العذراء والطبق




عرفت ( العلاقة الشريفة ) عبر القنوات الفضائية فأرادت أن تخوض التجربة فماذا جنت ؟! لقد جنت هذه البكر العذراء جنيناً بين أحشائها بعد قصة دامية مؤلمة . وقعت الفتاة مع صاحبها في قبضة رجال الأمن ، وجاء أبوها بعد استدعائه ليرى الفاجعة .
وقف أمام ابنته وقد تمنى الموت قبل أن يراها في ذلك الموقف صرخ في مجمع من رجال الأمن دعوني أقتلها لقد شوهت سمعتي ... لقد دمرت شرفي .. لقد سودت وجهي أمام الناس .. رفعت البنت رأسها وواجهت أباها بهذه الكلمات :


كفى لوماً أبي أنت الملامُ *** كفاك فلم يَعُدْ يُجدي المَلامُ
بأيِّ مواجعِ الآلام أشكوا *** أبي من أين يُسعفني الكلامُ
عفافي يشتكي وينوحُ طهري *** ويُغضي الطرف بالألم احتشامُ
أبي كانت عيونُ الطهر كحْلى *** فسال بكحلها الدمعُ السِّجامُ
تقاسي لوعة الشكوى عذاباً *** ويجفو عين شاكيها المنامُ
أنا العذراءُ يا أبتاه أمست *** على الأرجاس يُبصِرُها الكرامُ
سهامُ العارِ تُغْرَسُ في عفافي *** وما أدراك ما تلك السهامُ ؟!
أبي من ذا سيغضي الطرف عذراً *** وفي الأحشاءِ يختلجُ الحرامُ
أبي من ذا سيقبلني فتاةً *** لها في أعين الناس اتهامُ !!؟
جراحُ الجسمِ تلتئمُ اصطباراً *** وما للعِرْضِ إن جُرِحَ التئامُ!!
أبي قد كان لي بالأمس ثغرٌ *** يلفُّ براءتي فيه ابتسامُ
بألعابي أداعبكم وأغفو *** بأحلامٍ يطيبُ بها المنامُ
يقيمُ الدارَ بالإيمانِ حزمٌ *** ويحملها على الطهر احتشامُ
أجبني يا أبي ماذا دهاها *** ظلامٌ لا يُطاق به المقام ُ
أجبني أين بسمتها لماذا *** غدا للبؤس في فمها ختامُ
بأي جريرة وبأيِّ ذنبٍ *** يُساقُ لحمأة العارِ الكرامُ
أبي هذا عفافي لا تلمني *** فمن كفيك دنّسه الحرامُ
زرعتَ بدارنا أطباق فسقٍ *** جناها يا أبي سمٌّ وسَامُ
تشُبُّ الكفرَ والإلحادَ ناراً *** لها بعيون فطرتنا اضطرامُ
نرى قِصَصَ الغرامِ فيحتوينا *** مثارُ النفس ما هذا الغرامُ !!
فنون إثارةٍ قد أتقنوها *** بها قـلبُ المشاهِد مستهامُ
نرى الإغراءَ راقصةً وكأساً *** وعهراً يرتقي عنه الكلامُ
كأنَّك قد جلبت لنا بغيّاً *** تراودنا إذا هجع النيامُ
فلو للصخر يا أبتاه قلبٌ *** لثارَ 000 فكيف يا أبت الأنامُ
تخاصمني على أنقاض طهري *** وفيك اليومَ لو تدري الخصامُ
زرعت الشوك في دربي فأجرى *** دمَ الأقدامِ وانهدَّ القَوَامُ
جناكَ وما أبّرّيء منه نفسي *** ولستُ بكلِّ ما تَجْني أُلامُ
أبي هذا العتابُ وذاك قلبي *** يؤرّقه بآلامي السقامُ
ندمتُ ندامةً لو وزّعوها *** على ضُلاّل قومي لاستقاموا !!!
مددتُ إلى إله العرش كفى *** وقد وَهَنَتْ من الألم العظامُ
إلهي إن عفوتَ فلا أُبالي *** وإن أرغى من الناس الكلامُ
أبي لا تغضِ رأسك في ذهولٍ *** كما تغصيه في الحُفَرِ النَّعامُ
لجاني الكرْم كأسُ الكرم حلوٌ *** وَجَنْيُ الحنظل المرُّ الزؤامُ
إذا لم ترضَ بالأقدارِ فاسألْ *** ختام العيش إن حَسُنَ الختامُ
وكبّرْ أربعاً بيديك واهتف *** عليك اليومَ يا دنيا السلامُ
أبي حطمْتَنِي وأتيتَ تبكي *** على الأنقاض ما هذا الحُطامُ ؟!!
أبي هذا جناك دمَاءُ طْهري !! *** فمن فينا أيا أبتِ المُلامُ !!؟


الشاعر محمد بن عبدالرحمن المقرن

الفنانة منى واصف ترفض التبرؤ من ابنها المعارض بسبب تصريحه لصحيفة إسرائيلية


دافعت الممثلة السورية منى واصف عن حق نجلها المقيم في واشنطن المعارض السوري عمار عبد الحميد في التعبير عن رأيه مهما اختلف عن رأيها‏، وقالت إن على العالم العربي أن يتعود على الإختلاف في الرأي. ونفت منى واصف أن تكون قد تعرضت لأي مضايقات في سوريا سبب أنشطة نجلها الذي أدلى مؤخرا بتصريحات لصحيفة إسرائيلية تناول فيها بعض المواقف السياسية المثيرة للجدل.وقالت منى واصف عن نجلها " إبني معارض سياسي وليس خائنا"‏، مضيفة في حديث هاتفي: "ابني نشأ في بيت وطني‏، وربيناه أنا ووالده المرحوم على حب الوطن، أما مواقفه السياسية فهو حر فيها‏، ولم أحاول إطلاقا أن أفرض عليه أي رأي". وردا على سؤال عن صحة ما يتردد عن تعرضها لمضايقات ومطالبات بالتبرّؤ من مواقف نجلها قالت: "إطلاقا لم أتعرض لأي مضايقات، فابني بلغ سن الأربعين، وله مواقف هو مسؤول عنها‏، وأنا لي مواقفي المسؤولة عنها، فأنا امرأة سورية، وطنية، منتمية لهذا البلد، بكل ما فيه من أخطاء، ولكني لا يمكن أن أتخذ أي موقف ضد ابني، ويجب أن نتعوّد على احترام الرأي الآخر، وأحب أن أكرّر أني لم أتعرض لأي متاعب، وأعتقد أني لن أتعرض لأي أذى بسبب مواقف ابني، فسوريا بلد منفتح، وابني سيظل ابني الذي لن أتخلّى عنه إطلاقا، ولم يطلب مني أحد أن أتبرأ منه، وسأظل أفاخر بابني وبانتمائي لوطني وانتمائي لمهنتي التي قضيت فيها أكثر من 45 عام حتى الآن، وسأظل اعتبر نفسي أماً لعمار وسفيرة لسوريا‏‏، أما مواقف عمار السياسية فلا يمكن أن توصف بأي حال من الأحوال أنه تخلّى فيها عن وطنه". وتابعت الممثلة السورية الكبيرة قائلة، " ربما أننا في العالم العربي لم نتعود بما فيه الكفاية على الرأي والرأي الآخر، ولكن عمار ابني يعرف أن الطريق الذي اختاره لنفسه طريق صعب، وأنا أعتزّ بتنشئتي له على حب وطنه".

ومن جانبه قال عبد الحميد: "كل ما قمت به كان بشكل فردي، وأدليت بتصريحات لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية وصحف أخرى عالمية حذرت فيها الإسرائيليين من أن الشعب السوري لن يقبل التبعات التي يمكن أن تترتب على اتفاق جائر والسلام الحقيقي لا يمكن أن يحدث إلاً بمباركة الشعوب من خلال مباحثات علنية واضحة ومن خلال الالتزام بالقوانين الدولية". وأضاف لقد خسرنا الكثير باسم الحرب، ولا نريد أن نخسر باسم السلام أيضاً بأن نجد أنفسنا في المستقبل مضطرين لقديم تنازلات معينة في مجال الأمن المائي أو غيره."




Bookmark and Share

الخيانة الزوجية


الخيانة الزوجية أو زنا المحصن هي الفعل الذي يحدث عندما يُقبل عضو واحد من الإتحاد
الزوجي (مؤسسة زوجية) على الجماع الجنسي مع شخص آخر بصرف النظر عن الاتحاد (زنا المحصن). في بعض الثقافات هذا التصرف يجوز النظر فيه اخلاقيا فقط إذا كان الزوج موافقا، وقد يكون مقبولا طالما
ان الشركاء الجنسيين ليسوا في اطار مؤسسة زوجية، في حين ان بعض الثقافات الأخرى تنظر لهذه العلاقة ليست في إطار الزوجية على انها جريمة، دون الدخول في تفاصيل الخيانة في مثل هذه العلاقة.

وعلاوة على ذلك، فان مؤسسة الزواج تُسلط الضوء على مسألة العلاقات الجنسية قبل الزواج، حيث ان بعض الشباب/الشابات يُمارسونه مع الأشخاص، الذين قد يختارون في مرحلة ما من حياتهم الزواج بهم،
والانخراط في نشاط جنسي مع شركاء جنسيين، قد تربطهم بهم علاقة زوجية في المستقبل أو لا. وقد تُعتبر في بعض الثقافات على انه خيانة قبل الزواج (زنا غير المحصن).

للعديد من الثقافات الحديثة اليوم مواقف مختلفة حول اخلاقيات هذه التصرفات، فمنهم من يُدينها والبعض الآخر يتفهّم مشاركة الشباب في مثل هذه التصرفات.
دينيا
تعد الخيانة الزوجية في كل الأديان السماوية واللاهوتية أمرا لاأخلاقياً
في الإسلام
أحاديث، سُور وآيات قال الله تعالى (ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا) قال صلى الله
عليه وسلم (من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا) حدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد
واللفظ لإسحاق قالا أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن بن طاوس عن
أبيه عن بن عباس قال ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله كتب على بن آدم حظه من الزنى
أدرك ذلك لا محالة فزنى العينين النظر وزنى اللسان النطق والنفس تمنى وتشتهى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه قال عبد في روايته بن طاوس عن أبيه سمعت بن عباس).

رواه مسلم
في المسيحية
"من يغلب يرث كل شيء. وأكون له إلها وهو يكون لي ابنا. وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة،
فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت، الذي
هو الموت الثاني" رؤيا يوحنا اللاهوتي الاصحاح 21 العدد 7 -9. فإن العقوبة في المسيحية هي عقوبة أبدية وليست وقتية كعقوبة الحد ولكنها عقوبة مؤبدة..

"سمعتم أنّه قيل: "لا تزنِ". فأمّا أنا فأقول لكم: من نظر إلى امرأةٍ بشهوة،
زنى بها في قلبه. فإذا كانت عينُك اليُمنى سببَ عثْرةٍ لك، فاقْلعها وألقها عنك..." متى895/27-29 المسيح أعتبر شهوة القلب زنىً، وفي دعوته تلك يطلب من الإنسان وبوضوح أن يقلع عينَه
بطريقة ماديّة، وأن يُجنّب عينه النظر إلى المرأة بشهوة، وبهذا يسعى نحو كمال الإنسان جسداً وروحاً. إن الجماعات المسيحيّة في العالم أجمع منذ البدء وحتى اليوم حكمت على الزاني عمداً وقصداً بالفصل.
أي أنّ الزاني الذي يُصرّ على خطيئته ويعتبر زناه أمراً شرعياً يُفصل عن جسد الجماعة الكنسيّة ويُحرم من الاشتراك في نعمها وامتيازاتها.
في اليهودية
كان زنا المحصن محرما في اليهودية في الوصية السابعة من الوصايا العشر، ولكن هذا لم يكن ينطبق
على الرجل المتزوج باقامه علاقات مع المرأة غير المتزوجة. إلا انه محرم على المرأة المتزوجة ممارسة الجماع مع رجل آخر، وهذا الأمر كان يُعتبر زنا، في هذه الحالة الثانية يُعتبر كل من الزانية والزاني مذنبين
في القانون الموسوي (بالإنجليزية: Mosaic Law‏)، كما هو الحال في القانون الروماني القديم، والزنا يعني الجماع بتلاحم جسدي من الزوجة (محصنة) مع رجل إن لم يكن زوجها القانوني.
فان الجماع من رجل متزوج (محصن) مع امرأة واحدة (غير محصنة) لا يعتبر زنا.
العقوبات قانونية في هذا الشأن، يبدو واضحا
في سفر اللاويين، 20:10، : "و إذا زنى رجل مع امراة فاذا زنى مع امراة قريبه فانه يقتل الزاني والزانية" (انظر أيضا سفر التثنية 22:22 إذا وجد رجل مضطجعا مع امراة زوجة
بعل يقتل الاثنان الرجل المضطجع مع المراة والمراة فتنزع الشر من إسرائيل)
. هذا يتفق مع عرضية ممارسة تعدد الزوجات بين بني إسرائيل (التي لم تعد تمارس).

في هالاخاه (القانون اليهودي)، عقوبة الزنا هي الرجم لكل من الرجل والمرأة، ولكن هذا لا يتم إلا عندما يكون هناك شاهدان مستقلان، والذين وعظوا(نهوا) الزانيين عن الجريمة قبل ارتكابها. في الماضي،
كانت المعايير القانونية لعقوبة الاعدام متفاوتة، بحيث ان إحدى المحاكم تحكم بإعذام شخص واحد سبعة أعوام (أو وفقا لرواية أخرى، في سبعين عاما)، واعتبرت محكمة الدماء.
ورغم أن هذا الاعدام لا يزال قائما من الناحية القانونية، إلا أن المحاكم اليهودية اليوم لا
تنفذه في أي شخص لأي سبب من الأسباب. يحرم هالاخاه على الرجل مواصلة العيش مع الزوجة، التي احتالت عليه، فهو ملزم باعطائها الطلاق.

التماثل في مجال الأساطير و العقائد

تتناول هذه الدراسة شأن من شؤون التأثر والتأثير الحضاري , الذي هو فعالية إنسانية تلقى حراكا ً وتبادلا ً في المجال الثقافي الحيوي كالفكر والدين , وجملة الطقوس والفعاليات المثيولوجية , التي تبنتها البشرية على أنها تؤشر الرؤية الأساسية للكون والوجود . لذا فإن أمر التأثر والتأثير , حالة من الحالات الكبيرة التي تقلل المسافات وتلغي الأزمنة وتقرب الأمكنة . فالعنصر البشري مجبول بالتغيير والتبديل , ومن ثم بالاستشراف لما هو مناسب لطبيعة الحراك الحاصل في الواقع .

إنه نوع من السعي لعقد الانسجام والتوافق , وهذه المظان هي بالأساس موروثات تتفاعـل مع بعضها من خلال النقل والحاجة إلى تشكل المعارف والبنى . وفي هذا لابد من وجود اعتبارات مفادها أن لا تتحول هذه الفعاليات المعرفية إلى تشكيل نوع من الحيازات , بحيث يظهر من خلالها نوع من الضغط على المعنى أو الكينونة ا لغـرض منه إثبات أحقية انتسابها قسرا ً إلى هذا العصر أو ذاك , أو إلى هذه الجماعة أو تلك , فالتفاعـل مشروط , والانتحال مرفوض . إن التبادل الثقافي , ينتظم كل الأشكال والعقائد والأفكار والفلسفات من أجل إثبات حقيقة مطلقة , وهي جدلية المثاقفة , وجدلية الترحيل . ذلك لأن حقيقة المتحرك الإنساني عبر التأريخ يتخذ له متقابلات , نطلق عليها ــ التناصـّات ــ . فالأقوام والجماعات والشعـوب تتأثر ببعضها من باب تأسيس مفاهيم الحياة . وما ا لطقوس التي أ استنبتت منذ بدء الخليقة , إلا ّمحاولة لإعادة التوازن للكون والعلاقات البشرية . من هذا فستكون قراءتنا للبنى المشكلة للوجود الثقافي هو من باب التوالي التاريخي للثقافة الإنسانية . وما المستحدث للبنى اللاحقة سوى عامل تنظيم لما هو موزع , أو ترحيل وإضفاء خاصية جديدة لما هو مبتكر تطلبته ضرورة الحياة , ومرتبط بالجذور . لكننا لا نغفل دانب الانتحال الذي توسعت رقعته بهذا الشكل أو ذاك .
إن الـتأثير والتأثر سمة من سمات الوجود , وما تعدد نظريات النشء والتكوين إلا ّ لتحقيق مجموعة من الجهود , لوضع لبنة في مشيـّد الوجود الديني والفلسفي والاجتماعي والسياسي ..الخ . لذا نرى أن الشعوب تتأثر ببعضها , وتنقل المفاهيم والأفكار والطقوس , سواء كان هذا في ما يخص الواقعة , أو الشخصية أو طبيعة البنية الفكرية التي تضم شتى أشكال الحراك الثقافي . فحين أتخذ (الفريجيون ) طريقهم إلى أوربا وشيدوا لهم عاصمة (أنقــورة ) . وظلوا زمنا ً ينازعــون آشــور ومصر السيادة عـلى الشرق الأدنى , واتخذوا لهم إلهة أ ُمـّا ً تدعى( ما ) ثم عادوا فسمّوها ( سيبيل ) . واشتقوا هذا الاسم من الجبال ( سبيلا ) وعبدوها. وقد سحرت هذه الخرافات لب اليونان وتغلغلت في أساطيرهم وأدبهم . كما وأدخل الرومان الإلهة سيبيل رسميا ً في دينهم . ( 1 ) , هذا جميعه خضح لضرورات التشكل الحضاري والمعرفي , وإندرج في باب البحث عن الوسائل من أجل خلق حالة التوازن مع العالم . فهذا التأثر والتشكل الذي ألزم الابتكار والانزياح , خلقته طبيعة المنتج الجديد للشعيرة , وهذا أيضا ً ما حصل مثلا ً لنبات ( اللـّفاح ) , الذي هو نبات أسطوري كنعاني يسعد على الإخصاب . يقابله أو يماثله نبات ( اليبروح ) , وهو نبات أسطوري إخصابي أيضا ً , تتداو له شعوب في جنوب أفريقيا ــ حسب ما ذكر ( جيمس فريزر ) . إن ما نقف عليه هو وجود تماثلات في الوظيفة , وتشابه واختلاف في الشكل . وهذا يحيلنا إلى حقيقة التبادل الثقافي , سواء كان هذا مرتبط بما ينتجه العـقل الجمعي , أو الذهنية الشعبية , أو تكون التأثرات قد حصلت مباشرة . أيمن خلال طرق التبادل الثقافي المتعارف عليها . وفي كلا الحالتين تحصل فكرة التأثير والتأثر . إن اخلص إليه ( ديورانت ) ؛ أنه لاتوجد سلالة صافية , ولم توجد قط ثقافة لم تتأثر بثقافة جيرانها أو ثقافة أعدائها . ( 2 )
ولعل ما يهمنا في هذا الصدد التأثرات بحضارة وادي الرافدين , وبنياتها التي شيدت فكرا ً وفلسفة ونظما ً وملاحم , ولعل ملحمة جلجامش واحدة من النصوص التي تأثرت فيها الشعوب , وأنشأت نصوصها , مستفيدة من تشكلانها الداخلية وهو تأكيد على انتقال البنية وليس العناصر الخارجية ( 3 ) . لكن ذلك خضع في بعض الانتقالات , سيما في الخطاب التوراتي , حيث شكل ذلك اختراقا ً وتجاوزا ً للثوابت . وهذا ما يؤكد أن النص التوراتي على الرغم من كثرة أساطيره , يساعد على معرفة العوامل التي أسهمت في إنتاجه وتحققه . ومن هذه العوامل المهمة ؛ التأريخ والمجتمع والعلاقات الثابتة والمتغيرة والظروف الموضوعية الأ ُخرى , مضافا ً إليها الشرط الذاتي . وقد ساهمت هذه في بلورة الخطاب التوراتي , وصياغة البنية الذهنية العبرانية. إن سِفر التكوين التوراتي، أكثر الأسفار انفتاحا ً على حضارة وثقافة العراق وكنعان ومصر، ولهذا تعددت المؤثرات فيه (4). لكنه أيضا ً تعرض للانتحال وتغيير الثوابت . كما حصل للكثير من الحكايات والأساطير والطقوس . ولعل تأثير العلوم في حضارة وادي الرافدين على عـلوم شعوب أخرى كان واضحا ، مثلها مثل ما كان في مجال الأدب والمعتقدات , فقد انتقلت أيضا ً في بلاد اليونان مثلا ً الكثير من المفاهيم في حقل العلوم وخاصة الرياضيات والفلك (5). ولعل أهم التأثرات كان مع ملحمة جلجامش، لما لهذه الملحمة من امتدادات في آداب الشعـوب ، وصولا ً إلى التوراة. فهي وكما أكد (وليم إمبسون) من أن بطلها حكم في أوروك في حوالي 2400 ق.م. أي قبل زمن الإلياذة بأكثر من ألف عام . ومع ذلك فإنها تفوقها في إثارة الإحساس بالمعاصرة. ويعتقد بعض الدارسين أن الملحمة ذات تأثير كبير على نشأة فن الملحمة عـند اليونان. كذلك انتشارها في أقطارا أخرى وعـند شعوب مختلفة، حيث عـُثر على أجزاء من الملحمة في جنوب تركيا . كما تشير بعض الأجزاء التي عثر عليها في فلسطين إلى وجود نسخة باللغة الكنعانية أو الفلسطينية المتأخرة. وهذا يؤكد معرفة كتـّاب العهد القديم بالملحمة ( 6 ).
لذا نرى , ومن منطلق هذا الحقل المعرفي , إن ما تناولته الملحمة من قصص ومعتقدات شكلت المادة الفكرية، سواء كان هذا ما يخص المعتقد الديني , أو الفكر الأخلاقي الذي يشف عن مخبأ سياسي واجتماعي، منطلقا ً في بعض شذراته من أ ُسس فلسفية , مثل جدلية الحياة والموت , وثنائية الخير والشر، الفناء والانبعاث. لقد هيأت الملحمة جملة أفعال ذات دلالات واضحة في المعتقد والأخلاق والحكمة . كما هو واضح في سياقها , وطبيعة مجرى أحداثها , كالرحلات التي نفذها جلجامش بصحبة أنكيدو إلى غابة الأرز . أو رحلات جلجامش بمفرده لتحقيق حلم الخلود . وهذا بطبيعة الحال كشف عن متغيرات كثيرة لصالح شخصيته كملك . إن التماثل بين التوراة والملحمة شمل أكثر من ثوابت فيها . ولعل قصة الطوفان واحدة من تلك الثوابت . فقصة الطوفان اليونانية مثلا ً تتماثل مع قصة الطوفان البابلية التي رواها ( أوتونابشتم ) . مما يدل على تأثر الأولى بالثانية . فقط هناك استبدال في الشخصيات . فبدلا ً من أوتونابشتم بإرشاد الإله ( أيا ) , فإن ( ديوكاليون ) بطل الطوفان في القصة اليونانية بإرشاد الحكيم ( بروميثيوس ) (7 ) . وكما أكد الدكتور ( طه باقر ) على الاكتشافات التي تمت في أوغاريت المدينة الكنعانية القديمة , حيث أ كتشف أدبا ً كنعانيا ً يعود زمنه إلى منتصف الألف الثاني ق. م , أي ما بعد الزمن الذي دون فيه أدب العراق القديم بما لا يقل عن خمسة قرون . ومثل هذا يقال عن الأدب العبراني القديم الذي تضمنته التوراة . ( 8 ) , وقد أكد أيضا ً على شمول هذا الرأي والاكتشاف ( الأوديسة والإلياذة ) اليونانيتين . إن قصة الطوفان في الملحمة لها أ ُصولها القديمة متمثلة فـــــي قصة الطوفان السومرية وبطلها ( زيوسدرا ) . وهناك تشابه بينها وبين روايــــة الطوفان فــي ملحمة
( أتراحاسس) وبين رواية التوراة ويعتقد ألدكتور ( طه باقر ) أن كلا الروايتين ترجعان إلى نفس الحادثة , وأن هذه الحادثة وقعت في العــراق القديم . ومما يؤكد مثل هذا التماثل وجود اليهود في بابل , حيث كان الكهنة يمارسون طقوسهم وشعائرهم وتحرير أهم فصول التوراة . ثم أن الأسفار الأولى قد أخذت شكلها أثناء الأسر البابلي متأثرة بما أطلعوا عليه من الوثائق المسمارية المدونة بالسومرية والبابلية والخاصة بخلق الكون والإنسان والحياة والموت والثواب والعقاب . مما يدلل تأثر مدوني التوراة بالموروث السومري. (9 ) غير أن هذا لم يكن من باب المثاقفة، بقدر ما كان جل نواياه إسباغ الشرعـية والقداسة على ما هو منتحل ومدون ومرحّـل، وقد أضفى التماثل والتشابه , حتى شمل شخصيات وثوابت أخرى . فكما ذكرنا أن الآثار التي تركتها الملحمة في ملاحم الإغريق مثلا ً , سيما البني الفنية، كذلك شملت ً تكرار صفات الشخصيات , وحصرا ً في نمط البطولة كما هي في شخص ( هرقل ) الإغريقية , وهو مثال واضح وقوي على هذا التأثير , حيث أطلق العالم الإيطالي ( سباتي نو ماسكاتي ) على جلجامش لقب ( هرقل السومري ) , ذلك لأن المصير المأسوي الذي تعرض له جلجامش , ورحلاته كانت تؤكد صياغة هرقل على وفق مقاسات شخصية جلجامش. ( 10 ) وكما أكد الدكتور ( طه باقر ) كون البطل جلجامش أنتقل أسمه إلى معظم الآداب القديمة , وأن أعماله نسبت إلى أبطال أمم أخرى مثل هرقل وآيل والإسكندر ذي القرنين والبطل أديسيوس في ألأوديسة . ( 11 ) فبين الشخصيتين شبه كثير , حيث أكد الباحثون عــلى أن أ ُصول شخصية هرقل مستقاة من ملحمة جلجامش , وقد وصلت إلى اليونان عن طريق الفينيقيين , فكلا البطلين من أصل إلهي , كلاهما إتخذ صاحبا ً وصديقا ً مثل أنكيدو ويوليوس , وتأثيرات الأنثى على الشخصيتين تجلت في ( عشتار ودينيرا أو الإله هيرا ), كلاهما قتل الأسود وتغلب على الثيران السماوية المقدسة . وإلى غير ذلك من التشابهات والتماثلات .
أما في مجال الحبكة القصصية وتكرارها فقد تجسد ذلك في قصة الإله ( أتانا ) والنسر وما احتوته من مفارقات ومعاني . فالإله أتانا كان قد وصل إلى السماء وحصل على نبات النسل , بدليل ما ورد في قائمة الملوك السومرية أن إبنه ( باليخ ) قد خلـّفه في الحكم . ,هناك أيضا ً قصة مشابهة في بلاد اليونان حول النسر والجعـل . وهناك أ ُسطورة يونانية أ ُخرى بطلها ( بليروفون ) تتحدث عن صعود الإنسان إلى السماء على ظهر حصان يدعى ( بيكاسوس ) ( 12 ) . والذي حصل هنا هو الاستبدال والتغيير , ثم الإضافة . وهذا النمط من الـاثر والتكرار , يتصل مباشرة بالمعتقد , فالإنسان دائما يبحث عن ما يناسبه , ويضع أمامه المبرر الذي يحيل إلى التفسير في ما هو حاصل . فالعقم واحدة من الظواهر التي عالجتها الأسطورة , وكررتها على شتى الصور , وعند مختلف الشعوب . أما في مجال حالة الانتحال , فهي أيضا ً واردة وكثيرة , خاصة حين يكون المرمى السياسي , هو الحاضنة التي تحتوي مثل هذا الحراك الثقافي . إذ يشير الباحث ( يوسف يوسف ) وهو بصدد كشف مثل هذه التأثرات والتي تخص البنية الذهنية , و بشكل يشير إلى الميل نحو التعصب الذي يعمد إلى الإلغاء والإدعاء بالريادية , في محاولة لمحو الجذور بإدعاء السبق , حيث يصرّح الحاخام الصهيوني إسحاق كوك من أن : (( جميع حضارات العالم ستجدد بولادة شعـبنا من جديد , وستحل جميع النزاعات )) ( 13 ) , وبمثل هذا الإصرار نرى ما احتوته صلاة نهاية الأسبوع اليهودية القائلـــة (( ربّ لا تجعــل للمرتدين رجاء , ولتمحــق جميع المسيحيين في الحال )) . وما يخلص إليه الباحث ( يوسف يوسف ) ؛ كون الصهيونية العالمية تلجأ على الدوام إلى تغليف دعايتها ضمن مادة أدبية تبدو محايدة وغير سياسية في نظر القارئ العادي . ويتشعب هذا الإخطبوط مابين وسائل الإعلام لإنتاج الثقافة التي تريد أشاعتها . ( 14 ) لذا نجد إن التماثل في اكتساب الخصائص والصفات والسيرة , وبالتالي النشأة ؛ يتكرر في ما بين الأسطوري القـَبلي والنص الديني . وهي تماثلات تأخذ من العــقيدة أو الطقس والسيرة , بما يساعدها على تأسيس البناء العام لثيمة النص الجديد . ومن الملاحظ , أن عــنصر الإعجاز ونفاذ تأثير المعجزة , أهم ما يعتمده المؤسِس أو المتبع والخالق لهذا التناص . , لأن المعجزة تحمل عناصرها المؤثرة المباشرة وغير المباشرة , ومن ثم المثيرة للعاطفة . وبالتالي فإن فيها ما يؤهلها كثيمة تحمل صفات ــ المقدس ــ . فلو نظرنا بدقة إلى الشعيرات والطقوس التي احتوتها الأساطير , وسريانها إلى الأزمنة المتقدمة , لتمكّـنا من الوقوف عند كثير من هذه الخصائص المشتركة , والتي اكتسبت قدسيتها من التكرار . ومما تحمله من دلالة البنية الذاتية فيها . ولعـل أسطورة الملك ( سرجون الأكدي ) , خير مثال يمكن التثبت من خلاله على نمط النشأة المعجزة , وتماثلها مع قصــة ( موسى ) ( 15 ) . إذ أن التماثل يكون مكتسبا ً كــل الخصائص , مما يحيــل القــول إلى أن الثانــية تمثلت
بالأ وُلى . فإذا كان ــ الصندوق ــ مــن حمــل موسى فــي مجرى نهــر النيل , فإن ــ السفط ــ هـــو الناقــل لجسد ( سرجون) طفلا ً رضيعا ً . وهذا أيضا ً ما يتماثل بين جلجامش وشخصية موسى في الصفات والعناصر . من هذا نستطيع القول ؛ إن النص التوراتي أعتمد على خاصية الأسطورة وتأثيرها ووظائفها . واستفاد منها لصياغة شخصياته . وخاصة المركزية منها . وهي شخصية موسى المثيرة للنقاش والبحث . فهي شخصية غريبة الأطوار ومتنوعة العناصر ــ كما ذكر المعموري ــ . فشخصية موسى التوراتية من الصعب التثبت من طبيعتها التاريخية , لأنها من مولدات أ سطوره مرتحلة من العراق القديم , , خاصة علاقته بمصر وفرعون , وقصة خروجه باليهود من مصر نحو سيناء , وما تشكل من حكايات داخل مصر وخارجه .
إن مجمل الإضافات التي أ ُسبغت على شخصية موسى , وضعته في مصاف القادة المنقذين لليهود, ذلك لأن الذهنية العبرانية أرادت إنتاج أ سطوره لبطلها القومي . ولم تجد أفضل من إ سطوره الملك جلجامش وسرجون , فأسقطتها عليه . خاصة وأن أ سطوره جلجامش كانت قد وصلت إلى مصر , وتم اكتشاف قطع من الملحمة في تل العمارنة , حيث قصر الإخناتونية . إذ أن موسى هو أحد قادتها أو كهنتها (16 ) . فهذا التماثل بين الشخصيتين موسى وجلجامش وثالثهم سرجون , يشير إلى نيـّة العبران لصياغة بطلهم . سيما وأن مجموعة الخارجين على القوانين والأنظمة هم من تبنى فكرة كهذه أمام النظم الفكرية للكنعانيين . وفي هذا أشار( فرويد ) فـــــي كتابه ( موسى والتوحيد ) (17) , حيث قام بدراسة ذلك وبيـّن أهم الخصائص والمتشكلات . كذلك الأسباب التي دفعت لصياغة الشخصية المنقذة في التأريخ اليهودي , وإعطائه صفة البطل القومي . إن صياغة شخصية موسى صياغة مزدوجة , كما هي شخصية جلجامش وسرجون , تشير إلى أن هذه الشخصيات ليست سياسية خالصة , وليست دينية خالصة , بل تجمع بين الوظيفتين . فمن المعروف أن جلجامش كان يتكون من ثلثين إله وثلث بشر . كذلك سرجون , فإنه يحمل خصائص الوظيفتين . لذا فموسى أيضا ً كانت له وظيفة سياسية في قيامه بقيادة اليهود من مصر عبر سيناء . ثم أنه داعـية دينية أيضا ً . لذا فهم يؤدون وظائف دينية اقترنت أصلا ً مع الوظيفة السياسية , لأننا لا نستطيع الفصل بين ما هو ديني , وما هو سياسي في حضارات الشرق الأدنى , لوجود ترابط وثيق , وصلة دقيقة بين الخطابين الديني والسياسي . حيث أن الآلهة يختارون الملك ممثلا ً للسلطة الإلهية ــ السياسية على الأرض , مثلما كان جلجامش الملك ممثلا ً للآلهة , ووسيطا ً بين الإله والشعب . وهذا واضح في الملحمة المسماة باسمه , حيث جعله الإله ( إنليــــل ) عالي الرأس . فكان الملك في الشرق القديم أنموذجا ً يمثل النظام الأبوي المقدس , لأنه حاز على صفة الأ لوهة المقدسة . ويوجد فرق جوهري بين شخصية موسى ومعظم الشخصيات البطولية , إذ اكتفى موسى بصفته النبوية , مطورا ً لها , حاملا ً منظومة التوحيد التي عـرفها في مصر , وأخذها معه وهو يقود العبران نحو صحراء سيناء .
لقد حاز موسى صفة المنقذ بعد أن مرّ بعقبات كثيرة , حتى حقق فعل الإنقاذ , اعتبارا ً من ولادته المعجزة , مرورا ً بسيرته داخل مصر وقتل أحد المصريين ثأرا ً لأحد العبران . لذا كان له دور القائد والسلطة والراعي للشعب . إن تمثل البطل المنقذ يبدو في خاصية الإخصاب , لأنه يمثل السماء المخصبة للأرض . والخصب هنا هو تبلور رمزي وشعائري سحري , يرتبط ارتباطا ً مباشرا ً بالمنظومة السياسية التي يتوقف على قدرتها وطاقتها نوعية ومستوى الخصوبة في الحياة . وفي الخصوبة عناصر تؤشر لمجموعة من العلاقات المشتركة بين ما هو سياسي ــ اجتماعي ــ اقتصادي . هذه كلها تتمركز معا ً في شخصية الملك ــ الكاهن ــ الإله النبي موسى ( ناجح المعموري /موسى ) . ثم أن فعـل الولادة الذي قدمته لنا الأساطير الخاصة بالبطل الملك قاد حتما ً إلى عتبة ثانية ومهمة . ألا وهي الإخفاء ألقصدي الذي لا يؤدي إلى الموت , وإنما يقود إلى الحياة والإنبعاث , مثلما وجدنا في الأساطير العديدة . ولكن عبر منظومة متتالية من ألإشكالات الصعبة والمعقدة التي في حال تحققها أو تبلورها تضع أمامنا الفعل المتحقق , بإعتباره تجسدا ً مخلـّصا ً ومهما ً , يضفي على المولود من خلال كونه منقذا ً لشعب ما , يقود للخلاص من اضطهاد الملك . وهذا ما وجدناه قائما ً بين موسى وفرعــون .
إن أ سطوره البطل المنقذ مرتحلة , قد استلهمتها كثير من الشعوب , وأعادت صياغتها وفق شروطها الوطنية وخصائصها الجغرافية , (18) لأن البطولة ليست خاصة بشعب من الشعوب , وإنما هي كلية وموجودة عند كل الشعوب . لهذا فإن الشعب أو القبيلة يستلهم أ سطوره البطل ويعمل بها بعد حذف مالا يناسبها , وإدخال ملامح وطنية جديدة . لكن العناصر الجديدة لا تستطيع إخفاء الملامح الأولى المكونة للنص الأول . لأن المجتمعات المتميزة بالشفهية تتصف بقدرة هائلة على الاحتفاظ بماضيها , وكأنه حاضر باستمرار . بحيث يبرز الزمن ذا البعد الواحد . والجدير بالذكر هنا , هو أن الذاكرة فيها ليست آلية , إنها تحوّر وتبلور وتبدل وتـُغيـّر فيما تنقله وتدركه من موقع الثقافة التي تؤثر فيها . فالإنتاج هنا محاولة لإعادة الهيبة القومية والاستفادة من مظان التأريخ , وما لحق باليهود من حيف بسبب الأخطاء التأريخية المترتبة على مجمل البنية المكونة لوجودهم . خاصة بعد السبي البابلي , وعلاقة دانيال بحاضرة بابل , وبالتالي نبوخذنصر وتقربه من بلاط الملك , حيث تأسست حكايته تلك مع قصة يوسف مع الفرعـون ووجوده في مصر في تلك الحقبة , ووسط الاضطراب والقلق على الوجود كان لابد لليهود أن يتبصروا في مستقبلهم وصيرورتهم , والمتمركزة في التمحور وإيجاد البديل القومي , سيما وأنهم لا يمتلكون ــ وأقصد العبران ــ ذاكرة مؤسسة , يمكن الاستناد عليها تاريخيا ً . وذلك يرجع إلى كون الذاكرة تتأسس عبر تأسيس المكان . فتاريخيتها من تاريخيته , واليهود عاشوا على الشتات , لا مركز لهم . لذا توجب عليهم إدّعاء مثل هذا التأريخ والمكان صناعة , من خلال التعلق والتشبث بالنص . ونعني به التوراة , بعد انتقال ( دانيال وارميا وحسقيال ) من بابل نحو فلسطين , حيث دونوا التوراة بأسفاره التي رشحت تأريخا ً سياسيا ً , عـبر الارتباط بالمكان المفترض , وإبرازهم على أنهم قومية مضطهدة , عانت الشتات والتوزيع , وأن عودتهم إلى الوطن الأم , عودة مشروعة لإعادة الوطن الأم والتأريخ القومي .
في هذا المجال جرى التشبث بالمكان وبالشخصية , ومحاولة اقتفاء أثر حكايته عبر حكايات أ خرى . وهذا مما يثبت المقدس المنبثق من المعجزة في الولادة والنشأة . أي أنه البطل القومي الذي تطلبته الضرورة القومية والتاريخية , من أجل إعادة الاعتبار لتأريخهم القومي عبر بطلهم القومي المنقذ والمخلـّص من هذا التشبث في صياغة البطل , إضافة إلى إرثهم أو مأثوراتهم ــ كما أكد الأستاذ محمد العزب ــ كون اليهود يمتلكون مأثورات كثيرة خارج التوراة . وهي عبارة عن صياغات أ أسطورية وخرافات ( 19 ) , نـُسجت عبر القرون حول الشخصية العملاقة لزعيمهم الأول ومؤسس ديانتهم . وقد سعت هذه المعتقدات إلى تقديس شخصية موسى , وإضفاء خاصية الغموض عليها . بل تشكلها عبر رؤيتهم وإستراتيجيتهم السياسية والقومية . من هذا تطورت النظرة إلى شخصيته , وذلك بإضافة الكثير من الحكايات والأساطير عليه . ومنها أ سطوره كونه قائدا ً عسكريا ً , وكان ضابطا ً مصريا ً في أثيوبيا , وما هنالك من حكايات أسبغها اليهود على شخصية منقذهم وقائدهم من بعد الشتات . وفي هذا الصدد لم يكتف اليهود بمحاولة إضفاء ترحيل خصائص من الأساطير خاصة أ سطوره سرجون وجلجامش , بل حاولت أن ترحـّل مجموعة المنظومات التوراتية من قبل العبران , وذلك نقلا ً عن المصريين , أو عن الأقوام الجزرية الموجودة في سيناء . من هذا نرى أن العبران قد استعانوا بملحمة جلجامش من أجل صياغة نص عن الشخصية العبرية . ومن تلك الصياغات ما حصل بعد قرار الفرعون بقتل كل طفل تلده امرأة عبرانية . وهذا القتل يمثل ميثيولوجيا تطورت لا حقا ً في الحفريات الجماعية . كما أن النص التوراتي قدم كشفا ً عن قوة وشجاعة القابلتين اللتين تحديا فرعون وأكدتا بأن النساء العبرانيات يلدن بدون مساعدة قابلة . ولعل أهم الصياغات الأسطورية المضافة على شخصية موسى ؛ هي ميزاته الرسمية الرفيعة , والتي ضحى فيها من أجل شعبه , وخسر إلى الأبد كل تلك الامتيازات , حصد من بعدها مقابلة متاعـب الشتات السينائي والجوع .
لقد أظهرت التوراة شخصية موسى على شكل يساهم في صياغة شخصيته كقائد للشتات , فهو لم تشده كثيرا ً الحياة في قصور الفرعون , وتغريه الحضارة المصرية التي نعم فيها لفترة طويلة . ومقابل هذه الحياة المرفهة كان قارئا ً جيدا ً لكل حكمة مصر المدونة على البردي , وتشبع بكل ما هو مفيد له في صقل شخصيته . وهي صفات استفاد منها اليهود بذكاء لصياغة وظائف له . المراد منها ترجيح شخصيته كبطل مختلف عما سبقه من الأبطال . وبهذا دفعت التوراة وأساطيرها مفهوما ً مفاده ؛ أن موسى ضحـّى من أجل شعبه ورسالته , مؤكدة على دوره الثقافي والمعرفي العام , الذي صاغ ديانتهم السماوية . ونصوص التوراة مرت عبر شفاهيات التداول والتدوين المتعاقب حتى آخـر تدوين في العصر البابلي , الذي قام فيه عزرا مازجا ً بين التصورات لما هو مستقبلي , مستعينا ً بما هو حاضر في بابل . وهذا التدوين يتضح فيه القصد والمرمى السياسي والقومي والفكري , لخدمة الأهداف العنصرية والعرقية , ومن ثم الاستيطان في إيجاد وطن أم لليهود . متطرقة إلى حق العبران في العيش والاستيطان , لأنهم شعب الله المختار . مبلورين نظرتهم في وطن يمتد من النيل إلى الفرات . مقدمين من أجل ذلك القرابين والأ ُضحيات البشرية عبر التأريخ . من هذا نرى أن شخصية موسى التوراتية ؛ شخصية مركبة من أساطير سومرية عراقية عامة , أستطاع العبران إضفائها على شخصيته , وبلورتها في شخصه باعتباره قائدا ً ومنقذا ً . ذلك لأن الحفريات في فينوس وأوغاريت دلت على أن قصص العهد القديم عن الخليقة وبرج بابل والطوفان أ خذت من الأساطير السومرية وسفر الملوك في العراق كسرجون الأكدي والبطل السومري جلجامش . إن كتبة التوراة ــ وكما ذكرت ( ساندرز ) , كانوا على علم بقصة ملحمة جلجامش ,وأخبار الملك الخامس لحاضرة أ ُُوروك ( 20 ) . لذا كانت الصياغة الجديدة , سواء كانت لشخصية جلجامش ماثلة في شخصية موسى , أو تماثل بقية الشخصيات والقصص الأسطورية والشعيرات التي أسهمت في بلورة المواقف . فشخصية ( سيدوري ) صاحبة الحانة , في الملحمة , هي شخصية ملـّغزة , عارفة موجهة لمسار الملك , فهي إضافة لوظيفتها في تقديم الخمور لكن لغتها تشبه إلى حد ما لغة ( كيركا ) وهي كانت نفسها إبنة للشمس وتقع جزيرتها التي تعيش عليها في البحـــر . حيث يختلط الشرق بالغرب . وقــــد تماثلتا فـــي بث الفلسفة مؤداها كل وأشرب وأمرح ( 21) .
ومن التناصـّات في هــــذا الضرب من التشابه بين طوفان التوراة وطـــوفان الملحمة . ففيها لا يكتفي باستدعاء الإله ( أنليل ) فحسب بل يستدعى الأنوناكي . وهم آلهة العالم السفلي الذين أثارت صواعقهم ثوران المياه . وقد كان وصف العاصفة أكثر إتقانا ً وتأثيرا ً من رواية سفر التكوين في التوراة . وقد استخدمت الأحداث نفسها في رواية التوراة . (22 ) فعلى الرغم من رغبة العبرانيين في نسيان آشور وبابل وكل ما يتعلق فهما , لكن بعد سقوط نينوى شهد ظهور الأشكال الشعرية الحديثة من الأناشيد الغنائية الجماعية . مثلها مثل تأثر الإغريق بما كان متداولا ً من الشعر . ولعل من الممكن لشاعر الأوديسة من الوجهة التاريخية أن سمع قصة جلجامش بطريقة مباشرة . إذ لم تكن الآلهة البابلية وعالمها إلا ّ لتظهر من جديد في ديانات البحر المتوسط المتأخرة .كذلك بقي الأبطال وإن تبدلت أشكالهم يرتحلون ناحية المغــرب كارتحالهم ناحية المشرق , فجلجامش يتمثل فــي شخصية الإسكنـدرفي العصور ا لوسطى ( 23 )
في مجال المكان والعليـّات كان التماثل واضحا ً بين التوراة والأساطير القديمة . وذلك لما يشكل المكان المرتفع والعالي من قيمة مقدسة , حيث أخذ قدسيته من دلالة العليّات باعتبارها أماكن قريبة إلى السماء ومركز الرب . لذا فالعلاقة فكرية دينية , تدعـو إلى حالة وفعل الربط بين السماء والأرض .من هذا لاحظنا القيمة المشكـّلة لهذه الأمكنة . وهي عموما ً علاقة إخصابي ابتداء من نزول المطر , باتجاه إقامة المذابح التي تقدم عليها الأضحيتات إلى الرب . ويشكل الجبل الركيزة الطبيعية كمكان للعبادة . وقد أستعيض عنه في المناطق السهلية بالزقورات في حضارة وادي الرافدين . وقد تعامل نص ملحمة جلجامش مع الجبل باعتباره مكانا ً مقدساً وقد أكد العالم ( جان بوتيرو ) على أن { التوراة هي إعادة لملحمة جلجامش , حيث وزعت النصوص بين الأسفار التوراتية , وذلك بنقل وترحيل وظائف كاملة عرفتها الحضارة العراقية القديمة منذ السومريين . وهذا ما أكدته الدراسات العـديدة التي تناولت بالدراسة التوراة , خاصة حين تم اكتشاف لوح الطوفان في فينوس . حيث تعتبر الحضارة السومرية هي أول الحضارات التي ساهمت برسم حدود المكان في الطقوس والعقائد والشعائر . }( 24 )
ونلاحظ أن ما يقابل الطقوس التي كانت تقام على الجبل أو العلـيّّات في ما ذكرته التوراة , هي طقوس مماثلة لما كان في تأريخ مجتمعات العراق القديم , والدليل على ذلك ما حفلت فيه ملحمة جلجامش من أشارات إلى المكان المرتفع باعتباره مكاناً مقدسا ً ففي سفر جلجامش وأنكيدو إلى غابة الأرز , كان الجبل واحد من الأمكنة المشار إليها باعتبارها رموز ودالات على بنى فكرية كما هو واضح في هذا المقطع من الملحمة :
{ وأمام الإله شمش حفرا بئرا ً
وصعد جلجامش إلى الجبل
وقدم وجبته إلى ( البئر )
و(قال) أيها الجبل أرسل ( لي ) حلما ً ً } (25)
وقد ورد ذلك مرارا ً لتأكيد القيمة الفكرية , لأنهما تعرضا لحارس الغابة ( خمبابا ) وصرعاه أرضا ً :
{ سوف نمسك خومبابا المقدس وندمر شكله
ونرمي جثته بعد قهره في البرية
وعند بزوغ الفجر , سوف نسمع الكلام
المحبب من شمش } (26)
من هذا يرى ( مرسيا الياد ) أننا بإزاء سلسلة من المفاهيم الدينية والصور , مترابطة فيما بينها , يفصلها نظام يمكننا أن نطلق عليه ــ نظام العالم لدى المجتمعات التقليدية ــ . وبذلك يشكل الجبل مكانا ً مقدسا ً , ويرمز إلى الانقطاع . عبره تكون هنالك نافذة يمكن من خلالها العبور من إقليم إلى آخر , من السماء إلى الأرض , أو من الأرض إلى العالم الأسفل كما ويعبر عن الاتصال بالسماء (27 ) . ولهذا كان ماذ ُكر في سفر الخروج 3ــ5{ لا تقترب إلى هنا , أخلع نعليك من رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة } , إشارة إلى المكان الذي ورد في النص وهو الجبل والمخاطب هو موسى (28) ) لذا فالاختيار كان للمكان من قبل الرب , حيث قام موسى بممارسة المعتقد . فالمكان لا يكتسب قدسيته إلا ّ عبر ما تقام عليه من طقوس وشعيرات . وهذا ما فعله موسى عبر أداء طقوس جماعية , تتخللها الشعائر . كذلك ما كانت تقام من شعائر المذابح وتقديم الأضحيات , سواء كانت من غلـّة الأرض أو من الحيوانات . لقد كان للمكان دور مهم في الحضارات الشرقية , وكررتها أسفار التوراة أيضا ً . لذا نرى أن البنية الذهنية العبرانية قامت بترحيل عناصر الديانة المصرية والعرا قية والكنعا نية ,و لم تكتف بذلك , بل طورت عليه بأن إعتبرت الجبل ليس مكانا ً مقدسا ً فقط, بل منقذا ً ومحددا ً للعـنف والموت , ومسيطرا ً على عناصر الحياة . ويـُشكل مثابة للجوء كما هو في قصة الطوفان . (( 29 ) )
إن الاستعاضة بالأبراج والزقورات , قد أضفى ميزة جديدة لهذه القدسية , . كما هي زقورة أ ُور وبرج بابل . وقد قيلت آراء متعددة حول الفكرة التي تمثلها الزقورة , ومنها [ان الزقورة بمعبدها العلوي تمثل محلا ً لاستراحة الإله , وهو في طريقه من معبده الأرضي إلى السماء . ومن الملاحظ أن هذه الفكرة عن الزقورة لها ما يشابهها في التوراة . وبنفس الدرجة من العظمة والقدسية حفلت فيها الأبراج باعتبارها علـيّات أيضا ً . وقد أثارت هذه الأماكن مشاعـر المشاهدين , إذ نرى ( هيرودوتس ) 480 ــ 425 ق. م يصف البرج بانبهار روحي خالص .
من كل ما تقدم يمكننا القول أن التأثرات الحاصلة في مسيرة التأريخ البشري , حصلت لضرورات البقاء من خلال الاستحداث وإتباع الأثر , وهي ممارسات في المجال الثقافي الحيوي , الذي يجوز مبدأ التأثر والتكرار , من باب البعد الإنساني الخالص . وطبيعي يشوب هذه الممارسات شيء من التجاوزات التي تورث أخطاء تاريخية من شأنها خلق صراعات جائزة وغير جائزة , لأن المقياس في هذا النتائج التي تترتب على مثل هذه الممارسة كاشفة عن نواياها . فما ذكرناه وما لم نذكره من هذه التماثلات في التأريخ , وجدت لها مستويات مختلفة , كان قد درسها المتخصصون . عموما ً ثمة مسوغ يحيط بالتبادل الثقافي والمعرفي , وهو مسوغ يعني أيضا ً حركة التأريخ ونتجه المتمثل في الجهد البشري الذي يثري الحياة على الدوام .






الهــوامـش /

1ــ ول ديورانت / قصة الحضارة ج1 / ترجمة د. زكي نجيب محمود / الإدارة الثقافية في جامعة الدول العربية . ص305
2 ــ نفسه ص 3.9
3 ــ ناجح المعموري / الأسطورة والتوراة / المؤسسة العربية للدراسات / 2002ص57
4 ــ نفس المصدر ص59
5 ــ د. فاضل عبد الواحد علي / من ألواح سومر إلى التوراة / دارا لشؤون الثقافية ــ بغداد 1989 ص230
6 ــ د. محمد خليفة حسن أحمد / الأسطورة والتأريخ في التراث الشرقي القديم / دار الشؤون الثقافية ــ بغداد 1988 ص 11
7 ــ د . سامي سعيد الأحمد / جلجامش / دار الشؤون الثقافية ــ بغداد 1990 ص 101
8 ــ طه باقر / ملحمة جلجامش / دار الشؤون الثقافية ــ بغداد 2003 ط6 ص 13
9 ــ د . فاضل عبد الواحد / سابق ص 344
10 ــ د ز محمد خليفة حسن / سابق ص10
11 ــ د. طه باقر / سابق ص48
12 ــ د. فاضل عبد الواحد / سابق ص 214
13 ــ يوسف يوسف / الأغيار في الثقافة اليهودية / دار القلم ــ دمشق 2000 ص 22
14 ــ كذلك ص 39
15 ــ ناجد المعموري / موسى وأساطير الشرق / الأهلية للنشر والتوزيع ــ عمان 2001 ص 33
16 ــ نفسه ص 7
17 ــ سيجمند فرويد / موسى والتوحيد / ترجمة جورج طرابيشي / دار الطليعة ــ بيروت 1976 ص57
18ــ ناجح المعموري / موسى / سابق ص 67
19 ــ نفسه .
20 ــ ف . ك ساندرس / ملحمة جلجامش / ترجمة محمد نبيل وفاروق حافظ القاضي / دار المعارف بمصر ص 13
21 ــ نفس المصدر ص 35
22 ــ كذلك ص 37
23 ــ نفسه ص 41
24 ــ ناجح المعموري / موسى / سابق
25ــ د. سامي سعيد الأحمد / ملحمة جلجامش /الشؤون الثقافية ــ بغداد / 1990ص34
26 ــ نفسه 151
7 2ـ ناجح المعموري / مصدر سابق ص77
8 2ــ كذلك . ص74
9 2ــ كذلك . ص97

كما اعتمدت الدراسة أيضا ً المصادر التالية :
1 ــ الطيب تيزيني / أساطير بلاد مابين النهرين / ت . د . نجوى نصر / دا ر بيسان ــ بيروت .
2 ــ سيد القمني / ألأسطورة والتراث / دار سيناء للنشر 1992
3 ــ صموئيل نوح كريمر / الأساطير السومرية / ت . يوسف داود عبد القادر / طبعة المعارف ــ بغدا د1971
4 ــ فاضل عبد الواحد / من ألواح سومر إلى التوراة / الشؤون الثقافية ــ بغداد 1989
5 ــ جودت السعد / أوهام التأريخ اليهودي / الدار الأهلية للنشر 1998
6 ــ وليم إمبسون / قراءة في ملحمة جلجامش / ترجمة فلاح رحيم / مجلة الثقافة الأجنبية / العــدد 1 السنة التاسعة 1989/ ص 158

السرطان , أسباب السرطان , علاج السرطان


السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز خلاياها بالعدائية Aggressive (وهو النمو والانقسام من غير حدود)، وقدرة هذه الخلايا المنقسمة على غزو Invasion أنسجة مجاورة وتدميرها، أو الانتقال إلى أنسجة بعيدة في عملية نطلق عليها اسم النقيلة. وهذه القدرات هي صفات الورم الخبيث على عكس الورم الحميد، والذي يتميز بنمو محدد وعدم القدرة على الغزو وليس لهُ القدرة على الأنتقال أو النقلية. كما يمكن تطور الورم الحميد إلى سرطان خبيث في بعض الأحيان.

يستطيع السرطان أن يصيب كل المراحل العمرية عند الإنسان حتى الأجنة، ولكنه تزيد مخاطر الإصابة به كلما تقدم الإنسان في العمر.[1] ويسبب السرطان الوفاة بنسبة 13% من جميع حالات الوفاة.[2] ويشير مجتمع السرطان الأمريكي ACS إلى موت 7.6 مليون شخص مريض بالسرطان في العالم في عام 2007.[3] كما يصيب السرطان الإنسان فإن أشكال منه تصيب الحيوان والنبات على حد سواء.

في الأغلب، يعزى تحول الخلايا السليمة إلى الخلايا سرطانية إلى حدوث تغييرات في المادة الجينية/المورثة. وقد يسبب هذه التغيرات عوامل مسرطنة مثل التدخين، أو الأشعة أو مواد كيميائية أو أمراض مُعدية (كالإصابة بالفيروسات). وهناك أيضا عوامل مشجعة لحدوث السرطان مثل حدوث خطأ عشوائي أو طفرة في نسخة الحمض النووي الدنا DNA عند انقسام الخلية، أو بسبب توريث هذا الخطأ أو الطفرة من الخلية الأم.

تحدث التغييرات أو الطفرات الجينية في نوعين من الجينات:

جينات ورمية: وهي جينات فاعلة في حالة الخلية السرطانية لإكساب الخلية خصائص جديدة، مثل الإفراط في النمو والإنقسام بكثرة، وتقدم الحماية ضد الإستماتة (الموت الخلوي المبرمج) Apoptosis، وتساعد الخلية السرطانية في النمو في ظروف غير عادية.
مورثات كابحة للورم: وهي جينات يتم توقيفها في حالة الخلية السرطانية لأنها تعارض تكوينه عن طريق تصحيح أي أخطاء في نسخ الحمض النووي، وتراقب الإنقسام الخلوي، وتعمل على التحام الخلايا وعدم تنقلها، كما إنها تساعد الجهاز المناعي على حماية النسيج.
يتم تصنيف كل نوع من السرطانات حسب النسيج الذي ينشأ منه السرطان (مكان السرطان Location) وأقرب الخلية سليمة مشابهة للخلية السرطانية (هيستولوجية السرطان Histology). يحدد تشخيص الحالة المصابة نهائياً عن طريق فحص إخصائي الباثولوجيا لعينة أو خزعة Biopsy مأخوذة من الورم، على الرغم من إمكانية ظهور الأعراض الخبيثة للورم أو رؤيتها بواسطة التصوير الإشعاعي Radiographic.

في الوقت الحالي يتم معالجة معظم أمراض السرطان وقد يتم الشفاء منها، وهذا يعتمد على نوع السرطان، وموقعه، ومرحلته. وعند اكتشاف السرطان، تبدأ معالجته بالجراحة Surgery أو بالعلاج الكيماوي Chemotherapy والإشعاعي Radiotherapy. بفضل التطورات البحثية، أمكن إنتاج أدوية قادرة على استهداف الخلايا السرطانية بتمييزها على المستوى الجزيئي، مما يقلل من احتمال استهداف الخلايا السليمة.
تسميات
التسميات اللاحقة عادة تطلق لوصف أي نمو غير طبيعي

الورم (بالإنجليزية: Tumor‏): هو أي نمو أو تضخم غير طبيعي، أو ظهور كتلة غريبة في الجسم. ويعتبر الورم كمرادف لكلمة تنشؤ Neoplasm. ولكن يقصد بالورم التنشؤ الصلب Hard Neoplasm، وتوجد تنشؤات غير صلبة -مثل الليوكيميا- لا تنتج أوراماً.
التنشؤ (بالإنجليزية: Neoplasm‏): وتعني تكاثر Proliferation الخلايا ذات الطفرات الجينية. والخلايا المتنشئة نوعان:
تنشؤ/ورم خبيث Malignant: وهو مايقصد به السرطان Cancer.
تنشؤ/ورم حميد Benign: وهو تنشؤ يتصف بأن نموه وتكاثره محدودSelf-Replicating، وغير غازي Non-Invasive، ولا يتميز بالنقلية Metastasis.
ورم غازي Invasive: وهذا اللفظ مرادف أخر لكلمة سرطان. حيث يشير إلى غزو الخلايا السرطانية للأنسجة المحيطة بالسرطان.
ورم محتمل الخباثة Pre-malignancy، ورم محتمل السرطنة Pre-cancer، ورم غير غازي Non-invasive tumor: هي مرادفات لتنشؤ غير غازي ولكن يوجد احتمال كبير لتحولها إلى تنشؤات خبيثة إذا تركت بلا علاج.وتزداد إمكانية تحول الأفة Lesion إلى سرطان كلما تدرجت الخلايا من خلايا لانمطية Atypia، ثم إلى خلايا مختلة التنسج Dysplasia وتنتهى بخلايا سرطانية متموضعة Carcinoma in situ.
التسميات اللاحقة تستخدم من قبل الاطباء عن السرطان:

التحري Screening: هو اختبار لأشخاص أصحاء للكشف عن الأورام قبل ظهورها. ويعتبر أختبارالتصوير الإشعاعي للثديMammogram من الاختيارات التي تستخدم لتشخيص الحالات المصابة بمرض سرطان الثدي.
التشخيص: هو التأكد من طبيعة الكتلة السرطانية. وتتم بواسطة أخذ جراح لعينة من الورم أو إزالته للورم بالكامل ثم اختبارها من قبل أخصائي باثولوجي.
استئصال جراحي Surgical Excision: وهو إزالة الجراح للورم.
حواف الجراحةSurgical Margins: وهو تقييم أخصائي الباثولوجيا لحواف الورم المستئصل، لتحديد إذا ماتم إزالة الورم بالكامل (حواف سلبية) أو إذا تبقى جزء لم تتم إزالته (حواف إيجابية) Positive Margins.
درجة الورم Grade: وهو رقم (في الغالب من 1 إلى 3) يعطى من أخصائي الباثولوجيا ليصف درجة التشابه بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة المحيطة بالسرطان.
مرحلة الورم Stage: وهو رقم (في الغالب من 1 إلى 4) يعطى من أخصائي الباثولوجيا ليصف درجة غزو السرطان للجسم الأنسان.
عودة الحدوث Recurrence: وهي الأورام الجديدة التي تظهر بنفس مكان الورم الأول.
النقيلة Metastasis: وهي الأورام الجديدة التي تظهر في أماكن تبعد عن الورم الأول.
التحول Transformation: وهو تحول ورم منخفض الدرجة Low-grade Tumor إلى ورم عالي الدرجة High-grade Tumor خلال وقت معين. مثال على ذلك تحول ريشتر Richter's transofrmation.

العلاج الكيميائي Chemotherapy: ويقصد بها علاج الأورام بالأدوية.
العلاج الإشعاعي Radiotherapy: ويقصد بها علاج الأورام بالأشعة.
العلاج المساعد Adjuvant therapy: ويقصد به العلاج الكيميائي أو الإشعاعي الموصى به بعد العلاج الجراحي لقتل اي خلايا سرطانية باقية.
التكهن بمردود العلاج Prognosis: وهي احتمالية الشفاء بعد العلاج. وهي غالبا ما تقاس بإحتمالية البقاء على قيد الحياة أكثر من خمسة سنين كحد أدنى بعد التشخيص. أو هي المدة التي تكون فيها نسبة المرضى الأحياء 50%. وهذه الإحصائات يتم استيقائها من مئات الحالات المتشابهة لتعطى ما يسمى بمنحنى كبلان ميير Kaplan-Meier curve.
تصنف السرطانات بناءا على التشابه بين الخلية السرطانية والخلية السليمة. أمثلة على أنواع السرطانات:

سرطانة Carcinoma: وهي سرطانات تنبع من الخلايا الظهارية Epithelial Cells. وهي تشكل أكبر مجموعة من السرطانات عامة، وخصوصاً في سرطان الثدي والبروستاتا والرئة والبنكرياس.
ساركومة Sarcoma: وهي سرطانات تنبع من النسيج الضام Connective tissue أو من خلايا اللحمة المتوسطة Mesenchymal cells.
ليمفوماLymphoma والليوكيميا Leukemia: وهما سرطانان ينبعان من الخلايا المكونة للدم Hemapoietic cells.
ورم الخلية المنتشئة Germ Cell: وهي أورام نابعة من خلايا شمولية الوسع Totipotent Cells. توجد في خصية ومبيض البالغين، كما توجد في الأجنة والأطفال الرضع والأطفال الصغار.
ورم بلاستيكي/ارومي Blastic Tumor : وهو ورم (في الغالب خبيث) يشابه الأنسجة الغير ناضجة أو الأنسجة الجنينية. أغلب الحالات بهذا المرض هم صغار السن.
عند الإشارة إلى الأورام الخبيثة باللغة الإنجليزية، تستخدم نهايات مثل carcinoma و sarcoma و blastoma يسبقهم الاسم اليوناني للعضو الذي يظهر فيه هذا الورم. وتستخدم نهايةoma للتعبير عن الورم الحميد، ولكن توجد بعض السرطانات تحمل النهاية oma مثل ورم الميلانوما melanoma وورم منوي seminoma.
سرطانات البالغين
بناءا على إحصائات المعهد القومي للأورام في مصر عام 2004.[4]

السرطانات الأكثر إصابة للذكور:

1.سرطان المثانة (15%)
2.سرطان الكبد (12%)
3.الورم اللمفي (10%)
4.أبيضاض الدم -ليوكيميا- (9%)
5.سرطان الرئة (6%)
6.سرطان القولون (5%)
7.سرطانات أخرى (43%)
السرطانات الأكثر إصابة للإناث:

1.سرطان الثدي (36%)
2.الورم اللمفي (7%)
3.أبيضاض الدم (6%)
4.سرطان المثانة (5%)
5.سرطان القولون (5%)
6.سرطان الكبد (4%)
7.سرطانات أخرى (37%)
في الولايات المتحدة الأمريكية، يتقدم سرطان الرئة في صدارة السرطانات اللتى تؤدي إلى وفاة المصاب ذكرا أو أنثى، ثم تليه سرطان البروستاتا عند المرضى الذكور وسرطان الثدي عند المرضى الإناث

سرطانات الأطفال
تزداد مخاطر الإصابة بالسرطانات لدى الأطفال الرضع وتقل كلما كبروا. ويعتبر مرض سرطان أبيضاض الدم من أكثر السرطانات الشائعة في الأطفال المصريين ثم تليها الليمفوما ثم سرطانات الدماغ والجهاز العصبي
أعراض وعلامات السرطان
تقريبا تُقسم الأعراض إلى ثلاثة أقسام:

أعراض موضعية: تكون كتلة أو ظهور ورم غير طبيعي، نزيف، ألالام وظهور تقرحات. بعض السرطانات قد تؤدي إلى الصفراء وهي أصفرار العين والجلد كما في سرطان البنكرياس.
أعراض النقلية: تضخم العقد الليمفاوية، ظهور كحة وتنفيث في الدم Hemoptysis، وتضخم في الكبد Hepatomegaly، وجع في العظام.
أعراض تظهر بجميع الجسد: انخفاض الوزن، فقدان للشهية، تعب وإرهاق، التعرق خصوصا خلال الليل، حدوث فقر دم.
ملاحظة: لا يعني وجود عرض -أو مجموعة أعراض من القائمة السابقة- عند شخص أنه مصاب فعلا بالسرطان، قد تكون هناك أسباب أخرى. والأفضل مراجعة الطبيب دائما للأطمئنان ولا يجوز تحكيم نفسك
التشخيص
يتم تشخيص Diagnosis المرض عن طريق أعراضه أو عن طريق عمل تحري Screening له. ولكن يبقى التشخيص النهائي عن طريق فحص الأخصائي الباثولوجي
الاستقصاء عن المرض
يتم تقصى Investigation الإصابة بالسرطان عند الأشخاص الأكثر عرضة للسرطان عن طريق اختبارات طبية مثل اختبار الدم، التصوير المقطعي المحوسب Computed axial tomography، أو بـالتنظير الداخلي Endoscopy.
الخزعة أو العينة
تقدم الخزعة Biopsy أو الجراحة عينة للأخصائي الباثولوجي ليتم التعرف على درجة السرطان ومرحلته. بعض الخزعات (كخزعة سرطان الجلد أو الثدي أو الكبد) يمكن أخذها بعيادة الدكتور، أما الخزعات من أعضاء داخلية تتطلب تخدير وتتم عن طريق الجراحة في غرفة العمليات. التوصيفات المقدمة من أخصائي الباثولوجيا عن درجة السرطان ومرحلته ومعلومات أخرى تصبح في غاية الأهمية لأنها تحدد نوع العلاج لهذا المريض. علوم مثل علم الوراثات الخلوية Cytogenetics وعلم الكيمياء الهستولوجيا المناعية Immunohistochemistry قد تقدم في المستقبل معلومات أكثر عن طبيعة السرطانات وأفضل مداواة لكل حالة مصابة.
طرق العلاج
تتم معالجة مرض السرطان بالجراحة Surgery، بالعلاج الكيميائي Chemotherapy أو بالعلاج الإشعاعي Radiotherapy، كما يوجد أيضا العلاج المناعي Immunotherapy والعلاج بأضداد وحيد النسلية Monoclonal Antibody therapy وعلاجات أخرى. يُختار علاج كل حالة حسب مكان السرطان ودرجته ومرحلته وحالة المريض.

يكون هدف العلاج هو إزالة السرطان من جسد المريض من غير تدمير الأعضاء السليمة. وأحيانا يتم هذا عن طريق الجراحة، ولكن ميل السرطان لغزو أنسجة أخرى والانتقال إلى مناطق بعيدة تحد من فعالية هذا العلاج. أيضا العلاج الكيماوي محدود الاستخدام لما له من تأثير مضر وسام على الأعضاء السليمة في الجسم. كما يحدث هذا التأثير الضار في حالة العلاج الإشعاعي.

يعتبر مرض السرطان عبارة عن مجموعة من الأمراض، لذا فمن المؤكد سيكون العلاج عبارة عن مجموعة من العلاجات لمداواة هذا المرض.
العلاج الجراحي

استئصال ورم من الكبدنظريا، السرطانات الصلبة يمكن شفائها بإزالتها عن طريق الجراحة، ولكن ليس هذا ما يحدث واقعياً. عند انتشار السرطان وتنقله إلى أماكن أخرى في الجسم قبل إجراء العملية الجراحية، تنعدم فرص إزالة السرطان. يشرح نموذج هالستيدان Halstedian Model عن تقدم السرطان الصلب، فهي تنمو في موضعها ثم تنتقل إلى العقد الليمفاوية Lymph Nodes ثم إلى جميع أجزاء الجسم.[6] هذا أدى إلى البحث عن علاجات موضعية للسرطانات الصلبة قبل أنتشارها ومنها العلاج الجراحي.

جراحات مثل جراحة استئصال الثدي Mastectomy أو جراحة أستئصال البروستاتا Prostactomy يتم فيها إزالة الجزء المصاب بالسرطان أو قد تتم إزالة العضو كله. خلية سرطانية مجهرية واحدة تكفي لإنتاج سرطان جديد، وهو ما يطلق عليه الانتكاس Recurrence. لذا عند إجراء العملية الجراحية يتم يبعث الجراح عينة من حافة الجزء المزال إلى أخصائي الباثولوجيا الجراحية Surgical Pathologist ليتأكد من خلوها من أية خلايا مصابة، لتقليل فرص انتكاس المريض.

كما أن العملية الجراحية مهمة لإزالة السرطان، فهي أهم لتحديد مرحلة السرطان واستكشاف إذا تم غزو العقد الليمفوية من قبل الخلايا السرطانية. وهذا المعلومات لها تأثير كبير على اختيار العلاج المناسب والتكهن بالمردود العلاجي.

أحيانا تكون الجراحة مطلوبة للسيطرة وتسكين عوارض السرطان، مثل الضغط على الحبل الشوكي أو أنسداد الأمعاء وتسمى بالعلاج المسكنPalliative Treatment.
العلاج الجراحي

استئصال ورم من الكبدنظريا، السرطانات الصلبة يمكن شفائها بإزالتها عن طريق الجراحة، ولكن ليس هذا ما يحدث واقعياً. عند انتشار السرطان وتنقله إلى أماكن أخرى في الجسم قبل إجراء العملية الجراحية، تنعدم فرص إزالة السرطان. يشرح نموذج هالستيدان Halstedian Model عن تقدم السرطان الصلب، فهي تنمو في موضعها ثم تنتقل إلى العقد الليمفاوية Lymph Nodes ثم إلى جميع أجزاء الجسم.[6] هذا أدى إلى البحث عن علاجات موضعية للسرطانات الصلبة قبل أنتشارها ومنها العلاج الجراحي.

جراحات مثل جراحة استئصال الثدي Mastectomy أو جراحة أستئصال البروستاتا Prostactomy يتم فيها إزالة الجزء المصاب بالسرطان أو قد تتم إزالة العضو كله. خلية سرطانية مجهرية واحدة تكفي لإنتاج سرطان جديد، وهو ما يطلق عليه الانتكاس Recurrence. لذا عند إجراء العملية الجراحية يتم يبعث الجراح عينة من حافة الجزء المزال إلى أخصائي الباثولوجيا الجراحية Surgical Pathologist ليتأكد من خلوها من أية خلايا مصابة، لتقليل فرص انتكاس المريض.

كما أن العملية الجراحية مهمة لإزالة السرطان، فهي أهم لتحديد مرحلة السرطان واستكشاف إذا تم غزو العقد الليمفوية من قبل الخلايا السرطانية. وهذا المعلومات لها تأثير كبير على اختيار العلاج المناسب والتكهن بالمردود العلاجي.

أحيانا تكون الجراحة مطلوبة للسيطرة وتسكين عوارض السرطان، مثل الضغط على الحبل الشوكي أو أنسداد الأمعاء وتسمى بالعلاج المسكنPalliative Treatment.

العلاج الإشعاعي (بالإنجليزية: :Radiation therapy أو radiotherapy أو X-ray therapy‏) هو استخدام قدرة الأشعة في تأين الخلايا السرطانية لقتلها أو لتقليص أعدادها. يتم تطبيقه على الجسم المريض من الخارج ويسمى بعلاج حزمة الأشعة الخارجي External beam radiotherapy EBRT أو يتم تطبيقه داخل جسم المريض عن طريق العلاج المتفرع Branchytheray. تأثير العلاج الإشعاعي تأثير موضعي ومقتصر على المنطقة المراد علاجها. العلاج الإشعاعي يؤذي ويدمر المادة المورثة في الخلايا، مما يأثر على انقسام تلك الخلايا. على الرغم أن هذا العلاج يؤثر على الخلايا السرطانية والسليمة، لكن معظم الخلايا السليمة تستطيع أن تتعافى من الأثر الإشعاعي. يهدف العلاج الإشعاعي إلى تدمير معظم الخلايا السرطانية مع تقليل الأثر على الخلايا السليمة. لذا فيكون العلاج الإشعاعي مجزأ إلى عدة جرعات، لإعطاء الخلايا السليمة الوقت لاسترجاع عافيتها بين الجرعات الإشعاعية.

يستخدم العلاج الإشعاعي لجميع أنواع السرطانات الصلبة، كما يمكن استخدامه في حالة سرطان أبيضاض الدم أو الليوكيميا. جرعة الأشعة تحدد حسب مكان السرطان وحساسية السرطان للإشعاع Radiosensitivity وإذا كان هناك جزء سليم مجاور للسرطان يمكن تأثره بالإشعاع. ويعتبر تأثيره على الأنسجة المجاورة هو أهم أثر جانبي لهذا النوع من العلاجات.

العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي Chemotherapy هو علاج السرطانات بالأدوية الكيميائية (أدوية مضادة للسرطان Anticancer Drugs) قادرة على تدمير الخلايا السرطانية. يستخدم حاليا لفظ العلاج الكيميائي للتعبير عن أدوية سامة للخلايا Cytotoxic Drugs وهي تأثر على جميع الخلايا المتميزة بالانقسام السريع، في المقابل يوجد علاج بأدوية مستهدفة. العلاج الكيميائي يتداخل مع انقسام الخلية في مناطق شتى، مثل التداخل عند مضاعفة Duplication الدنا أو عند تكوين الصبغيات Chromosomes. الأدوية السامة للخلايا تستهدف الخلايا سريعة الانقسام، ومن ثم فهي غير محددة الهدف فقد تستهدف الخلايا السرطانية والسليمة على حد سواء، ولكن الخلايا السليمة قادرة على إصلاح أي عطب في الدنا يحصل نتيجة العلاج. من الأنسجة التي تتأثر بالعلاج الكيميائي هي الأنسجة التي تتغير باستمرار مثل بطانة الأمعاء التي تصلح من نفسها بعد انتهاء العلاج الكيميائي.

أحيانايكون تقديم نوعين من الأدوية إلى المريض أفضل من دواء واحد، ويسمى هذا بتجميع الأدوية الكيميائية Combination chemotherapy.

بعض علاجات لسرطان أبيضاض الدم أو الليمفوما تتطلب جرعات عالية من العلاج الكيميائي وإشعاع كامل لجسم المريض Total Body Irradiation TBI لاستئصال نخاع العظم بكامله مما يعطى فرصة للجسم من إنتاج نخاع عظمي جديد ومن ثم إعطاء خلايا دم جديدة. لهذا السبب يتم التحفظ على النخاع العظمي أو الخلايا الجذعية للدم قبل العلاج تحسبا لعدم قدرة الجسم من إنتاج نخاع جديد. ويسمى هذا بتكرار عملية زرع الخلايا الجذعية Autologus Stem Cell Transplantation. في المقابل يمكن زرع خلايا جذعية مكونة للدم Hemapoietic Stem Cells من متبرع أخر ملاءم Matched Unrelated Donor MUD.

العلاج المُستهدف
في أواخر عام 1990، كان استخدام العلاج المستهدف Targeted Therapy أثر كبير في علاج بعض السرطانات. والآن يعتبر من أهم المجالات التي تبحث لعلاج السرطان. يستخدم هذا العلاج أدوية دقيقة تستهدف بروتينات تظهر في الخلايا السرطانية. وتلك الأدوية هي عبارة عن جزيئات صغيرة تقوم بوقف بروتينات بها طفرات وتنتج بكثرة في الخلية السرطانية لأهميتها لتلك الخلية. مثال على ذلك أدوية تكبح بروتين تيروزين كيناز Tyrosine Kinase Inhibitors مثل دواء إماتينيب ودواء جيفيتينب.
أدوية ضِد وحيد النسلية Monoclonal Antibody هي إستراتجية أخرى في العلاج المستهدف. ويكون الدواء عبارة عن ضد Antibody يقبض على بروتين موجود على جدار الخلية. أمثلة تشمل هذا النوع مثل دواء تراستوزوماب Trastuzumab وهو مستضد ضد HER2/neu ويعالج به سرطان الثدي، ويوجد أيضا دواء ريتوكسيماب Rituximab وهو مستضد ضد خلايا ذات تمايز عنقودي 20 (CD20) ويعالج به بعض السرطانات في الخلية الليمفاوية البائية B-cell ودواء سيتوكسيماب Cetuximab وهو مستضد ضد EGFR ويعالج به سرطان القولون والمستقيم وسرطان الرأس والرقبة. أيضاً من العلاجات المستهدفة، أدوية تحتوي على نوويات مشعة Radionuclides مرتبطة ببيبتيدات صغيرة يمكن أن تلتصق بمستقبلات Receptor على سطح الخلية أو ترتبط بالمواد خارج الخلية Extracellular Matrix والتي تحيط بالورم. وعند ارتباط هذه البيبتيدات بسطح أو حول السرطان تقوم النوويات المشعة بالتحلل وتقتل الخلايا السرطانية.

العلاج بالتقو الضوئي Photodynamic therapy PDT هو علاج يشمل ثلاث متطلبات، وهم مادة حساسة للضوء وأكسجين من الأنسجة والضوء (غالبا يكون ليزر).حيث يُعطى المريض مادة حساسة للضوء غير سامة للخلايا، بعدها تنتشر المادة في الجسم وتمتص من الخلايا السرطانية وعلى عكس ذلك لا تقوم الخلايا السليمة بامتصاصه. ثم يوجه الجراح ضوء أو ليزر إلى عضو السرطان، فتتحول بوجود الأكسجين المادة الحساسة من مادة غير سامة إلى مادة سامة داخل الخلايا السرطانية. ويستخدم في علاج سرطانة الخلية القاعدية Basal Cell Carcinoma أو سرطان الرئة. يفيد هذا العلاج أيضا في قتل الأنسجة الخبيثة المتبقية بعد الإزالة الجراحية للورم الكبير.[7]

العلاج المناعي
العلاج المناعي Immunotherapy يختلف عن العلاج المستهدف Targeted Therapy بأنه مصمم لتحفيز جهاز المناعة جسم المريض للقضاء على الخلايا السرطانية. تحث الطرق الحالية من توليد رد مناعي ضد السرطان، ومنها استخدام عصوية كالميت جيران Bacillus Calmette-Guérin BCG داخل المثانة لمنع سرطان المثانة أو استخدام الإنترفيرون أو السيتوكين لتحفيز الجهاز المناعي ضد سرطانة الخلية الكلوية Renal Cell Carcinoma أو سرطان الميلانوما. أيضاً، تستخدم اللقحات مثل لقاح سيبوليوسيل-تي Sipuleucel-T ويتم تكوينه عن طريق أخذ خلايا غصنية Denderitic Cell –خلايا محفزة للجهاز المناعي- من جسم المريض وتحميلها بفوسفتيز البروستاتا الحمضي Prostate Acid Phosphatase وإعادتها ثانيا للجسم. فتقوم بتحفيز للجهاز المناعي محدد ضد الخلايا السرطانية في البروستاتا.

في 2007، قام الباحث اللبناني د.ميشيل عبيد وزملائه باكتشاف مادة تحتوي على مجموعة الانتراسيكلين Anthracycline (مجموعة تتميز بمضادتها للسرطان). حيث أعطى عبيد هذه المادة للفئران مصابة بسرطان، فأرغمت هذه المادة الخلايا السرطانية على إنتاج مادة تدعى الكاريتيكولين calreticulin ووضعها على الغشاء الخلوي للخلايا السرطانية فقط. وجود هذه المادة على سطح الخلية، تمكن الجهاز المناعي من التمييز بين الخلايا السرطانية التي تفرز الكالريتيكولين والخلايا السليمة التي لا تفرزه. مما يؤدي إلى استنفار الجهاز المناعي فتقوم خلاياه بالتهام الخلايا السرطانية ودفع السرطان إلى الموت وتسمى العملية بأحداث الموت المناعيImmunogenic Cell Death.[8] لم يتم تجريب هذا الدواء على الإنسان.

يُعتبر زرع النخاع العظمي من متبرع أخر نوع من العلاج المناعي، بحيث الخلايا المناعية المنتجة من النخاع المزروع ستقوم بمهاجمة الخلايا السرطانية وتطلق على هذه العلاج "تأثير الزرع ضد الورم" graft-versus-tumor effect. وقد تحدث أضرار جانبية شديدة في هذا العلاج.

العلاج الهرموني
قد يوقف نمو بعض السرطانات عن طريق العلاج الهرموني Hormonal Therapy. سرطان كسرطان الثدي والبروستاتا قد تتأثر بهذا النوع من العلاج. يكون إزالة أو تعطيل الإستروجين أو التستيرون من الفوائد المضافة للعلاج.

العلاج الجيني
العلاج الجيني أو بالجينات من أهم الإستراتيجيات الجديدة في مكافحة مرض السرطان. وبرزت اهميته مع تعريف أمراض السرطانات كأمراض جينية، لتُغري الباحثين في البحث عن إصلاح الجينات المعطوبة. ويتم ذلك بصور عديدة منها وضع الجين السليم في غطاء فيروسي أو في جسيمات شحمية موجبة الشحنة Cataionic Liposomes أو عن طريق كهربة الخلايا السرطانية وإرغامها على فتح مسامها لتساعد على امتصاص الجين السليم داخل الخلية السرطانية ويطلق عليها اسم Electroporation. وظهر مؤخرا العلاج عن طريق رنا المتداخلة siRNA لوقف إنتاج البروتينات السرطانية.

ولكن لم يثبت إلى الآن أي نوع من العلاج الجيني في علاج السرطان من قبل إدارة الدواء والغذاء الأمريكية. للمعرفة المزيد عن آراء إدارة الدواء والغذاء الأمريكية في العلاج الجيني أضغط على
هذا الرابط هنا.

السيطرة على أعراض السرطان
غالبا ما تكون السيطرة على أعراض السرطان غير مجدية لعلاج السرطان نفسه، ولكنه مهم جداً لتحسين نوعية حياة المريض، وقد تحدد أيضا إذا كان المريض يستطيع أن يخوض أنواع أخرى من العلاجات. رغم وجود الخبرة لدى الأطباء لمداواة الأعراض مثل الآلام والغثيان والقيء والإسهال والنزيف وأعراض أخرى، إلا إنه قد ظهر نوع جديد من التخصص في العلاج المسكن Palliative Care لأعراض المرضى. تشمل إعطاء الأدوية المسكنة المورفين وأوكسيكودون ومضادات القيء.

الآلام المزمنة تُحس من المرضى بسبب تطور تدمير السرطان للأنسجة أو بسبب العلاج المستخدم (جراحة أو أشعة أو أدوية). وهي في الغالب تدل على قرب نهاية حياة المريض. وتجب عندها إراحة المريض وتسكين ألمه بالمورفينات. يكره المختصين إمداد مرضى السرطان بالمواد المخدرة خشية إدمان المريض لها أو حدوث توقف لتنفس المريض.

يظهر التعب كمشكلة غالبة عند مرضى السرطان، وهو يؤثر على نوعية حياة المريض. ومؤخرا، يتم علاج هذا العرض من قبل الأطباء.

العلاج المكمل والبديل
العلاج المكمل والبديل Complementary and Alternative medicine CAM هو نوع مختلف من العلاجات المتبعة. للأسف معظم هذا العلاج لم يتم اتباع طرق علمية فيه مثل إجراء تجارب إكلينيكية أو تجريبه على الحيوانات. وعند تجربة بعض المواد البديلة لم يتم وجود جدوى لها. وأخر مثال على ذلك، المنتدى السنوي عام 2007 للجمعية الأمريكية لعلم الأورام الإكلينيكي American Society of Clinical Oncology قد أورد فشل تجارب المرحلة الثالثة Phase III للمقارنة بين غضروف سمك القرش في علاج سرطان الرئة.[9] يقصد بالعلاج المكمل هي الطرق أو المواد المستخدمة مع العلاج المتبع. ويقصد بالعلاج البديل هي المواد المستخدمة لتكون بديلة للعلاجات المتبعة. أحصت مجلة علم السرطان الإكلينيكي 453 مريض بالسرطان، وقد قام 69% منهم بتجربة علاج مكمل أو بديل على الأقل لمرة واحدة على الأقل خلال رحلة علاجهم.

من العلاجات المكملة، العلاج بالأعشاب وتوجد الآن تجربة لمعهد الصحة القومي الأمريكي لنبات الدبق Mistletoe مع العلاج الكيميائي لعلاج الأورام الصلبة. يستخدم الوخز بالإبر Acupuncture للسيطرة على الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي مثل الغثيان والقيء. العلاج النفسي، أيضا علاج مكمل، قد يحسن مزاج المريض.

العلاجات البديلة عديدة ومختلفة، وقد قوبلت باستحسان للخوف من الأعراض الجانبية للعلاج المتبع، وللتكلفة. ومع عدم إثبات كفاءة هذا العلاجات في الوقت الحالي، ويُعتبر بعض الأخصائيين الدعاية والترويج لبعض المواد المدعى بكفاءتها في علاج السرطان من باب الدجل والشعوذة.[10]

التجارب العلاجية
التجارب الإكلينيكية Clinical Trials هي عبارة عن تجربة علاج جديد لعينية من المصابين بمرض السرطان. هدفه إيجاد الحل الأمثل لمعالجة المرضى ومساعدتهم في مواجهة المرض. التجارب الإكلينيكية تختبر أنواع جديدة مثل أدوية جديدة، طرق جديدة من العلاج الجراحي أو العلاج الإشعاعي أو الجمع بين العلاجات.

وتعد التجارب الإكلينيكية هي من المراحل الأخيرة الطويلة والحذرة أيضا لاختبار العلاج الجديد. يبدأ البحث عن علاج جديد في المعامل والمختبرات، عندها يقوم العلماء باكتشاف أو تطوير العلاج. وإن كان العلاج واعد، يُجرب على حيوانات مصابة بسرطانات لتحديد مدى قدرة على العلاج وتبين آثاره الجانبية. إذا أثبت جدوى هذا العلاج يتم تجربته على البشر. بالطبع ليس كل علاج مناسب للحيوانات يكون مناسبا للإنسان. ويطالب كل علاج بأن يكون ذو قوة علاجية وآمن.

يُراقب المرضى عند حصولهم على العلاج الجديد من قبل الأطباء. وهذا لعدم التأكد من آثار العلاج المجرب، وقد يحدث أعراض جانبية غير معروفة، وقد يكون العلاج فعال بحيث تستفيد هذه المجموعة من العلاج الجديد المجرب.

التكهن العلاجي
يشتهر مرض السرطان بأنه مرض قاتل. ولكن ينطبق هذا على أنواع محددة من السرطانات. وتوجد علاجات لبعض السرطانات أفضل من علاجات السكتة القلبية والجلطات. ولأول مرة في علم الأورام، يمكن المرضي بالسرطان عودتهم إلى أعمالهم وزيارتهم وممارستهم للرياضة. ويعتبر مريض مثل لانس أرمسترونج، فاز بسباق دراجات فرنسا بعد انتقال سرطان الخصية للدماغ، من الملهمين لمرضي السرطان في كل مكان.

التأثير العاطفي
بعض الدراسات الأولية تقترح أن الأسرة والعلاقات الاجتماعية، وما لها من تأثير نفسي وعاطفي على المريض، قد تقلل من احتمالية وفاة المريض.[11] كما تساعد عوامل مثل الدين والتعلم في تقبل المريض لمرضه أو حتى تقبل قرب آجله.

كما برزت علوم جديدة مثل علم نفسية مريض الأورام Psycho-Oncology لترشد الأطباء والجراحين بتحسين التعامل مع المريض وإبداء التفهم والتعاطف مع كل حالة ومردود ذلك على صحة المريض النفسية والعاطفية. وترفض تلك الدراسات مبدأ "أضرب وأجري" Hit-and-Run ويتمثل في تعريف الحقيقة المؤلمة للمريض دون مواربة بإصابته بالسرطان أو بتردي حالته، وفي المقابل تؤيد تقديم حالة المرض بصورة بطيئة غير مباشرة للمريض لعدم إصابة المريض وأهله بالذعر.[12]

و توجد منظمات تقدم العديد من المساعدات لمرض السرطان. وقد تتمثل في تقديم الإستشارة، النصيحة، المساعدة المالية، توفير أفلام أو وسائط للتعريف بالمرض. وتكون تلك المنظمات إما حكومية أو خيرية وعملها هو مساعدة المريض لتحدي وتخطي مرض السرطان.

أسباب السرطان
تشير كلمة السرطان إلى مجموعة من الأمراض المختلفة فيما بينها، ولكن يجمع ذلك حدوث تغييرات غير طبيعية في المادة المورثة للخلايا السرطانية. وتبحث الدراسات ثلاث مجالات، أولها دراسة الأسباب المسهلة أو المسببة لحدوث تلك التغييرات في المادة المورثة. ثانيها البحث في طبيعة الطفرات ومكان الجينات المطفرة. ثالثها تأثير تلك التغييرات على الخلية وكيفية تحويلها إلى خلية سرطانية مع تعريف خواص تلك الخلية السرطانية.

مسرطنات كيميائية
مواد تحدث طفرات تسمى بالمواد المُطفِرة، وعند تركم عدة طفرات في الخلية قد تصبح سرطانية وتسمى المواد التي تحدث سرطانات مواد مسرطنة. هناك مواد محددة مرتبطة بسرطانات محددة. مثل تدخين السجائر سيجارة مرتبط بسرطان الرئة وسرطان المثانة، والتعرض لحجر الأسبتوس قد يؤدي إلى حدوث أورام الميزوثيليوما Mesothelioma. بعض المسرطو قد التحدث طفرات، فمثال كالكحول من أمثلة المواد المسرطنة وغير مطفرة. ويعتقد أن هذ المواد تأثر على الإنقسام الميتوزي أو الفتيلي وليس على المادة المورثة. فهي تسرع من انقسام الخلايا الذي يمنع أي تدارك لإصلاح أي تلف في المادة المورثة الدنا قد حدثت عند الإنقسام. وأي أخطاء، ظهرت عند الإنقسام، تورث إلى الخلايا البنات. مئات الدراسات العلمية اكدت بوجود علاقة مباشرة بين التدخين وسرطان الرئة. كما تحدثت بعض الدراسات عن انعكاس تقليل التدخين في الولايات المتحدة على انخفاض أعداد المتوفين بسرطان الرئة

إشعاع
التعرض إلى الأشعة قد يسبب سرطانات. إشعاعات منبعثة من الرادون أو التعرض إلى الأشعة فوق البنفسجية من الشمس قد تعرض إلى حدوث سرطانات.

أمراض معدية
قد تنبع بعض السرطانات من عدوى فيروسية، عادة ما يحدث بصورة أوضح في الحيوانات والطيور، ولكن هناك 15% من السرطانات البشرية والتي تحدث بسبب عدوى فيروسية. ومن أهم الفيروسات المرتبطة بالسرطانات هي فيروس الورم الحليمي البشري وألتهاب كبدي الوبائي ب والتهاب كبدي وبائي سي وفيروس إيبشتاين – بار وفَيْروسُ اللَّمْفومةِ وابْيِضَاضِ الدَّمِ البَشَرِيّ. تعد العدوى الفيروسية السبب الثاني، بعد سبب التدخين، في الإصابة بالسرطانات الكبدية وسرطان عنق الرحم.[13] تنقسم السرطانات سببها عدوى فيروسية بحسب تغيير الفيروس الخلية السليمة إلى خلية سرطانية إلى قسمين، أولهما سرطانات فيروسية حادة التغير وثانيهما سرطانات فيروسية بطيئة التغير. في السرطانات الفيروسية حادة أو سريعة التغير، يحمل الفيروس جين يحفز من إنتاج بروتين من جين ورمي وعندها تتحول الخلية السليمة إلى خلية سرطانية. وفي المقابل تتكون السرطانات الفيروسية بطيئة التغير عندما يلتحم جينوم الفيروس في مكان قريب من جين ورمي أولي في الخلية السليمة. وبما أن الفيروس يقوم بتشفير جيناته، فبسبب تجاور الجين الفيروسي والجين الورمي يتم أيضا تشفير الجين الورمي. ولكن حدوث السرطانات الفيروسية البطيئة هي نادرة الحدوث لأن في الغالب يكون التحام الفيروس عشوائي مع جينوم الخلية المصابة. مؤخراً، قد تم اكتشاف ارتباط بين سرطان المعدة وبكتيرية المَلْوِيَّة البَوَّابية helicobacter pylori والتي تُحدث التهاب في جدار المعدة وقد تؤدي إلى إصابتها بالسرطان.[14]

خلل هرموني
قد يحدث الخلل الهرموني آثار تشابه آثار المسرطانات غير المطفرة. فهي تزيد من سرعة نمو الخلايا. زيادة الإستروجين التي تعزز حدوث سرطان بطانة الرحم تعد من أحسن الأمثلة على ذلك.

الوراثة
الوراثة، وهي انتقال جين يحمل طفرة من إحدى الأبويين إلى الأبن، تعد من أهم المسببات لمعظم السرطانات. ولكن حدوث السرطان غير خاضع إلى القواعد الوراثية. ومن أمثلة السرطانات المرتبطة بطفرات مورثة:

ترتبط طفرات في جينات BRCA1 وBRCA2 بشكل كبير مع سرطان الثدي أو سرطان المبيض.
مرض متلازمة لي فراؤميني مرتبط بـساركومة العظم وسرطان الثدي وعدة سرطانات أخرى بسبب طفرة في جين P53.
داء السلائل الغدي العائلي هو مرض وراثي نتيجة طفرة في جين APC وقد يؤدي إلى سرطان القولون.
داء ورم الأرومي الشبكي وهو غالباً ما يحدث في الأطفال الصغار بسبب طفرة في جين ورم الأرومي الشبكي.
متلازمة داون، وهي حمل كروموسوم 21 زائد، تتطور إلى سرطان الليوكيميا أو سرطان الخصية. ويبقى إلى الآن غير معروف سبب تطوره إلى سرطان.


سم العقرب لعلاج السرطان
تم إنتاج شكل جديد من بروتين تم الحصول عليه من سم العقرب المسمى بالعقرب الأصفر واسمه العلمى leiurus quinquestriatusوهو نوع من العقارب السامة في فلسطين هذا البروتين تم الأضافة اليه اليود المشع لعلاج gliomaوقد أطلق على البروتين اسم 601TMحسب ما ذكر الدكتور ادم ماميلاك وهو جراح أعصاب قاد فريق البحث وتم نشر نتائجه في مجلة علم الأورام السريرى الصادرة من الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري JOURNAL OF CLINICAL ONCOLOGY

النحافة تقي من الإصابة بالسرطان
أظهرت دراسة شاملة جديدة أن إنقاص الوزن، حتى من جانب الذين لا يعانون من البدانة، يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في الوقاية من الإصابة بالسرطان.

وقد أجريت هذه الدراسة الشاملة من طرف المعهد العالمي لأبحاث السرطان، وركزت أساسا على العلاقة بين طريقة الحياة (الطعام والشراب والتدخين.. إلخ) وبين الإصابة بالسرطان.

وخلصت الدراسة إلى بعض التوصيات، منها ضرورة تفادي زيادة الوزن بعد سن الـ 21، وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على السكر، وكذلك المشروبات الكحولية، وعدم تناول لحم الخنزير المجفف والمحفوظ.

وتقول الدراسة إنه يتعين على كل الناس الاقتراب من النحافة بقدر الإمكان دون أن يصبحوا أقل من الوزن الطبيعي.

وجاءت نتائج الدراسة بعد فحص 7 آلاف دراسة أخرى أجريت خلال السنوات الخمس الأخيرة.

وتعد هذه الدراسة أشمل ما أجرى من دراسات بشأن المخاطر التي تنتج عن بعض الممارسات الحياتية.

ويرى الباحثون أن الدهون الموجودة بالجسم تلعب دورا حاسما في نمو السرطان، وأن أهميتها أكبر كثيرا مما كان يعتقد في الماضي.

وقال الذين أجروا الدراسة إنهم نشروا قائمة من التوصيات، وليست الوصايا، التي يجب أن يتبعها كل من يرغب في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.

غير أنه يعتقد أن ثلثي حالات الاصابة بالسرطان لا صلة لها بطريقة الحياة، كما أن من الصعب أن يقتنع الكثيرون بتغيير أنماط حياتهم لمنع إصابتهم بالسرطان.

ورغم هذا يمكن منع إصابة 3 ملايين شخص بالسرطان سنويا إذا اتبعت تلك التوصيات حسبما يقول البروفيسور مارتن وايزمان.

في بريطانيا وحدها هناك 200 ألف إصابة بالسرطان سنويا.

العلاقة بين السرطان والأطعمه
ومن أكثر أمراض السرطان شيوعا سرطان القولون والثدي، وتقول الدراسة إن هناك دليلا مقنعا على وجود علاقة بين زيادة نسبة الدهون في الجسم وبين الاصابة بهذين النوعين من الأورام.

وتوضح الدراسة أيضا أن هناك علاقة بين نوعية الأطعمة التي يتناولها الناس وبين الاصابة بسرطان القولون والمستقيم.

بوجه خاص يقول الباحثون إنه يجب عدم تناول اللحوم المحفوظة والمجففة مثل فخذ الخنزير والبيكون والسلامي، وتقليل تناول اللحوم الحمراء إلى 500 جرام في الأسبوع، رغم أن هذا يعني أن بوسع المرء تناول 5 من قطع البورجر أسبوعيا.

ويتعين أيضا الامتناع عن شرب الخمور بكل أنواعها. ويتعين أيضا عدم تناول المشروبات السكرية لأنها تتسبب في زيادة الوزن، كما يجب تقليل تناول عصير الفاكهة.

ويعد التقرير الصادر نتيجة للدراسة التي أجريت، الأول الذي يشجع على الرضاعة من الثدي، التي يرى أنها تقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند الأم، كما تمنع من اصابة الطفل بالسمنة رغم عدم وجود دليل على ذلك

تنويع الأطعمة يساعد على تجنب السرطان
أعلن باحثون أن التنويع في تناول أطعمة معينة كالخلط بين الدجاج والقرنبيط وسمك السلمون والبقلة المائية قد يساعد في مكافحة السرطان.

ويقول العلماء إن الجمع بين نوعين من مكونات الطعام تدعى "سولفورافان" و"سلنومي" يزيد من القدرة على مكافحة مرض السرطان بنحو 13 مرة عن تناول أيهما بشكل منفرد.

وقد يعني هذا الاكتشاف أنه قد يصبح من الممكن تحديد نظام غذائي معين يساعد في القضاء على السرطان.

وتوجد السولفورافان، وهي مادة كيمائية مستخلصة من النباتات وتستخدم لمنع ومعالجة السرطان، بكميات كبيرة مركزة في القرنبيط والكرنب والملفوف والبقلة المائية.

وتحتوي المكسرات والدواجن والأسماك والبيض وبذور دوار الشمس والفطر على كميات غنية من مادة السلنومي.

ويرتبط نقص السلنومي بالإصابة بأنواع كثيرة من السرطان ومن ضمنها سرطان البروستاتا. غير أن الحمية الغذائية تتضمن نصف معدلات السلنومي المعدني.

وركز باحثون من معهد الأبحاث الغذائية على الجينات أو المورثات التي تلعب دورا هاما في تكوين وتطوير الأورام وانتشار خلاياه.

وعندما تم الجمع بين تناول السولفورافان والسلنومي كان هناك أثر أكبر على الجينات من تناول أيهما منفردا.

ويقول الباحثون إنه قد يمكن تطوير أطعمة خاصة أو إصدار نصائح جديدة بشأن الأطعمة الصحية.

وقد يطلب أيضا من الطباخين إعداد وصفات لمكافحة الإصابة السرطان كصحن الدجاج مع الكرنب والملفوف الأحمر وبإضافة المكسرات.

وقال الدكتور يونغ بينغ الباحث البارز بالمركز إن "نتيجة لهذا البحث نأمل في أن نبدأ التجارب على البشر للوقاية من السرطان العام القادم".

---------------------
مراجع
1.^ Cancer Research UK (Jan 2007). UK cancer incidence statistics by age. 2007-06-25.
2.^ WHO (February 2006). Cancer. World Health Organization. 2007-06-25.
3.^ American Cancer Society (December 2007). Report sees 7.6 million global 2007 cancer deaths. Reuters. 2007-12-17.
4.^ أ ب إحصائات المعهد القومي للأورام في مصر، 2004،http://www.nci.edu.eg/lectures/NCI2004.ppt
5.^ Jemal A, Murray T, Ward E, Samuels A, Tiwari RC, Ghafoor A, Feuer EJ, Thun MJ (2005). "Cancer statistics, 2005". CA Cancer J Clin 55 (1): 10-30. PMID 15661684.
6.^ Fisher B (1999). "From Halsted to prevention and beyond: advances in the management of breast cancer during the twentieth century.". Eur J Cancer 35 (14): 1963-73. PMID 10711239.
7.^ Dolmans, DE; Fukumura D, Jain RK (May 2003). "Photodynamic therapy for cancer". Nat Rev Cancer 3 (5): 380-7. PMID 12724736.
8.^ Obeid M et al. (2007). "Molecular determinants of immunogenic cell death: surface exposure of calreticulin makes the difference.". J Mol Med 85 (10): 1069-76. PMID 17891368.
9.^ ScienceDaily: Shark Cartilage Shows No Benefit As A Therapeutic Agent For Lung Cancer. 2007-06-04.
10.^ A Special Message to Cancer Patients Seeking "Alternative" Treatments. 2005-12-16.
11.^ Weihs KL, Enright TM, Simmens SJ (2008). "Close relationships and emotional processing predict decreased mortality in women with breast cancer: preliminary evidence.". Psychosom Med 70 (1): 117-24. PMID 18158376.
12.^ Helft PR, Petronio S (2007). "Communication pitfalls with cancer patients: "hit-and-run" deliveries of bad news". J Am Coll Surg 205 (6): 807-11. PMID 18035266.
13.^ zur Hausen H (1991). "Viruses in human cancers". Science 254 (5035): 1167-73. PMID 1659743.
14.^ Peter S, Beglinger C (2007). "Helicobacter pylori and gastric cancer: the causal relationship". Digestion 75 (1): 25-35. PMID 17429205.




موت , الموت السريري Clinical death ,, الموت البيولوجي Biological Death

الموت هو حالة توقف الكائنات (الحية) نهائيا عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية (مثل التنفس والأكل والشرب والتفكر والحركة والخ) ولا يمكن للأجساد الميتة أن ترجع لمزاولة النشاطات والوظائف الآنفة الذكر.
تعريفات الموت

طبيا هناك تعريفان للموت:

الموت السريري Clinical death هو حالة الانعدام الفجائي لدوران الدم في الاوعية الدموية والتنفس والوعي. في أحيان قليلة يمكن بواسطة انعاش القلب والرئتين Cardiopulmonary resuscitation احياء شخص ميت سريرياً. نقطة مهمة هنا وهي إذا لم يتم التدخل بسرعة في الانعاش فإن الشخص سيدخل حالة الموت البيولوجي.
الموت البيولوجي Biological Death أو أحيانا يسمى الموت الدماغي أيضا هو حالة انعدام وظائف الدماغ وساق الدماغ Brain Stem والنخاع الشوكي بشكل كامل ونهائي. وهذه الأعضاء الثلاثة المذكورة لن ترجع إليها وظائفها أبداً (على الأقل وفقا لمعلوماتنا العلمية والتقنية الحالية).
حسب هذا التعريف فأن الشخص الميت بيولوجيا (دماغياً) يمكن أن يعمل قلبه لبرهة من الزمن حتى بعد موته لأن القلب يدق بنفسه دون أن يكون هناك دماغ شغّال، لكن الشخص الميت دماغيا لا يستطيع التنفس لذلك نسبة الأوكسجين في الدمٍٍٍ تقل بشكل تدريجي وسريع مما يؤدي بالنهاية إلى توقف القلب أيضا عن العمل بسبب قلة الأوكسجين اللازم لعضلات القلب.

أي شخص يتنفس بنفسه دون وجود التنفس الاصطناعي فأن هذا يعني أن هذا الشخص غير ميت بيولوجيا (دماغيا)

قانونياً يمكن ازالة أعضاء أشخاص ميتين دماغيا وزرعها في أشخاص مريضين بحاجة إليها بشرط أن يكون قلب ورئتي الشخص الميت دماغيا شغّالتان بشكل اصطناعي طبعا لأن التنفس مستحيل طبيعيا في حالة الموت الدماغي.

الجسم الميت يبدأ تدريجيا بفقدان درجة الحرارة ويصبح الجسم بارداً ويتحلل تدريجيا بمرور الزمن وتنبعث منه أيضا رائحة كريهة.
الموت وفقا للمفهوم الديني
الموت عبارة عن خروج الروح من جسم الإنسان والأنتقال إلى مرحلة الحياة الأخرى.

أغلب الأديان لا تحدد ماهية الروح هذه والكل يقول بأن هذا سرّ من أسرار الإله.

يؤمن أتباع الديانات المسمات بالسماوية بأن هناك حياة أخرى بعد الموت تعتمد على أيمان البشر أو أفعالهم فينالون العقاب في النار أو الثواب في الجنّة،
الإسلام يقول بان الروح هي من علم الغيب عند الله ويدعو لإحترام الروح والجسد بعد الموت
يومن أتباع الديانة البوذية بدورة من الولادة، الموت وإعادة الولادة لا يخرج منها الإنسان إلا بالوعي الكامل لحقيقة الوجود. وتؤمن ديانات أخرى بتناسخ الأرواح كالهندوسية.

في الكتب العلمية الطبية لا يتم ذكر كلمة الروح بتاتا.
طقوس الموت
تتنوع الطقوس المرتبطة بالموت بحسب الثقافات المختلفة، هناك ثقافات تعمل على التخلص من جثّة الميت إما بدفنها أو بحرقها كما قامت الحضارات الفرعونية في مصر القديمة في تحنيط الجثث وذلك لاعتقادهم بان الروح سترجع مرة أخرى ومن يمس الجثة ستنزل عليه لعنة الفرعون.

يقوم أتباع بعض الديانات كالإسلام بغسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، باستثناء حالات معينة يدفن الميت دون غسل مثل حالة الشهيد بحسب المعتقد الإسلامي ولكن يتم تكفينه.

وفي الثقافات الغربية عموما، يتم تجهيز الميت بشكل مقبول نسبيا وذلك في إطار طقوس توديعه وإلقاء النظرة الأخيرة.

اما في الهند بالنسبة للهندوس فهناك طقوس للميت حيث يجتمع اقاربه في المحرقة ثم يحضر خشب بوزن خاص ويوضع بشكل طولي بين أعمدة من الحديد مثبته في الأرض خصيصا لهذا الغرض وويضع هذا الخشب ثم يؤتى بالميت ويدهن وجهه بقليل من المواد المساعدة على الاحتراق ثم يوضع فوق الخشب المصفوف سابقا" ثم يوضع فوقه بقيه الخشب ثم يبدء بالحرق ويوضع بعض من روث البقر اعتقادا منهم ببركتها للميت ثم ياتي الأقارب ويبدؤن برمي بعض الأشياء الصغيرة من روث وغيرة وهذا بعد أن يحترق اغلب جسدة ثم تاتي عائلته وتأخذ رماد جسدة وتتجه به نحو النهر المقدس ثم ينثر هناك الجدير بالذكر انه في السابق فأن الرجل الهندي الهندوسي عندما يموت فيحرق فان الزوجة تحرق معه..وبعد أن جاءت الدولة الهنديه الحديثة منعت ذلك وعاقبه من يفعله بشدة,,ولكن الهندوس اعقبوا بأن من تخلص لزوجها فأنها ولا شك بأنها ستحرق نفسها معه.

نطرية ريدي

نطرية ريدي
نطرية ريدي هي نظرية تقول بأن جميع الكائنات الحية تتكاثر بواسطة عملية التكاثر. في الطبيعة هناك طريقتان ; تكاثر جنسي و تكاثر لاجنسي و في الطريقتين تتكون الانسال من خلايا مصدرها جسم الكائن البالغ.

التكاثر الجنسي مصدر الانسال من الابوين الذكر والانثى يتطور النسل من خلية تبحث عن اٍتحاد خليتين خاصتين : خلية تكاثر ذكرية مصدرها جسم الذكر وتكاثر انثوية مصدرها جسم الانثى.
التكاثر اللاجنسي مصدر الانسال هو كائن واحد يمكن ان يكون ذكرا أو أنثى وليس من أبوين والنسل يتطور من خلية واحدة أو مجموعة خلايا من الفرد الوحيد.