skip to main |
skip to sidebar
غراميات القرضاوي | اسرار غراميات القرضاوي يكشفها محمد الباز
غراميات القرضاوي
اسرار غراميات القرضاوي يكشفها محمد الباز
غراميات القرضاوي هذا هو عنوان المقالة التي اختارها الكاتب والصحفي محمد الباز لمقالته والتي نورد نصها كاملا ادناه وكما نشرتها جريدة الفجر في عددها الاخير
ويبدو بان عنوان غراميات القرضاوي الذي اختاره محمد الباز بحد ذانه مثيراً وقد يجلب له عداوة محبي ومريدي فضيلة الشيخ محمد القرضاوي وما اكثرهم، خصوصاً بانه يتناول جانب من حياة الشيخ القرضاوي الخاصة ويتحدث فيها عن القرضاوي الانسان وليس الشيخ وقصة واسرار علاقته ثم زواجه وطلاقه من الفتاة الجزائرية اسماء بن قادة .. وكيف تعرف عليها الشيخ القرضاوي وهي بعمر 20 عاماً
ويستعين الصحفي محمد الباز في تحقيقه عن غراميات القرضاوي بما كتبته طليقة الشيخ القرضاوي ونشرته جريدة الشروق الجزائرية تحت عنوان غزليات القرضاوي وتحور العنوان على يدي محمد الباز صحفي جريدة الفجر ليصبح اكثر اثارة وهو غراميات القرضاوي .
بدون اطالة فيما يلي النص الكامل لمقالة غراميات القرضاوي حرفياً كما اورتها جريدة الفجر
غراميات القرضاوي
بقلم : محمد الباز
* زوجته الثانية أسماء بن قادة كشفت نصوص رسائله وأشعاره الخاصة
غراميات القرضاوي
- عندما رآها لأول مرة قال لها: سبحان الله لقد جمع الله فيك يا أسماء بين الجمال الحسي والجمال الأدبي – كان يهديها كتبه ويسقط منها كلمة «ابنتي» ويستبدل بها «إلي الحبيبة أسماء»- والدها رفض الزواج من الشيخ وقال لابنته: هذا الزواج مدمر لك
أسماء تكشف في الشروق الجزائرية غزليات الشيخ
- أتري أطمع أن ألمس من فيك الجوابا.. أتري تصبح آهاتي ألحانا عذاب- يا حبيبي جد بوصل دمت لي واجمع شتاتي.. لا تعذبني كفاني ما مضي من سنوات- يا حبيبي وطبيبي هل لدائي من دواء.. لا تدعني بالهوي أشقي أترضي لي الشقاء- يا حبا زاد تدفقه فغدا طوفانا يغرقني.. يا شوقا أوقد في قلبي جمرات توشك تحرقني
في ديسمبر 2008 تردد أن الدكتور يوسف القرضاوي طلق زوجته الثانية أسماء بن قادة طلاقا بائنا، وقتها كان القرضاوي قد نشر الحلقة الثالثة والثلاثين من مذكراته “ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة”، وهي الحلقة التي أشار فيها إلي قصة زواجه الثاني، الذي كان من عالم العقول إلي عالم القلوب كما وصفه هو.
أخذ الكثيرون علي يوسف القرضاوي إغراقه في وصف مشاعره تجاه زوجته التي أحبها، وأساء البعض إلي الشيخ الذي اعتبروه يعود إلي صباه، وأنه أصبح شيخا عاشقا وأنه يتصابي، رغم أن الرجل كان صادقا مع نفسه إلي أعلي درجات الصدق.. فقد أحب.. وليس علي من يهوي حرج.
سجل القرضاوي قصة حبه وزواجه من أسماء بن قادة التي كانت في العشرنيات من عمرها، ويصف هو ما جري: “كانت ليلة حافلة جياشة بالعواطف والمواقف، وقد دعتني الطالبات بمثل ما استقبلنني به من المودة والابتهاج، وكان في وداعي عدد منهن صحبنني إلي الباب، وقد استرعي انتباهي إحداهن، وزميلاتها ينادينها باسمها: أسماء.
فقلت لها: هل أنت أسماء صاحبة الكلمة علي المنصة؟ قالت: نعم أنا هي، فلما نظرت إليها عن قرب قلت: سبحان الله، لقد جمع الله لك يا أسماء بين الجمال الحسي والجمال الأدبي، أعطاك الله الذكاء والبيان، وحضور الشخصية، والجمال والقوام، بارك الله لك يا ابنتي فيما منحك من مواهب، وبارك لك في فصاحتك وبارك لك في شجاعتك وبارك لك في ثقافتك، لقد أثلجت صدورنا بردك القوي البليغ”.
وجدت الفتاة الصغيرة نفسها في حضرة العالم الكبير والداعية المعروف يوسف القرضاوي، وكل هذا الإطراء من نصيبها وحدها، قالت له: لعل كلمتي حازت رضاك يا أستاذ، لكن ما جري أن أسماء نفسها هي التي كانت قد حازت علي كل رضاه، قال لها القرضاوي: “أكثر من الرضا، ولست وحدي، ولكن كل المدعوين من العلماء والدعاة عبروا عن رضائهم وإعجابهم زادك الله توفيقا”.
ولأن وصلة الغزل كانت قد بدأت بالفعل، قالت له أسماء: ما أنا إلا تلميذة من تلميذاتك وتلامذتك الكثيرين هنا، لقد تتلمذنا علي كتبك من بعيد، ونتتلمذ عليك اليوم مباشرة من قريب، وقد رأيت وسمعت كيف يحبك الجميع، ويتقدم الشيخ خطوة إلي الأمام، يقول: “إذا كان تلاميذي علي هذه الدرجة من نضج التفكير وبلاغة التعبير فقد يغرني هذا كأستاذ”.
عرف القرضاوي أن أسماء تدرس في كلية العلوم والتكنولوجيا، فقال لها: “يا سبحان الله كنت أحسب أنك في كلية شرعية أو أدبية أنت مثل بناتي الأربع كلهن في تخصصات علمية”، وأضاف الشيخ: “وعلي فكرة ابنتي الصغري اسمها أيضا أسماء وأظنها في مثل سنك”.. ولأن الفتاة لمحت فيما يبدو في عيني القرضاوي إعجاب رجل بامرأة وليس ثناء أستاذ علي تلميذة أنهت كلامها معه قائلة: “أرجو أن تبلغها تحياتي”.
كان هذا اللقاء مثل الزلزال الذي أعقبته توابع، يقول الشيخ: “لم أكن أعلم أن القدر الأعلي الذي يخط مصاير البشر قد خبأ لي شيئاً لا أعلمه، فقد حجبه عني ضمير الغيب، وأن هذا الحديث التلقائي بيني وبين أسماء الذي لم يتم بعده لقاء بيننا إلا بعد سنتين كاملتين، كان بداية لعاطفة قوية، أدت لعلاقة وثيقة، انتقلت من عالم العقول إلي عالم الأرواح، والقلوب لها قوانينها وسننها التي يستعصي فهمها علي كثير من البشر، وكثيرا ما يسأل الإنسان: ما الذي يحول الخلي إلي شجي؟ وما الذي يربط رجلا من قارة بامرأة من قارة أخري؟ أو ما الذي يحرك القلوب الساكنة فتستحيل إلي جمرة ملتهبة؟حتي تري النسمة تتطور إلي إعصار والشرارة تتحول إلي نار، ولا يجد المرء جوابا لهذا إلا أنه من أسرار عالم القلوب”.
ولأن القرضاوي كان يعرف ما الذي سيجره عليه كلامه عن حبه وعشقه لزوجته الثانية، فقد حاول أن يسد الطريق علي اللائمين، قال: وقد يعذل العاذلون ويلوم اللائمون ويعنف المعنفون ويقول القائلون: لم.. وكيف يحب الأستاذ تلميذته؟ وكيف يحب الشيخ الكبير فتاة في عمر بناته؟.
وهل يجوز أن يكون لعالم الدين قلب يتحرك ويتحرق مثل قلوب البشر.. ولا جواب عن ذلك إلا ما قاله شوقي في نهج البردة: يا لائمي في هواه والهوي قدر /لو شفك الوجد لم تعذل ولم تلم”.
عدد القرضاوي ميزات زوجته الثانية، فكان لها – كما قال هو – نشاطها الدعوي والثقافي في المساجد والأندية والمعاهد والجامعات وفي الإذاعة والتليفزيون، بل كانت أول فتاة محجبة تظهر علي شاشة التليفزيون الجزائري، ثم يسجل القرضاوي تفاصيل الزواج.
يقول: “دعاني والدها الأستاذ محمد بن قادة علي العشاء في منزله بحي الرستمية بمنطقة الأبيار، وهي من أرقي المناطق في العاصمة، فلم يسعني إلا أن ألبي دعوته، وتعرفت علي الوالد والوالدة، وعلي إخوتها وهم ثلاثة وعلي أخواتها وهن ست ثلاث منهن يحملن الدكتوراة في الفلسفة والاجتماع والجراحة “.
مضي علي هذا التعارف سنوات انتهت فيها أسماء من دراستها، وخلال هذه السنوات كان القرضاوي كما يقول ويعترف يواري حبه، يقول: كنت أكتم عاطفتي في نفسي لاعتبارات شتي، ولكل إنسان منا طاقة في الكتمان والصبر، ثم تنفد طاقته بحكم الضعف البشري، ولابد أن يأتي يوم يبوح فيه الإنسان بما في أعماقه، وجاء هذا اليوم لأبث أسماء ما بين جوانحي من مشاعر وأشواق”.
كان القرضاوي يقصد الرسالة التي كتبها لأسماء في 1989 وهو يقدم رجلا ويؤخر أخري.
يقول الشيخ: “لم يكن الأمر بالعادي ولا السهل ولا الهين علي أن أصارحها بحبي وبيني وبينها عقود من السنين تفصل بيننا، وكانت مفاجأة لها ، فكرت فيها مليا، وترددت كثيرا قبل أن تأخذ قرارها الذي لم تقدم عليه إلا بعد استخارة واستشارة، فلا خاب من استخار ولا ندم من استشار، وقد كان ردها بردا وسلاما علي قلبي، ولكم كانت فرحتي عندما وجدتها تجاوبت معي، وأحسست بسعادة فقد تلاقت روحانا بعد أن تعارفنا في عالم ما قبل المادة”.
كان الشيخ القرضاوي واضحا مع نفسه، لكن من حوله من أبناء وأتباع ومريدين لم يغفروا له أنه كتب ما كتب عن أسماء زوجته الثانية، أثارت المذكرات في وقتها عاصفة كان أغلبها مكتوماً، بل قيل إن ابن الشيخ الأكبر عبد الرحمن تشيع نكاية في أبيه، وأن الأب هاجم الشيعة لأن ابنه تشيع، أصبحت مذكرات الشيخ لعنة علي الجميع.. ولم يهتم أحد بما حدث لأسماء.. رغم أنها كانت الأولي بالاهتمام.
علي صفحات جريدة «الشروق» الجزائرية تحدثت أسماء بن قادة منذ أقل من عشرين يوما فقط، ففي عدد 20 نوفمبر الماضي انفرد الزميل ياسين بن لمنور بحوار مطول مع أسماء، اختار له عنوان: «هذه قصتي مع الشيخ القرضاوي قبل وبعد الزواج».. لم تشر أسماء خلال حوارها إلي أن طلاقا تم.. وهو ما يعزز أن ما قيل في 2008 كان شائعة.. لكن ليس معني ذلك أن الحياة قائمة بين الشيخ وبين زوجته الثانية، فما حدث علي هوامش قصة حب القرضاوي الملتهبة كان مفزعا.
الآن تتحدث أسماء عما جري معها ولها وبها من البداية.
تقول أسماء: “عرفني الشيخ وأنا علي منصة مؤتمر عام 1984، علي أثر مداخلة قام خلالها حوالي 2000 شخص كانوا مشاركين يصفقون ويكبرون، كما غطتها كل وسائل الإعلام، وكان الشيخ قد تقدم ليحييني ولكنه وجد وسائل الإعلام تحاصرني عند نزولي من المنصة فتراجع إلي أن رآني في المساء في مقر إقامة الطالبات، فسألني إن كنت أسماء التي داخلت في الصباح فقلت نعم، فشكرني كثيرا، وقال: لقد أثلجت صدورنا بردك الذي جاء قويا دون خوف أو وجل”.
منذ هذا الوقت – وكما تقول أسماء – بدأ الشيخ القرضاوي يقربها منه جدا، ويحاول الحديث معها كلما واتته الفرصة، ويهديها كتبه التي كان يسقط قصدا في بعضها كلمة “ابنتي”، ليكتب “إلي الحبيبة أسماء”.. وبقي علي هذا الحال لمدة خمس سنوات، وفي 1989 حاول الاتصال بها بمجرد وصوله إلي الجزائر مرة أخري.
كان المؤتمر الذي حضره القرضاوي هذي المرة في مدينة “تبسة”، كانت أسماء تشاركه المؤتمر، وجدته يطلب منها أن تعجل بعودتها إلي العاصمة لكي يتمكن من مقابلتها والحديث معها معلقا: “وإلا ساسأفر وفي قلبي حرقة”، ولكن الظروف لم تساعد علي ذلك التعجيل”.
تقول أسماء: “اتصل بي من العاصمة وأنا مازلت في تبسة، ليقول لي إنه قد أجل عودته إلي الدوحة يومين حتي يتمكن من مقابلتي، فطلبت منه أن يؤجل ذلك لفرصة أخري من منطلق ما عنده من واجبات ومسئوليات، وأنا غافلة تماما عما يريد أن يحدثني عنه”.
عاد الشيخ إلي الدوحة، ومن هناك أرسل إلي أسماء رسالة مطولة وقصيدة من 75 بيتا يبثها فيها عواطفه وأشواقه التي كتمها خلال خمس سنوات ومن بين ما جاء فيها: أتري أطمع أن ألمس من فيك الجوابا؟.. أتري تصبح آهاتي ألحانا عذابا؟.. أتري يغدو بعادي عنك وصلا واقترابا؟.. آه ما أحلي الأماني وإن كانت سرابا.. فدعيني في رؤي القرب وإن كانت كذابا.. وافتحي في سراديب الغد المجهول بابا.
كانت القصيدة مفاجأة أقرب إلي الصدمة لأسماء، تقول عنها: “كنت آراه معجبا، ولكن كانت علاقتي كذلك مع جميع العلماء الذين حظيت عندهم بالكثير من التقدير والحب والاحترام، ولم يكن ذلك غريبا فقد كان يحدث مع أساتذتي وعلماء الجزائر وأصدقاء والدي، ولكن مع فارق السن ووجود زوجة أولي وأولاد، حب بهذه القوة وبهذا العمق والعنف ومكتوما منذ خمس سنوات لم يخطر ببالي”.
لم يترك الشيخ القرضاوي فرصة لأسماء كي تفكر، كان يجاملها بالمكالمات والرسائل، ثم بدأ يطالبها بمعرفة مشاعرها تجاهه، وكتب ذلك في قصيدة قال فيها: يا حبيبي جد بوصل دمت لي واجمع شتاتي.. لا تعذبني كفاني ما مضي من سنوات.. بت أشكو الوجد فيها شاربا من عبراتي.. يا حبيبي وطبيبي هل لدائي من دواء.. لا تدعني بالهوي أشقي.. أترضي لي الشقاء.. لا تدعني أبك فالدمع سلاح الضعفاء.. كيف يحلو لي عيش ومقامي عنك ناء؟.
كتمت أسماء الأمر عن أهلها، بسبب ما كانت تشعر به من حرج يعود إلي الظروف المحيطة بالشيخ، تقول: “أول رسالة أرسلتها له قلت فيها: “إن الحب ليس سهما ينفذ إلي ذاتي فجأة، فيقفز فيها نبع العواطف والمشاعر، إنه معني يدركه العقل، ثم يفيض بعد ذلك علي الوجدان، وإن المعني مرتبط بجوهر الشخص.. فهل تمثل أنت ذلك الجوهر.. لا أدري”.
في نفس الرسالة قالت أسماء إنها لا تعرف مصير هذه العلاقة إن هي سمحت لها بأن تمتد وتتطور، وسألته عن جوانب اهتمامه بشخصها، حتي تتأكد من حبه، فتوالت الرسائل والمكالمات من كل أنحاء الدنيا حيث حل أو ارتحل، وتقول أسماء: “لقد استمرت الرسائل والقصائد بعد الزواج أيضا، وكان ينظم القصائد أحيانا وهو في مصر وأنا في الجزائر، عندما نفترق لبعض أيام الإجازة ويبعث بها إلي، ومن بينها قصيدة عنوانها «شوق».
يقول القرضاوي في قصيدته شوق: “يا حبا زاد تدفقه فغدا طوفانا يغرقني.. يا شوقا أوقد في قلبي جمرات توشك تحرقني.. أيام الشوق تعذبني كم تجمعني وتفرقني.. وليالي الشوق تطول علي تطير النوم تؤرقني”.
تسجل أسماء مقدمات وإجراءات الزواج تقول: بعد مغادرة الشيخ الجزائر انقطعت العلاقة بيننا تماما، لمدة خمس سنوات، اتصل بي بعدها من الدوحة، وقال لي إنه لم ينسني لحظة، وأني أعيش بداخله لم أفرقه أبدا، وكما يقول في إحدي رسائله: “أنت معي في حركاتي وسكناتي، وغدواتي وروحاتي، في سفري وفي إقامتي، في البيت وفي المكتب، في الجامع وفي الجامعة، وحدي ومع الناس، أكلم الناس وأنت معي، وأكتب وأنت معي ، وأخطب وأنت معي ، وأصلي وأنت معي”.
بدأ الوسطاء يخطبون يد أسماء للشيخ، وكان أولهم الشيخ عبد الرحمن شيبان الذي سأل القرضاوي: هل لديك ضمانات بأنه لن يمسها سوء، وهل تضمن ردود فعل أهلك؟فأكد له أن كل ذلك مضمون، ونقل الشيخ شيبان الرسالة إلي والد أسماء، الذي رفض طلب القرضاوي تماما.
كتب القرضاوي إلي والد أسماء رسالة يوضح فيها موقفه، ويشرح له فيها أن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد تزوج من عائشة رغم فارق السن بينهما، مؤكدا له أنها ستكون في عينه وقلبه، وأنه لن يصيبها مكروه أبدا، وأنه سيعمل علي إسعادها، ولكن والد أسماء ظل علي رفضه، وقال لابنته: اطلبي أي شيء في الدنيا أحققه لك.. إلا هذا الزواج إنه مدمر لك.
كان والد أسماء يري أن الشيخ القرضاوي أثر علي ابنته برسائلة ومكالماته، واستغل خبرته وفارق السن الكبير جدا بينهما من أجل تحقيق ذلك، في حين كان الأولي به أن يتقدم إليه مباشرة، هذا غير الزوجة والأولاد، والغربة والتعدد الذي لا يمثل جزءا من الثقافة في الجزائر.
تزوج الشيخ من أسماء في النهاية، كان يصور للجميع أن حياته هادئة، لكن ما كشفت عنه أسماء لجريدة الشروق الجزائرية كان مذهلا.
الأزمة بدأت من كتابة قصة الزواج في مذكرات الشيخ، وهي المذكرات التي نشرت في أكتوبر 2008 علي حلقات في جريدة «الوطن» القطرية.
تقول أسماء: “واجه الشيخ ضغوطا كبيرة قبل كتابة المذكرات، إذ طلب منه أولاده بالتحديد – كما أخبرني يومها- الاكتفاء بالأجزاء الثلاثة، وعدم كتابة الجزء الرابع، لأن فيه قصة الزواج، ولكنه أصر علي الكتابة، وفعلا كتبها، ليواجه ضغوطا رهيبة من طرف أولاده وحلفائهم في مصر، علي الرغم من أن الأجزاء الأولي من المذكرات ذكر فيها الشيخ زواجه الأول بالتفاصيل المملة، كما تحدث عن أبنائه، ولكن يبدو أن المقصود من تلك الجهود كان عدم توثيق القصة، بحيث لا يسجل التاريخ أنه تزوج مرة ثانية ومن منطلق حب كبير وإعجاب شديد”.
رأت أسماء أن أبناء الشيخ استاءوا لأنه ذكر رفض والدها لطلبه الزواج منها مرات عديدة، وعناءه الطويل من أجل تحقيق الزواج، وهنا تفصح أسماء عن جانب مما جري، لكنه إفصاح يرتدي ثوب الإخفاء تقول: “كانوا يريدون أن يترك الزواج ليختفي من نفسه بعد غيابه عن الحياة، ما لم يتم توثيقه في المذكرات، ولكن الله قدر أمرا آخر بعيدا عن محاولتهم تكريس نوع من الزواج السري فعليا بعد أن فشلت محاولات التفريق بسبب تضحيات كبري قدمتها في كل مراحل هذا الزواج، لهدف واحد فقط يتمثل في تفادي ما يمكن أن يؤدي إليه إطلاع الناس علي ما كان يجري من تجاوزات وما يمكن أن تتسبب فيه من صدمة للكثيرين، بإعتبار الشيخ شخصية عامة ورمز، فكل الذي كان يحدث كان غريبا عن تعاليم الإسلام وأحكامه، بل إني لا أبالغ إذا قلت بأني وأسرتي مازلنا إلي حد الآن في حالة ذهول شديد مما حدث”.
لقد تعرضت أسماء بن قادة في زواجها من القرضاوي لضغوط شديدة، لم تبدأ بعد نشر المذكرات، لكنها بدأت كما قالت منذ أول أيام الزواج، حيث تعرض زواجهما لهزات وأزمات كثيرة، فعبر تنقلها معه من بيروت إلي الأردن ثم إلي أبوظبي والدوحة، فوجئت أسماء بحياة مليئة بالتناقض والمتاعب، تقول: “كانت الصدمة بين ما كان متوقعا وما بات واقعا أقاومه، بتحكيم المرجعية الإسلامية، في حين يستسلم الطرف الآخر مراعاة لمصالح دنيوية تتناقض مع الحدود التي وضعها الإسلام”.
عانت أسماء كثيرا عندما كانت في الدوحة، وتحديدا فيما يخص ظهورها الإعلامي، بعد حصولها علي الدكتوراه، أصبحت تظهر كثيرا في الندوات والمؤتمرات، كما أنها المنتج الفني لبرنامج “للنساء فقط” الذي يعرض علي قناة الجزيرة.
تقول: “ظهوري في الإعلام كان يواجه الضغوط بل المقاطعة من طرف أولاده، ولقد قاطعه ابنه لمدة تزيد علي عشر سنوات بسبب هذا الزواج، وأذكر مرة كنت متوجهة إلي اليونسكو للمشاركة في إحدي الندوات، فنشرت «الراية» خبر مشاركتي مرفوقا بصورتي، وهنا قامت الدنيا ولم تقعد من طرف أولاده، إذ لماذا كتبت الجريدة حرم القرضاوي، وفي مرة أخري اتصل بي ابنه وطلب مني عدم ذكر اسمي كمنتجة لبرنامج «للنساء فقط» في قناة الجزيرة في نهاية الحلقة، وكذلك في مؤتمر التلاميذ والأصحاب عام 2007، عندما ظهرت كلمتي علي الجزيرة قاطعوه لفترة وهو في القاهرة.. وكانت كل هذه الأشياء تحاصرني وتخنقني”.
في أول قصيدة غزل نظمها يوسف القرضاوي في أسماء عام 1989، قال لها فيها: “لست أخشي من غبي أو ذكي يتغابي.. لست أخشي قول حسادي شيخ يتصابي.. كل ما أخشاه أن تنسي فؤادا فيك ذابا.. فأري الأزهار شوكا وأري التبر ترابا.. وأري الأرقام أصفارا ودنيانا يبابا.. وأري الناس سباعا وأري العالم غابا”.
لكن شيئا من ذلك لم يبق، ففي ليلة الخميس 12 نوفمبر 2008 وبعد عودة أسماء من ندوة كانت تشارك فيها حول مستقبل اللغة العربية، اتصل بها الشيخ وسألها عن الندوة وتحدثا في أمور كثيرة كالعادة، ثم قال عبارته المعهودة التي كان يودعها بها عندما يكون في بيته الأول: «تصبحين علي خير وحب وشوق وأنس»، وفي الصباح اتصل بها وطمأنها أنه قد تناول فطوره وأدويته، وأكد لها أنه ذاهب إلي المزرعة عند صديقه لكي يقضي اليوم هنا وسيعود في المساء.
تكمل أسماء القصة تقول: “في المساء اتصل بي سكرتيره ليقول لي إن الشيخ سافر وستطول سفرته دون أن أعرف عنه شيئا، وقد كان عندي مؤتمران أحدهما في قبرص والثاني في سوريا، في نفس تلك الأيام، وتحاملت علي نفسي وحضرت أوراقي وشاركت فيهما وأنا أعيش حالة من القلق والإرهاب النفسي نتيجة الترويع، بينما هو مختف لا أعرف عنه شيئا، وقد أغلق كل وسائل الاتصال، وبعد أسابيع تبين أنه في مصر، في الوقت الذي كنت في أشد الحاجة إليه”.
بعد ذلك بدأت أشياء تقول أسماء لم تكن تتخيلها: أولي الخطوات الاستراتيجية كانت إيقاف نشر المذكرات علي موقعه وموقع إسلام أون لاين الذي كان يترأس مجلس إدارته في ذلك الوقت، وهي خطوة جاءت مرافقة لاختفائه وللحملة الإعلامية.
كانت حياة أسماء بن قادة جزءا من الحوار الطويل الذي أجرته معها جريدة «الشروق» الجزائرية، دع عنك أن بعضا من الأسئلة كانت إيحائية، وحاولت توريط السيدة أسماء في انتقاد للقرضاوي لا باعتباره زوجها ولكن باعتباره مصريا.
لكن السؤال الأهم هو: لماذا تحدثت أسماء الآن.. لماذا قررت أن تفرج عما لديها من غزليات القرضاوي فيها قبل وبعد الزواج.. رغم أنها تعرف أن ما قاله الرجل من حقه ولا يمكن أن يلومه فيه أحد؟ لكن العقلية العربية والإسلامية التي تقدس القرضاوي وتعتبره رمزا ومعصوما.. لن تقبل أن يظهر الرجل بمظهر العاشق، بل وسيعتبرون أن ما نشر إساءة في حقه.. فهل قصدت أسماء الإساءة فعلا للقرضاوي.. هل كانت تنتقم لما جري لها علي يد الرجل وعلي أيدي أسرته طوال السنوات الماضية؟
لا يمكن أن نجيب نيابة عنها.. لكن بأي شيئا يمكن أن نفسر إصرارها علي أن تفصح عن أسرار الشيخ العاشق؟.. السؤال سيظل معلقا.. لأن حديث أسماء ليس إلا الحلقة الأولي من السلسلة التي ستبدأ.. وساعتها لن يبقي شيء غامض.
بعد فضائح أمراء سفراء آل سعود... جاء دور شيوخ الدين
فضيحة جنسية سعودية تهزّ لندن
تجاوزت حالات الفساد والسرقة والدعارة حدودها لدى الطبقة الحاكمة في السعودية، حتى وصل الأمر إلى رجالات الدين المحسوبين والمدعومين من آل سعود، ولم تقف فضائح شيوخ آل سعود عند حدود الفتاوى الخادمة لأسيادهم سواء منها التي تحّرم المقاومة أم التي تبرر انبطاح أمراء السرقة تحت أقدام أسيادهم الأمريكان، بل تجاوزتها إلى الفضائح الجنسية مع بائعات الهوى.
فقد دخل رئيس المركز الثقافي الإسلامي في بريطانيا ورئيس مسجد لندن المركزي الشيخ الدكتور أحمد الدبيان، المحسوب على آل سعود، في مأزق كبير بعد كشف صحيفة (نيوز أوف ذي وورلد) البريطانية واسعة الانتشار عن تفاصيل فضيحة جنسية مدوية تطاله شخصياً.
حيث نشرت الصحيفة مؤخراً أجزاء من كتاب صدر في لندن لـ(سابينا إيلياتا) بائعة الهوى الألمانية التي تعرفت قبل سنوات إلى الشيخ الدبيان، وأصبحت بفضله واحدة من أكثر عاهرات لندن ثراء وأشهرهن على الإطلاق.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن سابينا أن الدبيان -وهو شيخ انتدبته وزارة الأوقاف السعودية ليدير أهم مركز إسلامي في أوربا الذي يضم أحد أكبر مساجد بريطانيا على الإطلاق- أقام معها ومع مجموعة من زميلاتها المومسات اللواتي كن معظمهن أوربيات شرقيات علاقات جنسية مقابل مبالغ طائلة من المال، وأنه أغرى اثنتين من زميلاتها، إحداهن ألمانية تدعى أنجيلا والثانية رومانية أطلق عليها أحمد اسم سلوى، بالعمل لديه في مسجد لندن المركزي، وعمل على ترقيتهما إلى مناصب رفيعة.
وكشفت إلياتا (36 عاماً)، في كتاب مذكراتها التي خصصت بعض صفحاته للحديث عن رئيس المركز الإسلامي السعودي في لندن، أنها أنهت علاقتها مع الدبيان عام 2005، وكتبت أنها التقته عام 2002 بعد أن اتصل بها من خلال أحد مواقع شبكة الإنترنت المخصصة لتأمين بائعات الهوى حيث نشرت سابينا صورتها واسمها مرفقين برقم هاتفها، وأضافت أن أحمد الدبيان قال لها (هل تعرفين ماذا يمكن أن أفعله من أجل مستقبلك؟ هل تعرفين حجم الثروة التي يمكنك أن تمتلكيها؟) وطلب أن تذهب معه إلى شقته في منطقة نايتسبريدغ الراقية في لندن.
وقالت سالينا إن الدكتور الشيخ أحمد الدبيان (كان يتصرف معي كأي رجل متخلف مع مرتبة الشرف، لم يكن متعلماً، وقد أخبرني أنه ولد ونشأ وترعرع في منطقة صحراوية متخلفة).
ومما ذكرته بائعة الهوى أنه بعد كل المطاردات والعلاقات الجنسية التي أنشأها الدبيان مع مومسات لندن، فإنه كان يُجري دائماً حوارات ساخنة مع فتيان يبلغون من العمر 14 و16سنة كانوا يعملون سُعاة في المركز الثقافي الإسلامي الذي يديره.
وأضافت سابينا إيلياتا أن الشيخ الدبيان المتزوج من سعودية هي ابتسام الهركان المرتبطة منذ عام 2002 برجل أعمال مصري تعيش معه في لندن، كشف لها أن سلوكه يتأثر بسبب إدمانه الكحول والتحرش الجنسي به عندما كان طفلاً، وتابعت إيلياتا في محاولة للدفاع عن صديقها السعودي، على طريقة كتّاب المذكرات في الغرب، أن أحمد الذي يلتزم عادة بارتداء البدلة المودرن طوال الوقت ولم يستبدلها يوماً بالعمة والعباءة، يكون عادة مخموراً عندما يرسل الرسائل الإلكترونية إلى المومسات والفتيان، ولكنه يكون دائماً متزناً عندما يدير عمله الرسمي في المسجد والمركز خلال سنوات معرفتها به.
واعترفت إيلياتا في كتابها أن الدبيان البالغ من العمر 46 سنة مثلي جنسياً، وأنه أبلغها أنه عندما كان في عمر العاشرة حتى السادسة عشرة تعرض إلى انتهاك جنسي على يد رجل دين. وأوضحت المرأة أن الدبيان اقترض أموالاً من أحد البنوك البريطانية بضمانة المركز الثقافي الإسلامي، ثم قام بجمع مئات الألوف من الجنيهات الإسترلينية من المصلين والشخصيات العامة في لندن بدعوى العمل على شراء مزرعة أبقار لتوفير اللحم الحلال، وقدم الأموال التي جمعها للسيدة إيلياتا.
وأخيراً وعلى الرغم من أن السفارة السعودية على عادتها في مثل هذه الحالة تتفادى التعليق، فإن معلومات وصلت (المدار) من مسؤولين في السفارة السعودية في لندن أن السفير الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز يريد إعادة الاعتبار للدبيان مكافأة لما قدمه لبلاده، حيث سيعمل على ترقيته إلى منصب أرفع في وزارة الأوقاف في الرياض خلال الأسابيع المقبلة.
كما علمت (المدار) أن السفارة السعودية في لندن تضغط على النائب العام البريطاني لمنع توقيف الشيخ، خصوصاً بعد وصول عدة طلبات بإيقافه من منظمات بريطانية تعتبر أن بقاء الشيخ حراً قد يمثل خطراً على بعض الأطفال البريطانيين الذين قد يتعرض لهم الشيخ، كما طالبت عدة تقارير وصلت إلى النائب العام البريطاني باعتقال من كان يعلم بممارسات الشيخ المذكور مع الأطفال.
كما علمت (المدار) أن بعض موظفي المركز الإسلامي في بريطانيا قد ضبطوا الشيخ مع فتيات من ألمانيا ورومانيا وروسيا وبولونيا، وكلما كان يُضبط كان يزعم أنه متزوج بهن زواجاً عرفياً، وأخطر ما تسرب لـ(المدار) من معلومات متعلقة بالشيخ هو أن ابنته تدرس في مدرسة دينية كاثوليكية في لندن.
والجدير بالذكر أن هذه الفضيحة تأتي بعد فضيحة الفساد التي أدت مؤخراً بمحكمة أمريكية إلى تجميد أموال بندر بن سلطان على خلفية قضية صفقة اليمامة، وبعد أن أصدرت المحكمة العليا في بريطانيا مؤخراً أمراً غيابياً بحق السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز آل سعود، وهو ابن شقيق الملك عبد الله، بدفع أكثر من ثلاثة ملايين جنيه إسترليني لسكرتيره الخاص وأمين أسراره السابق وليد الحاج، وهو بريطاني الجنسية من اصل لبناني، بعد أن قام الحاج برفع دعوى نصب واحتيال وعدم تسديد فواتير المشتريات الباهظة الثمن ومصاريف العاهرات اللواتي كان وليد الحاج يؤمنهن للسفير في لندن وخلال رحلاته، وبعد الفضيحة التي شهدتها لندن على خلفية تهديد بندر بن سلطان للقضاء البريطاني بوقف تعاون بلاده مع بريطانبا في مجال مكافحة الإرهاب إذا استمر التحقيق في قضية صفقة اليمامة.
واحدة من الفضائح التي تسربت اثناء تصوير عناصر من الثورة السورية لمشهد دماء جريح بوضع الاصباغ الحمراء على وجهه لايهام المشاهد بانه مصاب ومن ضحايا الامن
وانكشفوا وهناك الكثير من هذه الفضائحشاهد التسجيل
يا للعجب !!! شرف الشهادة يكفي مرة واحدة لدخول الجنة فكيف بمن يستشهد مرتين ؟؟؟ يبدو أن الذين يحاولون تصدير الثورات العربية إلى سوريا الأبية و المستقرة , يقومون بتصدير شهداء الثورات العربية أيضاً ليستشهدوا مرة اخرى في سوريا !!! .
مقطع مفبرك آخر تعرضه قنوات الكذب على أنه في سوريا , شاهد التالي لتتوضح الصورة :
رابط المقطع الصحيح :
شهيد من شهداء مجزرة اليمن برفع سبابته ويتشهد قبل وفاته تمت فبركة المقطع ليصبح لاحد الشهداء السوريين
المقطع المفبرك :
تيري ميسان يكتب ل "البناء" ثلاث حلقات عن 11 أيلول 2001
الحادي عشر من أيلول، رؤية هادئة
بقلم ثييري ميسان
في السابع من تشرين الأول 2001 أرسل كل من سفير الولايات المتحدة وبريطانيا رسالة إلى مجلس الأمن يعلماه فيها بدخول قوات بلديهما إلى أفغانستان. وتبرير ذلك، حسب الرسالتين، الحقّ الشرعي في الدفاع عن النفس بعد الهجمات التي وقعت قبل شهر من ذلك التاريخ وأغرقت الولايات المتحدة في الحزن. وأكّد السفير جون نيغروبونتي في رسالته المذكورة أن حكومته حصلت على معلومات أكيدة تفيد أن تنظيم القاعدة، المدعوم من نظام طالبان في أفغانستان، هو المسؤول عن هجمات 11 أيلول. غير أن الكاتب الصحافي تيري ميسان، ابرز من قرأ الأحجية وأشهر من رد على الرواية الرسمية لادارة بوش، له رأي وقراءة أخرى...
في 29 من حزيران 2002 أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن، في خطابه ا لسنوي عن وضع الاتحاد، أن "محور الشرّ" المؤلف من أيران والعراق وكوريا الشمالية يتعامل مع الإرهابيين للقضاء على الولايات المتحدة. ولفت بوش أن هذه الدول الخارجة عن القانون باتت أكثر حذراً بعد أن دمّرت قوات التحالف طالبان لكنّها في الواقع "لم تتراجع عن هدفها في تدمير بلادنا".
لكن الاتهامات ازدادت دقّة في 11 من شباط 2003 حين عرض وزير الدفاع الأميركي في حينها كولن باول شخصياً، أمام مجلس الأمن، معطيات تؤكّد دعم العراق للمسؤولين عن تفجيرات 11 أيلول. وشاهد أعضاء المجلس ما عرضه عليهم باول صورة التقطها قمر صناعي تظهر قاعدة عسكرية لتنظيم القاعدة شمال العراق تتضمن مصنعاً للسموم الكيميائية. وأظهر أمام الجميع قارورة زعم أنها تحتوي مركزّ الأنتراكس وقال أن كمّية المسحوق المتوفّرة هنا تستطيع تلويث قارة بأكملها. هذه "الأدلة الدامغة" كانت كافية لتدخل القوات العسكرية الأميركية والبريطانية مدعومة بتلك الكندية والأوسترالية والنيوزيلاندية العراق. ومن جديد تحت غطاء الحقّ المشروع بالدفاع عن النفس.
لقد شكّلت هجمات 11 أيلول مبرراً قوّياً وكافياً اعتمده الكونغرس الأميركي ليمنح في 15 من تشرين الأول 2003 الحقّ للرئيس بوش بشنّ حرب على سورية حين "يرى ذلك مناسباً". لقد ضمّت الولايات المتحدة سورية إلى "لائحة الشرّ" بتهمة دعم الإرهاب الدولي. كل ذلك في الوقت الذي كانت فيه القنابل تتساقط بغزارة فوق عاصمة العراق بغداد (بابل القديمة في التوراة اليهودية) وسكّانها.
لم يكن "مقدّراً" لسورية أن تكون أكثر من صحن "مازة" ضمن الوليمة التي كانت تتحضّر والتي كانت إيران فيها الطبق الرئيسي. والملفت أن لجنة التحقيق الرئاسية بتفجيرات 11 أيلول أضافت في اللحظة الأخيرة صفحتين على تقريرها (تمّوز 2004) بيّنت فيهما العلاقة التي تربط طهران بتنظيم القاعدة. وبدا أن النظام الإيراني "الشيعي" يدعم "الإرهابيين من الطائفة السنّية" وقد أمّن لهم قاعدة في السودان وفتح أمامهم باب العمل على أراضيه!
هكذا شغلت الحرب المفترضة القادمة الإعلام العالمي طوال سنتين. وما زال الانتظار مستمرّاً لا لسبب سوى أن الولايات المتحدة لم تتمكن حتى اليوم وبعد مرور ثماني سنوات على تفجيرات 11 أيلول من تقديم "الأدلة والبراهين الدامغة"، التي تثبت تورّط تنظيم القاعدة في التفجيرات المذكورة، إلى مجلس الأمن. والأهم من ذلك أن هذا الأخير أغفل المطالبة بها. أما أسوأ ما في الموضوع فهو أن أحداً لم يعد يعتبر "القاعدة" ذات بنية تنظيمية بل بات الجميع يشير إلى كونها "موجة" أو "حركة غير ملموسة الحضور". أما الفصل المسرحي الأكثر إثارة فتمثّل في عجز استخبارات وقوات العالم مجتمعة عن العثور على أوسامة بن لادن.
وجاء اعتراف كولن باول بأن ما قدّمه من معلومات وصور وأدلة أمام مجلس الأمن كان مجرّد ترهات وأكاذيب. وبدأت قيادة الأركان الأميركية تطالب كل من إيران وسورية بتقديم المساعدة لها في ضبط الأوضاع في "المستنقع العراقي" التي غرقت فيه قواتها. لكن "الأصول الدبلوماسية" تقضي بأن يتصرّف الجميع كأن كل ما قيل صحيح. وكأن تصديق خرافة الرجل الملتحي الذي يختبأ في مغارة ما في أفغانستان ويدير تنظيماً ضرب أكبر إمبراطورية في قلبها ونجا دون عقاب أمر بديهي.
هل صدّق العالم كلّه هذه الأكذوبة؟ ليس الأمر بهذه البساطة. فأولاً لم تكتفٍ قيادات الدول المعنية (أفغانستان والعراق وسورية وإيران وكوريا الشمالية) بتكذيب الاتهامات الموجّهة إليها بل بادرت إلى اتهام الحلف "العسكري- الصناعي" في الولايات المتحدة بتدبير الهجوم وقتل 3000 من مواطنيه. كذلك قام قادة الدول التي لا تربطها علاقات جيّدة بواشنطن مثل فنزويلا وكوبا بالاستهزاء بالرواية "البوشية" لأحداث 11 أيلول. وحتى قادة الدول الحريصون على الحفاظ على علاقة طيّبة مع واشنطن لم يتمكّنوا من "استيعاب" هذه الأكاذيب وأكّدوا أن الهجوم على أفغانستان والعراق لا يحمل صفة شرعية لكنّهم لم يعلّقوا على هجمات 11 أيلول بشكلٍ مباشر. من هذه الدول الإمارات العربية المتحدة وماليزيا وروسيا واليابان مؤخراً.
من الواضح أن التشكيك بالرواية الأميركية لا يتعلّق بكون هذه الدولة أو تلك تناهض النفوذ الأميركي أو تؤيده بل بكيفية نظرة كل دولة إلى ماهية استقلاليتها وقدرتها على تأكيد هذه الاستقلالية.
لكن بما أن بعض الصحافة لا يحمل محاذير رجال السياسة ستقوم "أودنينكو" بتقديم الإجابة الأدقّ على سؤال "ماذا جرى فعلاً في 11 أيلول؟".
تقول الرواية الرسمية أن أحد المتطرّفين ويُدعى أوسامة بن لادن غضب من تدنيس الولايات المتحدة لأرض المملكة العربية السعودية الطاهرة عبر إقامة قواعد عسكرية هناك. فقام بالتخطيط لعملية إرهابية كبيرة بإمكاناته المحدودة لكن بمشاركة "كوماندوس" من 19 متطرّف.
ويعيش هذا الرجل في كهف أشبه بكهوف أفلام جيمس بوند. وتمكّن هذا الرجل من تهريب "انتحارييه" إلى داخل الولايات المتحدة كما حصل في فيلم تشاك نوريس "غرواند زيرو". أربعة من هؤلاء درسوا الطيران في نوادي خاصة وأهملوا دروس الإقلاع والهبوط وركّزوا على حصص تعليم قيادة الطائرات في الجوّ.
وفي اليوم المحدد انقسم الانتحاريون إلى أربعة فرق وقاموا بخطف طائرات في الجوّ وذلك عبر التهديد بذبح المضيفات بواسطة "قاطعات السجاد". وفي تمام 8.29 من صباح 11 أيلول تلقّت شركة "أميركان أيرلاينز" اتصالاً عبر جهاز الإتصال في أحد مكاتبها. وأكّد المتصل أنه من طاقم طائرة الرحلة 11 من بوسطن إلى لوس أنجلس وأنه يريد إعلامهم بأن قراصنة اختطفوا الطائرة وقاموا بتغيير مسارها. تقتضي الإجراءات الرسمية في هذه الحالة أن تعلم مصلحة الطيران المدني مكتب الدفاع الجوّي بالأمر وأن تقلع طائرات الاستكشاف خلال ثماني دقائق كحدّ أقصى. لكن ما حصل هو أنه بعد مرور 17 دقيقة وبعد أن اصطدمت أول طائرة ببرج مركز التجارة العالمي لم تكن طائرات الملاحقة قد أقلعت بعد. وحين اختفت الطائرة الثانية عن شاشة الرادارات تنبّه الجميع إلى أن أمراً مريباً يحصل. لكن حين اصطدمت الطائرة الثانية بالبرج في تمام الـ 9.03 لم تكن أية طائرة ملاحقة قد اقلعت بعد.
وتوالت الاصطدامات ببرجيّ مركز التجارة العالمي وكانت عمليات نوعية يعجز عن تنفيذها بدقّة أكثر الطيّارين تميّزاً. لكن الغريب أن متدربين في نوادي خاصة، لأشهر أو أسابيع قليلة، تمكّنوا من القيام بها على أتمّ وجه.
لكن في اللحظة نفسها التي جرى فيها الاصطدام الثانية عبر في حقل آلة تصوير تلفزيون "نيويورك واحد" صاروخ. لكن هذه المشاهد اختفت بعد ذلك ولم يتحدّث عنها أحد بعد ذلك اليوم!
وأكّد شهود عيان أن الطائرتين اللتين اصطدمتا بالبرجين كانتا للشحن ودون نوافذ. لكن السلطات الرسمية قالت فيما بعد أنهما الرحلتان المدنيتان "أأ 11" و"يوأ175".
لم يسمح أي تقريب أو تضخيم لمشاهد الاصطدام المتوفرة من رؤية النوافذ المفترضة في طائرات النقل المدنية. لكن بعض المشاهد تظهر وجود جسم داكن معلّق أسفل كل طائرة. كما تسمح بعض اللقطات بملاحظة وميض يسبق لحظتيّ اصطدام الطائرتين بالبرجين. والغريب أن الطائرة الصادمة تدخل في كل مرّة داخل البناء لحظة التصادم بدل أن تتحطّم على جدرانه وتحطّمها.
لم يمنع مركز قيادة الطيران في هيرندن إقلاع أية طائرة مدنية من مطارات الولايات المتحدة حتى الساعة 9.25. كما قام بتوجيه تعليماته بضرورة هبوط جميع الطائرات المدنية المحلقة في أجواء الولايات المتحدة بعد ذلك بدقائق. وطُلب من الطيارن الخارجي التحوّل إلى مطارات كندا. وأغلق مرفأ نيويورك. في الوقت نفسه عقد مستشار الرئيس الأميركي في شؤون مكافحة الإرهاب، ريتشارد كلارك، اجتماعاً عبر الأقمار الصناعية من البيت الأبيض مع وزارات الخارجية والعدل والدفاع وإدارة الطيران المدني ومسؤولين من جهاز الاستخبارات المركزية.
في تمام التاسعة والنصف رصدت الرادرات المدنية في مطار "دولز- واشنطن" جسماً طائراً يحمل مواصفات طائرة حربية من حيث السرعة وأسلوب الطيران. اخترق الجسم المذكور المجال الجوّي المحظور للتنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) ولم تتحرّك أنظمة الصواريخ الدفاعية الذاتية الإطلاق التي من المفترض أن تحمي المجال الجوّي للمكان. اخترقت الطائرة المجهولة ستّ جدران دفاعية وانفجرت مويدة بحياة 125 شخصاً. بعد ربع ساعة انهار الجزء المتضرر من البناء وأكّد مراسل الـ (سي أن أن) الذي كان متواجداً في المكان أنه لم يشاهد أي أثر لأية طائرة. كما ذكر بعض شهود العيان أنهم رأوا صاروخاً ينطلق نحو البناء. لكن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد أكّد لمعاونيه أنه دخل إلى البناء الذي كان يشتعل وشاهد حطام طائرة بوينغ.
أما البيت الأبيض فتلقى اتصالاً عبر الخطّ السرّي يؤكّد فيه المتّصل، الذي قال أنه يتحدّث باسم المهاجمين، أن الهدف التالي هو البيت الأبيض نفسه.
في تمام الـ 9.35 أطلق ريتشارد كلارك خطّة "الحفاظ على حياة المسؤولين الحكوميين". فنُقل الرئيس بوش من المكان الذي كان متواجداً فيه إلى الطائرة الرئاسية كما نُقل نائب الرئيس ديك تشيني إلى الملجأ المضاد للقنابل النووية في البيت الأبيض. وتمّ الاتصال بجميع الوزراء والبرلمانيين لنقلهم إلى الملاجئ المحدّدة سلفاً لمثل هذه الحالات.
في الـ 9.42 بثّت شاشة (أي بي سي) مشاهد لطابقين يحترقان في البناء التابع للبيت الأبيض والذي يحتوي على مكاتب معاوني الرئيس ونائب الرئيس. لم تفسّر السلطات الرسمية أبداً ماهية هذه المشاهد ولم يذكرها أحد بعد ذلك اليوم.
بعد ذلك بقليل عقد رئيس بلدية نيويورك مؤتمراً صحفياً متنقّلاً (في شوارع نيويورك) أعلن فيه عن إمكانية انهيار برجيّ مركز التجارة العالمي وطالب بعملية إخلاء سريعة لهما.
في 9.58 دوّى انفجار أسفل البرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي تبعته مجموعة انفجارات صغيرة وانهار البرج خلال عشر ثوان. تبعه البرج الشمالي في 10.28.
أخليت أبنية الأمم المتحدة وجميع الوزارات بعد ذلك بقليل خوفاً من استهدافها. وأمرت حكومة "إسرائيل" جميع بعثاتها الدبلوماسية في العالم بإغلاق المراكز التابعة لها. أما البرج الثالث التابع لمركزالتجارة العالمي (البرج رقم 7) فلم تبدأ عملية الإخلاء فيه حتى الـ 11.00. ولم تربط السلطات في البداية انهياره بالهجمات التي وقعت في ذلك اليوم إلى درجة أن التقرير النهائي للجنة التحقيق الرئاسية لم يأت على ذكره.
بعد ذلك تتالت التصريحات الرسمية فبعيد الواحدة بعد الظهر أكّد الرئيس بوش في حديث قصير متلفز للمواطنين أن المسؤولين بخير وأن السلطات ستدافع عن البلاد. ثمّ أُعلنت حالة الطوارئ في واشنطن العاصمة وتصرّف البنتاغون كأن البلاد في حالة حرب.
في الرابعة بعد الظهر أعلنت الـ (سي أن أن) أن السلطات الرسمية تأكّدت من مسؤولية أوسامة بن لادن عن الهجمات. وبعد الخامسة بقليل انهار البرج رقم 7 كما انهار البرجان السابقان.
وفي تمام 6.42 مساءً عقد رامسفيلد مؤتمراً صحفياً في البنتاغون محاطاً بشخصيات جمهورية وديمقراطية من لجنة الكونغرس لشؤون الدفاع. وأكّد الجميع الوحدة الوطنية في مواجهة الخطر. وفي 8.30 من مساء الحادي عشر من أيلول توجّه بوش بكلمة للشعب الأميركي من البيت الأبيض أكّد فيها أن الخطر المباشر انتهى وأن "أميركا" ستواجه أعدائها.
هكذا انتهى الفصل الأول من مهزلة "مبكية مضحكة" ظهرت مشاهدها الهوليودية المدروسة بدقّة لتوصل رسالة محدّدة وتحضّر المشاهدين في العالم للفصل الثاني من أكذوبة القرن الواحد والعشرين الأكثر "ماكيافيلية" من أي مسرحية سبقتها.
أوجدت الأحداث المذكورة آنفاً، والتي تتابعت بسرعة، جوّاً من الرعب منع في حينها التدقيق في تماسك صدقيتها. لكن بعد مرور الوقت بات من الممكن العودة إليها ومتابعة المحطات المشبوهة فيها. ولا بدّ من البدء بالسؤال "لماذا انهارت الأبراج الثلاثة بالشكل الذي انهارت به"؟
يؤكد المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا في الولايات المتحدة أن ما أضعف أساسات الأبنية أكثر من عملية الاصطدام (بين الطائرات وبينها) هو احتراق فيول هذه الطائرات (كيروزين). أما البرج رقم 7 فأنهار عندما انتقل الحريق إليه.
تُضحك هذه النظرية أصحاب الاختصاص ببعدها عن الوقائع العلمية المعروفة. فقد صُمّم البرجين الأساسين بشكل يسمح لهما بمقاومة أي اصطدام مع طائرة مدنية. وأما احتراق الكيروزين فلا تصل حرارته إلى أكثر من 700ـ 900 درجة مؤية. ويحتاج الفولاذ إلى درجة حرارة تقارب 1538 درجة مؤية ليبدأ بالذوبان. بالإضافة إلى ذلك تعرّض عدد كبير من ناطحات السحاب في العالم إلى حرائق مختلفة لكن أي منها لم ينهار نتيجة ذلك. كذلك أكّد رجال الإطفاء في نيويورك أن سرعة انهيار الأبنية الثلاث بشكل عامودي دون أن يواجه الطابق العلوي أية مقاومة من الطوابق السفلى هو بسبب ما أكّدوه عن سماعهم ومشاهدتهم لسلسلة من الانفجارات في كل مبنى من الأعلى نحو الأسفل.
وفي النهاية أكّد الفيزيائي البروفيسر نيلز هاريت (أستاذ الفيزياء والكيمياء في جامعة كوبنهاغن)، في مقال نشره في المجلّة العلمية "أوبن كيميكال فيزيكس"، وجود مادة متفجّرة عسكرية في المكان وقال أنها مادة النانوتيرميت.
يُرجّح أن المتفجرات وضعت في المكان من قبل خبراء بطريقة أدّت إلى قطع قاعدة الأساسات الفولاذية للأبنية ثمّ تدمير هذه الأساسات الطابق تلو الآخر من الأعلى إلى الأسفل. وتُظهر الصور، المأخوذة خلال الأيام التي تلت الانفجار الكبير، هذه الأساسات وكأنها قُطعت بآلة حادة ولم تتعرّض للذوبان بفعل الحرارة العالية. ولم تحتفظ لجان التحقيق بها، كما هي العادة، كدليل ملموس بل تمّ التخلّص منها عبر مؤسسة كارمينو أغنيلو (رئيس فرع المافيا التابع لآل غامبينو). وأعيد بيعها بعد ذلك في السوق الصينية. هذا ما حصل في البرجين الأساسين أما البرج الثالث (برج رقم 7) فقد أكّد المستأجر لمركز التجارة العالمي، لاري سيلفرشتاين، أنه أُبلغ أن البرج 7 سينهار فسمح بتدميره. بعد هذه المقابلة التلفزيونية صمت سيلفرشتاين لكن شريط المقابلة لا زال موجوداً.
ما هي المكاتب التي كانت متواجدة في البرج 7؟ إنها مكاتب إدارية تابعة لبلدية نيويورك وقاعدة مركزية لجهاز الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي إي). وكان عمل هذه القاعدة يقتصر على التجسس على البعثات الأجنبية التابعة للأمم المتحدة. لكن في عهد بيل كلينتون بات من ضمن مهامها التجسس الاقتصادي على كبريات المؤسسات في مانهاتن. فإذا اعتبرنا أن عملية 11 أيلول الحقيقية أديرت من هذا البرج نستطيع أن نفهم أن تفجيره بهذه الطريقة دمّر أي دليل حسّي يمكن أن يشير إلى حصول مؤامرة.
أما إذا عدنا إلى الوراء قليلاً وبالتحديد إلى ما قبل حدوث هجمات 11 أيلول بشهر ونصف، فنلاحظ أن لاري سيلفرشتاين، أمين صندوق حملة بنيامين نتنياهو الانتخابية والخبير المالي المحنّك، أبرم صفقة خاسرة حين استأجر أبنية مركز التجارة العالمي التي لم تعد تطابق المواصفات القانونية المطلوبة. لكن "حدسه" القوّي خدمه في مكان آخر حيث ابتاع بوليصة تأمين على الأبنية ضد الأعمال التخريبية الإرهابية تضمنت بنداً يشمل الهجوم المدمّر!
وقد طالب سيلفرشتاين بمبلغ مزدوج (4.5 مليار دولار) وناله لأن هجومين وقعا بطائرتين مختلفتين.
لكن التفصيل الأهم هو أن الشركة التي أولاها سيلفرشتاين مهمة حماية المركز التجاري هي شركة "سيكورا كوم" التي يديرها شقيق رئيس الولايات المتحدة في ذلك الحين جورج بوش الإبن. وإذا كانت عملية زرع الألغام (المانوتيرميت) قد جرت بالفعل فإن دقّتها تتطلّب عدّة أيام لإنجازها. هذا يعني أن ذلك لا يمكن أن يتمّ دون أن يلاحظ رجال الأمن المولجين حراسة الأبنية حدوث أمر مريب على الأقل.
قدّرت بلدية نيويورك عدد من قضوا في المركز التجاري العالمي بـ 40000 في الليلة التي تلت الهجوم وطلبت تهيئة مواد كافية لإقامة جنازت مثل هذا العدد الكبير من الضحايا. لكن اتضح أن العدد الفعلي اقتصر على 2200 ضحية مدنية و400 ضحية من عمّال الإنقاذ. ولم يقضي في الانفجار أي من المدراء الكبار الذين يملكون مكاتب في الأبنية المنهارة. فكيف حصلت هذه العجيبة؟
تمام السابعة من صباح 11 أيلول تلقّى موظفو شركة "أوديغو" رسائل هاتفية تحذّرهم من الحضور إلى مكاتبهم بسبب الهجوم الذي سيتمّ على مركز التجارة العالمي الذي يقع مقابل مكتبهم. و"أوديغو" شركة "إسرائيلية" صغيرة رائدة في مجال الرسائل الإلكترونية. وتجمع علاقة وثيقة مالكيها بعائلة نتنياهو وجهاز الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية".
أما في الثامنة من صباح اليوم نفسه فكان رجل الأعمال الكبير، وارن بوفيه، يستقبل في نيبراسكا، ولأول مرّة، جميع المدراء الذين يملكون مكاتب في مركز التجارة العالمي. أما المناسبة فالإفطار الخيري السنوي الذي يقيمه. لكن هذه المرّة لم يتمّ ذلك في فندق فخم كما جرت العادة بل في القاعدة العسكرية الجوّية "أوفيت" حيث مقرّ قيادة الردع النووي. وطبعاً وصل "المحسنون" المدعوون إلى الإفطار قبل يوم واحد وباتوا جميعاً في القاعدة وأُعلموا في الصباح باصطدام طائرة بالبرج الشمالي للمركز التجاري ثمّ وقع الاصطدام الثاني وأدرك الجميع أن الأمر ليس حادثاً عرضياً بل هجوماً مدبّراً. وبقي الجميع في أماكنهم بعد حظر الطيران الداخلي في أجواء الولايات المتحدة.
"ما لم يكن مدبّراً" هو تحوّل رجل الأعمال وارن بوفيه إلى أكثر رجال الأعمال ثراءً بعد ذلك حيث بات ينافس صديقه بيل غايت بحجم ثروته. وقد قاد حملة باراك أوباما الرئاسية لكنّه رفض أن يصبح وزير المالية في إدارته.
بعد ظهر ذلك اليوم حطّت طائرة الرئاسة الأميركية وعلى متنها جورج بوش في قاعدة "أوفيت" وانضم الرئيس الأميركي إلى غرفة عمليات إدارة الأزمة وتحدّث إلى الأميركيين في بثّ مسجّل.
أما الصدفة الأهم فتواجد عناصر وكالة إدارة الكوارث في مكان الهجوم بعد دقائق من حدوثه. وسبب ذلك أن هذه الوكالة كانت قد نظّمت تدريباً لعناصرها في مركز التجارة العالمي. أما موضوع التدريب فكان معالجة ومواجهة هجوم بيولوجي وكيميائي مزعوم. ويدير هذه الوكالة أمين صندوق حملة جورج بوش الإبن، جو ألبوغ الذي تولّى فيما بعد إدارة المناقصات في العراق المحتلّ.
في العودة إلى البنتاغون يوم الهجوم يواجه الخبراء سؤالاً أساسياً "لماذا لم تعمل منظومة الدفاع الصاروخية التي من المفترض أن تحمي أجواء البنتاغون على الرغم من اختراق صاروخ (أو طائرة) للمدى الحيوي الجوّي للمكان؟". إجابتان لا ثالث لهما على هذا السؤال، الأولى أن المنظومة كانت مفصولة تاركة أجواء البنتاغون دون حماية والثانية أن شيفرة التعريف كانت متوفّرة لدى المخترق لذا لم تتعامل المنظومة معه على أنه جسم عدو.
ومن يملك هذه الشيفرة؟ إنها متوفرة لتأمين سلامة دخول المروحيات التابعة للوزراء وقيادة الأركان إلى أجواء البنتاغون.
أما الصدفة الغريبة فهي أن الصاروخ أصاب الجناح الذي كانت مجموعة من المدقّقين الماليين المدنيين تجري تحقيقاتها فيه. وموضوع التحقيق أكبر عملية اختلاس في ميزانية الدفاع الأميركية. هذا الأمر يفسّر غياب العسكريين الكبار من بين القتلى. وتوقّف التحقيق بعملية الاختلاس المذكورة بسبب احتراق الأرشيف بالكامل.
أما قدرة الصاروخ على اختراق الجدران المحصّنة فتعود حسب بعض التحاليل إلى وجود اليورانيوم المنضّب في الطلاء الخارجي لجسم الصاروخ. ويؤكّد هذا الأمر درجة الحرارة العالية التي أجبرت رجال الإطفاء على ارتداء البذلات الخاصة المقاومة للحرارة. هذا بالإضافة إلى التدابير التي اتخذتها السلطات حين دمّرت الجناح بالكامل وهي تدابير تُتخذ في العادة للقضاء على النفايات التي تخلّفها المواد المشعّة.
هذا الأمر يدفع إلى التشكيك بقوّة بصدقية تواجد رامسفيلد، مرتدياً ملابسه العادية في المكان ومشاهدته لحطام الطائرة المنفجرة. لا سيّما أن رجال الإطفاء أكّدوا أن الحريق ودرجة الحرارة في المكان لا يشبهان ما يسبّبه الكيروزين عادة بالإضافة إلى عدم مشاهدتهم لأي حطام.
وتُظهر الصور التي أُخذت بعد الاصطدام مباشرة، دخول الصاروخ من باب مخصص لدخول سيّارات تسليم البضائع. كان الصاروخ ينطلق على علوّ منخفض جدّاً يكاد يلامس الأرض. ولم تتضرّر حتى واجهة المكان. فكيف يمكن لطائرة مدنية أن تقوم بمثل هذا الإنجاز المستحيل؟؟
أضف إلى ذلك أن محيط البنتاغون مزروع بآلات المراقبة أي أن الجسم الذي اخترق المكان مرّ أمام 80 آلة تصوير على الأقل قبل أن يبلغ هدفه. وقد رفضت السلطات عرض أشرطة التصوير هذه واكتفت بعرض صور تظهر الإنفجار لكن ليس الطائرة.
أما المأساة الحقيقة في هذا الأمر فتعود إلى البقايا التي قيل لعائلات ضحايا الطائرة المفترضة أنها تعود لأبنائهم وأقاربهم. لقد أكّد خبراء السلطة أن طائرة البوينغ تحلّلت بالكامل بسبب الحرارة المرتفعة. كيف يمكن أن يتبخّر معدن الطائرة وتبقى أعضاء إنسانية أو خلايا تسمح بتحديد الشيفرة الوراثية وبالتالي أسماء الأشخاص الذين تعود لهم هذه البقايا؟؟
في سياق آخر، اعتمدت رواية الطيارين الذين خطفوا الطائرات على شهادات من اتصلوا بأقاربهم وأكّدوا وجود خاطفين على متن الطائرات المعنية. لكن خلال محاكمة زكريا موسوي عام 2006، بتهمة نيّته الانضمام إلى مجموعة الانتحاريين الطيّارين، أكّد الخبراء أن الاتصال بين الطائرات التي تحلّق على علوّ مرتفع وبين الأرض لم يكن ممكناً بواسطة التقنيات التي كانت متوفّرة في العام 2001. وأدّت التحقيقات في هذا المجال إلى اعتبار جميع الشهادات حول الاتصالات المزعومة مزيّفة وقيل أن الاحتمال الأول أن يكون هناك شهادات زور من قبل أهالي الضحايا أو أنهم تعرّضوا للخداع لهدف ما.
يحمل التاريخ أحياناً بعض التفسيرات التي يمكن استخدامها لإيضاح أمور تجري في الحاضر. وفي هذه الحالة يمكن العودة إلى ما اقترحته قيادة الأركان في العام 1962 على الرئيس الأميركي في ذلك الحين جون كندي. أي عملية "نورثوودز" التي كان من المفترض أن تبرّر إطلاق هجوم شامل على كوبا. وفي تفاصيل المؤامرة أن طائرتين كوبيتين مزعومتين تقومان بتدمير طائرة أميركية أمام آلاف الشهود.
وتمّ ترتيب الأمر على النحو التالي، أمّنت القوات الأميركية طائرتيّ ميغ من دولة من دول العالم الثالث وطلتها بالألوان الكوبية. في المقابل قام بعض الأشخاص بالصعود على متن طائرة مدنية في رحلة إلى ميامي وتمّ تصوير بعض اللقطات "العائلية" لاستخدامها لاحقاً. بعد ذلك يقطع الطيّار في الرحلة المعنية أجهزة الاتصال فتعجز الرادارات عن تحديد موقعه حتى يتمّ استبدال الطائرة المدنية بأخرى فارغة. وبعد أن يقفز الطاقم من هذه الأخيرة وتكمل رحلتها بمساعدة الطيّار الآلي تقوم "الطائرات الكوبية" بقصفها أمام آلاف الشهود بالقرب من شاطئ ميامي.
إذا نظرنا إلى ما حدث في 11 أيلول وطبقنا ما حصل في العام 1962 نستطيع أن نفهم قصّة انقطاع البثّ والاتصالات الهاتفية المزعومة من الأقارب. وقد أظهرت بعض التحقيقات أن الطائرات الأربع التي "تمّ خطفها" كانت تحوي ثلث عدد الركاب الذي تستطيع استيعابه. ذلك على الرغم من أنه معروف عن شركات الطيران الداخلية في الولايات المتحدة أنها تبيع بطاقات أكثر من الأماكن المتوفرة لديها في معظم الأحيان.
كما أن معظم المفقودين هم من عائلات موظفين في وزارة الدفاع أو شركات متعاقدة مع البنتاغون أو مقرّبون من البيت الأبيض مثل باربارا أولسون الإعلامية العاملة في شبكة فوكس نيوز وزوجة محامي جورج بوش الإبن تيودور أولسون.
من جهة ثانية وُضعت فرضية اصطدام طائرة مدنية بثقف البنتاغون في التسعينيات. وقامت وزارة الدفاع حينها بعدّة تدريبات تهدف إلى محاكاة هذا الاحتمال بقيادة قائد وحدة عسكرية جوّية هو تشارلز بورلينغام. وقد استقال هذا الضابط من الجيش بعد ذلك والتحق بخطوط الطيران المدني (أميركان أيرلاين). وكان يا للصدفة يقود الرحلة 77 التي زُعم أنها اصطدمت بالبنتاغون!
لماذا يجب أن يكون هناك طائرات قد خُطفت في 11 أيلول؟ ليست الإجابة بذاتها هي المهمّة بل التداعيات التي نتجت عنها ولا زالت مفاعيلها حتى اليوم. لكن الإجابة بذاتها تحمل تفاصيل مهمّة وترجيحات مخيفة.
اعتمدت وزارة العدل الأميركية، في الأيام الثلاث الأولى التي تلت الهجوم، على شهادات المتصلين من الطائرات التي خُطفت لتحديد شخصية الخاطفين وأسلوب عملهم. وساهم الاتصال الذي قام به المضيف على الرحلة "أأ11" بتحديد شخصية محمد عطا قائد المجموعة الانتحارية على متن تلك الطائرة أو الراكب الذي كان يجلس على المقعد رقم "8د".
لكننا بتنا نعلم الآن أن هذه الاتصالات لم تكن ممكنة في ذلك الحين وأن جميع هذه الشهادات مزيّفة و"مفبركة". وتبيّن كذلك من لائحة الركاب التي قدّمتها شركات الطيران في الأيام الأولى بعد الهجوم أن الانتحاريين الـ 19 لم يكونوا على متن تلك الطائرات.
لكن الدليل القاطع على وجود محمد عطا على متن الطائرة "التي اصطدمت بالبرج الشمالي" لمركز التجارة العالمي توفّر بعد بضعة أيام من انهيار الأبراج الثلاث. لقد عثر أحد رجال الشرطة على جواز سفر محمد عطا بين ركام البرج الشمالي! نعم لقد احترق المبنى وأساساته الفولاذية وحطام الطائرة وكل شيء لكن جواز السفر الذي يمثّل الدليل القاطع على تورّط محمد عطا بقي سليماً!!!!
وأرادت إدارة بوش أن تدعم هذا الدليل الواهن فبثّت صوراً تظهر محمد عطا وشريكه العمري وهما يصعدان على متن الطائرة. أية طائرة تلك؟ في الواقع إنها الطائرة التي أقلعت من مطار بورتلاند وليست تلك التي انطلقت من بوسطن نحو البرج الشمالي في نيويورك. أضف إلى ذلك أنه توفّر فجأة لدى السانداي تايمز (لصاحبها روبير ماردوك) عام 2006 شريطاً يظهر محمد عطا وهو يتدرّب في مخيم تابع لأوسامة بن لادن في أفغانستان وذلك في العام 2000!
بعض الانتحاريين المذكورين من قبل السلطات الأميركية ظهروا بعد الهجوم وبعض هؤلاء موظفون محترمون في أماكن مختلفة من العالم. لكن معظمهم من المرتزقة الذين عملوا لحساب الأمير السعودي بندر بن سلطان أو بندر بوش كما يدعونه في بعض الدول العربية. وقد شاركوا في عمليات لحساب هذا الأخير (وعبره لحساب السي أي إيه) في أفغانستان والبوسنة والهرسك وروسيا.
والأمير بندر بن سلطان كان سفيراً لبلاده (المملكة العربية السعودية)، وقد عيّنه في هذا المنصب الملك فهد منذ صعوده على العرش 1982 وبقي في منصبه حتى عام 2005 حين كان الملك فهد يحتضر. واعتبره جورج بوش الأب إبناً له بالتبني وعامله على هذا الأساس منذ بداية تعارفهما!؟
قاد "الأمير الأسود" مجموعته داخل الـ (سي أي إي) طوال عشرين عاماً وكان تمويل أعمال هذه المجموعة يأتي من مصادر مشبوهة ومختلفة. مثل صفقة اليمامة التي كان كبار المسؤولين البريطانيين متورّطون فيها. وقد جنّد بندر بن سلطان إسلاميين من مختلف مناطق العالم الإسلامي للقيام بمهام مختلفة لحساب جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية.
بالعودة إلى إدارة بوش وتعاطيها مع قضية الانتحاريين المزعومين، فضّلت هذه الإدارة تجاهل الشكوك والتركيز على شخصية أوسامة بن لادن ودوره المزعوم في ا لهجوم. لكن ما لم يُذكر كثيراً أن هذا "الفتى الذهبي" هو شقيق سالم بن لادن شريك جورج بوش الإبن في الشركة النفطية "هاركن إينرجي" في هيوستن. وقد تمّ تجنيده في بيروت بواسطة برجنسكي في أواخر السبعينيات من القرن الماضي.
انضمّ أوسامة بن بعد ذلك إلى عصبة مناهضة الشيوعية العالمية ونظّم تمويل عمل "المجاهدين" ضد القوات السوفياتية في أفغانستان. واستُخدمت "فرقته العربية" في مناطق أخرى من العالم لتنفيذ عمليات في البوسنة والهرسك بالتحديد.
ومنحت الـ (سي أي إي) واجهة دينية لشخص أوسامة بن لادن ليكون الغطاء المقبول لدى المتطرفين للأمير السعودي بندر بن سلطان. وبالفعل قبل كثيرون قيادة "الشيخ أوسامة" في حين ما كانوا ليوافقوا على العمل لصالح أحد أبناء "المملكة الفاسدة". لكن أوسامة بن لادن بقي من أهم حجارة الشطرنج التي تحرّكها وتحتاج إليها الاستخبارات الأميركية على ساحة الشرق الأوسط.
عام 2001 كان أوسامة بن لادن مجهولاً لدى معظم الأميركيين والغربيين لكن إدارة بوش الإبن مدّت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بمجموعة خاصة من الأشرطة التي يظهر فيها بن لادن وذلك لتغذية الحرب على الإرهاب وترسيخ القناعة بضرورتها لدى الشعوب الغربية.
أشهر هذه الأشرطة تلك التي يزعم فيها بن لادن أنه قام بحسابات دقيقة لكيفية الاصطدام الذي سيؤدي لانهيار برجيّ مركز التجارة العالمي. إنه الاعتراف الأصرح والأخطر بمسؤوليته عن الهجوم!
لكن في العام 2007 قام معهد الذكاء الاصطناعي السويسري "دال مول"، الأبرع في العالم في تحديد مصداقية ما تظهره أشرطة التسجيل الصوتية والمرئية، بدراسة الأشرطة المتوفرة لبن لادن. وخلص الخبراء في المعهد إلى نتيجة واحدة هي أن جميع التسجيلات التي تلت 2001 مزيّفة ومن بينها تسجيل الاعتراف الشهير!
يبقى أن ما لا يُصدق أكثر من كل ما ذُكر حتى الآن هو غياب أقوى جيش في العالم بجميع فروعه عن "ساحة الحرب" في بلاده في 11 أيلول المشؤوم!
أين كان جيش الولايات المتحدة في ذلك اليوم؟ ولماذا لم تحاصر الطائرات الحربية الطائرات المختطفة خلال 8 دقائق (المدّة التي ادّعت قيادتها دائماً أنها كافية للقيام بمثل هذه العملية)؟ ولماذا لم يتمكّن ريتشارد مايرز (الذي كان ينوب عن قائده المتواجد في أوروبا في ذلك اليوم في قيادة الأركان في الجيش الأميركي) من الإجابة على أسئلة البرلمانيين عن سبب هذا التقصير؟ وكيف لم يتمكّن حتى من تذكّر ما الذي كان يقوم به في ذلك الوقت؟!
لكن الجيش الأميركي كان في حالة استنفار في ذلك اليوم... فقد كان 11 أيلول 2001 موعد إجراء أكبر مناورة لهذا الجيش الذي كان مستنفراً لصدّ محاكاة هجوم نووي روسي من المفترض أن ينطلق من كندا نحو الولايات المتحدة. وكانت غرفة عمليات قيادة المناورة في قاعدة "أوفيت" الشهيرة!(راجع الجزء الثاني)
في ذلك اليوم، وأكثر من أي يوم آخر، كانت الطائرات الحربية الأميركية تحلّق بكثافة في أجواء الولايات المتحدة وكانت القيادات العسكرية تراقب الطيران المدني لمنع أي اصطدام محتمل مع تلك العسكرية!
ليس هذا فحسب بل إن قيادات أركان معظم جيوش الدول الكبرى كانت تراقب مناورة جيش الولايات المتحدة القوي.
وحين وقعت الواقعة حاول الجميع معرفة ما حصل ومصدر الهجوم كما حاول الرئيس الروسي حينها، فلاديمير بوتين، الاتصال بنظيره الأميركي ليؤكّد عدم مسؤولية روسيا عن الهجوم. لكن الرئيس الأميركي لم يكن بحاجة لهذا التأكيد ورفض تلقّي الاتصال!
وقد خلص الجنرال ليونيد جيفاشوف إلى أن ما حصل هو صراع داخلي قادته مجموعة عسكرية- اقتصادية ذات نفوذ ونفّذته شركة عسكرية خاصة.
لكن الدعاية المخيفة والضخمة وإعلان الحداد الرسمي في بعض البلدان وفرض دقائق الصمت في كل مكان أدّت إلى حالة من الذهول لدى الرأي العام الغربي الذي عجز في ذلك الوقت عن تبيّن الحقائق. وكان صوت نفير الحرب قد وصل إلى أفغانستان!
لكن كاتب هذه السطور بدأ بنشر مجموعة من المقالات على الانترنت وقد تُرجمت هذه المقالات من الفرنسية إلى لغات مختلفة وبدأت تنتشر. ثمّ جاء كتاب "الخدعة الرهيبة" للكاتب نفسه والذي تُرجم إلى 28 لغة ليحرّك موجة من الاعتراضات على الرواية الرسمية الأميركية.
في ألمانيا الوزير السابق أندريه فان بولو وفي البرتغال المدير الإقليمي السابق للـ (سي أي إي) أوزوالد وينتر وفي بريطانيا المتخصص في الشؤون السياسية نافذ أحمد وفي الولايات المتحدة المؤرخ ويبستر تاربليه، جميع هؤلاء نشروا إيضاحات إضافية عن "المؤامرة".
وقام كاتب هذا التحليل بحملة عالمية وقابل مجموعة كبيرة من المسؤولين السياسيين والعسكريين والدبلوماسيين في أعلى المناصب وفي جميع دول العالم وحرّك مؤسسات دولية وتلقّى دعماً غير متوقع في هذا المجال.
وبدأت عائلات الضحايا، التي اعترضت في البداية على التشكيك بالرواية الرسمية، بطرح الأسئلة والمطالبة بإجراء تحقيقات جديدة. لكن إدارة بوش حاربت بضراوة من يشكّل منهم خطراً حقيقياً مثل الملياردير الأميركي جيمي والتر الذي تمّ نفيه من الولايات المتحدة. ومنعت هذه الإدارة تدخّل الكونغرس وشكّلت لجنة تحقيق رئاسية.
وكما هو متوقّع جاء تحقيق اللجنة الرئاسية ليؤكّد تورّط القاعدة ومسؤوليتها عن الهجوم. لكن دون تقديم "البراهين الدامغة" التي وعدت بها!
اليوم يوجد عشرات الآلاف من الأشخاص، من مختلف الاختصاصات وفي مؤسسات عديدة في جميع أنحاء العالم، مقتنعون بأن المجرم الحقيقي المسؤول عن هجوم 11 أيلول ما زال مجهولاً وطليقاً. ويقود هؤلاء البروفيسر في مادتيّ المنطق واللاهوت، دايفيد راي غريفين.
ولم يساهم انتخاب باراك أوباما بتغيير ردّة فعل الإدارة الأميركية على طلب فتح تحقيقات جديدة. وتتهرّب إدارته من هذه المطالبة بالقول أنها تريد أن تنظر إلى المستقبل لا أن تنكأ جراح الماضي!
لكن بعض المستجدات تجعل من إعادة فتح التحقيق أمراً ممكناً فقد انهار نفوذ بندر بن سلطان بعد خلافه مع ملك السعودية الحالي عبد الله الذي يحاول التملّص من العلاقة الخانقة مع الولايات المتحدة.
وأتت الضربة القاضية من غباء بندر بن سلطان نفسه الذي حاول اغتيال الملك السعودي في أوائل صيف 2009 ووضع والده سلطان على عرش المملكة العربية السعودية.
لقد اختفى بعد ذلك "بندر بوش" ومعه 200 من أفراد عائلته... ويمكن لبعض الألسنة التي كانت تخشى عقابه أن تنطلق الآن لتتحدّث عن حقيقة ما جرى في ذلك اليوم المشؤوم.
ذلك اليوم الذي فتح الباب أمام "قوى الشرّ" الفعلية كي تحتلّ أفغانستان وتدمّر العراق وتضغط على الدول الأوروبية كي تسير في ركب "جنون" من لم يكن أكثر من ألعوبة بيد "المحافظين الجدد" وأسيادهم، أغبى رئيس عرفته الولايات المتحدة جورج بوش الإبن.
مع هذا البرنامج تمكن افراد التحريض في سوريا من ارسال رسائل مجانيه الى اى موبايل فى العالم
البرنامج سهل الاستخدام
البرنامج بدون اشتراك ومجانى تماما
يعطيك 10 رسائل مجانية كل يوم تتجدد تلقائيا 300 رسالة فى الشهر
امكانية الارسال بجميع اللغات واللغة العربية ايضا
وان استخدمت نسخة مدفوعة ستتمكن من ارسال الاف الرسائل باسعار رمزية
ستصل الرسائل الى الاجهزة المفتوحة على الشبكة المطلوبة
قرر مجلس كلية الحقوق في جامعة دمشق مقاضاة الشيخ يوسف القرضاوي بتهمة إثارة النعرات الطائفية في خطبة صلاة الجمعة الماضية.
وذكر موقع سوري اليوم الأربعاء ان المجلس تقدم بكتاب إلى المحامي العام الأول بدمشق من أجل "تحريك دعوى الحق العام" بحق القرضاوي.
وقال المجلس أنه بعد إطلاعه على الخطبة وجد أن ما جاء فيها" ينال من هيبة الدولة السورية والشعور القومي فيها ويحرض على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية وهذه الأمور تشكل اعتداءً سافراً على كل مواطن سوري وتقع تحت طائلة تطبيق أحكام المواد التالية 293 و298 و 307 من قانون العقوبات السوري المتعلقة بالاعتداء على أمن الدولة وسلامة واستقلال أرض الوطن".
وأضاف الموقع انه "يجري العمل على تحريك دعوى قضائية أخرى بتوقيع أغلبية الشعب السوري ضد القرضاوي بتهمة إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتعدي على أمن واستقرار المجتمع السوري، ويعد ذلك إبلاغاً للنيابة العامة لتقوم بواجبها".
وكان القرضاوي أعلن في خطبة الجمعة الماضية عن دعمه للاحتجاجات التي تشهدها سوريا، وقال "الرئيس "بشار" الأسد يعامله الشعب على أنه سُني، وهو مثقف وشاب، ويمكنه أن يعمل الكثير، ولكن مشكلته أنه أسير حاشيته وطائفته" العلوية.