العقل المعلوماتي العربي في ازمة حقيقية


يندفع العرب حثيثًا صوب الثورة المعلوماتية, ويبذلون في ذلك جهودًا لا تتوقف عند حد, لكن اندفاعتهم تتجه في كثير من الأحيان صوب ضعف المناعة الحضاري, والانكشاف الأمني, والاستنزاف المالي, والفوضى التنموية.

يقف وراء ذلك (عقل معلوماتي) عربي يعاني من أزمة متعددة الأوجه, تبدأ بكونه عقلاً غارقًا في التفاصيل وشديد الانبهار بالطرفيات والتقنيات, وبعيدًا عن الرؤى الجامعة, وتنتهي بكونه عقلاً لا يقبل بسهولة الإبداع الفردي, لكنه في الوقت نفسه يتحسس مسدساته حينما يأتي الحديث عن قيم العمل المعلوماتي الجماعي.

ليس هذا إفراطًا في التشاؤم أو نظرة عبثية يائسة للمستقبل, فنحن كعرب لدينا – ولاشك – نجاحات عدة وراءها عقول تضاهي ما يحدث في العالم, لكنها إما نجاحات فردية أو جزئية أو قطرية لا تعبّر عن حال العقل العربي المعلوماتي العام, ومن ثم فإن ما نسوقه هنا مرجعه ضرورة الحذر والحرص من مخاطر الفجوة بين الثورة المعلوماتية والعقل المعلوماتي العربي الراهن في حالته العامة, وهي فجوة لا يمكن قياسها بمعايير امتلاك الحاسبات وخطوط الهاتف وقواعد البيانات, ولكن تقاس بمعايير أخرى تتعلق بمناهج التفكير والقدرات المعرفية, ومهارات التعامل مع الجديد والمشاركة فيه, فجوة ما بين العنوان والضمور والتدفق والتكلس والشمول والتجزئة والسرعة والبطء.

ويمكننا الاصطدام بمظاهر هذه الفجوة بمجرد النظر إلى أوضاع العرب معلوماتيًا قياسًا بما يجري في العالم, وإلى الكيفية التي يجري من خلالها نشر وتسويق الثورة المعلوماتية داخل المجتمعات العربية, ويكفي – مثلاً – الإشارة إلى تواضع حجم المحتوى العربي الرقمي عالميًا قياسًا بدولة واحدة كبريطانيا, وتواضع فعالية خطط وتجارب بناء الصناعة الرابحة قياسًا بدولة واحدة كالهند, وتهافت دور الإبداع المحلي قياسًا بدولة نامية كالبرازيل. وما نخشاه هنا أن هذه الأزمة المتعددة الأوجه بداخل العقل المعلوماتي العربي قد تولد بداخل مجتمعاتنا العربية مع الوقت (بؤرًا اجتماعية), مهيأة لكي تتمدد فوقها ثقافات وعقول ومصالح مجتمعات أخرى وقوى عالمية, وشركات متعددة الجنسية, ويخشى كذلك من أن تتسع هذه البؤر تدريجيًا حتى تطبق على مجتمعاتنا, ولا تترك لها متنفسًا للنمو الذاتي والتجديد الحضاري والانطلاق المجتمعي المستقل, ولاشك أن مثل هذه الأوضاع تضع علينا جميعًا مسئوليات جمة, فيما يتعلق بتشريح حالة هذا العقل ومدى استعداده للتعامل مع الثورة المعلوماتية, وكيفية تطويره, والارتقاء به, ولذلك فما سنقوم به فيما يلي هو محاولة لا تستهدف وضع العلاج, ولكنها محاولة لتشخيص بعض جوانب الداء في العقل المعلوماتي العربي.

افتقاد الرؤى

جرف تيار المعلوماتية العاتي العقل العربي المعلوماتي ووضعه في قاع مجراه, فراح هذا العقل يتلقف فقط ما يتساقط من منتجات وأدوات هي أصغر التفاصيل التي يحملها هذا التيار, وتصل عادة لمستخدميها في أشكالها الأخيرة وأدوارها المرسومة, ولأن ما يتساقط غزير للغاية, فقد غرق العقل العربي في التفاصيل, وبعدت الشقة بينه وبين ما يجري على سطح التيار من معارف وأفكار ونظرات كلية ورؤى جامعة تضبط الحركة.

ويبدو العقل العربي وكأن الظروف لم تمهله حتى يتهيأ للتعامل مع هذا التيار الجارف فسيق إلى مقعده في قاع المجرى, حيث لا توجد إسهامات فكرية وعلمية مؤثرة ذات قيمة لهذا العقل في مسيرة الثورة المعلوماتية الإنسانية, اللهم إلا شذرات فردية من هنا وهناك لأناس هم في الأصل خارج سياق منظومة العقل العربي, إما بحكم المكان أو المكانة. وداخل الغالبية الساحقة من المجتمعات العربية هناك برامج وخطط وأفكار شديدة التشعب والانتشار, وجميعها يرفع شعار المعلوماتية بشكل أو بآخر, وتخصص له مئات الملايين من الدولارات, لكن بقدر قليل من الملاحظة تكتشف أن العقل المعلوماتي العربي – على مستوى النخبة وصنع القرار بوجه خاص – مهموم بنشر منتجات المعلوماتية من قبيل:

كم مواطنا حصل على حاسب?
كم بلغت نسبة انتشار الهاتف الثابت والمحمول?
كم أسرة لها اتصال بالإنترنت?
كم شخصا بات يمتلك مهارات البرمجة والعمل على الحاسب?
لكن هذا العقل ليس مهمومًا بالدرجة نفسها بالرؤية التي تقف وراء ذلك كله, وغير مكترث بأهمية بناء حال معرفية ذهنية تجعل (عقل المجتمع) يستوعب المعلوماتية ويسهم فيها ويهضم تعقيداتها, ومن هنا يندر – إن لم يكن غير موجود على الإطلاق – أن تجد عقلاً معلوماتيًا عربيًا تخلص من فيض التفاصيل وبدأ يستنشق هواء الفكر الرحب والرؤى الواسعة, ولذلك طفت آثار هذه الحالة في مناح عدة, منها – مثلا – أن مجموعة النخبة المعلوماتية في بلد ما تضع خطة طموحًا للتنمية المعلوماتية, لكن سرعان ما تتقوقع الخطة في دائرة مَن صنعوها, ويفاجأون بأن (روحها) لم تغادر حدودهم الضيقة ولم تسر في المجتمع من حولهم, وأنها قوبلت أحيانًا بالبرود, وأحيانًا بعدم الفهم, وفي أحيان ثالثة بعدم الوعي بها من الأصل, وذلك لأنها بنات أفكار عقل غارق في التفاصيل وفاقد للرؤى.

الهبوط لأسفل

نشر المعلوماتية في نسيج المجتمعات العربية – أو أي مجتمع آخر – يعني في النهاية تغيير العديد من القواعد السائدة فيه, لكي ينتقل من الورقة والقلم وتخزين المعلومات في الدواليب والدوسيهات, إلى العصر الرقمي وقواعد البيانات وشبكات المعلومات المفتوحة, وهذا بدوره يحتم تغييرًا فيما يوجد بالمجتمع من تراث حضاري وسلوكيات وطرق في التفكير وثقافة سائدة وأساليب في العمل, وتوازنات للقوى نشأت في كنفها مصالح ومكتسبات للبعض, وصراع بين أياد قوية تكبح حركة وانسياب المعلومات لأسباب متعددة, ولديها رؤاها الخاصة لكيفية إحداث تنمية معلوماتية, هذا علاوة على تشابك الفقر مع الغنى, والجهل مع العلم, والفهلوة مع النظام, وهنا ينشأ ما يمكن أن نطلق عليه العقبة (التكنو اجتماعية), ونعني بها المشكلات التي تبرز عندما يحدث التماس بين ما هو تكنولوجي من جهة, وما هو اجتماعي وسلوكي ومجتمعي من جهة أخرى. وهذه العقبة على وجه التحديد تتطلب وجود عقل معلوماتي رحب لا يقفز فوق الواقع الاجتماعي ولا يتجاهله, ولا يفرض المعلوماتية من قبل النخبة وصنّاع القرار, ويهبط بها على الجماهير العريضة وفئات المجتمع المختلفة قسرًا وقهرًا كوصفات ملزمة للتقدم, مفترضًا أن المجتمع وأفراده عبارة عن مجموعات من (الصناديق), التي يمكن تفكيكها وإعادة ترتيبها وفقًا لأولويات المعلوماتية ومقتضياتها. ومع الأسف فإن العقل المعلوماتي العربي لا يلقي بالاً للعقبة (التكنو اجتماعية), ويعمد في كثير من الأحيان للقفز على واقعه المجتمعي والاجتماعي, حاملاً لواء تفكيك وإعادة ترتيب الصناديق والهبوط القسري بالمعلوماتية من أعلى لأسفل, دونما اعتبار لإرادة وردود أفعال المجتمع, ومدى تهيئته أو تقبله للمعلوماتية وأشكالها المختلفة, وتشهد على ذلك سلسلة لا حصر لها من مشروعات ضخمة نفذت أو تنفذ في هذا البلد أو ذاك, ولم تراع:

- مستوى الوعي السليم بأهمية تكنولوجيا المعلومات داخل المجتمعات العربية.

- مدى حدّة التضارب في المصالح المباشرة أو غير المباشرة بين الوضع القائم, والأوضاع التي يرتبها نشر المعلوماتية داخل المجتمعات.

- مدى التخوف وعدم الثقة في المعلوماتية (تكنولوجيا المعلومات).

- التراث البيروقراطي الضارب في القدم وتأثيره على نشر المعلوماتية.

- جيل عنق الزجاجة الذي يتمترس فيه عتاة البيروقراطية والمعادون للتغيير والمرتبطون مصلحيًا بالأوضاع السائدة, ويمسك بتلابيب الكثير من مؤسسات وفئات المجتمع, ويفصل ما بين خطط النخبة وحماس الأجيال الجديدة.

- شيوع نموذج (الشخص – المنشأة) وليس (المنشأة – المؤسسة) وهو نموذج يتضاد على طول الخط مع الفكر المعلوماتي الذي هو فكر مؤسسي بالأساس.

هكذا يمضي العقل العربي المعلوماتي في خططه ومشروعاته بلا اكتراث أو اهتمام كاف بالعوامل السابقة, فبدأنا نشهد ظاهرة وصنع ما يمكن أن نطلق عليه (

ضحايا العقبة التكنو اجتماعية), وهي مشروعات في المعلوماتية قومية وقطرية وخاصة ومحلية, أنفق عليها الكثير, وحققت القليل أو توقفت وتلاشت.

عدم حرية المعلومات

يحرص الكثير من دعاة المعلوماتية العرب – من المفكرين والرسميين والعاملين بالقطاع الأكاديمي والخاص, الذين يشكلون الشريحة الأكبر من العقل المعلوماتي العربي – على الترويج للمعلوماتية بشدة داخل مجتمعاتهم, لكنهم في العادة لا يقتربون من قضية (حرية تداول وتدفق المعلومات) في هذه المجتمعات, على الرغم من كونها (مطلبًا حيويًا) لا يستقيم الحديث عن المعلوماتية دونه, فحرية تداول المعلومات هي (روح وقلب) المعلوماتية ومشروعاتها, وليس هناك من تفسير لهذا الوضع العقلي المأزوم سوى أن حال (فقر الحرية) في العالم العربي, قد انعكست بقوة على (عقله) المعلوماتي فجعلت منه عقلاً مصابًا بالفصام, يؤثر السلامة أحيانًا مهما كانت فداحة الثمن.

والحقيقة أن العلاقة الملتبسة المتناقضة بين دعاة المعلوماتية وقضية حرية تداول المعلومات تعد واحدة من أبرز وجوه الأزمة أو الفجوة في حال العقل العربي المعلوماتي, فهي تحمل في طياتها قدرًا من الانتهازية (الفكرية) التي تعلي من شأن ما هو مأمون ومضمون, وتبتعد عمّا هو شائك ومأمول, وإن شئنا الدقة هنا, لقلنا إن العقل المعلوماتي العربي يأنس للدعوة إلى نشر تكنولوجيا المعلومات التي هي في النهاية الأدوات أو الأوعية التي يمكن من خلالها جمع وتخزين ومعالجة وتحليل وإدارة المعلومات وتنظيمها وتدويرها, لكنه يأنف من الدعوة إلى نشر المعلومات التي هي المحتوى الذي تملأ به هذه الأدوات والأوعية, لكونها تتطلب قيم الحرية في التداول والتفكير والتعبير, وهي في العادة مناطق مربكة شائكة تجعل كثيرين من أصحاب السلطة وطلاب المنفعة يتحسسون مسدساتهم أو جيوبهم, خاصة في المجتمعات العربية التي لاتزال تعتقل المعلومات وتطلق الشائعات, وكلا الأمرين مناقضان لثورة المعلومات.

ويضعنا التباس العلاقة بين المعلوماتية وحرية تبادل المعلومات داخل العقل المعلوماتي العربي في منزلق خطر, فحينما لا تتوافر البيئة المجتمعية والقانونية والاقتصادية, التي تسمح بالتدفق السريع والسهل للمعلومات, ثم يقبل العقل المعلوماتي بذلك بانتهازية واضحة, فالنتيجة ستكون هزالاً شديدًا يصيب جميع مشروعات المعلوماتية ودعواتها, ويحولها مع الوقت إلى بنادق فارغة من الطلقات, بعبارة أخرى نحن لن نجني شيئًا من إنشاء شبكات معلومات. بينما لا توجد معلومات تدور بداخلها, ولن نحقق الكثير لو نشرنا الإنترنت في كل مكان, ثم لم نوفر للمواطنين حرية الوصول إلى معلومات ذات قيمة على الشبكة, تحقق لهم فوائد ومصالح مباشرة, ولن نحدث توظيفًا فعالاً لتكنولوجيا المعلومات في خدمة قضايا مجتمعاتنا, مالم تكن قطاعات ووحدات المجتمع المختلفة منفتحة على بعضها بعضًا, وتقبل بأن تتبادل فيما بينها المعلومات الضرورية بحرية وسلاسة وشفافية ووضوح, بعبارة أخرى لا يصح الحديث عن المعلوماتية دون الإصرار الواضح على الحرية.

التبعية لا الإبداع

دون أدنى مبالغة يمكننا القول إن العقل المعلوماتي العربي حتى الآن هو عقل تابع لا مبدع يرتاح للنقل عن الأجنبي, ويأنف من بذل الجهد في الإبداع المحلي, عقل مسود لا سيد يعيش رد الفعل ولا يبادر بالفعل, والأمر لا يحتاج إلى جهد كبير لإثباته, فالمؤشرات الدالة على ذلك بلا حصر ومنها على سبيل المثال:

- أن عدد براءات الاختراع الأصيلة والجادة التي خرجت من المنطقة العربية, ومن باحثين وعلماء عرب في مجال المعلوماتية تكاد تعد على الأصابع وأصحابها يكادون يكونون معروفين بالاسم.

- إن الغالبية الساحقة من الشركات والمؤسسات العربية التي تعمل في مجال المعلوماتية بأفرعه المختلفة وتدعي أنها تشكل قطاعات لتكنولوجيا المعلومات بالبلدان العربية, هي في الأغلب الأعم تتاجر في التكنولوجيا لا في تصنيعها وابتكارها, ويسيطر عليها عقل معلوماتي استيرادي, أقصى ما يفعله أن يدفع الشركات العربية تغرق في توريد وتهيئة وتعديل حزم البرمجيات والأجهزة والحلول التي تنتجها شركات البرمجيات العالمية الكبرى, لتناسب احتياجات الأطراف المحلية التي تحتاج إلى تكنولوجيا المعلومات أو يقوم (بالتخديم) على هذه البرمجيات والمنتجات بعد بيعها, ومن ثم فهي شركات ليست معدة من أجل الإبداع والإضافة ولكن من أجل الاستيراد والتجارة, ولذلك, فإن أغلب أنشطة الشركات بالمنطقة العربية لا يمكن تصنيفها على أنها تشكل صناعة بالمعنى العلمي والعملي المتعارف عليه عالميًا.

- لاتزال المنطقة العربية من المناطق الأقل اهتمامًا وتركيزًا على منهج المصادر المفتوحة, ذلك المنهج الذي يقوم على تقديم برمجيات وخدمات وأجهزة ومحتوى وبحث علمي في مجال المعلوماتية بشكل مفتوح يعتمد على فكرة الاستقلال عن الاحتكارات العالمية السائدة – مثل مايكروسوفت – وتقديم جهد إبداعي محلي بالمشاركة التطوعية بين فئات وأفراد المجتمع, بما يؤدي في النهاية إلى انخراط أكبر قطاعات ممكنة من المجتمع في العملية الإبداعية بحقل المعلوماتية.

فوضى تنموية

أبسط قواعد المنطق تفرض على من يريد التعامل مع المعلوماتية أن يطرح على نفسه منذ البداية مجموعة الأسئلة التالية: ماذا يريد من المعلوماتية? وما المشكلات التي يمكن التفكير في حلها بالمعلوماتية? وما الطموحات التي يمكن تحقيقها بمساعدة المعلوماتية? وما الوقت المناسب للحصول على ما يريد? وكيف يمكنه الحصول عليه? ومن أي جهة? هل يحصل عليه مرة واحدة? أم بالتدريج? هل لديه الميزانيات الكافية للحصول على ما يريد?

تمثل هذه الأسئلة طلقة البداية في ماراثون التعامل مع المعلوماتية وفق خطة مسبقة واضحة, سواء كانت الخطة متعلقة بشراء حاسب شخصي منزلي يستخدم في الألعاب والتسلية والتجوال بلا هدف على الإنترنت, أو متعلقة بتغيير بيئة العمل في مؤسسة عملاقة, أو إرساء القواعد اللازمة لبناء مجتمع معلومات على مستوى دولة بأكملها أو عدة مجتمعات تجمعها قومية واحدة كما هي الحال في العالم العربي, وهذا المنهج في التعامل مع المعلوماتية هو شيء أقرب إلى الثقافة داخل العقل المعلوماتي العام, تعمل كأرضية أو خلفية يتحرك فوقها نوع من الوعي التخطيطي بين الجميع, وتلقي بظلالها على كل سلوك أو قرار يتعلق بالاقتراب من عالم تكنولوجيا المعلومات, شراء وبيعًا واستخدامًا وتصنيعًا وتفكيرًا وخلافه, وتضفي مستوى من الرشد على كل هذه القرارات والسلوكيات, وتجعل الجميع لديه هدف واضح وقابل للتحقق ويلبي له احتياجات حقيقية. والحقيقة أن العقل المعلوماتي العربي يعاني من حالة فقر واضحة في ثقافة التخطيط للمعلومات, سواء على مستوى الأفراد والمنشآت والوزارات والهيئات الحكومية,وليس من قبيل المبالغة القول إن العديد من الجهات تنعدم لديها هذه الثقافة من الأساس مما يدفعها للفشل الذريع السريع في توظيف المعلوماتية.

وإذا نظرنا – مثلاً – للخطط التي تقدمت بها وفود الدول العربية للدورة الأولى من قمة المعلومات بجنيف والدورة الثانية بتونس, فسنجد الفقر التخطيطي صفة دائمة الظهور, وحينما تقرأ هذه الخطة أو تلك لا تجد جهدًا محترمًا في دراسة الواقع أو التعمق في استشراف المستقبل, مما يجعلنا نقول إننا أمام عقل معلوماتي, حينما يخطط للمعلوماتية فإنه يدور حول مسام المجتمع وهوامشه الخارجية, ولا ينفذ إلى أعماقه بالمستوى المطلوب, ولذلك فهو ينفذ في النهاية نوعًا من (الفوضى) التنموية المعلوماتية على وجه مجتمعاتنا.

افتقاد التقييم التكنولوجي

يتسم عالم المعلوماتية بالغزارة والتنوع والسرعة الواضحة, فيما يشهده من تطورات على صعيد الأفكار والرؤى والمنتجات والتكنولوجيات, وهذه السمة تجعله يحتاج إلى عقل يمتلك معارف ومهارات التقييم التكنولوجي, بعبارة أخرى عقل قادر دومًا على فرز وتصنيف وتقييم ما يعرض عليه من رؤى وتكنولوجيات ومنتجات معلوماتية, وفق قواعد ومعايير واضحة وبها من الكفاءة ما يضمن الاختيار السليم, في النهاية.

وبعض هذه المعايير – مثلاً – يعلي من قيمة الجودة والأصالة في السلعة – ويعتبرها الأساس عند التخطيط والتصميم والبناء والإنتاج والبيع والشراء, ولا يلتفت كثيرًا لقضية التكلفة, ويتوجه لفئة بعينها تراهن على الجودة العالية ولا تلقي بالاً لما ستدفعه, وبعضها الآخر يحاول الجمع ما بين الجودة والسعر الرخيص في معادلة يقبل بها قطاع أوسع من المستخدمين والمشترين, فيما توجد معايير ثالثة تعلي من قيمة السعر الرخيص ولا تلقي بالاً للجودة وتراهن على فكرة (الاسترخاص) بلا مبرر في كل شيء, وبالطبع فإن أي مجتمع من المجتمعات توجد به هذه الثقافات الثلاث بنسب متفاوتة, تجعل هناك نمطًا من الثلاثة يحقق درجة من الانتشار والغلبة.

وعادة ما يتم اختيار هذه المعايير طبقًا لطبيعة العقل المعلوماتي السائد لدى النخبة والجماهير العريضة على السواء وما يمتلكه من معارف ومهارات في مجال التقييم التكنولوجي, والحاصل عمليًا أن العقل المعلوماتي العربي يبدو كسولاً بعض الشيء في هذا الصدد, فهو أكثر ميلاً إلى حسم مسألة الاختيار وفقًا للمعيار المادي فقط مع إغفال معايير ومهارات التقييم الأخرى, ففي المجتمعات العربية الفقيرة التي تعاني الندرة نرى عقلاً من قيمة معيار (الأرخص هو أفضل) من باب تسيير الحال, وفي المجتمعات التي تتمتع بالوفرة نرى عقلاً يعلي من معيار (الأغلى هو الأفضل) من باب الوجاهة لا الكفاءة, وكلا الحلين سهل ولا يتطلب جهدًا في الاختيار, لكن هذا العقل قليلاً ما يحتفي بمعيار (الأجود هو الأفضل), الذي لا يرتبط كثيرًا بالندرة والوفرة المادية, ولكنه يتطلب دأبًا وجهدًا وإبداعًا وجدية حتى في مجرد الاختيار. وظلال هذا الكسل العقلي وارفة في كثير من فئات المجتمعات العربية, فعلى جانب المشترين, نجد ببعض البلدان قوانين تنظم المناقصات الحكومية ومشتريات الهيئات والمؤسسات العامة والخاصة من الأجهزة والبرمجيات والنظم, وتقضي بأن يتم إرساء المناقصات على من يقدم أرخص الأسعار, ولا تلقي بالاً لمستوى جودة السلعة المقدمة أو ملاءمتها من الناحية الفنية, وعلى جانب المنتجين والبائعين لا يختلف الوضع, إذ تتملك ثقافة (الاسترخاص) غالبية الشركات العاملة في حقل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, سواء التي تعمل في إنتاج البرمجيات أو تصميم وبناء وتشغيل نظم المعلومات, فنراها تنجرف تلقائيًا نحو كل ما هو رخيص, عند اختيارها للكوادر التي تعمل لديها, وعند البحث عن فكرة لبرنامج أو نظام, وعند وضع هذه الفكرة قيد التنفيذ العملي, وعند تقديم عروض للفوز بمناقصة, وعند وضع خطة للتسويق والمبيعات وغيرها.

قتل المواهب الفردية

ربما يكون العقل المعلوماتي العربي هو الأكثر تأثرًا بمركب التناقض المزمن الذي تعاني منه الكثير من المجتمعات العربية, والمتمثل في الجمع في وقت واحد بين ظاهرتي ضعف القدرة على العمل الجماعي, وتجاهل المبادرات الفردية, ولذلك, فهو عقل يترك الساحة مفتوحة لعلاقات عمل بين المجموعات والأفراد يمكن وصفها بأنها هلامية غير ثابتة الملامح, لا تخضع لقواعد بعينها ولا تؤسس عملاً جماعيًا يجمع القدرات المتفرقة ويوحد الجهود المتكررة في الجهات المختلفة وصولاً لأهداف مشتركة, ولا تصنع بيئة مناسبة لانطلاق المبادرات الفردية والقدرات الإبداعية الخلاقة ورعايتها حتى تؤتي ثمارها.

ولا يمكن لأي مراقب أو متابع لحالة هذا القطاع أن ينفي عن هذا المركب مشاركته في المسئولية عن ضعف أداء برامج التنمية المعلوماتية العربية, فالعقل المعلوماتي العربي يئن تحت ظاهرة عدم القدرة على العمل الجماعي التي رصدتها تحليلات عديدة تناولت أوضاع هذا المجال على مستوى الدولة الواحدة وفيما بين الدول العربية وبعضها البعض, كما رصدتها شهادات وآراء الخبراء بالشركات والقطاعات الأكاديمية, أما الشكوى من تجاهل المبادرات الفردية فتزخر بها صفحات الصحف وكواليس المؤسسات. واستسلام العقل المعلوماتي العربي لهذه الظاهرة, أدى إلى خسائر فادحة على الجانبين, فضعف القدرة على العمل الجماعي أشاع ظاهرة الجهود المتكررة والمشروعات المتشابهة بين المجتمعات العربية المختلفة, كما أصاب العديد من شركات البرمجيات وخدمات المعلومات والاتصالات العربية في مقتل, وجعلها غير قادرة على تنفيذ المشروعات, أو تقديم المنتجات التي تتطلب مشاركة أكثر من تخصص, ودفعها لأن تنجرف بلا وعي في تنفيذ مشروعات وإنتاج برمجيات متشابهة الوظائف والأهداف, والعمل وفق معايير تقنية غير موحدة.

أما تجاهل المبادرات الفردية – بل ومحاربتها في كثير من الأحيان – فقد فوّت على المجتمعات العربية وعلى الشركات أيضًا, الكثير من فرص الإنجاز الحقيقية, القائمة على الإبداع الفردي, والمبادرة الشخصية, كما أشاع الإحباط في دائرة أكبر, لأن كل تجربة أو مبادرة فردية تسقط تحت مطارق التجاهل وعدم الاهتمام, تقطع الطريق على عشرات من التجارب والمبادرات الأخرى التي كان يفكر أصحابها في التقدم بها والمضي في تنفيذها, بفعل عدوى الإحباط, وانكسار الروح وإيثار السلامة.

في النهاية, لن أضيف جديدًا لو قلت إن مظاهر أزمة أو فجوة العقل المعلوماتي العربي ليست مقطوعة الصلة بأزمات أو فجوات العقل العربي المتخصص أو العام, فهي نتاج لما يعتمل داخل المجتمعات العربية من فكر وتراث وسلوك وتعليم وتثقيف وإعلام وبحث علمي, ولذلك, فقد نلاحظ أن مظاهر أزمة العقل المعلوماتي العربي السابقة تحمل ظلالاً واضحة التكرار, وملامح ربما نكون جميعًا قد صادفناها في مجالات أخرى داخل المجتمعات العربية, لكن في النهاية تظل لها خصوصيتها المتفردة المستمدة من تفاعلها مع الواقع المعلوماتي المحلي والثورة المعلوماتية العالمية, وأعود للتأكيد على أن ما سبق لم يكن إفراطًا في التشاؤم, ولكنه مجرد محاولة لتشخيص بعض ملامح الأزمة في العقل المعلوماتي العربي, ومجرد اجتهاد قابل للمناقشة والقبول والرفض. ويسعدنا مقدمًا تلقي أي تعليقات أو مداخلات حوله


Bookmark and Share

الفيسبوك أداة تواصل اجتماعي.؟,أم وسيلة تجسس جماعي.؟


الفيسبوك أداة تواصل اجتماعي.؟,أم وسيلة تجسس جماعي.؟
قد تصح الحالتين
والفيسبوك كما التويتر واليوتيوب

وما بات ظاهراً للعيان بادٍ على الصفحات أن تلك المواقع غصّت بالمنغصات كما مُلئت بالتسهيلات فمقابل كل خطوة إصلاحية وخدمية وإنسانية هناك مئات الخطوات التخريبية والتدميرية والتجسسية، وقد طفحت الألوان الداكنة السوداء على معظم المواضيع وأكثر المواد، وأصبح باستطاعة أي فني أو هاوٍ أو محترف أن يجمع ما يريد من معلومات عن مجتمع كان حتى الأمس القريب تجمع تختفي به كل مظاهر الحياة وخصائصها، وباستطاعته أن يلاحق من يشاء من الشخصيات وان يدخل إلى اخص خصوصياته وذلك تبعاً للمهنية القائمة من الطرفين، ولا يخفى على أحد أن الدول والحكومات وأجهزة المخابرات في كل دول العالم باتت تعتمد اعتماد كلّي على هذه المواقع كمصدر من مصادر معلوماتها، وأداة من أدواتها في بس ما تريد وإشاعة ما تشتهي، وأضحى الفيسبوك كما رأينا في الفترة الأخيرة وسيلة فعلية للتأثير على كل المجتمعات كأفراد وجماعات ودول وأنظمة، وأعطى المردود المرجوّ لا بل فاق التوقع وتجاوز المسموح، فهل نحن في زمن الكتاب المفتوح.؟ أم في عصر الإنسان المفضوح، كل شيء وارد ومسموح، والله هو القادر على بناء وهدم الصروح.

وغيره من المواقع التي برزة على بساط العصر كخيار لا بد منه ونافذة لا يمكن الاستغناء عنها، خلطت أوراق الحضارة الكونية ومزجت أسباب الوجود الإنساني على صفحة لا تتعدى مساحتها السنتيمترات، ضاربة بعرض الحائط كل الأعراف التقليدية والعادات الاجتماعية والأنماط البشرية. كما هي كل متطلبات الحياة، والأمر منوط بالإنسان نفسه والمستخدم عينه، وبما إن الثورة الرقمية والتكنولوجيا العصرية سيطرة على كل مفاصل الحياة وأسرة الإنسان بكل تفاصيل حياته اليومية، كان لا بد من النظر بعين الحذر وبصيرة الهدف قبل الولوج إلى ساحة المعترك التكنولوجي، لما بها من مطبات عالية وطرق ملتوية وحفر سحيقة عميقة وسدود منيعة شاهقة.



Bookmark and Share

بالفيديو: استشهاد عدد من عناصر الجيش السوري والأمن أثر كمين مسلح بجسر الشغور


بالفيديو: استشهاد عدد من عناصر الجيش السوري والأمن أثر كمين مسلح بجسر الشغور
مصور الفيديو يعترف بذبح وطعن وقتل العديد من عناصر الجيش ويتلفظ بكلمات نابية

عرض موقع التواصل الاجتماعية "الفيس بوك" ومواقع أخرى مقطع فيديو عن شهداء الجيش السوري الباسل الذي تعرض لكمين مسلح بمنطقة جسر السغور-السلمية واستشهد بحسب الجهات الرسمية 120 شهيد لقوى الأمن والشرطة.

ويظهر في الفيديو عدد من شهداء الجيش الذي تعرضوا لإطلاق نار ملقية جثثهم على الأرض والدماء تعج المكان.

وأعترف مصور الفيديو بتفاخر بطعن شهداء الجيش والأمن والشرطة عدد من الطعنات في الظهر والرقبة والبطن.

في سياق متصل, أكد مصدر لـ"سيريالايف":" بأن المسلحين قام برمي بعض جثث الجيش السوري بالنهر العاصي, ودفن البعض ليظهر على أنه مقبرة جماعية قام الأمن والجيش بافتعالها .

وأفاد عدد من أهالي اللواء في تركيا هروب عدد من المسلحين الذين يقدر عددهم بالمئات إلى الساحل التركي حيث تم تصويرهم وسيتم عرض الفيديو عند وصوله.

ويظهر الفيديو بشاعة وقساوة هذا الفيديو حقيقة المظاهرات السلمية التي تشهدها سوريا, حيث لم تشهد كل من مصر وتونس التي طالبتا بالحرية هذه المشاهد القاسية والمروعة.

الجدير بالذكر بأن مصور الفيديو ردد العديد من الكلمات النابية على شهداء الجيش ,وأعترف بضرب عدد من نعوش الشهداء بالسكاكين , كما قام بضرب أحد شهداء الجيش على وجه.





Bookmark and Share

طائرة لسلاح الجو السوري تخرق الأجواء الإسرائيلية مثيرة الرعب والذعر


طائرة لسلاح الجو السوري تخرق الأجواء الإسرائيلية مثيرة الرعب والذعر
بقيت تحلق لمدة عشر دقائق دون ان تنجح الدفاعات في إسقاطها
* طائرة لسلاح الجو السوري تخرق الأجواء الإسرائيلية مثيرة الرعب والذعر]

نشرت إذاعة تلفزيونية إسرائيلية مشاهد حية لطائرة حربية من طراز "ميك 23" تابعة لسلاح الجو السوري التي قامت باختراق الأجواء الإسرائيلية مثيرة الرعب في قلوب الإسرائيليين منذ أيام.

و حلقت الطائرة لمدة عشر دقائق كاملة وعلى مستوى منخفض دون أن تنجح الدفاعات الإسرائيلية بإسقاطها, وعادت إلى الأراضي السورية.

ولم تعلق دمشق على حد تعبير الإذاعة لا من بعيد ولا من قريب, وتسال "مذيع القناة" عن ماذا تخطط سوريا وإلى ماذا تريد الوصول.

يذكر بأن هذه المرة الرابعة التي يقوم بها سلاح الجو السوري بخرق الأجواء الإسرائيلي مما أثار ذعر الإسرائيليين وتخبطهم.



Bookmark and Share

السفير الحرب على سوريا والنتائج المحتملة


أـ بعد ستة اشهر من الحراك العربي الذي سمي ثورات او انتفاضات واحتجاجات، بات واضحا الفرز بين القوى الساحة العربية والإقليمية على أساس:

1) القوى الاسلامية وفيها «الاسلامي الحركي» الذي يحتضن المقاومة ضد اسرائيل و«الاسلام السلفي الوهابي» الذي يملك المال والسلطة في دول النفط العربي والاسلام المعصرن المنفتح على الغرب وعماده اليوم «الاخوان المسلمون»، و«الاسلام التعبدي الصوفي» المتعدد الطرائق وأخيرا العامة المتدينة التي تتخذ مواقف سياسية انتقائية بين هذا وذاك وفقا للظرف وقدرة الآخر على الجذب بالترغيب والترهيب. واللافت أن التيارات الثلاثة الاولى هي على قدر من التنافس الذي يبلغ حد العداء والاستعداد للمواجهة في ما بينها في الوقت الذي نجد الآخرين حذرين في الالتحاق بأي فريق يتوسل الشارع والميدان لفرض النفوذ.

2) القوى العلمانية، وهي ايضا متعددة المذاهب من القوميين، والوطنيين، واليسار (وهو متعدد في داخله ايضا) والقوى الليبرالية او النيو ليبرالية البورجوازية.
ب ـ في ظل هذه الخريطة السياسية للقوى العربية نفذت قوى غير عربية لتؤثر في هذا الحراك وتقوده لتحقيق اهداف وسياسات تعنيها فتبلورت في ذلك اتجاهات اساسية اربعة كبرى تتفاوت في اهدافها ووسائلها كالتالي:

1) الاتجاه الاول المحتضن اميركيا والمؤيد اسرائيلياً وهو اتجاه «الاسلام الوهابي» بالقـيادة الســعودية التي تطمح ان تضع اليد على مصر وأن تستـبدل النظام السوري القائم بنظام سلفي يتبع لها ويمكنها من العودة الى لبنان بقوة إلغائية ايضا، وتراهن السعودية على هذا الامر لانه سيعوضها كل الخسائر الاستراتيجية التي نزلت بها في العقد الاخير خاصة في العراق ولبنان وعلى الساحة الفلسطنية ويمكنها من العودة الى تزعم العالم الاسلامي.

2) الاتجاه الثاني المدعوم اميركيا وغربيا وهو الاتجاه الاسلامي الاخواني (الاخوان المسلمون) المعصرن، والذي تصدرت تركيا لتكون الراعي الاقليمي له خاصة بعد التفاهم الاستراتيجي بين اميركا والاخوان المسلمين بمسعى وتشجيع بريطاني. وتطمح تركيا عبر «الاخوان المسلمين» الى وضع اليد على الحكم في سوريا ومصر وإنتاج سلطة شبيهة بالسلطة المدنية التركية القائمة على شكل اسلامي وجوهر مدني عصري، مستند الى تفاهم مع الجيش ومستفيد من قوته. وهنا يبدو المشهد التناحري بين تركيا والسعودية كدول اقليمية وبين الحركة السلفية والاخوان المسلمين كتيارات اسلامية، حيث يظهر التنافس على الارض ذاتها، ولتحقيق اهداف متناقضة، مع انخفاض في سقف امكانية التفاهم واللقاء على منطقة مشتركة في ظل النزعة الالغائية الانكارية التي يبديها التيار السلفي في وجه الآخـرين ومنهم «الاخوان المسلمون».

3) الاتجاه الثالث المحتضن ايرانيا، وهو «الاسلام الحركي»، والذي ينتظم في قوى المقاومة في لبنان والعراق وفلسطين وله بعض الامتدادت في دول عربية اخرى (من غير الوصول الى التسلح)، ويسعى هذا التيار الى مواجهة الهيمنة الغربية على المنطقة ومواجهة اسرائيل ولا يتردد بالقول إن هدفه إزالة اسرائيل والنفوذ الاميركي من الوجود في المنطقة. ويتحالف هذا التيار استراتيجيا مع النظام العلماني في سوريا ويدعمه الى الحد الاقصى لانه يرى فيه ضرورة استراتيجية بالغة الاهمية له لا يمكنه ان يفرط بها لان في خسارتها ضربة قوية للمشروع «السيادي الاقليمي» الذي عمل له قد تؤدي الى اجهاض الكثير من مكتسباته وإنجازاته في العقود الثلاثة الماضية وتعرقل مسيرته المستقبلية.

4) اما الاتجاه الرابع وفيه القوى العلمانية فيسجل غياب الدعم الخارجي المنظور له، وكذلك تشتت هذه القوى، برغم ما تحاول ان تظهره من تفاهمات بينها. وتحاول هذه القوى عبر تفرعاتها ان تحجز لنفسها موقعا في السلطة في مصر، وأن يكون لها اليد الطولى في سوريا، سواء مع استمرار النظام القائم او في حال تغييره. لكنها تخشى في سوريا من التغيير الجذري، ووقوع السلطة بيد احد التيارين الاسلاميين المدعومين اميركيا (السلفي او الاخواني) لانه في هذه الحالة لن يكون للقوى هذه ما يلبي طموحاتها ان لم يكن الوضع اسوأ خاصة اذا استولى التيار السلفي على الحكم.
ج ـ بمراجعة لتلك الخريطة ومجالات عمل الفرقاء فيها، نجد ان سوريا هي ارض مواجهة بين تيارات اربعة يخوض كل منها المعركة دفاعيا او هجوميا مستفيدا مما لديه ومن الدعم المكتسب كالتالي:

1) يخوض النظام السوري الحاكم معركة دفاعية وجودية ضد السلفيين والاخوان المسلمين، ومعركة دفاعية نفوذية في مواجهة العلمانيين، مع استعداده للاصلاح في سقف معقول من دون ان يصل الى اعادة النظر بالسياسة والخيارات الاستراتيجية الاساسية في مواجهة اسرائيل أو في علاقته بجبهة الاسلام الحركي المقاوم. ويعمل النظام مستفيدا في الداخل من اوراق عدة منها الجيش والاكثرية الشعبية عامة وإجماع الاقليات (العلوية والمسيحية والارمنية والكردية والتركمانية والشيعية) على دعمه فضلا عن البورجوازية السورية والسنية خاصة في دمشق وحلب ويستفيد ايضا خارجيا من الدعم الروسي والصيني ومن دعم الاطراف الاخرى في جبهة المقاومة والممانعة التي ترى في الشأن السوري ايضا معركة دفاعية لها لا يمكن ان تقبل بخسارتها وهي كما يبدو عاقدة العزم للذهاب حتى نهاية المطاف في هذه المواجهة. ونعتقد ان بيد النظام من الاوراق الاستراتيجية الكبرى ما يجعل معركته الدفاعية مريحة وشبه مضمونة النتائج لكنها قد لا تكون قصيرة او سريعة الحسم في ايام وأسابيع.

2) اما التيار السلفي الوهابي فإنه يخوض معركته الهجومية مستفيدا من قدرات مالية وإعلاميــة واسعة ومن وجود منظمة اقليمية متنامية (مجلس التعاون الخليجي بعد انضمام الاردن والمغرب) ومن قدرات في لبنان تمكنه من التغلغل في الساحة السورية، ولكن الاخطر في سلاح هذا التيار هو نزعته التكفيرية واستسهال فتوى القتل لديه الى درجة قبول فقهائه بقتل الثلث من الشعب من اجل حياة الثلثين، اي وبالترجمة على الساحة السورية، جواز قتل 8 ملايين من اجل بقاء 16 مليونا، وهنا مخاطر كبرى تحدق بالاقليات في سوريا وعديدها يناهز 8 ملايين. اما الدعم الخارجي فإنه يستمد بشكل اساس من اميركا خاصة ومن العرب عامة التي ترى في الضغط على النظام بمثل هذا التيار امر يمكنها على الاقل من ضبط سلوكه.

3) ومع التيار الثالث - تيار الاخوان المسلمين - نجد انه يخوض في سوريا معركة هجومية ثأرية انتقامية، يبتغي منها الثأر لاحداث 1982، ووضع اليد على السلطة منفردا او بالتعاون مع تيارات فرعية أخرى لا يكون الوهابيون في عدادها. ويدير هذا التيار معركته مستفيدا من قاعدة شعبية (لا يمتلك مثيلها التيار الوهابي) ومن تنظيم وأطر نائمة منذ زمن، ومن دعم اقليمي تمثله تركيا وإمكانات سياسية وإعلامية ومالية وفرتها تحالفاته الاقليمية والدولية بالرعاية الاميركية المباشرة، وإن طموحه الاساس هو استبدال النظام القائم بآخر يكون في قبضته، لكنه لا يوصد الباب امام فرضية استمرار النظام مع اصلاحات تجعله شريكا متقدما عن سواه في السلطة (وهذا ما تعمل عليه تركيا بشكل خفي) وأن تكون له كلمة الفصل في القرار الداخلي والفيتو على السياسات الخارجية.

4) التيارات العلمانية، قد تكون الاوهن بين التيارات الاربعة ميدانيا وهي حاذرت حتى الآن - وأعتقد انها ستستمر- اللجوء الى العنف والقتل كما فعل التيار السلفي والتيار الاخواني، وهي تراهن على القدرة على اجتذاب الجمهور بالكلمة والنظرية والعاطفة. لكن امكاناتها يبدو انها محدودة خاصة في المال والاعلام وقاعدتها الشعبية لا تغري بالقول بإمكان وصولها الى موقع مؤثر في النتيجة التي ستنتهي اليها الحال السورية. وهي ستكون خاسرة كليا مع وصول التيار السلفي، وخاسرة مع التيار الاخواني، وقابلة لتحقيق بعض المكاسب من جراء الاصلاحات التي يعزم عليها النظام العلماني القائم.


وأخيرا اين موقع الشعب السوري من هذا الصراع؟ سريعا نقول إن للشعب السوري الحق بأن يستفيد من اصلاحات مطلوبة، ولكن ينبغي التنبه على المقلب الآخر، وهو ان ما تعيبه المعارضة اليوم على النظام القائم ستقوم هي بأفظع منه ان وصلت الى السلطة، خاصة مع التياريين السلفي والاخواني، فضلا عن ان تمكن احد هذين التيارين من الوصول هو امر بالغ الصعوبة في موازين القوى القائمة، اضافة الى ان تغيير النظام في سوريا يعني وببساطة تغييرا لكل البيئة الاستراتيجية في الشرق الاوسط، لذلك سنجد ان اهل النظام ومحتضنيه سيدافعون عنه دفاعا مستميتا، فإن لم يتمكنوا من الفوز فإنهم بالمقابل لن يتركوا الخصم يحكم، وهنا يعني وبكل بساطة دخول سوريا والمنطقة في احد وضعين: حالة عدم استقرار طويلة تنتشر في المنطقة خاصة لبنان والاردن، او الذهاب الى التقسيم الذي لن يتوقف في سوريا بل يتمدد الى محيطها وقد لا يكون احد في المنطقة بمنأى عنه.
إن فوز النظام في معركته الدفاعية هو الارجح مع معاناة للشعب السوري تطول لاسابيع واشهر معاناة الشعب الذي اتخذه البعض رهينة في معركة ظاهرها من اجله وحقيقتها من اجل خيارات استراتيجـية ودولية بعيدة، اما فشل النظام - وهو في نظر النظام وحلفائه ممنوع - فإنه سيكون كارثة امنية وسياسية واستراتيجية على المنطقة برمتها سيكون المسيحيون ولبنان اول الضحايا فيها.


Bookmark and Share

المخابرات السورية تنقذ أحمد بياسة من الموت المحتم


القصة الحقيقية للشاب البانياسي أحمد بياسي

المخابرات السورية تنقذ أحمد بياسة من الموت المحتم بعملية استخباراتية نوعية تفضح إطراف عربية وعالمية وقنوات عربية

كلنا سمع عن أكبر عملية أمنية و عسكرية نفذتها المخابرات السورية عبر إبطال عملية الياسمينة الزرقاء ضد شبكة إستخبارات حلف شمال الأطلسي و لكن ...المخابرات السورية كانت جاهزة لغضب الأمريكيين.


فمن المسلمات أن تقوم المخابرات الأمريكية بالانتقام من رئيس المخابرات السورية و رئيس قسم مكافحة التجسس و لأنه يعلم ذلك نصب لهم فخ فكان يعلم السوريين ان الأمريكيين سيعاقبونهم و هنا بدأت قصة أجمل عملية مخابراتية محكمة لم يكشف إلا القليل من تفاصيلها>


بدأت القصة عند بدء تناقل فيلم عبر الهواتف الجوالة و وصل الى الانترنيت وتناقلته وسائل الإعلام و فيه صورة لرجل أمن يضرب شاب سوري ملقي على الارض, و هرعت وسائل الإعلام الى نشر الفيلم و عرض تلفزيون الدنيا السوري هذا الفيلم و لكن أثناء العرض أتصل شخص من العراق و قال هذا التصوير في العراق و الساحة عراقية, و فجأة يظهر على الانترنيت فيلم فيه الشخص الذي كان يدوسه رجل الأمن و يرفع بطاقة الهوية ويعرف عن اسمه و يقول أنا اسمي" أحمد بياسة "و قد داسوني في الفيلم و هذا الفيلم حقيقي و يؤكد أحمد بياسة ان الفيلم حصل في سوريا.

الإعلام كرر الفيلم مئات المرات معتقداً أن الإعلام السوري وقع في الفخ, و بعد ان كان الإعلام السوري يظهر حقيقة أفلام عرضت على أنها في سوريا و يذكر مصدرها الحقيقي و يكذب وسائل الإعلام وقع في فخ فيلم قيل انه في العراق و تبين انه فعلا في سوريا ليس كسابق الأفلام.


و لكن في جهة ثانية كان هناك من يجهز لتعذيب و قتل الشاب "أحمد بياسة "تحت التعذيب لكي يتم إتهام رجال أمن كبار و الانتقام منهم و جرهم الى محكمة الجنايات الدولية لتطاولهم على حلف شمال الأطلسي و اعتقال كل من شارك في عملية الياسمينة الزرقاء و هنا بدأت القصة و في التفاصيل:

أوكل السعودي "محمد الزهوري "عملية فريق الخطف و التعذيب و الاغتيال داخل الأراضي السورية إلى مجموعة من القتلة المحترفين يقودهم مخابراتي يعمل مع "بندر بن سلطان "أيضا لكنه من التابعية الأردنية يحمل جوازسفر يتضمن المعلومات التالية.


الاسم : حسان بيبرس والده - احمد تولد 1967 .


وقد دخل بيبرس سورية بصفة سائح يقود جيب أردني يحمل اللوحة 1915798 وبرفقته زوجته وطفلها "إمرأة وطفل مستأجرين ويحملان جوازات سفر جرى تأمينها مخابراتيا".

كان كل شيء في الخطة مرسوماً كدقة ساعة سويسرية ، وكان من المفترض ان تنطلق عملية التسويق فور تنفيذ الجريمة.

علم الخاطفون ان "احمد البياسي" متواجد في قريته ، وكان عملاء للمخابرات السعودية التابعة لبندر يرصدونه لتوجيه فريق الخطف إلى مكان الطريدة، ووصل الفريق بقيادة الأردني "حسان بيبرس" إلى سورية واجتمع الجميع في منزل آمن في قرية البيضا نفسها.


ثم جرى إبلاغ خبر الوصول والبدء في عملية التنفيذ إلى "محمد الزهوري" الذي ابلغ مسؤول الفريق الإعلامي "عقاب صقر" عن قرب تنفيذ المهمة فاستعد ذاك لأكبر عملية تسويق إعلامي يمكن أن تحدث في قضية مزورة .


حدث خطأ في عملية التنفيذ لم تتضح ماهيته بعد، وجرى اتصال أخير بين "حسان بيبرس" الأردني وفريقه المتواجد في قرية البيضا وبين السعودي "محمد الزهوري" المتواجد في بيروت زعم خلاله حسان بيبرس أن العملية تمت فهل تمت أم ان بيبرس تكلم و عناصر المخابرات السورية حوله؟


فأبلغ الأخير "عقاب صقر" بوجوب إطلاق الحملة الإعلامية هكذا تحرك المرتزق المدعو "نزار نيوف" فنشر النص الذي روى فيه كيف قام مصدر له في داخل المخابرات العامة السورية بتأمين معلومات موثقة تشير إلى مقتل المعتقل "احمد البياسي" تحت التعذيب .


و الجميل في القصة أن الجزيرة قالت إنها حصلت على معلومات من داخل الفرع 235 و حددت بأي طابق و بأي غرفة تم تعذيب "أحمد بياسة", و كذلك قناة العربية و البي بي سي و فرانس 24 و آلاف المواضيع على الانترنيت دفعه واحدة تقول كلنا أحمد بياسة,حتى كادت رويترز بأكملها تتظاهر في لندن مطالبة بالانتقام للشهيد "احمد البياسي" , و مجموعات على الفيس بوك للانتقام لاحمد بياسة.


أما الأمن السوري الذي أنقذ "أحمد بياسة", كان يجهز كمين لفريق الإنقاذ الأمني و كان فريق إنقاذ امني مخابراتي ثان تابع" للزهوري" قد دخل إلى الأراضي السورية لتأمين وحماية خروج فريق الاغتيال .


وقد تألف فريق الحماية من كل من : "م ،ي"،والمدعو "م، س ،ي،ح" إضافة إلى كل من : "ع, ك"-" و ,ال" - "ث, ال" - "ج, م" - "ش, أ "- "م ,ح" - وقاد هؤلاء ضابط من جماعة بندر موجود في سورية بهوية مزورة كمواطن سوري اتخذ لنفسه أسم أبو معتصم السوسي.


ما الذي حدث وأنقذ "البياسي "من موته المحتم وكيف تم إحباط العملية في الوقت المناسب ؟


قلة قليلة من جنرالات الأمن لا بتجاوز عددهم عدد أصابع اليد يعرفون الجواب..وكل ما نعرفه عن القصة الآن هو إن من اتهم بقتل" البياسي" في الإعلام وعلى الفضائيات هو الذي أنقذه وحماه من موت مؤكد .. وفي المقابل الفريق الثاني المفترض انه فريق دعم عاد إلى لبنان، الفريق الأول المفترض انه المنفذ بقيادة "بيبرس" الأردني فلا احد يعرف مصيره الذي لا يزال مجهولا حتى الساعة .


و بعد أن فرح الإعلام المعادي لسورية عدة ساعات و بعد أن تأخر فريق الإنقاذ الأمني من العودة و فجأة التلفزيون السوري يظهر لقاء مع الشاب "أحمد بياسة" و هو حي يرزق


هكذا كان لجثة "احمد البياسي" مهمة هي إيصال الجنرال الكبير إلى المحكمة الجنائية يرافقه العقيد المشار إليه أعلاه ، لكن" احمد البياسي "الحي والطليق أوصل "فيلتمان وجوبيه وبندر بن سلطان" و الجزيرة و العربية و رويترز و غيرهم إلى فخ حصدوا منه الخيبة و كشفوا مخططاتهم علنا.


هكذا حاول الأمريكيين معاقبة من تصدى لهم فكانت النتيجة أنهم وقعوا في كمين مفاده أن اللعب مع المخابرات السورية لا يجر الا الخيبة و كشف المزيد من العملاء


Bookmark and Share

الجيش المصري يكشف مخطط لتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات


الجيش المصري يكشف مخطط لتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات
قالت صحيفة "الشروق" المصرية في عددها الصادر السبت4/6/2011 إن القوات المسلحة لديها وثائق تشير إلى مؤامرة لتقسيم مصر إلى ثلاث دويلات.
وذكرت الصحيفة وفق ما ذكرت وكالة "يو بي أي" أن عدداً من قيادات القوات المسلحة، التقوا ظهر الأربعاء الماضي بممثلي ما يسمى "ائتلاف مجلس قيادة الثورة المصرية" وقال محمد عباس، العضو المؤسس بالائتلاف، اللقاء بأنه كان مثمراً للغاية، حيث أطلع ممثلي ائتلاف مجلس قيادة الثورة على وثائق تؤكد تعرض البلاد لمؤامرة من أطراف داخلية وخارجية لم يسمها".

وقال عباس " أن هذه الوثائق تكشف عن عدة أهداف وهي الوقيعة بين الشعب والشرطة لإغراق البلاد في الفوضى، والتأثير على الحالة الاقتصادية والاجتماعية، والوقيعة بين الأقباط والمسلمين لزعزعة استقرار البلاد، وإظهار مصر في صورة سيئة توحي للعالم بوجود فتنة طائفية".

وتهدف " المؤامرة أيضاً إلى الوقيعة بين الشعب والجيش لمعاقبة القوات المسلحة على وقوفها إلى جانب الثورة وحمايتها، وأيضاً التأثير على القوة العسكرية للدولة وإضعافها".

وقال الجيش إن الهدف النهائي من كل ما سبق هو تفتيت مصر إلى دويلات صغيرة (دولة نوبية في الجنوب، وأخرى مسيحية في الصعيد، وثالثة إسلامية في شرق البلاد)، على أن يتم طرد الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء لتحدث حرب ثلاثية أطرافها مصر وفلسطين و"إسرائيل"، في إطار خطة أوسع لتقسيم الدول العربية مثلما حدث مع السودان والمحاولات التي جرت في العراق وتجرى حالياً في ليبيا، وحتى تصبح مصر في غاية الضعف أمام "إسرائيل" بحيث يكون الكيان الصهيوني هو مخلب القط في الشرق الأوسط الجديد كما هو مخطط له".

وعقّب عضو مجلس قيادة الثورة المصرية خلال اللقاء على ما تناولته الصحف من تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وبعض الدعوات من داخل "إسرائيل" لإعادة احتلال سيناء مرة أخرى، بالقول "كما وقفت القوات المسلحة إلى جانب الشعب ووفرت الحماية لمصر والثورة ، فإنه حان الدور على الشعب المصري لأن يقف بجانب قواته المسلحة".



Bookmark and Share