بعد سنوات طويلة من العمل مع الرئيس حافظ الاسد ، انقلب عبد الحليم خدام على الرئيس بشار الأسد وأساء كثيراً إليه وإلى النظام وانتقد السياسة الخارجية السورية لا سيما في لبنان ودعا ظاهريا إلى العمل على التغيير السلمي في سوريا بإسقاط النظام الديكتاتوري وبناء دولة ديموقراطية حديثة في سوريا تقوم على اساس المواطنة كما أكد بعد لجوئه إلى باريس "دون اثبات" انه على قناعة تامة بان الرئيس السوري بشار الاسد هو من أعطى امر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005. أسس في منفاه عام 2006 جبهة الخلاص الوطني التي تضم معارضين سوريين ابرزهم جماعة الاخوان المسلمين التي أعلنت انسحابها منها غداة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة نهاية الشهر الأخير من عام 2008 ولم يقول شهادة ضد الشعب السوري انما ضد النظام لكي يثير غلية الشعب.
لكل هذا أصدرت المحكمة العسكرية الجنائية الأولى بدمشق برئاسة العميد القاضي محمد قدور أسد قرارها رقم 406 بتاريخ 17 اغسطس 2008 بالحكم غيابياً على خدام 13 حكما بالسجن لمدد مختلفة أشدها الأشغال الشاقة المؤبدة مدى الحياة. وذلك بتهم مختلفة ابرزها «الافتراء الجنائي على القيادة السورية والادلاء بشهادة كاذبة امام لجنة التحقيق الدولية بشأن مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وكتابات وخطب لم تجزها الحكومة السورية». كما اتهمته «بالمؤامرة على اغتصاب سلطة سياسية ومدنية وصلاته غير المشروعة مع العدو الصهيوني والنيل من هيبة الدولة ومن الشعور القومي، واشدها دس الدسائس لدى دولة اجنبية لدفعها العدوان على سورية التي عوقب عليها بالمؤبد».
ويبدو أن أحقاد خدام لم تهدأ بعد تجاه النظام السوري فقد أعلن الأمن السوري مؤخراً عن القبض على مخربين تلقوا أموالاً من خدام من أجل التخريب والقيام بعمليات مناوئة للنظام، وأنه يقوم بعملية تمويل وتسليح المناوئين للرئيس بشار الأسد، وليس في الأمر تجني فالرجل يمتلك الدافع للقيام بهذا كما يمكنه أنه يمتلك ثروة طائلة يمكنه عن طريقها التمويل بسخاء.
ذكر بيان نشرته جريدة شام برس أن المصادر الاقتصادية السورية قدرت ثروة خدام بحوالي مليار ومائة مليون دولار، معظمها خارج البلاد، وعلى شكل أموال نقدية. وأشارت إلى أنه تلقى من رفيق الحريري خلال السنوات العشرين الماضية 500 مليون دولار، بعضها على شكل قصور فاخرة ويختين، وبعضها على شكل أموال مودعة في المصارف الفرنسية والسويسرية واللبنانية.
ابرز القصور التي تلقاها تقع في فرنسا، أحدها يقع في شارع نوشي بباريس (كانت تملكه ابنة الملياردير اليوناني اوناسيس)، والثاني في مدينة نيس الفرنسية، وهو مسجل باسم زوجته. كما انه يمتلك قصراً ثالثاً في مدينة بانياس السورية، مع مرفأ خاص، وقصراً رابعاً في منتجع بلودان الصيفي السوري. وشقة فاخرة في منطقة عين المريسة في بيروت، ويختين كبيرين (مايا واحد ومايا اثنان). كما انه يمتلك حصة في شركة الاتصالات اللبنانية (سيليس)، وعقوداً بعشرات الملايين من الدولارات لشركة الكهرباء اللبنانية.
وأشار الموقع فضلاً عن ذلك بياناً بأهم ممتلكات خدام وأولاده وزوجاتهم كان منها : مطعم فونتانا بدمشق (مزة أوتوستراد باسم ابنه جهاد خدام. ومجمع تجاري بمنطقة حرستا الواقعة في ريف دمشق (قيد الإنشاء) ومحلات المحافظة بدمشق، وعددها تسعة، وهي قيد الترميم حالياً، وسلسلة محلات “باتشي” لبيع الشيكولاته بدمشق في أحياء المزة وأبو رمانة والقصوروغيرها الكثير في دول العالم المختلفة.