جابلقا وجابرصا
بسم الله الرحمن الرحيم..
الله أكبر على أن يدرك بالحواس,الله أكبر على أن يقع تحت الوهم وقوى النفس,الله أكبر أن يكون له شريك في الملك وولي من الذل,وأشهد أن لا إله إلا هو الحي القيوم,مالك الملك ذو الجلال والإكرام,والصلاة والسلام على خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبد الله أرسله الله هادياً ومبشراً ونذيرا وآل ِبيته الطيبين الطاهرين الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا...
أما بعد.
جابلقا وجابرصا (وقيل:جابرسا أو جابلسا) :هما مدينتان ,واحدة بالمشرق وواحدة بالمغرب لا يأتون على أهل دين إلا دعوهم إلى الله عز وجل ، وإلى الاسلام ، والاقرار بسيدنا محمد(ص)، والتوحيد ، وولاية أهل البيت عليهم السلام..
وقيل أنهما مدينتان خارجان من هذا العالم خلف السماء الرابعة بل السابعة على المشهور وأهلها صنفا من الملائكة أو شبيههم..
وهما المدينتان اللتان ذكرهما سيدنا أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي عليه السلام في هِدايته الكُبرى,قال(قال أمير المؤمنين علي عليه السلام في إحدى خطبه(ولآتين جابلقا وجابرصا ولأنصبن رحى الحرب وأطحن بها العالم طحن الرحى لباب البر)
قال تعالى(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً)الكهف86
أي أنه حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ذات حماة وهي الطين الأسود وقرئ حامية أي حارة ويحتمل أن تكون جامعة للوصفين قيل لعله بلغ ساحل البحر المحيط فرآها كذلك إذ لم يكن في مطمح بصره غير الماء ولذلك قال وجدها تغرب ولم يقل كانت تغرب...
وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال( في عين حامية في بحر دون المدينة التي تلي مما يلي المغرب يعني جابلقا )
وعنه عليه السلام قال(لما انتهى مع الشمس إلى العين الحامية وجدها تغرب فيها ومعها سبعون ألف ملك يجرونها بسلاسل الحديد والكلاليب يجرونها من قعر البحر في قطر الأرض الأيمن كما تجري السفينة على ظهر الماء ووجد عندها عند تلك العين قوما ناسا كفرة قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب أي بالقتل على كفرهم وإما أن تتخذ فيهم حسنا بإرشادهم وتعليمهم الشرايع )
وعن الرسول الأكرم (ص)قال( تطلع الشمس عند مدينة يقال لها , جابلقا لها ألف باب على كل باب منها ألف حارس ، وهم الذين ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم( تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ) الكهف, 90 .. وتغرب عند مدينة يقال لها ,جابرصا لها ألف ألف باب على كل باب ألف حارس)
وعن سيدنا أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني عليه السلام قال(الله لقد خلق الله مدينتين إحديهما بالمشرق والأخرى بالمغرب أسماهما جابلقا وجابلسا ,أي(جابرصا)، ما بعث الله إليهما أحدا غير جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم)
وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال (إن لله بلدة خلف المغرب يقال لها جابلقا وفى جابلقا سبعون الف أمة ليس منها أمة الا مثل هذه الأمة فما عصوا الله طرفة عين فما يعملون عملا ولا يقولون قولا الا الدعاء على الأولين والبراءة منهما والولاية لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله )
وعن مولانا الصادق عليه السلام قال (إن من وراء أرضكم هذه أرضا بيضاء ضؤها منها فيها خلق يعبدون الله لا يشركون به شيئا يتبرؤن من أعداء الله........؟)
وعنه عليه السلام قال (إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير وان من وراء قمركم أربعين قمرا فيها خلق كثير لا يدرون ان الله خلق آدم أم لم يخلقه الهموا الهاما لعنة أعداء الله......؟)
وعنه عليه السلام قال أيضاً( إن لله مدينة خلف البحر سعتها ,مسيرة أربعين يوما فيها قوم لم يعصوا الله قط ولا يعرفون إبليس ولا يعلمون خلق إبليس نلقاهم في كل حين فيسألونا عما يحتاجون إليه ويسألونا الدعاء فنعلمهم ويسئلونا عن قائمنا حتى يظهر وفيهم عبادة واجتهاد شديد ولمدينتهم أبواب ما بين المصراع إلى المصراع مأة فرسخ لهم تقديس واجتهاد شديدا لو رأيتموهم لاحتقرتم عملكم يصلى الرجل منهم شهرا لا يرفع رأسه من سجوده طعامهم التسبيح ولباسهم الورق ,ووجوههم مشرقة بالنور إذا رأوا منا واحد لحسوه واجتمعوا إليه واخذوا من اثره إلى الأرض يتبركون به لهم دوى إذا صلوا أشد من دوى الريح العاصف فيهم جماعة لم يضعوا السلاح منذ كانوا ينتظرون قائمنا يدعون ان يريهم إياه وعمر أحدهم الف سنة إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانه وطلب ما يقربهم إليه إذا حبسنا ظنوا ان ذلك من سخط يتعاهدون ساعة التي نائتيهم فيها لا يسئمون لا يفترون يتلون كتاب الله كما علمناهم وان فيما نعلمهم ما لو تلى على الناس لكفروا به ولأنكروه يسئلوننا عن الشئ إذا ورد عليهم من القرآن ولا يعرفونه فإذا اخبرناهم به انشرحت صدورهم لما يسمعون منا ويسئلوا الله طول البقاء وان لا يفقدونا ويعلمون ان المنة من الله عليهم فيما نعلمهم عظيمة ولهم خرجة مع الامام إذا قاموا يسبقون فيها أصحاب السلاح منهم ويدعون الله ان يجعلهم ممن ينتصر به لدينهم فيهم كهول وشبان وإذا رأى شاب منهم الكهل جلس بين يديه جلسة العبد لا يقوم حتى يأمره لهم طريق اعلم به من الخلق إلى حيث يريد الامام فإذا أمرهم الامام بأمر قاموا ابدا حتى يكون هو الذي يأمرهم بغيره لو أنهم وردوا على ما بين المشرق والمغرب من الخلق لأفنوهم في ساعة واحدة لا يختل الحديد فيهم ولهم سيوف من حديد غير هذا الحديد لو ضرب أحدهم بسيفه جبلا لقده حتى يفصله يغزو بهم الامام الهند والديلم والكرك والترك والروم وبربر وما بين جابرسا إلى جابلقا وهما مدينتان واحدة بالمشرق وأخرى بالمغرب لا يأتون على أهل دين الا دعوهم إلى الله والى الاسلام والى الاقرار بمحمد صلى الله عليه وآله ومن لم يسلم قتلوه حتى لا يبقى بين المشرق والمغرب وما دون الجبل أحد الا أقر )
وعن مولانا الحسن عليه السلام قال(ان لله مدينة في المشرق ومدينة في المغرب على كل واحد سور من حديد في كل سور سبعون الف مصراع يدخل من كل مصراع سبعون الف لغة ادمى ليس منها لغة الا مخالف الأخرى وما فيها لغة الا وقد علمناها وما فيهما وما بينها ابن نبي غيري وغير أخي وانا الحجة عليهم)
وعنه عليه السلام قال(إن أكيس الكيس التقي ، وإن أحمق الحمق الفجور ، وإنكم لو طلبتم ما بين جابلقا إلى جابرصا رجلا جده رسول الله لم تجدوا غيري وغير أخي الحسين )
وعنه عليه السلام قال أيضاً(إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والاخرى بالمغرب ; عليهما سور من حديد وعلى كل واحد منهما ألف ألف مصراع وفيها سبعون ألف ألف لغة ، يتكلم كل لغة صاحبها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما ، وما عليهما حجة غيري وغير الحسين أخي)
وهنا قوله ( إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب ) قيل : جابلسا بفتح اللام بلد بالمشرق ليس وراءه شيء وجابلقا بلد بالمغرب, وفي المغرب قالوا : جابلقا وجابلسا أو (جابرصا)قريتان إحداهما بالمغرب والأخرى بالمشرق)
ولما صالح مولانا الحسن عليه السلام ,معاوية(لع) قال (يا أيها الناس لو أنكم طلبتم من جابلقا إلى جابرصا رجلا جده رسول الله (ص) ما وجدتم غيري وغير أخي الحسين )
وعن مولانا الحسين عليه السلام , في يوم الطف لأصحاب ابن زياد (لع) (ما لكم تناصرون علي ؟ أما والله ! لئن قتلتموني لتقتلن حجة الله عليكم ، لا والله ! ما بين جابلقا وجابرسا ابن نبي احتج الله به عليكم غيري)
وعن مولانا الصادق عليه السلام قال(إن من وراء اليمن واديا يقال له وادي برهوت لا يجاوز ذلك الوادي إلا الحيات السود ، وخلف ذلك الوادي قوم يقال لهم الذريح لما بعث الله محمدا (ص) صاح عجل لهم فيه وضرب بذنبه فنادى فيهم يا آل ذريح بصوت فصيح أتى رجل بتهامة يدعو إلى شهادة أن لا اله إلا الله قالوا لأمر ما أنطق الله هذا العجل فنادى فيهم ثانية فعزموا على أن يبنوا سفينة فبنوها ونزل فيهم سبعة منهم وحملوا من الزاد ما قذف الله في قلوبهم ثم رفعوا شراعا وسيبوها في البحر فما زالت تسير بهم حتى رمت بجدة فأتوا النبي (ص) فقال لهم النبي (ص)أنتم أهل الذريح نادى فيكم العجل قالوا نعم قالوا : أعرض عينا يا رسول الدين والكتاب فعرض عليهم رسول الله (ص) الدين والكتاب والسنن والفرائض والشرائع كما جاء به من عند الله وولى عليهم رجلا من بني هاشم سيره معهم فما بينهم اختلاف حتى الساعة)ومن الممكن أن تكون هذه إحدى هاتين المدينتين والله أعلم..
وعن مولانا الباقر عليه السلام قال(إن الله خلق جبلا محيطا بالدنيا من زبرجد خضر وإنما خضرة السماء من خضرة ذلك الجبل وخلق خلقا ولم يفرض عليهم شيئا مما افترض على خلقه من صلاة وزكاة وكلهم يلعن أعداء الله...؟)
وعن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام قال (سمعت رسول الله يقول إن الله خلق هذا النطاق زبرجدة خضراء فمن خضرتها اخضرت السماء قال :قلت وما النطاق قال الحجاب ولله وراء ذلك سبعون الف عالم أكثر من عدد الإنس والجن وكلهم يلعن أعداء الله...؟ )
وعن الرسول الكريم(ص)قال( إن الله عز وجل خلق مدينتين واحدة في المشرق واسمها جابلقا ، وأخرى في المغرب واسمها جابرصا ، طول كل مدينة عشرة آلاف فرسخ ، لكل مدينة منها عشرة آلاف باب ، بين كل بابين فرسخ ، للباب كل ليلة عشرة آلاف رجل لا تلحقهم النوبة إلى يوم القيامة ، وانهم يعمرون سبعة آلاف سنة الا ما دونها ويأكلون ويشربون ويتناكحون ، وفيهم حكم كثيرة ، ولهم خلق عظام تامة ، وان هاتين المدينتين خارجتين من هذا العالم لا يرون شمسا ولا قمرا ، ولا يعرفون آدم ولا إبليس ، يعبدون الله تعالى ويوحدونه وان لهم نورا يسعون فيه من نور العرش من غير شمس ولا قمر )
وقد ذكر أهل التفسير عامةً أن( جبلان سدا مسالك تلك الناحية وبين طرفي الجبلين فتح هو موضع الردم وهذان الجبلان في طرف الأرض مما يلي المشرق ويظهر من ألفاظ التواريخ أنهما إلى ناحية الشمال وقوله تعالى عندها قوما ,هم أهل جابلس ويقال لها بالسريانية جرجيسا يسكنها قوم من نسل ثمود بقيتهم الذين آمنوا بصالح وقوله تعالى بعد تطلع على قوم هم أهل جابلق وهم من نسل مؤمني قوم عاد الذين آمنوا بهود ويقال لها بالسريانية مرقيسيا ولكل واحد من المدينتين عشرة آلاف باب بين كل بابين فرسخ ومر بهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء فدعاهم فأجابوه وأمنوا به ودعا من ورائهم من الأمم فلم يجيبوه)
فتبين أن في الوجود عالما مقداريا غير العالم الحسي لا يتناهى عجائبه ولا يحصى مدنه ومن جملة تلك المدن المدينتان المذكورتان (جابلقا و جابرصا) وهما مدينتان عظيمتان لا يحصى ما فيها من الخلائق لا يدرون أن الله خلق آدم وذريته وهو يحذو حذو العالم الحسي في دوام حركة أفلاكه المثالية وقبول العنصريات ومركباته آثار حركة أفلاكه وإشراقات العوالم العقلية ويحصل في ذلك أنواع الصور المختلفة إلى غير النهاية على طبقات مختلفة باللطافة والكثافة وكل طبقة لا يتناهى أشخاصها وإن تناهت الطبقات والأنبياء والأولياء والمتألهون من الحكماء معترفون بهذا العالم وللسالكين فيه مآرب وأغراض من اظهار العجائب وخوارق العادات والمبرزون من السحرة والكهنة يشاهدونه ويظهرون من العجائب,والله أعلم...
ودام ظلكم إلى يوم الدين..
__________________
(لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ)الزخرف78
ردود على "جابلقا وجابرصا"
أترك تعليقا