الاخفاقات والعطايا الثمينة من "المعارضة السورية" للرئيس الأسد .

بتاريخ 11:01 م بواسطة ADMIN


هل تذكرون تلك الممرضة الكويتية التي ظهرت لشهادتها أمام الكونغرس الأمريكي لتتحدث بطلاقة انكليزية عن وحشية الجنود العراقيين الذين دخلوا المشفى الذي تعمل فيه واقتحموا قسم حواضن الأطفال ..وروت تلك الممرضة وهو تبكي بمرارة ويختلط صراخها بما تراه من كوابيس كيف كان الجنود العراقيون الوحوش يرفعون الاطفال من الحواضن ويرمون بهم على الارض ليتهشموا ومن ثم يسرقون الحواضن ..يومها احسسنا بالذل من تصرف الجيش العراقي الذي كان يسميه الغرب جيش صدام حسين لفصله عن حقيقة كونه جيش العراق ..وامعانا في تعزيز شهادة الممرضة الكويتية ظهر جورج بوش الأب على التلفزيون يبرر الحشد ضد جيش صدام حسين الذي "حسبما قال" كان يقتل الأطفال في المشافي لسرقة حواضنهم . وبعد المجزرة الرهيبة بحق العراقيين وجيشهم في عاصفة الصحراء عرفنا في خبر صغير مقتضب أن تلك الممرضة لم تكن الا بنت أحد أمراء الكويت وسليلة الأسرة المالكة ..يعني لاممرضة ولاشي ..أي أن تلك الشهادة كانت مزورة وكاذبة لتضليل الناس ولدفعهم لتمزيق العراقيين القتلة بالتزوير للحقائق وتضخيمها.

الدرس تعيده المعارضة السورية عن سبق إصرار وتعمد بعضها بسذاجة وأكثرها عن دراية وتعبر عن شهوة للسلطة وشبق للحكم مهما كان الثمن. المعارضة السورية لاتستحي من مشاهد التزوير بل تبحث عن تبرير للتزوير..والمعارضة السورية أثبتت أن السوريين لديهم حكم وطني وليست لديهم معارضة وطنية الا باستثناءات قليلة جدا..والدليل أن نداءات الحرية والديمقراطية والسلمية كلها كانت غطاء رقيقا جدا للدافع الحقيقي للمتظاهرين وهو الشحن الطائفي ..والمرور على بعض مقالات هذا الموقع وعلى تعليقات القراء في كل المواقع العربية من القدس العربي (أو أورشليم أبو عطوان) والشرق الأوسط وايلاف تجد الكم الهائل من الاندفاع الطائفي المرضي الذي في بعضه يكتب من قبل مكاتب مخابرات لزيادة الاندفاع الطائفي ..هذا الاندفاع الطائفي المريض كان ثمرة كبيرة لبذور زرعها بوش الصغير عبر جزيرة قطر وعربية آل سعود ويحصدها أوباما في العراق ولبنان وسوريا والبحرين..للفتك بالشرق العربي فتكا نهائيا وماغزو العراق الا لاستخدام العراق كبؤرة لنشر قاذورات الطائفية حيث روج الأمريكيون أن الشيعة يساعدونهم لقتل السنة ثم روجوا أن الشيعة وبمساعدة العلويين قتلوا زعيم السنة في لبنان ويقومون بتشييع الشام ..هكذا كذب يتلوه كذب ودون أي دليل ..لكن معاهد الدراسات الأمريكية التي تنسق في الترويج لذلك عبر الجزيرة وآل سعود والحريري ومصر مبارك سابقا (نذكر كيف روج الاعلام المصري أن خلية حزب الله المعتقلة في مصر لم تكن لمساعدة غزة بل كانت تريد تشييع مصر !!) تعرف أن في المجتمع عموما والشرقي خصوصا قوى على الأرض غير ناضجة وبسيطة وقليلة التعليم ستتلقف هذه التلفيقات وتتعامل معها بعاطفية لان هناك أرضية دينية مساعدة..

نداءات الثورة السورية تستعمل الحرية والديمقراطية كرافعات ومطايا لمشروعها وأغطية وشراشف لتخفي الدافع الطائفي ..والغاية الرئيسية لاحرية ولاديمقراطية ولاحقوق انسان ولاحيوان..بل استخدام المرض الطائفي للتغيير فهناك فئات في سورية مقتنعة أن البلاء في سوريا هو طائفة متناسين أن الفاسدين من جميع الطوائف دون استثناء وقد نشر أحد المواقع السورية المعارضة قائمة بأثرى السوريين وأكثرهم قربا من السلطة وتبين أن 95% من هؤلاء من السنة..

والفخ الذي نصبه الأسد ووقعت فيه المعارضة هو أنه قدم للمعارضين كل ما طلبوه من رفع قانون الطارئ الى الغاء محكمة أمن الدولة الى قانون تشكيل الأحزاب وقانون الاعلام ..فأسقط في يد المعارضين من هذا التجاوب الذي رفع كل الأغطية والشراشف التي تغطت بها المعارضة ولم يعد هناك مبرر للاحتجاج لأن رفع هذه القوانين عمليا يشكل وسيلة ممتازة بعد اليوم للضغط ديمقراطيا على الأسد ..وهنا تجرد المعارضون من السلاح القاطع وانتقلوا كالمسعورين بعضهم بسبب خيبة أمله من سرعة استيعاب الاحتجاج وتجريده من سبب اندفاعه وبعضهم بسذاجة من اعتقد أن الأسد استجاب لضعف وخوف فبلغ به الحماس أنه انتقل لطلب ثمين وهو تغيير النظام اي أن الحرية ليست هي الطلب بل "السلطة" ..وكان هذا سبب تحول الكثيرين من المعتقدين بنزاهة المعارضة التي في الدول المحترمة تحقق للجمهور طلباته ولكنها تطلب السلطة يوم الانتخابات وليس من أبواب المساجد ومظاهرات المؤمنين السذج...أما معارضتنا فتريد التسلح وميليشا طائفية ولاتريد الجيش اأن يتدخل واذا ماهزمت تبكي على الضحايا.

هل تذكرنا حركة الأسد بالاستجابة لطلبات المعارضة بنفس السيناريو اللبناني عندما طلب اللبنانيون من الأسد خروج السوريين من لبنان وكانوا يعتقدون أنه طلب عزيز على الأسد وسيكسره نصفين وقد يعاند فيطلب اللبنانيون من "ابو الحرية والاحرار" بوش التدخل فيتم سحق الأسد..انسحاب الأسد كان من أكثر الخطوات التي خربطت كل اللعبة ..وسخاء الأسد اليوم في اعطاء المعارضة كل ما تطلب خربط لها كل اوراقها على الاطلاق..

المعارضة السورية مصابة اليوم بهستيريا وأرسلت كل المعارضين لاليتحدثوا للسورييين بل للشعوب الغربية والأمريكية وكأن هذه الشعوب يعنيها الشعب السوري...وظهرت معارضة سورية على السي ان ان تستنجد بالشعب الامريكي وتعطي اسمها الحقيقي في حركة مقيتة وبائسة تذكرنا بممرضة الكويت الأميرة من آل الصباح..وقد يأتي يوم نعرف أنها تمثل دورا من أدوار البطولة الهوليوودية ..فيما تظهر أمراة مريضة نفسيا اسمها سهير الأتاسي مولعة بأدوار البطولة ومهووسة بالشهرة تريد أن تدخل السجن بالقوة وكل يوم نسمع انها اعتقلت لشجاعتها فيما لاتكترث السلطات بها ولابمجدها وتتركها تثرثر من دمشق وعلى الهواء وتحرمها من مجد السجون كي تقدم على أنها قديسة وأم السوريين مثل الأم تيريزا والزمن سيبين أنها مجرد طالبة شهرة وأن ثمنها بخس جدا ...معارضتنا تبكي على عتبات الشعب الامريكي لانقاذ السوريين على النموذج العراقي والليبي..

وأخيرا ظهر عبد الحليم خدام على محطة اسرائيلية يقدم السلام لاسرائيل مقابل رأس الأسد....اذا لاحرية ولاديوقراطية ولاحقوق انسان ولاحيوان...وكانت تصريحات خدام كتصريحات رامي مخلوف وكما قال أبو سفيان يوم أحد (يوم بيوم بدر) ॥اي تصريح خدام يغطي تصريح مخلوف ويلغيه ولو أن مايتسرب عن تصريح مخلوف أنه مقصود والغاية منه ابلاغ الغربيين أن السوريين سيهاجمون اسرائيل قريبا॥لكن أريد بالرسالة ان تصدر عن شخص لايحمل صفة رسمية لكنه قريب جدا من الحكم॥وهو تذكير بما فعله حافظ الأسد عندما حشد الأتراك على الحدود عام 1998 ففوجئ العالم أن الأسد سحب قواته من الحدود مع تركيا ووجهها جنوبا نحو الجولان ,,وهنا أصيب الغرب بالرعب على امن اسرائيل فأوعز للأتراك أن يسدوا بوزهم...وفي تصريح مخلوف ايعاز للغرب أن يسد بوز المعارضة السورية التي تعيش على نفقة الغرب ولا علاقة للشعب السوري بمعظمها॥ وهذا مايتيبن بالتدريج..اذ بدأت ملامح تحرك في الجولان وعلى حدود لبنان وتبين أن مخلوف كان ينقل رسالة صارمة للاسرائيليين من الأسد فيما كان خدام ينقل رسالة من الاسرائيليين للاسد...وهنا نقول نعم لمخلوف اذا كان الهدف هو الوطن والوطن يجبّ ماقبله من أخطاء ... وفيما الخيانة لاتغتفر وسيبقى العارعلى خدام والمعارضة.. خدام وصل الى اسرائيل وهددنا من على منصة تلفزيونها ولانستطيع مسامحته..

واليوم قدمت المعارضة السورية للأسد هدية ثمينة فقد كانت مشكلته الكبرى عام 2014 في تجديد ولايته وهو اليوم أقوى في الداخل ويحظى بثقة السوريين الذين عاشوا أياما من الفلتان والفوضى وسمعوا شعارات المعارضة الحقيقية الطائفية ورأوا الدم الذي سفكته المعارضة وشاهدوا جنود المعارضة على الأرض من حشاشين ومهربين وقتلة وفارين من العدالة॥بل ومن التحرك تبين أن المعارضة سنية صرفة رغم استماتة المعارضة لاستعمال اسم ميشيل كيلو وعارف دليلة للتدليل على الطيف السوري العريض وهاتان الشخصيتان الوحيدتان من غير السنة وقد بدأتا في اظهار ملامح الابتعاد عن المعارضة التي بدأ لونها يقول أنها سنية متطرفة وليست سورية وهي في أوساط السنة تعبر فقط عن السنة المتطرفين وليس عن السنة العقلانيين الوطنيين الذين يشكلون الدعامة الرئيسية لحكم الأسد ولولاهم لانهار نظام الحكم॥

وهنا أثبت السنة السوريون أنهم من يعلمون الوطنية للشرق الأوسط بشيعته وسنته وظهر الآن أنهم الضمانة للأيام القادمة ..وتبين أن الوطنيين السوريين السنة هم الرافعة الرئيسية لحركة التحرر العربي في الشرق وهم يدركون أن الطوائف السورية هي موزاييك ثري يغني الحياة السورية وأن حكم الأسد قد تجاوز الطائفية وأن العلويين والمسيحيين والدروز يقدمون لسورية كل مايمكنهم من منطلق الوطنية الصرفة ولولا ذلك لما سكت السنة السوريون على أي خيانة تجاه الوطن من أية طائفة ويستطيعون الاطاحة بأي نظام اذا ماتبينت خيانته.

السوريون الشرفاء سيصنعون نصرا قريبا
لذلك كان على حركات المعارضة ومعهم الأمريكيين والاسرائيليين الذين بدؤوا يحسون أن الإسرائيليين ليسوا في وضع مريح ولذلك كان لابد من أشغال السوريين।



Bookmark and Share

ردود على "الاخفاقات والعطايا الثمينة من "المعارضة السورية" للرئيس الأسد ."

أترك تعليقا