skip to main |
skip to sidebar
العلامة السيد محمد علي الحسيني الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان
حين إنتصرت الثورة الخمينية كان السؤول الأول في الموساد هو : كم جاسوسا في أوساط
رجال الدين الشيعة لدينا ؟ هذا الجاسوس السعودي نموذج عن رجال العمامة والجبة الجواسيس إسمه محمد علي الحسيني ويبيع المياه في حارة السقايين حيث يزعم أنه زعيم مقاومة مثل حسن نصرالله
«المقاوم العربي»... موقوف بشبهة التجسّس
بـ«مناورة» يتيمة، قدّم رجل دين معروف نفسه منافساً لـ«المقاومة الإسلامية» كقائد لـ«المقاومة الإسلامية العربية»، لكنه أوقف أمس بشبهة التعامل مع إسرائيل، واقتيد إلى اليرزة للتحقيق معه
أوقفت مديرية استخبارات الجيش أمس الأمين العام لـ«المجلس الإسلامي العربي»، رجل الدين محمد علي ح. في صور، بعد الاشتباه في تعامله مع الاستخبارات الإسرائيلية. ونقلت دورية من فرع المكافحة في استخبارات الجيش رجل الدين المعروف من مكان سكنه في مجمع الرز في صور ـــــ مفرق العباسية مساء أمس، ونقلته إلى وزارة الدفاع في اليرزة للتحقيق معه. وفيما رفضت مصادر أمنية رفيعة معنية بعملية التوقيف تأكيد ما إذا كان الموقوف قد أقرّ بالشبهات المنسوبة إليه أو لا، فإن مصادر أمنية متابعة لملفه ذكرت أنه كان قيد متابعة أمنية منذ مدة طويلة تصل إلى نحو عام كامل عندما حدّد فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي معطيات تقنية تشير إلى احتمال وجود صلة له بالاستخبارات الإسرائيلية. ولفتت إلى أنه في إحدى مراحل الملاحقة، جرى تبادل المعطيات بشأنه بين فرع المعلومات وجهاز أمن المقاومة واستخبارات الجيش، بسبب حساسية موقعه. وبقي الرجل تحت أنظار الأجهزة الأمنية، إلى أن أُوقف أمس بعد اكتمال المعطيات بشأنه.
والمعروف عن الموقوف أنه من أكثر رجال الدين الشيعة انتقاداً لحزب الله وإيران وسوريا، ويقف دوماً في الموقف المعارض لهم، داخلياً وخارجياً. ومن المتداول في الأوساط الأمنية والسياسية أنه يتلقّى دعماً مالياً سعودياً لحركته، علماً بأنه كان قد زار السعودية عام 2008 حيث التقى الملك عبد الله بن عبد العزيز. ومن اللافت أن الرجل كان قد أعلن عام 2009 أن لديه قوات عسكرية أجرت مناورة للتصدي للقوات الإسرائيلية تحت مسمّى «المقاومة الإسلامية العربية»، وعرض على شبكة الإنترنت صوراً لمقاتليه خلال المناورة يظهر فيها خمسة مقاتلين، قبل أن يعلن أن عدد المنتسبين العرب إلى قواته بلغ 1500 مقاتل. ولاحقاً، أعلن تجميد الأنشطة العسكرية، علماً بأن تلك المقاومة أعلنت في كانون الثاني 2009 مسؤوليتها عن عملية إطلاق الصواريخ التي جرت باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة حينذاك، لكن لا أحد أخذ ذلك الإعلان على محمل الجد.
في بيتنا أكثر من فيلتمان
في مجال آخر، قبل أن تهدأ ردود الفعل على زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الأخيرة للبنان، والتحليلات بشأن هدفها والمباحثات التي أجراها، خرجت السفارة الأميركية أمس لتعلن أن مسؤولاً سياسياً ـــــ عسكرياً أميركياً، كان في لبنان، بالتزامن مع زيارة فيلتمان، وتولى على الأرض متابعة ومعاينة ما تريده بلاده من بلاد ثورة الأرز، حيث بقي ليومين في زيارة لم يكشف عنها إلا بعد رحيله بثلاثة أيام، ولم تتردد السفارة في القول إنه طلب، ودعا، ولفت، وحدد ما «على الحكومة اللبنانية» أن تفعله، معلناً مواقف من لبنان مما يجري في سوريا.
الزائر السرّي عرّفه بيان سفارة بلاده أمس بأنه العميد في الجيش الأميركي جون تشارلتون، وأنه زار لبنان من 19 إلى 20 أيار الجاري، بصفته نائب مدير الشؤون السياسية ـــــ العسكرية للشرق الأوسط في مديرية السياسات والخطط لهيئة الأركان المشتركة في البنتاغون. ورغم تحديد السفارة هدف زيارته بأنه لإجراء محادثات مع قيادة الجيش في ما يتعلق بالبرامج العسكرية الثنائية، كادت تتمة بيانها تخلو من أي إشارة إلى هذه البرامج، حيث ذكرت بداية أن تشارلتون أعرب «خلال زيارته للجيش اللبناني»، عن أسف بلاده «للخسائر في الأرواح والتعاطف مع الذين قتلوا وجرحوا في 15 أيار على حدود لبنان الجنوبية، وطلب توضيحاً لما حدث، وشدد على أهمية الحفاظ على أمن قوي للحدود، على كل الحدود»! ثم دعا الجيش «إلى تعزيز جهوده ليؤدي مهمته في جنوبي نهر الليطاني كما يتطلب قرار مجلس الأمن 1701، وبالتالي منع الحوادث التي تزيد حدة التوتر على طول الخط الأزرق».
أما الأغرب في بيان السفارة، فهو التكذيب الضمني لبيان سابق للجيش، إذ ذكرت أن تشارلتون، «رداً على تقارير صحافية» تفيد بأن الأجهزة الأمنية اللبنانية أعادت إلى سوريا «بعض المدنيين السوريين»، و«ضد إرادتهم» بعدما كانوا «قد هربوا إلى لبنان»، لفت المسؤولين في الجيش اللبناني إلى أنّ «على الحكومة اللبنانية أن تنسّق تنسيقاً وثيقاً مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ما يتعلق بوضعهم لاجئين محتملين والامتثال لجميع الالتزامات الدولية»، وذلك بعدما قال إن بلاده «تنظر بقلق بالغ إلى استمرار العنف بحق المدنيين في سوريا»، مع الإشارة إلى أن الجيش كان قد أعلن سابقاً أنه أعاد إلى سوريا جنوداً سوريين من حرس الحدود، وصلوا إلى لبنان «إثر تعرض مركزهم لإطلاق نار من مسلحين»، وأن هذه الخطوة جاءت بعد مراجعة القضاء المختص الذي «أشار بوجوب إعادتهم إلى بلادهم، لأنهم لا تنطبق عليهم صفة اللجوء أو الفرار».
بعد كل ذلك، ذكرت السفارة أن تشارلتون زار المقر العام لقوات اليونيفيل ووحدات الجيش اللبناني في الجنوب، «وقد راقب وسلم بالتحديات العديدة التي يواجهها الجيش» ليفي بمتطلبات الـ1701.
سعود المولى جاسوس العلقة
سعود المولى جاسوس العلقة وهو نموذج عن الجواسيس الذي يعملون في الجاسوسية بغض النظر عمن يستفيد منهم وفي العادة يوالون من يدفع أكثر. سعود المولى عمل جاسوسا لفتح ثم جاسوسا عليها ثم عمل مع الحالة والحركة الإسلامية جاسوسا عليها ثم عمل لإيران جاسوسا على أعدائها ثم مؤخرا يعمل جاسوسا للأميركيين بعد رحيل السوريين عن لبنان وهو نموذج عن جاسوس ناعم يقدم خدمات في مجالات غير خطرة عليه وعادة يلتصق بالزعامات مثلما تلتصق العلقة وتمص دم الإنسان
خلال فترة زمنية قياسية تحول موقع ( ويكيلكس ) من مجرد موقع لأشهر قرصان كمبيوتر الى وسيلة ضارية لضرب اي : دولة -- شخصية عامة -- شخصية فنية -- ادبية -- الخ
كنا نستمتع بالوثائق لدرجة الادمان والبحث عنها -- وطبعا نشعر بالنشوة اذا ما ادانت الغرب وبعض العرب -- لدرجة ان اصبح كل ما تنشره ويكيلكس له المصداقية التامة والفاعلة والمؤثرة -- حتى اعلامنا الرسمي لم يعلن موقفا من هذه الوثائق المسربة التي قد بل واعتقد انها حتما سترشقنا بالاتهامات وستضعنا على حافية الهاوية بعد ان نكون نحن قد اعطيناهم المصداقية التامة غير القابلة للتكذيب
ما يحيرني كيف يمكن اختراق كمبيوترات اجهزة الاستخبارات والخارجية الامريكية وكأنها كمبيوترات شركة ألبان وأجبان ! انا شخصيا غير مقتنع بهذه المهزلة وهي سلاح جديد سيستخدم ضد العرب بل انه يستخدم منذ الان
ماذا فعلت هذه الوثائق السرية لامريكا ؟؟؟ ببساطة ؟؟ لا شيء -- سيقول البعض ( فضحتهم ) وسأقول : منذ متى وهم ليسوا مفضوحين ؟؟ وبالتأكيد فهي قد فضحت العرب ايضا لكن بشكل مختلف -- بالنسبة لامريكا الفضائح لا تشكل عقبة لانهم يستخدمون نفوذهم لمصالحم -- بالنسبة للعرب -- مصالح شخصية فقط
برأيي ان ( ويكيلكس ) سلاح الحرب الحديثة -- لن يسلم منها احد ولن يكونوا بحاجة اثبات شيء منها -- وسيقتلوننا --- بالكلمة
هل يفعلها بلاتر ويسحب من قطر شرف تنظيم مونديال 2022؟
بدأ السويسري جوزيف بلاتر يلعب بكل أوراقه المتاحة قبل إنتخابات رئاسة الإتحاد الدولي لكرة القدم فيفا أمام المرشح القطري محمد بن همام، بعدما طفت قضية الرشوة الخاصة بملف مونديال قطر 2022 على السطح بشكل بارز، وإعلان السويسري بدء التحقيق في القضيّة، التي باتت حديث الساعة في الصحافة الرياضيّة.
إحتدم الصراع بين السويسري بلاتر والقطري بن همام قبل أيام قليلة على إنتخابات الإتحاد الدولي لكرة القدم، التي ستجري في الأول من يونيو/حزيران المقبل، في مدينة زيوريخ السويسريّة مقر الفيفا الدائم.
وأشعل بلاتر الصراع بشكل كبير عندما أعلن رسميّاً بدء التحقيق في مزاعم الرشوة، التي تطال ملف قطر الفائز بشرف تنظيم مونديال 2022، بعد منافسة قوية مع الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا.
ومع إعلانه فتح التحقيق، فإن بلاتر قد أدخل مونديال قطر 2022 في دائرة الصراع المحتدم في إنتخابات الفيفا، وهو ما يفسره المراقبون بأن بلاتر سيضرب بيد من حديد من أجل الإحتفاظ بمنصبه لولاية رابعة على التوالي.
وكانت صحيفة "صنداي تايمز" الإنكليزيّة أكدت في وقت سابق بأن رئيس الإتحاد الأفريقي عيسى حياتو حصل على أكثر من 1.5 مليون دولار نظير التصويت للملف القطري، إضافة إلى الإيفواري جاك أونومو عضو اللجنة التنفيّذيّة للإتحاد الدولي.
وقال بلاتر بشكل صريح في مؤتمر صحافي: "عملية التصويت كانت مقلقة، حتى الآن لم نتأكد من صحة الإدعاءات لكن دعونا نمضي قدماً، ونُحقق في الأمر خطوة خطوة".
ونفى الإتحاد القطري الإتهامات الموجهة إليه، ووصفها بالكاذبة، عبر بيان نشر على الموقع الرسمي له، وجاء فيه: "نحن نشعر بخيبة أمل لما ذكره موقع اللجنة البريطانية للثقافة والإعلام الرياضي، نؤكد للجميع بأن صحيفة صنداي تايمز ذكرت إدعاءات خطرة، وليس لها أساس من الصحة، ونحن نرفض هذه الاتهامات وبشدة، وستظل باطلة، لأنها غير صحيحة".
وتناسى بلاتر أنه من أعلن نتيجة التصويت وفوز قطر بتنظيم مونديال 2022، وسط فرحة كبيرة له مع أمير دولة قطر وحرمه الشيخة موزة.
وإثر الحملة التي تشنّ على مونديال قطر 2022، قرر الإتحاد الإنكليزي لكرة القدم برئاسة ديفيد ريتشاردز الإمتناع عن التصويت في إنتخابات الفيفا.
وكانت إنكلترا قد أعلنت دعمها في وقت سابق أي مرشح يتنافس أمام بلاتر، بعد نيل روسيا تنظيم مونديال 2018، على حساب إسبانيا، فيما الملف الإنكليزي لم ينل سوى صوتين فقط من أعضاء اللجنة التنفيذيّة للإتحاد الدولي لكرة القدم.
وتشنّ الصحافة الإنكليزية هجوماً شرساً على بلاتر، وتتهمه دائماً بأنه يعمل ضد إنكلترا في كافة المحافل الرياضيّة.
وكان رئيس اتحاد كرة القدم الإنكليزي السابق اللورد تريسمان إتهم بعض الأعضاء بمحاولة رشوته من أجل الحصول على أصواتهم في سباق التصويت لاستضافة كأس العالم 2018.
وقدم اللورد تريسمان تفاصيل عن حوادث الفساد والرشوة في مجلس العموم البريطاني بعدما تم استدعاؤه لمناقشة فشل الملف الإنكليزي لمونديال 2018.
وسمّى تريسمان أربعة أعضاء من اللجنة التنفيذية في قضية الرشوة خلال عملية التصويت عندما اشترطوا الحصول على مبالغ كبيرة نظير التصويت لملف انكلترا 2018، وهم الترينيدادي جاك وارنر رئيس اتحاد كونكاكاف، والباراغوياني نيكولاس ليوز رئيس اتحاد كونيمبول، وريكاردو تيكسييرا رئيس الاتحاد البرازيلي، وراوي ماكودي رئيس الاتحاد التايلاندي.
وبات على الجميع إنتظار نتيجة التحقيق الذي سيجريه أمين عام الفيفا جيروم فالك والمدير القانوني ماركو فليغيه بشأن مزاعم صحيفة "صنداي تايمز".
وتنتظر إنكلترا وأستراليا نتيجة التحقيق بلهفة كبيرة، حيث من المتوقع أن يدخل البلدان في السباق مجدداً، بعد تجريد قطر من تنظيم مونديال 2022، إذا صحت مزاعم الرشوة.
على الفور، خرج وزير الرياضة الأسترالي بتصريح يؤيد بلاتر في خطوته قائلاً: إن "شكوك الاتحاد الدولي تُعتبر خطوة إيجابية للغاية، لكن علينا أن نتحلى بالصبر إلى أن يتأكد الاتحاد الدولي من الحقيقة، ومن ثم يقوم بعمل اقتراع جديد".
وأضاف: "أستراليا كانت ستُقدم أفضل مونديال في التاريخ، نحن لدينا كل الإمكانات التي تُخرج المونديال بالصورة التي تليق بأستراليا، على سبيل المثال، لدينا بنية تحتية جاهزة، والحضور الجماهيري مضمون، والدليل على ذلك أولمبياد سيدني 2000، لكننا نشعر بخيبة أمل لعدم حصولنا على شرف تنظيم المونديال".
منذ تصريح الرئيس المصري الراحل أنور السادات بأن "99 بالمائة من أوراق اللعبة في الشرق الأوسط هي في يد أمريكا"، وحتى سقوط نظام مبارك في مصر، ساد في العالم العربي عصر غريب عجيب، عصر بدأ بتصريح مدوٍ، وانتهى بسقوط مدوٍ، وكأن السقوط لم يكن تغيير نظام وحسب، بل وكأنه سقوط، بعد طول انتظار، لذاك التصريح. عصر قلبت فيه المفاهيم وشوهت فيه القيم، عصر أطلقت عليه كثير من التسميات على غير مُسمّاها، "عصر السلام" كان إحداها، "العصر السعودي" كانت تسمية أخرى. عصر جُمّل فيه قبح المسمى بجمال التسمية، فالإستسلام سُمي سلاما، وقُبّحَ جمالُ المسمى بقبح التسمية، فصار الكفاح من أجل استرداد الإرادة يسمى إرهابا. عصر كان أكثر التسميات ملائمة لطبيعته، هي تلك الصيحة من الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، عصر "انتحار المعنى في العالم العربي" ...
ولا بد لنا ونحن نشاهد مصر تضع الشاهد على قبر ذاك العصر وذاك التصريح، أن نستحضر بعض المفاهيم المقلوبة، علنا نفلح في تقييم إعوجاجها، وإعادة صياغتها. ولسنا هنا ندّعي امتلاك البصيرة لإعادة المعنى إلى التسميات، إنما هي محاولة وجسارة على مراجعة كل ما تم ترويجه ونقله وحفظه من مفاهيم ذاك العصر، وإعادة الاعتبار لمنهج الشك في التعاطي مع المألوف، شك وجسارة سعى أيضا ذاك العصر لطمسها، واعتبارها، زورا، خروجا عن ما آتانا به آباؤونا الأولون. وبغياب تلك الجسارة وطمسها ومحاربتها، عُطّل العقل العربي، وحُبست حركته، فغاب عن الساحة فعله، وساد ذلك العصر الغريب العجيب، والعجب والغرابة فيه أنه ساد. ولا بد لنا ونحن نستجمع الشجاعة على الشك في المنقول، أن نعرض بعض الأمثلة على المفاهيم التي روجت واستقرت في الذهن العربي وأصبحت من المسلمات، كل واحدة منها، إن نظرنا لها منفردة، تبدو منطيقة. لكننا إن تعاطينا مع تداخلها بعضها البعض، ومع منظومة الوعي التي كونتها تفاعلاتها، فهي تبدو هدّامة.
عدونا أسبق منا في العلم، والصناعة، والسلاح.
إن الأحداث تتسارع علينا وتداهمنا دون أن نكون لها مستعدين، فلم تكن عندنا فسحة من الخيارات.
العالم كله إما واقف مع العدو، أو متخل عنا نواجه مصيرنا وحدنا.
علينا أن نعي أن الواقع يفرض علينا أحكامه، وأن نكون واقعيين، فذلك أدعى للسلامة من المكابرة والعناد.
إن شعوبنا سئمت الحرب والدمار والدماء، فالعدو جزء من تحالف دولي مسيطر على التراب والماء والفضاء، ونحن لا قبل لنا في مواجهته، وعلينا ترتيب الحد الأدنى من مصالحنا عن طريق الانخراط فيه، والالتحاق به، وأن نكون جزءا منه.
إن كل مفهوم من تلك المفاهيم يبدو، لحد ما، صحيحا بحد ذاته، لكن تفاعلها مع بعضها البعض يخلق منظومة وعي تبالغ في تصوير قدرة العدو وإمكانياته وتفوقه وكأنه الكمال، وتبالغ في تصوير ضعفنا وتشرذمنا وانعدام الحيلة في أمرنا، وكأنه قدر محتوم ليس منه مناص. وكان الجو مهيأ، والواقع صُور شاهدا، وتم خلط تبعات الأمور لتصبح أسبابها، وكل ذلك ليساعد على ترويج تلك المنظومة على أنها براءة في التعقل، ونزاهة في الإدراك. ومن هنا تبدو أزمة العرب معقدة ومستعصية عن أي حل، وهي كذلك معقدة ولكنها ليست مستعصية، فالخلل في المنظومة، بعيدا عن البراءة من عدمها، هو أنها جعلت العامل الخارجي في الأزمة هو الفاعل الوحيد (99 بالمائة من أوراق اللعبة)، مما ضخم من حجمه ودوره دون لزوم. والآن، بعد أن زالت بعض الغيوم من عتمة تلك المنظومة، مما أمكن للنور من خلالها العبور، وعندما ثارت الشعوب مؤكدة وجودها، ومضحية بدمائها لإسترداد دورها، صار لزاما علينا إعادة الاعتبار للعامل الداخلي، ووضعه جنبا إلى جنب مع العامل الخارجي، علنا نصل إلى وصفة لتقوييم اعوجاج المنظومة. لأن أزمتنا المعقدة، تتشابك فيها أسباب موروثة وأخرى محدثة، بعضها ظاهر والبعض الآخر خفي، والدور في تعقيدها ثنائي في التاريخ العربي الحديث. وتتجلى تلك الثنائية في أن جانب من التعقيد أن العرب يقطنون منطقة طالما تصارعت القوى الكبرى في محيطها الحضاري للسيطرة على موقعها الجغرافي، وجاءت المنطقة في منتصف القرن العشرين، لتكشف عن كنز في باطنها لا يستغني عنه أحد، فصار إلحاح قوى السيطرة في العالم على كسب الصراع في المنطقة واجبا، بل إن السيطرة على الكنز صارت تستدعي القتل إن لزم الأمر، ويكون القتل مبررا. والجانب الآخر أن العرب في تعاملهم مع هذا الصراع الدائر على أرضهم، تعاملوا على مستوى أدنى بكثير مما كان في مقدورهم، وأن فقدانهم الهمة في مواجهة الصراع، وفي تحويله من صراع على مقدراتهم، إلى صراعهم هم مع البقية على تلك المقدرات، ساهم ذلك التصور في دفع الأمة نحو حافة إلغاء الوجود، أيضا دون لزوم. وإن كان صحيحا أن إنكار محاولة الخارج السيطرة على مقدراتنا، وبالقتل أحيانا، هو إنكار لحقائق الواقع، ولحقائق الجغرافيا. فإن محاولات إنكار أننا ساهمنا بوصولنا، بأقدامنا، إلى حافة إلغاء الوجود، هي أيضا بدورها محاولة للتهرب من المسؤولية، وللتهرب من استحقاقات التاريخ.
وكما قلنا في البداية، ليست هذه الكلمات محاولة للإدعاء بامتلاك البصيرة والمعاني الصحيحة للأشياء، إنما هي دعوة لمواصلة البناء على ما بدأ به رفاعة الطهطاوي، وزاد عليه محمد عبده، في المحاولة لإعادة الروح للفكر ولإعلاء سلطان العقل، وهذان لا يعلوان إلا إذا ملكت الأمة الشجاعة والجسارة للشك في كل ما هو مألوف ومنقول وموروث. علنا بعدها ننجح في إعادة الروح إلى المعنى، روحٌ فارقته في عالمنا، بعد أن آثر هو، أي المعنى، أن يفارقنا بالانتحـــــار.
منزل ونفق للبيع».. إعلان وضعه الشاب الفلسطينى «عماد» على حوائط منزله بحى صلاح الدين بمدينة رفح الحدودية، بعدما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلى المنزل الذى تحول إلى أطلال، وأصبح إصلاحه يحتاج الكثير من الجهد والمال لإعادته لحالته الأولى، وقصفت الطائرات بجانب المنزل النفق الذى يملكه الشاب الفلسطينى، الذى لا يحتاج سوى للعمل أياماً محدودة فقط، لإعادته للخدمة مرة أخرى، وبجوار نفق «عماد» المعروض للبيع، مئات الأنفاق تنتشر على طول 14 كيلومتراً من الحدود المصرية ــ الفلسطينية، تمثل شريان حياة رئيسياً لشعب غزة، إذ يعتمدون عليها فى تمرير كل شىء للقطاع المحاصر، خاصة أن الأنفاق أنقذت مليوناً وسبعمائة ألف فلسطينى من الموت، تحت وطأة الحصار الإسرائيلى الشديد.
«الأنفاق مهمة لنا جداً منها نعيش وبها نحيا وهى الوسيلة الوحيدة لنا لنتنفس ونحيا»، هكذا قال أبوأحمد، أحد ملاك الأنفاق، الذى كان جالساً أعلى نفقه يتابع خروج شحنة أسمنت، بينما عشرات العربات الكارو، تصطف خارج النفق لتنقل البضائع، التى تخرج من باطن الأرض بواسطة آلاف العمال والشباب، الذين يعملون على مدار الساعة فى أنفاق لا تتوقف أبداً عن العمل.
«أعمل هنا 12 ساعة وأتقاضى 30 شيكلاً لإخراج طن من الأسمنت، تقريباً أكسب فى اليوم 180 شيكلاً، صحيح العمل مرهق وخطر للغاية لكن ماذا أفعل، لا يوجد أى عمل آخر ممكن أن أعمل به فى غزة غير الأنفاق، فأنا مجبر على هذا العمل لأنفق على أسرتى»، هذا ما قاله رائد، العامل البسيط فى أنفاق غزة.
«رائد» واحد من آلاف الشباب الفلسطينى الذين يعملون فى الأنفاق ليل نهار، من أجل عدة شيكلات قليلة للغاية لكنها هى المتاحة، ولا يوجد حصر فلسطينى بأعداد العاملين فى الأنفاق، لكن الخبراء يقدرونهم ببضعة آلاف وإن كان الحصر الوحيد المتاح هو لقتلى الأنفاق، الذين بلغوا 170 قتيلاً وأكثر من 500 مصاب، منذ عام 2006 طبقاً لتقرير مركز الميزان لحقوق الإنسان، الذى طالب الحكومة المقالة بضرورة فرض المزيد من الإجراءات لحماية العاملين فى الأنفاق.
وكانت الحكومة قد فرضت على صاحب كل نفق، دفع مبلغ 10 آلاف دولار لأسرة كل قتيل فى الأنفاق، إذا كان متزوجاً فقط، والجدير أن عدد الأنفاق قل بشكل كبير فى الفترة الماضية، ليصل إلى بضع مئات من الأنفاق بعدما أغلق العديد من أصحاب الأنفاق خطوطهم ــ يطلق الفلسطينيون على النفق خطاً ـ بعد أن قل الرزق وزادت المخاطر.
«لم يعد النفق مربحاً مثلما كان فى الماضى كنا نكسب 100 ألف دولار أسبوعياً والآن إذا تحصلت على خمسة آلاف سأكون سعيداً وراضياً، وربما هذا هو السبب الذى جعل معظم الأنفاق يغلق، بل نرى ظاهرة عرضها للبيع وهى ظاهرة جديدة تماماً علينا، لكن فعلياً الأمور أصبحت صعبة جداً، البضاعة قلت ربحيتها وكنت آخذ على كرتونة البضاعة مائة دولار كرسوم عبور، والآن نأخذ دولارين فقط والربحية تقل فى كل البضائع التى تمر عبر النفق حتى الأسمنت الذى يعتبر الأكثر طلباً للعبور عبر الأنفاق، قلت ربحيته أيضاً».
وأضاف أبومحمد: «رغم أن الشعب الفلسطينى كله ينتظر المصالحة، فإننا نراها بشكل مختلف تماماً، نعرف أن المصالحة الفلسطينية التى نتمناها مثل كل الفلسطينيين ستقطع أرزاقنا وستغلق الأنفاق، التى نعمل بها لأن مصر وقتها ستفتح المعابر وتسمح للأسمنت ومواد البناء بالعبور، وبالتالى لن تعد هناك حاجة للأنفاق».
شعور تاجر الأنفاق صادم ويمثل رؤية مختلفة تماماً للمصالحة، خاصة أنه شكا أيضاً من أن إسرائيل هى الأخرى توسعت فى إدخال السلع والبضائع، من معابرها ما قلل دخولها من خلال المعابر، وتابع «أبومحمد»: «لم تعد البضائع العادية تدخل عبر الأنفاق إلا فيما ندر، خاصة أنها أصبحت تدخل من إسرائيل، والأنفاق الآن تخصصت فى الأسمنت والزلط والحديد ومواد البناء والبنزين والسولار ومعها السيارات التى أصبحت تدخل بكثرة هذه الأيام من خلال أنفاق سرية للغاية».
ورغم أن المتغيرات على الساحتين الفلسطينية والعربية، أثرت على تجارة البضائع عبر الأنفاق، بالسلب وأصبح هناك من يخشى إتمام المصالحة الفلسطينية، خوفاً على أكل عيشه، فإن قيام الثورة المصرية واختفاء الشرطة من سيناء، خدما تجار الأنفاق بصورة كبيرة جداً، حسب قول كثيرين.
«العمل الآن أصبح أسهل كثيراً، كنا قبل ثورة 25 يناير نبذل مجهوداً كبيراً لضبط العمل، حيث كان شركاؤنا على الجانب المصرى، ينتظرون الفرصة المناسبة لتهريب البضائع عبر الأنفاق خوفاً من دوريات الشرطة المصرية، التى كانت لا تتوقف والآن الأوضاع سهلة جداً، ولا توجد شرطة ونعمل براحتنا تماماً حتى إننا أصبحنا نعمل حالياً 24 ساعة ليل نهار دون خوف من الشرطة، وأصبح عدد عمالى أقل، كنا نضطر لإنزال 30 عاملاً لنقل الأسمنت بسرعة شديدة، إلى باطن النفق، من الجانب المصرى ولا نحتاج الآن سوى لنصف هذا العدد، فنحن ننزل الأسمنت على مهل ولم يعد هناك داع للخوف»، هكذا وصف أبومحمد الأمر وببساطة شديدة.
وحسب بعض الدراسات غير الرسمية تتراوح أعداد الأنفاق حالياً بين 500 و700 نفق تتخصص فى كل شىء، ويتم حفر النفق فى مدة من شهر إلى ستة أشهر، حسب طول النفق وعمقه، الذى يتراوح بين 3 أمتار و27 متراً، وتتراوح أطوال الأنفاق بين 300 متر وألف متر، ويضم النفق فى داخله موتوراً لسحب البضاعة التى توضع على زحافات خاصة وشبكة إضاءة متكاملة وشبكة اتصالات كل 200 متر، للتواصل بين العاملين فى النفق، وتصل تكلفة الحفر لنحو 100 ألف دولار للنفق الواحد متوسط العمق والطول.
وتعد عائلة الشاعر فى مدينة رفح الفلسطينية، الأشهر على مستوى حفر «الأنفاق» إلا أن هناك الكثيرين حالياً تعلموا المهنة وأصبحوا يشاركون آل الشاعر مهنة حفر الأنفاق، التى تتطور بصورة كبيرة، بدءاً من الحفر اليدوى إلى الحفر بواسطة حفار كهربائى، وباستخدام البوصلة والأجهزة الحديثة، بعضها متصل بالقمر الصناعى بالنسبة للأنفاق الأكثر عمقاً وطولاً، حيث تواجه مشكلة ترشيح المياه، كما يمكن أن تواجه مشاكل فنية فى الاصطدام بخطوط وبيارات الصرف فى رفح المصرية، وتقسم الأنفاق فى طريقة حفرها حسب تربتها والغرض منها، ففى المنطقة الشمالية من شاطئ البحر، حتى بوابة صلاح الدين، فإن التربة رملية لذلك تنتشر بها أنفاق البنزين والسولار، حيث تعتمد على ماسورة ومضختين لنقل البترول