العقوبات الأمريكية تأتي في إطار مخططاتها الإقليمية وخدمة مصالح إسرائيل


أوباما يصعّد: عقوبات على الأسد! تشمل الشرع وسفر وشخصيات أمنية وشركات سورية
رفعت واشنطن وتيرة تدخلها في الشؤون السورية بالإعلان عن استهداف الرئيس السوري بشار الأسد بعقوبات، بالاضافة الى عدد من الشخصيات والمسؤولين والشركات السورية، في الوقت الذي بدا فيه أن الأوضاع المضطربة التي شهدتها سوريا خلال الاسابيع الاخيرة، تتجه نحو شكل من الهدوء النسبي وانفتاح قنوات حوار بين السلطة وشخصيات معارضة ووجهاء مختلف المحافظات، ما يطرح علامات استفهام حول هدف مثل هذه الخطوة وجدواها بالإضافة الى توقيتها الذي يأتي عشية الخطاب المقرر أن يلقيه الرئيس الاميركي باراك أوباما اليوم، والمتوقع أن يتطرق فيه الى الموضوع السوري.
وجاءت الخطوة التي اعلنتها وزارة الخزانة الاميركية فيما شدد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف على حق سوريا في التعامل مع شؤونها الداخلية، مؤكدا انه لن يوافق على تبني قرار في مجلس الأمن الدولي يجيز استخدام القوة ضد دمشق.
وقال ميدفيديف، في مؤتمر صحافي في مدرسة سكولكوفو لإدارة الأعمال بضواحي موسكو، «في ما يتعلق بقرار حول سوريا: لن أؤيد هذا القرار (الذي يجيز استخدام القوة لحماية المدنيين)، حتى لو طالب به أصدقائي». وأوضح انه سيعارض هذا الأمر، لأن القرار 1973 الذي أجاز استخدام القوة ضد نظام الرئيس الليبي معمر القذافي، والقرار السابق الذي أدان القمع في ليبيا، قد «داستهما» البلدان الغربية. وأضاف إن «الرئيس الأسد قد أعلن عن إصلاحات. ويجب القيام بما
من شأنه أن يساهم في جعل هذه الإصلاحات فعالة، وليس ممارسة ضغوط مع تبني قرارات دولية، لأن ذلك، بصورة عامة، لا يسفر عن نتيجة. ويخلق التفسير الحر الاعتباطي لمثل هذه القرارات وضعا مختلفا تماما في نهاية المطاف. ويتعلق ذلك بطائرات ودبابات وليس بتدابير الضغط الحكومي». وتابع «من الضروري ترك الدول تختار طريقها للتنمية، وإعطاء القيادة السورية الفرصة لحل مشكلاتها الداخلية».
وعشية خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم حول الوضع في الشرق الأوسط، تكثفت حركة واشنطن في المنطقة. ولفت في هذا الإطار الحركة الدبلوماسية والعسكرية النشطة للإدارة الأميركية في اتجاه تركيا.
وكشفت صحيفة «راديكال» التركية عن جوانب مما دار في لقاء عقد بين السفير الأميركي في أنقرة فرانسيس ريكياردوني ورئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان. وذكرت أن السفير الاميركي أشار إلى خطاب أوباما اليوم وأنه سيتطرق إلى الوضع في سوريا، وأن أوباما يريد دعما لما سيرد في خطابه، خصوصا أن له شقين سياسيا وعسكريا. ومع أن أوباما لن يعلن عن حرب على سوريا لكنه يريد تمهيد الأجواء لاتخاذ خطوات زاجرة ضد النظام السوري. وذكرت «حرييت» أن اردوغان أبلغ ريكياردوني أن أي تصعيد للوضع في سوريا سينعكس سلبا على العراق ولبنان وحتى الأردن وسيدخل الشرق الأوسط وضعا خطيرا جدا.
إلى ذلك، قال السفير السوري لدى تركيا نضال قبلان، لصحيفة «دايلي نيوز» التركية، «ما لم يمر بشكل جيد في سوريا هو الصلة التي أقيمت بين الأحداث في سوريا والأحداث في حلبجة». وأضاف «لم نفكر أبدا بأن ثمة سوء نية لدى تركيا. ربما كانت تريد إيصال رسالة. لكنها رسالة سلبية. لم يؤد ذلك الى أزمة. قلنا اننا لم نستسغها».
وكان أردوغان قال، في مقابلة مع قناة تركية في 9 الحالي، انه يأمل في «ألا تتكرر مجازر حماه او مجازر حلبجة في العراق». وقال السفير السوري «في حلبجة، استخدم (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين أسلحة كيميائية للقضاء على مجموعة بكاملها. وما يحصل في الواقع في سوريا، هو أن وحدات صغيرة من الجيش تواجه عصابات تقتل عناصر الشرطة».
عقوبات أميركية ضد الأسد
وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، أن أوباما وقع أمرا تنفيذيا يفرض عقوبات على الأسد ومسؤولين سوريين بحجة «انتهاكهم حقوق الانسان».
وكانت حكومات اوروبية اتفقت مؤخرا على تشديد العقوبات على القيادة السورية، لكنها قالت انها ستقرر الاسبوع المقبل ان كانت ستضم الاسد الى القائمة.
ويقضي الاجراء الذي أعلنته وزارة الخزانة الاميركية بتجميد أي اصول للمسؤولين السوريين في الولايات المتحدة او في نطاق اختصاص السلطة القضائية الأميركية، ويحظر بصفة عامة على الافراد والشركات الاميركية التعامل معهم.
وبالإضافة الى الاسد، تستهدف العقوبات نائبه فاروق الشرع ورئيس الحكومة عادل سفر، ووزير الداخلية محمد ابراهيم الشعار، ووزير الدفاع علي حبيب، ورئيس الاستخبارات العسكرية عبد الفتاح قدسية، ومدير الامن السياسي محمد ديب زيتون، بالاضافة الى العقيد حافظ مخلوف، وهو ابن خالة الاسد.
وقال القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين، في بيان، إن «الاجراءات التي اتخذتها الادارة تبعث برسالة لا لبس فيها الى الرئيس الاسد والقيادة السورية والمطلعين على بواطن الأمور في النظام بأنهم سيحاسبون على العنف والقمع المستمرين في سوريا». وأضاف «يجب على الرئيس الأسد ونظامه الوقف الفوري لاستخدام العنف والاستجابة لدعوات الشعب السوري إلى حكومة أكثر تمثيلا والسير في طريق اصلاح ديموقراطي له مغزى».
وكان أوباما وقع، في 29 نيسان الماضي، أمرا تنفيذيا فرض فيه أول مجموعة من العقوبات ضد جهاز الاستخبارات السوري واثنين من أقارب الأسد. ووسع القرار امس المجموعة المستهدفة، لتشمل 10 اشخاص وكيانات، ضمنها الاستخبارات العسكرية السورية ومديريات الاستخبارات العامة والجيش والقوات الجوية ودائرة الامن القومي، بالاضافة الى 3 شركات، هي «صندوق المشرق للاستثمار» و«شام القابضة» و«بنا» الخاصة.
كما قرر أوباما معاقبة اثنين من مسؤولي «الحرس الثوري» الإيراني بسبب «دورهما في قمع الحركة الاحتجاجية» في سوريا. وتناول الأمر التنفيذي قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني و«أحد معاونيه الرئيسيين» محسن شيرازي.
الى ذلك، فتحت المدارس والمحال التجارية بشكل طبيعي في دمشق وعدة مدن سورية اخرى، في تجاهل للدعوة التي وجهها معارضون للقيام بإضراب عام ردا على «العنف الذي تبديه السلطات في قمع الاحتجاجات».
وبدت الحياة طبيعية في دمشق ومدينة حلب والقامشلي وحماه واللاذقية وحمص حسب ما أكد سكان هذه المدن. وقد دعت صفحة «الثورة السورية 2011» المعارضة على موقع «فيسبوك» الى القيام بالإضراب سعيا لمزيد من الضغوط على النظام.

وشيّع من مستشفى الشهيد عبد القادر شقفة العسكري بحمص ثمانية شهداء من قوى الجيش والأمن الداخلي استشهدوا برصاص «عناصر إجرامية مسلحة» في منطقة تلكلخ أول من أمس، بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».

سورية تستنكر الإجراءات الأمريكية حيال الرئيس الاسد ومسؤولين آخرين .
مصدر رسمي: العقوبات الأمريكية تأتي في إطار مخططاتها الإقليمية وخدمة مصالح إسرائيل .. العقوبات لم ولن تؤثر على قرار سورية المستقل وصمودها امام محاولات الهيمنة على قرارها الوطني
وطز بامريكا ومليون طز


Bookmark and Share

الحرية - تعريف -


الحرية هي إمكانية الفرد دون أي جبر أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة. مفهوم الحرية يعيين بشكل عام شرط الحكم الذاتي في معالجة موضوع ما .

الحرية هي حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية، فهي تشمل التخلص من العبودية لشخص أو جماعة، التخلص من الضغوط المفروضة على شخص ما لتنفيذ غرض ما، أو التخلص من الإجبار والفرض.

تاريخ

مفهوم الحرية السالبة والحرية الموجبة يعود إلى الفيلسوف إمانويل كانت.

الحريه السالبة أو الشخصية هي إمكانية إتخاذ القرار دون قيود.

الحرية الموجبة حرية معطاة أو إمكانية معطاة ليستطيع الإنسان ممارسة الحرية السالبة (الشخصية)

مثال : إذا كانت الحرية السالبة هي حرية إبداء الرأي مثلا, تكون الحرية الموجبة في هذا المثال : إمكانية استخدام الإعلام مثلا لممارسة هذه الحرية.


يمكن تقديم تعريف عام للحرية يشمل جميع أنواع الحرية الممكنة وهو كما يلي: "الحرية هي غياب الإكراه" ولأخذ بعين الاعتبار التعقيد في مجال تعريف الحرية والبرهنة على وجودها أو عدم وجودها نستحضر قولة الفيلسوف ألن يقول فيها: "إن تقديم حجة على وجود الحرية سيقتل الحرية". وقد يعترض معترض على أن الحرية توجد بالتعدد وليس بالمفرد: -ففي مجال الفيزياء مثلا هناك حرية سقوط الأجسام (أي يسقط الجسم بحرية بغض النظر عن كل القوى ما عدا الثقالة) - وفي مجال السياسية: حرية التجمع والرأي وتكوين الجمعيات... في الاقتصاد: التبادل الحر (أي التجارة التي لا تخضع لإكراهات جمركية ولفرض الأسعار...

- في الفلسفة: الحرية المعنية هي مفهوم الحرية بصفة عامة، أي كمفهوم بغض النظر عن هذه الوضعية التاريخية الاجتماعية أو تلك، وبهذا المعنى يقول أندري لالاند: "إن فكرة الحرية المطلقة التي يمكن أن ننعتها بالميتافيزيقية، وخاصة في تعارضها مع الطبيعة تقتضي وجود فعل إنساني محرر من جميع العلل" نستنتج من هذا التعريف: أن الحرية المطلقة هي القدرة على الفعل أو الامتناع عن الفعل في استقلال عن الإكراهات الخارجية والداخلية (أفكار وغرائز وعادات...)

أنواع

الحرية الخارجية والحرية الداخلية


الحرية الخارجية هي أمر اجتماعي عام وهام وله علاقة كبيرة بالظروف الاجتماعية والسياسية.

الحرية الداخلية هي حالة فردية خاصة مرتبطة بإمكانيات الفرد الداخلية (الشخصية الخاصة)

الحرية الفردية والحرية الجماعية

الحرية الفردية هي حرية قول وإبداء وجهات النظر الخاصة والرأي.

الحرية الجماعية هي حرية المجتمع كاملا (تحرير الأرض من الاحتلال مثلا).

الإرادة الحرة تعني قدرة الإنسان على التقرير والاختيار وانتخاب الإمكانية من عدة إمكانيات موجودة وممكنة. وهذا يعني قدرة الإنسان على اختيار وتعيين حياته الخاصة ورسمها كما يريد.

جون لوك:

الحرية الكاملة هي التحرك ضمن القوانين الطبيعية وإمكانية إتخاذ القرارات الشخصية والقرارات بشأن الملكية الخاصة بدون قيود، كما يريد الإنسان وبدون أن يطلب هذا الإنسان الحق من أحد، وبدون التبعية لإرادات الغير أيضا.

فولتير: أنا لست من رأيكم ولكنني سأصارع من أجل قدرتكم على القول بحرية.

إمانويل كانت:

لا أحد يستطيع إلزامي بطريقته كما هو يريد (كما يؤمن هو ويعتقد أن هذا هو الأفضل للآخرين) لأصبح فرحا ومحظوظا. كل يستطيع البحث عن حظه وفرحة بطريقته التي يريد وكما يبدو له هو نفسه الطريق السليم. شرط أن لاينسى حرية الآخرين وحقهم في الشيء ذاته.

جون ستيوارت ميل:

السبب الوحيد الذي يجعل الإنسانية أو جزء منها تتدخل في حرية أو تصرف أحد أعضاءها هو حماية النفس فقط، وإن السبب الوحيد الذي يعطي الحق لمجتمع حضاري في التدخل في إرادة عضو من أعضائه هو حماية الآخرين من أضرار ذلك التصرف.

في هذا الشرح يوجد :

1- جانب عقلاني وهو التحرر من العقائد (لا أعني الأديان) ومن التحيز, أي الخروج من الذات.

2- جانب سياسي وهو تحرير الإنسان من بنيات اجتماعية غير متطورة. و السهم يوجه هنا بالتحديد نحو فصل مؤسسات الدولة عن المؤسسات العقائدية، وتحديد الدولة ومؤسساتها بحقوق أولية أساسية (دستور) ومراقبة المؤسسات عن طريق فصل السلطات.

والأهم هو حل ارتباط الدولة وشرعيتها بالقوانين العقائدية

والعودة إلى اهتمامات الأفراد كعنصر أساسي وتحقيق هذه العودة من خلال الديمقراطية.


الحرية أيضا إحدى أهم قضايا الشعوب وهي من أهم الأوتار التي يعزف عليها السياسيون، فالكل يطمح لاستقلال بلاده وأن يكون شعبه حرا في اتخاذ القرارات لمصلحة الشعب أو الجماعة أو المجتمع الذي ينتمي إليه.

تنحو العديد من الفلسفات والأديان والمدارس الفكرية إلى أن الحرية جزء من الفطرة البشرية فهناك أنفة طبيعية عند الإنسان لعدم الخضوع والرضوخ وإصرار على امتلاك زمام القرار، لكن هذا النزوع نحو الحرية قد يفقد عند كثير من البشر نتيجة ظروف متعددة من حالات قمع واضطهاد وظلم متواصل، أو حالة النشوء في العبودية، أو حالة وجود معتقدات وأفكار مقيدة قد تكون فلسفية أو غيبية أو مجرد يأس وفقدان الأمل بالتغيير.

لكننا لا نعدم أيضا توجهات فكرية فلسفية ودينية تنكر وجود إرادة حرة عند الإنسان وتعتبره خاضعا شاء أم أبى لسلطان قوى طبيعية أو غيبية، فبعض المدارس الفلسفية تعتبر الإنسان جزءا غير منفصل ولامفارق عن الطبيعة بالتالي هو يخضع لجميع القوانين الطبيعية التي تصفها بالحتمية وهذه المدرسة هي ما يعرف بالحتمية Determinism، بالمقابل توجد دائما توجهات ضمن معظم الأديان تعتبر الإنسان مجرد ريشة في مهب الريح لا يملك في قضية تقدير مصيره شيئا. هذه التوجهات تظهر بوضوح في الدين الإسلامي عند الفرق التي توصف بالجبرية، وعند بعض الطرق الصوفية.

تبرز هنا دائما اشكالية فلسفية دينية في الجمع بين علم الخالق المطلق (حسب الاعتقادات الدينية) وحرية الاختيار الإنساني، هذه القضية وإن كانت دوما مكان جدال مستمر في المدارس الفلسفية المختلفة فإن معظم التوجهات الدينية تنحو إلى مواقف وسطية تثبت العلم المطلق للخالق (و هو امر لا مفر منه في أي عقيدة دينية) مع حرية اختيار الإنسان (و هو امر لازم لإثبات مسؤولية الإنسان تجاه أفعاله وهذا ما يبرر العقاب الأخروي في العقائد الدينية).





Bookmark and Share

فضيحة :: ماذا يحدث في سوريا :: الحقيقة :: خضوع دول البترول


حقيقة ما يحدث في سوريا الأن من تحريض و تداعيات و دعم من الولايات المتحدة و جهات خارجية لها مصالح في سقوط النظام السوري , لماذا النظام السوري تحديدا ؟ و ما هي الوسائل ؟
دروس و امثلة عبر التاريخ لقادة دول تم اللعب عليهم و خداعهم و قبلها خداع الشعوب بانها تحررت و اسقطت النظام و ظفرت بنصرها بعد الثورة علما انها وضعت القيد بنفسها على ايديها ووضعت نفسها و مواردها و قضيتها تحت رحمة الاستعمار الخارجي
زمان الاستعمار الفيزيائي , الاستعمار الفعلي بجنود و دبابات و اليات قد ولى و ( راحت موضتو )
و الان نحن في زمان الاستعمار الاقتصادي , الاستعمار الخفي

يشرح الفيديو حقيقة ما حصل في العراق و ما حاولت القيادة الامريكية فعله بشافيز في الاكوادور بسبب مواقفه الوطنية و سياسته اتجاه ابناء شعبه و موارد بلاده

هذه سياسة القيادة الامريكية في احتلال الشعوب لتشكيل امبراطوريتها الخفية
و نلاحظ بالفيديو موضوع التحريض الاعلامي و كيفية خلق غضب شعببي و حالات فوضى من لا شيء
و ايضا الضغط على الدول بسبب الديون للتصويت في مجلس الامن او بناء قواعد عسكرية و بيع المناهج المدرسية

what is actually happening in syria and why syria exaclty ?

what are the procedures for such a mission ?

what do the united states do before announcing a war against a specific country and why ?

what are their excuses to enter a specific country and what do they benefit from such a war ?

many examples showing how the us government and its intelligence agencies get involved in changing governmental systems in some countries despite being democratic and doing what is the best for their countries which oppose the us plans


Bookmark and Share

كيف يقود حزب المستقبل "الحرب" على سوريا انطلاقاً من وادي خالد؟


يبدو أن حزب المستقبل الذي ينكر حتى الساعة تورطه بالأحداث الداخلية السورية ودعمه للخارجين على القانون هناك هو فعلاً متورط إلى ابعد الحدود في هذه الأحداث لا سيما تلك الأحداث التي شهدتها مدن سورية عديدة قريبة الى المناطق الشمالية حيث يسرح ويمرح المستقبليون والآذاريون دون حسيب أو رقيب، في كلّ من حمص، بانياس، طرطوس، حماه، وغيرها من المدن السورية التي شهدت أحداثاً وأعمال حرق وقتل وشغب. ولا شك في أن هذه الأعمال تحمل طابعاً آذارياً بشكل عام، ومستقبلياً بشكل خاص، حيث كشفت للعيان الأحداث الأخيرة الدائرة بالمناطق القريبة الى الأراضي اللبنانية كـ:تلكلخ، والعريضة، وحالات المحاذية لوادي خالد، حجم تورط هذا الحزب من خلال جناحه العسكري تيار العدالة الذي يتزعمه النائب خالد ضاهر. وباقي قوى 14 اذار، وفي مقدمتها اليسار الديمقراطي الذي يبرز اسمه بشكل قوي في هذه الأحداث من خلال الدور البارز لابن الوادي الدكتور فادي الأسعد مسؤول اليسار الديمقراطي في المنطقة. فالمصادر المطلعة على تفاصيل وخبايا الوادي، والتي زودتنا بهذه المعلومات كشفت لنا عن عديد من الأسماء على مستوى قيادات في المستقبل وأفراد ومسؤولي مناطق الى جانب العديد من المعطيات الأخرى التي تفيد عن التنسيق القائم والتام بين العلمانيين والمتشددين والمهربين لفتح جبهة واحدة على سورية عسكرياً إن اقتضى الأمر، أو من خلال الاستمرار في دعم ما يعرف بالثوار السوريين بالمال والسلاح والعتاد الحربي من أجل زعزعة النظام في الداخل السوري، فالمستقبليون مثلاً يعتمدون بالأساس على النائب خالد ضاهر الذي زار قبل يوم أمس منطقة البقيعة بشكل سري لمدة ساعة ونصف، حيث أشرف على سير العمليات التي يقودها شقيقه ربيع ضاهر المسؤول العسكري في تياره، والذي ظهر قبل نحو شهر في الوادي من دون أن يغادر الوادي حتى لبضع لحظات، وهو يتنقل من بلدة الى بلدة ومن حي الى حي يشرف على مجرى النهر الكبير الفاصل بين لبنان وسورية، ويضع الخطط العسكرية والحربية لفرقة تدعى فرقة الصقور في التيار، وهو الذي أشرف على عملية دخول بلدة العريضة السورية وإحراق مركز الهجانة واختطاف ثلاثة عناصر من المركز قبل أن يعطي الأمر لكل من علي أحمد محاميد وغازي ابراهيم بإطلاق النار وقتل العناصر المختطفين الذين قُتل منهم واحد قبل أن تصل قوة من الجيش وتتسلمهم من بيت أحد الأشخاص الذي رفض تحمل المسؤولية.العميد المتقاعد حمود مسؤول التجهيز في حزب المستقبل الذي بدأ بدوره يظهر في عدد من قرى وادي خالد موزعاً السلاح والمال على عناصر الحزب بعدما يتم إدخال السلاح الى منطقة الوادي عبر الفانات وسيارات أخرى محملة بالمواد الغذائية، فيما يبرز دور آخر للمدعوين عبد العزيز خالد إسماعيل، وهو مسؤول عسكري في تيار المستقبل، وشقيقه عبد الرزاق خالد إسماعيل عن التيار المتشدد (فتح الاسلام)، وهما شقيقا الموقوف في سجن رومية أمير فتح الإسلام محمد إسماعيل، في إمرار السلاح والعتاد الحربي والخطوط الهاتفية الى الداخل السوري عبر معابر غير معروفة للقوى الأمنية اللبنانية في سهل البيقعة، وفتح معابر قدومية جديدة من المنطقة الممتدة من سهل البقيعة حتى القصر بمسافة نحو 45 كيلومتراً، فضلاً عن المهمة المنوطة بهما وهي تأمين خروج الجرحى من المسلحين السوريين ونقلهم الى منزلهم في بلدة المقيبلة ومنزل شخص اخر يدعى محمود خزعل، قبل نقلهم من هنالك عبر سيارات إسعاف تابعة لعدد من التيارات السلفية في طرابلس الى أماكن أكثر أمناً وبعيدة عن الأنظار. وهنا يبرز دور آخر للمدعو الشيخ عبد الله الدويك المسؤول الأبرز في التيار السلفي التابع للداعية الشهال والذي بنى عدة مساجد قريبة من بعضها البعض في عدد من قرى الوادي لا سيما تلك القرى والأحياء القريبة من النهر الكبير حيث تستخدم هذه المساجد في طوابقها السفلية لتخزين الأسلحة الحربية التي تأتيها من خارج الوادي عبر سيارات الإسعاف والفانات المحملة بالمواد الغذائية التي ترسل من جمعيات سلفية من مدينة طرابلس ومناطق عكار والشمال الى النازحين السوريين، فضلاً عن استخدام هذه المساجد للتحريض الطائفي والمذهبي والدعوة لقيام إمارة إسلامية حيث بات هذا الشيخ شبيهاً بالشيخ الصياصني في درعا، ولديه جمهور متشدد ويمتلك الأدوات والوسائل المالية والعسكرية من خلال الدعم الخارجي المستمر له.

اما مسؤول اليسار الديمقراطي في المنطقة الدكتور فادي الأسعد فالدور المرسوم له هو جر الجيش السوري لمواجهة مع الجيش اللبناني حيث يعمد الأخير عبر مجموعاته العسكرية الى اطلاق النيران من الرشاشات الحربية على مواقع تابعة للجيش والهجانة السورية داخل الأراضي السورية من خلف مواقع الجيش اللبناني، او بالقرب منها كما فعل قبل يوم أمس حيث أرسل مجموعة مؤلفة من 4 شبان لإطلاق النار على مواقع للجيش السوري من حي عبيدات مقابل منطقة العرموطة، وأعاد الفعلة يوم أمس من خلال إطلاق النيران على موقع للهجانة موجود بين قريتي العرموطة والناعورة داخل الأراضي السورية... وبحسب المصادر فإن منطقة وادي خالد تحولت الى معسكر كبير يختلط فيه العلمانيون مع المتشددين مع المستقبليين، وكلهم يشكلون جبهة واحدة ضد سورية.



Bookmark and Share

أهالي درعا: قافلة الكويتيين مشـبوهة , وكان من الأجدر لهم ارسالها الى غزة المحاصرة


أهالي درعا: قافلة الكويتيين مشـبوهة ,, وكان من الأجدر لهم ارسالها الى غزة المحاصرة أكد عدد من أهالي درعا أن المحافظة كغيرها من محافظات القطر تتوافر فيها جميع المواد الغذائية والتموينية والمحروقات بشكل كاف وحتى عندما شهدت المحافظة الأحداث الأخيرة المؤسفة لم تشهد أي من مناطقها نقصاً لأية مادة ضرورية لحياة المواطن. وعن قافلة المساعدات الغذائية التي تنوي دولة الكويت الشقيقة إرسالها إلى سورية بحجة إغاثة أهلنا في درعا عبّر عدد من أهالي المحافظة عن رفضهم القاطع لهذه المساعدات المشبوهة. وقال وليد أبو الكاس /سحم الجولان/: إن خبر إرسال مساعدات عاجلة تموينية وغذائية من الأشقاء في الكويت لمحافظة درعا بحجة أن درعا منطقة محاصرة شكل مفاجأة لأهل درعا التي لم ينقصها أي مادة غذائية. وأضاف: نستغرب إرسال هذه المساعدات المشبوهة بهذه الظروف الاستثنائية، مضيفاً: كان من الأجدى بهم في الكويت الشقيقة إرسال هذه المساعدات لأهلنا المحاصرين في غزة أو لأية جهة عربية أو إسلامية بأمس الحاجة لمثل هذه المساعدات. وقال أبو الكاس: نعلن ولاءنا ومحبتنا لرمز الوطن السيد الرئيس بشار الأسد حامي العرب والعروبة ورافع راية العزة والكرامة للأمة العربية. بدوره قال سليمان الفاعوري /الشيخ مسكين/: إن درعا تصدر المواد الغذائية والتموينية وغيرها من المواد الأولية، ومنذ بداية الأحداث تصدرها إلى دول عربية شقيقة. بدوره قال شفيق تركي محمود /ناحية الشجرة/ أصبت بالإحباط والدهشة والاستغراب عندما سمعت بخبر إرسال مساعدات من الأشقاء في الكويت إلينا في درعا بحجة الحصار المفروض علينا، ونقول لهم وللعالم: إننا لا نعاني نقصاً في أية مواد غذائية لا خلال الأحداث الأخيرة التي من صنع أجنبي وتقليد وتنفيذ عربي متخاذل متآمر علينا، بل لدينا زيادة كبيرة في عدد من هذه المواد في جميع مناطق درعا.
Bookmark and Share

المخابرات المصرية توجه ضربة جديدة للموساد


المخابرات المصرية توجه ضربة جديدة للموساد
كشفت التحقيقات التى أجرتها المخابرات العامة وهيئة الأمن القومى مع شركة "روت مى"، المصرية المتخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والإنترنت أن الشركة كانت واجهة لتمرير المكالمات الدولية عبر شبكة الانترنت، لداخل مصر خلال عام 2010.

وأكدت التحقيقات أن الشركة بدأت نشاطها فى تمرير المكالمات الدولية داخل مصر وخارجها باستخدام شبكة الإنترنت والأقمار الصناعية الإسرائيلية منذ 2007، بأماكن مختلفة على مستوى الجمهورية، والمسئول عن إداراتها مواطن يدعى "زياد أحمد متولى ركبة" مصرى الجنسية، المتهم الأول فى القضية، يعاونه "باسم أحمد البدوى سليمان" المتهم الثانى- مصرى الجنسية.

وأوضحت التحقيقات، أن المتهم الأول "ركبة" تقابل مع الإسرائيلى "أورلى ليفلى" أحد عناصر المخابرات الإسرائيلية الذى أنشأ شركة وهمية تستخدم كواجهة أمامية لخدمة أعمال المخابرات الإسرائيلية على شبكة الإنترنت لتقديم خدمات البنية التحتية السلكية واللاسلكية لممارسة نشاطه، حيث كليف المتهم الأول "زياد أحمد متولى ركبة" بعدد من الاحتياجات لرابط معداته بشبكة الإنترنت الإسرائيلية، وتجميع وتركيب هوائى ميكرويف للاستخدام بمدينة رفح لاستخدام لاستقبال الإنترنت الإسرائيلى، وتوصيله بأجهزة التمرير الخاصة بالمتهم الأول، لتمرير المكالمات الدولية المصرية عبر إسرائيل.


وحسبما أكدت التحقيقات، فإن المتهم قام بتركيب محطة اتصال "إرسال واستقبال" مع الأقمار الصناعية بدول أخرى لاستقال الإنترنت الإسرائيلى لتمرير المكالمات الدولية هناك، بالإضافة لتركيب هوائيات ذات مواصفات محددة لتقوية وتضخيم قوة إشارة التردد اللاسلكى ثنائية التوجه وإرسال واستقبال لشبكات المحمول المصرية لتركيبها بالأماكن المحجوب عنها الاتصالات اللاسلكية، وجمع معلومات عن النظم اللاسلكية المركبة أعلى سطح أحد العقارات، وتركيب برج لإحدى شركات المحمول بمدينة رفح، حيث أرسل له المتهم الأول معلومات حول الترددات التى تعمل عليها تلك النظم اللاسلكية.


وأفادت التحقيقات، أن المتهم الأول استخدام أسماء كودية مثل "سيف عمران، وإليكس شومان" فى اتصالاته مع الإسرائيلى لإخفاء هويته، فيما قام الإسرائيلى "ليفى" بالاتفاق معه على تهريب مجموعة أخرى من الهوائيات ومكرويف ذات مواصفات فنية خاصة وبصورة سرية للغاية، بعد قيامه بإخفاء هوية تلك المعدات وطمس البيانات المدونة عليها باللغة العبرية، وشحنها فى طرود من خلال الشحن إلى السعودية عبر الأردن، ثم إلى مصر وإيطاليا وفرنسا، وإعادة شحنها بعد تغيير بلد المنشأ إلى مصر لبدء نشاطه الإجرامى.


وكشفت التحقيقات، أن المتهمين نشرا هوائيات لاسلكية فى بعض الأماكن المتفرقة أعلى أسطح بعض العقارات بمصر، وفى بعض الأماكن الحدودية يتم تشغيلها عن بعد لإخفاء مكان استقبالها وطبيعة عملها، كما قام الإسرائيلى "ليفى" بتدريب المتهم الأول "ركبة" على تركيب وإنشاء محطة لاستقبال القمر الصناعى الإسرائيلى وطلب منه تركيب محطة فى دولة الأمارات، لتمرير المكالمات الدولية عبر الإنترنت فى إسرائيل ومتابعتها فنياً.


وأوضحت التحقيقات، أن المتهم الأول "ركبة" تلقى أموالاً من الخارج من خلال شركتها مقابل عمليات التمرير غير المشروعة، وتحويلها من إسرائيل إلى فرع الشركة الذى إنشاؤه المتهم بكندا ثم أعاد تحويلها إلى بعض البنوك فى مصر، كما تعاون المتهم الأول مع بعض الأشخاص فى شركتين للهاتف المحمول، بغرض المساعدة فى تمرير المكالمات من وإلى مصر بتقوية شبكة المحمول على الحدود المصرية، لتصل تغطيتها إلى داخل إسرائيل.


ووجهت النيابة تهمة التخابر لصالح دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح العامة، للمتهمين بعدما ثبت أنهما اتفقا على العمل مع المخابرات الإسرائيلية، ونقل المكالمات الدولية الواردة لمصر عبر شبكة الإنترنت الإسرئيلى، والتحصل على معلومات تضر باقتصاد البلاد وأمنها القومى، كما وجهت النيابة لباقى المتهمين وعددهم 21 متهماً، يعملون فى شركات المحمول المصرية تهم "مساعدة المتهمين الأول والثانى فى تمرير المكالمات الدولية الورادة لمصر دون المرور على شبكة الاتصالات المرخص لها"
.

Bookmark and Share

تركيا وسوريا: نهاية «العمق الاستراتيجي»!


تركيا وسوريا: نهاية «العمق الاستراتيجي»!
تعرضت العلاقات التركية السورية لنكسة قوية في الآونة الأخيرة يمكن لها ان تعيد العلاقات بين البلدين الى المربع الأول الذي كان قائماً،
تعرضت العلاقات التركية السورية لنكسة قوية في الآونة الأخيرة يمكن لها ان تعيد العلاقات بين البلدين الى المربع الأول الذي كان قائماً، ليس فقط قبل وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة العام 2002، بل إلى ما قبل بداية مسيرة التحسن الأمني أساساً، والسياسي، بين دمشق وانقرة ابتداءً من نهاية العام 1998.

والاهتزاز الأخير ليس مجرد محطة عابرة بل يسجل بداية مرحلة جديدة وفقا لقواعد مختلفة من غير الممكن رسم ملامحها منذ الآن.

لم يكن التقارب التركي السوري بعد وصول حزب العدالة والتنمية الى الحكم مجرد انعكاس لرؤية جديدة وضع أسسها وزير الخارجية التركي احمد داود أوغلو في كتابه الشهير»العمق الاستراتيجي» في العام 2001، بل أيضاً محصلة تقاطع مصالح اقليمية ناتجة أساساً عن التهديدات والتحديات التي شكلها الغزو الأميركي للعراق ومخاطر الفتن المذهبية والعرقية والتقسيمية التي رافقته، وانتهت إليه فعلياً، ومخاطر وجود قوات الدولة الأعظم في العالم على حدود سوريا وتركيا.

انطلقت تركيا في انفتاحها على سوريا في اطار انفتاحها على كل محيطاتها الاقليمية من البلقان الى القوقاز، ومن روسيا الى شمال أفريقيا، وفقاً لسياسة تعدّد الأبعاد. ولكن في اطار هذه السياسة أولت تركيا «العمق الاستراتيجي الجغرافي والتاريخي والحضاري» اهمية خاصة والعنوان الأهم لهذا العمق هو العالم العربي.

وضمن المشرق العربي كانت سوريا تحتل مكانة الصدارة في محاولة تركيا ترجمة استراتيجيتها الجديدة خصوصاً ان لها مع سوريا حدوداً تتجاوز الـ 800 كيلومتر، وتشكل البوابة «العربية» الوحيدة لتركيا الى العالم العربي، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار ان بوابة العراق مع تركيا وفقاً لخريطة العراق الجديدة لم تعد عربية بل كردية.

تقاطعت المصالح فكانت التقاربات التدريجية بين انقرة ودمشق التي بدأت أيضاً تتخذ طابعاً شخصياً بين الرئيس السوري بشار الأسد والثلاثي التركي: عبد الله غول ورجب طيب اردوغان واحمد داود أوغلو.

وقد ساهمت تركيا في تخفيف الضغوط عن سوريا التي باتت تستطيع تأمين خاصرتها الشمالية من التهديدات التركية التي تكررت سابقاً. كما وقفت تركيا الى جانب سوريا في ظل التهديدات ومحاولات العزل بعد غزو الأميركيين للعراق وتهديدات وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول الشهيرة، كما بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري وتوجيه أصابع الاتهام لسوريا في هذا الموضوع.

فتحت سوريا في المقابل أبوابها لتركيا بالجملة. وكان لذلك أهمية قصوى بل حاسمة في إدخال «التركي» الى كل بيت عربي. وأهمية سوريا مضاعفة في هذه النقطة حيث ان الايديولوجيا البعثية، التي تعكس النزعة القومية العربية المتشددة، والتي شن عليها داود أوغلو في كتابه هجوماً شديداً، تجاوزت موروثاتها السلبية ضد صورة تركيا العثمانية والأطلسية والمتحالفة مع اسرائيل، واتخذت مواقف جريئة لجهة «تبييض» صورة تركيا السابقة وبالتالي إدخالها الى كل بيت عربي.

وبعدما كانت صورة تركيا لدى سوريا ومعظم العرب على امتداد عقود القرن العشرين هي «أخوة التراب»، باتت كل المسلسلات التركية المدبلجة تتم باللهجة السورية دون غيرها، وقد جاءت بعد نجاح «باب الحارة»، حيث يمكن القول إنه لو تمت دبلجة المسلسلات التركية بلهجة اخرى غير السورية، المصرية أو الخليجية على سبيل المثال، لما شهدت هذا النجاح الكبير(برغم أن معظم هذه المسلسلات سطحي وسخيف ولا يستحقّ كل هذا الاهتمام فضلاً عن انه لا يعكس الواقع التركي الحقيقي باعتراف الأتراك أنفسهم).

قام السوريون بدور مهم على كل الأصعدة في «إعادة إنتاج» صورة تركيا الجديدة، ومنحوها بعد توقف عشر سنوات «شرف» ان تكون الوسيطة في المفاوضات بين سوريا واسرائيل. وفي وقت كانت اسرائيل ترفض استئناف الوساطة التركية بعد عدوان غزة، كانت سوريا ترفض اية وساطة غير الوساطة التركية.

ومع أن مشكلة المياه لم تحلّ بين البلدين، وظلت سوريا البلد الأكثر تضرراً من المشاريع التركية على الفرات تحديداً، فإن السوريين اتبعوا استراتيجية عدم تحويل هذا الخلاف الى مشكلة، ولم يجعلوها مادة خلافية يحملونها الى الجامعة العربية كما كان يحدث سابقاً، بل إن الرئيس بشار الأسد تجاوب في احدى المرات، وقبل فترة ليست ببعيدة، مع طلب لأردوغان، وأعطى تركيا مياهاً اضافية من مياه العاصي برغم الحاجة ترجمةً لمرحلة الصداقة الجديدة.حتى مسألة الإسكندرون، العزيزة على الفكر القومي العربي، خرجت نهائياً من الأدبيات السورية من التداول، بل كان هناك اعتراف ضمني بـ«تركية اللواء السليب» من خلال التوقيع على اتفاقيات تجارية تتضمن الاشارة الى الحدود الدولية لتركيا المعترف به دولياً من جانب الأمم المتحدة، والتي تضع «اللواء» ضمن حدود الجمهورية التركية.

وعلى الصعيد الأمني تعاونت سوريا الى الحد الأقصى الممكن لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني ليس فقط داخل سوريا بل حتى داخل لبنان.

كسرت سوريا جدار العداء النفسي لصورة تركيا الموروثة، وأمكن لتركيا أن تدخل إلى المنطقة العربية والوجدان العربي والثقافة العربية على حصان ابيض بل مجنّح أيضاً.

وفي السياسة كان النجاح التركي الأبرز في سياسات الانفتاح وفي ترجمة استراتيجية «العمق الاستراتيجي» مع سوريا بالذات. وبات داود أوغلو يرى حلمه في منطقة اقليمية خالية من الحدود - التي وصفها مع اردوغان بأنها مصطنعة - واقعاً وحقيقة في الحالة السورية تحديداً. وما فشلت تركيا في تحقيقه مع الاتحاد الاوروبي جسّدته على ارض الواقع مع سوريا من خلال إلغاء تأشيرات الدخول وفتح الحدود ورفع الحواجز الجمركية واقامة مجلس تعاون استراتيجي أعلى برغم عدم التكافؤ بين إمكانات الاقتصاد التركي الكبيرة والاقتصاد السوري المتواضعة. في حين أن عدم التكافؤ بين اقتصادين هو الذي لا يزال يحول دون إقرار اتفاقية التعاون الاستراتيجي بين تركيا والعراق في البرلمان العراقي. وكانت رغبة القيادة السورية في المضي قدماً من أجل التواصل مع دول الجوار، ولا سيما تركيا، تتقدم على أي اعتبارات أخرى.

لكن مع بدء الثورات العربية، ووصول حركات الاحتجاج الى سوريا، كان المشهد بين البلدين مختلفاً. واجهت تركيا سابقاً ارتباكاً وازدواجية في المعايير مع الحراكات العربية السابقة لكن سوريا حالة مختلفة. سوريا تختلف عن الجميع بالنسبة لتركيا ليس فقط لأهميتها القصوى في نجاح إستراتيجية «العمق الاستراتيجي»، وتباهي تركيا بها، بل أيضاً لأن البنية الاجتماعية المذهبية والاتنية لسوريا مشابهة للبنية الموجودة في تركيا. بل أكثر من ذلك ان تركيا تختزن من عوامل التفجير الداخلي، وشهدته أكثر من سوريا، التي بالكاد مرت بحوادث محدودة كان لها طابع سياسي اكثر من اي شيء آخر، لا بل يفتخر السوريون بأن النزعة الوطنية لديهم تتقدم اي نزعة دينية او مذهبية او اتنية.

عندما بدأت الاضطرابات في سوريا كانت المواقف التركية على النحو التالي:

1- تركيا مع التغيير والإصلاح الذي تراه حتمياً.

2- التعامل بسلمية مع المتظاهرين وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمفكرين وإلغاء حال الطوارئ وإقرار التعددية السياسية لتحقيق التحول الديموقراطي.

3- الأفضل ان يكون التغيير بقيادة الأسد، وهذا وحده يمنع الانفجار الكبير ويحقق الاستقرار.

وفي هذا السياق ارسلت تركيا وفوداً متتالية لتبحث مع الأسد كيفية تحقيق ذلك.

لا شك في ان الاحتجاجات والاضطرابات في سوريا تعكس وجود ازمة وطنية كبيرة يتطلب علاجها الكثير من الشجاعة والرؤية الاستشرافية بحيث لا يمكن الاستمرار بذهنية تقليدية ومؤسسات غير قادرة حتى لو أرادت ترجمة الاصلاح واقعاً. لذا كانت المبادرة التركية في المساعدة عبر إيفاد خبراء في التنمية والاصلاح وعلى أعلى المستويات، وألا تكون المعالجة امنية فقط او من باب الشعارات غير القابلة للتنفيذ، وبالتالي المراوحة المفتوحة على استمرار اسباب جانب من المشكلة.

لكن هذا لا يعفي تركيا ولا يبرر لها مطلقاً مجموعة من المواقف والسلوكيات التي أثارت علامات استفهام متعددة، وأوصلت العلاقات الى مرحلة من التوتر والاهتزاز التي ان استمرت هكذا ستعيدها الى نقطة الصفر.

لم تنتظر وسائل الاعلام التركية اتضاح الموقف في سوريا، فبادرت إلى حملة مفتوحة لا تزال مستمرة حتى الآن ضد الأسد شخصيا، عبر تصويره على انه الدكتاتور والسفاح الذي يشبه معمر القذافي. وما يفاقم علامات الدهشة ان وسائل الاعلام القريبة جداً من حزب العدالة والتنمية، مثل صحف «ستار» و«تركيا» و«يني شفق»، وتلك التابعة لرجل الدين التركي المتواجد في أميركا فتح الله غولين، مثل «زمان»، كانت الأكثر شراسة في هذه الحملة، ومنذ اللحظة الأولى، فبادر العديد من الكتاب الإسلاميين، الذين كانوا يدعون الى وحدة تركيا وسوريا، إلى المواقف الأكثر تطرفا في حملة التشويه غير المسبوقة في صورة من غير الممكن فهمها.

وبرر أردوغان اهتمامه المفتوح بالوضع في سوريا على اعتبار ان الشأن السوري هو شأن داخلي تركي. اذا كان من حق تركيا ان تقلق لوضع في دولة جارة غير ان هناك حدودا للعلاقات بين الدول مهما بلغت الثقة بينها والقلق التركي لا يبرر مطلقا:

أ- يومية المواقف التركية ومن كل المسؤولين حول سوريا بحيث بدت تدخلا في الشأن الداخلي لسوريا، وبما يتجاوز غيرة الأخوة والجيران والأصدقاء، حيث كان يمكن ان يكون التواصل خلف الكواليس مع تمرير رسائل علنية من وقت لآخر، ولكن ليس بشكل يومي فاقع.

ب- نبرة المواقف الرسمية التركية التي اتسمت بلغة استعلائية لا تليق لا بالعلاقة بين مسؤولين رسميين، ولا حتى بين أصدقاء. وبدت تركيا كما لو أنها وصية على سوريا، كما كانت وصية على مصر حسني مبارك وليبيا معمر القذافي.

ولعل الشعور، الوهمي، بوجود فائض قوة لدى الأتراك هو الذي جعلهم يتصرفون على هذا الأساس الذي يمكن بسهولة أن يُعكس ليكون الأتراك هم الذين يتلقون «النصائح» و «الدروس» بشأن كيفية حل مشكلاتهم الاتنية والمذهبية وغيرها المزمنة والتي عمرها من عمر الجمهورية، بل بعضها من عمر السلطنة العثمانية.

ويلفت هنا تحذير الصحافي التركي المعروف جنكيز تشاندار في صحيفة «راديكال» قبل أيام من أنه اذا استمر حزب العدالة والتنمية في حمل ذهنية إنكار وجود قضية كردية في تركيا الى ما بعد الانتخابات النيابية في 12 حزيران المقبل «فإننا سنكون امام تكرار المشهد اليمني والسوري... في تركيا». ونلفت هنا من جانبنا الى التزام المسؤولين الاتراك الصمت إزاء خطوة دمشق منح الجنسية السورية لعشرات الآلاف من المواطنين الأكراد في سوريا.

ومع ذلك كان يمكن لكل هذه «الأخطاء» أن تبدو «صغيرة» أمام الأخطاء المثيرة و«العميقة»، ومنها استضافة تركيا المعارضة السورية، أولاً في المؤتمر الصحافي الشهير في اسطنبول لمراقب الاخوان المسلمين في سوريا محمد رياض الشقفة، وثانياً في مؤتمر في اسطنبول ايضاً للمعارضة السورية مجتمعة. ويرى بعض المسؤولين الاتراك ان هذا يدخل في باب حرية الإعلام والحركة في تركيا تماماً كما تحصل هذه الامور للمعارضات العربية في لندن او باريس. ولكن يسهو عن بال الأتراك ان بريطانيا أو فرنسا ليستا جارتين مباشرتين لتركيا، وأن المعايير التي تحكم علاقات بريطانيا وفرنسا مع سوريا ليست ذاتها التي تحكم علاقات تركيا مع سوريا.

وقد مثلت هذه الاستضافة «خطأ تكتيكياً» كانت له تداعيات تمس أسس العلاقات بين البلدين. فكما تنظر تركيا الى حزب العمال الكردستاني على أنه إرهابي كذلك تصنف سوريا حركة الاخوان المسلمين.

شكل الاحتضان التركي للمعارضة السورية وحركة الاخوان المسلمين مسّاً بحساسية سورية داخلية عميقة، وتدخلاً مباشراً بالشأن السوري الداخلي، تماماً كما لو تبادر سوريا مثلا الى استضافة مسؤولي حزب العمال الكردستاني في دمشق ليعلنوا مواقف معادية لتركيا، فما الذي كان سيكون عليه الموقف التركي؟ لسنا بحاجة إلى إجابة ففي، العام 1998 كادت تركيا تشن حرباً على سوريا بسبب وجود عبدالله اوجالان فيها.

وتعدى «التلاعب» التركي بالتوازنات والحساسيات السورية الداخلية من خلال الغمز العلني من قناة التمايز السني العلوي في سوريا عندما أشار أردوغان إلى أهمية «علوية» الأسد و«سنّية» زوجته واعتبرها السوريون إشارة غير بريئة وتحريضاً.

كما أن المسؤولين الاتراك يكررون كثيراً، ويومياً الخشية من الفتنة السنية – العلوية، ومن تقسيم سوريا وتفتيتها، كما ورد مراراً في تصريحات اردوغان وآخرها تصريحه في مسقط رأسه «ريزه» السبت الماضي اثناء مهرجان انتخابي له، بحيث بدت التحذيرات اليومية من وقوع الفتن والتقسيم كما لو انها حثّ وحضّ على وقوعها، في حين ان الأمور ليست مطروحة بهذا الشكل في سوريا لا من قبل النظام ولا من قبل المعارضة.

كذلك كانت الإثارات الإعلامية التركية عن استكمال الاستعدادات على الحدود التركية السورية، ولا سيما في انطاكية وماردين، لمواجهة موجات نازحين محتملة من سوريا، ولم تكن هناك بعد أية مظاهر لمثل هذا الاحتمال، كما لو انها تحريض للسوريين على النزوح واستخدام النازحين ورقة ضد النظام في سوريا، وإظهار النظام أنه لا يكتفي بقتل المواطنين بل يهجّرهم. وحتى الآن، وبرغم مضي أكثر من شهر ونصف على بدء الاضطرابات في سوريا، لا تزال الخيم التي أعدّها الهلال الأحمر التركي فارغة تنتظر من يرتادها.لا شك في أن هناك مشكلة كبيرة في سوريا تتعلق بضروة الإصلاح، لكن هذه المشكلة في النهاية تخصّ السوريين، وهي شأن داخلي مهما كانت الظروف، لأن الخوف مبرر ومشروع من أن يكون اعتبار اردوغان الأزمة في سوريا «شأناً داخلياً تركياً» ذريعة للتدخل الفعلي في الشأن الداخلي السوري وليس المساعدة على إيجاد حل موضوعي للأزمة، وهذا يفتح بدعة جديدة، بل قواعد جديدة، في العلاقات بين الدول بحيث لا يمكن لتركيا ايضاً أن تعفي نفسها من تدخل الآخرين في شؤونها على اعتبار ان ما يجري في تركيا يمكن اعتباره أيضاً «شأناً داخلياً» لسوريا والعراق وحكومة كردستان العراق واليونان وروسيا وإيران وبلغاريا وأرمينيا وجورجيا وقبرص اليونانية وهلم جرا. وفي النهاية فإن الذي يقرر مستقبل الشعب السوري هم السوريون أنفسهم وليس السفراء والقناصل ولا العواصم القريبة او البعيدة.

كل هذا، من جهة أخرى، لا يبرر للأتراك ايضاً ان يتجاهلوا ان هناك «حيزاً» لهيبة الدولة، اي دولة، في التعامل مع ما تعتبره خطراً عليها أو «مؤامرة». وفي الحالة السورية لا يخفى على الأتراك أن في جانب من حركات الاحتجاج في سوريا استهدافاً للموقع والدور السوريين المتمثل في مواجهة اسرائيل والداعم لحركات المقاومة في لبنان وحماس والمتحالف مع ايران في المنطقة والمعارض لسياسات الهيمنة والتدخلات الخارجية ولا سيما الولايات المتحدة. وبالتالي فإن المواقف التركية السلبية والمنتقدة للأسد، والحاضنة لحركة الاخوان المسلمين، والمهددة باتخاذ مواقف اذا تعذّر الاصلاح في سوريا، تصب كلها في اتجاه إضعاف الدور السوري وموقع سوريا الممانع، خصوصاً أن قسماً من أراضيها لا يزال تحت الاحتلال، من دون أن يعني هذا الكلام تشكيكاً بوطنية اي جهة سورية مهما كانت انتماءاتها الاتنية او المذهبية او السياسية.

والخطورة الكبرى الأخرى، هنا، على تركيا، انها تعرّض علاقاتها وكل استراتيجيتها «العميقة» للانكسار، وعلى كل الأصعدة، ليس فقط مع سوريا بل مع كل المحور المذكور من طهران الى بيروت مروراً ببغداد.

تواجه تركيا في الحالة السورية امتحاناً دقيقاً في سياستها الخارجية يختلف عن كل امتحاناتها السابقة مع الدول العربية الأخرى. وتطرح المواقف التركية الملتبسة من سوريا تساؤلات عن دوافع هذه المواقف.

تتعدد التفسيرات ومنها:

1- ان تركيا تخشى بالفعل من تفاقم الوضع في سوريا وتحوله الى حرب اهلية ومذهبية واتنية ما يفتح باب تركيا على «جهنم» جديدة. لذلك هي تسعى الى نزع فتيل الانفجار الكبير في سوريا من خلال الإصلاح بقيادة الاسد ضمانة لاستمرار الاستقرار ومنعاً لتأثير ذلك على الوضع في تركيا. ومن هذه الزاوية ترى تركيا ان تكرار مواقفها وتحذيراتها وإملاءاتها بل حتى استضافة المعارضة السورية يأتي من باب الضغوط على النظام السوري للمباشرة الجدية في الإصلاح، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى الآن. ولكن هنا نشير الى ان اوساطاً في حزب العدالة والتنمية اعادت التعاطف مع الإخوان المسلمين وانتقاد تصدي النظام في سوريا بالقوة للمتظاهرين إلى حسابات داخلية تتعلق برغبة الحزب كسب المزيد من أصوات التيارات الاسلامية المعادية لسوريا والمتحالفة مع الاخوان المسلمين في الانتخابات النيابية التي ستجري في 12 حزيران المقبل. وإذا كان في ذلك جانب من الصحة، ولا يمكن أن نفكر لحظة أنه كذلك، فإنه يعكس لا شك «خفّة» في مقاربة قضية حساسة مثل العلاقة مع سوريا وتعريضها للخطر من اجل حفنة أصوات من الناخبين.

2- التفسير الثاني، أن تركيا في مواقفها المتتابعة والضاغطة، ولا سيما مواقف الاعلام الاسلامي فيها، ليست منغلقة على التعاون مع أي نظام بديل قد ينشأ في سوريا في حال سقوط النظام الحالي. واحتضان تركيا حركة الاخوان المسلمين والتشهير اليومي لوسائل الاعلام الاسلامية المقربة من حزب العدالة والتنمية بـ«السلوك الدموي» للنظام السوري قد يفضي الى الاعتقاد باستعداد تركيا بل دعمها لنظام بديل يكون الإخوان المسلمون فيه الركيزة الأساسية. وهذا برأينا يشكل خطراً على مجمل سياسة تركيا في المنطقة والعالم الإسلامي، إذ سواء سقط النظام السوري ام لا، فإن صورة تركيا الحيادية من كل الأطراف السياسية والمذهبية في العالم العربي والاسلامي ستنكسر، بل ستفتح التفسيرات على وجود «أجندة سرية» لدى حزب العدالة والتنمية أساسها «عثمانية جديدة» ذات بعد مذهبي عكسه سلوك تركي ملتبس في العراق والآن تجاه سوريا. وهذا ينعكس سلباً على مجمل الحضور والدور التركي الذي كانت الحيادية أساس قوته. أما في حال سقوط النظام السوري وعدم قدرة المعارضة السورية على اقامة نظام بديل ودخول سوريا في مرحلة الفوضى والفتنة فإن مصالح تركيا ودورها وحضورها سيصبح في خبر كان. وفي جميع الحالات فإن تركيا، وخلافاً لما يتوهّم بعض الرؤوس الحامية فيها، ستكون الخاسرة.

3- اما التفسير الثالث، وقد لا يكون الأخير، من وراء المواقف التركية السلبية من سوريا فهو وقوع راسِمِي السياسة الخارجية في تركيا في «حسابات ورهانات غير دقيقة» في كيفية التعاطي مع الأحداث العربية عموماً، والسورية خصوصاً. ولعل وهم فائض القوة هو واحد من السلوكيات غير الواقعية التي لا يمكن لأحد ان يتوقع ان يسقط فيها مهندسو السياسة الخارجية التركية.

إن أخطر ما يمكن ان تسفر عنه هذه «الأخطاء العميقة» هو هذا الانكسار في العلاقة الاستراتيجة بين انقرة ودمشق (وحلفائها) والتي استغرقت جهوداً استثنائية لبنائها، واحتمالات العودة الى مرحلة الشكوك وانعدام الثقة والتوترات التي كانت سائدة قبل عشر سنوات.

لا يمكن التجاهل او التعامي عن ان صورة تركيا السابقة التي كانت في خط تصاعدي وايجابي منذ ثماني سنوات وحتى الآن قد أصابتها تشوّهات وندوب. كما أن هذه الأخطاء العميقة قد نهشت من قوة الدور التركي وحضوره. وما عاد ممكناً القول ان قواعد اللعبة بين تركيا والمنطقة ستبقى على حالها، ولم تعد الأسس التي قامت عليها الشراكة التركية - السورية صالحة للمرحلة المقبلة مهما كانت نتائج التطورات في سوريا.

من المؤسف فعلاً، أن يسقط مبدأ «المسافة الواحدة» من الجميع في أول امتحان جدي للسياسة الخارجية التركية، وألا تصمد نظرية «العمق الاستراتيجي» أكثر من سنوات معدودة، كأن التاريخ لا يريد أن تستقيم العلاقات العربية التركية عشــية الذكــرى المئوية لانهيارها، والتي بدأت شرارتها بالسياسات والممارسات و«الأخطاء العميقة» لجمعية الاتحاد والترقي بدءاً من العام 1911.

محمد نور الدين ::: السفير


Bookmark and Share