"بندر بن سلطان" لضباطه: اقتلوا المتظاهرين في سورية وانشروا شائعات تحّمل المسؤولية لحافظ مخلوف
قال مصدر مخابراتي أردني، إنه من السخرية أن يعلن الأردن مثلا وقوفه مع سورية في محنتها ثم لا تفعل السلطات هنا "في الأردن" شيئا لمنع شركات الخليوي وخاصة شركة "أومنية للاتصالات" من تقوية الإرسال باتجاه الأراضي السورية حيث إنها سمحت بتركيب أجهزة تقوية تجعل الهواتف الأردنية تعمل بشكل طبيعي حتى حدود العاصمة السورية دمشق .
وللتذكير المصدر المخابراتي "هو ضابط مخابرات في الخدمة ولكنه معارض للتورط في سورية، ورافض لنشاطات بندر بن سلطان في الأردن، حيث لبندر شبكات لوجستية تعمل بكل حرية فوق الأراضي الأردنية، وهي شبكات تستغل حدود الأردن للنفاذ إلى الداخل السوري عبر تهريب السلاح والمتفجرات والمقاتلين "والمدربين".
وحول المخطط الموضوع لسورية في الفترة القصيرة القادمة قال المصدر: المطلوب تكرار السيناريو الناجح لأحداث درعا ودوما في مدن سورية أخرى وعلى الأغلب أن يوم الجمعة القادم في الثامن من نيسان ابريل الحالي سيشهد محاولات كثيرة من قبل العناصر الإرهابية التابعة لبندر والمتواجدة على الأراضي السورية لتنفيذ مجازر بحق المتظاهرين في تكرار لسيناريو درعا ودوما مع التركيز على مدينتي حلب ودمشق ويضيف المصدر:
لقد نجح سيناريو درعا فكرره بندر بن سلطان في دوما وفي التفاصيل الخاصة بذاك السيناريو:
أولا : مجموعة صغيرة جدا قد لا تزيد عن عدد اليد الواحدة من المقاتلين المدربين "العاملين فوق الأراضي السورية لصالح بندر وفقا لما يعرف بإستراتيجية الخلايا النائمة " يتم تنشيطها فتستعد بشكل مسبق لتنفيذ عملية قنص وإطلاق نار بهدف القتل بحق المتظاهرين المتوقعين في منطقة محددة .
ثانيا : مجموعة من الرعاع والخارجين عن القانون او العملاء بالمال او بالأيدولوجية المتطرفة يعملون على تحريض مجموعة اخرى من الشباب الابرياء وحسني النية فتلتحم المجموعتان "سيئة النية وحسنة النية " في مجموعة واحدة تختار مسجدا معينا للتحرك وفقا لعملية معقدة يقوم من خلالها احد اعضاء المجموعة السيئة النية بالتواصل مع المحرضين في الخارج لنقل خبر التظاهرة المتوقعة في الوقت والمكان المحددين، فيصل نبأ موعد التظاهرة ومكانها إلى الخلية النائمة التي تم تنشيطها، فتقصد المكان قبل الموعد، وتتمركز فيه بمساعدة خلايا لوجستية اخرى قد لا تكون على دراية بخلفية ما هو مطلوب منها.
ما ان يهم المصلون بالخروج من المسجد المستهدف حتى تعمد مجموعتي المحرضين "حسني النية والسيئة النية " على البدء بالهتاف " الله سورية حرية وبس " و " الشعب السوري ما بينذل " وغير ذلك من الهتافات التي صممها لحملة بندر على سورية رجل السي آي ايه ايلي خوري وشركته " ساتشي اند ساتشي " التي تحمل الان إسما تجاريا مموها.
إذا نجح المحرضون في جمع مئة متظاهر فإن الخروج إلى الشارع يصبح هو الهدف الاول واما الهدف الثاني فهو الاشتباك مع رجال الشرطة والامن الذين سيحضرون إلى المكان.
وفور وقوع الاشتباكات بالأيدي والحجارة "كما حصل في درعا " تتدخل المجموعة المسلحة فتطلق النار على المتظاهرين وتقتل وتجرح منهم ما أمكنها "اكثر الاوقات يكون هناك اكثر من مجموعة مسلحة تطلق النار ومجموعات اخرى منفصلة عنها ولا تعرف بعضها بعضا تقوم بالتخريب ".
ولكن اخطر المجموعات هي تلك التي تروج الشائعات وهذه نجحت في درعا وفي دوما وبمساعدة من وسائل الاعلام والفضائيات العربية المسخرة لبث الفتنة في سورية ولرعايتها ، نجحت في أقناع المواطنين ان الفرقة 15 التي تقيم حواجز لها حول درعا هي الفرقة الرابعة التي ينتمي اليها ابرز المقربين من الرئيس بشار الاسد، والتي تتمركز عادة في خط الدفاع الاول عن العاصمة دمشق لصد اي خطر اسرائيلي مفاجيء ، وقد سعت وسائل الاعلام والفضائيات ،التي ترعى الفتنة وتحرض عليها ، إلى ترويج الشائعات تلك في درعا لتأكيد اكاذيب بثها عناصر المجموعات الارهابية المتخفية بين المتظاهرين عن مسؤولية ضابط سوري بارز عما حصل من حوادث اطلاق نار في درعا ادت إلى مقتل مواطنين، ويؤكد المصدر المخابراتي الأردني بأن معلوماته الخاصة والمؤكدة تشير إلى ان العميد المستهدف بالشائعات لا علاقة له بما يحصل في درعا لا من قريب ولا من بعيد، ولكن رجال بندر وحلفائهم من التنظيمات التكفيرية المحظورة في سورية إستغلوا حال النقمة عند المواطنين بعد سقوط ضحايا ابرياء ووجهوا الاتهام إلى الشخص الذي تخشى من نشاطه العسكري إسرائيل وعملائها العرب.
السيناريو هذا ادى إلى تحول اهالي درعا إلى عامل ضغط على استقرار الشعب والنظام في سورية ، وحتى الآن لا تزال المدينة تعيش حال عدم الاستقرار، ويقوم المحرضون والارهابيون بالعمل سويا على منع المحلات من فتح ابوابها بحجة استمرار اضراب وتمرد مدني لا هدف معلن له يعرفه المجبرون على الاضراب سوى قانون الطواريء والاصلاحات التي اعلن الرئيس الاسد عن قرب صدورها .
السيناريو نفسه اعيد تنفيذه بحذافيره في مدينة دوما وتحولت المدينة حاليا إلى ساحة للتمرد والغضب حزنا على الضحايا وانتقاما لهم، ولكن هذه المرة استهدفت الشائعات العميد حافظ مخلوف المكلف من الرئيس بشار الاسد بالسهر على ملاحقة اي مسؤول او ضابط او مندس يعمد إلى التلكوء في تنفيذ اوامر الرئيس القاضية بعدم التعامل بالسلاح او بالقوة والعنف مع المتظاهرين .
فاوامر الرئيس السوري "يؤكد ضابط الاستخبارات الأردني " واضحة وهي انه " ممنوع إستعمال او حمل السلاح بالنسبة للشرطة ولقوى الامن في مواجهة المتظاهرين ، وممنوع اكثر اطلاق النار على المتظاهرين تحت طائلة العقوبة الفورية .
وقد نجح العميد حافظ مخلوف "بما له من مسؤولية في مدينة دمشق وريفها" في محاربة عدد من الاختراقات وامسك ببعض المندسين الذي قتلوا المتظاهرين، واوامره التي تسلمها من اعلى السلطات هي ان يعتقل المعتدين على المتظاهرين مهما كان الثمن ومهما كانت التضحيات وفي حال وجود تقصير في حماية المتظاهرين وامن المدينة "دمشق " وريفها ، فان العقيد مخلوف مخول بحكم موقعه الامني بملاحقة المسؤولين عن ذلك مهما كانت مناصبهم او ادوارهم تقصيرية او جرمية .
والغريب ان الرجل "يتابع المصدر المخابراتي الأردني " " نزل على الارض " في ساحة مدينة دوما يوم الجمعة الماضي في الاول من نيسان ابريل ليمنع تطور الاحداث في المدينة إلى ما لا يحمد عقباه اثر مقتل عدد كبير من المتظاهرين برصاص مجهولين سقط برصاصهم ايضا العشرات من افراد الشرطة والقوى الامنية ، وسقط برصاصهم فيما بعد في مدينة أخرى تسمى " كفربطنا " عنصرين من القوى الامنية السورية ، وقد نجح العقيد مخلوف في وقف الاشتباكات المسلحة في دوما بعد ان سارع بعض المتظاهرين وردا على سقوط ضحايا من بينهم إلى رفع السلاح واطلاق الرصاص على القوى الامنية التي كانت عزلاء من الاسلحة فسارعت إلى طلب تعزيزات مسلحة من القوى الامنية المساندة وهو امر كاد يؤدي إلى سقوط اضعاف عدد من القتلى من بين الناس ومن بين الامنيين وهو ما منع حصوله وصول المسؤول الامني المعروف بحرصه الشديد على تنفيذ تعليمات الرئيس السوري بحذافيرها ومخاطبته للمسلحين من الاهالي مباشرة والتجول بينهم دون ان يمنعه من ذلك اعتبار الامني الشخصي له و بحضوره منع الاشتباكات وحقن الدماء، ثم سارع إلى مقابلة الوجهاء وطلب منهم التنبه إلى المندسين والعملاء.
المصدر الأردني يتابع رواية المعلومات الامنية الاكيدة التي يمتلكها عن مخطط بندر بن سلطان فيقول :
إستهداف ابرز ضابط في الفرقة الرابعة بالاشاعات بعد اصرار الاهالي على تصديق ان رقم "الفرقة 15 " يعني " الفرقة الرابعة " ثم توجيه الاتهامات إليه في موضوع مقتل المدنيين في درعا، كما ان واستهداف العميد مخلوف في موضوع مقتل المدنيين في دوما ليسا امرين منفصلين ، بل هو جزء من خطة عمل منظمة هدفها نشر بؤر التمرد في سورية وتفجير المدن السورية بالدماء والضحايا واحدة بعد اخرى وتحميل وزر المجازر إلى من يعتبرهم بندر ثقة الرئيس الاسد ومنفذين امناء لتعليماته ، فإن صدّق الناس التهم تلك... تحول الضباط المحاربين للارهاب وللفساد وللتجسس إلى عامل اضعاف لهيبة السلطة فيكون التخلص منهم مطلبا شعبا لا بد من تحقيقه "كما تنص خطة بندر بن سلطان والاميركيين ".
ويؤكد المصدر الأردني : من بين المقربين من الرئيس الاسد هناك عدد من الشخصيات التي لن يتوقف بندر واسياده الاميركيين عند حد وصولا إلى تحويلهم إلى ضحايا لعملية اعلامية امنية تربك النظام وقياداته الامنية التي يعول عليها في الشدائد ، فيضطر النظام إلى ابعاد اخلص رجاله إرضاء للمتظاهرين "كما يأمل بندر ورجاله " .
ويقول الضابط الأردني المخابراتي ودوما بحسب اطلاعه القوي جدا على الاحداث السورية من منطلقات امنية فيضيف :
أؤكد بان نهار الجمعة القادم هو يوم خطير وانصح السوريين بعدم التجمع في اماكن مكشوفة وانصح القوى الامنية السورية برصد اي مشبوهين واعتقالهم فيوم الثامن من نيسان – ابريل هو يوم يريده بندر بن سلطان يوم " المجزرة " في سورية، وهو سيزج بعدد كبير من الخلايا النائمة التي كان يدخرها للاسابيع القادمة، ولكنه في سباق مع عملية الاصلاح التي قد يعلن الرئيس الاسد عنها في اي وقت ومسألة نشر الشائعات وتحميل المقربين من الرئيس الاسد مسؤولية الدماء التي قد تسيل في دمشق ليست امرا عبثيا، بل هي مؤامرة تشير إلى وجود قرار حاسم عند بندر بازاحة اكثر الشخصيات و الضباط ولاء للرئيس الاسد من ساحة العمل الامني في دمشق سعيا الى الاستفراد بالرئيس "ودوما حسب خطط بندر بن سلطان" .
لماذا الاصرار على تحويل حافظ مخلوف إلى رمز للقمع ؟
يقول المصدر الأردني : بحسب ما لدي من معطيات وتقارير فما يمثله الضابط المشهور بحربه الشرسة على الفساد وله من بين الفاسدين اعداء اقوياء يتربصون به ، وللضابط الذي يمسك بقسم مسؤول عن امن مدينة دمشق وريفها في المخابرات السورية العامة إنجازات كبيرة في مواجهة التجسس الاسرائيلي "لدى الأردنيين معلومات تشير إلى تفكيك حافظ مخلوف في الاسابيع الماضية لشبكات تجسس اسرائيلية بلغ عدد عناصرها العشرات" وازاحته هي هدف اسرائيلي ايضا، كما ان للرجل نشاط فعال في مواجهة الارهابيين، ومما لفت نظر الضابط الامني الأردني في مسألة استهداف العميد مخلوف ، قيام بعض المشبوهين بالفساد و ضعاف النفوس بتقديم نصائح مباشرة لأهالي دوما الذين تواصلوا معهم بحجة التعزية او التهدئة ، بوجوب المطالبة بإزاحة غريمهم "حافظ مخلوف" كما تمكن اهالي درعا من إزاحة عاطف نجيب ، وطالب هؤلاء الفاسدون الاهالي برفع شعارات وهتافات تطالب بعدم التهدأة في دوما إلا بعد التخلص من الضابط المطلوب رأسه ليسعد بندر بن سلطان وسعادة الاخير للمفارقة ستسعد ايضا بعض الفاسدين في الداخل .
وعن الترابط بين الفساد والامن يقول الضابط الامني الأردني :
ربما يكون الترابط بينهما اكثر عمقا مما يتصور البعض فكيف وصلت احدث القناصات إلى سورية وكميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات واجهزة التفجير الشديد التعقيد تكنولوجيا لولا وجود مرتشين على المنافذ الحدودية ؟
ومسألة ملاحقة حافظ مخلوف للفاسدين في الداخل قد تجعل المحرضين على الاضطرابات في سورية من الخارج يسرعون من الاجراءات التي يرونها كفيلة بالاطاحة بغريمهم ، فالأخير اي مخلوف إعتقل عددا من المتورطين بتهريب السلاح إلى سورية كما إعتقل عددا من القناصة المشاركين في قتل المدنيين في دوما وهؤلاء بحسب المعلومات التي تملكها مخابرات الأردن اعترفوا بالكثير مما تحتاجه القوى الامنية السورية من المعلومات لوقف تدفق السلاح والمسلحين إلى داخل سورية ويبدو بان لبعض الفاسدين دور في تهريب الاسلحة مقابل الكثير الكثير من الاموال .
هكذا يكون دم الشهداء من اهالي دوما قد وضع كلا من الفاسدين في الداخل السوري ،و المعادين المحرضين على الفوضى من الخارج ،في خندق واحد .