تسونامي المخابرات السورية على مشارف تل أبيب



تسونامي المخابرات السورية على مشارف تل أبيب



إسقاط النظام السوري في سورية حلم إسرائيلي قديم يتجدد في كل لحظة وثانية تمر على منطقة الشرق الأوسط الجديد التي حاولت الإدارة الأميركية بتوجيه من جهاز المخابرات (CIA) إعادة رسم حدوده بما يخدم مصلحة الكيان الصهيوني وتقريب إعلان دولة إسرائيل الكبرى بعد وصول اليهود من كافة بقاع المعمورة إلى أرض الميعاد المزعومة.




والنظام السوري هو واحد من أربعة أنظمة متواجدة بالمنطقة وقفت بوجه الوجود الصهيوني وحاربته عسكريا وماديا ومعنويا، أما كيفية تلك الحروب التي شنت فهي معروفة وإن لم تأخذ تفاصيلها الحيز الكبير في وسائل الإعلام التي ما انفكت تتحدث بها، في الجانب المقابل عملت سلطات الاحتلال الصهيوني وبشتى أنواع الطرق إلى التصدي لتلك الأنظمة بمساعدة من حليفتها الأولى الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوربي، ونجحت نوعا ما محاولات جهاز الموساد بتنفيذ خططها بالتخلص من تلك الأنظمة عبر دراسات مطولة والاستعانة بخبراء استراتيجيين في الشؤون العسكرية والأمنية وعلماء في علم النفس والاجتماع، فنجحت باستمالة النظام المصري بل ووقعت معه اتفاقية سلام التي وصفت بالضربة الموجعة للوطن العربي والقضية الفلسطينية، أما النظام العراقي وجيشه الكبير الذي كان مصدر رعب دائم في تل أبيب فقد دمر تدريجيا وفق حروب تكتيكية سار على خطاها نظام صدام حسين الحليف الأبرز والأهم لأميركا في الشرق الأوسط قبل العام 1991، فأدخل الجيش العراقي بحرب طويلة مع النظام الإيراني العدو الثالث للكيان الصهيوني، لكن المحاولات ما زالت جارية لاستهداف إيران (البعبع النووي الجديد) في المنطقة وجيشها المتسلح بأحدث أنواع الذخائر والصواريخ القادرة على دك القواعد العسكرية الأميركية في الخليج وكافة الأراضي المحتلة في فلسطين وبدقة عالية ومتناهية بعد الحصول على التقارير والخرائط اللازمة لشل النظام الصهيوني خلال دقائق معدودة إذا ما فكر بالتعدي على الحدود الإيرانية، أما العدو الأهم بين الأنظمة التي ذكرناها هو النظام السوري المتجدد بثقة عالية وهمة كبيرة الملتف شعبه حول رئيسه الشاب بشار الأسد صاحب الشعبية الأكبر بين رؤوساء المنطقة.




والخطط التي تعد وتحاك وتتجدد كل يوم ضد النظام السوري كثيرة أما ساعة التنفيذ فقد تأخرت وأجلت في بعض الأحيان حتى كانت اللحظة الحاسمة لرد الصاع صاعين لسورية بعد أن لقنت كيان العدو دروسا في القتال في 1973 والحروب النفسية التي تفنن الرئيس الراحل حافظ الأسد بشنها على الصهاينة والأميركان على حد سواء. لحظة الصفر كانت في استغلال ما سُمي ربيع الثورات العربية من أجل بث حقد المؤامرة وسمومها على سورية فطبقت على أرض الواقع أهم مرحلة منها، وفيها خاطر الكيان الصهيوني بوجوده لأن المحاولة إذا فشلت فستكون الخسائر أكبر من المتوقع وسيتم إيقاظ المارد النائم الذي سيحرق من تجرأ على المساس بسيادته.




والمؤامرة التي تشهدها سورية اليوم تنوع لاعبوها وأجهزة المخابرات المشتركة فيها وهم على الترتيب التالي:




1- جهاز الموساد الصهيوني: هو اللاعب الأساس والأول في المؤامرة ويعتبر أول من وضع أسسها عبر سنوات طوال بدأت بعد نهاية حرب تشرين 1973، تلك الحرب لم تكن الهزيمة العسكرية وحدها من تكبدها الكيان الصهيوني، بل تجاوز الأمر أكثر من ذلك لأن المخابرات السورية نجحت باختراق كافة مصادر الصهاينة عبر عميل الموساد ع.ل الذي وُصفه الدكتور سمير محمود قديح الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية بالجاسوس الذي أبكى إسرائيل، وع.ل من مواليد حيفا، تميز بذكائه وذاكرته القوية وسعة معلوماته إلى جانب فضوله في المعرفة إلى حد الجنون، تم تجنيده للجيش الصهيوني في قسم المخابرات، وكان يتقن الكثير من اللغات وخاصة اللغة العربية وتشمل اللهجة السورية والمصرية والفلسطينية، خدم في حرب 1973 في وحدة الإنذار المركزية في المخابرات العسكرية 'أمان'، التي تعرف اليوم برقمها 200/8 ، وكانت وظيفته التنصت والتحليل، وقام بوظيفته على أكمل وجه، ولسوء حظه فإن القوات السورية سيطرت على جبل حرمون الموقع الذي يتواجد فيه هذا الضابط الصهيوني وتم أسره فيه مع عدد من الجنود الصهاينة.




أسر ع.ل كان بمثابة كنز للقيادة السورية لأن هذا الشخص يمتلك معلومات كثيرة وقيمة قام بالإدلاء بها بشكل كامل وكبير حتى تعجب ضباط المخابرات السورية لكم المعلومات التي يمكن أن توجد في عقل إنسان واحد، والحديث عن الخسائر من ذلك النجاح المخابراتي السوري آثاره قائمة إلى يومنا هذا ويعاني منها كيان العدو بالنظر إلى الموسوعة الهائلة في المعلومات المسربة حول الجيش الصهيوني وأسلحته ومكامن الضعف والقوة في الكيان المريض، فهذه الهزيمة لجهاز الموساد رسخت نية الثأر من غريمه جهاز المخابرات السوري إضافة إلى الأسباب التي ذكرت أعلاه.




2- وكالة المخابرات الأميركية (CIA): هي اللاعب الثاني في المؤامرة على سورية ويقال إنها من بدأت بكتابة الخطط وطرق تنفيذها على الأرض عبر اتصالاتها المهمة مع حركة الأخوان المسلمين السورية في حماة عام 1980 وتم تنفيذ ذلك المخطط بعد عامين، لكنه فشل بشكل ذريع حاولت بعده أميركا دراسة أسباب ذلك الفشل والانهيار السريع لخطة ضرب النظام السوري من الداخل، وبعد فترة من التحليلات والمناقشات والاستعانة بأكثر الخبراء الأميركيين بشؤون الشرق الأدنى، تم إسناد المهمة أكثر الأشخاص كفاءة في الوكالة والتحالف مع عملائهم في الشرق الأوسط.




3- جهاز المخابرات السعودي: بعد سنوات طويلة من خدمة بندر بن سلطان في الولايات المتحدة وإثباته لنواياها الصادقة تجاه خدمة الكيان الصهيوني وعمالته للغرب، عاد إلى وطنه وأسس فرعا خاصا له في جهاز المخابرات السعودي تحت إشرافه وتعليماته، ظل لفترة طويلة في خدمة تنظيم القاعدة وديمومته في المنطقة وتمويله ماديا وعسكريا وبشريا بعناصر إرهابية متطرفة تحمل فكر مدرسة محمد عبد الوهاب، وأطلق عليه الأب الروحي لتنظيم القاعدة والهدف الأبرز له كان العراق بعد سقوط نظامه ودخول قوات الاحتلال إلى داخل أراضيه، وبندر بن سلطان كان المسؤول الأول عن تنفيذ خطط القاعدة في العراق ونجح بشكل متعثر في إيقاظ أوار حرب طائفية بين العراقيين الذين نجحوا فيما بعد بالتصدي لها رغم أنهم مازالوا يعانون من نتائجها الملموسة على الساحة، وانتقل بندر فيما بعد لتنفيذ المخطط الصهيوأميركي في محاولة لتدمير العدو الأبرز للكيان الصهيوني ألا وهو الجمهورية العربية السورية.




4- فرع المعلومات اللبناني: مديره هو وسام الحسن وقال عنه رئيس جهاز الموساد السابق داني ياتوم بأن الحسن (صاحب عقلية شيطانية فذة)، وكانت وظيفة فرع المعلومات هي التحضير لشن حرب مخابراتية ضد النظام السوري لأضعافه قبل أن يشم أنفاسه والتصدي لأي عدوان خارجي يفرض عليه.




ومرت الأيام والخطط مستمرة ضد سورية حتى حان الوقت للنيل من المارد السوري، وكثيرون تساءلوا عن الأسباب التي دفعت جيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى لزيارة مصر بعد انهيار نظام محمد حسني مبارك وعودته مباشرة إلى بيروت ثم انطلاقه إلى الرياض واسطنبول، خصوصا أن هذا الرجل معروف من خلال المشاكل التي تلاحق أي أرض تطؤها قدماه، وقليل من المحللين حذر إلى شخص كان برفقة فيلتمان بزيارته إلى بيروت وهو إيلي خوري وبعد التدقيق والاستفسار تبين أن الأخير من الأشخاص المهمين في المخابرات الأميركية ويطلق عليه بـ (رجل السي آي أي في حرب الشائعات)، وهناك كان الدخان يتصاعد عن هجمة شرسة ستتعرض لها سورية في مقتبل الأيام، والتسريبات الأولية لها بتنفيذ مخطط أطلق عليه (حرب فيلتمان – بندر) والتي حاولت المخابرات السورية إيهام الغرب بأنها ليس لديها أي علم بشأنه رغم أن المخطط وصل إلى دمشق بعد ساعات قليلة من كتابته، والمشكلة التي كانت هنا هي قلة المعلومات الواردة وكيفية التنفيذ، حتى حانت ساعة الصفر ووجه بندر القطب الأول للمخطط أتباعه من تنظيم القاعدة في العراق وفتح الإسلام وعصبة الأنصار والحركة السلفية الجهادية في لبنان بالهجرة إلى سورية وزرع خلايا نائمة مستعدة للانفجار في أية لحظة طلب منها ذلك، وفعلا وصلت تلك المجاميع المتطرفة إلى عدد من المدن السورية مستغلة بعض ضعاف النفوس من الذين لا يملكون ثقافة ولا شخصية تمنعهم من الالتحاق بالتطرف والإرهاب، وتولى فرع المعلومات التابع لتيار الحريري عملية نقل الأسلحة من داخل الأراضي اللبنانية عبر الحدود والبحر إلى سورية بالاستفادة من خبرة وسام الحسن في صراعه مع السوريين التي امتدت لسنوات طويلة، أما السعودية فمهامها تعددت وتنوعت عن طريق فرع المخابرات الذي يقوده بندر بن سلطان، فأنشأت خلية أزمة تدير الأمور بأدق التفاصيل وتمت الاستعانة بوكالة المخابرات الأميركية التي هيأت أكثر من مائة وخمسين عالما نفسيا لتحليل ودراسة أدق التفاصيل، ووصل الأمر إلى وضع دراسة كل منطقة سورية على انفراد والعوامل النفسية لساكنيها وأبرز الطرق لتحفيزهم بشكل جماعي وسريع لتوجيه ضربة سريعة لا تستطيع القيادة السورية السيطرة على امتداداتها، وتم اختيار الأراضي الأردنية وجهاز المخابرات الأردني ذو التدريب البريطاني المعروف عنه قوته الأمنية والمعلوماتية وخبرته العسكرية ولا ننسى بأن العائلة الحاكمة في الأردن ذات ميول غربية وتاريخها يشهد بذلك ونذكر جميعا حينما وصِف الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال بلقب (مستر بيف) قيل عنه بأنه رجل المخابرات البريطانية ويتجسس على الأردن، وفعلا تعاونت مخابرات الأردن بشكل كبير مع حلفائها من أجل أضعاف سورية، ومن التفاصيل الواردة بأن خلية كاملة لديها خبرة في الانترنت وصفحات الفيس بووك أنشأت في شركة دوت آند كوم التي يديرها العراقي محمد القيسي وتمويلها بشكل رئيسي في المملكة العربية السعودية ووصلت الشعارات المسيئة للقيادة السورية من قبل إيلي خوري إلى هذه الخلية المجهزة بكل ما تحتاجه لبدء حرب فيلتمان-بندر الإعلامية والنفسية على السوريين والتحريض على بدء حرب طائفية في المجتمع السوري المتماسك والمتآلف فيما بين مكوناته.




بدأت الأسلحة تتدفق إلى الأراضي السورية من عدة محاور، المحور الأهم كان عن طريق البحر من أجل إيصال تلك الأسلحة إلى مدينة بانياس السورية التابعة لمحافظة طرطوس بعد وصول العناصر المتطرفة إليها وعلى رأسها زياد الجراح العضو البارز في تنظيم القاعدة والمتهم بالمشاركة في هجوم نيويورك في 2001، وسبب اختياره يعود لأن عمه هو جمال الجراح النائب في البرلمان اللبناني عن تيار المستقبل الذي وصل إلى البرلمان في العام 2005، وتم التنسيق مع عكاب صقر القيادي الآخر في تيار الحريري وتحدثت بعض الأخبار عن مشاهدته في بانياس في الأيام الأولى للمؤامرة، أما المحور الثاني لإدخال الأسلحة عبر بعض الثغرات في الحدود اللبنانية السورية من جهة والحدود العراقية والأردنية من جهة أخرى، خصوصا أن معقل تنظيم القاعدة وأوج ازدهاره كان في المنطقة الغربية من العراق قبل أن يطرده أبناء العشائر منها رغم أن بعض الجيوب ما زالت نائمة، وبتوفير العناصر المادية والبشرية والخطط الجاهزة كان المتوقع فترة أسبوعين لانهيار القيادة السورية وأجهزتها الأمنية إذا ما تعرضت لهجمات نفسية وإعلامية وبتحريك عناصر الداخل التي أخذت مواقعها وفق ما طلب منها، خصوصا أن عنصر التضليل الإعلامي تم بالاستفادة من قناة الجزيرة الوسيلة الإعلامية الأبرز في الشرق الأوسط والتي يثق العرب كثير بمصداقيتها ومهنيتها العالية ووجود شخصيات صحفية محبوبة للسوريين على وجه التحديد.




ساعة الصفر كانت بدعوات على صفحات الفيس بووك بمظاهرات مناوئة للنظام السوري في الخامس عشر من آذار في ساحة المرجة وسط دمشق وكان مخططا لتلك المظاهرة أن تدخل داخل سوق الحميدية الشعبي المكتظ بالناس خصوصا أن وسيلة التصوير هي كاميرا الهاتف النقال التي لا تستطيع أن تنقل صورة واضحة للأحداث وتحريك الهاتف أثناء التصوير لتزييف الأمور وإعطائها أكبر من حجمها، وكانت خيبة الأمل الأولى لتحالف أجهزة المخابرات حيث كان عدد المشتركين في تلك المظاهرة أربعة عشر شخصا فقط من بين ستة ملايين مواطن سوري يسكنون في دمشق تقودهم (شريفة) المعارضة السورية سهير الأتاسي، وكانت خيبة الأمل أكبر حين علم المتآمرون أن من تصدى لتلك المظاهرة هم المدنيون وقاموا بتفريقها وأطلقوا عبارات الشتم على المتظاهرين (الأربعة عشر) لإيمانهم بأنهم يحاولون زعزعة استقرار سورية وأمنها، واستمرت الحال على ما هو عليه لأربع جمع أخرى كانت تشهد تجمعات صغيرة لا يتجاوز مجموع من شارك فيها المائة، وفي ذلك ضربة قاسية لحرب فيلتمان-بندر التي انتقلت من المرحلة الأولى إلى الثانية بسرعة وهي مرحلة استخدام السلاح وتحريك المتطرفين الذين أخذوا مواقعهم بشكل صحيح، فمن جانب قام المسلحون باستهداف رجال الأمن والشرطة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وفي الجانب الآخر استهدفت بعض المظاهرات السلمية التي خرجت في الأسابيع الأولى من شهر نيسان والتي كان المشاركون فيها يطالبون بالحرية والإصلاح، والضربة الثانية للمؤامرة على سورية أن الرئيس بشار الأسد قام في الأسبوع الأول بإصدار عدد كبير من المراسيم وصل إلى غاية هذا الأسبوع إلى عشرين مرسوما إصلاحيا، أما الضربة الثالثة كانت عن طريق نزول الجيش إلى المدن وترحيب الأهالي الذين هم من طالب بالتدخل العسكري للجيش بعد أن سيطر المسلحون على بعض المناطق وبدءوا يمنعون الناس من ممارسة حياتهم الطبيعية، أما المؤامرة التي قال عنها بندر بن سلطان بأنها ستعيد سورية إلى مرحلة العصور الوسطى وإن الرئيس الأسد سينهار خلال أيام أثبتت الأيام عكس ذلك، حيث أن سورية بدت عزيمتها أكبر وكانت التفافة الشعب حول قيادته وجيشه غير متوقعة للمتآمرين، ولم يتبقى ورقة إلا ولعبها الغرب في محاولة للنيل من صمود السوريين حتى وصل بهم الأمر إلى التلويح بضربة عسكرية على غرار الهجمة الغربية الخليجية على ليبيا، وكان رد الرئيس الأسد واضحا في حواره القصير مع التلفزيون الرسمي السوري الذي حمل رسائل مهمة بين طياته طمأنت السوريين بأن سورية تجاوزت الجزء الأهم من الأزمة ولم يبق إلا القليل، وإذا ما أراد الغرب التوجه إلى ضربة عسكرية فإن سورية ستذهب أبعد من ذلك، وابتسامة الأسد كان كافية لطمأنة السوريين من مخاوفهم.




وبين هذا وذاك كان اللاعب الأساسي والأبرز بالتصدي للهجمة الصفراء على سورية بعيدا عن الإعلام وأضواءه، ولم تستطع أجهزة المخابرات المهاجمة لسورية والمستهدفة لأمنها تضعه في الحسبان لتصورها بأن انهياره هو مسألة أيام معدودة، وذاك اللاعب هو دوائر المخابرات السورية التي أثبتت وبثقة عالية أن سنين التهدئة والهدنة في المنطقة كانت بصالحها عبر تقوية معلوماتها ومصادرها والوسائل التي تستخدمها في تنفيذها وقد ذكرنا في مقال سابق كيف كشفت أجهزة المخابرات السورية العديد من شبكات التجسس التي تعمل لصالح الكيان الصهيوني وفككتها بسرعة بالغة واستفادت من معلومات معتقليها، وطوال الشهور الخمسة الماضية كانت المخابرات السورية تلعب دور المدافع الشرس عن كل المحاولات لزعزعة الأمن والاستقرار في البلد، وبما أن وظيفة المخابرات تنقسم إلى شقين تتمثل بجمع المعلومات عن الدول وأنظمتها والكشف عن كل من يحاول التجسس لصالح دولة معادية، فإن المخابرات السورية أضافت وظيفة أخرى لهذا الجهاز الحساس وهي نقل المعركة إلى أرض الخصم، ذاك الخصم الذي لم يدرك منذ البداية أن الأزمة على سورية إن فشلت فسيكون المتضرر الأول منها هو الكيان الصهيوني الذي انقلبت شعوذته عليه بشده هذه المرة، خصوصا وإن التحذيرات الآتية من داخل تل أبيب تشير إلى أن السوريين خططوا بشكل جيد لنقل الصراع عبر مراحل ثلاث من الداخل السوري إلى داخل الكيان المغتصب، والانتقادات كثيرة اليوم في تل أبيب للمؤامرة على سورية وخوف الصهاينة من غضب السوريين، وإلى الآن فإن المخابرات السورية وبالاستعانة بترسانة المعلومات الاستخبار ية التي تمتلكها بدأت حربا نفسيا متطورة جدا جعلت عددا لا يستهان به من الصهاينة يفكرون بالهجرة العكسية إلى دولهم الأصلية التي هاجروا منها إلى فلسطين، وهذه الحرب النفسية التي تقوم بها المخابرات السورية أربكت النظام الصهيوني بطريقة سريعة وغيرت من خططه السياسية والعسكرية رغم التكتم الإعلامي على هذه المسألة، والمخاوف واضحة في وسائل الإعلام الصهيونية من أن يقوم جيش الاحتلال بشن حرب جديدة على لبنان في سبتمبر المقبل قبيل تقديم طلب إعلان دولة فلسطين إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذلك العدوان الذي رسمت مخططاته مع بدء المؤامرة على سورية للفت الانتباه في لبنان وتشتيته عن سورية، لكن الذي لم يكن بالحسبان أن المخابرات السورية كشفت ذلك واتخذت الإجراءات اللازمة للتصدي للمؤامرة وبدأت بحرب نفسية شرسة على الكيان الصهيوني وباتت على مشارف تل أبيب كما حذر داني ياتوم رئيس جهاز المخابرات الصهيونية (الموساد) الأسبق في مؤتمر بأكاديمية "نتنيا" الصهيوني، وتوقع أن تنشأ حرب إقليمية جديدة يكون أحد أقطابها مصر بعد سقوط نظام مبارك ونجاح الدبلوماسية السورية بإعادة الدفء إلى العلاقات السورية المصرية التي توترت في حقبة مبارك، وكانت الضربة الموجعة للصهاينة بزيارة مبعوث المجلس العسكري المصري إلى دمشق قبل شهرين.




إذا .. استيقظ المارد السوري وخرج من المؤامرة والمخططات التي حيكت له عبر سنوات طوال، وأصبح جيشه عسكريا قادرا على صد أي هجوم وأدرك العالم بأن السياسة السورية اليوم أقوى من أي وقت مضى، أما المخابرات السورية التي ستدرس أساليبها في الأعوام المقبلة كانت لاعبا مهما في نقل المعركة إلى أرض الخصوم وما ذكر عنها نقطة في بحر، وما خفي كان أعظم، وعلى الكيان الصهيوني ومن تحالف معه التحضير إلى مرحلة جديدة لم تكن بحسبانهم، وهي الانتقال إلى مرحلة الدفاع بعد فشل هجومهم بهزيمة كبرى وانهزمت المؤامرة مثلما هزم السوريون الفرنسيين سابقا من ربوع سورية.


بقلم: حسين الفياض






Bookmark and Share

كيف يتم تتدريب وتأهيل شاهد العيان على محطة الجزيرة



كيف يتم تتدريب وتأهيل شاهد العيان على محطة الجزيرة

اعترف الإرهابي قصي عبد الرزاق شقفة بأنه عمل كشاهد عيان على قناة الجزيرة وكانت وظيفته نشر الأخبار الكاذبة بهدف نقل صورة خيالية غير موجودة وفبركة الأفلام التحريضية لتضليل وإثارة الرأي العام والاتصال بجهات خارجية من أجل الإساءة لصورة البلد.

وقال شقفة في اعترافاته التي بثها التلفزيون السوري إنه من مواليد حماة عام 1982 وكان يخرج في المظاهرات وينشط على مواقع الانترنت ويتعرف على أشخاص جدد وخلال ذلك تعرف بالصدفة على شخص حموي الأصل يعيش في السعودية ويلقب بـ "حموي حر" حيث تواصل معه لأكثر من شهر ونصف الشهر.



وأضاف شقفة إنه وعندما توطدت العلاقة بينهما أكثر عرض عليه أن يرسل له جهاز ثريا لكي يتواصل مع القنوات الفضائية فتردد في البداية ثم وافق على ذلك وبعدها وصله الجهاز عن طريق شخص مجهول وأصبح يتواصل من خلاله مع الشخص الذي تعرف عليه على الانترنت والملقب بـ "حموي حر" ثم بدأ الأخير يعرفه على القنوات الفضائية ليتكلم معها باسم "أبو العبد" شاهد عيان من حماة.




وقال شقفة إنه أدرك فيما بعد أن الشخص الملقب بـ"حموي حر" هو شخص لصيق القربى بالمدعو "عدنان العرعور" وهو من كان يلقنه بعض الأمور التي يجب أن يقولها على الفضائيات وعلى سبيل المثال حادث الاعتداء على قسم شرطة الحاضر على طريق حلب.




وأضاف شقفة إن ما كان يقوله عبر الفضائيات لم يكن صحيحا فما حدث هو أن بعض الجماعات المسلحة هاجمت قسم الشرطة المذكور وقتلت من قتلت من العناصر داخله ولكن الصورة التي أوصلها للفضائيات هي أن انشقاقا حصل داخل القسم وتمت محاصرة العناصر الموجودين بداخله وجرت مواجهة بين الطرفين.




وقال شقفة إن من ضمن الأكاذيب التي نقلها عبر قناة الجزيرة هو ما يتعلق بحديث وسائل الإعلام عن انسحاب الدبابات من مدينة حماة حيث قام بإيصال صورة مغايرة تماما لذلك وقال إن الدبابات ما زالت موجودة في حماة وإن الجيش يشدد التفتيش على أي سيارة داخلة أو خارجة وحاول أن يؤكد هذا الشيء ولكن بطريقة لبقة أكثر من خلال القول إنها ليست دبابات بل مصفحات ومدرعات وذلك ليؤكد أن الجيش ما زال موجودا في حماة في حين أن الحقيقة هي أنه لم يكن هناك أي وجود لجندي واحد من الجيش في المدينة.




وأضاف شقفة إن الموضوع الثالث الذي كذب فيه هو قتل العصابات المسلحة لرجال الأمن فهو أوصل فكرة مفادها أن رجال الأمن هم من قام بفبركة هذه القصة وارتدوا لباسا حمويا شعبيا ومنه الحذاء الحموي المعروف وقاموا بهذا الشيء كي يتهموا به أهالي حماة ولكن الحقيقة هي أن رجال الأمن قتلوا بالفعل من قبل مسلحين ورميت جثثهم في نهر العاصي عند جسر الضاهرية تحديدا.




وقال شقفة إن المال ليس كل شيء فهو سبب كي يخسر الإنسان نفسه ووطنيته والشخص الملقب بـ "حموي حر" كان يرسل له مبالغ مالية على دفعات عن طريق أناس لهم علاقة به وآخرون لهم علاقة بالحموي الحر وبلغ مجموع الدفعات حوالي مليوني ليرة وكان الهدف من هذه الأموال دعم المتظاهرين بالأغذية والمال ودعم الحواجز التي أقامها المسلحون.




وأضاف شقفة إن هدف هذه الحواجز كان حماية الأحياء والأهالي ولكن في النهاية اكتشف أن لها دورا سلبيا جدا وهو أن بعضها كان يسيطر عليها تجار مخدرات كما كانت تحصل إساءات كبيرة جدا منها تفتيش النساء تفتيشا جسديا حتى أمام أزواجهن وأهاليهن وهنا بدأ بمحاسبة نفسه وأصبح يعد للعشرة ويسأل نفسه إلى أين نحن ذاهبون بالبلد فإذا كان هؤلاء الناس سيسيطرون على البلد فإنه سيذهب إلى الهاوية وعلى الدنيا السلام.




وقال شقفة إن الأموال التي كانت تصل إليه لم تذهب جميعها ثمنا للأغذية بل تم دفع قسم منها لشراء السلاح حيث تم شراء بندقيتين آليتين روسيتين ومسدس عيار 9/14مم مشيرا إلى انه لم يطلع على أنواع السلاح التي اشتريت ولكنه قام بدفع مبلغ 280 ألف ليرة ثمن أسلحة وهذا المبلغ دفع بطلب من "حموي حر" ولكن الطلب الأساسي هو من "العرعور" نفسه الذي دعا الناس إلى التسلح على أساس حماية نفسها.




وأضاف شقفة إن الذي فاجأه هو أن الناس لم تكن تقوم بحماية نفسها بل كانت تهاجم الجيش ورجال الأمن وفي نفس الوقت أصبح هناك زرع لكاميرات بدقة عالية جدا بالقرب من بعض المناطق التي يتمركز فيها رجال الأمن ومراكز الدولة المهمة مثل المحافظة وفرع حزب البعث وقيادة الشرطة وفرع أمن الدولة.




وقال شقفة إنه تعرف أيضا على بعض الأشخاص الذين لديهم برامج مونتاج احترافية جدا من الممكن أن تجعل من الشخص الواحد مئة شخص ومن الصوت ألف صوت وكان يتم عن طريق هذه البرامج فبركة المظاهرات وإرسالها إلى القنوات الفضائية.




وأضاف شقفة إنه بالإضافة إلى الأموال التي أرسلت كان من المقرر أن يتم إرسال جهازي بث فضائي إلى مدينتي حمص وحماة عن طريق شخص من منطقة الغاب يدعى محمد زعتر وكان موجودا على الحدود السورية التركية ويحمل خطا تركيا وقد تكلم معه كي يقوم بإيصال الجهازين له ليقوم هو بدوره بإيصال أحدهما إلى حمص.




وقال شقفة إن جهاز البث المخصص لحمص وصل لكن الجهاز المخصص لحماة لم يصل إليه بل وصل إلى أشخاص آخرين وتم من خلال هذا الجهاز بث أكثر من مقطع وأكثر من مشهد للقنوات الفضائية الخارجية.




وتابع شقفة إنه بالإضافة إلى ذلك كانت تأتيهم تعليمات من "العرعور" عن طريق "حموي حر" كي يراقبوا نقاط تواجد للجيش ويحددوها وأن يحاولوا استمالة عناصرها ليعلنوا انشقاقهم وانضمامهم للثورة المزعومة.




وقال شقفة إن "العرعور" لم يكن راضيا عن أداء تنسيقية حماة فلذلك حاول أن يؤسس تنسيقية جديدة وأن أكون أنا عضوا فيها على أساس أن "حموي حر" سيعرفني على شبكة تكون مؤلفة من كل الأشخاص الذين يمتلكون أجهزة ثريا وأجهزة تواصل لكي يشكلوا تنسيقية جديدة يعلن عنها "العرعور" في أحد برامجه ويلغي التنسيقية القديمة وذلك نتيجة لوجود خلاف شخصي بين بعضهم أو نتيجة لوجود إيديولوجيات مختلفة بينهم كما أن هذه التنسيقية الجديدة في حماة ستؤسس لتنسيقية لكامل سورية تحت رعاية "العرعور" نفسه.




وأضاف شقفة إنه في الفترة الأخيرة بدأ يحس أن هناك اهتماما خاصا بشخصه وسبب ذلك يعود لأنه يحمل نفس اسم العائلة التي يحملها مرشد الإخوان المسلمين "رياض الشقفة" وبالتالي على أساس أن هذا الأمر قد يكون له تأثير على الشعب لأنه وفق تفكيرهم المريض لا يزال للإخوان المسلمين شعبية في مدينة حماة.




وقال شقفة إنه تحدث صدفة في مرة من المرات مع "رياض الشقفة" على الفيسبوك وسأله لماذا لا يظهر على الفضائيات كبقية أعضاء الإخوان المسلمون فقال له إنه ليس له دور في الكلام ولكن دوره في الفعل من خلال التنسيق للمؤتمرات والاتصال مع بعض الحكومات الخارجية.








Bookmark and Share

تطويق روسيا والصين وحلفائهما

من الارشيف 2011-05-08 نعيد نشر المقال التالي للاهمية

"يكمن التغيير الأول والأهم الذي علينا القيام به في تنمية قدرتنا على بسط الاستقرار إلى الشرق"

"مانفرد فورنر الأمين العام لحلف الأطلسي"



إن تصريحات روبرت غايتس، وزير الدفاع الأميركي، في 7 شباط 2007، أمام الكونغرس، وهو يعرض ميزانية البنتاغون العسكرية لعام 2008، تؤكد استمرار الولايات المتحدة في اعتبار الصين وروسيا كعدوين محتملين، فضلاً عن إيران. لقد أعلن غايتس أن روسيا والصين تمثلان تهديداً للولايات المتحدة: علاوة على الحرب الشاملة على الإرهاب، علينا أيضاً مواجهة ما تقوم به الصين وروسيا اللتان تنفذان برامج بالغة التطور للتحديث العسكري." ه



ولكن السؤال الصحيح هو هل تشكل الصين روسيا تهديداً للولايات المتحدة، أم العكس هو الصحيح؟ وهل تشكلان أيضاً تهديداً اقتصادياً؟ ولهذا سرعان ما طالب وزير الخارجية الروسي، وحكومته، توضيحات من البيت الأبيض حول هذه التصريحات التهديدية.ه

ويزداد تعبير الروس عن قلقهم بقدر إدراكهم أنهم مطوقون. ولن يطول الأمر حتى تصبح روسيا والصين وحلفاؤهما مطوقين شيئاً فشيئاً. فالصين اليوم في مواجهة حدود شرقية معسكرة في آسيا، بينما إيران مطوقة عملياً، والحدود الغربية لروسيا تغلغل فيها حلف الأطلسي. ه



إن توسع حلف الأطلسي مستمر على الرغم من نهاية الحرب الباردة، وعلى الرغم من الوعود بعدم توسعه. فالقواعد العسكرية ومنصات الصواريخ تطوق الصين وإيران والاتحاد الروسي.ه













أخطر من الحرب الباردة





لقد أعلن الرئيس بوتين في مؤتمر ميونيخ حول الأمن، في 27 شباط 2007، أن حلف الأطلسي يستهدف الاتحاد الروسي، وذكر هذا الحلف بأنه كان تعهد بعدم التوسع نحو الشرق. وكان سبق لبوريس يلتسين أن عبر عن نفس القلق من توسع حلف الأطلسي مع انضمام دول البلطيق إلى هذه المحالفة. ولكن خطاب بوتين يشكل التصريح الروسي الأكثر أهمية حتى الآن، ويبين أن روسيا بدأت استشعار الخطر على حدودها، من أقصى الشرق الروسي حتى الحدود مع جيورجيا وأوروبا الغربية. ه



وترى روسيا أن حلف الأطلسي لا يسعى إلى "التعايش السلمي". لقد حذر الجنرال يوري بالويفسكي، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية والمساعد الأول لوزير الدفاع، الروس أنهم يواجهون تهديدات عسكرية أكبر خطورة بكثير من تلك التي كانوا يواجهونها في زمن الحرب الباردة. ولهذا طالب، مع الرئيس بوتين بوضع عقيدة عسكرية روسية جديدة، للرد على التهديدات المتزايدة من قبل الولايات المتحدة وحلف الأطلسي.ه



إن المشاريع العسكرية التي شرعت بها الولايات المتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين من أعضاء حلف الأطلسي "بريطانيا، بولونيا، جمهورية تشيكيا" واليابان، بغية إقامة درعين صاروخيتين موازيتين، تهدد روسيا والصين معاً. فثمة درع ستنشأ في أوروبا، والثانية في الشرق الأقصى. وهما مخصصتان للرد على تهديدات إيرانية وكورية شمالية يُفترض أنها موجهة ضد الولايات المتحدة وأوروبا وكوريا الشمالية واليابان. ه



"يطرح ذلك الأمر "الدرع الصاروخية على حدود روسيا" مسألة طارئة وبالغة الأهمية سياسياً قد تدخلنا في سباق تسلح جديد"، هذا ما صرح به يوري سولوفييف اوري ولوفييف ، قائد الجيش الروسي، تعليقاً على مشروع تركيب الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية على الحدود الروسية. وثمة درع أخرى ستنشأ في القوقاز، وربما في أوكرانيا، أو ربما من المحتمل في أذربيدجان وجيورجيا. ه.



[Iouri Soloviev (Yuri Solovyov) = اوري ولوفييف]





* * *

مشروع الرادار لا يستهدف إيران بل روسيا: لقد أوضح الجنرال فلاديمير بوبوفكين، قائد القوات الفضائية الروسية: "يبين تحليلنا للأمور أن إنشاء نظام الرادار في جمهورية تشيكيا ونشر نظام الدفاع الصاروخي في بولونيا يشكلان تهديداً فعلياً ضدنا"، وأضاف: "ليس من المؤكد على الإطلاق أن عناصر نظام الدفاع الصاروخي الأميركي في أوروبا موجهة ضد إيران، كما يزعم المسؤولون الأميركيون." ه



هذا فضلاً عن أن مشروع الرادار المقترح في جمهورية تشيكيا يصطدم بمعارضة غالبية الشعب التشيكي، ولكن إرادة الشعب هنا مهملة كما هي حال الشعب الأميركي والبريطاني والإيطالي والكندي والياباني. فحكومات هذه الشعوب المزعومة ديمقراطية تتكشف عن معاداة الديمقراطية تماماً عندما يتعلق الأمر بالمشاريع العسكرية وبالحروب الخارجية. ه



إن الحدود الروسية والصينية هي في طريها نحو العسكرة من قبل حلف الأطلسي وشبكة أوسع من المحالفات التي تعقدها الولايات المتحدة. ولعله من الغرابة ألا يتم اختيار موقع الدرع في تركيا، هذا العضو الشرق- أوسطي في الحلف، والجار المباشر لإيران، ويشكل بالتالي الخيار المنطقي لنشر أي نظام لدفاع صاروخي غرضه مواجهة التهديد الإيراني الباليستي المزعوم. وعليه فإن اختيار موقع الدرع الصاروخية في بولونيا وجمهورية تشيكيا، بدل تركيا والبلقان، يدفع للاعتقاد بأنه لا يستهدف إيران أساساً بل روسيا. ه





* * *

الدرع الصاروخية في الشرق الأقصى: لعل الدرع الأخرى، في الشرق الأقصى، ستكون بجوار المقاطعات الكثيفة السكان في شرقي الصين والشرق الأقصى الروسي الغني بمصادر الطاقة، علاوة على قربها من كوريا الشمالية. وسيكون مركزها الأساسي في اليابان مع احتمال نشر بعض عناصرها في كوريا الجنوبية. ولقد شرعت الولايات المتحدة واليابان ببرنامج مشترك للدفاع الصاروخي في العام 1999؛ فيا لها من مصادفة أن يبدأ في نفس العام توسع حلف الأطلسي وحربه على يوغوسلافيا. بالطبع تشكل تايوان حلقة حيوية في عسكرة الحدود مع الصين. ه



وما أن يتم بناء هذه الشبكة العسكرية العالمية تصبح القاعدة الفعلية للمشروعين الموازيين للدرع الصاروخية حقيقة واضحة. فهذان المشروعان مترابطان. ويدخلان في عملية عولمة حلف الأطلسي والمحالفة العسكرية الأوسع الهادفة إلى تطويق روسيا والصين وحلفائهما. وبموازاة تطوير هذه الشبكة العسكرية المعولمة، بدأ حلف الأطلسي والولايات المتحدة محاولة السيطرة على المحيطات. فالتجارة العالمية عبر البحار والطرق البحرية هي أيضاً هدف لنظام سيطرة تعمل الإدارة الأميركية على ترسيخه. ه





تطويق الصين: أهمية طرق النفط البحرية الإستراتيجية





تقيم الولايات المتحدة علاقات عسكرية وثيقة مع تايوان، هذه الجزيرة التي تمتاز كمنصة إستراتيجية للعمليات العسكرية ضد الصين وأمنها في الطاقة. ولتايوان أهمية جيوستراتيجية لوقوعها بين بحر الصين الجنوبية وبحرها الشرقي. وتولي الولايات المتحدة أهمية قصوى للوضع في تايوان بحكم قيمة الخطوط الملاحية البحرية الفائقة الأهمية الإستراتيجية لأنه عبرها يتم نقل النفط وغيره من الموارد نحو الصين. ه



كثيراً ما تمت مناقشة أهمية طرق النفط في آسيا الوسطى وعبر الممرات البرية، ولكنه يجب الاهتمام أيضاً بالطرق البحرية للنفط وبالممرات المائية الدولية ذات الأهمية الإستراتيجية. فالتزود بالطاقة شديد الارتباط بالأمن القومي الصيني وبنموها وبقدرتها العسكرية. فلو توقف، أو على الأرجح أعيق،

تزود الصين بالنفط في زمن الحرب، لوقعت في وضع حرج وتعرضت للشلل والاختناق. ولهذا فإن إقامة خناق بحري حول الصين من شأنه أن يؤدي هذا الغرض. ه





* * *

السيطرة على تزود الصين بالطاقة: إن لمضيقي تايوان وملاكا أهمية جيوستراتيجية حيوية لنقل النفط وغيره من الموارد إلى الصين. فمن يتحكم بهذين المضيقين يتحكم بتزود الصين بالطاقة. ولعل الصين تتلقى ضربة قاسية فيما لو تم إقفال هذين المضيقين وتوقف نقل النفط أو تمت إعاقته، تماماً كما قد تتلقى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضربة قاسية فيما لو أقفلت إيران مضيق هرمز. والحال فإن البحرية الأميركية هي التي تتحكم اليوم بهذه الطرق البحرية. وطالما ان الصين لا تملك وسيلة أكيدة للحصول على الطاقة بطريق لا تتحكم بها الولايات المتحدة ستبقى في موقع ضعف أمام البحرية الأميركية التي تستمر في مراقبة تايوان وملاكا. ه



ولهذا فتايوان وسنغافورة حليفان مقربان من الولايات المتحدة، وهما مسلحان جيداً ليتمكنا من التحكم بالمضيقين الحيويين. وفي حال الحرب بين الولايات المتحدة والصين، فلكل من تايوان وسنغافورة برامج طارئة لاعتراض النفط المتجه إلى الصين. ه



ومع أن مضيق ملاكا يقع ضمن المياه الإقليمية لماليزيا، فإن التسليح السريع لسنغافورة هدفه التحكم بنقل النفط وإيقافه عند الضرورة. ما يعني وقف تزود الصين بالطاقة في حال الحرب مع الولايات المتحدة. هذا فضلاً عن ان قواعد سنغافورة البحرية عالية التخصص في خدمة السفن الحربية والغواصات، وهي مستخدمة بكثافة من قبل البحرية الأميركية. ه



* * *

ممر أطلسي- آسيوي للطاقة: تدرك الصين نقطة ضعفها إزاء التحرك العسكري الذي يستهدف تزودها بالنفط. ولهذا طور الصينيون قواعدهم البحرية، ويبذلون الجهد لبناء مرافئ نفطية وممرات نفطية برية تصل مباشرة بين آسيا الوسطى والصين عبر الاتحاد الروسي. إن التعاون بين الصين وروسيا وإيران وجمهوريات آسيا الوسطى يهدف إلى فتح ممر أطلسي- آسيوي يضمن استمرار تزود الصين بالطاقة عندما تعمد الولايات المتحدة إلى فرض حصار بحري في المحيطات. وثمة مباحثات دائرة اليوم بالتعاون مع روسيا حول مد أنبوب للغاز من إيران إلى الصين، مروراً بباكستان والهند. ه



لقد عارضت الصين المقترحات والمبادرات المتعلقة بالاحتباس الحراري. وهي تعتبر أن موضوع المناخ يشكل تحدياً فرضه التطور الاقتصادي في الصين وفي البلدان النامية. وتعتقد أن هدف مبادرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول التغير المناخي هدفه دفعها نحو التقليص من انبعاث ثُاني أوكسيد الكربون بغية إعاقة حيويتها الصناعية والاقتصادية. ه





* * *

تزايد القوة البحرية في المحيط الهندي وعلى السواحل الشرقية للصين: ثمة تصاعد متدرج للقوة البحرية حول الصين، خصوصاً أساطيل الغواصات في منطقة آسيا- المحيط الهادئ. لقد نبه تقرير نشره معهد السياسة الإستراتيجيِ الأسترالي إلى سباق التسلح الجاري في آسيا: "يجري اليوم تحديث وتوسع عسكريان ملفتان على مدى قوس يمتد من باكستان والهند حتى اليابان مروراً بجنوبي شرقي آسيا." ه



[Australian Strategic Policy Institute (ASPI) = معهد السياسة الإستراتيجيِ الأسترالي]




يقول بيل غيرتز في الواشنطن تايمز: "بحسب تقرير داخلي، بقي سرياً حتى اليوم وتم إعداده لصالح وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، فإن الصين تعمل على تطوير قواتها المسلحة وعلى إقامة قواعد عسكرية على طول الطرق البحرية الممتدة من الشرق الأوسط، لنشر قواتها خارج أراضيها وحماية ناقلات النفط." ه



[بيل غيرتز = Bill Gertz]



لقد اندفعت الصين في سياسة بحرية مؤثرة هدفها أمن بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي والمحيط الهندي. وهذه المناطق البحرية تطابق جميعها الممرات البحرية الدولية التي تنقل نفط إفريقيا والشرق الأوسط نحو الصين. وبالتالي فهدف الصين حماية تزودها الحيوي بالطاقة من بحرية الولايات المتحدة وحلفائها. هذا، بينما يسمي البنتاغون قواعده البحرية "عقد الجمان" بسبب أهميتها الجيوإستراتيجية في توازن القوة البحرية في المحيط الهندي. ه





* * *

أهمية سريلانكا الجيوإستراتيجية: تقع جميع المنشآت الصينية على طول هذا الممر الحيوي. فمرفأ غوادار في باكستان على ساحل بحر عُمان بناه الصينيون. وهناك اتفاقية موقعة مع سريلانكا تحصل الصين بموجبها على حق استخدام مرفأ هاماباتوتا جنوبي الجزيرة. ه



كما أن الصين صممت بناء مرفأ في ميانمار، وهي حليفة للصين على أهمية جيوستراتيجية. وبناء هذا المرفأ من شأنه القضاء على أي عقبة أو تهديد للحركة في مضيقي تايوان وملاكا. والصين متصلة بماينمار عبر شبكة من السكك الحديدية وطرق للنقل، ما يصل بين سواحل ماينمار وجنوبي الصين. ه



وتحاول الولايات المتحدة قطع جميع الطرق لتزود الصين بالنفط من خلال التعاون النفطي عبر- الآسيوي والتي تصل مباشرة إلى الصين من خارج الممرات البحرية التقليدية العطوبة والمراقبة من جانب البحرية الأميركية. فكل الاتفاقات عبر- الآسيوية حول الطاقة، كأنبوب غاز إيران- باكستان- الهند، تعتبر متعارضة مع المصالح الأنكلو- أميركية وبرنامج حلف الأطلسي للتحكم بأوراسيا. ه



ويولي الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ أهمية إستراتيجية لجزيرة غوام في المحيط، ولهذا فإنها تعزز تعاونها أستراليا وسنغافورة والفيليبين واليابان من أجل استكمال تطويق الصين. وفي هذا الصدد فإن قضية صواريخ كوريا الشمالية النووية تستخدم كذريعة مثالية لمزيد من تطويق الصين. ه



إن "مبادرة الأمن للحد من تكاثر الأسلحة النووية" التي أطلقها بوش الابن عام 2003 مباشرة بعد اجتياح العراق هي أيضاً وسيلة للتحكم بالتجارة العالمية ولقطع الطريق على تزود الصين بالطاقة في حال العدوان عليها. ه



[Proliferation Security Initiative (PSI) = مبادرة الأمن للحد من تكاثر الأسلحة النووية]




السيطرة على طرق الملاحة البحرية الإستراتيجية



يشكل التحكم بالبحار والتجارة جبهة إضافية غرضها تطويق عملاقي أوراسيا الصين وروسيا. وهذه هي بالتحديد أهداف "مبادرة الأمن للحد من تكاثر الأسلحة النووية" وأهداف تشكيل القوات البحرية المعولمة" بقيادة الولايات المتحدة. وبهذا الخصوص تكون الصين أكثر عرضة من روسيا للتهديد الآتي من المحيط." ه




لقد بدأت بالتكون الشبكة البحرية التي خلقها حلف الأطلسي وحلفاؤه. فأكثر من أربعين بلداً شاركوا في المناورات البحرية في بحر عُمان والمحيط الهندي. وهذا ما يهدد تزود الصين بالطاقة، كما يهدد التجارة الدولية بين إفريقيا وأوراسيا عبر المحيط الهندي. ه



* * *

"أسطول من ألف سفينة": صرح الأميرالمايك مولن، رئيس غرفة العمليات البحرية الأميركية،أن الولايات المتحدة تحاول بناء "أسطول من ألف بارجة" للتحكم بالمياه الدولية. تعني هذه الإستراتيجية في نهاية الأمر اندماج حلف الأطلسي وقوات الحلفاء البحرية في "شراكة بحرية عالمية"- العبارة للبحرية الأميركية - توحد "الأساطيل والشرطة البحرية والقوات البحرية ومستثمري المرافئ والمؤسسات التجارية البحرية وكثيراً غيرها من المنظمات الحكومية وغيرالحكومية." ه



[مايك مولن = Mike Mullen]



أما أولى المناطق التي ستشهد تطبيق هذه الإستراتيجية فهي الخليج العربي ومياه إفريقيا الشرقية وبحر عُمان. ولقد أشار الأميرال مولن أيضاً إلى أن هذه القوة البحرية العالمية تضم في عدادها 45 عمارة حربية تعود بغالبيتها إلى حلف الأطلسي، وهي منتشرة في الخليج العربي ومياه الشرق الأوسط. وتعتمد العمليات في مياه الشرق الأوسط وبحر عُمان القوة المشتركة 150 و152، التي تعمل في خليج عُمان وخليج عدن والبحر الأحمر وشمالي بحر عُمان حيث يرابض العديد من البوارج الحربية الفرنسية. كما أن وحدة القوة المشتركة 152 تضم قطعاً حربية إيطالية وفرنسية وألمانية، وتعمل في الخليج العربي- الفارسي، ومقر قيادتها في البحرين. ه



[Joint Task Force (JTF) = القوة المشتركة]



ومما له دلالته أن تكون وحدة "القوة المشتركة" 152، وهي في عداد مجموعة من 45 عمارة بحرية اعتبرها مولن ضمن القوات البحرية العالمية، بإمرة قيادة البحرية الأميركية والقيادة المركزية سانتكوم اللتين تقودان العمليات البحرية في الخليج العربي وكل الشرق الأوسط. فعملية "الحرية للعراق" في الخليج العربي وعملية الحرية المطلقة في عرض القرن الإفريقي هما بالتحديد عمليتان استخدمت فيهما بوارج حلف الأطلسي. ه



* * *

المحالفة الفرنسية- الألمانية: تتكون هذه الأرمادا المتزايدة القوة من ثلاث وحدات أساسية من قوات التحالف وسبع وحدات دعم بحرية. ومن بين البوارج الخمس والأربعين هناك بوارج من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والبلدان المنخفضة وكندا وأستراليا وباكستان وبعض البلدان الشركاء مع حلف الطلسي، بالإضافة الولايات المتحدة وبريطانيا. ه



وكل هذه القوات البحرية العالمية خاضعة لإمرة حلف الأطلسي المشتركة ولإمرة سانتكوم. إن تكوين هذه الأرمادا الهائلة وغير المسبوقة لم يكن ممكناً بدون موافقة المحالفة الفرنسية- الألمانية داخل حلف الأطلسي. ولقد تجمعت كل هذه الأساطيل تحت ذريعة "الحرب العالمية على الإرهاب." ه



* * *

السيطرة الشاملة على المياه الدولية: علاوة على القوات البحرية التي أسستها الولايات المتحدة مع حلف الأطلسي، تم تطوير إستراتيجية للسيطرة على التجارة العالمية والمياه الدولية. إن "مبادرة الأمن للحد من تكاثر الأسلحة النووية ، تحت ذريعة إيقاف تهريب مكونات وتكنولوجيا أسلحة الدمار الشامل وأنظمتها، يهدف إلى السيطرة على نقل المواد الأولية والتجارة العالمية. ولقد بلور هذه الإستراتيجية جون بولتون يوم كان مساعداً لوزارة الخارجية الأميركية ومكلفاً بمراقبة عمليات التسلح والأمن الدولي. ه



[جون بولتون = John Bolton]



أعدّ البيت الأبيض هذه الإستراتيجية في 31 أيار 2003، وفيها قرر السماح بانتهاك القوانين الدولية. فالقوانين الدولية لا تسمح لبحرية الولايات المتحدة وحلف الأطلسي بتفتيش واستجواب البحرية التجارية الأجنبية المتواجدة في المياه الدولية. ه



وبالتالي فعمليات الولايات المتحدة هذه هي غير شرعية بموجب القسم السابع من "اتفاقية الأمم المتحدة حول حق البحار" "1982"، إلا في حال وافق عليها البلد الذي تأتي منه السفن التجارية. فالقوات البحرية لا يحق لها تفتيش غير سفن بلدها بالذات، أللهم إلاّ إذا كانت هناك اتفاقيات ثنائية مع بلد آخر يسمح لها بذلك. ه



الولايات المتحدة تنتحل الحق بالمراقبة التعسفية للسفن الأجنبية: لا يحق تفتيش واستجواب السفن الأجنبية في المياه الدولية إلاّ إذا كانت تلوث المياه على مقربة من بلدان القوات البحرية، أو في حال الشك المبرر بالقرصنة. وعلاوة على ذلك فالسفن العائدة لبلد ما والموجودة في المياه الدولية تتمتع بالحصانة: لا يحق توقيفها وتفتيشها أو القبض عليها من قبل بحرية أخرى. وعليه، تبعاً لهذه القواعد الدولية، يكون قيام البحرية الأميركية بتوقيف سفينة تعود لكوريا الشمالية أو سورية أو الصين عملاً غير شرعي. ولكن مع النظام الجديد الذي طرحته وطبقته الإدارة الأميركية إزاء كوريا الشمالية بدأ كل شيء يتغير، خصوصاً في مياه المحيط الهندي والهادئ. ولهذا فإن العديد من حكومات البلدان الآسيوية، ومنها ماليزيا، انتقدت علناً هذه العمليات وشككت بشر عيتها.ه



بالطبع، ارتابت الصين بهذه المبادرة ورفضت المشاركة في مشروع 2003. فالصين ترى فيه وسيلة تسمح للولايات المتحدة وحلفائها بالاستمرار في التحكم بالمياه الدولية وبالتجارة العالمية. وإذا ما انضمت روسيا إلى هذا المشروع فلأن وضعها يختلف عن وضع الصين التي تتأثر كثيراً بالتجارة البحرية وبالمياه الدولية؛ هذا بالإضافة إلى قدرة البحرية الروسية دوماً على توقيف وتفتيش سفن الولايات المتحدة التجارية. ه



وليس من الصدفة أن يتم اختيار سنغافورة واليابان وبحر الصين الشمالي، وجميعها يقع في جوار الصين مباشرة، كموقع أساسي للعديد من المناورات التي دارت تحت شعار "مبادرة الأمن للحد من تكاثر الأسلحة النووية" والتي شاركت فيها روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وأستراليا وكندا وسنغافورة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا. ه



وهكذا تم بشكل غير شرعي توقيف وتفتيش عدة سفن كورية شمالية منذ تطبيق هذه المبادرة؛ والصين كغيرها من البلدان عرضة للتهديد بعمليات عالمية غير شرعية تذكر بمناطق الحظر الجوي التي فرضتها الولايات المتحدة وفرنسا بشكل غير شرعي على العراق فبل اجتياحه الأخير. إن في ذلك سابقة لاعتراض السفن الصينية والتجارة مع الصين. ه



توسيع الأطلسي يمهد المجال لصراع عالمي





إن التصور العسكري العالمي لحلف الأطلسي وأطماعه الجيوسياسية يكشف أكثر فأكثر هدف مناوراته وتوجيهاته العسكرية. ونظام المحالفات العسكرية يكتمل بحيث يبدو من خلف ذلك أن أهدافه الأساسية هي عمالقة أوراسيا: روسيا والصين، وربما الهند. ولا يقتصر توسع حلف الأطلسي على أوروبا والاتحاد السوفييتي السابق، بل هو يطمح بتوسع عالمي. ففي آسيا ثمة محالفة هي في طور التكوين انطلاقاً من شبكة محالفات عسكرية قائمة في المنطقة على الساحل الآسيوي للمحيط الهادئ. وتقف الصين وروسيا، وإيران اليوم، على رأس محالفة أوروآسيوية هي في طور تشكلها لمواجهة حلف الأطلسي والولايات المتحدة. وفي الأخير، لعله في الشرق الأوسط سيتوقف إيقاع توسع حلف الأطلسي. فإذا ما وقع الشرق الأوسط تحت السيطرة الشاملة للمحالفة الأميركية- البريطانية والأطلسية لأصبح المجال جاهزاً لاندلاع "حرب طويلة" تؤدي مباشرة إلى قلب أوراسيا. ه














Bookmark and Share

15% من الأمريكيين لا يصدقون الرواية الرسمية .. أمريكا ضالعة في هجمات 11/9



15% من الأمريكيين لا يصدقون الرواية الرسمية .. أمريكا ضالعة في هجمات 11/9

يرى مايك رودين من بي بي سي أن نظريات المؤامرة تكاثرت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي تعرضت لها الولايات المتحدة، كما أنها أخذت أشكالاً ومنعطفات مختلفة خلال العقد الماضي.



وبعد مرور عشر سنوات على الهجمات التي أدت إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص، لا تزال نظريات المؤامرة تتطور بشكل تدريجي إذ تشكك في كل جانب من جوانب الرواية الرسمية رغم أن كل سنة تمر نحصل على المزيد من الشهود والأدلة لتعزيز التفسير الرسمي لما جرى.




نفذت مؤسسة Gfk NOP وهي مؤسسة مختصة في أبحاث السوق واتجاهات المستهلكين نيابة عن بي بي سي استطلاعاً للرأي خلص إلى أن 14 في المئة في بريطانيا و15 في المئة في الولايات المتحدة من المستجوبين لا يؤمنون بالرواية الرسمية التي قالت إن تنظيم القاعدة هو الجهة المسؤولة عن الهجمات.




وفي المقابل، يعتقد هؤلاء أن الإدارة الأمريكية كانت ضالعة على نطاق واسع في المؤامرة.




وظهرت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تقارير رسمية مطولة ومضنية من قبيل تقرير لجنة 11/9 والتحقيقات التي أجراها الكونجرس والعديد من التحقيقات التي أجراها المعهد القومي للمعايير والتكنولوجيا. ولم يخلص أي من هذه التحقيقات إلى وجود مؤامرة على نطاق واسع.




وتتسم نظريات المؤامرة على اختلافها بأنها نادراً ما تطرح بشكل مفصل كما أنها سرعان ما تفند ويكشف زيفها.




كما يتساءل أصحاب نظرية المؤامرة كيف أن شخصاً متميزاً مثل الأميرة ديانا قتلت في حادثة سيارة.




أصحاب نظرية المؤامرة لا يثقون بما جرى خلال هجمات الحادي عشر من سبتمبر. إذا عارض شاهد أو مسؤول أو خبير نظرية المؤامرة، عادة ما تلقى الشكوك في دوافعه فوراً.




عندما تتوالى الأدلة التي تشكك في نظرية ما، نادراً ما نسمع اعترافاً بخطأ أركان هذه النظرية وينتقل التركيز إلى التعامل مع "السؤال التالي الذي لم يجب عليه بعد."




يقول أليكس جونز، وهو أحد المذيعين الأمريكيين المشهورين، "لا نعرف القصة الكاملة لما حدث بالضبط. نعرف أن الرواية الرسمية لم تثبت صحتها تماماً. إنها قصة خرافية. أقول إن ما حدث يحتاج إلى التحقيق فيه."




تركز بعض نظريات المؤامرة على انهيار برجي مركز التجارة العالمية. يتساءل بعض أصحاب نظرية المؤامرة كيف أن هذين البرجين الشاهقين وهما معلمان معماريان بارزان في مانهاتن ولمدة طويلة، أمكن هدمهما في غضون ساعات جراء اشتعال النيران فيهما.




كان أصحاب نظرية المؤامرة يشيرون إلى إمكانية التحكم في هدم البرجين. لكن الرواية الرسمية وضعت تفسيراً منطقياً لما حدث قائلة إن هدم بناية بشكل متحكم فيه يبدأ من الأسفل وليس من الأعلى كما حدث في حالة البرجين.




وإذن أين تكمن جاذبية نظريات المؤامرة؟ ولماذا تستمر؟ يقدم أحد الكتاب الأمريكيين وهو فرانك سبوتنيز تفسيراً يقوم على أننا نعيش في عصر يتسم بالقلق ومن ثم لا نعرف من نثق به وما الذي نؤمن به.




ويضيف قائلاً إن نظريات المؤامرة تقدم "مفتاحاً سحرياً يناسب كل العناصر ويربطها مع بعض" ويحاول فهم عالم عدم اليقين الذي نعيش فيه. تنفي نظرية مؤامرة أخرى قيام طائرة من طراز بوينغ 757 بضرب مبنى وزارة الدفاع الأمريكية في واشنطن.




بل وحتى مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن في أيار 2011 أصبح محل تشكيك إذ تذهب مجموعة من نظريات المؤامرة إلى أنه قتل في عام 2001 أو ربما ألقي عليه القبض من قبل القوات الأمريكية لاحقاً. لكن انطلاقاً من استطلاع الرأي الذي أجرته بي بي سي يبدو أن الاعتقاد في وجود نظريات مؤامرة بشأن هجمات الحادي عشر من سبتمبر لن ينقطع وسيتواصل لمدة ليست بالقصيرة.










Bookmark and Share

وئام وهاب: أي دولة ستسلح المخربين في سوريا سنعتبرها دولة عدوة



وئام وهاب: أي دولة ستسلح المخربين في سوريا سنعتبرها دولة عدوة

استقبلت محافظة السويداء رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، حيث استضافه آل أبو عساف وآل الشاعر بحضور غفير لأهالي المنطقة وعلى رأسهم الوجهاء والمشايخ، وضمن حضور شعبي كبير قال وهاب أنه: "ليس وسيطاً بين الناس والدولة في سوريا، ولا مع أي طرف ضد آخر سوى مع جبل العرب وأهله ومع مصلحة سوريا وكرامتها".



وأضاف: "هذا الجبل ساهم بجهد كبير ببناء سوريا، ودفع دماً لتحقيق استقلالها، ونطمئن الجميع أن سوريا بخير بالرغم من كل التهويل الإعلامي الذي نسمعه، وتأكدوا أن هؤلاء الذين يحاولون التخريب عليها من الخارج، سيبقون هناك حتى مع مئة مجلس إنتقالي، فقد أخطأوا بالعدوان، لأن سوريا ليست ليبيا ولا تونس ولا أي دولة أخرى، بل هي قلب هذه الأمة ومحور المقاومة فيها. وأي دولة ستقوم بتسليح أي مجموعات للتخريب في سوريا، ستعامل كدولة عدوة، فكلنا نملك السلاح ويمكننا المواجهة، في حال تجاوزهم للخطوط الحمر".



وتابع:" لم نتآمر يوما على لبنان أو سوريا أو غيرهما، بل شاركنا في بناء كرامتهما وشموخهما، وحتماً اليوم لن يتمكن أحد من أخذنا للتآمر على سوريا والمساهمة في تفتيتها.



وقال موقع الإنتقاد أن وهاب أرسل رسالة بدون عنوان تقول: "إذا هدد الجبل، لن آتي بالسلاح فقط، بل سأكون متطوعاً وأبنائي لحمايته قبل الآخرين، ولكننا نعتبر أنه يوجد جيش سوري يحمي سوريا كما حمى الكثير من المواقع في الأمة ومنها وحدة لبنان. ليس لدينا سلاح يوجه ضد أي عربي، فسلاحنا موجه فقط ضد طرفين: من يعتدي على كرامتنا وأرضنا وعرضنا، وضد العدو. هذا هو تاريخ الدروز، ولن نخرج عن هذا التوجه".



وأضاف: "أما التحدث عن أنني أقوم وبعض الأخوان بتسليح أبناء الجبل، فنرد عليه بالقول أن سلاحنا هو محبتكم، وهو كرامتنا وكرامتكم، ولسنا بحاجة لأن نتسلح ضد أي طرف، فسلاحنا هو الدولة السورية ورئيسها بشار الأسد، لكن إذا تهدد الجبل لن أخجل من أحد وسأكون أول من يحمل السلاح للدفاع عنه".



وكان وهاب قد زار شيخي عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ حمود الحناوي والشيخ أحمد الهجري، وقال بعد لقائه الأخير:"اعتدنا زيارة سماحته في الأوقات الصعبة لأنه يقوينا باستمرار، ونحن اليوم في السويداء نستمد مواقفنا من موقفه وموقف كل أبناء السويداء، لأنه موقف تاريخي شريف. ونحن كطائفة نحافظ على مواقف اتخذها آباؤنا وأجدادنا، وكلنا نتذكر بأن المقاومة كانت صنيعة أبناء السويداء، الذين قاوموا كل استعمار للإنتصار لسوريا وليس للجبل فقط. لذلك، سنبقى على هذا الموقف لأنه الذي يحمي سوريا وموقفها باستمرار".








Bookmark and Share

قطر حاولت مفاوضة إيران على سوريا .. وإيران هددت بالحرب الشاملة



قطر حاولت مفاوضة إيران على سوريا .. وإيران هددت بالحرب الشاملة

كثرت التسريبات الصحفية عما جرى بين أمير قطر والمسؤولين الإيرانيين خلال زيارته الأخيرة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومع أن زيارة أمير قطر لإيران كانت واضحة الملامح، ولكن صورتها الكاملة لم تتضح إلا بعد توضيحات أدلى بها دبلوماسي إيراني رفيع المستوى لقناة الـotv بالإضافة لما أوردته المحطة من معلومات قالت أنها حصلت عليها مؤخراً.



حيث طلب أمير قطر من كبار المسؤولين الإيرانيين مساعدته لتجنيب سوريا "خطر التدخل الأجنبي"، بعدما أصبح هناك قرار دولي لا رجوع عنه في هذا الشأن، معلناً أنه "قادر على المساعدة" لمنع حصول ذلك من خلال تسوية تاريخية تحصل على مستوى سوريا والمنطقة "على حد تعبيره".



ونقلت قناة الـotv عن مصدر دبلوماسي إيران رفيع المستوى أن جواب بلاده كان بأن إيران ترى في سوريا رأس حربة الأمة العربية والإسلامية في مواجهة "إسرائيل"، وأن التعرض لسوريا من قبل قوات أجنبية سيفرض على كل مسلم أن يقف إلى جانبها، وهذا ما ستفعله إيران.



وأضافت المعلومات أن قطر طلبت تهدئة الوضع في أفغانستان، والمحت إلى أن إيران تقف وراء عملية إيلات، فجاء الجواب على لسان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال "قاسم سليمان"، والذي كان أحد أعضاء الوفد الرسمي الإيراني: "إذا أرادوها حرباً فلن تكون محصورة لا بفلسطين ولا بغزة ولا بسوريا، بل ستطال كل المنطقة".



ولفتت هذه المصادر إلى ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مهرجان مارون الراس، بأن أي تطور سلبي أو سيء في سوريا سيطال المنطقة كلها، وأيَّ تطور إيجابي، سيصب في مصلحة المنطقة كلها ايضاً.








Bookmark and Share

الجزيرة القذرة و شيفراتها للارهابيين



سنقولها مباشرة: لقد بلغت قذارات فضائية الجزيرة حداً تحوّلت عنده إلى محطة لبث عبارات ورسائل «شيفرة» للإرهابيين القتلة حملة السواطير والسيوف والبلطات، الذين يروّعون الشعب السوري عبر ذبح الأبرياء، وتقطيع جثثهم



ولدينا في سورية اعترافات واضحة بأن الجزيرة تحادث شهود عيانها وناشطيها السياسيين من «الذبّيحة» وفق ما يصفون أنفسهم، وتفسح لهم المجال لكي يبثوا «شيفراتهم» وينسقوا لعملياتهم الإرهابية والإجرامية والتخريبية، وأنها لهذه الغاية تقطع نشرتها الإخبارية – وقد فعلت أكثر من مرّة- كي تبث «اتصال- شيفرة» لأحد شهود عيانها أو ناشطيها. ‏



في البداية أخذت فضائية الجزيرة على عاتقها مهمة التحريض على الفوضى والتخريب في سورية، ثم تورّطت بتوزيع هواتف متطورة جداً ومرتبطة بالأقمار الصناعية، وبعدها بدأت بدفع أموال للمحرّضين على الفوضى ممن تسميهم ناشطين ومحللين سياسيين، وأخيراً انخرطت مباشرة بالمؤامرة على سورية، وبأعمال القتل والتخريب. ‏



لذلك، والحال هذه، فمن الطبيعي أن تقتصر مشاهدة الجزيرة في سورية على القتلة حملة السواطير والبلطات، أما الشعب السوري فيستكثر البصقة عليها، فهنيئاً عليها هذه العيّنة من المشاهدين. ‏



ولأن المؤامرة على سورية كبيرة ومسبقة الصنع، فمن غير المفاجئ أن يعطي حلف الأطلسي الجزيرة أدواراً أخرى قد لا تخطر على بالنا، لِمَ لا وقد استأجرها لهذه الغاية؟. ‏



وحتى تكون الصورة واضحة لا بد من تذكير الجزيرة ومن يديرها ويقف وراءها ويموّلها من العرب -هناك ممولون إسرائيليون وأوروبيون- أن تآمرهم على سورية ذهب أدراج الرياح، ولم يبق منه سوى الخيبات التي ستلاحقهم هم ما داموا على قيد الحياة، فسورية كبيرة بمكانتها وموقعها ودورها وتاريخها، والسوريون أساتذة بلا منازع في السياسة وفنون الصحافة، ولا تنطلي عليهم سموم الجزيرة. ‏



ولا بدّ من تذكيرهم أيضاً أن التجارب والأمثال تؤكد أن الصياح من سمات فاقدي الحجة، وبالتالي فإن هذا الردح وهذه القذارة الإعلامية يعنيان من جملة ما يعنيانه أن الأزمة في سورية انتهت. ‏



ونحن نؤكد أن الأزمة في سورية انتهت، وأن ما تبقى ليس أكثر من ذيول لا تأثير حقيقياً لها على أرض الواقع، فماذا سيقول فريق الجزيرة ومن يقف وراءها يا ترى؟







Bookmark and Share