المستشار العسكري للقذافي يكشف أسرارا مثيرة.. هكذا سقطت طرابلس وهكذا فر القذافي
يفجر الضابط الروسي ايليا كورينيف وهو أحد المستشارين العسكريين للقائد الليبي معمر القذافي، قنابل في حوار أجراه مع صحيفة ” ارغومينتي نيديلي” الروسية، فيكشف عما أسماه بأخطاء القذافي التي سهلت اجتياح قوات الناتو لليبيا وأسقطت طرابلس في أيدي الثوار..و يذكر من تلك الأخطاء عدم اعتقال الضباط المنشقين عن النظام والاكتفاء بمراقبتهم، ويتحدث عن جانب من مشاركته في تدريب قوات القذافي على حرب الشوارع بمعية نجله خميس.كما يتهم الإعلام القطري بفبركة مشاهد سقوط طرابلس وغيرها من التفاصيل المثيرة.. كان على محاور الضابط الروسي أن يسأله في بداية لقائه، عن الطريقة التي وصل من خلالها إلى ليبيا، على الرغم من أن بلاده لم تساند القذافي ولا تدعمه رسميا، فقال: “خرجت في مهمة إلى طرابلس ووصلت مع “قافلة” إلى مقر قيادة العقيد الليبي معمر القذافي. وبدأت فورا العمل على تدريب أفراد اللواء المعزز 32، الذي كان ولا يزال بقيادة خميس القذافي. وأعطيت التعليمات الخاصة بحرب الشوارع وأشرفت على التدريب بنفسي. وبعد أن اتضح تعذر الصمود في طرابلس في شهر جويلية تقريبا. قررنا المباشرة بتدريب أفراد اللواء على الاشتباك في صدامات مسلحة بمجموعات مستقلة صغيرة سواء في ظروف المدن أو خارج حدود المراكز السكانية. وكان الاهتمام يركز بصورة أساسية على التدريب على أعمال التخريب.
برلسكوني وساركوزي أكدا للقذافي أن طرابلس لن يتم اجتياحها بريا واعترف الضابط الروسي في حواره ان هناك أخطاء أدت إلى سقوط طرابلس ولكنه أشار أيضا إلى أن تلك الأخطاء لم تكن على مستوى الدفاع الذي شنه القذافي بقواته وإنما: “الخطأ ليس في الدفاع، إنما في تقييم النزاع. فقد كان القذافي يعيش في عالمين متوازيين. ولم يتمسك بسياسة معينة كما على سبيل المثال، الرئيس الكوري الشمالي. فالأخير لا يتذبذب، ويتمسك بسياسته. أما القذافي لم يصدق بالاعتداء على بلده حتى اللحظة الأخيرة. وحتى في أواسط أوت، عندما وجهت ضربات بالقنابل والصواريخ إلى طرابلس والى مدن أخرى، كان يتحدث إلى برلسكوني وساركوزي. وكانا يؤكدان له عدم تعرض طرابلس إلى عملية برية. وكان قد عرض على القذافي قبل بضع سنوات إنشاء منظومة دفاع جوي قوية متكاملة. وكان من الممكن تحقيق هذا من خلال جمهوريات سوفيتية سابقة. ولكنه وجد أن هذا قد يثير غضب الولايات المتحدة وأوروبا. وأخطأ القذافي أيضا.. “كما أن الخطأ كان في مراقبة الضباط الليبيين الخونة لفترة طويلة. لقد كان من الضروري اعتقالهم فورا، وعدم ترك “هذا المرض” ينتشر دون عقاب. ولكن القذافي كان يود الكشف عن اكبر عدد من الخونة. كانت هي تصوراته الشخصية حول سير النزاع،..كان بالمناسبة، العامل، الذي اقنع عددا من الضباط الكبار بالارتشاء بمليوني دولار والانتقال إلى صف المتمردين”. القذافي أمر قواته بالانسحاب وعدم تحويل طرابلس إلى محرقة.. ويفصل الضابط الروسي كورينيف في مسألة ارتكاب القذافي لأخطاء، سهلت بسقوط طرابلس وغيرها من المدن الليبية في أيدي الثوار، فعرج على أثر الإعلام في توجيه الأحداث فوق الأرض الليبية وقال: “لقد حذرتنا قنوات إخبارية بعرضها لمشاهد عن “انتصار” المتمردين التقطت في قطر. وكانت ديكورات الساحة الخضراء في طرابلس مقامة في صحراء قرب الدوحة. وكنا نعرف أسباب ذلك. فهذه المشاهد كانت بمثابة إشارة لهجوم المتمردين والمخربين. واثر هذه المشاهد بدأت “خلايا المتمردين النائمة” بإقامة الحواجز في كافة أنحاء المدينة، واقتحام مراكز القيادة وشقق الضباط، الذين لم يخونوا القذافي. وبدأت عمليات إنزال وحدات أجنبية في الميناء. وانقطع الاتصال بأحد الأجنحة. وسلم أحد الضباط الكبار موقعه دون معركة. وأمر القذافي بالانسحاب و”عدم إخماد النار بالنار”. وعدم تحويل طرابلس إلى محرقة تحرق وحدات الجيش والسكان المسالمين على حد سواء. الجنود يتمردون على القائد وأمريكا تعرف مكانه.. ثم يستطرد قائلا: ” ورفض المئات من الفدائيين تنفيذ هذا الأمر، وبقوا يدافعون عن المدنية، في محاولة لإرهاق الخصم بأقصى درجة، وصرفه عن مطاردة الزعيم والقيادة العسكرية. ولا يزالون يواصلون المقاومة..
وبدأ الهجوم. وغادر الجميع القصر بجوار قاعدة باب العزيزية إلى دار صغيرة في جنوب العاصمة. وبعد بضع ساعات غادرنا المدينة بواسطة عدة سيارات باتجاه منطقة آمنة. وتبين أن هذا تم في الوقت المناسب، إذ سقطت على الدار 3 قنابل ثقيلة خارقة للملاجئ على التوالي. وكانت السيارات من نوع جيب عادية، وليس سيارات “مرسيدس” مصفحة خاصة. علما بأنه لا يوجد أدنى شك في أن الأمريكيين كانوا يعرفون مكان وجود القذافي في معظم الحالات. ولكن الصواريخ والقنابل سقطت هناك بعد الخروج بـ5 دقائق. وكانوا بهذا كما لو أنهم يحذرونه من انه بوسعهم تصفيته في أي لحظة “.. ليبيون أعدموا قطريين لأنهم قتلوا عائلاتهم.. وفي قلب النزاع يروي الضابط الروسي:” كانت هناك مجموعة تخريب، تتكون من 30 فردا. ومعظمهم من جيش قطر، و13 فردا انجليزيا وفرنسيا. وكانوا يقومون بآخر عمليات الاستطلاع في بني وليد. وعلى ما يبدو لم تتوفر لديهم معلومات جيدة عن ضواحي المدينة. ولقد ابلغ السكان المحليون إن هناك مجموعة تتسكع حول المدينة. وتم شن عملية ضدهم وأسرهم. لقد اعدم الليبيون القطريين فورا، لأنهم يكرهونهم جدا. ويقولون كيف يدخل مسلم بيت مسلم آخر ويقتل عائلته؟ ولذا يجب إعدامهم وانتهى. وجرى فصل الانكليز والفرنسيين، واستجوابهم ونقلوا إلى ملجأ. وفي الحقيقة لم تكن لديهم أي دوافع لإخفاء شيء ما. فكتبوا الأسماء والأرقام الخاصة واسم الوحدة والتقطت لهم صور.. وأفاد المتحدث أن الناطق باسم نظام القذافي موسى إبراهيم اقترح نقل البريطانيين إلى الجزائر لعرضهم في مؤتمر صحفي، “إلا أن التعقيدات دبلوماسية العديدة” حالت دون ذلك. عبد الحكيم بلحاج يطمح إلى منصب قيادي في الحكومة.. ايليا كورينيف تكلم أيضا عن تنازع الأطراف الليبية على مقاليد الحكم وتوقف عند عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري لمدينة طرابلس وقال عنه: “عبد الحكيم بلحاج، الحاكم العسكري لمدينة طرابلس يطمح إلى منصب قيادي في الحكومة الليبية الجديدة. وهو الشخص الأول في الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، التي اعتبرتها وزارة الخارجية الأمريكية منظمة إرهابية”. الجزيرة صنعت أخبارها بالتنسيق مع مركز الناتو ويكشف الضابط بأن ما كان يبث عبر وسائل إعلام حول سقوط طرابلس لم يكن حقيقيا أو بالأحرى مفبركا فيقول: ” شاهدنا مشاهد عن “انتصار” المتمردين التقطت في قطر. وكانت ديكورات الساحة الخضراء في طرابلس مقامة في صحراء قرب الدوحة. وكنا نعرف أسباب ذلك. فهذه المشاهد كانت بمثابة إشارة لهجوم المتمردين والمخربين. واثر هذه المشاهد بدأت “خلايا المتمردين النائمة” بإقامة الحواجز في كافة أنحاء المدينة، واقتحام مراكز القيادة وشقق الضباط، الذين لم يخونوا القذافي..”. ويقول أيضا:”هناك جوانب نفسية وإعلامية خطيرة جدا لها شأن في التحولات التي حصلت في ليبيا..كانت تحلق في سماء ليبيا بصورة دائمة طائرات أمريكية خاصة بالدعاية، تلقي مناشير. وتقدم قنوات “الجزيرة” والـ “بي بي سي” و” سي ان ان” ووكالة “رويترز” وغيرها ريبورتاجات استفزازية بعد تنسيقها مع المركز الإعلامي للناتو. والاحتمالات البديلة للأحداث وعملية الدعاية الخاصة تتمثل في “الهلع والغموض”، الشعار الدقيق جدا لعملية “الحامي الموحد”. الليبيون يتبعون السلطة التي توفر لهم الغذاء والأمن.. “ولأن الشعب الليبي منقسم على نفسه بين مؤيدين للقذافي ومؤيدين للمجلس الانتقالي وهم الأغلبية يقول الضابط الروسي في هذه الجزئية: ” أنا لا استعجل بتسمية من يديرون شؤون ليبياي حاليا بالسلطة الجديد طبعا البسطاء من الناس يساندون الجهة التي توفر لهم العمل الغذاء والأمن. نعم كان في ليبيا أناس ينتقدون القذافي وهذا أمر واقع، ولكن هذه كانت معارضة عقلانية، ولم تفكر في رفع السلاح لأنها كانت أقلية. أما ما يسمى بالسلطة الجديدة وخاصة المتطرفون فلا يمكنها توفير الاستقرار في ليبيا، لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل، وذلك لان الأكثرية إن لم تكن مع القذافي فهي مع “زمن القذافي”. إن تطور الأحداث في المنطقة سيكون سريعا خلال الفترة القريبة القادمة، وستظهر في الأشهر القادمة اتجاهات الأحداث اللاحقة، ففي حالة وجود تغطية إعلامية غير منحازة لأسباب الحرب ونجاحات الموالين، فان النصر سيكون لصالح القذافي ولأنصار الجماهيرية.