس للانتهاء، فثمة سنة كاملة قبل الانتخابات الاميركية ستكون مليئة بالمفاجآت، خصوصا ان قرب انتهاء الانسحاب الاميركي من العراق يفترض زيادة هائلة بالضغوط على ايران وسوريا و«حزب الله».

ولعل قطر ومعها بعض الدول العربية نجحت حتى الآن في رفع الغطاء العربي عن سوريا...ومع ذلك فثمة خيوط لا تزال قوية مع بعض كبار القادة العرب، وبعض الدليل على ذلك، تلك الرسالة «الحميمة» التي بعث بها الرئيس الأسد الى الامير نايف بن عبد العزيز بعد توليه منصب ولاية العهد في السعودية مؤكدا له فيها على عمق التقدير لشخصه ودوره في حل المشاكل الاقليمية.

ولعل في الاشادة بالسعودية، رسائل واضحة لقطر التي تبدو من المنظور السوري حاليا «أبرز المحرضين والمتآمرين» خصوصا ان المعلومات الواردة الى بعض القيادات السورية تقول ان كلاما يصدر عن امير قطر ورئيس الوزراء يؤكد ان «الاسد بات في حكم المنتهي» حتى ولو ان الامير قال للوفد الرسمي السوري الذي زاره قبل فترة انه «يحب الرئيس ويتمنى له الخير».


Bookmark and Share

ظاهرة الاقتراب من الموت


لم يعد هناك أدنى شك بوجود ظاهرة أخرى غير مألوفة فرضت نفسها بقوة على الساحة العلمية ، يشيرون غليها بحالة الاقتراب من الموت . تجلّت هذه الظاهرة بين جميع المجتمعات البشرية ، باختلاف ثقافاتها و مشاربها ، و عبر فترات التاريخ ، القديمة و الحديثة . و مرّ بهذه الحالة الكبار و الصغار ، الروحانيين و الدنيويين ، علمانيين و دينيين … و هناك أمثلة كثيرة على حالات الاقتراب من الموت يدخل فيها الأشخاص المتشككين الذين لم يتوقّعوا وجود هذه الظاهرة أساساً !. ـ بعد التقدم الذي شهدته وسائل الإنعاش الطبية ، مما ساعد الأطباء في إعادة الكثير من الأشخاص من حافة الموت ، لوحظ نشوء حالة غريبة في مختلف الأوساط الطبية حول العالم ، و تتمثّل بتلك التصريحات التي تدلي بها نسبة كبيرة من العائدين من حالة الموت ! و عن تجاربهم الغريبة التي عايشوها خلال فترة موتهم المؤقت !. اجتمعت جميع تلك التصريحات المختلفة ، و القادمة من جميع أنحاء العالم ، إلى وجود عالم آخر تجري أحداثه خارج أجسادنا الفيزيائية !. و كان تأثير هذه التجربة على الذين خاضوها كبيراً ، خاصة من الناحية العاطفية و الروحية ! و هذا جعلهم يحدثون تغييرات كبيرة في حياتهم الشخصية بعد تلك التجربة !. ـ يقول الدارسين في العلوم الروحية ( من جميع التقاليد و الفلسفات الروحية المختلفة ) أنه خلال حدوث أزمة صحيّة شديدة مما يجعل الموت محتماً ، يغادر الجسد الأثيري ( أو الروح أو غيرها من مصطلحات ) الجسد الفيزيائي ، و يدخل في المرحلة الأولى من العالم الآخر . لكن إذا لم يتم حصول حالة الموت ، يعود الجسم الأثيري إلى موقعه في الجسم الفيزيائي . ـ يقول العلمانيون المتشككون أنه لا يوجد شيء اسمه الجسد الأثيري ( أو الروح ) . و كل ما يخوضه الشخص أثناء حالة الموت هو عبارة عن نتيجة محتمة للاختلالات الحاصلة في الجسم الفيزيائي الذي يعاني من انهيار تدريجي مما يؤدي إلى حصول هلوسة تسبب بظهور صور و مشاهد و مشاعر وهمية يعيشها ذلك الشخص في داخل عقله فقط !. ( المشكلة مع هؤلاء المتشككين هي أنهم يعتمدون في تفسيراتهم المختلفة على العقل مع أنهم لا زالوا عاجزين عن وضع تعريف مناسب له ، و لا إثبات أو تحديد مكان وجوده حتى هذه اللحظة ) . ـ أشارت الدراسات إلى أن حالة الاقتراب من الموت تحصل غالباً خلال مرض أو عملية جراحية ، أو حالة ولادة ، أو حوادث ، أو سكتة قلبية ، أو محاولة انتحار . ـ أحد الباحثين الأوائل في هذا المجال هو الطبيب و الفيلسوف ، الدكتور ” ريموند مودي ” ، الذي بدأ عمله في هذا المجال كعلماني متشكك ، لكنه الآن مقتنع تماماً بواقعية هذه الظاهرة و ما تخفيه مرحلة الموت من عوالم حسية و إدراكية غامضة . كان كتابه الأوّل الذي نتج عن مراحل أبحاثه الأولى بعنوان : الحياة بعد الحياة ، 1975م . و اعتبر هذا الكتاب من الأعمال الكلاسيكية العالمية المهمة . و قام بتأليف كتابين آخرين في عامي 1983م و 1988م ، بحثا هذه الظاهرة بشكل أوسع . بعد أبحاث الدكتور مودي ، فتح مجال واسع على مصارعيه لأبحاث عصرية أخرى . فمنذ العام 1975م ، أجريت دراسات كثيرة في بلدان مختلفة ، و أنشأت جمعيات عالمية عديدة ، بالإضافة إلى منشورات و مجلات مخصص تتناول هذا الموضوع و تتمحور حوله . أما الكتاب المهم الذي نال شهرة واسعة ، فهو من تأليف الباحثة الأسترالية ” شيري سوثرلاند ” ، ( صدر في العام 1992م ) ، يحتوي على 150 حالة تم بحثها من قبل أكاديميين بارزين حول العالم . لاحظ الدكتور مودي وجود تشابه كبير بين تجارب الأشخاص الذين أجرى عليهم دراسته . و هذا ساعده على التعرّف إلى خمسة عشرة عنصر يعتبر قاسم مشترك بين جميع الحالات ، و قام بعدها بتأليف حالة خيالية تحتوي على جميع هذه العناصر . فكانت التالي : ” … رجل يدخل مرحلة الموت …. و بعد الوصول إلى مرحلة اليأس الكامل من وضعه الفيزيائي ، يسمع الدكتور الذي فحصه و هو يقول للممرضات : ” لقد توفي ” .. بدأ بعدها يسمع صوت غير مريح .. رنين أو طنين صاخب مرتفع الوتيرة .. و بنفس الوقت يشعر بأنه يسير بسرعة في داخل نفق مظلم طويل … بعدها يجد نفسه خارج جسده .. و يرى ذلك الجسد الملقى على السرير من مسافة معيّنة … يراقب الأحداث كأنه مشاهد لها و ليس مشارك فيها .. فيشاهد كيف تتم محاولة إنعاش جسده الفيزيائي من موقع بعيد .. يصبح في حالة هيجان عاطفي كبير .. بعد فترة قليلة ، تهدأ العواطف المتهيّجة … و يبدأ بالتأقلم مع حالته الجديدة و يألفها … يكتشف بأنه لازال يملك جسداً .. لكنه يختلف في مكوناته و طبيعته و قدراته عن ذلك الجسد الفيزيائي الذي خلفه وراءه …. يبدأ بعدها حصول أشياء كثيرة .. يأتي آخرون من ذلك العالم لمقابلته و مساعدته .. يتعرّف عليهم على أنهم أقربائه و أصدقائه الذين فارقوا الحياة من قبل .. بعدها … يجد نفسه في مواجهة كيان نوراني مشعّ .. تنبثق منه نور غريبة لا يمكن وصفها .. يشع بالمحبة و الدفء و غيرها من مشاعر حميمة لم يألفها من قبل .. يظهر هذا النور المبهر الحنون أمامه … فيسأله أن ينظر إلى الماضي و يقيّم حياته التي عاشها في الدنيا … يسأله بطريقة تخاطرية واضحة المعاني و يملأها الحنان الذي لا يمكن وصفه … فيبدأ بالرجوع إلى تفاصيل حياته الدنيوية … فتمرّ جميع أحداث حياته و مجرياتها في ذهنه ، بسرعة خاطفة ، لكنه يدركها جميعها ، بكل تفاصيلها .. يدركها خلال لحظات سريعة .. بطريقة غريبة لا توصف بالكلمات أو المعدلات الفيزيائية الزمنية .. يشعر في مرحلة معيّنة بأنه يقترب من سدّ فاصل .. أو حاجز يبدو أنه يمثُل الحد الفاصل بين العالم الدنيوي و العالم الآخر … ثم يكتشف فجأة بأن وجب عليه العودة إلى الدنيا .. و أن موعد موته لم يحين بعد … في هذه النقطة بالذات ، يبدأ بالمقاومة .. فهو قد تآلف مع عالمه الجديد و لا يريد العودة .. فهو في حالته الجديدة مغمور كلياً بمشاعر قوية بالبهجة و الحب و السلام ……. لكن رغم رغبته في البقاء و عدم العودة ، يجد نفسه قد عاد فعلاً إلى جسده الفيزيائي ….. فيعيش من جديد . يحاول بعدها أن يروي للآخرين عن تجربته التي خاضها في العالم الآخر … لكنه يواجه صعوبة كبيرة في فعل ذلك .. السبب الأوّل يعود إلى أنه لا يستطيع إيجاد الكلمات اللغوية المناسبة لوصف تلك التجارب الغير دنيوية .. و تلك المشاعر الغير دنيوية .. و التي ليس لها مصطلحات دنيوية .. السبب الثاني هو السخرية التي يواجهها من قبلهم ، فيمتنع عن الكلام حول هذه التجربة و يحتفظ بتلك المعلومات لنفسه … لكن لهذه التجربة أثر كبير على حياته .. على نفسه .. على معتقداته و طريقة تفكيره … خاصة نظرته تجاه الموت و علاقته بالحياة ..” . ( مودي : 1975م ) ـ الدكتور ” كينيث رينغ ” ، الذي قام بدراسة علمية حول ظاهرة الاقتراب من الموت ، في العام 1980م ، أكّدت جميع نتائجها ما ادعاه الدكتور مودي ، لكنه وجد أن الأشخاص مرّوا بهذه التجربة على مراحل ، و النسبة الكبيرة منهم وصلوا للمراحل الأولى فقط . ـ دراسات أخرى تابعة لباحثين مثل : ( كارليس أوسيس و أورلاندور هارالدسون ، 1977م ) ، و ( مايكل سابوهم و سارا كروتزيغر ، 1976م ) ، و ( إليزابيث كوبلر روس ، 1983م ) ، و ( كرياغ لونداهل 1981م ) ، و ( بروس غريسون و أيان ستيفنسون ، 1980م ) ، و جميعهم أيّدو ما وصفه الدكتور مودي عن هذه الظاهرة .



Bookmark and Share

ومن غرائب النساء


الملكة فاندين :

أمرت بسجن حلاقها الخاص مدة ثلاثة أعوام حتى لا يعلم أحد أن الشيب قد ملأ شعرها

الملكة فيكتوريا :

أمرت برش شوارع مدينة كوبنرج الإنجليزية بماء الكولونيا احتفالا بزيارتها هى والبرنس ألبرت سنة 1845

آن بولين :

زوجة الملك هنرى الثامن كانت تلبس القفاز بصفة مستمرة صيفا وشتاء وذلك لتخفى إصبعها السادس من يديها

كليوباترا:

ملكة مصر إذا أرادت أن تفتح شهيتها يأكل قطعة من الشمام متبلة بالثوم

اينزى كاستور :

زوجة بيدرا الأول ملكة البرتغال . اغتالها أحد الأفراد فلما اصبح زوجها ملكا أخرج جثتها ونصبها على العرش وقال لشعبه إنها ملكة البرتغال فأصبحت أول ملكة تحكم شعبها بعد موتها

الملكة مارجريت :

ملكة النمسا زوجة فيليب الثالث . رفضت أن تستلم هدية قدمها لها أصحاب الجوارب الحريرية . ووبختهم بشدة على هديتهم … وقد زال غضبهم وحدتهم بعد أن عرفوا أن ملكة اسبانيا تكره ساقيها النحيفتين

الملكة إليزابيث :

ملكة النمسا كانت لا تنام إلا بعد أن تلف وسطها بمنديل مبلل بالماء لاعتقادها أن هذا المنديل يحفظ لخصرها الرشاقة والنحافة .

كريستان هاردن :

ملكة بولندا ظلت ملكة لمدة ثلاثين عاما . منذ عام 1697 وحنى عام 1727 علما أنها لم تطأ قدماها بولند أبدا.

اوصت زوجة امريكية اسمها مارى كوهيري بدولارين لزوجها
بعد موتها يستخدم نصف هذا المبلغ فى شراء حبل ليشنق نفسه به

> تلقت شرطة مدينة مانشستر في انجلترا مكالمة غريبة طارئة من رجل غاضب
قال : ان زوجته تحتجزه رغماً عنه باخفائها ساقه الاصطناعية

> لها لسانان ومع ذلك خرساء!!
> لاشك في أن أتعس إمرأة في العالم هي فرانكفوت فرولين فإنها قد خلقت
ولها لسانان ولكنها لا تسطيع أن تتكلم كلمة واحدة لأنها خرساء

> تقطع لسانها حتى لا تذيع سراً!!
> قطعت المحظية (ليون) الأثينية لسانها لتمنع نفسها عن إفشاء أسرار
المؤامرة التي جرت بين (هيرموديس) و (أرستوجيتوس) وقد أقاموا لها تمثالاً
على شكل لبؤة إكراما لتضحيتها في مدينة أثينا

> التي لها لحية!!
> أدريان إمرأة ذات لحية كثيفة ظهرت في “لونابارك” في باريس

>
> طول رموشها 10 سنتيمترات!!
> يبلغ طول رموش (كاليسنج) عشرة سنتيمترات وهي فتاة صينية حسناء

> ترضع أولادها …من ظهرها !!
> ماجدولينا سترومر زوك من روسيا كان ثداها في ظهرها ورضعت أولادها
الثلاثة كالعادة

> أطول شعر لإمرأة!! واو
> المرضة ( ايرنيا جودين) تفخر بأن لها أطول شعر رأس في بريطانيا إذ
يبلغ طول شعرها 193 سنتيمتراً وحينما تغسله تستعمل زجاجة كاملة من
الشامبو والطول الكامل لحوض الحمام

> هل تتوقف عن الحب!!
> سئلت البارونه “بوردت كوتس” وهي في التسعين من عمرها : متى تتوقف
عن الحب ؟؟ فأجابت ” اسألوا من هم أكبر مني سناًً

> إمرأة تلد طفلاً في بطنه جنيناً!!
> في “بغداد” حمل رجال الإسعاف في عام 1945 إلى المستشفى الملكي إمرأة
ومعها نجلها الطفل (قاسم محمد) الذي لا يزيد عمره على السنتين ..وكان
الطفل يتألم ويشكو دائما من ثقل في معدته ولما تولى الأطباء فحصه قروا
وجود ورم في معدته لا تزول إلا بإجراء عملية جراحية لاستئصال هذا الورم
ولكن الجراح ما كاد يشق بطن الطفل المريض حتى أذهلته الحالة التي وجدها
إذ وجد في بطن الطفل جنيناً ميتا

> طلبت قطع أذنه برهانا على حبه!!
> بلغ حب الرسام الفلندي ( فان جوخ) لإمرأة حد الجنون حتى أنه قطع إحدى
أذنيه وأهداها لها لأنها طلبت منه ذلك برهاناً على حبه !! (>

> أطول مدة يقظه .. عند !!
> سيدة عمرها 52 عاماً وهي من أفريقيا الجنوبية سجلت أطول فترة يقظة
كاملة فلقد ظلت 283 ساعة و 55 دقيقة أي إحدى عشر يوماً و19ساعة دون نوم

> تحفر صورة زوجها على لسانها !!
> طلبت “صوفيا ريا ولف” أن تحفر صورة زوجها على لسانها كالوشم لأنها هي
التي تسبت في موته بتذمرها المستمر


Bookmark and Share

القدرات الخارقة للعقل


تنبه الإنسان منذ فجر التاريخ إلى وجود ملكات ذهنية تكمن في جوهره . و قد ظهرت هذه القدرات جلياً عند المتصوفين و الأولياء و أصحاب البصيرة المشاهير ، الذين دربوها فانتعشت لديهم ثم راحوا ينجزون المعجزات ! و تبوؤا بها مناصب عالية على مرّ التاريخ .

و بالإضافة إلى تعاليمهم و مسالكهم الروحانية المختلفة ، و التي تهدف إلى تنشيط النزعة الروحانية الأصيلة في جوهر الإنسان ، ظهرت من جهة أخرى تعاليم سحرية مختلفة تساعد الإنسان على استنهاض تلك القدرات الخفية ، لكن بالاعتماد على مفاهيم منحرفة لا أخلاقية هدفها هو استنهاض تلك القدرات فقط ، دون النظر في تهذيب الإنسان أخلاقياً أو توجيهه نحو أغراض إنسانية أصيلة .

لكن رغم هذا كله ، مرّت هذه التعاليم السحرية أيضاً بفترة انحطاط عبر العصور ، و سقطت إلى مستوى الدجالين و كهنة المعابد و المشعوذين . فأدخلوا إليها معتقدات و تقاليد و طقوس مختلفة عملت على انحراف هذه التعاليم و تشويه مبادئها الحقيقية و ابتعدوا بهذه العلوم السحرية عن الحقيقة تماماً . و لعبت تلك الطقوس القبيحة دوراً كبيراً في ابتعاد الناس عن هذا المجال ، فبغضها الناس و استبعدوا حقيقة وجودها و لحق العار بمن مارسها !. و كيف لا نحتقر تلك التعاليم السخيفة و طقوسها و شعوذتها الموروثة من عصور غابرة و التي أصبحت بالية و خالية من المصداقية ؟. كيف يمكن لأحدنا ، في القرن الواحد و العشرين ، أن يتعامل مع تعاليم و وصفات غير إنسانية و لا حضارية مثل عملية سلخ جلود عشرة ضفادع من أجل صنع طاقية إخفاء ! أو رسم إحدى الأختام أو الطلاسم على ورقة و نقعها في كوب ماء و شربها من أجل تنشيط الذاكرة ! و غيرها من خزعبلات صنعها الدجالون و المشعوذون المزوّرون ؟!. كيف يمكننا أن نتعامل مع تعاليم سحرية تستخدم الأختام و الطلاسم ، و إقامة الطقوس السحرية المختلفة ، و استخدام مصطلحات مثل : العصا السحرية ، المرآة السحرية ، ضرب المندل ، تحضير الأرواح و الشياطين ، و طرد الشيطان ، و التسخير و الاستخارة … و غيرها من مصطلحات بالية تستند إلى مفاهيم قديمة طوى عليها الزمن و لم تعد ترقى إلى مستوى واقعنا العصري المتحضّر ؟!.

لكن في النهاية ، وجب علينا أن نعترف بحقيقة لا يمكن إنكارها أو تجاهلها . إن تلك المصطلحات التي استخدمت عبر العصور ، رغم مظهرها القبيح الذي لم يعد يناسب عصرنا الحالي ، إلى أنها تشير إلى جزء من حقيقة واقعية لكننا لم نفطن لها . لأنها تمثّل عالم آخر غير مرئي .. واقع آخر على المستوى ألجزيئي .. ليس عالم أرواح و أشباح و غيرها من كائنات خيالية .. بل عالم يملأه حقول طاقة مختلفة .. أشكال و مجسمات بايوبلازمية مختلفة الأنواع .. هذه الحقول و المجسمات تخفي في طياتها معلومات معيّنة يمكن استخلاصها و إدراكها عن طريق قنوات عقلية خاصة .. إننا أمام عالم أفكار و معلومات و رسائل خفية لا يستوعبها سوى عقلنا الخفي ( العقل الباطن ) الذي يتعامل معها و يتجاوب لها دون شعور منا بذلك .. هذا العالم الغير مدرك ليس له حدود زمنية ثابتة .. يمكن أن ينحرف فيه الزمن .. فيمكن لمن يتواصل مع هذا العالم أن يتوجّه إلى الخلف أو الأمام و الحصول على معلومات ليس لها حدود .. هذا العالم الغير ملموس تختلف مفاهيمه تماماً عن تلك التي اعتدنا عليها .. و يتعامل العقل مع هذا العالم الغامض من خلال قنوات حسية خاصة يملكها الإنسان لكنه يجهل كيفية استخدامها و تنشيطها .. لأنه لم ينشأ على معرفتها .. فيستبعد حقيقة وجودها .. خاصة بعد أن لطّخ هذا المجال بصورة قبيحة ارتبطت بالسحرة و المشعوذين و الدجالين .. مما جعله محرّم من جميع السلطات ، الدينية و العلمية و الأمنية .. مع أن الحقيقة هي غير ذلك .. رغم أنه يشكّل مجال دراسة يكاد يكون الأنبل و الأكثر فتنة للقلوب .. لأنه المجال الوحيد الذي وجب على ممارسيه أن يتصفوا بدرجة عالية من الروحانية و الصفاء الفكري و الزهد .. هذه شروط أساسية من أجل التواصل مع العقل الكوني .. هذا الكيان العظيم الذي هو جوهر الإنسان .. مصدر الإنسان و فناؤه .

يمكن أن تتجلّى القدرات العقلية الخارقة بالمظاهر التالية :

ـ الاستبصار Clairvoyance : و هو القدرة على رؤية أحداث أو أشياء أو أشخاص ، ليس بواسطة العين العادية ، إنما بحاسة داخلية يشار إليها بـ”العين الثالثة” . هذه القدرة ليس لها مسافة محدّدة تلتزم بها ، فيمكن أن تتجلى برؤية شخص أو حادثة في غرفة مجاورة ، أو رؤية شخص أو حادثة على بعد آلاف الكيلومترات ، لكن في كلا الحالتين ، هي عملية رؤيا خارجة عن مجال النظر العادي .

ـ الجلاء السمعي Clairaudience : هو قدرة الحصول على معلومات عن أحداث أو أشخاص من خلال حاسة سمعية داخلية ، ليس لها علاقة بحاسة السمع التقليدية . و قد تأتي بشكل همسات محببة جميلة ، كألحان موسيقية أو أجراس أو غناء . و يمكن أن تأتي على شكل طرقات قوية على الخشب أو الحديد مثلاً ، أو صفّارة إنذار أو أي صوت مزعج آخر يعمل على لفت الانتباه . و أحياناً كثيرة ، بدلاً من أن يأتي الصوت من داخل الذهن ، يتجلّى بشكل واضح مما يجعله مسموع عن طريق الأذن ، فيبدأ الشخص بالالتفات حوله فلا يرى شيئاً . و لهذا الصوت مظاهر كثيرة ، فيمكن أن يتشابه لصوت الشخص المعني ، مع اختلاف في النبرات و السرعة و التعبير . و يمكن أن يكون صوت أشخاص آخرين . و قد تبدو نبرة هذا الصوت سلطوية أو تحذيرية أو تشجيعية ، و يمكن أن يتخذ نبرة عاطفية حنونة ، أو نبرة عاقلة منطقية واقعية .

ـ الشعور باليقين من أمر معيّن Clairsentience : هذه الحاسة هي الأكثر شيوعاً بين الناس . يمكن أن تتجلّى بظهور فجائي لجواب على سؤال معيّن ( ذكرناها سابقاً ) ، و يمكن أن يظهر كإنذار مسبق بحصول حادثة معيّنة أو خطر ما ، أو المعرفة المسبقة لنتيجة عمل ما . غالباً ما يترافق مع هذا الشعور ، ( خاصة قبل حصول شيء غير محبّب ) ، انفعالات فيزيائية أو جسدية ، كشعور غريب في منطقة القلب ، أو إحساس غريب في المعدة ( البطن ) ، أو تنميل الجلد ( الشعور بوخزات خفيفة في الجلد ) ، و غيرها من إحساسات جسدية مختلفة باختلاف الأشخاص . و قد تأتينا المعلومات في هذه الحالة على شكل فكرة عادية ، تخطر في الذهن بطريقة عادية ، كما باقي الأفكار ، و هذا ما يجعلنا نخلط بينها و بين الأفكار العادية ، فلا نعطيها أهمية بالغة لأننا نعتبرها كأي فكرة عاديةأ خرى.

ـ قدرة الإدراك بواسطة “الذوق” و “الشم” Clairsavorance -Clairscent :

هذه القدرات هي الأقلّ شيوعاً بين البشر ، لكنها مشابهة لتلك التي عند الكلاب و الكائنات الأخرى .

ـ التخاطر و توارد الأفكار Telepathy :

هي عملية انتقال الأفكار من شخص لآخر على المستوى اللّاوعي ، دون أن يشعران بذلك . أو على المستوى الواعي ، كعملية قراءة الأفكار ، أو التحكّم عن بعد ( برمجة عقول الآخرين ) .

ـ القدرة على إدراك عوالم أخرى . Perception 0f Other Realms :

هي القدرة على الإنتقال إلى عوالم غريبة ، أو رؤية كائنات غريبة ، خارجة عن منظومتنا الحياتية . و هذه الكائنات قد تشمل أشخاص فارقوا الحياة ، أرواح مرشدة ، ملائكة ، جنّ ، و كائنات أخرى .

ـ القدرة على استخلاص المعلومات من خلال الأشياء Psychometry :

يمكن عن طريق حمل شيء معيّن في اليد ، استخلاص المعلومات عن هذا الشيء أو معلومات عن صاحب هذا الشيء ، مهما كان بعيداً . و قد تأتي هذه المعلومات بشكل انطباعات مرئية أو صوتية أو أفكار أو شعور مشابه لشعور صاحب الشيء .

تجاوز حاجز الزمن :

هذه القدرات ليست محدودة ضمن حاجز مكاني أو زماني محدّد . أي أنه ليس لها مسافة محدودة ، كما رأينا . لكن بنفس الوقت ، فهي تجتاز الحاجز لزمني أيضاً . حيث يستطيع الشخص النظر إلى الأمام و الوراء في الزمن بنفس الوقت ! .

ـ الإدراك المسبق Precognition :

هو القدرة على معرفة حادثة قبل حصولها . و قد تتجلّى هذه القدرة أثناء الصحو ، أو النوم ( الحلم ) . و يمكن أن تتخذ أي شكل من الأشكال الإدراكية التي ذكرناها سابقاً .

ـ الإدراك الإسترجاعي Retrocognition :

هو القدرة على معرفة معلومات تفصيلية معيّنة عن حادثة حصلت في الماضي ، دون الاستعانة بأي من الوسائل التقليدية المعروفة . و يمكن أن تتخذ أي شكل من الأشكال الإدراكية التي ذكرناها سابقاً .

ـ قدرة التأثير على الأشياء بواسطة الفكر Telekinesis :

هي القدرة على إحداث تغييرات في حالة الأشياء الفيزيائية بواسطة الفكر ، و تتجلّى هذه القدرة بجعل الأشياء ترتفع في الهواء أو تتحرّك من مكان إلى آخر ، أو حتى تختفي من مكانها و تظهر في مكان آخر ! أو اختراق الجدران ، أو يمكن أن تتجلّى بالقدرة على إجراء تغييرات واضحة في محلول كيميائي معيّن ! أو غيرها من أمور و إنجازات مخالفة للقوانين الفيزيائية المألوفة .

ـ الارتفاع في الهواء Levitation :

القدرة على الارتفاع عن الأرض دون الاعتماد على أي وسيلة فيزيائية معروفة .

ـ القدرة على إحداث تغيرات بايولوجية و جسدية و التحكم بوظائف الأعضاء الجسدية و تجاهل الألم ، عن طريق الفكر :

تجلّت هذه القدرة في مذاهب صوفية مختلفة عند جميع الشعوب . و تتمثّل هذه القدرة بمظاهر مختلفة كالمشي على النار عاري القدمين أو غرس السيوف في أماكن مختلفة من الجسم أو التحكّم بوظائف الأعضاء الجسدية المختلفة كإبطاء عملية التنفّس أو ضربات القلب أو تقوية جهاز المناعة أو غيرها من وظائف جسدية أخرى ! كل ذلك عن طريق طاقة الفكر !.

ـ نالت هذه الظواهر العقلية الغير مألوفة اهتمام رجال العلم البارزين منذ بدايات العصر التنويري في أوروبا ، بعد أن تحرر الفكر الإنساني من سطوة الكنيسة و رجالها . و نظر إليها لأوّل مرّة كموضوع بحث متحرر من التعاليم الصوفية و السحرية التي طالما التزمت بها بشكل صميمي . و أخضعت للبحوث العلمية و التجارب المخبرية المستقيمة ، و قد ظهرت مذاهب علمية كثيرة تتناول هذه الظواهر . كل مذهب ينظر إليها من زاويته الخاصة و المناسبة . و سوف نتناولها في الجزء القادم من الكتاب ، نذكر منها :

مذهب التنويم المغناطيسي

سنقوم بدراسة هذا المذهب العلمي منذ أن دخل إلى العالم الأكاديمي على يد الطبيب النمساوي فرانز أنتون ميزمر (1734م ـ 1815م ) . ثم دراسات البروفيسور أليستون ، من جامعة لندن ( 1791م ـ 1868م ) . و الطبيب جيمس أسدايل ، مدير أحد المستشفيات الهندية في كالكوتا . ( 1808م ـ 1859م ) . و جيمس برايد (1795م ـ 1860م ) .

بالإضافة إلى علماء بارزين مثل : ليبالت ، غريغوري ، شاركوت ، ريشيه ، بيرنهايم ، غورني ، جانيت ، دي روكاس ، شرينك نوتزنغ ، ميلني ، برامويل ، بويراك ، ألتروز ، و غيرهم من رجال علم شاركوا بدراساتهم المختلفة في كشف الستار عن خفايا الإنسان و قدراته الفكرية الهائلة .

مذهب الأبحاث الروحية

في العام 1882م ، أسّست جامعة كامبردج البريطانية ، ما سميت بـ”جمعية بحث القدرات الروحية” The Society for Psychical Research . و كان أول رئيس لهذه الجمعية أحد الشخصيات المشهورة في المجتمع الأكاديمي ، هنري سيدغويك ، البروفيسور في الفلسفة الأخلاقية في جامعة كامبردج . و كان هدف هذه الجمعية كما جاء في التقرير الذي نشرته عام تأسيسها ـ هو دراسة الظواهر الخارقة و الروحية المختلفة من غير أحكام مسبقة ، و بالروح الحيادية ذاتها التي مكّنت العلم من دراسة مختلف الظواهر الطبيعية الأخرى بشكل دقيق . و من نتائج هذا الاهتمام ، تم تأسيس “الجمعية الأمريكية للأبحاث الروحية ” American Society of Psychical Research ، في ولاية بوسطن عام 1885م ، وقد استقطبت أيضاً شخصيات لامعة في دنيا العلم مثل عالم النفس و الفيلسوف القدير وليم جيمس .

كان تأسيس هذه الجمعيات ( بالإضافة إلى جمعيات تأسست في فرنسا و هولندا و ألمانيا و روسيا و غيرها من دول أوروبية أخرى ) ، تعمل كدافع رئيسي للاهتمام بما نسميها اليوم بالظواهر الخارقة . حيث كانت الدراسات التي تقيمها هذه الجمعيات غير مكثّفة و كانت في الغالب تتخذ شكل المشاهدات و تسجيل مواصفات و ميّزات تلك الظواهر .

من أبرز رجال هذا المذهب : البروفيسور فريدريك مايرز ، البروفيسور أرثر جيمس ، البروفيسور هينري بورغسون ، البروفيسور س.د.برود ، البروفيسور بويد كاربنتر ، البروفيسور وليلم كروكس ، البروفيسور هانز دريتش ، و غيرهم من رجال علم و كاديميين بارزين .

في العام 1882م ، أسّست جامعة كامبردج البريطانية ، ما سميت بـ”جمعية بحث القدرات الروحية” The Society for Psychical Research . و كان أول رئيس لهذه الجمعية أحد الشخصيات المشهورة في المجتمع الأكاديمي ، هنري سيدغويك ، البروفيسور في الفلسفة الأخلاقية في جامعة كامبردج . و كان هدف هذه الجمعية كما جاء في التقرير الذي نشرته عام تأسيسها ـ هو دراسة الظواهر الخارقة و الروحية المختلفة من غير أحكام مسبقة ، و بالروح الحيادية ذاتها التي مكّنت العلم من دراسة مختلف الظواهر الطبيعية الأخرى بشكل دقيق . و من نتائج هذا الاهتمام ، تم تأسيس “الجمعية الأمريكية للأبحاث الروحية ” American Society of Psychical Research ، في ولاية بوسطن عام 1885م ، وقد استقطبت أيضاً شخصيات لامعة في دنيا العلم مثل عالم النفس و الفيلسوف القدير وليم جيمس .

كان تأسيس هذه الجمعيات ( بالإضافة إلى جمعيات تأسست في فرنسا و هولندا و ألمانيا و روسيا و غيرها من دول أوروبية أخرى ) ، تعمل كدافع رئيسي للاهتمام بما نسميها اليوم بالظواهر الخارقة . حيث كانت الدراسات التي تقيمها هذه الجمعيات غير مكثّفة و كانت في الغالب تتخذ شكل المشاهدات و تسجيل مواصفات و ميّزات تلك الظواهر .

من أبرز رجال هذا المذهب : البروفيسور فريدريك مايرز ، البروفيسور أرثر جيمس ، البروفيسور هينري بورغسون ، البروفيسور س.د.برود ، البروفيسور بويد كاربنتر ، البروفيسور وليلم كروكس ، البروفيسور هانز دريتش ، و غيرهم من رجال علم و كاديميين بارزين .

مذهب الباراسيكولوجيا

كانت الدراسات ، التي تناولها مذهب الأبحاث الروحية ، في بدايات دخولها إلى رحاب الظواهر الماورائية ، و لم يتمكن هؤلاء العلماء الروّاد من التمييز بين القدرات الفكرية و الظواهر الماورائية المختلفة ، و لم يتوصّلوا إلى تلك التصنيفات التي نعرفها اليوم . فكانت دراساتهم تشمل :

1ـ التخاطر 2ـ التنويم المغناطيسي 3ـ الحساسية الإدراكية 4ـ سماع أصوات أو مشاهدات لكائنات غريبة 5ـ التعامل مع الأرواح 6ـ معرفة أحداث ماضية أو غيبية .

هذه الدراسات لم تتخذ شكلاً مختلفاً ( أكثر تقدماً ) إلا بعد حولي أربعة عقود .

في العام 1927م ، انتقل عالم النفس الاجتماعي وليم مكدوغل إلى جامعة ديوك في ولاية كارولاينا الشمالية ، ليصبح رئيساً لقسم علم النفس فيها . و انتقل إلى القسم نفسه عالم بيولوجيا النبات المعروف جوزيف راين ، الذي يعدّ المؤسس الحقيقي لعلم “الباراسايكولوجيا” ، فقام راين و زوجته لويزا الدكتورة المعروفة ، و البروفيسور ماكدوغل ، بدراسة ظواهر القدرات العقلية بشكل مكثّف ، و أدّت جهودهم إلى إنشاء أول مركز أبحاث تجريبية للدراسات الباراسيكولوجية في العالم ، و هو مختبر الباراسيكولوجيا في جامعة “ديوك” عام 1934م . و منذ ذلك الوقت استمرّت و تكثّفت الدراسات حول ظواهر فكرية مختلفة ، على المستويين النظري و التجريبي . و أصبح هناك الآن ، العشرات من الجمعيات و المختبرات العلمية و الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم ، تهتم بدراسة مختلف الظواهر الباراسيكولوجية ، و قد توصّلت هذه المختبرات إلى اكتشاف حقائق كثيرة لها أهمية بالغة في خدمة الإنسان و البيئة و غيرها من استخدامات إنسانية أخرى ، لكن للأسف الشديد ، معظم هذه الحقائق الجديدة لازالت سريّة ، لأسباب كثيرة استراتيجية أو عسكرية أو حتى دينية أو أيديولوجية ، أو غيرها من أسباب سخيفة لا ترتفع إلى مستويات إنسانية و أخلاقية حقيقية .

العلوم الوسيطية الاستراتيجية

التي انبثقت من الاتحاد السوفييتي .

أدّت التسريبات التي حصلت في الستينات من القرن الماضي إلى كشف الستار عن الآلة الوسيطية العملاقة التي نشأت داخل الستار الحديدي . و الذي ميّز العلوم السوفيتية عن العلوم الوسيطية الغربية هو أن السوفييت كانوا يبحثون في سبل الاستفادة منها لمآربهم الاستراتيجية المختلفة . بينما العلوم الوسيطية الغربية كانت لاتزال تقيم أبحاث و دراسات مختلفة و تبذل جهود مضنية ، ليس من أجل الاستخدام بل من أجل إثبات هذه الظواهر التي واجه الباحثون فيها معارضة شرسة من قبل المؤسسات الدينية و العلمية على السواء .

فلم ترقى البحوث الغربية إلى مستوى البحث في طريقة استخدام هذه القدرات ، بل كانوا لازالوا في مستوى محاولة إثبات وجودها !. و هذا الذي جعل روسيا تسبقهم و تتقدّم عنهم في هذا المجال مسافة نصف قرن تقرياً !. من أهم الرجال الذين شاركوا في إنشاء هذا المذهب العلمي ( المنافي تماماً للفكر الشيوعي السائد في حينها ) :

بيرنارد بيرناردوفيتش كازينسكي ، فلاديمير بكتيريف ، ليونيد فاسيلييف ، الذين يعدون من المؤسسين الأوائل لهذا المذهب العلمي الذي أصبح سري لخطورته الاستراتيجية . و جاء بعدهم علماء سوفييت آخرون برزوا في هذا المجال لكن أسماء معظمهم لازالت مجهولة .

العلوم الروحية الحديثة

الأمر الذي يميز هذه العلوم عن منافساتها هو أنها أقرب للروحانية و التصوّف من تلك التي تناولها العلماء العلمانيين . أصول هذه العلوم عريقة جداً بالإضافة إلى تعدد مذاهبها و مظاهرها المختلفة حول العالم و عبر التاريخ . أشهرها هي علوم اليوغا الهندية و التشيكونغ الصينية و الزن اليابانية و غيرها من مسالك فكرية مختلفة . لكن العلوم الروحية الحديثة اتخذت منحى أكثر علمانياً و بدأت تعتمد على أسس و مفاهيم علمية بحتة . أشهر تلك المذاهب الروحية الحديثة هي تلك التي أسسها الروحي الهندي الكبير ماهاريشي ماهيش يوغي .

وضع ماهاريشي أسس علمية لتكنولوجيا جديدة سماها تكنولوجية الفيدا . و يقول أن هذه القوانين العلمية تتوافق تماماً مع قانون الطبيعة الاصيل و ليس القوانين المزورة التي ابتكرها المنهج العلمي السائد . تعتمد هذه التكنولوجيا على الطاقة العقلية وليس سواها . فيستطيع الإنسان بعد السيطرة على طاقته العقلية أن يتحكم بقانون الطبيعة و من ثم توجيهه و تحريفه كما يشاء . أما الطريق الذي وجب سلوكه كي يصل إلى هذه المرحلة العقلية المتطورة فهو ما أسماه بالتأمّل ألتجاوزي TRANSCENDENTAL MEDITATION. فيصل بعدها إلى مستويات رفيعة من حالات الوعي مما يجعله يتحد مع المجال الكوني ( الوعي الكوني ) ، فيسيطر بعدها على قانون الطبيعة الحقيقي و يتحكم بمجرياته كما يشاء .

الطيران اليوغي YOGIC FLYING

إحدى القدرات التي يظهرها تلاميذ هذه التكنولوجيا الجديدة . هذه التمارين العقلية ليست معقدة كتلك التي جاءتنا من العصور القديمة ( اليوغا مثلاً ) بل سهلة جداً حيث يمكن لأي شخص ممارستها مهما كانت مستوياته العقلية أو الروحية أو الثقافية أو غيرها … و قد تمكن حوالي مئة ألف شخص حول العالم من إتقان هذه القدرة العجيبة على الارتفاع في الهواء .

و قد تم التأكد من صحة هذه التكنولوجيا علمياً و تأثيرها الإيجابي على ممارسيها ، بعد إقامة أكثر من خمس مئة بحث و دراسة مختلفة من قبل 214 جامعة و مؤسسة من 33 دولة حول العالم . و قد تناولتها أكثر من 100 مجلة علمية رسمية ، و جميع هذه الدراسات و الأبحاث توصلت إلى نتيجة واحدة فحواها أن هذه التكنولوجيا لها أثر إيجابي على جميع مجالات الحياة ، الفيزيائية و النفسية و البيئية و الاجتماعية

لكن السؤال هو :

لماذا لم نسمع عن هذه العلوم و التكنولوجيات حتى الآن رغم ظهورها إلى العلن منذ الستينات من القرن الماضي ؟

لماذا لم ندرسها في المدارس و الجامعات ؟ لماذا لم نراها على وسائل الإعلام ؟ ما هي الجهات التي تقف عائقاً أمام انتشار هذه العلوم ؟ و لماذا ؟ و من هو المستفيد ؟ من له مصلحة في إبقائنا على ما نحن عليه ، كائنات غبية مفرغة العقول , سهلة الانقياد ، أهداف سهلة لا حول لها و لا قوة ؟

الطاقة العقلية

جميع هذه المذاهب ، رغم اختلافاتها العديدة في التوجه و طريقة البحث والتفكير ، و رغم استخدامها لمصطلحات خاصة بها ( لكل مذهب تسمياته الخاصة ) مما زاد الفجوة التي عملت على ابتعاد هذه المذاهب عن بعضها لدرجة العداوة و التهجّم في بعض الأحيان ، نرى أنها تلتقي جميعاً في استنتاج مشترك يجمع بينها . تتجلى هذه الاستنتاجات بما يلي :

ـ أن هذه الظواهر الغير مألوفة تخضع لقوانين طبيعية خاصة بها ، مخالفة للمفاهيم العلمية السائدة . هذا جعل رجال العلم المنهجي عاجزون عن استيعابها و فهم طريقة عملها . لأنهم رجال ينتمون إلى منهج علمي يعتمد على منطق مختلف عن المنطق الذي يحكم هذه الظواهر ، مما جعلهم يواجهون صعوبة في صياغة نظريات صحيحة حول طريقة عملها .

ـ يمكن لهذه القدرات العقلية أن تعمل خارج حدود زمنية و مكانية محددة . فهي متناقضة تماماً مع القوانين النيوتونية التي وضعت حدود ثابتة للمكان و الزمان .

ـ المظاهر التي تميّزت بها هذه القدرات قامت بدحض جميع النظريات التي اعتمدت في تفسيرها لها على عناصر مثل ، موجات ، ذرات و جزيئات ، قوى ، حقول ، و غيرها من عناصر علمية تقليدية أخرى . ( لكن يتم استخدام هذه المصطلحات من أجل وصف مجريات عمل هذه القدرات ، و ليس من الضرورة أخذ هذه المصطلحات بحرفية الكلمة ) .

ـ هذه القدرات لا تتأثّر بالقوى الفيزيائية المعروفة : القوة النووية الشديدة ، القوّة النووية الضعيفة ، قوّة الجاذبية ، القوّة الكهرومغناطيسية …

ـ هذه القدرات لا تنتمي و لا تخضع لأي من القوانين الطبيعية المعروفة مثل : قانون الديناميحراري ، أو قانون الجاذبية ..

ـ هذه القدرات لا تتطلّب عملية تذبذبات الطاقة أو تبدلاتها في عملية التاثير عن بعد . فعملية اختفاء عملة نقدية مثلاً ، تتطلّب بالمفهوم الفيزيائي التقليدي ، طاقة قنبلة نووية صغيرة تقوم بمحوها عن الوجود . أما القدرات العقلية ، فطريقتها تختلف تماماً !.

ـ هذه القدرات العقلية لا تتوافق مع النظرية النسبية التي تقول بأنه لا يمكن للمادة أن تسافر بسرعة تفوق سرعة الضوء ، أي 186.000 ميل في الثانية . بل يبدو أن سرعتها لحظية ! أي أسرع من الضوء بكثير !.

ـ جميع المظاهر التي تميّزت بها هذه القدرات ، و التي تتناقض مع المفهوم العلمي المعاصر ، دفعت الباحثين إلى التوجه نحو مجالات أخرى ، خارجة عن حدود المنهج العلمي التقليدي ، في سبيل إيجاد تفسيرات مناسبة لها .

ـ بعد إدخال الأجهزة الإلكترونية المتطوّرة ، مثل GSR و EEG و غيرها ، لاحظ الباحثون حصول تغيرات بايولوجية معيّنة في جسم الوسيط أثناء قيامه بإحدى إنجازاته الفكرية الخارقة . و أشار جهاز فحص الموجات الدماغية EEG إلى أن الموجات الدماغية تنخفض إلى حالة ” ألفا ” ( بتردد 9 ـ 13 hz ) أو ” ثيتا ” ( بتردد 4 ـ 8 hz ) أو ” دلتا ” ( بتردد 1 ـ 3 hz ) أثناء قيام الوسيط بعمله .

و تبين أن هذه الحالات الدماغية هي ذاتها التي يتصف بها دماغ المتصوّف أثناء دخوله في حالة البحران ( النشوة الروحية ) ، و كذلك العرافين و المستبصرين الذين يدخلون في حالة شبه غيبوبة ( غشية أو شرود ) ليأتوا بمعلومات غيبية ، و كذلك النائمين مغناطيسياً ، و محضري الأرواح الذين يدخلون في حالة غيبوبة كاملة ، و المتأملين الروحيين ( اليوغا و التشيكونغ و غيرها من مذاهب تأملية ) أثناء دخولهم في حالة التأمل و التفكّر و التركيز ، و المقنقنين الذين يبحثون عن المياه و المعادن الدفينة بواسطة قضيب الرمان أو أي وسيلة الأخرى ، و حتى الذين يستخدمون التعاليم السحرية و يقرؤون النصوص المختلفة ( الأقسام و الدعوات و الصلوات ) و يكررونها عشرات المرات ، فيدخلون في حالة ” ألفا ” الدماغية و ينجزون بعض الأعمال السحرية و يظنون أن السرّ هو في النصوص و أسماء الآلهة المقدسين و الملائكة التي يتلونها و يكررونها مئات المرات ، و يجهلون أن عملية تكرار عبارات محددة مهما احتوته من كلمات ، تساعد الدماغ على الوصول إلى حالة ” ألفا ” الدماغية ، و إذا قاموا بالتعداد من 1 إلى 1000 تكون النتيجة واحدة .

ـ جميع الحالات التي ذكرناها سابقاً ( البحران ، الغشية ، الغيبوبة ، التامّل ، …) يشار إليها بحالات الوعي البديلة ( درجات متفاوته من الوعي ) . هذه الحالة الأخرى من الوعي تختلف تماماً عن حالة الوعي الطبيعية التي يتمتع بها الشخص . يمكن أن يدخلها الفرد طوعاً ( كما العرافين و المتأملين ) ، أو نتيجة عامل خارجي ( كما نوم المغناطيسي نتيجة إيحاءات المنوّم ) ، و يمكن أن تحصل بشكل تلقائي ( كما حالة الغيبوبة التي يدخلها الشخص فجأة دون تحضير سابق أو ظهور أحلام تنبؤية أثناء النوم العادي ) .

ـ الفرق بين الذين يتمتعون بقدرات فكرية خارقة و الإنسان العادي هو ليس لأنهم موهوبون يتلك القدرات دون غيرهم . بل يعود السبب إلى قدرتهم على الدخول في حالة وعي بديلة بسهولة تفوق قدرة الإنسان العادي . السرّ يكمن في القدرة على الدخول إلى ذلك المستوى من الوعي . و ليس بالطاقة الخارقة التي نتوهّم وجودها في جوهرهم . و يمكن لأي إنسان أن يتوصّل إلى هذه المرحلة من التحكم بحالة الوعي عنده ، بعد الخوض في تدريبات محددة تساعده على ذلك .

لكن قبل استيعاب هذه الفكرة جيداً ، وجب علينا أولاً تعريف الوعي . و قد خصصت قسماً كاملاً حول هذا الموضوع المهم .

سوف نقوم ببحث مجال القدرات العقلية بشكل مفصّل في الجزء القادم ، و سوف نتعرّف على السبب الذي جعل هذه العلوم تتعرّض لحملات شرسة من قبل جهات كثيرة عملت على إخمادها و التآمر على الباحثين فيها و إخفاء نتائج الدراسات التي تناولتها … و حرمان الشعوب منها ، فقط لأنها منافية لمصالحهم الدنيوية المختلفة .




Bookmark and Share

الخونة - مخابراتي - يحدث في لبنان ... !!!


شتم الجاسوس الاسرائيلي صالح المشنوق من قاتلو اسرائيل من قناة الجزيرة في حلقة سابقة ثم عاد عبر المطار آمنا مطمئنا لم يركبه من القفا احد لا بالقانون عبر ادعاء ببث التحريض على الفتنة الطائفية مثلا ولا بالفتونة ولأن حظ المنــ.. في قفاه فقد يسر الرب يهوه لصالح المشنوق - وهو غلام الاميركيين - من تبكم وصمت وتلعثم مقابله في برنامج الاتجاه المعاكس في حلقته الاخيرة فصال وجال بالشتائم التي يحرص الاميركيين على تلقينها للاعلاميين من خصيانهم خاصة في تيار العصابات الليكودية اللبنانية المسمى تيار المستقبل , هذا المشنوق في المستقبل الذي يسعفه الحظ دوما بالبكم الهبل تعامل بكل امانة مع كتاب شمعون بيريز - الشرق الاوسط الجديد - الذي تحدث فيه عن تحالف اسرائيل مع السنة العرب ضد الايرانيين والشيعة وبذلك تنجو اسرائيل وقصة الاميركيين مع خطة شمعون بيريز وتحريض المذاهب على بعضها عبر عملاء اميركا واسرائيل عند الطرفين - الشيعة في العراق اميركيون والسنة في لبنان وسورية اميركيون ودقي يا مزيكا - جميلة وذكية فقد قال قائل منهم : هزمونا في الاوزاعي وهزموا اسرائيل في الجنوب فما الحل ؟ وجاءهم الجواب فلنروج لحرب سنية شيعية فيقتلون بعضهم ونربح نحن من سيروج لحرب سنية شيعية تطلبها اميركا واسرائيل ليس اميركيون بالتأكيد بل عرب ومسلمين من هنا ولدت الحرب الناعمة القائمة على مبدأ نشر وسائل اعلام جديدة غير مكلفة مثل الانترنت ونشأ عند الاميركيين مشروع الديبلوماسية العامة اي غسيل ادمغة شعوب العالم العربي عبر استيلاد مجموعات هائلة من الشباب العربي المرتبط بمشروعات اهلية وهمية تدعمها اميركا علنا او سرا لا فرق وهذه المجموعات الشبابية ادارت حملات اعلامية ناجحة عبر كل الوسائل الاعلامية التي وفرتها لهم اميركيا وعملاءها في قطر والسعودية والامارات - بعد تدريب اولئك الشباب في مشاريع اهلية ممولة اوروبيا واميركيا نمت مثل الفطر وبواجهات لا تثير حفيظة احد ، مثلا من يشك بان معهد مي شدياق هدفه تدريب عملاء اميركا من الشباب اللبناني على التعاطي مع الاعلام ؟ ومن يشك بان دورات تدريب تقيمها بلدية هنا او هناك ستؤدي الى تجنيد الشباب المشارك فيها لصالح الاميركيين ؟ ومن يشك بان مشروع تمويل المدونات المجانية من قبل معاهد نشر الديمقراطية الهولندية والدانمركية السويدية ليست سوى اعطية امنية لشبكات مخابرات اعلامية هدفها ليس تجنيد جواسيس جمع المعلومات بل هدفها خلق مصادر ضخ للمعلومات في المجتمع العربي عبر الشباب .... لقد استخدم الاميركيين بنجاح ما يسمى بمشاريع اهلية مثل مشروع عدوى الصحافة المعتمد على تدريب المدونين ورعاية المدونات وعبر المشاركة في مشاريع تدريب وورش عمل اعلامية تدرب الشباب على التحدث عبر الاعلام المرأي والمسموع وقد يسأل المرء نفسه ، كيف انقلب رياض قبيسي من داعم للمقاومة من منظور يساري الى شخص يملك حسا يشبه عقائد حزب العمل الاسرائيل وذلك بعد عودته من دورة تدريب اعلامية مجانية وفرتها له السفارة الاميركية في بيروت وللسؤال تابع هو : كم هو عدد الصحافيين الشباب في كل العالم العربي الذي ترسلهم السفارات الاميركية للتدريب في اميركا لمدد قصيرة لا تزيد عن الشهر ؟؟ وهل هؤلاء صدقة من الله الاميركي على صحافة العرب ام هي مشاريع تجنيد لتحويل الشباب العربي الى ناطقين باسم امريكا واسرائيل ؟؟ صالح المشنوق مثله مثل آلاف الشباب اللبناني وخاصة من اعضاء القوات اللبنانية وتيار العصابات الصهيونية المسمى تيار المستقبل جميعهم ناطقين باسم اسرائيل واميركا ولكن بلسان عربي كما قال جيمس غلاسمان كبير المحططين السابقين في اذاعة اوروبا الحرة الذي هزم الاتحاد السوفياتي وفككه باذاعة فقط ، فما بالكم والعرب تحت تأثير العربية والجزيرة والمستقبل وام تي في ومئات الاف المدونات والمدونين المقتنعين ان مال اميركا حلال ومحاربة اسرائيل حرام كل تلك النشاطات التي كلفت الاميركيين عشر سنوات من العمل الجاد والمكلف لنشرها في عموم العالم العربي وصلت الآن الى ذروتها ه فاشخاص مثل صالح المشنوق مروا بكل تلك التدريبات الاميركية اصبحوا اكثر اخلاصا للتعليمات الاميركية (تحريض مذهبي وترويج لسلم مع اسرائيل وحرب مع ايران وتنصيب الشيعة اعداء للسنة والعكس وتناسي اسرائيل ) كل تلك المشاريع نجحت ومن ضمنها مشاريع تدريب للشباب في بعض جامعات وصحف وفضائيات لبنانية - في تحويل بعض اللبنانينن والعرب فاصبحوا خبرا ء اعلام جديد يكتبون المقالات ويتحدثون خطابيا في المناسبات السياسية ويروجون للمشاريع السياسية الاميركية بكل امانة لأنهم ملتزمون نفسيا وثقافيا ومغسولي الادمغة على اعتقاد بان مصلحتهم الشخصية اولا والوطنية ثانيا هي مع الاميركيين لذا ترى الواحد منهم يملك حماس الانتحاريين في هجومه الاعلامي على اعداء اميركا وترى الواحد منهم مثل صالح المشنوق يتحول في لحظة الى وهابي متزمت وفي لحظة ثانية الى مقاتل ضد اسرائيل بالحكي فقط ولثوان وفي اللحظات نفسه هو نفسه يدعو للسلام والصلح مع الاسرائيلي والى الحرب مع الشيعي اللبناني ومع الايراني علاقة صالح المشنوق بعصابات تيار المستقبل العميلة لاسرائيل ليست خفية وعلاقاته مع توجيهات المكتب الاعلامي للسفارة الاميركية في عوكر التي تدير وتمول حركة الاف الشباب اللبناني المنتمي الى مشروعات الديبلوماسية العامة الاميركية ليست خفية ايضا الخفي هو علاقة صالح المشنوق مع ارباب عمل والده في الموساد الاسرائيلي حيث ان الشاب جنده الموساد حين سافر الى واشنطن لتلقي دورة على التبادل الصحفي في معهد الدفاع عن الديمقراطية فجنده الموساد لكي يصبح في المستقبل وريثا لابيه في المنصب النيابي وفي الوظيفة التي منحه اياها اي للاب الموساد الاسرائيلي ليس هناك امرأة ولا عاهرة لبنانية لا تعرف ان نهاد المشنوق عميل لاسرائيل ولكن عمالته مقبولة لانه يعرف كيف يتبادل المصالح مع الجميع تجاوز ابنه الخط الاحمر وسيدفع الثمن ...هذا ما تؤكده مصادر اسرائيلية وجهت اللوم لعميلها في مبالغته في الدعاية لمشروع الاميركيين الوحيد -- الطائفية والمذهبية -- فحتى اليهود بلا زغرة يربأون بعملائهم عن النزول الى درك الترويج لمذبحة طائفية يظن صالح المشنوق انه سينجو منها لأنه موعود من الاميركيين بأنهم مثلما هربوا قواده من لبنان فسيهربونه هو ايضا حين ميسرة او حين مجزرة المضحك ان صالح المشنوق وهو عضو في عصابات تيار المستقبل العميلة لاسرائيل تحدث عن المقاومة وهو يتلقى من اسرائيل رواتب شهرية وتحدث عن المقاومة وهو عضو في مؤتمر الاحزاب الليبرالية الذي نظمته عصابات تيار المستقبل العميلة لاسرائيل وحضرته احزاب اوروبية صهيونية في قلب العاصمة بيروت وفي فندق البريستول تحديدا العام الماضي وصالح المشنوق هذا عضو في حزب يقوده سعد الحريري الذي ترعاه اميركا وتدعمه اسرائيل وتستحلب نتائج سياساته اللبنانية وزارة الحرب الاسرائيلية والمخابرات الاسرائيلية بكافة اجهزتها صالح الحله تركو هذا يتحدث عن المقاومة ويصف حسن نصرالله بالسيء ولا يعاقبه احد ؟؟ افرحي يا اسرائيل قد تحول حزب الله الى حزب لا يخيف احدا حتى صالح المشنوق القضاء اللبناني يريد معاقبة من دعوا لمقاطعة اسرائيل ويحدث في لبنان ان مجموعة تقاطع اسرائيل تسعى لمقاطعه من يزورون اسرائيل فيدعي عليهم القضاء اللبناني ويقبل دعوة مقدمة من عملاء اميركيين مشهود لهم بالكفاءة الخيانية لصالح اميركا فنيا وثقافيا واعلاميا والتجسس ليس فعل الجاسوسية الكلاسيكية فقط بل التسويق والتطبيع خيانة وجاسوسية ايضا وجهاد المر صاحب شركة التطبيع الموسيقي مع اسرائيل ابن قبحة خائن ومع ذلك في لبنان فقط الخائن يرفع قضية على وطنيين والقضاء يقبلها وفي لبنان فقط يعامل الشعب خائنا مثل السنيورة كإله ويعاملون الابله التافه سعد الحريري كزعيم ويعاملون الخونة والقتلة مثل سمير جعجع كأبطال وكقديسين احيانا اشتاق الى الفتيات اللبنانيات المثيرات من امثال مي شدياق وارملة المنيك سمير قصير ولكني حين استذكر كم عميلا وخائنا في ذلك الشعب (نصفه وشوي كمان ) بقول كـــ اخت هيك بلد واخت اللي فيه
عالم التدوين

Bookmark and Share