زوال إسرائيل - اليهود و المسيح الدجال

قال الله في سورة الإسراء (سورة بني إسرائيل):

]سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {1} وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً {2} ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا {3} وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا {7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا {8} [.

 يخبرنا الله أن اليهود سيسيطرون على الأرض مرتين: الأولى هي الآن و قد شارفت على الانتهاء على يد المسلمين و الثانية تكون على يد المسيح الدجال.

لسورة الإسراء اسم توقيفي آخر هو سورة بني إسرائيل، و قد بدأت بالحديث عن إسراء الرسول r من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، ثم أشارت إلى البركة التي جعلها الله في المسجد الأقصى و ما حوله، ثم انتقلت مباشرة انتقالاً تاريخياً من الرسالة الإسلامية إلى رسالة موسى نبي بني إسرائيل u، و إلى التوراة و ما كلف الله بني إسرائيل فيها. و أخبرتنا عن إفسادين كبيرين مقترنين بالعلو الكبير يقعان على أيدي اليهود، و أطلعتنا على وضع اليهود في كل منهما، و حدّدت ملامح الرجال العباد الربانيين، الذين يزيلون الإفسادين اليهوديين، و كان تركيزها على الإفساد الثاني اليهودي أكبر.

إن الله يريد تعريفنا على طبيعة صراعنا مع اليهود، و هو صراع بين رسالتين: رسالة الحق التي يمثلها المسلمون، و رسالة الباطل التي يمثلها اليهود.
--------------------------------

 مفهوم البركة حول المسجد الأقصى

قال أكثر المفسرين في قوله تعالى: ]المسجد الأقصى الذي باركنا حوله[ أن البركة تشمل بلاد الشام بأكملها. قال زهير بن محمد التميمي: «إن الله تبارك و تعالى، بارك ما بين العريش و الفرات و فلسطين، و خَصّ فلسطين بالتقديسو قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المتواترة بمجموعها أن أرض الشام هي مقر الطائفة المنصورة المجاهدة. قال رسول الله r: «لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ. يَرْفَعُ اللَّهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَ يَرْزُقُهُمُ اللهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَ هُمْ عَلَى ذَلِكَ. أَلا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ وَ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». و عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي r، قالت: «يا نبي الله. افتنا في بيت المقدس». فقال «أرض المحشر و المنشر». و قال كذلك «الشام أرض المحشر و المنشر».

و قد يخطئ بعض الناس في فهم البركة فيما حول المسجد الأقصى. فيقصرها على البركة الزراعية فهي الأرض التي تدر زيتوناً و عنباً. صحيح أن هذه البركة موجودة لكنها بركة من بركات كثيرة، و مظهر من مظاهر البركة العديدة، فهي مباركة بركة إيمانية، فللإيمان فيها وجود راسخ ثابت أصيل، قبل إبراهيم uو بعده، و هي بلاد نبوات و رسالات، و هي مباركة بركة إيمانية قديمة و معاصرة و مستقبلية. فتاريخها الأصيل هو تاريخ للإسلام و الإيمان و العبودية لله، و هي مباركة بركة جهادية حضارية حركية، فعليها كان يسجل التاريخ الإيماني منعطفاته الخطيرة و أحداثه العظيمة. و عليها كان يسجل التاريخ الجاهلي هزائمه و نكساته و زواله. التاريخ عليها حي فاعل متحرك لا يتوقف، و تُقدم أعوامه و شهوره و أيامه مفاجآت عجيبة و أحداثاً خطيرة و معارك فاصلة، و زوال دول و أنظمة و ولادة أخرى.

عليها قُصِم الرّومان و الفرس و الصليبيون و التتار، و عليها سيقصم الله اليهود و يدمر كيانهم، و عليها سيقتل الله المسيح الدجال و عليها سيبيد الله جحافل يأجوج و مأجوج. و هي مباركة بركة سياسية، فهي أرض الابتلاء و الامتحان، و هي أرض الكشف و الفضح، هي التي تكشف الخونة، و تفضح العملاء و الرايات و الشعارات و الدعوات.

سرّ الربط بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى

ربطت سورة الإسراء ربطاً دقيقاً بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى. و هناك سر بديع لطيف للربط بين المسجدين. فمن بعض حِكم هذا الربط:

1. المسجد الأقصى و ما حوله شهد وجود رسالات سابقة، منها اليهودية و النصرانية، كان أصحابها هم الخلفاء على الناس، و الأمناء على الدين و الإيمان، و الوارثين للأرض المباركة. و المسجد الحرام شهد بداية الرسالة الجديدة الخاتمة، و ولادة الأمة الإسلامية أمة الخلافة و الوراثة و الأمانة. فبما أن الأمة الجديدة تقيم حول المسجد الحرام، فلا بد لها كي تحقق خلافتها و أمانتها على البشرية من أن تتملك ما حول المسجد الأقصى، و أن ترثه هي من الذين يقيمون حوله.

2. أن السورة تريد من المسلمين أن يُحسنوا النظر للمسجد الأقصى و ما حوله فهو مبارك و مقدس كبركة و قدسية المسجد الحرام و ما حوله.

3. تحذير المسلمين من المؤامرات المعادية ضد المسجدين، و من أطماع الأعداء الكافرين في المسجدين، و أن الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى، هو الخطر الذي يتهدد المسجد الحرام. فلما أخذ الصليبيون الأقصى و ما حوله، و استقرو فيه، توجهت أنظارهم و برامجهم و مطامعهم نحو المسجد النبوي في المدينة المنورة، و المسجد الحرام في مكة المكرمة، فقام " أرناط -ملك الكرك الصليبي- بعدة محاولات لاحتلال بلاد الحجاز، كادت تنجح لولا أن الله هيأ لهذه الأمة نور الدين الزنكي و صلاح الدين الأيوبي.
______________________________

 النبوءة القرآنية

قال سبحانه و تعالى: ]سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصىالذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1) و آتينا موسى الكتاب و جعلناه هدى لبني إسرائيل ألاَّ تتخذوا من دوني وكيلا (2) ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكورا (3) و قضينا إلى بني إسرائيل في الكتابلتفسدن في الأرض مرتين و لتَعلُن علواً كبيرا (4) فإذا جاء وعدُ أولاهُما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار و كان وعداً مفعولا (5) ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكم بأموالٍ و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا (6) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها. فإذا جاء وعد الآخرةلِيَسُوئوْ وجوهكم و ليدخلوْ المسجد كما دخلوه أول مرة و لِيُتَبِّروْ ما عَلَوْ تَتْبيرا (7) [

و قال تعالى في آخر السورة عن الإفساد الثاني ]وَ قُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوْ الأَرْضَ، فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا {104}[

تبدأ الآية بذكر الإسراء و المعراج لتذكرنا بأهمية و قدسية المسجد الأقصى و ما حوله من الأراضي المقدسة. و بعد أن تربط الآية بين المسجد الحرام و المسجد الأقصى لتأكد على البعد الديني في المعركة حوله، فإنها تذكّر اليهود بعهد الله إليهم في التوراة التي أشار الله لها بكلمة ]الكتاب[، فهم يعلمون هذه النبوءة بالتفصيل. ثم تذكّرهم بأن أجدادهم كانو صالحين. و لم يقل الله ذرية نوح و إنما قال ]ذرية من حملنا مع نوح[ ليؤكد على أن أجدادهم كانو من الصالحين الذين أنجاهم الله، و هم أيضاً من ذرية نوح الذي كان صالحاً. ثم يذكر الله أنه سيسمح لبني إسرائيل بأن يحكمو الأرض مرتين. فلو قال كتبنا على بني إسرائيل لكان فيه إجبار لهم على ذلك و لكنه قال ]و قضينا إلى بني إسرائيل[، فمعناه أنه سيهيئ لهم ظروفاً تسمح لهم بالسيطرة على الأرض مرتين، أي أنه شاء ذلك و المشيئة تختلف عن الإرادة. و يخبرنا الله أنهم سيفسدون في الأرض، فلا من فساد اليوم أو فتنة أو حرب أو خراب إلا كان اليهود من ورائه، و قد عَلَو في الأرض و استبدو فيها. و قد شارفت هذه المرحلة على الانتهاء. ثم سيبعث الله المسلمين عليهم فينتصر المسلمين و يستولون على المسجد الأقصى، لأن الله قال عند انتهاء المرة الأولى ]ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة[، فيكون أن اليهود سيستولون على المسجد الأقصى في المرتين ثم يحرره المسلمون منهم بعد كل مرة. و إن زوال إسرائيل وعد قرآني قاطع ]و كان وعداً مفعولا[. و تظهر الخلافة الراشدة مرة أخرى ثم يظهر المهدي فيقود المسلمين للنصر على الروم النصارى (الأوْرُپـيّـيـن و الأمـيـركـيـيـن) في حرب تسمى بالملحمة الكبرى. ثم يظهر المسيح الأعور الدجال، فينقاد له اليهود و يتبعه البدو الجهلاء و يفتن كثير من النساء. و هنا يتفوق اليهود على المسلمين مالاً و عدداً و عديداً لما يلحق بهم من سائر الأمم و يحتلون المسجد الأقصى. ثم ينزل الله المسيح عيسى بن مريم في دمشق و اليهود محاصرون لها، فيُهزم الدجال و يقول الحجر و الشجر يا مسلم ورائي يهودي فاقتله. فيقتل المسلمون اليهود كلهم، فيدخل الناس كافة بالإسلام و يعم السلام بالأرض و يدوم المسيح بالأرض أربعين سنة.

و قد اختلف الفقهاء في تفسير هذه الآيات اختلافاً شديداً و أخطئ من ظنّ أن هاتين المرَّتين كانتا قبل الإسلام. و جميع تفاسير القدماء لا تنطبق عليها الأحداث التي وردت في الآيات، فلا بد من إعادة النظر في فهم النصوص و أحداث التاريخ. لقد علا اليهود قديماً و أفسدو إفسادات كثيرة. و نظراً لربط الآيات الكريمة بين المسجد الأقصى و التاريخ اليهودي، فإننا نؤكّد أن الإفسادين متعلقان بالمسلمين بعد بعثة نبينا محمد. فاعلم بأن هاتين المرتين لا يمكن أن تحدثان قبل الإسلام، لأن الإفساد الذي كان لبني إسرائيل في زمن الأنبياء كان إفساداً بلا علو فلم يتجاوز حدود فلسطين و كانت دولتهم ذليلة مضطهدة من الشعوب المحيطة بها، في حين أن الآية ذكرت أن العلو مع الإفساد سيشمل الأرض كلها، هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية أن الحديث عن ]عباداً لنا[جاء في الآية بمعنى تقدم من لفظ القرآن ]الذي أسرى بعبده[، و هي نسبة تكريم و تشريف لهؤلاء في نسبتهم إلى الله عز و جل. و العبادة اقترنت بالمسجد الأقصى و المسجد الحرام، فهذا اللفظ لا ينطبق إلا على المسلمين. و النقطة الثالثة أن كلمة إذا في قوله تعالى ]فإذا جاء وعد أولاهما[، فإذا جاء وعد الآخرة شرطية لما استقبل من الزمان و لا علاقة لما بعدها بما قبلها. كما أن حرف اللام في قوله تعالى لتفسدن ]لتعلن[، ]ليسوؤ[، ]ليتبرو[، ]ليدخلو[هي لام الاستقبال. أيضاً كلمة ]بعثنا عليكم[ التي وردت في القرآن سبع مرات جاءت من باب التكريم، و الله عز وجل لا يمكن أن يورث ذلك لنبوخذ نصَّر أو تيتوس الروماني أو الروم أو الفرس أو ما إلى ذلك.
-------------------------------

 تفسير المفسرين القدامى و التعليق عليه

وقد قال المفسرين الأقدمين بأن الآيات الكريمة تتحدث عن تاريخ اليهود القديم، و هذا خطأ من عدة وجوه:
1) الإفساد حصل أكثر من مرة في العصور القديمة و الدمار كذلك: الإفساد الأول كفر اليهود و الذي سلط الله عليهم جالوت، و الإفساد الثاني كفر اليهود و الذي سلط الله عليهم الملك البابلي نبوخذ نصر. و قيل الإفساد الأول قتل النبي أشيعاء و الذي سلط عليهم الله أيضاً نبوخذ نصر. و قيل الإفساد الثاني بقتلهم زكريّا و يحيى عليهم السلام و الذي سلط عليهم الإمبراطور الروماني تيتوس. وقيل الإفساد الأول قتل يحيى u.
2) و نلاحظ أن إفساد بني إسرائيل وقع أكثر من مرة و الدمار وقع عليهم أكثر من مرة. و أقوال المفسرين مضْطَربة لا تؤيدها الوقائع التاريخية، خاصة أنه كان هناك مملكتين لليهود مملكة يهودا و مملكة إسرائيل. فالآشوريين دمرو مملكة إسرائيل في الشمال عام 722ق.م كلياً و أبادو عشرة أسباط من اليهود عن بكرة أبيهم. و البابليون بقيادة نبوخذ نصَّر دمرو ملكة يهوذا (و ليس إسرائيل) عام 586ق.م، أي بعد عهد طويل (و هذا التدمير لم يكن كلياً)، فلا يمكن أن نجمع الحادثتين معاً لبعد الزمن بينهما. بل حتى تسليط الرومان عليهم كان على دفعات متعددة، و لم يوجِّه الروم لهم ضربة واحدة، لكنها كانت ضربات دامت عدة قرون تعاقبت على عدة أجيال، بعضهم عاش بسلم تحت حكم الروم. و المفسرون الأقدمون -يرحمهم الله- معذورون، و ذلك لأنهم كانوا يعيشون في نظام حكم إسلامي بينما اليهود كانو مشتتين أذلة لا يُتصور أن يكون لهم كيان في المستقبل.
3) سياق هذه الآيات الكريمة في حديثها عن "العباد أولي البأس الشديد" ]فجاسو خلال الديار[، ]ثم رددنا لكم الكرة عليهم[، ]ليسوؤ[، ]و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة[، ]و ليتبرو[، كلها تتحدث عن صراع أمة واحدة فقط مع اليهود، و هذه هي الأمة الإسلامية. و هذا أقوى ما نحتج به على المفسرين القدامى فلم يحصل لقوم أنهم غزو إسرائيل مرة ثانية. فهي للأمة الإسلامية قطعاً.

 تفسير بعض العلماء المعاصرين و الرد عليه

و من العلماء المعاصرين من قال: إنما وقعت مرة واحدة من المرتين، عندما بعث النبي r، و عاهد بني إسرائيل في المدينة، ثم غدرو به و عادوه و حاربوه، فكانت هذه هي مرة الإفساد الأولى، و قد عاقبهم الله عليها بتسليط عباد له أولي بأس شديد عليهم، و هم الرسول rو الصحابة معه، فحاربوهم و انتصرو عليهم. و المرة الثانية هي ما وقع من اليهود اليوم في فلسطين من تشريد أهل فلسطين و تذبيحهم و تقتيلهم، و هتك حرماتهم، و تخريب ديارهم التي أُخرجو منها بغير حق، و فرض وجودهم العدواني الدخيل بالحديد و الدم و الرصاص. و ننتظر اليوم عقوبة الله تعالى لهم، بتسليط المسلمين مرة أخرى عليهم، كما سلّط عليهم الصّحابة أول مرة.
و قولهم عن الإفساد الأول خطأ من عدة وجوه:
1)     قبائل بني قينقاع و النضير و قريظة لا تمثل بني إسرائيل في قوتهم و ملكهم، إنما هم شرائح صغيرة من بني إسرائيل بعد أن قُطِّعو في الأرض أُمما.
2)     الرسول rو الصحابة لم يجوسو خلال ديار بني إسرائيل -كما أشارت الآية الكريمة- إذ لم تكن لهم ديار، و إنما هي ديار العرب في أرض العرب.
3)     الله تعالى قال عن المرة الآخرة: ]و ليدخلو المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبرو ما علو تتبيرا[.
و المسلمون لم يدخلو مسجدهم قبل ذلك بالسيف و القهر، و لم يتبرو ما علو تتبيرا. بل دخلوه أول مرة بالسلم و لم يكن في القدس يهود أصلاً. فالمرة الأولى إذاً هي ما يجري اليوم على أيدي اليهود.
4)     إن الأحاديث الصحيحة المتواترة تثبت أن اليهود سيكون لهم إفساد في آخر الزمان عندما يظهر مسيحهم الدجال، فيطوف في الأرض كلها إلا المدينة و مكة، و يتبعه خلق كثير. حتى ينزل المسيح عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرق دمشق فيلحق بالدجال فيقتله و عندها يقول الحجر و الشجر يا مسلم ورائي يهودي فاقتلني. و تكون هذه نهاية اليهود من على ظهر الأرض. فأين غاب هذه الإفساد عن العلماء المعاصرين؟

تفسير الآيات القرآنية بالتفصيل:

]و قضينا إلى بني إسرائيل[: إسرائيل هو يعقوب . و أبناء إسرائيل هم الأسباط الإثنا عشر، و ما توالد منهم. لكن يُقرُّ اليهود بأنّ هناك عشرة أسباط ضائعة بسبب أنها اختلطت بالشعوب الأخرى لمّا نفاهم الآشوريون من فلسطين. و يقول علماء الأجناس إنّ 90% من يهود العالم هم من الأمم التي تهوّدت و لا يرجعون في أصولهم إلي بني إسرائيل. على ضوء ذلك كيف نقول إنّ يهود اليوم هم أبناء إسرائيل؟ نلخّص الإجابة بما يلي:
1.  أصرّ اليهود على تسمية الدولة الأخيرة هذه (إسرائيل)، فأصبحت البُنُوّة هي بُنُوّة انتماءٍ للدولة. فلا شكّ أنّهم اليوم أبناء إسرائيل.
2.  إنّ الحكم على النّاس في دين الله لا يكون على أساس العرق و الجنس، بل على أساس العقيدة و السلوك. و قد آمن بنو إسرائيل باليهوديّة على صورة منحرفة، فيُلحقُ بهم كل من يشاركهم في عقيدتهم و شرعهم.
3.  الانتماء الحقيقي هو انتماء الولاء، كما يقول الله تعالى: ]وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ[.
]لتفسدن في الأرض مرتين و لتَعلُن علواً كبيراً[: اللام تفيد أنّ الكلام هو إخبار بالمستقبل. و الإفساد قد يكون عن ضعف و ذِلّة، لكنه هنا علوٍّ و تجبّر.
]فإذا جاء وعد أولاهما...[
"إذا" ظرف لما يستقبل من الزمان، أي أن المجيء يأتي بعد نزول آيات الإسراء المكية، و بالتالي فإن عباد الله الربانيين سيكونون أيضاً بعدها.
]بعثنا عليكم[
كلمة "بعثنا" توحي أن مجيء هؤلاء الربانيين لم يكن متوقعاً. و من يتوقع اليوم أن يحرر المسلمين القدس بعد بضع سنين؟!
]عباداً لنا[
هذه الجملة لا تنطبق إلا على المسلمين لأن الله سماهم "عباداً" و أضافهم إليهم "لنا". فكلمة "عباد" لا تنطبق على الكافرين السابقين الذين نسب لهم المؤرخون إزالة الإفسادين مثل بختنصر و غيره. و هناك فرق بين كلمتي عباد و عبيد لأنه لا ترادف في كلمات القرآن، فكلمة "عبيد" ذُكرت في القرآن الكريم خمس مرات في الكلام عن الكفار و معظمها بصيغة ]و ما ربك بظلام للعبيد[ أن الله يحاسب الكفار بعدله. أما كلمة "عباد" فهي مذكورة خمساً و تسعين مرة منها أكثر من تسعين مرة عن المؤمنين. إن الألف في هذه الكلمة توحي بالعزة و الكرامة و هي صفات المسلم.
]أولي بأس شديد[
و هذه صفة المؤمنين المجاهدين الصابرين. و لن يهزم إسرائيل اليوم و الدجال غداً إلا هؤلاء. و إذا علمنا أن إفساد اليهود الثاني سيكون بقيادة الأعور الدجال و سيقضي عليه المسلمين بقيادة المسيح بن مريم u –كما ورد في الحديث الصحيح- فهذا دلالة قطعية على أن المسلمين هم الذين سيقضون على الإفساد الأول. فالله تعالى يقول ]ثم رددنا لكم الكرة عليهم[، و لم تكن لليهود كَرَّةً على الأقوام السابقين الذين حاربوهم.
]فجاسوْ خلال الديار[
الجوس هو التردد ذهاباً و إياباً. و هذا كناية عن القوة و البطش عند الغزاة المسلمين.
]و أمددناكم بأموال و بنين[
أي أن قوة اليهود ليست ذاتية بل خارجية، أمدهم الله بها ليقضي عليهم، و يتم بوسيلتين هما الأموال و البنين، و هذا ما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة من كثرة عدد أنصار الأعور الدجال (ملك اليهود المنتظر) و قوة أسلحتهم و مددهم. و هذا من عظيم فتنة الدجال.
]و جعلناكم أكثر نفيراً[
أي أن الله عز وجل سيجعل لليهود أعواناً و مؤيدين كما لم يجعل لأحد في التاريخ، إذ لن تبقى أمة كافرة إلا و تتبع الدجال ملك اليهود. فأي نفير أكبر من هذا؟
]إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها[
هذا رد على زعم تفرد اليهود على البشرية، و تفضيلهم على باقي الناس، فهي أوهام اخترعوها و لا أساس لها.
هذا هو الإفساد الأخير لليهود. تحدث القرآن عن الإفساد الثاني لليهود بقوله ]فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءو وجوهكم[ و بقوله ]فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً[. فكلمة "الآخرة" لا يراد بها يوم القيامة، فليست هي المقابلة للدنيا، و إنما الآخرة هنا هي المقابلة للأولى، الأولى في قوله ]فإذا جاء وعد أولاهما[ أي المرة الأولى، و الآخرة ]فإذا جاء وعد الآخرة[ أي المرة الثانية في الإفساد، و تدل على أنه سيكون الإفساد الأخير.
]جئنا بكم لفيفاً[
لقد مضى على اليهود أكثر من قرن و هم يأتون ملتفين في هجرات متتابعة إلى فلسطين، و لن يتوقف ذلك حتى يتم تجميع كل اليهود في هذه المنطقة تمهيداً للقضاء عليهم. و قد جاء في الإسرائيليات أن الأعور الدجال لن يظهر حتى يتجمع اليهود من كل أنحاء العالم في فلسطين و يعاديهم العالم كله فيأتي الدجال لينصرهم.

اليهود و المسيح الدجال

سيظهر الدجال –و هو يهودي- في آخر الزمان مِنْ خَلَّةٍ بين الشام و العراق فيتجه لإيران فيخرج له من أصفهان وحدها سبعون ألف يهودي. و يُجري الله على يديه الكثير من الأمور الخارقةليزيد من فتنته، فيجتمع وراءه خلقٌ عظيمٌ كثيرٌ عامته من اليهود و النساء و الأعراب. أما العرب يومئذٍ فهم قليلٌ بسبب أنهم خارجين من ملاحم و حروب شديدة مع الروم، و إمامهم هو محمد بن عبد الله من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب. فينزل عليهم عيسى بن مريم فيصلي خلف المهدي ثم يكسر الصليب و يقتل الخنزير و يدعو للإسلام أو الحرب. ثم إنه يقتل الدجال عند باب اللُّدِّ الشرقي، فيهزمُ الله اليهود. و سيقضي المسلمون على كل يهودي تحقيقاً لقول الرسول r: «لاَ تَقُومُ السّاعَةُ حَتّىَ يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ. فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ. حَتّىَ يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَ الشّجَرِ. فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشّجَرُ: "يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللّهِ! هَذَا يَهُودِيّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ". إِلاّ الْغَرْقَدَ، فَإِنّهُ مِنْ شَجَرِهم».
]و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة[
يعود الضمير الفاعل في " ليدخلو" على الضمير الفاعل في ]ليسوءو[. فالذين يسوءون وجوه اليهود هم الذين يدخلون المسجد كما دخلوه أول مرة، و المراد بالمسجد هنا المسجد الأقصى، و هم المسلمون الذين دخلوه فاتحين أول مرة عندما حرروه من الرومان في خلافة عمر بن الخطاب t، و تم لهم فتح الشام و نشر الإسلام فيه. فالمعركة عند الإفساد الثاني بين اليهود و المسلمين ستكون معركة إسلامية إيمانية، و ليست معركة قومية أو يسارية أو إقليمية و ليست معركة فلسطينية أو عربية أو غير ذلك.
الحجر و الشجر يقول يا مسلم! يا عبد الله! لا يقول يا قومي و يا ناصري و يا شيوعي و يا نصراني و يا فلسطيني و يا عربي. ففلسطين لن تحرر لا في المرة الأولى و لا في الثانية حتى تصبح راية الجهاد إسلامية خالصة، و تكون العصبية الإسلامية هي المسيطرة تماماً على قلوب العِباد الفاتحين.
]و ليتبّروْ ما علَوْ تتبيرا [
أي يدمّرون، و يهلكون، و يُفتّتُونَ كل ما يسيطرون عليه، إهلاكاً، و تدميراً، و تفتيتاً. وذلك يوحي بأن المقاومة ستكون شديدة تؤدّي إلى رد فعل أشد. و "ما" تدلّ على العموم و هي بمعنى "كل" و الضمير في "عَلَو" يرجع إلى المسلمين.
]إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) وَ أَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا[
 فهي بشرى قرآنية للمؤمنين. وإنذار لبني إسرائيل الذين يؤمنون بالله بوجه من الوجوه، و لكنهم لا يؤمنون بالآخرة. فالعهد القديم يزيد عن الألف صفحة، و مع ذلك لا تجد فيه نصّاً صريحاً بذكر اليوم الآخر.
و النبوءة قد تورث الكسل و التقاعس لضعيف الإيمان. أما المؤمن الحقيقي فالنبوءة ترفع همته و لا تزيده إلا تصميماً على العمل. فعندما حاصرت أحزاب الشرك المدينة. أشاع المنافقون أن المدينة ستسقط و صارو يحبطون العزائم، حتى بلغت القلوب الحناجر، و حتى ظن الصّحابة بالله الظنون، فجاءتهم البشرى من الرسول المصطفى r: "اللهُ أكبر! أُعطيتُ مفاتح كِسْرى. الله أكبر! أُعطيتُ مفاتح قيصر"، فاجتثت اليأس من قلوبهم و دفعتهم للعمل. و لم نسمع عن واحد منهم جلس في بيته و تقاعس عن الجهاد حتى يأتي نصر الله. فالإنسان يجب أن يتحرك بين قطبي الخوف و الرجاء. فلا هو باليائس ]إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ[، و لا هو بالآمن: ]فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[.

 لطائف قرآنية من الآيات

الأفعال التي تشير إلى تمكن اليهود ثلاثة هي: "رددن" - "أمددناكم" - "جعلناكم". الفاعل في الأفعال الثلاثة "نا" يعود إلى الله عز و جل، فهو يفعل لهم تلك الأفعال وفق حكمته و مشيئته تمهيداً لقضاء المسلمين عليهم. و عند كلام الآية عن فعل المسلمين بهم، فقد عرضت ثلاثة أفعال مسندة للمسلمين المجاهدين هي: "ليسوءو" - "و ليدخلو" - "و ليتبرو". فالفاعل في الأفعال الثلاثة "الواو" يعود على المسلمين. صحيح أن الله هو الذي يقرِّر و يقدِّر، لكن إسنادها للمسلمين تكريم من الله لهم، و تشريف لهم. إذاً هي أفعال ثلاثة لليهود تقابلها أفعال ثلاثة للمسلمين.
و هناك لطيفة قرآنية أخرى فعندما تكلمت الآية عن تحقق الإفساد الثاني لليهود، و عن تدمير المسلمين له عبرت بحرف الشرط "إذا" فقالت ]فإذا جاء وعد الآخرة، ليسوءو وجوهكم و ليدخلو المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبرو ما علو تتبيراً[. بينما عبرت بحرف الشرط "إن" عند كلامها عن إحسان اليهود ]إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم و إن أسأتم فلها[. كما عبرت بحرف الشرط "إن" عند كلامها عن عودة اليهود للإفساد ]و إن عدتم عدنا[، وهناك فرق بين "إذا" و "إن" الشرطيتين. تدخل "إذا" على فعل الشرط إذا كان متحققاً وقوعه متأكداً منه، لا شك فيه، و تدخل "إن" على فعل الشرط غالباً إذا كان مستحيل الوقوع أو مشكوكاً في وقوعه. أي أن الإفساد الثاني لليهود سيتحقق و أن إحسانهم لن يتحقق. و بما أن عودة اليهود للإفساد بعد تدمير كيانهم في إفسادهم الثاني مستحيلة، عبر عنها بحرف "إن" التي تدل على هذا المعنى ]إن عدتم عدنا[.

 النبوءة الرقمية بفناء إسرائيل

و في التالي بحث للشيخ بسام الجرّارنورده للاستئناس فقط، فالأرقام ليست حجة قاطعة كما هي النبوءة الواضحة التي نراها بالسورة. و هذا ليس من ضرب التنجيم كما يظن البعض، إنما هو نوع من أنواع التأويل الشرعي. فالنبوءات أحياناً تأتي على صورة رمز يحتاج إلى تأويل كما حصل في الرؤى الصادقة كرؤيا يوسف u. و مع ذلك يبقى الأمر مجرد احتمال ظني ليس له دليل يقيني.
1)     هناك وجود بناء رياضي معجز يقوم على الرقم (19) و يتكرر بتواتر في العلاقة بين الشمس و القمر و الأرض. و قد ذكره الله تعالى بقوله ]عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَر[.
2)     نقل بعض الحاخامات، نقلاً عن توراتهم أن دولة إسرائيل هذه ستعمر (76) سنة هجرية (19x4) أي تنتهي عام (1443هـ) = 2022م.
3)     عدد الكلمات النبوءة من بداية ]و آتينا موسى الكتاب[حتى ]فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا[ يساوي 1443 كلمة و هو نفس الرقم: (1367هـ قيام إسرائيل + 76 عمرها = 1443).
4)     زمن حادثة الإسراء 621م قبل الهجرة بسنة، و نهاية إسرائيل كما في السابق 1443هـ. فإن الزمن من الإسراء إلى نهاية إسرائيل يساوي 1444 وهو (19x76).
5)     عندما توفي سليمان u، انقسمت الدولة إلى: إسرائيل في الشمال و دمرت عام 722=(38x19) ق.م بعد أن حكمها 19 ملكاً، و يهوذا في الجنوب و قد دمرت عام 586 ق.م و قد حكمها أيضاً 19 ملكاً. فهل سيكون عمر إسرائيل 19 عشر كنيست؟! (4x19=76).
6)     سورة يوسف تتحدث عن نشأة بني إسرائيل و عدد آياتها 111 آية، و سورة الإسراء أو سورة بني إسرائيل تتحدث عن آخر وجود لبني إسرائيل في الأرض المباركة أيضا آياتها 111 آية. و لا يوجد سورة في القرآن الكريم آياتها 111 آية. و تنتهي كلمات سورة الإسراء بكلمات مثل وكيلا، شكورا، نفيرا، لفيفا، و هكذا. فإذا حذفت الكلمات المكررة يبقى 76 كلمة –و هو عمر إسرائيل- (4x19).
7)     و في مذنب هالي المرتبط بعقائد اليهود له دورة مدتها 76 سنة. بداية الدّورة لهذا المذنب عندما يكون في أبعد نقطة عن الشمس، و تسمى نقطة "الأوج". و يراه أهل الأرض عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس و تسمّى نقطة (الحضيض). هذا المذنب بدأ دورته عام 1948 عندما كان في نقطة "الأوج" و سيكمل دورته عام 2022.
8)     حساب (الجُمَل) عرف عند اليهود و العرب قبل الإسلام، و وظفه بعض المسلمين في تاريخ الأحداث –مع أنه لا يعتمد إسلامياً–. فإذا حسبت الآية ]فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا[ يكون المجموع وفق حساب الجمل (2022).
9)     تنبأ مناحيم بيغن عندما أعلن في ذروة النجاح الإسرائيلي الظاهري في الحرب في لبنان عام 1982 أن إسرائيل ستنعم بما نصت التوراة بمدة (سنوات السلام الأربعين)إسرائيل اجتاحت لبنان عام 1982+40=2022.

المخطط الزمني لتاريخ إسرائيل

إننا نستطيع أن نستنتج مما سبق أن إسرائيل لن تعمر إلا 76 سنين إن شاء الله تبارك و تعالى، ولا نجزم بالأرقام. و هذا يعني أنها ستنتهي نهائياً على يد المسيح uفي عام 2022. فمما سبق نستنتج المخطط الزمني التالي:
·       بدأت دولة إسرائيل عام 1367هـ (1948 م)، و بدأ معها الإفساد و العلو الأول.
·       تنهزم إسرائيل أمام جيوش المسلمين (و هذا لا يعني بالضرورة نهاية دولة إسرائيل بشكل كامل) و يدخل المسلمون للمسجد الأقصى للمرة الأولى.
·       بعد ذلك تبدأ الملحمة الكبرى بين المسلمين (و يحكمهم إمامهم المهدي) من جهة، و بين الروم (الأوربيين و الأميركيين) النصارى.
·       يخرج الأعور الدجال (و هو المسيح عند اليهود و المهدي عند الرافضة) فيقود اليهود لأكبر فساد في الأرض منذ زمن آدم u.
·       يقتل المسيح بن مريم المسيح الدجال. ثم يُسلـَّط المسلمون على اليهود، فيقول الحجر يا مسلم ورائي يهودي فاقتله. و يدخل المسلمون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة، و هذه نهاية اليهود في الأرض.
و إن غداً لناظره قريب، و الله تعالى أعلم.
المدونة http://www.almelhem.tk/


Bookmark and Share

تفجير مشفى الكندي بحلب على يد الارهاب المسلح






Bookmark and Share

بالفيديو .. لاصق يخفي أرقام لوحة السيارة عن أعين كاميرات المرور

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لشاب يستعرض ملصق يمكن وضعه فوق أرقام لوحة السيارة ليقوم بإخفاء أرقام اللوحة عن كاميرات التصوير التي تصور السيارات المخالفة. واعتبر المعلقون أن ذلك اللاصق سيشكل نهاية عصر مخالفات المرور.
http://youtu.be/k_gjv-2iW40


Bookmark and Share

أمريكا تخطط للفوضى في مصر بالتعاون مع الإخوان‎



قال الباحث في الشئون الإسلامية عبد الرحيم علي، خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدى، على شاشة السي بي سي عبر برنامج “هنا العاصمة” إن أمريكا تخطط منذ 2005 لتنفيذ ما أسمته وزيرة الخارجية وقتها كونداليزا رايس، بالفوضى الخلاقة، وضغطوا على مبارك من أجل إتاحة الفرصة للإخوان، وتمت صفقة بين نظام مبارك والإخوان للحصول على 50 مقعدا في مجلس الشعب خلال انتخابات 2005 وحصلوا على 88 مقعدا وقتها. وأكد أن الأمريكان كانوا يخططون لبديل لـ”مبارك” مؤهل لتنفيذ المخطط، وكانت الإخوان ضالتهم، ففى 2010 جلس رئيس جهاز أمن الدولة السابق، في حضور قيادات الإخوان وتم الاتفاق على منحهم 45 مقعدا في البرلمان. وتابع: “الأمريكان أرسلوا للإخوان يؤكدون لهم أن شمس مبارك تغرب، وكان ذلك في 2010، كما أن الإخوان تلقوا رسالة في نهاية 2011 من إحدى الدول الكبرى، أن مرسي العياط هو الرئيس القادم لمصر”. وقال أن القيادي الإخواني أحمد عبد العاطي تواصل مع مسؤولين أمريكيين يوم 20 يناير 2011، واتفقوا معًا على إحداث فوضى في الشارع المصري. وقال أن طنطاوى والروينى يعلمون جيدا ما حدث فى ثورة 25 يناير وما بعدها .. والآن حان وقت التحديث وعليهم أن يتكلموا الآن مطالباً للشعب المصرى الضغط على المشير طنطاوى واللواء الروينى لمعرفة من قتل الناس فى ماسبيرو وموقعة الجمل ومجلس الوزراء مشيراً أنه تم التنسيق لاستهداف ضرب أكثر من 600 قسم شرطة واقتحام السجون من ليلة 28 يناير 2011. وتسائل “لماذا لم ينطق أحد حتى الآن بشأن تلك الوقائع؟ مؤكداً أن من يعرف معلومات ويسكت فهو متهم بـ”الصمت”، والمشير طنطاوي والرويني لو لديهما معلومات فهما متهمان بالصمت. وأضاف أن الرجلين يعلمان جيدا ما حدث في ثورة 25 يناير، وما بعدها، وعليهما أن يتكلما الآن، و إن الرئيس المعزول محمد مرسي أبدى تخوفه لأحمد عبد العاطي من الجهاز الاستخباراتي الأمريكي الذي يتفاوض معهم، ظنًا أن يكون الجهاز له علاقة بأحد غير الإخوان، إلا أن عبد العاطي رد بالقول، إن ذلك غير متوقع، وإن حدث فلن يكون على نفس المستوى. وأضاف أن مرسي استفسر أيضًا من عبد العاطي عن الجهة الأجدر للتعامل مع الجهات الخارجية في أوروبا، ورد عبد العاطي: تركيا، وهذا سيعزز من دورها في الوساطة بين الإخوان وأوروبا وسيمكنها من الحصول على مقعد الاتحاد الأوروبي، بصفتها حلقة الوصل بين أوروبا والإخوان الذين يحكمون المنطقة. وتابع قائلاً ” :قطر تتراجع والسعودية والإمارات ضغطت عليها بشدة وما نهاية المشهد السياسى فى مصر من الممكن أن تسلمنا الإخوان او تطردهم من عندها وإتهم حركة 6 إبريل بغقتحام جهاز أمن الدولة رأس برأس مع الإخوان وحصلوا على أجهزة الهاردات وباعوها فى الخارج بعقود بيع وتوقع في نهاية حواره أن يحصل مرسي على الاعدام قائلاً ” أتوقع أن يحصل محمد مرسى على حكم الإعدام فى قضية التخابر المتورط فيها هو وقيادات الجماعة .


Bookmark and Share

«فيفو» الصينية تكشف عن هاتف لوحي بشاشة دقة 2K


كشفت شركة «فيفو» VIVO الصينية عن الهاتف اللوحي Xplay3S، وهو الجهاز الذي وصفته بأنه أول هاتف لوحي مزود بشاشة ذات دقة عرض تبلغ 2K. ويملك الهاتف Xplay3S شاشة بقياس ست بوصات، ذات درجة وضوح تبلغ 1440×2560 بكسل، وكثافة بكسلات 490 بكسل لكل بوصة. وينبض بداخل الهاتف اللوحي للشركة الصينية معالج «سنابدراغون 800» من شركة «كوالكوم» الذي يعمل بسرعة 2.3 غيغاهرتز، مدعوم بذاكرة وصول عشوائي سعة 3 غيغابايت. وتبلغ دقة الكاميرا الخلفية في الهاتف اللوحي Xplay3S الجديد 13 ميغابكسل، فيما تبلغ دقة الكاميرا الأمامية 5 ميغابكسل. شاهد المحتوى الأصلي علي بوابة الفجر الاليكترونية - «فيفو» الصينية تكشف عن هاتف لوحي بشاشة دقة 2K


Bookmark and Share

تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية ..

تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية .. بقلم: معاذ عابد*



تجريم الوهابية ضرورة أخلاقية ما عاد من مجال للسكوت على كل تلك الجرائم. بحور من الدماء في سوريا والعراق، تتهدد لبنان اليوم بعدما اجتاحت الجزائر ومصر وأفغانستان خلال عقود خلت. كلها جرائم مصدرها واحد أحد: الحركة الوهابية ومتفرعاتها من تنظيم قاعدة وغيره.

آن الأوان لإطلاق حملة عربية دولية إسلامية لتجريم هذا الفكر وذاك النهج. معروف أن الحركة الوهابية تلك تنتسب الحركة الوهابية عقائدياً إلى الفئة الحنبلية المسماة بالمجسمة، والتي أسس لها ورسخ عقيدتها الدينية ابن تيمية الحراني. حركة قامت منذ بداياتها على القتل، على تصفية الآخر. حاول مؤسسها، محمد بن عبد الوهاب، أن ينشر مذهبه، الإصلاحي من وجهة نظره الدينية، بين القبائل البدوية التي تعتاش على الغزو كطبيعة لسكان البوادي العربية. لكن رفضها إياه بسبب وجود الأشراف في الحجاز من جهة وعدم وجود الوازع الديني لهذه القبائل من جهة أخرى حال دون اتمام مهمته الدينية التي ابتدعها وعمل عليها. وحين نشأت الحروب القبلية بين العشائر في الجزيرة العربية، والتي انتهت بترسيخ سلطة آل سعود، كان الحلف بين أتباعابن عبد الوهاب وآل سعود ضرورة موضوعية أملته حاجة الأخيرين لغطاء ديني وحاجة ابن عبد الوهاب للسيف ولحركة تقوي منهجه الديني. لم يكن لديهأي اهتمام بالولاية السياسية بقدر اهتمامه بالولاية الروحية والعقائدية. تحالف بين آل سعود وبين الوهابيين أسفر عن اتفاق جعل محمد بن سعود «أميراًللمؤمنين» وذريته من بعده لها السلطة الزمنية أي الحكم. على أن يكون الطرفالثاني، محمد بن عبد الوهاب، إماماً للدعوة، وذريته من بعده تتسلم السلطة الدينية التي من أولى مهامها تكفير كل من لا يسير مع أتباع الحركة الوهابية ولا يدفع ما لديه من مال، وقتل الرافضين كافة لقتال أعداء الدعوة الوهابية.ومن الواضح استمرار هذا الاتفاق إلى يومنا هذا، فمفتي السعودية عبدالله آل الشيخ ينتسب بالنسل إلى «الشيخ» محمد بن عبد الوهاب. منذ نشأت هذه الحركة أعلنت بصراحة أنها هي دين الحق ومذهب السنة الصحيحة ومنهج التوحيد السليم ومن خالفها من عموم المسلمين أهل بدعة وضلالة وهم في النار إلا إذا تابوا وعادوا للدين السليم، الذي وضع قواعده ابن تيمية واسس لمنهجه الحديث ابن عبد الوهاب.

وبدأت هذه الحركة، التي تشكلت من العصابات واللصوص، أعمالها الدموية مبكراً فأغارت أولىسراياها العسكرية، بعد أن أعلن الشيخ نفسه الجهاد، على الأعراب يسلبونهمالمال والنساء ويعملون فيهم القتل. وبدأت فتاوى التكفير والقتل تظهر. وأول منقتل كان أئمة المساجد كما ظهر في مجموعة رسائل بن عبد الوهاب في أحدالمشهورين. يقول محمد بن عبد الوهاب: «إن عثمان بن معمَّر ــ حاكم بلد عيينةــ مشركٌ كافر، فلما تحقق المسلمون من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه منصلاة الجمعة، وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب 1163 هـ.».وانتشرت رحلة القتل الممنهج وطالت جرائم الوهابية كل الجزيرة العربية وماحولها حتى أنها وصلت إلى وسط الأردن في معركة زيزيا المعروفة بين القبائل الأردنية وبين الوهابيين وغزا الرياض، واستباح أموال أهلها ثم غزا الطائف وحدثت مجزرة معروفة مشهورة في التاريخ. نما الفكر الوهابي وتطور إلى أن التقى بحركة الإخوان المسلمين في سبيعينيات القرن المنصرم في زواج بين فكر الاسلام السياسي الإخوانيوبين الحركة الوهابية. وقتها طلب المرشد الإخواني من أحد أعضاء جماعته، وهو الارهابي المعروف عبد الله عزام، الذي كان يعمل مدرساً في السعودية الذهاب إلى أفغانستان لانشاء «قاعدة جهاد متقدمة» لتكون في المراحل اللاحقة درعاً عسكرياً للإخوان إذا تمكنوا من الحكم ولحمايته كما حصل في مصر حيث أكد توجه الإرهابيين إلى سيناء هذا الأمر كما نراه يومياً ونسمععن القتل والتدمير في الجيش المصري وفي المصريين.


ومن اللافت أنّ زعيم تنظيم «القاعدة» اليوم أيمن الظواهري كان طبيباً إخوانياً أُرسل إلى أفغانستان لعلاج الجرحى مع أطباء كثر منهم عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح الرئاسي السابق. بدأت جرائم الوهابية مع نشوء تنظيم القاعدة وحركة طالبان، وانتشار الفكرالوهابي بفعل التمويل الهائل الذي تضخه القنوات الدينية الممولة من السعوديةوقطر بين بسطاء المسلمين في آلة دعائية هائلة موجهة لرفض الآخر أياً كان؛فعلى سبيل المثال هناك قنوات لمحاربة المذهب الشيعي وقنوات لمحاربة التصوف ولمحاربة المسيحية. جرائم لا تعد ولا تحصى ظهرت في بداية التسعينيات في الجزائر بالقتل الممنهج الذي قامت به جماعاتها المتطرفة بحق الجزائريين، ثم انتشرت على شكل تفجيرات في كل مكان من العالم طالتداعمي «القاعدة» الرئيسيين في أفغانستان ومن أمدهم بصواريخ «ستينغر»والحديث عن الأميركيين أنفسهم. وفجرت القطارات في بريطانيا واسبانيا،قبل أن تبدأ حربهم الدموية في العراق الذي يغرق يوميا في بحور من الدماء.

عند بداية الأزمة في سوريا، جمع تنظيم «القاعدة» وأتباع الفكر الوهابي الآلاف من أتباعها إلى سوريا حيث باشروا القتل على الهوية الطائفية بصورة تقشعر لها الأبدان من ذبح وسلخ للبشر وقطع للرؤوس وشيها بعد سلخها عن الجماجم في مشاهد مقززة تظهر مدى وحشية هذا المنهج. ومع ذلك، فقد فشلت التفجيرات في باكستان والعراق ومصر وسوريا والأردنوأخيراً لبنان في تحقيق أهدافها في معظم هذه الدول. الفكر الوهابي الذي يدعوا لإقصاء الآخر بالقتل إذا رفض الدين الحق كماأسسه ابن عبد الوهاب، يجب تجريمه دولياً على غرار الفكر النازي والفاشيومجاميعه السياسية. هذه هي الحملة التي يجب أن تبدأ اللجان الحقوقيةوالقانونية العمل من أجل رفع دعوى قضائية دولية ضدها. يجب البدء بجمعالتوكيلات من ذوي ضحايا هذه الحركة المجرمة وأتباعها، وما أكثرهم في ك لمكان، ومن كل من يرى أن هذه الحركة تشكل تهديداً على حياته وعلى حياة أسرته والشواهد التي ستدعم مثل هذه القضية تحتاج الى شاحنات كبيرة لحمل ملفاتها الورقية وحدها.

يجب النيل منها ومعاقبة مموليها وداعميها ورعاتها السياسيين والدينيين في كل مكان كضرورة أخلاقية. لم يعد هنا كمجال للشك بأنها كحركة وفكر ضد الإنسانية. هي تدعو إلى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي. يجب العمل الدؤوب والفاعل حتى تُخمد نيران الحقد الهمجي الأعمى التي انطلقت بعبارة ابن عبد الوهاب في نجد : «من دخل فيدعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا ومن لم يدخل معنا فهو كافر حلال الدم والمال».


* كاتب فلسطيني



Bookmark and Share

كيف يعالج الطبيب اسنانك ؟




الرابط

http://youtu.be/Mg9I1xdmKHE





Bookmark and Share