skip to main |
skip to sidebar
نازك الحريري تربح الدعوى ضد عبد الحليم خدام والأخير يهدد: سوف أتكلم..
هل بدأت مرحلة الصدام بين حلفاء الأمس بعد انهيار المشروع الأميركي في المنطقة وتمزق الجمع الهجين لأدوات هذا المشروع الاستعماري! ما جرى ويجري بين عقيلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري نازك الحريري والنائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خادم، يشير إلى مرحلة جديدة بين حلفاء الأمس عنوانها (نفسي أولاً)، وبات من الواضح أن كل واحد من فريق (جيفري فيلتمان وديتليف ميليس) يحاول مغادرة المركب الذي يغرق، مشككاً بكل من حوله، فالجميع يحاول الوصول إلى قارب النجاة كل حسب طريقته ووسائله الخاصة وعلاقاته.
وكان خدام قد رفض إخلاء القصر الذي اشترته عائلة الحريري من ابنة الملياردير اليوناني (أوناسيس)، وادّعى بأن عائلة الحريري وعدته بتعويضه عن أملاكه في سورية إذا انقلب على النظام، وأنه لبى هذا المطلب غير أنهم لم يعوضوه إلا مبلغ سبعة ملايين دولار، وها هم الآن بعد أن تركوه وحيداً يريدون طرده من المنزل الذي يسكن فيه!
وأضافت المصادر أن خدام يعاني من اكتئاب نفسي وارتفاع في الضغط، وقد نصحه الأطباء بالتزام الراحة وعدم "التعصيب" والتفكير والإرهاق لأن ذلك من شأنه التأثير على صحته، حيث تعرض السنة الماضية لأزمة قلبية أجرى على إثرها عملية (قسطرة) للقلب.
وبحسب المصادر إياها، فإن خدام قال "إنه لن يسمح بإهانته ورميه بعد استخدامه ضد سورية بعد أن كان الرجل الثاني في الحكم، والحاكم الفعلي للبنان طيلة ثلاثين عاماً"، وأنه هدد بالكلام وفضح كل شيء على طريقة "عليّ وعلى أعدائي يا رب".
بعد أن اعتذرت المملكة العربية السعودية عن السماح للفار من بلاده، عبد الحليم خدام، بالإقامة على أراضيها، ها هي الولايات المتحدة الأميركية تتبع نفس الموقف فرفضت سفارتها في باريس إعطاء خدام تأشيرة دخول إلى أراضيها. وقد جاء ذلك بعد أن أبلغته السلطات الفرنسية بضرورة التقيد بالالتزام بمقتضيات الإقامة على الأراضي الفرنسية حسب القانون الذي يشير إلى "عدم إقدام المقيم على الأراضي الفرنسية بتعريض البلد لمآزق ومشاكل سياسية وأمنية خلال إقامته"، وعن الكف عن التصريحات السياسية والاتصال بجماعات إرهابية (القصد هنا الإخوان المسلمون)، الأمر الذي يضر بعلاقات فرنسا مع سورية. كما أن الأمر وصل بـ"الخدام" إلى أن بلجيكا أيضاًَ رفضت إقامته على أراضيها، مما دفعه للتحرك باتجاه أميركا مؤخراً، والتي جاء رفضها قاطعاً حين ردّ القنصل جواز سفره من دون أي تعليق، ومن دون تدوين أي حرف عليه.
في هذا المقال يتابع المصدر المخابراتي الاردني رواية تفاصيل المخططات الاسبوعية لجهاز بندر بن سلطان التخريبي في سوريا، ومصدرنا للتذكير "هو ضابط مخابرات في الخدمة ولكنه معارض للتورط في سوريا، ورافض لنشاطات بندر بن سلطان في الاردن، حيث لبندر شبكات لوجستية تعمل بكل حرية فوق الاراضي الاردنية ، وهي شبكات تستغل حدود الاردن للنفاذ إلى الداخل السوري عبر تهريب السلاح والمتفجرات والمقاتلين (والمدربين)
ويتابع المصدر : إنه من السخرية ان يعلن الاردن مثلا وقوفه مع سوريا في محنتها ثم لا تفعل السلطات هنا (في الاردن) شيئا لمنع شركات الخليوي وخاصة شركة (أومنية للاتصالات) من تقوية الارسال باتجاه الاراضي السورية حيث انها سمحت بتركيب اجهزة تقوية تجعل الهواتف الاردنية تعمل بشكل طبيعي حتى حدود العاصمة السورية دمشق .
وحول المخطط الموضوع لسورية في الفترة القصيرة القادمة قال المصدر :
المطلوب تكرار السيناريو الناجح لاحداث درعا ودوما في مدن سورية اخرى وعلى الاغلب ان يوم الجمعة القادم في الثامن من نيسان ابريل الحالي سيشهد محاولات كثيرة من قبل العناصر الارهابية التابعة لبندر والمتواجدة على الاراضي السورية لتنفيذ مجازر بحق المتظاهرين في تكرار لسيناريو درعا ودوما مع التركيز على مدينتي حلب ودمشق ويضيف المصدر :
لقد نجح سيناريو درعا فكرره بندر بن سلطان في دوما وفي التفاصيل الخاصة بذاك السيناريو:
أولا: مجموعة صغيرة جدا قد لا تزيد عن عدد اليد الواحدة من المقاتلين المدربين (العاملين فوق الاراضي السورية لصالح بندر وفقا لما يعرف باستراتيجية الخلايا النائمة ) يتم تنشيطها فتستعد بشكل مسبق لتنفيذ عملية قنص واطلاق نار بهدف القتل بحق المتظاهرين المتوقعين في منطقة محددة .
ثانيا: مجموعة من الرعاع والخارجين عن القانون او العملاء بالمال او بالأيدولوجية المتطرفة يعملون على تحريض مجموعة اخرى من الشباب الابرياء وحسني النية فتلتحم المجموعتان (سيئة النية وحسنة النية ) في مجموعة واحدة تختار مسجدا معينا للتحرك وفقا لعملية معقدة يقوم من خلالها احد اعضاء المجموعة السيئة النية بالتواصل مع المحرضين في الخارج لنقل خبر التظاهرة المتوقعة في الوقت والمكان المحددين، فيصل نبأ موعد التظاهرة ومكانها إلى الخلية النائمة التي تم تنشيطها، فتقصد المكان قبل الموعد، وتتمركز فيه بمساعدة خلايا لوجستية اخرى قد لا تكون على دراية بخلفية ما هو مطلوب منها.
ما ان يهم المصلون بالخروج من المسجد المستهدف حتى تعمد مجموعتي المحرضين (حسني النية والسيئة النية ) على البدء بالهتاف
" الله سوريا حرية وبس " و " الشعب السوري ما بينذل " وغير ذلك من الهتافات التي صممها لحملة بندر على سوريا رجل السي آي ايه ايلي خوري وشركته " ساتشي اند ساتشي " التي تحمل الان إسما تجاريا مموها.
إذا نجح المحرضون في جمع مئة متظاهر فإن الخروج إلى الشارع يصبح هو الهدف الاول واما الهدف الثاني فهو الاشتباك مع رجال الشرطة والامن الذين سيحضرون إلى المكان .
وفور وقوع الاشتباكات بالأيدي والحجارة (كما حصل في درعا ) تتدخل المجموعة المسلحة فتطلق النار على المتظاهرين وتقتل وتجرح منهم ما أمكنها (اكثر الاوقات يكون هناك اكثر من مجموعة مسلحة تطلق النار ومجموعات اخرى منفصلة عنها ولا تعرف بعضها بعضا تقوم بالتخريب ).
ولكن اخطر المجموعات هي تلك التي تروج الشائعات وهذه نجحت في درعا وفي دوما وبمساعدة من وسائل الاعلام والفضائيات العربية المسخرة لبث الفتنة في سوريا ولرعايتها ، نجحت في أقناع المواطنين ان الفرقة 15 التي تقيم حواجز لها حول درعا هي الفرقة الرابعة التي ينتمي اليها ابرز المقربين من الرئيس بشار الاسد، والتي تتمركز عادة في خط الدفاع الاول عن العاصمة دمشق لصد اي خطر اسرائيلي مفاجيء ، وقد سعت وسائل الاعلام والفضائيات ،التي ترعى الفتنة وتحرض عليها ، إلى ترويج الشائعات تلك في درعا لتأكيد اكاذيب بثها عناصر المجموعات الارهابية المتخفية بين المتظاهرين عن مسؤولية ضابط سوري بارز عما حصل من حوادث اطلاق نار في درعا ادت إلى مقتل مواطنين، ويؤكد المصدر المخابراتي الاردني بأن معلوماته الخاصة والمؤكدة تشير إلى ان العميد المستهدف بالشائعات لا علاقة له بما يحصل في درعا لا من قريب ولا من بعيد، ولكن رجال بندر وحلفائهم من التنظيمات التكفيرية المحظورة في سوريا إستغلوا حال النقمة عند المواطنين بعد سقوط ضحايا ابرياء ووجهوا الاتهام إلى الشخص الذي تخشى من نشاطه العسكري إسرائيل وعملائها العرب .
السيناريو هذا ادى إلى تحول اهالي درعا إلى عامل ضغط على استقرار الشعب والنظام في سوريا ، وحتى الآن لا تزال المدينة تعيش حال عدم الاستقرار، ويقوم المحرضون والارهابيون بالعمل سويا على منع المحلات من فتح ابوابها بحجة استمرار اضراب وتمرد مدني لا هدف معلن له يعرفه المجبرون على الاضراب سوى قانون الطواريء والاصلاحات التي اعلن الرئيس الاسد عن قرب صدورها .
السيناريو نفسه اعيد تنفيذه بحذافيره في مدينة دوما وتحولت المدينة حاليا إلى ساحة للتمرد والغضب حزنا على الضحايا وانتقاما لهم، ولكن هذه المرة استهدفت الشائعات العميد حافظ مخلوف المكلف من الرئيس بشار الاسد بالسهر على ملاحقة اي مسؤول او ضابط او مندس يعمد إلى التلكوء في تنفيذ اوامر الرئيس القاضية بعدم التعامل بالسلاح او بالقوة والعنف مع المتظاهرين .
فاوامر الرئيس السوري (يؤكد ضابط الاستخبارات الاردني ) واضحة وهي انه " ممنوع إستعمال او حمل السلاح بالنسبة للشرطة ولقوى الامن في مواجهة المتظاهرين ، وممنوع اكثر اطلاق النار على المتظاهرين تحت طائلة العقوبة الفورية .
وقد نجح العميد حافظ مخلوف (بما له من مسؤولية في مدينة دمشق وريفها) في محاربة عدد من الاختراقات وامسك ببعض المندسين الذي قتلوا المتظاهرين، واوامره التي تسلمها من اعلى السلطات هي ان يعتقل المعتدين على المتظاهرين مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات وفي حال وجود تقصير في حماية المتظاهرين وامن المدينة (دمشق ) وريفها ، فان العقيد مخلوف مخول بحكم موقعه الامني بملاحقة المسؤولين عن ذلك مهما كانت مناصبهم او ادوارهم تقصيرية او جرمية .
والغريب ان الرجل (يتابع المصدر المخابراتي الاردني ) " نزل على الارض " في ساحة مدينة دوما يوم الجمعة الماضي في الاول من نيسان ابريل ليمنع تطور الاحداث في المدينة إلى ما لا يحمد عقباه اثر مقتل عدد كبير من المتظاهرين برصاص مجهولين سقط برصاصهم ايضا العشرات من افراد الشرطة والقوى الامنية ، وسقط برصاصهم فيما بعد في مدينة أخرى تسمى " كفربطنا " عنصرين من القوى الامنية السورية ، وقد نجح العقيد مخلوف في وقف الاشتباكات المسلحة في دوما بعد ان سارع بعض المتظاهرين وردا على سقوط ضحايا من بينهم إلى رفع السلاح واطلاق الرصاص على القوى الامنية التي كانت عزلاء من الاسلحة فسارعت إلى طلب تعزيزات مسلحة من القوى الامنية المساندة وهو امر كاد يؤدي إلى سقوط اضعاف عدد من القتلى من بين الناس ومن بين الامنيين وهو ما منع حصوله وصول المسؤول الامني المعروف بحرصه الشديد على تنفيذ تعليمات الرئيس السوري بحذافيرها ومخاطبته للمسلحين من الاهالي مباشرة والتجول بينهم دون ان يمنعه من ذلك اعتبار الامني الشخصي له و بحضوره منع الاشتباكات وحقن الدماء، ثم سارع إلى مقابلة الوجهاء وطلب منهم التنبه إلى المندسين والعملاء .
المصدر الاردني يتابع رواية المعلومات الامنية الاكيدة التي يمتلكها عن مخطط بندر بن سلطان فيقول :
إستهداف ابرز ضابط في الفرقة الرابعة بالاشاعات بعد اصرار الاهالي على تصديق ان رقم (الفرقة 15 ) يعني ( الفرقة الرابعة ) ثم توجيه الاتهامات إليه في موضوع مقتل المدنيين في درعا، كما ان واستهداف العميد مخلوف في موضوع مقتل المدنيين في دوما ليسا امرين منفصلين ، بل هو جزء من خطة عمل منظمة هدفها نشر بؤر التمرد في سوريا وتفجير المدن السورية بالدماء والضحايا واحدة بعد اخرى وتحميل وزر المجازر إلى من يعتبرهم بندر ثقة الرئيس الاسد ومنفذين امناء لتعليماته ، فإن صدّق الناس التهم تلك... تحول الضباط المحاربين للارهاب وللفساد وللتجسس إلى عامل اضعاف لهيبة السلطة فيكون التخلص منهم مطلبا شعبا لا بد من تحقيقه (كما تنص خطة بندر بن سلطان والاميركيين ) .
ويؤكد المصدر الاردني : من بين المقربين من الرئيس الاسد هناك عدد من الشخصيات التي لن يتوقف بندر واسياده الاميركيين عند حد وصولا إلى تحويلهم إلى ضحايا لعملية اعلامية امنية تربك النظام وقياداته الامنية التي يعول عليها في الشدائد ، فيضطر النظام إلى ابعاد اخلص رجاله إرضاء للمتظاهرين (كما يأمل بندر ورجاله ) .
ويقول الضابط الاردني المخابراتي ودوما بحسب اطلاعه القوي جدا على الاحداث السورية من منطلقات امنية فيضيف :
أؤكد بان نهار الجمعة القادم هو يوم خطير وانصح السوريين بعدم التجمع في اماكن مكشوفة وانصح القوى الامنية السورية برصد اي مشبوهين واعتقالهم فيوم الثامن من نيسان – ابريل هو يوم يريده بندر بن سلطان يوم " المجزرة " في سوريا، وهو سيزج بعدد كبير من الخلايا النائمة التي كان يدخرها للاسابيع القادمة، ولكنه في سباق مع عملية الاصلاح التي قد يعلن الرئيس الاسد عنها في اي وقت ومسألة نشر الشائعات وتحميل المقربين من الرئيس الاسد مسؤولية الدماء التي قد تسيل في دمشق ليست امرا عبثيا، بل هي مؤامرة تشير إلى وجود قرار حاسم عند بندر بازاحة اكثر الشخصيات و الضباط ولاء للرئيس الاسد من ساحة العمل الامني في دمشق سعيا الى الاستفراد بالرئيس (ودوما حسب خطط بندر بن سلطان) .
لماذا الاصرار على تحويل حافظ مخلوف إلى رمز للقمع ؟
يقول المصدر الاردني : بحسب ما لدي من معطيات وتقارير فما يمثله الضابط المشهور بحربه الشرسة على الفساد وله من بين الفاسدين اعداء اقوياء يتربصون به ، وللضابط الذي يمسك بقسم مسؤول عن امن مدينة دمشق وريفها في المخابرات السورية العامة إنجازات كبيرة في مواجهة التجسس الاسرائيلي (لدى الاردنيين معلومات تشير إلى تفكيك حافظ مخلوف في الاسابيع الماضية لشبكات تجسس اسرائيلية بلغ عدد عناصرها العشرات) وازاحته هي هدف اسرائيلي ايضا، كما ان للرجل نشاط فعال في مواجهة الارهابيين، ومما لفت نظر الضابط الامني الاردني في مسألة استهداف العميد مخلوف ، قيام بعض المشبوهين بالفساد و ضعاف النفوس بتقديم نصائح مباشرة لأهالي دوما الذين تواصلوا معهم بحجة التعزية او التهدئة ، بوجوب المطالبة بإزاحة غريمهم (حافظ مخلوف) كما تمكن اهالي درعا من إزاحة عاطف نجيب ، وطالب هؤلاء الفاسدون الاهالي برفع شعارات وهتافات تطالب بعدم التهدأة في دوما إلا بعد التخلص من الضابط المطلوب رأسه ليسعد بندر بن سلطان وسعادة الاخير للمفارقة ستسعد ايضا بعض الفاسدين في الداخل .
وعن الترابط بين الفساد والامن يقول الضابط الامني الاردني :
ربما يكون الترابط بينهما اكثر عمقا مما يتصور البعض فكيف وصلت احدث القناصات إلى سورية وكميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات واجهزة التفجير الشديد التعقيد تكنولوجيا لولا وجود مرتشين على المنافذ الحدودية ؟
ومسألة ملاحقة حافظ مخلوف للفاسدين في الداخل قد تجعل المحرضين على الاضطرابات في سوريا من الخارج يسرعون من الاجراءات التي يرونها كفيلة بالاطاحة بغريمهم ، فالأخير اي مخلوف إعتقل عددا من المتورطين بتهريب السلاح إلى سوريا كما إعتقل عددا من القناصة المشاركين في قتل المدنيين في دوما وهؤلاء بحسب المعلومات التي تملكها مخابرات الاردن اعترفوا بالكثير مما تحتاجه القوى الامنية السورية من المعلومات لوقف تدفق السلاح والمسلحين إلى داخل سوريا ويبدو بان لبعض الفاسدين دور في تهريب الاسلحة مقابل الكثير الكثير من الاموال .
هكذا يكون دم الشهداء من اهالي دوما قد وضع كلا من الفاسدين في الداخل السوري ،و المعادين المحرضين على الفوضى من الخارج ،في خندق واحد .
نقلت صحيفة "المنار" عن مصدر مقرب من عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق، أن لقاء عقد في العاصمة الفرنسية جمع خدام والأمير بندر بن سلطان بحضور شخصيتين لبنانيتين من التيار المسمى بـ "المعتدل" أي المرتبط بأمريكا، وسوري من جماعة الإخوان المسلمين في الخارج، وجرى نقاش حاد حول الأوضاع في سورية، وخلال هذا النقاش قام بندر بصفع خدام على وجهه، قائلا له:" معلوماتك وتقاريرك كاذبة ولا وجود لك في سورية ولا تستحق الأموال التي تتلقاها".وأضاف بندر موجها كلامه لخدام: "لقد قلت أن النظام في سورية سيسقط خلال أسبوعين، وانك جهزت كل شيء.. لقد خدعتنا فماذا حدث.. إننا نغرق في المستنقع وستنكشف كل الأوراق، وغادر على الفور المنزل الذي عقد فيه اللقاء برفقة ضابط أمن فرنسي".تابع ايضا بالمدونة المواضيع التالية
بندر لضباطه : اقتلوا المتظاهرين وانشروا شائعات تحّمل المسؤولية لحافظ مخلوففرنسا لخدام لا تتصل بجماعات إرهابية.أميركا وبلجيكا يرفضان استقبالهأنباء غير مؤكدة عن وفاة عبد الحليم خدامالسعودية: الأمير بندر بن سلطان لم يصدر أوامر بتعيين زعيم "القاعدة" في العراق
نشر موقع "ويكيليكس" برقية دبلوماسية أميركية صادرة من السفارة الأميركية ببغداد في 25 تموز 1990، تتضمن رسالة شفهية من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب.
البرقية حسبما ذكر موقع "الجزيرة نت" نقلاً عن "ويكليكس" أرسلت قبل أسبوع واحد من اجتياح القوات العراقية للكويت، وقد كتبتها السفيرة الأميركية في بغداد في ذلك الوقت أبريل غلاسبي بعيد اجتماعها مع الرئيس صدام، وبحضور وزير الخارجية العراقي آنذاك طارق عزيز.
صدام طلب من غلاسبي نقل رسالة "مهمة" إلى الرئيس بوش، وهي أن العراق يريد علاقة صداقة مع الولايات المتحدة، ولكن السؤال هل تريد حكومة الولايات المتحدة ذلك؟
أخبر صدام غلاسبي بأن العراق قد تكبد مئات الآلاف من الضحايا، وهو الآن فقير إلى درجة أن مخصصات أيتام الحرب سوف تقطع قريباً، ومع ذلك فإن "الكويت الغنية" ترفض حتى تنظيم عمل الأوبك.
حلول دبلوماسية
وتقول البرقية -نقلاً عن صدام- إن العراق سئم الحرب، ولكن الكويت قد تجاهلت الدبلوماسية، وإن المناورات التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، سوف تشجعها وتشجع الكويت على تجاهل الطرق الدبلوماسية المرعية.
صدام حذر غلاسبي –طبقاً للبرقية- من إهانة العراق على الملأ من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية، وأكد لها أن بلاده في هذه الحالة لن يكون لديها خيار آخر سوى "الرد"، بغض النظر عن النتائج غير المنطقية أو المدمرة التي قد تنتج عن ذلك الرد.
غلاسبي تعلق على طرح صدام بقولها "يجب أن نحاول أن نفهم أن أنانية الكويت والإمارات العربية المتحدة لا تطاق".
تصف السفيرة الأميركية صدام في ذلك اللقاء بأنه كان ودياً ومنطقياً، وأسهب في استعراض العلاقات العراقية/الأميركية منذ استئنافها عام 1984 والنكسات التي تعرضت لها، خاصة الشكوك التي انتابت الطرف العراقي من نوايا الجانب الأميركي، التي قال صدام عنها في ذلك اللقاء إنها كانت مثيرة للشك، لأن الولايات المتحدة بدت غير سعيدة بعد انتصار العراق على القوات الإيرانية في شبه جزيرة الفاو، وتصاعد احتمالات انتهاء الحرب بعد ذلك الانتصار.
أوساط غير ودودة
كان صدام يختار كلماته بعناية –حسب وصف غلاسبي- وهو يقول لها إن هناك "بعض الأوساط" في حكومة الولايات المتحدة الأميركية والمخابرات (سي آي أي) غير ودودة تجاه العلاقات العراقية/الأميركية، ولكنه شدّد على استثناء الرئيس جورج بوش ووزير الخارجية جيمس بيكر.
وتقول البرقية إن صدام استند في استنتاجاته –بحسب البرقية- على حقائق من قبيل أن "بعض الدوائر تجمع معلومات عمن قد يخلف صدام حسين"، كما أن تلك الدوائر دأبت على تحذير دول الخليج من العراق، وعملت على ضمان عدم تمتع العراق بأي مساعدة.
السفيرة الأميركية أقرّت بوجود تلك الأوساط، لكنها أكدت لصدام أن الإدارة الأميركية تأخذ تعليماتها من الرئيس.
وتنقل غلاسبي عن صدام اندهاشه من موقف الحكومة الأميركية من العراق الذي كان انتصاره على إيران نقطة تحول تاريخية بالنسبة للعرب والغرب، وعلق مندهشا "لكنكم تريدون سعرا منخفضا للبترول".
حملات إعلامية
كما أضاف صدام حملات الإعلام الأميركي ضده شخصياً وضد العراق إلى لائحة التظلمات من الموقف الأميركي، على حد وصف السفيرة غلاسبي، التي أضافت "إلا أن صدام قال إنه -رغم كل تلك النكسات- ما زال يأمل علاقة جيدة مع الولايات المتحدة"، وشدد على أن أولئك الذين يعرضون اقتصاد العراق للخطر لا يمكن التهاون معهم.
غلاسبي أوضحت للرئيس صدام أن الرئيس الأميركي لا يمتلك سلطة على وسائل الإعلام، وأنه لو كان يتمتع بتلك السلطة لما كانت هناك انتقادات لإدارته في الإعلام الأميركي. إلا أن السفيرة أوضحت لصدام أنها شاهدت برنامج الإعلامية الأميركية دايان سوير عنه، ووصفته بأنه كان "سوقياً وغير عادل".
صدام وصف الكويت والإمارات العربية المتحدة بأنها أدوات لحكومة الولايات المتحدة، وقال -"مختاراً كلماته بعناية"- إنه كما لا يهدد العراق أحداً، فإنه لن يقبل بأن يهدده أحد.
وتقول السفيرة غلاسبي في برقيتها إن صدام كان مستاءً مما وصفه بالتحامل الآثم على حكومة العراق، وتساءل عن معنى تصريحات أميركية تقول إن حكومة الولايات المتحدة سوف تحمي أصدقاءها فرادى ومجتمعين.
تفهم واستغراب
ثم تأتي البرقية على ما وصفته بإحدى نقاط صدام الرئيسية في الحوار، وهي الممارسات التي تقوم بها حكومة الولايات المتحدة لتشجيع الكويت والإمارات العربية المتحدة على سياساتهما "غير الكريمة"، وتنقل غلاسبي عن صدام تشديده على أن العراق سيسترجع كافة حقوقه مهما طال الزمن.
وفي الوقت الذي أبدى فيه صدام تفهمه لحرص الولايات المتحدة على صيانة علاقات الصداقة التي تربطها بدول الخليج وسلاسة تدفق النفط، تنقل البرقية عنه استغرابه من دعم الولايات المتحدة لأولئك الذين يضرون العراق.
غلاسبي تقول إن صدام قال لها إن "على الولايات المتحدة ألا تستخدم أساليب لا تحب هي أن يستخدمها أحد ضدها، مثل لي الذراع".
نقطة الإذلال
تقول البرقية إن صدام أسهب في شرح تركيبة العراقيين الذين يؤمنون بـ"الحرية أو الموت دونها"، وإن العراق يعلم إمكانيات الولايات المتحدة العسكرية ومدى الدمار الذي يمكن أن تلحقه بالعراق، وإن صدام طلب من حكومة الولايات المتحدة "ألا توصل العراق إلى نقطة الإذلال لأنها النقطة التي يصبح فيها المنطق غير ذي أهمية".
وبالتطرق إلى العلاقات العربية/العربية، تقول البرقية إن صدام قال للسفيرة غلاسبي إنه "لا يطلب من الولايات المتحدة أن تتخذ أي دور، لأن الحلول يجب أن تأتي من خلال الدبلوماسية بين الدول العربية".
وتقتبس البرقية عن صدام قوله لغلاسبي "لا تدفعونا إليها (الحرب)، ولا تجعلوها الطريقة الوحيدة للعراقيين ليحفظوا كرامتهم."
وتقول البرقية إن صدام حث الولايات المتحدة في ثنايا الحديث على أن تحترم حقوق الإنسان لـ200 مليون عربي، كما تحرص على حقوق الإنسان للإسرائيليين.
ضغط صهيوني
صدام أثنى على بوش الذي قال عنه إنه لم يرتكب أخطاء تجاه العرب خلال فترة رئاسته، باستثناء حوار الأوبك الذي اعتبره صدام "خاطئاً"، لكنه أبدى تفهمه للضغط الصهيوني الذي تعرض له بوش في ذلك الصدد.
وشدد صدام مجدداً بعد ذلك على ضرورة تأسيس علاقة صداقة بين العراق والولايات المتحدة، ولكنه قال إن "العراق لن يلهث وراءها، إلا أنه سوف ينفذ ما يقع عليه من حقوق الصداقة".
غلاسبي قالت إن الرئيس بوش كان قد أعطى هو الآخر تعليماته بتعميق أواصر العلاقة الأميركية/العراقية، وضربت مثلاً بمعارضة بوش لبعض العقوبات الأميركية على العراق، وهنا تقول البرقية إن صدام ضحك قائلاً "لم يتبق للعراق شيء يشتريه من الولايات المتحدة باستثناء القمح، وهذا أيضاً سوف يعلن قريباً أنه مادة تصلح للاستخدام المزدوج"، ولكنه قال إنه لن يركز على هذا الموضوع وإنه مهتم بالأمور الأكثر أهمية.
نوايا تجاه الكويت
وفيما يتعلق بتحريك حشود عسكرية عراقية تجاه الحدود مع الكويت، سألت السفيرة صدام كيف يمكن للولايات المتحدة ألا تقلق من تحرك كهذا؟ و"ما هي نواياكم؟".
صدام أجاب قائلاً "كيف نجعلهم (الكويت والإمارات العربية المتحدة) يفهمون عمق معاناتنا"، وأوضح صدام للسفيرة غلاسبي أن الأزمة المالية التي يعيشها العراق شديدة إلى درجة أن مخصصات أرامل الذين فقدوا حياتهم في الحرب مع إيران سوف تقطع قريباً.
ويكمل صدام قائلاً -حسب البرقية- "صدقيني لقد حاولت كل شيء: أرسلنا مبعوثين، وكتبنا الرسائل، وطلبنا من الملك فهد (العاهل السعودي وقتها) ترتيب قمة رباعية. فهد اقترح وزراء نفط ووافقنا، رغم أن ذلك كان أقل من سقف آمالنا".
وزير النفط الكويتي –بحسب صدام في البرقية- أعلن بعد يومين أنه يريد إبطال اتفاق جدة خلال شهرين. أما بخصوص الإمارات العربية المتحدة، فقد قال صدام -بحسب البرقية- "لقد رجوت الشيخ زايد أن يفهم مشاكلنا (عندما استضاف صدام الشيخ زايد في الموصل بعد قمة بغداد)، وقال زايد: انتظر لأعود إلى أبو ظبي، ولكن بعد ذلك أدلى وزير نفطه بتصريحات سيئة".
تعليق دبلوماسي
وفي ختام البرقية تعلق غلاسبي قائلة "طبقا لذاكرة السلك الدبلوماسي الحالي (أي منذ افتتاح السفارة في بغداد عام 1984)، لم يستدع صدام سفيراً قط، إنه قلق".
وتضيف أنه طبقا لنظرة صدام السياسية فإن "الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة في الشرق الأوسط"، وهو يحتاج إلى الحد الأدنى من مقومات العلاقة الصحيحة لأسباب جيوسياسية (جغرافية/سياسية) واضحة، خاصة في ضوء وجود تهديدات مصيرية من إيران وإسرائيل. وتعتقد السفيرة أن صدام يشك في أن قرار واشنطن المفاجئ بالقيام بمناورات مع أبو ظبي هو نذير بأن حكومة الولايات المتحدة تتخلى عن الحياد.
صدام نفسه بدأ في التفكير في مدى عدم فهمه للولايات المتحدة، وهذا يثير القلق من أن الأميركيين لا يفهمون بعض العوامل السياسية التي جبل عليها مثل:
- أنه لن يسمح بأن يظهر بمظهر المنقاد لاستئساد قوة عظمى، "كما حذرنا سفير العراق في الولايات المتحدة نزار حمدون عام 1988".
- العراق الذي تكبد مئات الآلاف من الضحايا يعاني، والكويت "بخيلة" و"أنانية".
وتضيف "نرى أن صدام يعترف بأن لحكومة الولايات المتحدة مسؤولية في المنطقة، ولديها كل الحق في أن تتوقع إجابة من العراق عندما تسأله عن نواياه"، وتشير إلى أن رده بخصوص محاولته مختلف الوسائل والقنوات الدبلوماسية قبل اللجوء إلى الاستفزاز، يكتسب على الأقل ميزة الصراحة.
إن تأكيده أن العراق يريد تسوية بالطرق السلمية هي بالتأكيد صادقة، فـ"العراق سئم الحرب"، ولكن البنود تبدو صعبة التحقيق. يبدو أن صدام يريد التزاما آنيا حول أسعار النفط والإنتاج ليغطي الشهور المقبلة.
كشفت صحيفة الأخبار اللبنانية الخميس 12/5/2011، عن البرقيات الدبلوماسية الصادرة عن السفارة الأميركية في القاهرة من موقع "ويكيليكس"، وتتضمن مواقف مصرية تتعلق بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالعداء المصري الموصوف لمحور إيران - سوريا - حماس - حزب الله.
تخصّص السفارة الأميركية عدداً كبيراً من برقياتها لتقويم السلوك المصري الرسمي والشعبي إزاء عدوان "الرصاص المصهور" على غزة نهاية عام 2008 ومطلع 2009. وتكشف إحدى الوثائق بتاريخ 12 كانون الثاني 2009، أن وزارة الأوقاف المصرية أمرت جميع أئمّة المساجد بعدم التطرق إلى موضوع حرب غزة خلال خطبهم في صلاة الجمعة [09CAIRO45]. وبموجب هذا الأمر، "لم نسمع أي خطبة جمعة في مساجد القاهرة تتحدث عن غزة". وتحت عنوان "انفصام في الشخصية حيال غزة"، تدّعي الوثيقة نفسها أن الشارع المصري ليس موحَّداً من حيث تأييده لحركة "حماس"، بدليل الشعارات المعادية للحركة الإسلامية التي أطلقت خلال تشييع الضابط المصري في حرس الحدود الذي قُتل خلال اختراق الغزيين معبر رفح في 28 كانون الأول 2008. لكن السفيرة مارغريت سكوبي تعود لتعترف، في نهاية البرقية، بأن هذا الجزء من الشارع المصري يبقى أقلّوياً مقارنة مع الغالبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني والغاضبة على أميركا والغرب وإسرائيل.
نخب vs "مصريّين عاديّين"
ومثلما كانت الحال في الاهتمام الأميركي بتداعيات حرب تموز 2006 على الحكومة والشارع المصريَّين، فقد خصّصت السفارة لدى مصر حيّزاً واسعاً من برقياتها لرصد صدى حرب غزة في الإعلام المصري، لتخلص إلى أن نظام حسني مبارك كان أحد أبرز الخاسرين من الحرب [09CAIRO98]. وحاولت الوثيقة التمييز بين فئتين مصريتين اختلف تقويم كل منهما لنتائج الحرب ولسلوك القاهرة خلالها؛ فالنخبة المثقفة ظلت موالية وداعمة للحكومة ولأدائها، بينما «المصريون العاديون» تملّكهم الغضب الشديد إزاء كل من الإسرائيليين وحكومتهم نفسها. وقارنت مصادر السفارة الأميركية مشاعر المصريين بتلك التي انتابتهم في حرب 1967. لكن اختلفت آراء مصادر السفارة، بين مَن رأى أنّ هذا الغضب سرعان ما سيزول، مثلما حصل بعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت في 1982 وحرب لبنان 2006، من جهة، ومَن أعرب عن ثقته بعكس ذلك، لأن الغضب سيدوم طويلاً ولسنوات من جهة ثانية. وأبرز الصفات التي رصدتها البرقية عن مبارك في الشارع المصري بسبب مواقفه خلال عدوان غزة كانت: "أضحوكة"، و"دمية بيد الغرب"، و"مفلس أخلاقياً"، إضافة إلى "شخص يساوي بين مصالحه ومصالح إسرائيل وأميركا". ويشكو أحد مسؤولي الحزب الديمقراطي الوطني الحاكم للسفارة الأميركية أنه "إذا نُظر إلى حماس على أنها قد فازت بالحرب، فإنّ ذلك سيكون مضرّاً جداً بالمعتدلين هنا. هناك احترام كبير لحماس لأنها وقفت في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، ويصعب علينا أن ننافس في تلك النقطة"، حتى إنّ بعض مصادر السفارة تعترف للمسؤولين الأميركيين "بأنّنا جميعاً نخجل بالطريقة التي تصرّفت بها حكومتنا". وبحسب تحليل مُخبري السفارة ومصادر معلوماتها، فإنّ تفسيراً طبقياً يشرح الانقسام الحاصل بين المصريين: الفقراء الذين شعروا بأنّ أوضاعهم مماثلة لظروف عيش الفلسطينيين في القطاع المحاصر، وأن السلطات المصرية تعاملهم مثلما تتعاطى إسرائيل مع الفلسطينيين. هؤلاء، بحسب برقية السفارة، تمكّن «الإخوان المسلمون» دون سواهم من تجييشهم وتحريكهم وإنزالهم إلى الشوارع، ما جعل من جماعة الإخوان أحد الرابحين في الحرب على الصعيد الشعبي. كل ذلك في مقابل نخب مثقفة كانت راضية عن سلوك السلطات المصرية على قاعدة أن النظام وضع المصلحة الوطنية في صدارة معايير سلوكه إزاء حرب غزة.
إلا بالسوريّين..
وفي عزّ الحرب على غزة، تشير برقية بتاريخ 29 كانون الأول 2008 إلى أن أبو الغيط طمأن الجنرال دايفيد بيترايوس، خلال وجود الأخير في القاهرة في 27 و28 كانون الأول 2008، إلى أنه اتصل بجميع الأطراف المعنية بحرب غزة "ما عدا السوريين" [08CAIRO2571]. وكشف له عن رفض القاهرة عقد قمة عاجلة لجامعة الدول العربية لأنها ستكون "سابقة لأوانها"، ولأنه لن يصدر شيء عنها. وتظهر النية الحقيقية لرفض أبو الغيط عقد القمة العاجلة، عندما يعترف بأنه يريد تجنُّب صدور إدانات عربية قاسية ضد إسرائيل. وعن لقاء بيترايوس مع اللواء عمر سليمان، تنسب السفارة إلى مدير جهاز الاستخبارات المصرية تأكيده أنه يدرك ماذا تريد إسرائيل من حربها، وأنها تنوي الذهاب حتى النهاية لتحقيق أهدافها "وهو ما يمكن أن يحصل في غضون أسبوع أو اثنين". وأعرب عن رأيه في أن "الوضع قد يتحسن في حال إعلان هدنة قصيرة من يوم أو اثنين للسماح للغزيين بدفن قتلاهم وعلاج مصابيهم وتلقي المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الفوائد السياسية من خلال السماح لإسرائيل ولحماس بفهم خطورة الوضع". وهنا أيضاً تظهر النية الحقيقية للمطلب المصري من وراء الهدنة، ألا وهو إراحة مصر من الضغط الذي تتعرض له من الداخل والخارج، لكونها مستمرة بإقفال معبر رفح، على قاعدة أن الهدنة "ستمنح مصر الغطاء السياسي اللازم لممارسة المزيد من الضغط على حماس، ووضعها في خانة المسؤولة الوحيدة عن المأساة الإنسانية في القطاع".
حتى إنّ مستشار وزارة الخارجية المصرية للشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، أحمد همشري، وفي إطار شكواه من التظاهرات العالمية المنددة بالحصار المصري المفروض على قطاع غزة، يبرر للسفارة الأميركية منع الحجّاج الحمساويين من مغادرة القطاع إلى السعودية لأداء مناسك الحج بأن هؤلاء مرتبطون بمواعيد للاجتماع مع مسؤولين إيرانيين في مدينة مكة، حيث من المفترض بهؤلاء تزويد حجاج "حماس" بالمال نقداً وبالتعليمات لمدى سنوات [08CAIRO2502]. وفي السياق، يتذمّر همشري من عجز مصر عن بناء قاعدة جماهيرية ضدّ "حماس"، محذّراً الأميركيين من أن "الخطر على المدى البعيد هو أنّ قوة حماس ستستمر بالازدياد، الأمر الذي سينعكس بدوره قوةً لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وجبهة العمل الإسلامي في الأردن، وهو ما سيكون على حساب العلاقات المصرية ـ الإسرائيلية".
"حماس" عدوّة مصر
ولم يكن المسؤولون المصريون يخفون عداءهم الرسمي لحركة "حماس"، ما قد يقدم شرحاً منطقياً للسياسات المصرية الحكومية التي اتّبعت تجاهها خلال الحرب وقبلها وبعدها. وتقدم برقيات السفارة الأميركية عشرات التصريحات والأمثلة عن نظرة أركان النظام البائد إلى الحركة الإسلامية في غزة. وفي أحد لقاءات أبو الغيط مع مندوب الكونغرس، دايفيد برايس، [08CAIRO52]، بتاريخ 13 كانون الثاني 2008، يقول الوزير المصري إن "الحكومة المصرية تنظر إلى حركة حماس على أنها تنظيم تابع للإخوان المسلمين، وبالتالي كعدوّ". وبرر أبو الغيط عداء نظامه لكل ما يمتّ بصلة إلى "الإخوان" بتأكيده أن جميع المنظمات التابعة لها، كحماس، يعتقدون خطأً أن تطبيق التعليم الديني الذي يعود إلى القرن الثامن هو الطريق الصحيح، وبالتالي فإنهم يميلون نحو استخدام العنف. ويتابع أبو الغيط أن الإخوان المسلمين وأتباعهم أنزلوا بمصر خراباً لعقود من الزمن، من خلال اغتيال عدد من الزعماء، من بينهم الرئيس أنور السادات. كلام يورده وزير الخارجية لضيفه الأميركي ليخلص إلى تبرير سعي الحكومة المصرية إلى فعل أقصى ما يمكنها فعله لعزل حركة "حماس" ووقف التهريب إلى قطاع غزة. وطمأن أبو الغيط المسؤول الأميركي إلى أنّ حكومته، لتعزيز إمكانياتها على الحدود مع غزة، قد تسير بمشروع شراء التجهيزات الأميركية البالغة قيمتها 23 مليون دولار لمنع التهريب، وفق ما طلبته الولايات المتحدة من خلال فريق مهندسيها الذين أجروا دراسة عن هذا الموضوع.
بدوره، لا يخفي أقوى صقور نظام مبارك، اللواء عمر سليمان، مشاعره الحقيقية المعادية لـ«حماس». وتنقل البرقية الرقم 09CAIRO65 عن سليمان قوله إن مساعي مصر لتقويض حركة المقاومة الإسلامية تتضمّن محاربة شبكات التهريب وتدمير الأنفاق بالتنسيق مع إسرائيل. وأشار إلى أن سوريا وإيران تعملان على إعاقة المصالحة الفلسطينية، مؤكداً أنّ مسؤولي «حماس» قرروا عدم المشاركة في الحوار الفلسطيني - الفلسطيني في 11 تشرين الثاني 2008 لأن إيران وسوريا شجعتاهم على ذلك إلى حين تسلُّم الإدارة الجديدة الحكم في واشنطن.
الجامعة أداة لإيران
تباهى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط (الصورة) أمام السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي [08CAIRO2442]، بجهوده التي انتهت بإقناع وزراء الخارجية العرب بشرعنة تمديد الولاية الرئاسية لمحمود عباس، وهو ما مثّل "انتصاراً على سورية التي كانت تلعب مع قطر لعبة الإيرانيين مع الإسلاميين".
ويتابع أبو الغيط أنه «لو نجح السوريون في إلغاء تلك الفقرة، لكان الضرر كبيراً جداً، لكننا واجهنا السوريين وأرغمناهم». واعترف بأن مصر أعاقت مشروعاً سورياً كان يقضي بإنشاء لجنة لمساعدة السلطة الفلسطينية كانت ستلزمها بإرسال تقارير عن عملها إلى الجامعة.
ووصف الجامعة بأنها "تعمل كأداة بأيدي الإيرانيين"، مشيراً إلى أنّ «المواجهة بدأت منذ اغتيال (رفيق) الحريري، وتواصلت خلال حرب لبنان (تموز) والانقلاب العسكري لحركة حماس في غزة، وصولاً إلى إضعاف عباس ومحاولة تغيير اسم منظمة التحرير إلى منظمة التحرير الإسلامية الفلسطينية».
انسوا شاليط
توحي إحدى البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في القاهرة [06CAIRO4382]، بأن القيادة المصرية، فيما كانت تتولّى وساطة بين إسرائيل وحركة «حماس» لإطلاق الجندي الإسرائيلي المعتقل لدى المقاومة في غزة، جلعاد شاليط (الصورة)، كانت في العمق تعمل على تأخير نجاح الصفقة. ويقترح وزير الخارجية أحمد أبو الغيط على مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دايفيد ولش أن يقنع تل أبيب بـ«نسيان الجندي (شاليط) لفترة لتهدئة الأزمة»، وتقليص دور رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. واعترف أبو الغيط بأن لدى الأتراك صدقية وتأثيراً على السوريّين، لكن تلاعب بهم السوريون من خلال السماح لـ«حماس» بطلب «ضمانات دولية» لحمايتهم، في مقابل الإفراج عن شاليط، وهو ما وصفه أبو الغيط بأنه «ازدراء مباشر لجهود الوساطة المصرية». غير أنّ اللواء عمر سليمان يعود في برقية أخرى بتاريخ 12 أيلول 2006 ليحمّل سورية و«حماس» مسؤولية فشل الجهود السورية حيال صفقة شاليط [06CAIRO5708].
مبارك يبرّئ سورية
تتحدث الوثيقة الرقم 05CAIRO2552 الصادرة عن السفارة الأميركية في القاهرة، عن سلسلة اجتماعات عقدها أركان السفارة مع المسؤولين المصريين للضغط على القيادة السورية في شأن عدم تأخير موعد انسحاب قواتها من لبنان قبل الانتخابات التشريعية، ولشكر القيادة المصرية على دورها في إصدار القرار الدولي 1559. وأبلغ رئيس موظفي وزارة الخارجية المصرية، سميح شكري، السفارة، بأن القيادة السورية «فهمت جدية الوضع في لبنان وخطورته على أثر التفجيرات التي كانت تضرب المدن اللبنانية» في تلك الفترة.
وأبلغ شكري القائم بأعمال السفارة الأميركية في القاهرة في حينها، غوردون غراي، أن الرئيس حسني مبارك (الصورة)، بعد اجتماعه مع نظيره السوري بشار الأسد على هامش القمة العربية في الجزائر العاصمة، شعر بأنّ السوريين ليسوا المسؤولين عن التفجيرات في لبنان، وأن هؤلاء قلقون للغاية من التطورات الأمنية اللبنانية.
قالت برقية دبلوماسية صادرة من السفارة الأميركية بالقاهرة في تشرين الأول 2009، إن معلومات توافرت لديها من مصادر عدة تفيد بأن أجهزة الأمن المصرية قد مارست التعذيب بحق أعضاء ما عرف بـ "خلية حزب الله". وتقول البرقية حسبما ذكر موقع "الجزيرة نت": "إن مصادر موثوقا بها في جهات ناشطة بمجال حقوق الإنسان ومحامي الدفاع عن أعضاء الخلية المعتقلين منذ أواخر عام 2008 يعتقدون أن أجهزة الأمن المصرية تمارس أعمال التعذيب بحق المعتقلين، من قبيل الصدمات الكهربائية والحرمان من النوم لإيصالهم إلى (حالة انهيار تام)".
كما تقول إن المحامين يعتقدون بممارسة نفس أساليب التعذيب على معتقلين في قضية أخرى تتعلق بتقديم تمويل مالي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأجمع المحامون على أن طرق التعذيب هذه تعد أقسى من الطرق التي عرفت أجهزة الأمن المصرية بممارستها، ورجحوا أن يكون هناك قسم خاص في جهاز أمن الدولة يتولى التحقيق والتعذيب بحق موكليهم.
أحد المحامين –تم شطب اسمه من البرقية لأسباب أمنية وقانونية- قال "إن الأمن المصري استخدم الصدمات الكهربائية في السابق بحق أعضاء حركة الإخوان المسلمين ولكن في حالات خاصة فقط، إلا أن هذا الاستخدام المكثف للصدمات الكهربائية يعتبر أمراًَ نادراً".
معتقلون كالأشباح
كاتبة البرقية السفيرة الأميركية بالقاهرة مارغريت سكوبي تقول إن محامي الدفاع عن خلية حزب الله التقوا طاقم السفارة وأبلغوهم بأن لديهم شهادات من عدة متهمين تقول إن النظام المصري يمارس التعذيب بحقهم، ويعتقد المحامون أن موكليهم صادقون فيما يقولون لأنهم رأوا بعضهم وهم في حالة من الصدمة والضياع حيث قالوا إن بعض موكليهم "يدورون حول أنفسهم وهم يبدون مثل الأشباح، وليس لديهم أي إحساس بالوقت ويجدون صعوبة في التواصل معهم".
يٌذكر أن خلية حزب الله التي ألقت القاهرة القبض عليها واتهمتها بتهم تتعلق بزعزعة الاستقرار في البلاد تتألف من 18 مصرياً ولبنانييَن وخمسة فلسطينيين وسوداني واحد.
البرقية التي كرست لتوثيق ما وصفته "وحشية الشرطة المصرية" تطرقت إلى قضايا عديدة كانت الشرطة قد اتهمت في ممارسة التعذيب فيها مثل "خلية الزيتونة" المتهمة بالتعاون مع حماس، وقضية يوسف أبو زهري عضو حماس الذي توفي بالسجن، ومنى ثابت التي تقول منظمات حقوقية إنها تعرضت لتعذيب أفراد الشرطة بعد أن قدمت شكوى ضدهم إلى السلطات تتهمهم بأنهم عذبوا زوجها.